مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* افلا يتدبرون القرآن 4

اذهب الى الأسفل

* افلا يتدبرون القرآن 4 Empty * افلا يتدبرون القرآن 4

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 7:10 pm

فلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
({ولا تقتلوا أولادكم من إملاق [الأنعام:151]} أي: لا تقتلوهم من فقركم الحاصل،
بينما قال في سورة الإسراء: {ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق [31]}، أي: خشية
حصول فقر في المستقبل؛ ولذا قال بعدها: {نحن نرزقهم وإياكم} فبدأ برزقهم
للاهتمام بهم، أي: لا تخافوا من فقركم بسببهم، فرزقهم على الله. [ابن كثير]
({استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين [البقرة:153]} توجيه رباني
وجدت بركته أخت لنا فجعت بفقد والديها وأخيها وأختها جميعا في حادث قبل أيام، إذ
لما اشتدت عليها المصيبة تذكرت هذه الآية ففزعت للصلاة، موقنة بكلام ربها، فتقسم
أنه نزل على قلبها سكينة عظيمة خففت عليها مصيبتها.
وذلك تأكيد عملي على أثر تدبر القرآن والعمل به في حياة العبد في ظروفه كلها)
("من تأمل ذل إخوة يوسف لما قالوا: {وتصدق علينا} عرف شؤم الزلل" [ابن
الجوزي في صيد الخاطر]
(عن الحسن البصري في قوله تعالى: {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا... الآية
[الروم:6] قال: إنه ليبلغ من حذق أحدهم بأمر دنياه أنه يقلب الدرهم على ظفره،
فيخبرك بوزنه، وما يحسن يصلي!! [الدر المنثور]
(شدة البرد من زمهرير جهنم - كما صح بذلك الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولكمال نعيم أهل الجنة، فإن الله تعالى نفى عنهم الحر المزعج، والبرد المؤلم، فقال
سبحانه: {لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا [الإنسان:13]} فهل يتذكر صاحب
القرآن هذا حينما يقرصه البرد؟! جعلنا الله وإياكم من أهل ذلك النعيم)
(قال تعالى عن المنافقين: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم
قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون [البقرة:14]} فتأمل كيف قالوا: {إنا معكم} مع
أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك؛ لأن المؤمنين يشكون في إيمان
المنافقين، وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم. [ابن عاشور]
({فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك [هود:81]} والحكمة
من نهيهم عن الالتفات ليجدوا في السير، فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة،
أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم. [الألوسي]
وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛
لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، وربما أورثت وهنا.)
(قوله تعالى: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا [الكهف:62]} يدل على جواز الميل إلى
نوع من الشكوى عند إمساس البلوى، ونظيره قول يعقوب: {يا أسفى على يوسف}،
وقول أيوب: {أني مسني الضر}. [ابن عقيل]
{سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب، ويقولون
سبعة وثامنهم كلبهم} ولم يقل: رجما بالغيب، بل سكت، فهذا يدل على أن عددهم
سبعة وثامنهم كلبهم؛ لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث، صار
الثالث صوابا. [ابن عثيمين]
(قال تعالى عن المنافقين: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم
قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون [البقرة:14]} فتأمل كيف قالوا: {إنا معكم} مع
أن مقتضى الظاهر أن يكون كلامهم بعكس ذلك؛ لأن المؤمنين يشكون في إيمان
المنافقين، وقومهم لا يشكون في بقائهم على دينهم. [ابن عاشور]
({والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا... الآية [التوبة:107]} وفي هذه الآية دليل
على أن العمل - وإن كان فاضلا - تغيره النية، فينقلب منهيا عنه، كما قلبت نية
أصحاب مسجد الضرار عملهم إلى ما ترى. [ابن سعدي]
({صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة [البقرة:138]} فسمي الدين صبغة استعارة
ومجازا، حيث تظهر أعماله وسمته على المتدين، كما يظهر أثر الصبغ في الثوب.
[القرطبي]
(يدل قوله تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا [آل عمران:120]}
على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين
الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات
العصر. [عبدالله المخلف]
(قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم
مقتصد ومنهم سابق بالخيرات [فاطر:32]} قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على
السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى مرتبة منه - لئلا ييأس الظالم من رحمة الله،
وأخر السابق لئلا يعجب بعمله. [القرطبي]
(قال الشيخ الشنقيطي - رحمه الله - "لا يثبت القرآن في الصدر، ولا يسهل حفظه،
وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل"
قال الشيخ عطية سالم - وهو ناقل هذه الكلمة -: وقد كان شيخنا لا يترك ورده من
الليل صيفا أو شتاء. )
({ولا تحاضون على طعام المسكين} فتأمل الإتيان بصيغة الجمع في قوله: (ولا
تحاضون) ففي ذلك إشارة إلى أنه ينبغي أن يكون هناك مجهود جماعي في الحث
على الإطعام، ويؤكد هذا أن القرآن - في الفترة المكية - أبرز قضية العناية بحقوق
الناس، وخاصة الضعفاء؛ لأن حفظ الحقوق يحفظ المجتمعات، وبالإطاحة بها تنهار
المجتمعات من داخلها. [د.سلمان العودة]
(يقول أحد الدعاة: رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات، فقررت أن لا
أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه، وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى: {إن الذين
فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق} ثم
ذهبت، فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف.
فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا!)
(قال ابن القيم: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: أمر الله بقدر زائد على ستر
العورة في الصلاة، وهو: أخذ الزينة، فقال تعالى: {خذوا زينتكم عند كل مسجد
[الأعراف:31]} فعلق الأمر بأخذ الزينة لا بستر العورة، إيذانا بأن العبد ينبغي له:
أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة.)
(في قوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا [الملك:2]} ابتلانا الله بحسن العمل، لا
بالعمل فقط، ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه: أي العمل
أفضل؟ ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد
كثرته.)
(أهل العقول الراجحة والقلوب الزاكية: يحسنون الاستماع لما ينفعهم، ويميزون بين
الحسن والأحسن، ويتبعون الأحسن، وهؤلاء هم الذين استحقوا البشرى من ربهم
بقوله: {لهم البشرى فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين
هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب[الزمر:17-18]} فما أعظمه من ثناء! وما أشد
غفلة الكثير عن تدبر مثل هذه الآيات! [د.محمد القحطاني]
({حتى زرتم المقابر} إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف
السنين، فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟ تأمل {قالوا: لبثنا يوما
أو بعض يوم فاسأل العادين [المؤمنون:113]} فيا طول حسرة المفرطين!.)
({أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها [الرعد:17]}قال ابن عباس: هذا مثل
ضربه الله, احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فما ينفع
معه العمل, وأما اليقين فينفع الله به أهله. [الدر المنثور]
("أسباب الخروج عن الصراط المستقيم إما الجهل, أو العناد، فالذين خرجوا عنه
لعنادهم: المغضوب عليهم، وعلى رأسهم اليهود، والذين خرجوا لجهلهم: كل من لا
يعلم الحق وعلى رأسهم النصارى، وهذا بالنسبة لحالهم قبل البعثة - أي النصارى-
أما بعد البعثة فقد علموا الحق، وخالفوه؛ فصاروا هم واليهود سواء، كلهم مغضوب
عليهم" [ابن عثيمين]
("وحيث جاء ذكر القرض الحسن في القرآن؛ فإن ذلك يجمع أمورا ثلاثة:
1) أن يكون من طيب ماله لا من رديئه وخبيثه.
2) أن يخرجه طيبة به نفسه.
3) أن لا يمن به ولا يؤذي. [ابن القيم]
(قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر
وذكر الله كثيرا) هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه
وسلم في أقواله و أفعاله و أحواله. (ابن كثير)
(سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه هذه الآيات: {أم خلقوا من غير شيء أم هم
الخالقون * أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون [الطور:35، 37] } فقال: كاد
قلبي أن يطير!
والسؤال: كم مرةً توقفنا عند هذه الأسئلة العظيمة القامعة لكل شبهة؟
(تأمر آخر آية من سورة المزمل، وما فيها من التأكيد على قراءة القرآن مهما كانت
الظروف، من مرض وسفر وقتال في سبيل الله! فهل يعتبر المقصرون في قراءة
القرآن بسبب أعمال لا تداني هذه الأعذار؟)
("العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي، كما قال تعالى:
{وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير [الملك:10]} أما العقل الذي
لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي، فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه، وليس هو العقل
بمعنى الكلمة" [الشنقيطي]
({أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين [آل
عمران:142]} "العقلاء يستحيون أن يطلبوا السلعة الغالية بالثمن التافه - وهم يبدون
استعدادهم للتضحية بأنفسهم في سبيل ما ينشدون - إلا أن الاستعداد أيام الأمن يجب
أن لا يزول أيام الروع" [محمد الغزالي]
(قال بعض السلف: متى أطلق الله لسانك بالدعاء والطلب فاعلم أنه يريد أن يعطيك؛
وذلك لصدق الوعد بإجابة من دعاه، ألم يقل الله تعالى: {فإني قريب أجيب دعوة
الداعي إذا دعان}. [البقرة:186] [شرح الحكم]
({ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}[آل عمران:159] ليعتبر بهذه الآية
من يتولى أمرا يستدعي أن يكون بجانبه أصحاب يظاهرونه عليه, حتى يعلم يقينا أن
قوة الذكاء وغزارة العلم، وسعة الحياة وعظم الثراء: لا تكسبه أنصارا مخلصين, ولا
تجمع عليه من فضلاء الناس من يثق بصحبتهم, إلا أن يكون صاحب خلق كريم، من
اللين والصفح والاحتمال. [محمد الخضر حسين]
({إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت}[هود:88] أي: ليس لي من المقاصد إلا أن
تصلح أحوالكم، وتستقيم منافعكم، وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي، شيء
بحسب استطاعتي، ولما كان هذا فيه نوع تزكية للنفس، دفع هذا بقوله: {وما توفيقي
إلا بالله}. [ابن سعدي]
(كان سحرة فرعون آية في اليقين الصحيح, والإخلاص العالي, عندما رفضوا
الإغراء, وحقروا الإرهاب, وداسوا حب المال والجاه, وقالوا للملك الجبار: {فاقض
ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا}[طه:72، 73] وشتان بين هؤلاء الذين
يستهينون بالدنيا في سبيل الله, وبين الذين يسخرون الدين نفسه في التقرب من كبير,
أو الاستحواذ على حقير. [محمد الغزالي]
(قوله تعالى لنبيه: {فلا تطع المكذبين} [القلم:8] ذلك أبلغ في الإكرام والاحترام، فإن
قوله: لا تكذب، ولا تحلف، ولا تشتم، ولا تهمز، ليس هو مثل قوله: لا تطع من يكون
متلبسًا بهذه الأخلاق؛ لما فيه من الدلالة على تشريفه وبراءته من تلك الأخلاق. [ابن
تيمية]
(تأمل في خطاب شعيب لقومه: {أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا
حسنا، وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه، إن أريد إلا الإصلاح ما
استطعت}[هود:88] فلهذه الأجوبة الثلاثة -على هذا النسق- شأن: وهو التنبيه على
أن العاقل يجب أن يراعي في كل ما يأتيه ويذره أحد حقوق ثلاثة: أهمها وأعلاها حق
الله تعالى، وثانيها: حق النفس، وثالثها: حق الناس. [البيضاوي]
(الآية التي ذكر فيها العم ضمن الآباء قوله تعالى: {أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب
الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلهك وإله آبآئك إبراهيم وإسماعيل
وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون}[البقرة:133].
قال ابن كثير رحمه الله: وهذا من باب التغليب لأن إسماعيل عم يعقوب.)
({يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين * قال سآوي إلى جبل يعصمني من
الماء}[هود:42، 43] إن سلوك طريق المؤمنين ومجالستهم، والانحياز إليهم هو
سبيل النجاة الحقة؛ لأنهم في كنف الله وعنايته، حتى وإن تقاذفتهم الفتن، وكانت
أسبابهم يسيرة، كسفينة من خشب في أمواج كالجبال، كما أن سلوك طريق الكافرين
والمنافقين والانحياز إليهم هو سبيل الهلاك، حتى وإن توفرت لهم الأسباب المادية
المنيعة كالجبال في علوها وصلابتها. [فهد العيبان]
({إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله
غفور رحيم}[البقرة:218] لو قال قائل في هذه الآية العظيمة: أنا أرجو رحمة الله
وأخاف عذابه. ننظر: هل هو من المتصفين بهذه الصفات؟ فإن كان كذلك فهو
صادق، وإلا فهو ممن تمنى على الله الأماني؛ لأن الذي يرجو رحمة الله حقيقة، لا بد
أن يسعى لها. [ابن عثيمين]
(في قوله تعالى عن موسى عليه السلام: {رب إني لما أنزلت إلي من خير
فقير}[القصص:24] إشارة إلى سبب عظيم من أسباب إجابة الدعاء، وهو إظهار
الافتقار إلى الله عز وجل. [د.محمد الحمد]
(عن قتادة في قوله تعالى: {من الجنة والناس} قال: (إن من الناس شياطين, فنعوذ
بالله من شياطين الإنس والجن). [الدر المنثور]
(الشريعة جامعة بين القيام بحق الله تعالى كالصلاة والذكر، وبين القيام بمصالح
النفس كالسعي في الرزق؛ وذلك ظاهر من قوله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا

في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}[الجمعة:10].
[تدبر]
({وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن}[القصص:80] إيثار ثواب
الآجل على العاجل حالة العلماء، فمن كان هكذا فهو عالم, ومن آثر العاجل على
الآجل فليس بعالم. [ابن هبيرة]
({فمن عفي له من أخيه شيء}[البقرة:178] إطلاق وصف الأخ على المماثل في
الإسلام أصل جاء به القرآن؛ وجعل به التوافق في العقيدة كالتوافق في نسب الإخوة
بل أشد، وحقا فإن التوافق في الدين رابطة نفسانية، والتوافق في النسب رابطة
جسدية، والروح أشرف من الجسد! [ابن عاشور]
({عفا الله عنك لم أذنت لهم}[التوبة:43] هل سمعتم بمعاتبة أحسن من هذه؟ بدأ
بالعفو قبل المعاتبة. [مورق العجلي]
(قول موسى للخضر: {هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا}[الكهف:66] نموذج لطالب العلم الجاد والأدب مع العلماء، فموسى عليه السلام نبي مرسل، ولم تكن تلك المنزلة لتمنعه أن يتعلم ممن أقل منه، بل قطع الفيافي والقفار، ولم يتعاظم على العلم، وذهب في سبيله واجتهد حتى وصل. [عويض العطوي]
(قال الشافعي في قوله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين:15]: في هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يومئذ.
وعلق ابن كثير فقال: وهذا الذي قاله الإمام الشافعي في غاية الحسن، وهو استدلال بمفهوم هذه الآية، كما دل عليه منطوق قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة, إلى ربها ناظرة}[القيامة:22-23]
(في قوله تعالى: {آتنا غداءنا}[الكهف:62] دليل على اتخاذ الزاد في الأسفار، وهو رد على الجهلة الأغمار، الذين يقتحمون الصحاري والقفار، زعما منهم أن ذلك هو التوكل على الله الواحد القهار، هذا موسى نبي الله وكليمه من أهل الأرض قد اتخذ الزاد مع معرفته بربه، وتوكله على رب العباد. [القرطبي]
({ومن شر حاسد إذا حسد} العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم، فكل عائن حاسد ولا بد, وليس كل حاسد عائنا، فإذا استعاذ العبد من شر الحسد دخل فيه العين، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته. [ابن القيم]
({كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}[البقرة:187] إن العلم الصحيح سبب للتقوى؛ لأنهم إذا بان لهم الحق اتبعوه، وإذا بان لهم الباطل اجتنبوه، ومن علم الحق فتركه, والباطل فاتبعه, كان أعظم لجرمه, وأشد لإثمه. [السعدي]
({قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين}؟ [الأنبياء:55] هكذا قال قوم إبراهيم -لما دعاهم إلى التوحيد- فهم يدركون أن الدين الحق لا يجتمع مع اللعب والباطل، فكيف يريد بعض المنهزمين أن تعيش الأمة بدين ملفق يجمع أنواعا من اللعب والباطل مع شيء من الحق؟ {فماذا بعد الحق إلا الضلال}؟ [د.عمر المقبل]
(في قوله تعالى: {يسأله من في السماوات والأرض} من الإنس والجن والملائكة وكل المخلوقات, {كل يوم هو في شأن}[الرحمن 29] وفي هذا حفاوة بالدعاء والسؤال والتعرض لنفحات ذي الجلال، فإنها مظنة تعجيل التبديل والتغيير، فإذا سألوه وألحوا في سؤالهم، كان من شأنه أن يجيب سائلهم، ويغير أحوالهم من الهوان والتخلف والجهل والمرض والفرقة والضياع, إلى الرفعة والمجد والعلم والعافية والاتحاد. وهذه مناسبة اتصال أول الآية بآخرها. [د.سلمان العودة]
(في قوله تعالى: {يتيما ذا مقربة}[البلد:15] تعليم أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة، كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد من يكفله. [القرطبي]
(في قوله تعالى: {نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين}[الواقعة:73] لطيفة، وهي: أن الله تعالى قدم كونها تذكرة على كونها متاعا؛ ليعلم العبد أن الفائدة الأخروية أتم, وبالذكر أهم. [الرازي]
(في قوله تعالى: {فيهن قاصرات الطرف}[الرحمن:56] قال الحسن: (قاصرات الطرف على أزواجهن لا يردن غيرهم، والله ما هن متبرجات ولا متطلعات). [الدر المنثور]
وفي هذا دلالة على عظم خلق الحياء، وأنه ممتد إلى عالم الآخرة.)
(ثبت في الشريعة العفو عن الخطأ في الاجتهاد، حسبما بسطه العلماء وأهل الأصول، ومنه قوله تعالى: {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}[الأنفال:86]. [الشاطبي]
({إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}[الجمعة:9] إذا أمر الله بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس، وتحرص عليه، فترك غيره من الشواغل من باب أولى، كالصناعات وغيرها. [السعدي]
(مخالفة ما تهوى الأنفس شاقة، وكفى شاهدا على ذلك حال المشركين وغيرهم ممن صمم على ما هو عليه، حتى رضوا بإهلاك النفوس والأموال ولم يرضوا بمخالفة الهوى، حتى قال تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم}[الجاثية:23]. [الشاطبي]
(كان سهل بن عبد الله التستري يقول: إنما خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {وقلوبهم وجلة}[المؤمنون:60].
(قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا, يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}[الأحزاب:70، 71] وعد من الله لمن قال قولا سديدا أن يصلح عمله، ويغفر ذنبه، فهل ترانا نشتري إصلاح أعمالنا وغفران ذنوبنا بتسديد أقوالنا؟ [مشاركة من أحد المشتركين]
(في قصة أصحاب الكهف تكرر رد العلم إلى الله: {ربكم أعلم بما لبثتم}[19], {ربهم أعلم بهم}[21], {قل ربي أعلم بعدتهم}[22], {قل الله أعلم بما لبثوا}[26]؛ لأن العبرة هو العلم بثباتهم وتبرؤهم مما عليه قومهم، وأما غيره فالجهل به لا يضر. [د.محمد الخضيري]
(عن أبي المثاب القاضي قال: كنت عند القاضي إسماعيل يوما؛ فسئل:لم جاز التبديل على أهل التوراة، ولم يجز على أهل القرآن؟ فقال: قال الله تعالى في أهل التوراة: {بما استحفظوا من كتاب الله} [المائدة:44]، فوكل الحفظ إليهم. وقال في القرآن: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] فلم يجز التبديل عليهم! [تاريخ قضاة الأندلس].
({ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}[الطلاق:4] إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة، وأن الله يعطيك من الخير -وإن كنت لا تحتسبه- فهذه لا شك بشرى، وإذا رأيت عكس ذلك، فصحح مسارك فإن فيك بلاء، وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية. [ابن عثيمين]
(ما أحسنها من تربية يربينا بها ربنا، لما أثبت في سوره الفاتحة أن الحمد كله له؛ علل ذلك بأنه رب العالمين، والرحمن الرحيم، ومالك يوم الدين. وبهذا تطمئن القلوب، وتنقاد النفوس، ويزداد إقبالها على ما أمرت به. [د.محمد الخضيري]
(قوله تعالى: {كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم} [النساء:94] فيه تربية عظيمة، وهي أن يستشعر الإنسان -عند مؤاخذته غيره- أحوالا كان هو عليها تساوي أحوال من يؤاخذه، كمؤاخذة المعلم التلميذ بسوء إذا قصر في إعمال جهده، وكذلك هي عظة لمن يمتحنون طلبة العلم، فيعتادون التشديد عليهم، وتطلب عثراتهم. [ابن عاشور]
(قرأ قارئ عند عمر: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد:24] وعنده شاب فقال: اللهم عليها أقفالها، وبيدك مفاتيحها، لا يفتحها سواك؛ فعرفها له عمر، وزادته خيرا. [تفسير الطبري]
(علق قتادة على قول يوسف عليه السلام: {ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس}[يوسف:38] فقال: إن المؤمن ليشكر ما به من نعمة الله، ويشكر ما في الناس من نعم الله. [الدر المنثور]

(ضرب الله مثلين منفرين، فقال تعالى: {فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}[الأعراف:176]، وقال تعالى {كمثل الحمار يحمل أسفارا}[الجمعة5:] فالمثل الأول ضربه للعالم الضال المنسلخ عن العلم النافع، دائم اللهاث وراء شهواته، وأما المثل الثاني فضربه الله للذين يحملون التوراة في عقولهم، لكنهم لم يستفيدوا منها ولم ينتفعوا بها في حياتهم، فماذا يفرقون عن الحمار حامل الأسفار؟ [صلاح الخالدي]
({فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة}[النساء:129] في هذه الآية إشارة إلى المبادرة في الحسم وإصلاح الشأن: إما بالوفاق أو الفراق، بعد أن تتخذ الوسائل المشروعة، ولعل ذلك لا يقف عند مسألة الزوجية، بل يتعداه إلى أمور كثيرة من شأنها أن تعقد المشكلات، أو تنشئها إن لم تكن موجودة، فاللائق -في الأحوال التي لا يسوغ فيها التروي- أن تحسم الأمور ولا تظل معلقة، ليعرف كل طرف ماله وما عليه؛ ولئلا يبقى في النفوس أثر يزداد مع الأيام سوءا. [د.محمد الحمد]
(هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}[الفرقان:3]. [ابن باز]
(من عمل بهذا القرآن تصديقا وطاعة وتخلقا: فإن الله تعالى يرفعه به في الدنيا وفي الآخرة، وذلك لأن هذه القرآن هو أصل العلم ومنبع العلم وكل العلم، وقد قال الله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة:11] [ابن عثيمين]
(تدبر قوله تعالى {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق}[البقرة:109] تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان، فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه، إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته, إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم، وفي أيديهم ما يزعمون أنه خير منه. [الإمام القصاب]
(تأمل قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا}[الأنبياء:87] وقوله تعالى: {ولا تكن كصاحب الحوت}[القلم:48] تجد أنه أضاف كلمة (ذا) إلى (النون)، وكلمة (صاحب) إلى (الحوت) والمقصود واحد وهو يونس عليه السلام وسر ذلك -والله أعلم- أن النون اسم للحوت العظيم، وكلمة (ذا) تطلق مع ما يدل على العظمة. [د.عويض العطوي]
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى