مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* افلا يتدبرون القرآن 2

اذهب الى الأسفل

* افلا يتدبرون القرآن 2 Empty * افلا يتدبرون القرآن 2

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 6:58 pm

افلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
{ "وليس في القرآن لفظ إلا وهو مقرون بما يبين به المراد، ومن غلط في فهم القرآن
فمن قصوره أو تقصيره ". [ابن تيمية]
{ "قال تعالى - في قصة موسى مع السحرة -: (إما أن تلقي وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أ
َلْقَى[طه/65]) والحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا
فرغوا من بهرجهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له، وانتظار منهم لمجيئه،
فيكون أوقع في النفوس، وكذا كان". [ابن كثير]
{ "مع أهمية حفظ القرآن الكريم، إلا أننا نجد أمراً غريباً في عالمنا الإسلامي، حيث
إن فيه مئات الألوف من المدارس التي تعتني بحفظ القرآن، على حين أننا لا نكاد نجد
مدرسة واحدة متخصصة بتدبره وفهمه والتفكر فيه". [أ.د.عبدالكريم بكار]
{ قال عباس بن أحمد في قوله تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم
سبلنا..الآية[العنكبوت/69])، قال: الذين يعملون بما يعلمون، نهديهم إلى ما لا
يعلمون. [اقتضاء العلم العمل، للخطيب البغدادي]
{ "من لطائف التفسير النبوي أنه فسر آيتين من سورة الأنعام بآيتين من سورة
لقمان: ففسر آية: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ[82]) بآية: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ[13])، وفسر آية: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ[59]) بآية: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ
وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ
بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [34])، ولم أجد له صلى الله عليه وسلم غيرها".
[د.مساعد الطيار]
{ "تدبر قوله تعالى: (وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ[النساء/102]) حيث قال:
(لهم) مما يدل على أن الإمام ينبغي أن يعتني بصلاته أكثر؛ لأنه لا يصلي لنفسه، بل
يصلي لمن خلفه من المأمومين أيضا". [د.عبدالرحمن الدهش]
{ في قوله تعالى: (رب اشرح لي صدري ...) إلى قوله: (كي نسبحك كثيرا
[طه/25-33])، وقوله: (فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/5-6]) أدب من آداب
الدعاء، وهو نبل الغاية، وشرف المقصد، وقريب منه قوله صلى الله عليه وسلم:
(اللهم اشف عبدك فلانا، ينكأ لك عدوا، ويمشي لك إلى صلاة). [د.محمد الحمد]
{ لو سألت أي مسلم: أتؤمن بأن القرآن هدى، ونور، ورحمة، وشفاء، وحياة للقلب؟
لأجابك - وبلا تردد -: نعم! ولكنك تأسف إذا علمت أن الكثير من المسلمين لا يعرف
القرآن إلا في "رمضان"! فهو كمن يعلن عن استغنائه عن هدى الله، ونوره،
ورحمته، وشفائه، وحياة قلبه أحد عشر شهرا! (د.عمر المقبل)
{ "فوالله الذي لا إله إلا هو! ما رأيت - وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب –
أعظم إلانة للقلب، واستدرارا للدمع، وإحضارا للخشية، وأبعث على التوبة، من تلاوة
القرآن، وسماعه". [عبدالحميد بن باديس]
{ قال ابن مسعود: (اقرؤوا القرآن وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر
السورة) فمما يعين على قراءة "التدبر" المحركة للقلوب أن يكون حزب القارئ
(وقت القراءة) لا (مقدار القراءة)، فمثلاً: بدلا من تحديد جزء يوميا، يكون نصف
ساعة يوميا؛ لئلا يكون الهم آخر السورة. [عبدالكريم البرادي]
{ "إذا كان كلام العالم أولى بالاستماع من كلام الجاهل، وكلام الوالدة الرؤوم أحق
بالاستماع من كلام غيرها، فالله أعلم العلماء وأرحم الرحماء، فكلامه أولى كلام
بالاستماع والتدبر والفهم". [الحارث المحاسبي]
{ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَرَأَ: (أَلْهَاكُمُ
التَّكَاثُرُ*حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ)، فبكى، ثم َقَالَ: يَا مَيْمُونُ! مَا أَرَى الْمَقَابِرَ إِلا زِيَارَةً،
وَلابد لِلزَائِرِ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى مَنْزِلِهِ في الجنة أو النار! [تفسير ابن أبي حاتم ، الرقة
والبكاء لابن أبي الدنيا]
{ شأن أهل الإيمان مع القرآن: "(وإِذا تليت عليهم آَياته زادتهم إيمانا[الأنفال/2])؛
لأنهم يلقون السمع، ويحضرون قلوبهم لتدبره، فعند ذلك يزيد إيمانهم؛ لأن التدبر من
أعمال القلوب؛ ولأنه لا بد أن يبين لهم معنى كانوا يجهلونه، أو يتذكرون ما كانوا
نسوه، أو يحدث في قلوبهم رغبة في الخير، أو وجلا من العقوبات، وازدجارا عن
المعاصي". [السعدي]
{ "ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه (الأعمى) ولم يذكر باسمه؛
ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع على النبي حديثه مع صناديد مكة؛
وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه في عصرنا بذوي الاحتياجات
الخاصة". [د. محمد الخضيري]
{ ما الذي جعل العلامة الشنقيطي يقول عن هذه الآية: (يعلمون ظاهرا من الحياة
الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون[الروم/7]): "يجب على كل مسلم أن يتدبر هذه
الآية تدبرا كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس"؟
الجواب في قوله - رحمه الله -: "لأن من أعظم فتن آخر الزمان - التي ابتلي بها
ضعاف العقول من المسلمين - شدة إتقان الإفرنج لأعمال الدنيا، مع عجز المسلمين
عنها، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال على الحق، وأن العاجز عنها ليس على
حق، وهذا جهل فاحش، وفي هذه الآية إيضاح لهذه الفتنة، وتخفيف لشأنها، فسبحان
الحكيم الخبير ما أعلمه، وأحسن تعليمه!"}
{ تأمل قوله تعالى: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) فإذا كان الخليل
طامعا في غفران خطيئته، غير جازم بها على ربه، فمن بعده من المؤمنين أحرى أن
يكونوا أشد خوفا من خطاياهم". [الإمام القصاب]
{ "ومن أصغى إلى كلام الله، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعقله، وتدبره
بقلبه، وجد فيه من الفهم، والحلاوة، والهدى، وشفاء القلوب، والبركة، والمنفعة ما لا
يجده في شيء من الكلام؛ لا نظماً، ولا نثرا". [ابن تيمية]
{ قال وهب بن منبه - في قوله تعالى : (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون[لأعراف/204]) -: "من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على
العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم".}
{ قال تعالى: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) أي: خائفة، يقول الحسن
البصري: "يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب
ربهم، إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا". [تفسير
الطبري]
{ كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى : (ومن يتق الله يجعل له
مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب[الطلاق/2-3]) - إلا الرزق المالي ونحوه من
المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي: "ورزق الله يكون بتيسير الصبر
على البلاء". [صيد الخاطر]
{ "نزل القرآن على أعظم عضو في الجسم (القلب) ليستنهض بقية الجوارح للتدبر
والعمل، قال تعالى: (نزل به الروح الأمين على قلبك [الشعراء/93])، فمن لم
يحضر قلبه عند التلاوة أو السماع فلن ينتفع بالقرآن حقا (إن في ذلك لذكرى لمن كان
له قلب [ق/37])"
{ قال ابن عيينة في تفسير قوله تعالى: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا)
قال: لما أخذوا برأس الأمر صاروا رؤوسًا، وقال بعض العلماء: بالصبر واليقين،
تنال الإمامة في الدين. [تفسير ابن كثير]
{ "كان الحسن البصري يعظ فيقول: المبادرة، المبادرة! فإنما هي الأنفاس، لو
حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله تعالى! رحم الله امرأ نظر إلى
نفسه، وبكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ هذه الآية: (إنما نعد لهم عدا[مريم/84]) يعني
الأنفاس، آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في
قبرك!"}
{ قال ابن عباس لابن عمرو بن العاص: أي آية في القرآن أرجى عندك؟ فقال: قول
الله: (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا), فقال ابن عباس: لكن أنا أقول:
قول الله: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى! قال: أولم تؤمن قال بلى)
فرضي من إبراهيم قوله: (بلى) فهذا لما يعرض في الصدور، ويوسوس به الشيطان.
[تفسير ابن أبي حاتم]
{ استنبط بعض العلماء من قوله تعالى - عن المنافقين - : (ولا تصل على أحد منهم
مات أبدا... الآية [التوبة/84]) أن هذه الآية تدل على شرعية صلاة الجنازة؛ فلما
نهى عن الصلاة على المنافقين دل على مشروعيتها في حق المؤمنين. [تفسير
{ استعمل لفظ "الأمَّة" في القرآن أربعة استعمالات:
[1]الجماعة من الناس، وهو الاستعمال الغالب، كقوله: (ولكل أمَة رسول).
[2]في البرهة من الزمن،كقوله: (وادكر بعد أمة).
[3]في الرجل المقتدى به، كقوله: (إن إبراهيم كان أمة).
[4]في الشريعة والطريقة، كقوله: (إنا وجدنا آباءنا على أمة) [الشنقيطي]
{ "ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أفكر في الخلاص منه بكل حيلة
،فما استطعت،فعرضت لي هذه الآية: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا[الطلاق/2])
فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى
فوجدت المخرج". [ابن الجوزي]
{ "من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا، نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه،
نطق بالبدعة، قال تعالى: (وإن تطيعوه تهتدوا[النور/54])". [أبو عثمان الهروي]
{ "تدبر قوله تعالى: (ولا تتبعوا خطوات الشيطان[البقرة/168]) فتسمية استدراج
الشيطان "خطوات" فيه إشارتان:
[1]الخطوة مسافة يسيرة ،وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة ،أو
المعصية، حتى تألفها النفس.
[2]قوله:"خطوات" دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية.
[فهد العيبان]
{ من القواعد التي تعينك على التدبر: "أن تعلم أن الله إذا أمر بشيء كان ناهيا عن
ضده، وإذا نهى عن شيء كان آمرا بضده، فمثلاً: إذا أمر بالتوحيد وبر الوالدين فهو
نهي عن الشرك وعقوق الوالدين، وإذا نهى عن إضاعة الصلاة والجزع والتسخط،
كان ذلك أمرا بالمحافظة على الصلاة، ولزوم الصبر، وعلى هذا فقس". [ابن سعدي]
{ تأمل قوله تعالى: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحدهم ملء
الأرض ذهبا ولو افتدى به[آل عمران/91]) فلو أن كافرا تقرب بسبيكة ذهبية بحجم
الكرة الأرضية؛ لينجو من النار ما قبل منه، بينما لو جاء أفقر مسلم مر على الدنيا
كلها، فإن مآله إلى الجنة، فهل ندرك عظيم نعمة الله علينا بالهداية للإسلام؟!
[د.عبدالرحمن المحمود]
{ من موانع التدبر: الغناء، فهو "يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن، وتدبره، والعمل
بما فيه ،فالقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدا؛ لما بينهما من التضاد، فالقرآن
ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة الشهوات، والغناء يأمر بضد ذلك كله،
ويحسنه، ويهيج النفوس إلى الشهوات، فيثير كامنها، ويحركها إلى كل قبيح". [ابن
{ قال رجل للحسن: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله، وتدبرته، كدت أن آيس،
وينقطع رجائي، فقال: "إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير،
فاعمل وأبشر". [سير أعلام النبلاء]
{ سئل أبو عثمان النهدي - وهو تابعي كبير -: أي آية في القرآن أرجى عندك؟ فقال:
ما في القرآن آية أرجى عندي - لهذه الأمة - من قوله: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم
خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، عسى الله أن يتوب عليهم، إن الله غفور رحيم).
[الدر المنثور]
{ "في سماع القرآن تأثير عجيب، وقوة لا تقهر، اعترف بها الكفار، وأعلنوا أن
إمكانية غلبتهم مرهونة برد هذا التأثير بطريقتين:
1- عدم السماع.
2- إشاعة اللغو (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون).
فتأمل - يا مؤمن - كيف قالوا: لا تسمعوا، ولم يقولوا لا تستمعوا؟ لماذا؟".
 "اعترافا منهم بقوة تأثير أدنى درجات الاستماع، وهو (السماع) فكيف بما فوقه؟
وقالوا: (والغوا فيه) فأشعر ذكر اللغو (وهو الصياح والصفير) وذكر حرف الجر
(في) بأن المقصود تداخل ذلك مع أصوات القرآن حتى يكون في أثنائه وخلاله! فأين
نحن من هذا المؤثر العظيم؟ ولم لا نجاهدهم به جهادا كبيرا؟ [د.عويض العطوي]
{ علق العلامة السعدي على قوله تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا
غليظ القلب لانفضوا من حولك... الآية) بقوله: "فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله،
ويدعي اتباعه والاقتداء به، أن يكون كلا على المسلمين، شرس الأخلاق، شديد
الشكيمة عليهم، غليظ القلب، فظ القول، فظيعه؟")
(في قوله تعالى - في سورة يوسف عن النسوة-: (فلما رأينه)، وقول الملك ليوسف:
(فلما كلمه) فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر، وأما الرجال فيروقهم جمال المنطق
والمخبر. [د.محمد الحمد]
((فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب[الشرح/7-8]) هذه خطة لحياة المسلم
وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي: فإِذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل
دنيوي، وإذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني أخروي، فالمسلم يحيا حياة
الجد والتعب، فلا يعرف وقتا للهو واللعب أو البطالة قط. [أبو بكر الجزائري]
("لا تظن أن قوله تعالى: (إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم) يختص بيوم
المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة: الدنيا، والبرزخ، والآخرة، وأولئك
في جحيم في دورهم الثلاثة! وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة
الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟!". [ابن القيم]
( قال تعالى في الأشهر الحرم - وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، ومحرم، ورجب -:
(إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض
منها أربعة حرم [التوبة/36]) قال ابن عباس: اختص من ذلك أربعة أشهر، فجعلهن
حرما وعظم حرمتهن، وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم.)
(قال قتادة - في قوله تعالى عن الأشهر الحرم -: (فلا تظلموا فيهن أنفسكم) قال: إن
الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواه، وإن كان الظلم على
كل حال عظيما ولكن الله يعظم من أمره ما شاء)
(سورة (ق) ما من أحد يرددها، فيفتح مسامع قلبه لها إلا فتحت كل السدود التي
تراكمت بسبب الذنوب... إن الآمر بقوله: (ألقيا في جهنم) هو نفسه القائل: (ادخلوها
بسلام) هو أيضا الآمر: (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) فيا قارئ (ق) قد لا تنجو من
الأولى، وتظفر بالثانية إلا بالثالثة. [عصام العويد]
((يمحق الله الربا ويربي الصدقات [البقرة/276]) وهذا عكس ما يتبادر لأذهان كثير
من الخلق، أن الإنفاق ينقص المال، وأن الربا يزيده، فإن مادة الرزق وحصول
ثمراته من الله تعالى، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته وامتثال أمره، فالمتجرئ على
الربا، يعاقبه الله بنقيض مقصوده، وهذا مشاهد بالتجربة. [السعدي]
("في القرآن بضعة وأربعون مثلاً، والله تعالى - بحكمته - يجعل ضرب المثل سببا
لهداية قوم فهموه ،وسببا لضلال لقوم لم يفهموا حكمته، كما قال تعالى: (فأما الذين
آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم، وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا
يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين [البقرة/26])". [الشنقيطي]
("لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق،
اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلاً لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، إنها امرأة
فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، ولا المغريات حولها، أن تعلق قلبها بربها،
فأثمر ذلك: الثبات، ثم الجنة، بل وصارت قدوة لنساء العالمين". [د.عمر المقبل]
(قال قتادة في قوله تعالى: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون[الذاريات/21]): "من تفكر في
خلقه علم أنه إنما لينت مفاصله للعبادة".)
(قال مجاهد في تفسير قوله تعالى: (وذللت قطوفها تذليلا [الإنسان/14]): "أدنيت
منهم يتناولونها، إن قام ارتفعت بقدره، وإن قعد تدلت حتى يتناولها، وإن اضطجع
تدلت حتى يتناولها، فذلك تذليلها".)
(سئل الضحاك عن قوله تعالى: (عجوز عقيم) و(الريح العقيم) و(عذاب يوم عقيم)
فقال: "العجوز العقيم التي لا ولد لها, والريح العقيم التي لا بركة فيها ولا منفعة ولا
تلقح, وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة له". [الدر المنثور]
(تأمل في حكمة تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى: (وضرب الله مثلا قرية
كانت آمنة مطمئنة[النحل/112])؛ فالطمأنينة لا تحصل بدون الأمن، كما أن الخوف
يسبّب الانزعاج والقلق، وفي قوله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف) سر لطيف؛
لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة
اللباس للابسه. [ابن عاشور]
((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا [التوبة/51]): "إنما لم يقل: ما كتب علينا؛ لأنه
أمر يتعلق بالمؤمن، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له؛ إن كان خيرا فهو له في
العاجل، وإن كان شرا فهو ثواب له في الآجل". [الوزير ابن هبيرة]
(قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب وأنت
لم تنتج شيئا مفيدا، ولا نافعا، ولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله
تعالى: (...) ثم ذكر الشيخ الآية، وهي موجودة في صفحة (297) من المصحف،
فحاول أن تستخرجها.)
(قال ابن القيم في "مدارج السالكين": "أمر الله تعالى في كتابه بالصبر الجميل،
والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: الصبر
الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه،
والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه".)
(رجح ابن العربي - في "أحكام القرآن" - أن المراد بالفضل في قوله تعالى: (ولقد
آتينا داود منا فضلا[سبأ/10]) حسن الصوت، ثم قال: "والأصوات الحسنة نعمة من
الله تعالى وزيادة في الخلق ومنه، وأحق ما لبست هذه الحلة النفيسة والموهبة الكريمة
كتاب الله؛ فنعم الله إذا صرفت في الطاعات فقد قضي بها حق النعمة".)
(أحد الشباب كان يعاني من تعلقه ببعض الفواحش، وكان يجد شدة في تركها، حتى
أذن الله بذهاب حبها من قلبه بسبب تدبره لقوله تعالى - عن يوسف عليه السلام -:
(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) فرجع لنفسه وقال: لو
كنت مخلصا لأنجاني ربي كما أنجى يوسف، ولم يمض وقت طويل حتى صار هذا
الشاب أحد الدعاة إلى الله.)
("صعد أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه المنبر ليستسقي فلم يزد على الاستغفار،
وقراءة آيات الاستغفار، ومنها قوله تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا *
يرسل السماء عليكم مدرارا) ثم قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل
بها المطر". [تفسير ابن كثير]
("دلت آية الوضوء[المائدة/6] على سبعة أصول، كلها مثنى:
طهارتان: الوضوء والغسل.
ومطهران: الماء والتراب.
وحكمان: الغسل والمسح.
وموجبان: الحدث والجنابة.
ومبيحان: المرض والسفر.
وكنايتان: الغائط والملامسة.
وكرامتان: تطهير الذنوب وإتمام النعمة.)
(تأمل قدرة الله في هذه الآية: (وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح
أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا [الفرقان/53]) يقول العلامة الشنقيطي:
"حدثني من أثق به أنه أتى نهاية نهر السنغال الذي يصب في المحيط الأطلسي، وأنه
جلس يغترف بيده من النهر عذبا فراتا، وبيده الأخرى من البحر ملحا أجاجا، فما
أعظم الله وأجل قدرته!".)
(استنبط بعض العلماء من قوله تعالى: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن
مقيلا[الفرقان/24]) أن حساب أهل الجنة يسير، وأنه ينتهي في نصف نهار، ووجه
ذلك: أن قوله: "مقيلا": أي مكان قيلولة، وهي الاستراحة في نصف النهار.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى