مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* افلا يتدبرون القرآن 5

اذهب الى الأسفل

* افلا يتدبرون القرآن 5 Empty * افلا يتدبرون القرآن 5

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 7:15 pm


افلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
(قرأ عامي ينتسب إلى مذهب ضال -معروف بشتم الصحابة وأمهات المؤمنين- قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}[الأحزاب:6] فتوقف قليلا عند قوله: {وأزواجه أمهاتهم} فقال بفطرته: كيف نشتم أمهاتنا إن كنا مؤمنين؟ فكان ذلك سببا في هدايته لمذهب أهل السنة ولله الحمد.)
(في قوله تعالى: {والذي أخرج المرعى، فجعله غثاء أحوى} [الأعلى:4-5] هذا مثل للحياة الدنيا، ولعاقبة الكفار، ومن اغتر بالدنيا، فإنهم يكونون في نعيم وزينة وسعادة، ثم يصيرون إلى شقاء في الدنيا والآخرة، كالمرعى الذي جعله غثاء أحوى -أي هشيما متغيرا-. [ابن تيمية]
(في قصة إبراهيم عليه السلام في سورة الأنبياء قال: {وأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين}[الأنبياء:70] وفي الصافات: {فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين}[الصافات:98] وهي قصة واحدة فما الحكمة فيه؟
حاول قراءة الآيات (خاصة آية: 57 من سورة الأنبياء، و97 من الصافات)
(في سورة الأنبياء أخبر الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام أنه كاد أصنامهم {وتالله لأكيدن أصنامكم} [الأنبياء:75] وأخبر أنهم أرادوا أن يكيدوه كذلك {وأرادوا به كيدا} فتقابل الكيدان، فلما عاد عليهم كيدهم عبر بالخسارة.
وفي الصافات قال قبلها: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم}[الصافات:97] فلما رموا نبي الله من فوق البناء إلى أسفل، عاقبهم الله من جنس عملهم فجعلهم هم الأسفلين، وأصبح أمر نبي الله عاليا. [الإسكافي]
(عن الضحاك في قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل... الآية} [الحشر:21]، قال: لو أنزل هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم به وخوَّفته بالذي خوفتكم به إذا لخشع وتصدع من خشية الله، فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله. [الدر المنثور]
(خص الله اليهود بتحريف كلامه في مواضع كثيرة، وهاهم اليوم يجددون هذا المسلك بما أعلنت عنه وزارة خارجية إسرائيل من إطلاق مشروع عالمي لتفسير القرآن بعنوان: "قرآنت" ليكون -بزعمها- وسيلة تربوية، فعلى المسلمين أن يحذروا من الوقوع في هذا الفخ، وليتأملوا جيدًا قول الذي خلقهم وكشف أستارهم: {أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون}[البقرة:75].
({يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد} [المائدة:1] فتأمل - أيها المؤمن - في سطرين فقط، وفي آية واحدة: نداء وتنبيه، أمر ونهي، تحليل وتحريم، إطلاق وتقييد، تعميم واستثناء، وثناء وخبر، فسبحان من هذا كلامه! [د.عويض العطوي]
({لولا أن من الله علينا لخسف بنا}[القصص:82] وهم بالأمس يتضرعون: {يا ليت لنا مثلما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}[القصص:79] قف متأملا متدبرا: كم دعوة حزنت على عدم استجابة الله لك إياها؟ بل قد يسيء البعض بربه الظن، فيخالطه شك أو ريبة أو قنوط! وما علم المسكين أن خيرة الله خير من خيرته لنفسه، كما صرف الشر عن أصحاب قارون، ولكن {ولا يلقاها إلا الصابرون}[القصص:80]. [أ.د.ناصر العمر]
({لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار -إلى قوله:- ثم تاب عليهم}[التوبة:117] فإن قيل: كيف أعاد ذكر التوبة (ثم تاب عليهم) وقد قال في أول الآية: {لقد تاب الله على النبي } قيل: ذكر التوبة في أول الآية قبل ذكر الذنب، وهو محض الفضل من الله تعالى، فلما ذكر الذنب أعاد ذكر التوبة، والمراد منه قبولها. [البغوي]
({فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى}[طه:117] تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة، وخص الذكر بالشقاء فقال: (تشقى) ولم يقل تشقيان؛ لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش، وأما المرأة فهي في خدرها. (ابن القيم)
فهل يعي هذا من يدعو إلى خروج المرأة إلى ميادين العمل بإطلاق وكأن ذلك هو الأصل؟!)
({حتى إذا استيئس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا} [يوسف:110] هذه الآية تجعل الداعية يترقب الخروج من الضيق إلى السعة، مبشرة بعيشة راضية، ومستقبل واعد، رغم المحن القاسية، والظروف المحيطة؛ فالحوادث المؤلمة مكسبة لحظوظ جليلة من نصر مرتقب، وثواب مدخر، وتطهير من ذنب، وتنبيه من غفلة، وكل ذلك خير، فـ(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير)، فلماذا اليأس والقنوط؟ [أ.د.ناصر العمر]
(من أوضح ما يكون لذوي الفهم: قصص الأولين والآخرين، قصص من أطاع الله وما فعل بهم، وقصص من عصاه وما فعل بهم. فمن لم يفهم ذلك ولم ينتفع به فلا حيلة فيه. كما قال تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص}[ق:36] ولهذا قال بعدها: {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد} [ق:37]. [محمد بن عبدالوهاب]
(قوله تعالى: {وكان الكافر على ربه ظهيرا} [الفرقان:55]، هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائما مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور. [ابن القيم]
(قوله تعالى: {وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم} [القلم:51] أي يعينونك بأبصارهم، بمعنى يحسدونك؛ لبغضهم إياك.. وفي هذه الآية دليل على أن العين إصابتها وتأثيرها حق بأمر الله عز وجل. [ابن كثير]
(قوله تعالى: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم} [الملك:22] شبه الكافر في ركوبه ومشيه على الدين الباطل بمن يمشي في الطريق الذي فيه حفر وارتفاع وانخفاض، فيتعثر ويسقط على وجهه، كلما تخلص من عثرة وقع في أخرى. [حاشية الجمل]
(في قول إبليس: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} علق الشنقيطي على ذلك فقال: بل الطين خيرٌ من النار؛ لأن طبيعة النار الخفة والطيش والإفساد والتفريق، وطبيعة الطين الرزانة والإصلاح، تودعه الحبة فيعطيكها سنبلة، والنواة فيعطيكها نخلة، فانظر إلى الرياض الناضرة وما فيها من الثمار اللذيذة، والأزهار الجميلة، والروائح الطيبة؛ تعلم أن الطين خير من النار. [أضواء البيان]
(عن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى: {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين} [الذاريات:36] قال: لو كان فيها أكثر من ذلك لنجاهم الله، ليعلموا أن الإيمان عند الله محفوظ لا ضيعة على أهله.)
(سأل معلم القرآن تلاميذه في الصف الأول الابتدائي (تحفيظ القرآن): متى يستفيد المسلم من القرآن؟ فأجاب أحد الطلاب: إذا فهم معانيه يا أستاذ.
هنيئا لهذه الأسرة التي ربت ابنها هذه التربية التي جعلته يجيب على هذا السؤال الذي لم يكن ذلك الطفل ينتظره.)
(إذا تأملت قوله تعالى: {ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين} [النمل:15] بدا لك فضل العلم على كثير من نعم الحياة، قال السبكي: "فإن الله آتى داوود وسليمان من نعم الدنيا والآخرة ما لا ينحصر، ولم يذكر من ذلك – في صدر الآية – إلا العلم؛ ليبين أنه الأصل في النعم كلها". أ.هـ
فيا من أنعم الله عليه بسلوك سبيل العلم، لا زلت تفضل بعلمك أقواما، فاشكر الله على ذلك، وقل كما قالا: (الحمد لله الذي فضلني...). [إبراهيم الأزرق]
(أركان الولاية اثنان: القوة، والأمانة: {إن خير من استأجرت القوي الأمين}[القصص:26]، {قال عفريت من الجن أنا أتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين}[النمل:39]، فمن العدل أن لا يولى أحد منصبا إلا وهو أهل له في قوته وفي أمانته، فإن ولى من ليس أهلا مع وجود من هو خير منه فليس بعادل. [ابن عثيمين]
({وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله} [آل عمران:101] في الآية دلالة على عظم قدر الصحابة، وأن لهم وازعين عن مواقعة الضلال: سماع القرآن، ومشاهدة الرسول عليه السلام، فإن وجوده عصمة من ضلالهم. قال قتادة: أما الرسول فقد مضى إلى رحمة الله، وأما الكتاب فباق على وجه الدهر. [ابن عاشور]
({ص، والقرآن ذي الذكر} هنا ملمح جميل، تأمل كيف أضيفت كلمة (ذي) إلى الذكر، والذكر هو القرآن، وكلمة (ذي) لا تضاف إلا إلى الأشياء الرفيعة التي يقصد التنويه بشأنها، أما قرأت قوله تعالى: {تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام}؟ وقوله: {وربك الغفور ذو الرحمة}؟ ولا نجد وربك الغفور صاحب الرحمة؛ لأن الكلام عن الله سبحانه وتعالى. [د.عويض العطوي]
({ثم استوى على العرش}[السجدة:3]، يقرن الله تعالى استواءه على العرش باسم (الرحمن) كثيرا؛ لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها. والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء} [الأعراف:56]، فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء. [ابن القيم)
(من ثمرات تدبر أعضاء أسرة "تدبر":
{ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا} [مريم:53] فتأمل في قوله تعالى: (من رحمتنا)!! الأخوة رحمة من رحمات الله، ومن رحمة الله قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وددت لو أني رأيت إخواني".
فهل ترانا نستحق أخوته عليه الصلاة والسلام، ثم نشتاق لرؤيته كما اشتاق لرؤيتنا بأبي هو وأمي؟.)
(قال الإمام سفيان بن عيينة: إني قرأت القرآن فوجدت صفة سليمان عليه السلام مع العافية التي كان فيها: {نعم العبد إنه أواب} [ص:30] ووجدت صفة أيوب عليه السلام مع البلاء الذي كان فيه: {نعم العبد إنه أواب} [ص:44] فاستوت الصفتان، وهذا معافى، وهذا مبتلى، فوجدت الشكر قد قام مقام الصبر، فلما اعتدلا كانت العافية مع الشكر أحب إلي من البلاء مع الصبر. [تهذيب الكمال
(في قول موسى -عليه السلام- بعد أن سقى للمرأتين: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} [القصص:24] قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان قد بلغ به الجوع ما بلغ، وإنه لأكرم الخلق يومئذ على الله. وعلق ابن عطية قائلا: وفي هذا معتبر، وحاكم بهوان الدنيا على الله تعالى. [المحرر الوجيز]
(تأمل كم من الأسرار العظيمة في سورة الفاتحة، وخاصة تحت قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم} إنها دعوة جماعية للهداية تكرس التفوق على الأنا التي تحاصر الآخرين بالخطأ, وتختص نفسها بالصواب، فهو هتاف جماعي, ينشد الهداية, ويتضرع إلى الله بتحصيلها. [د.سلمان العودة]
(إن قوما ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم حسنة، ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي وكذب، ولو أحسن الظن لأحسن العمل، وتلا قول الله تعالى: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} [فصلت:23]. [الحسن البصري]
({وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} [هود:117] تأمل في الجملة الأخيرة (وأهلها مصلحون) ولم يقل: صالحون؛ لأن الصلاح الشخصي المنزوي بعيدا، لا يأسى لضعف الإيمان، ولا يبالي بهزيمة الخير، فكن صالحا مصلحا، وراشدا مرشدا.)
({وبالنجم هم يهتدون} تأمل سر تعليق الاهتداء بالنجم؛ لأن النجوم المرادة ثابتة لا تتغير، ولا تنكسف، وضوؤها مستقر لا يختلف لذاتها، وإنما لعوامل أخرى، ومعرفتها أيسر من معرفة منازل القمر، وعلى قدر إتقانها تكون الدلالة على الطريق والوصول إلى الهدف، فكذلك أدلة المنهج فهي ثابتة مطردة بينة ميسرة، وعلى قدر معرفتها والالتزام بها تكون السلامة والوصول إلى الغاية، وإلا كان الاضطراب والضلال والهلاك. [أ.د.ناصر العمر]
({وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل... الآية} [الأنفال:60] أمر الله سبحانه وتعالى بإعداد القوة للأعداء؛ فإن الله تعالى لو شاء لهزمهم بالكلام، وحفنة من تراب، كما فعل صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يبلي بعض الناس ببعض، فأمر بإعداد القوى والآلة في فنون الحرب التي تكون لنا عدة، وعليهم قوة، ووعد على الصبر والتقوى بإمداد الملائكة العليا. [ابن العربي]
({كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب]
({فبما رحمة من الله لنت لهم} "دلت الآية على أن لينه عليه الصلاة والسلام لمن خالفوا أمره, وتولوا عن موقع القتال؛ إنما كان برحمة من الله, فالله حقيق بحمد نبيه صلى الله عليه وسلم إذ وفقه بفضيلة الرفق لأولئك المؤمنين، وحقيق بحمد أولئك المؤمنين، إذ كان لين رسوله صلى الله عليه وسلم إنما هو أثر من آثار رحمة الله". [محمد الخضر حسين]
({سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} [الزخرف:13] ليستعذ المؤمن -وهو يقرأ هذه الآية- من مقام من يقول لقرنائه: تعالوا نتنزه على الخيل أو في بعض الزوارق؛ فيركبون حاملين مع أنفسهم أواني الخمر والمعازف، فلا يزالون يسقون حتى تميل طلاهم وهم على ظهور الدواب، أو في بطون السفن وهي تجري بهم، لا يذكرون إلا الشيطان، ولا يمتثلون إلا أوامره. [الزمخشري]
أفلا يعتبر بهذا من يعزم على سفر يعصي فيه ربه تعالى؟)
({إن الله يأمر بالعدل والإحسان} [النحل:90] الإحسان فوق العدل، وذلك أن العدل هو أن يعطي ما عليه ويأخذ ما له، والإحسان أن يعطي أكثر مما عليه ويأخذ أقل مما له، فالإحسان زائد عليه، فتحري العدل واجب، وتحري الإحسان ندب وتطوع، ولذلك عظم الله ثواب أهل الإحسان. [الفيروزأبادي]
(ومن أعجب ما ظاهره الرجاء وهو شديد التخويف، قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} [طه:82] فإنه علق المغفرة على أربعة شروط، يبعد تصحيحها. [ابن قدامة]
(من فضائل القرآن أنه المنادي للإيمان، كما قال تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادى للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا} [آل عمران:193] قال محمد بن كعب: ليس كل الناس سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن المنادي القرآن. [تفسير ابن جرير]
(من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه -: {أليس منكم رشيد}؟ [هود:78] أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو يذهب مروءة الإنسان، ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد. [د.عمر المقبل]
(للنجاح لذة وله نشوة، تأمل نداء الناجحين {هاؤم اقرأوا كتابيه} [الحاقة:19] إنه نداء بصوت عال تغمره البهجة: تعالوا جميعا هذا كتابي خذوه فاقرءوه، وبمثلها يصدح المجتهد حين يستلم شهادة التفوق على الأقران، فإن أردت إكسير النجاح الذي لا ينضب في الحياتين فقف طويلا مع التعليل في قوله: {إني ظننت أني ملاق حسابيه}[20]
(قوله تعالى: {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} [الكهف:46] إنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا؛ لأن في المال جمالا ونفعا، وفى البنين قوة ودفعا، فصارا زينة الحياة الدنيا؛ لكن مع قرينة الصفة للمال والبنين، لأن المعنى: المال والبنون زينة هذه الحياة المحتقر فلا تتبعوها نفوسكم. [القرطبي]
(قال تعالى عن اليهود: {بأسهم بينهم شديد}[الحشر:14] يعني أن البأس الشديد الذي يوصفون به إنما يكون إذا كان بعضهم مع بعض، فأما إذا قاتلوكم لم يبق لهم ذلك البأس والشدة؛ لأن الشجاع يجبن والعزيز يذل عند محاربة الله ورسوله, كما قال تعالى قبلها: {لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله}[13]. [الرازي]
(قال ابن هبيرة عند قوله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله}[الكهف:39]: "ما قال: (ما شاء الله كان) أو (لا يكون)، بل أطلق اللفظ؛ ليعم الماضي والمستقبل والراهن" [ذيل طبقات الحنابلة]
(في كل سبعة أيام تأوي إليها؛ لتأمن من غوائل الفتن.. سورة افتتحت بالوسيلة العظمى للنجاة من كل فتنة: "القرآن"، واختتمت بالحسنة العظمى التي لا يبقى معها أثر لأي فتنة: "التوحيد"، وبينهما أربع فتن كبار: فتنة الدين، ونجاتها في آية 28، والمال: ونجاتها في 39، والعلم: ونجاتها بالصبر، والسلطة: ونجاتها بالعدل.. هي "كهفك" من الفتن فأو إليها ينشر لك ربك من رحمته. [عصام العويد]
(ضرب الله مثل الذي لا ينتفع بما أوتي: بالحمار يحمل أسفارا، ولعل من حكم ذكر هذا المثل في سورة الجمعة ألا يكون حظُّ الخطيب والمأموم من خطبة الجمعة كحظهما قبلها!)
(تعيش البيوت هذه الأيام أفراحا واحتفالات بنجاح أبنائها، بعد عام من الجد والتحصيل، وتعظم الحفاوة بحسب منزلة الشهادة، ومن حق المجدين أن يشعروا بالتكريم، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
وقفت متأملا هذا المشهد، وتذكرت أفراح الآخرة، حين يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وقارنت بين ما يبذله الإنسان لدنياه وما يناله من جزاء عاجل،وبين ما يبذله لدينه وما يناله من عطاء بلا حدود،فجاء الجواب:{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}[يونس:58]. [أ.د.ناصرالعمر]
(إن تحويل القرآن إلى ألحان منغومة فحسب، يستمع إليه عشاق الطرب، هو الذي جعل اليهود والنصارى يذيعون القرآن في الآفاق، وهم واثقون أنه لن يحيي موتى! [محمد الغزالي]
(إن المؤمنين قوم ذلت - والله - منهم الأسماع والأبصار والأبدان حتى حسبهم الجاهل مرضى، وهم - والله - أصحاب القلوب، ألا تراه يقول: {وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن} [فاطر:34] والله لقد كابدوا في الدنيا حزنا شديدا، والله ما أحزنهم ما أحزن الناس، ولكن أبكاهم وأحزنهم الخوف من النار. [الحسن البصري]
(يقول أحد الإخوة: كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} [الرحمن: ] آية واحدة تغني عن كثير من المواعظ.)
(من أعظم الغبن أن يخبرنا الله في كتابه بأن جنته - التي أعدها لعباده المتقين - عرضها السماوات والأرض، ثم لا يجد أحدنا فيها موضع قدم! [صالح المغامسي]
(لما حضرت الإمام نافعا المدني - وهو أحد القراء السبعة - الوفاة، قال له أبناؤه: أوصنا! قال: {اتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}.
فما أجمل أن تتضمن وصايانا لأهلنا وأولادنا وصايا قرآنية، فهي أعلى وأغلى أنواع الوصايا، وأعظمها أثرا.)
(في قوله تعالى في أول سورة الفجر: {هل في ذلك قسم لذي حجر} أي: عقل، فنأخذ منها معنى يحسن التنبيه إليه: وهو أن القرآن يخاطب العقول، وبالتالي فلا تناقض بين هداية القرآن ودلالة العقل، بل العقل الرشيد الصادق لا تخطئ دلالته، ولهذا أحالنا القرآن عليه: {لقوم يعقلون}، {لقوم يتفكرون}. [د.سلمان العودة]
(عن الحسن رحمه الله أنه قرأ هذه الآية: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه} [القيامة:4] فقال: إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفا ولا حافرا، فهو يأكل بيديه ويتقي بها، وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه.)
(صيغة الاسم تفيد الثبات والدوام, وصيغة الفعل تفيد التجدد والاستمرار, ومن لطائف هذا التعبير قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}[الأنفال:33] فجاء الفعل (ليعذبهم) لأن بقاء الرسول بينهم مانع مؤقت من العذاب, وجاء بعده بالاسم (معذبهم)؛ لأن الاستغفار مانع ثابت من العذاب في كل زمان. [د.فاضل السامرائي]
(تأمل في قول فتية أهل الكهف: {وهيئ لنا من أمرنا رشدا} طلبوا من الله أن يجعل لهم من ذلك العمل رشدا، مع كونه عملا صالحا، فما أكثر ما يقصر الإنسان فيه، أو يرجع على عقبيه، أو يورثه العجب والكبر! [محمد بن عبدالوهاب]
(إن مجرد طول العمر ليس خيرا للإنسان إلا إذا أحسن عمله؛ لأن طول العمر أحيانا يكون شرا للإنسان وضررا عليه، كما قال تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما، ولهم عذاب مهين} [آل عمران:178]، فهؤلاء الكفار يملي الله لهم - أي يمدهم بالرزق والعافية وطول العمر والبنين والزوجات - لا لخير لهم، ولكنه لشر لهم؛ لأنهم سوف يزدادون بذلك إثما. [ابن عثيمين]
(إذا عبر عن شيء بأحد أجزائه فهذا دليل على أنه ركن فيه ومن هنا أخذت ركنية الركوع والسجود في الصلاة من قوله: {يا أبها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون} [د.محمد الخضيري]
(أبو بكر الصديق هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن؛ لأن الله تعالى يقول: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون} [الحشر:8] فمن سماه الله صادقا فليس يكذب، وقد ناداه الصحابة: فقالوا: يا خليفة رسول الله. [أبو بكر بن عياش]
({ومن يتق الله يجعل له مخرجا} [الطلاق:2] قال ابن مسعود: مخرجه أن يعلم أنه من قبل الله، وأن الله هو الذي يعطيه، وهو يمنعه، وهو يبتليه، وهو يعافيه، وهو يدفع عنه. [الدر المنثور]
({ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة} [البقرة:74]، فائدة تشبيه قسوة القلب بالحجارة مع أن في الموجودات ما هو أشد صلابة منها: هي أن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار ذاب، بخلاف الحجارة. [ابن سعدي]
(نفى الله سبحانه الولد عن نفسه في كتابه في ثمانية عشر موضعا، عشر منها قرنها بالتسبيح، وثمان من غير اقتران؛ وذلك لأن الأمم ضلت في هذا الباب، وجعلوا له ابنا –سبحانه- فاليهود قالوا بعزير، والنصارى قالوا بالمسيح، والمشركون بالملائكة، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. [حسان الرديعان]
(قوله عز وجل: {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين} [فصلت:9] وخلقها في يومين أدل على القدرة والحكمة من خلقها دفعة واحدة في طرفة عين؛ لأنه أبعد من أن يظن أنها خلقت صدفة؛ وليرشد خلقه إلى الأناة في أمورهم. [تفسير الماوردي]
(قوله تعالى: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم} [يونس:57] قال الحسن بن عبد العزيز: من لم يردعه القرآن والموت ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع. [تهذيب الكمال]
(في قوله تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا} [البقرة:245] إشارة إلى أن الصدقة ترجع لصاحبها حقيقة، ناهيك عن الأجر، حيث سماها (قرضا)، والقرض حقه السداد، والمقترض هو الله سبحانه، ومن أوفى من الله؟ فكان رجوعها مقطوعا به. [د.عبدالمحسن المطيري]
(في قوله تعالى {ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } [الأنفال:53] دليل على أن الله جل وعلا قد يسلب النعم بفعل المعصية عقوبة لفاعليها، فهو سبحانه لا يغير ما بهم حتى يحدثوا أحداثا يعاقبهم الله عليها، فيغير ما بهم، ويكون الإحداث سببا للتغيير. [الإمام القصاب]
(في قوله تعالى: {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}[ق:8] قيد الله التبصرة والذكرى للعبد المنيب –وهو الراجع إلى مولاه-؛ لأنه هو المنتفع بالذكرى، وفي قوله تعالى بعدها: {رزقا للعباد}[ق:11] أطلق الوصف بغير تقييد؛ لأن الرزق حاصل لكل أحد، غير أن المنيب يأكل ذاكرا شاكرا للإنعام، وغيره يأكل كما تأكل الأنعام!. [الرازي]
("عندما أقرأ وصف المحتضر -وهو على عتبات الآخرة- وروحه تودع الدنيا، أترك رهبة الصورة تغزو نفسي، وأنا مستكين: {فلولا إذا بلغت الحلقوم * وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين} [الواقعة:83-87]". [محمد الغزالي]
(سئلت أخت أسلمت قريبا عن أعظم آية تستوقفها بعد هدايتها للإسلام؟ فقالت: هي الآية (163) من سورة آل عمران: {هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون}.
نسأل الله لنا ولها الثبات على دينه)
(أعظم آية يوعظ بها آكلو الربا، وأصحاب الأموال -الذين أشغلتهم أموالهم عن طاعة الله- ما ختم الله به آيات الربا، وهي آخر ما أنزله من وحيه، وهي قوله: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} [البقرة:281]. [د.محمد الربيعة]
({وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين} [القصص:77] هي خمس كلمات متباعدة في المواقع، نائية المطارح، قد جعلها النظم البديع أشد تآلفا من الشيء المؤتلف في الأصل، وأحسن توافقا من المتطابق في أول الوضع. [الباقلاني]
({إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} [لقمان:31] ذكر النعم يدعو إلى الشكر، وذكر النقم يقتضى الصبر على فعل المأمور وإن كرهته النفس، وعن المحظور وإن أحبته النفس؛ لئلا يصيبه ما أصاب غيره من النقمة. [ابن تيمية]
({إن الله وملائكته يصلون على النبي} وعبر بالنبي دون اسمه صلى الله عليه وسلم، على خلاف الغالب في حكايته تعالى عن أنبيائه عليهم السلام؛ إشعارا بما اختص به صلى الله عليه وسلم من مزيد الفخامة والكرامة وعلو القدر، وأكد ذلك الإشعار بـ(أل) إشارة إلى أنه المعروف الحقيق بهذا الوصف. [الألوسي]
(لما قال العبد بتوفيق ربه: {اهدنا الصراط المستقيم} قيل له: {ذلك الكتاب لا ريب فيه} هو مطلوبك، وفيه أربك وحاجتك، وهو الصراط المستقيم: {هدى للمتقين} القائلين: {اهدنا الصراط المستقيم} والخائفين من حال المغضوب عليهم والضالين. [ابن الزبير الغرناطي]
(في قول يوسف لإخوته: {فلا كيل لكم عندي} [يوسف:60] فيه مشروعية المقاطعة الاقتصادية؛ لتحصيل غرض مشروع، طالما أن المصلحة الشرعية اقتضتها، فيوسف بين لإخوته أنه ليس بينهم أي تعاون اقتصادي ما لم ينفذوا مطلبه. [أ.د.ناصر العمر]
(تأمل هذه الآيات الثلاث جيدا، وانظر بم ختمت الآية الثالثة منها: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا * ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا * سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا} [الأحزاب:60] ونقترح أن تقرأ تفسير ابن كثير لهذه الآية.)
(تأمل كيف تكون قوة الصلة بالقرآن!
في محاضرة واحدة فقط استدل سماحة الشيخ ابن باز - رحمه الله - فيها بأكثر من مائة آية.
[ذكر ذلك تلميذ الشيخ: د.عمر العيد]
(إظهار الافتقار، والإقرار بالذنب من أسباب إجابة الدعاء، تأمل كيف جمعها يونس عليه السلام في ذلك الدعاء العظيم: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له...} [الأنبياء:87، 88]؟ ولهذا كان سيد الاستغفار من أفضل الأدعية لتضمنه هذا المعنى. [د.محمد الحمد]
(أقسم الله على شدة جحود الإنسان بالعاديات ضبحا, ومناسبة ذلك تذكير الجاحد بأن الخيل لا ينسى فضل مالكه عليه, فيورد نفسه المهالك لأجله تقديرا لنعمة المنعم، فلا تكن البهيمة خيرا وأوفى منك أيها الإنسان. [محمد الخضيري]
({يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} والجلباب الذي يكون فوق الثياب كالملحفة والخمار ونحوها، أي: يغطين بها وجوههن وصدورهن، ثم ذكر حكمة ذلك بقوله: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} لأنهن إن لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، وربما استهين بهن، فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن. [ابن سعدي]
({وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا} [الكهف:100] وجاءت كلمة [عرضا] نكرة، والمعنى: عرضا عظيما تتساقط منه القلوب، ومن الحكم في ذكر ذلك: أن يصلح الإنسان ما بينه وبين الله، وأن يخاف من ذلك اليوم، ويستعد له، وأن يصور نفسه وكأنه تحت قدميه. [ابن عثيمين]
({وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى، قال يا موسى... الآية} [القصص:20 ] انظر كيف جمعت هذه الآية صفات الدعاة الناصحين: حرص على مصلحة الناس، ودفع ما يضرهم، ويتحملون التعب والمشقة من أجلهم، ويقترحون الحلول المناسبة لحل المشاكل. [د.محمد بن عبدالله القحطاني]
({مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا} [الجمعة:5] قال الضحاك: كتبا لا يدري ما فيها! ولا يدري ما هي! هذا مثل ضربه الله لهذه الأمة، أي: وأنتم إن لم تعملوا بهذا الكتاب، كان مثلكم كمثلهم. [الدر المنثور]
({كل نفس بما كسبت رهينة * إلا أصحاب اليمين} [المدثر:38، 39] أي: كل نفس مرتهنة بعملها السيئ إلا أصحاب اليمين، فإنه قد تعود بركات أعمالهم الصالحة على ذراريهم، كما في الآية (21) من سورة الطور: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء} أي: ألحقنا بهم ذرياتهم في المنزلة الرفيعة في الجنة، وإن لم يكونوا قد شاركوهم في الأعمال، بل في أصل الإيمان. [ابن كثير]
({سنسمه على الخرطوم} [القلم:16] عبر بالوسم على الخرطوم - وهو الأنف - عن غاية الإذلال والإهانة؛ لأن السمة على الوجه شين وإذالة، فكيف بها على أكرم موضع منه؟! [الزمخشري]
("وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض -فيما يبدو لك- فتدبره حتى يتبين لك؛ لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}[النساء:82] فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون: {آمنا به كل من عند ربنا}[آل عمران:7] واعلم أن القصور في علمك، أو في فهمك". [ابن عثيمين]
("لو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره، لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك: {أحصاه الله ونسوه}[المجادلة:6]. [أبو حامد الغزالي]
(قال موسى للخضر لما خرق السفينة: {لقد جئت شيئا إمرا}[الكهف:71] وقال له لما قتل الغلام: {لقد جئت شيئا نكرا}[الكهف:74] فما الفرق بينهما؟
الإمر أهون من النكر, وقد لا يكون منكرا كالنكر, وإنما يتعجب منه ومن الغرض منه, والنكر هنا أشد؛ لأنه فعل منكر قد وقع وهو قتل الغلام, بخلاف خرق السفينة فإنها لم تغرق بذلك.)
(في قوله تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}[البقرة:143] دليل على شرف هذه الأمة من وجوه، منها: وصف الأمة بالعدل والخيرية، ومنها أن المزكي يجب أن يكون أفضل وأعدل من المزكى، ومنها: أن المزكي لا يحتاج للتزكية. [ابن عاشور]
(في قوله تعالى: {أتواصوا به بل هم قوم طاغون}[الذاريات:53] دلالة على أنهم إنما اتفقوا لأن قلوبهم تشبه قلوب بعض في الكفر والطغيان؛ فتشابهت مقالاتهم للرسل لأجل تشابه قلوبهم. [الشنقيطي]
(تأملت قوله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}[طه:123] فوجدته على الحقيقة أن كل من اتبع القرآن والسنة وعمل بما فيهما، فقد سلم من الضلال بلا شك، وارتفع في حقه شقاء الآخرة بلا شك إذا مات على ذلك، وكذلك شقاء الدنيا فلا يشقى أصلا، ويبين هذا قوله تعالى: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}. [ابن الجوزي]
(تأمل في سر قول عيسى عليه السلام -أول ما تكلم-: {قال إني عبد الله} [مريم:٣٠] قال وهب: أقر عيسى على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ما تكلم؛ لئلا يتخذ إلها. [تفسير البغوي]
(الزواج من سنن المرسلين، كما قال تعالى: {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}[الرعد:38] فحري بمن وفقه الله لهذه السنة أن يستشعر الاقتداء بهم، فذلك مما يضاعف الأجر، ويعظم المثوبة.)
({وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون}[العنكبوت:12] "ونرى في المتسمين بالإسلام من يستن بأولئك! فيقول لصاحبه -إذا أراد أن يشجعه على ارتكاب بعض العظائم-: افعل هذا وإثمه في عنقي! وكم من مغرور بمثل هذا الضمان من ضعفة العامة وجهلتهم!". [الزمخشري]
({والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر:10] ذكر الله في هذا الدعاء نفي الغل عن القلب، الشامل لقليل الغل وكثيره، الذي إذا انتفى، ثبت ضده، وهو المحبة بين المؤمنين والموالاة والنصح، ونحو ذلك مما هو من حقوق المؤمنين. [ابن سعدي]
({أولئك يسارعون في الخيرات}[المؤمنون:61] هذا دليل على أن المبادرة إلى الأعمال الصالحة؛ من صلاة في أول الوقت -وغير ذلك من العبادات- هو الأفضل، ومدح الباري أدل دليل على صفة الفضل في الممدوح على غيره. [ابن العربي]
({أو تسريح بإحسان}[البقرة:229] هذه الآية في شأن النساء، وإمساكهن بالمعروف، أو تسريحهن بإحسان، ولا يبعد أن يشمل المعنى كل من يتعامل معه من الناس، كموظف أو مدرس، فقد يمكث أحدهم مدة ثم تقتضي المصلحة أن ينتقل إلى ميدان آخر، فهل ينقطع حبل المودة؟ أو يفسر انتقاله بقلة المروءة ونكران الجميل؟ الجواب: لا. فأهل الكرم ينأون بأنفسهم عن ذلك، ويحسنون التسريح والتوديع، فيبقى الود, وتحفظ الذكريات الجميلة وإن تفارقت الأجساد. [د.محمد الحمد]
(من ثمرات تدبركم:
{أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون} [الواقعة:64]حتى الكلمة الطيبة تلقيها فالله يزرعها في القلوب.)
(قال محمد بن عوف الحمصي: رأيت أحمد بن أبي الحواري قام يصلي العشاء، فاستفتح بـ{الحمد لله} إلى {إياك نعبد وإياك نستعين} فطفت الحائط كله، ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوزها ثم نمت، ومررت في السحر، وهو يقرأ: {إياك نعبد} فلم يزل يرددها إلى الصبح. [سير أعلام النبلاء]
(قال تعالى: {فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين} [الأعراف:78] وقال: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين} [هود:67] فحين ذكر الرجفة -وهي الزلزلة الشديدة- ذكر الدار مفردة (في دارهم) ولما ذكر الصيحة جمع الدار (في ديارهم) وذلك لأن الصيحة يبلغ صوتها مساحة أكبر مما تبلغ الرجفة التي تختص بجزء من الأرض؛ فلذلك أفردها مع الرجفة, وجمعها مع الصيحة. [د.فاضل السامرائي]
(تأمل هذه الآية: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} [آل عمران:31] إنها آية واضحة في بيان معيار المحبة والاتباع الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يصح لأحد أن يزايد على هذه المحبة بفعل ما لم يشرعه، فضلا عن الابتداع في دينه بدعوى المحبة، وأشد من ذلك أن يقلب الأمر فيوصف من لم يوافق المبتدع على بدعته، بأن محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ناقصة.)
(تأمل قوله تعالى: {قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين} [الحجر:32] ففيه: أن تخلف الإنسان عن العمل الصالح وحده أكبر وأعظم. [الإمام محمد بن عبدالوهاب]
(تأمل سر التعبير عن العيشة بأنها راضية في قوله: {فهو في عيشة راضية} [الحاقة:21] فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية؛ فإنها اللائقة بهم، فكأن العيشة رضيت بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط، فتأمله. [ابن القيم]
({يوم تبلى السرائر}[الطارق:9] وفي التعبير عن الأعمال بـ(السر) لطيفة، وهو أن الأعمال نتائج السرائر، فمن كانت سريرته صالحة كان عمله صالحا، فتبدو سريرته على وجهه نورا وإشراقا، ومن كانت سريرته فاسدة كان عمله تابعا لسريرته، فتبدو سريرته على وجهه سوادا وظلمة، وإن كان الذي يبدو عليه في الدنيا إنما هو عمله لا سريرته. [ابن ({ولم يجعل له عوجا * قيما} فقوله (قيما) أي: مستقيما لا ميل فيه، ولا زيغ، وعليه: فهو تأكيد لقوله: (ولم يجعل له عوجا) لأنه قد يكون الشيء مستقيما في الظاهر، وهو لا يخلو من اعوجاج في حقيقة الأمر، ولذا جمع تعالى بين نفي العوج، وإثبات الاستقامة. [الشنقيطي]
({ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل}[البقرة:188] والمراد من الأكل ما يعم الأخذ والاستيلاء، وعبر به؛ لأنه أهم الحوائج، وبه يحصل إتلاف المال غالبا، والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض، فهو كقوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم}[الحجرات:11]. [الألوسي]
({لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} عبر بالإدراك أولا، وبالسبق ثانيا؛ لمناسبة حال الشمس من بطء السير، وحال القمر من سرعته. [الزمخشري]
({إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} [الإنسان:9] قال ابن عباس: كذلك كانت نياتهم في الدنيا حين أطعموا.
وقال مجاهد: أما إنهم ما تكلموا به، ولكن علمه الله منهم، فأثنى به عليهم، ليرغب في ذلك راغب. [القرطبي]
({أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم}[محمد:10]، أمر الله بالسير، والسير ينقسم إلى قسمين: سير بالقدم، وسير بالقلب. أما السير بالقدم: فبأن يسير الإنسان في الأرض على أقدامه، أو راحلته لينظر ماذا حصل للكافرين وما صارت إليه حالهم. وأما السير بالقلب: فبالتأمل والتفكر فيما نقل من أخبارهم. [ابن عثيمين]
(لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز، ختم الآية بقوله: {إن الله كان عليا كبيرا} [النساء:34] فذكر بعلوه وكبريائه ترهيبا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها. [د.محمد الخضيري]
(كل قول - ولو كان طيبا - لا يصدقه عمل لا يرفع إلى الله، ولا يحظى بقبوله، ودليل ذلك: {إليه يصعد الكلم والعمل الصالح يرفعه} أي: العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، وهذا يبين لك سرا من أسرار قبول الخلق لبعض الواعظين، وإعراضهم عن آخرين. [د.محمد الخضيري
(كان لحفصة بنت سيرين ابن عظيم البر بها، فمات، فقالت حفصة: لقد رزق الله عليه من الصبر ما شاء أن يرزق، غير أني كنت أجد غصة لا تذهب، قالت فبينا أنا ذات ليلة أقرأ سورة النحل، إذ أتيت على هذه الآية: {ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا، إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون، ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} [النحل :95، 96] قالت: فأعدتها، فأذهب الله ما كنت أجد. [صفة الصفوة]
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى