مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ا* فلا يتدبرون القرآن 1

اذهب الى الأسفل

ا* فلا يتدبرون القرآن 1 Empty ا* فلا يتدبرون القرآن 1

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 07, 2011 6:45 pm

فلا يتدبرون القرآن
اعداد : طارق فتحي
الجزء الاول
تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف،وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم،وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته
{ يستحيون نسائكم[البقرة/49]أي: يستبقون بناتكم,والاستحياء من الحياة.
المن[البقرة/57]: هو شئ كالعسل فيه حلاوة يسقط على الشجر من السماء ثم يتجمد,وأصل المن: كل ما من الله به مما لا عمل فيه ولا كد.
السلوى[البقرة/57]: هو اسم طائرٍ من الطيور.}
{ حقيقة التدبر:
إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله،وما تدبُّر آياته إلا باتباعه،وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده،حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما أسقطت
منه حرفاً وقد - والله - أسقطه كله،ما يُرى القرآن له في خلق ولا عمل. [الحسن البصري]}
دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاءآخر أن يتقبله الله، قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام -بعد أن دعا بعدة أدعية-:
{ علق ابن كثير على قوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)فقال: وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام، إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العِدّة، بل وعندَ كلّ فطر.}
{ قد علم أنه من قرأ كتاباً في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغباً في فهمه وتصور معانيه، فكيف بمن يقرأ كتاب الله تعالى ـ الذي به هداه، وبه يعرف
الحق والباطل، والخير والشرـ؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى. [ابن تيمية]
{ تأمل! جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع، وقلبك هذا، الذي هو ـ في حجمه ـ كقطعة صغيرة من هذا الجبل، كم سمع القرآن وقرأه؟
ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟ والسر في ذلك كلمة واحدة: إنه لم يتدبر. (أ.د.ناصر العمر)
{ جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال: (وَلَهُ الحمد فِي السماوات والأرض[الروم/18])، وقال: (وَهُوَ الله لا إله إِلاَّ هُوَ لَهُ الحمد فِي الأولى والآخرة[القصص/70])فتبين بهذا أن الألف واللام في(الحمد)مستغرقة لجميع أنواع
المحامد، وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به.
(الأمين الشنقيطي)
{ من مفاتيح التدبر التأني في القراءة:
روى الترمذي وصححه أن أم سلمة نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا، وهذا كقول أنس - كما في البخاري -: كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مداً.
وقال ابن أبي مليكة: سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفاً حرفا، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجاً.}
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)[النور/ 35]
تأمل.. وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون هم أذكى منك! وأكثر اطلاعًا منك! وأقوى منك! وأغنى منك!
فاثبت على هذا النور، حتى تأتي - بفضل الله - يوم القيامة مع (النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ)[التحريم/8]
{ وصية من إمام عاش مع القرآن:
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، واسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن
يعرف اللغة العربية. [ابن باز]
{ تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى: (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ
قَطِرَانٍ)[إبراهيم/50] وذلك - والله أعلم - لأن له أربع خصائص: حار على الجلد، وسريع الاشتعال في النار، ومنتن الريح، وأسود اللون، تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل!
ثم تذكر - أجارك الله من عذابه - أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة،
كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة! [الزمخشري]
{ إياك - يا أخي - ثم إياك، أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه، ولا
كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه، واعلم أن العاقل، الكيس، الحكيم، لا
يكترث بانتقاد المجانين. (الأمين الشنقيطي)
{ قال تعالى: (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا)
تأمل.. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟!
لا شك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى!
جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.}
{ "ينبغي للقارىء أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود
المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو
الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة". (النووي) "تأمل
قوله تعالى ـ لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام ـ: (فلما رآه مستقراً عنده)
فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال: (مستقراً) وكأنه قد
أتي به منذ زمن، والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن
تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش
بلقيس، فتبارك الله القوي العظيم". [ابن عثيمين]
{ "المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله
وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه،
فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهداً
وشفيعاً، وأنيساً وحرزاً، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا
والآخرة". (الإمام الآجري)
{ تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعاء عباد الرحمن - أواخر سورة
الفرقان - (واجعلنا للمتقين إماما) ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء! فكيف بمن
بذل الجهد في طلبه؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه، جعلنا الله تعالى
أئمة للمتقين. [د.محمد العواجي]
{ "من النصح لكتاب الله: شدةُ حبه وتعظيمُ قدره، والرغبة في فهمه، والعناية بتدبره؛
لفهم ما أحبَّ مولاه أنْ يفهمه عنه، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه،
وإن ورد عليه كتاب منه، عني بفهمه؛ ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه، فكذلك الناصح
لكتاب ربه، يعنى بفهمه؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ويتخلق بأخلاقه،
ويتأدُّب بآدابه". [ابن رجب]
{ إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة: (الذين آتيناهم الكتاب) فهذا لا يذكره الله
إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة: (أوتوا نصيبا من الكتاب) فلا تكون إلا في
معرض الذم، وإن قيل فيهم: (أوتوا الكتاب) فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به
الممدوحون فقط، وإذا جاءت (أهل الكتاب) عمت الفريقين كليهما. [ابن القيم]
{ "إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن،لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف،
ولا أنفع، ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما
وحبا له، وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله". [الحارث
{ "الصبر زاد، لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة؛ لتمد الصبر
وتقويه: (واستعينوا بالصبر والصلاة، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
{ "القلب لا يدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه ما ينجسه من الكبر والحسد، قال تعالى:
(أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم)، وقال تعالى: (سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ
يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ
لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا) وأمثال ذلك". [ابن تيمية]
{ قال حازم بن دينار: رأيت رجلاً قام يصلي من الليل، فافتتح سورة الواقعة، فلم
يجاوز قوله (خافضة رافعة) حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته، فقلت: بأبي أنت
وأمي! ما (خافضة رافعة) - أي لماذا استمررت طول الليل ترددها -؟! فقال: إن
الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبداً، ورفعت قوما لا ينخفضون أبداً، فإذا الرجل
عمر بن عبدالعزيز رحمه الله.}
{ "وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن، وأراد به متاجرة مولاه الكريم، فإنه
يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة".
{ "إذا حبست عن طاعة، فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله وثبطهم عن
الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد، قال تعالى: (ولو أرادوا الخروج
لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)". [د.مساعد
بن سليمان الطيار]
{ "ما أحسن وقع القرآن، وبل نداه على القلوب التي ما تحجرت، ولا غلب عليها
الأشر والبطر، والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد! هو والله نهر الحياة المتدفق على
قلوب القابلين له، والمؤمنين به، يغذيها بالإيمان، والتقوى لله تعالى، ويحميها من
التعفن والفساد، ويحملها على كل خير وفضيلة". [الشيخ صالح البليهي]
{ "في سورة الشعراء آية (52) قال تعالى - في قصة أصحاب موسى -: (أن أسر
بعبادي) فلما ضعف توكلهم، ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف
الشريف، فقال عنهم (آية 61): (قال أصحاب موسى إنا لمدركون)". [د.محمد بن
عبدالله بن جابر القحطاني]
{ بقي الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - يبكي ما بين المغرب
والعشاء لما بدأ بتفسير قوله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) وأخذ
يردد : الأرض أصلحها الله، فأفسدها الناس!!
والسؤال أخي - وبعد قراءة هذه القصة المعبرة -: هل تسموا همتك لتكون ممن يساهم
في إصلاح الأرض بعد إفسادها؟!}
{ في مثل هذا اليوم وقعت غزوة بدر الكبرى، التي سماها الله (يوم الفرقان)، وجاءت
سورة الأنفال تتحدث عن تفاصيل هذه الغزوة، وما فيها من الدروس والعبر، فحري
بالمؤمن أن يتدبرها، ويتأملها، ويعتبر بما فيها من آيات عظيمة، ومما ينصح به:
قراءة تفسير العلامة السعدي لهذه السورة، مع تعليق ابن القيم عليها في زاد المعاد.}
{ "في غزوة بدر تعانق السلاح المادي مع التكوين الإيماني: فالنبي صلى الله عليه
وسلم هيأ الجيش، ونظم الجند، واختار المواقع، ورفع المعنويات، ثم توجه إلى ربه
في ضراعة وإلحاح، يستنزل النصر، ويناشد المدد، فتحقق المراد (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ
فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (*) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى
وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ)". [د.صالح ابن حميد]
{ "إذا التبست عليك الطرق، واشتبهت عليك الأمور، وصرت في حيرة من أمرك،
وضاق بها صدرك، فارجع إلى القرآن الذي لا حيرة فيه، وقف على دلائله من
الترغيب والترهيب، والوعد والوعيد، وإلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة
وترك المعصية، فإنك تخرج من حيرتك، وترجع عن جهالتك، وتأنس بعد وحشتك،
وتقوى بعد ضعفك". [نصر بن يحيى بن أبي كثير].
{ من بركة الإقبال على القرآن حسن الخاتمة: فقد مات شيخ الإسلام ابن تيمية عند
قوله تعالى: (إن المتقين في جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر)، وآخر آية
فسرها العلامة الشنقيطي هي: (أولئك كتب في قلوبهم الإيمان) وغير ذلك كثير جداً،
فنسأل الله تعالى حسن الختام.}
{ من موانع فهم القرآن والتلذذ به: "أن يكون التالي مصراً على ذنب، أو متصفاً
بكبر، أو مبتلى بهوى مطاع، فإن ذلك سبب ظلمة القلب وصدئه، فالقلب مثل المرآة،
والشهوات مثل الصدأ، ومعاني القرآن مثل الصور التي تتراءى في المرآة،
والرياضة للقلب بإماطة الشهوات مثل الجلاء للمرآة". [ابن قدامة]
{ "تدبر هذه الآية: (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا
وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ) الله أكبر! كل هذه الأعمال العظيمة: هَجرة، وإخراج من
الديار، وجهاد، بل وقتل، ومع ذلك يقول الله: (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ)! وأحدنا اليوم
يجر نفسه لصلاة الفرض جرا، ويرى أنه بلغ مرتبة الصديقين!". [عبدالعزيز
{ "صليت خلف الشيخ عبدالرحمن الدوسري - رحمه الله - كثيراً، فما أذكر أنه
استقامت له قراءة الفاتحة بدون بكاء، خصوصاً عند قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك
نستعين)". [د.عبدالعزيز بن محمد العويد]
{ "صلاة الليل أعون على تذكر القرآن والسلامة من النسيان، وأعون على المزيد
من التدبر، ولذا قال سبحانه: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) قال ابن
عباس: (وأقوم قيلاً): أدنى أن يفقهوا القرآن، وقال قتادة: أحفظ للقراءة".
{ "(وما أدراك ما ليلة القدر؟)كم من شرف عظيم تميزت به هذه الليلة؟ شرف
المنزل فيها، وشرف الزمان، وشرف العبادة، وشرف المتنزلين، وشرف العطاء بلا
حدود، ومسك ذلك: (سلام هي مطلع الفجر) فيا لطول حسرة المفرطين! ويا أسفى
على من تخلف عن ركب المشمرين!". [أ.د.ناصر العمر]
{ "كم من معان دقيقة من أسرار القرآن تخطر على قلب المتجرد للذكر والفكر،
وتخلو عنها كتب التفاسير، ولا يطلع عليها أفاضل المفسرين، ولا محققوا الفقهاء".
[عبدالرؤوف المناوي]
{ قام ابن المنكدر يصلي من الليل، فكثر بكاؤه في صلاته، ففزع أهله، فأرسلوا إلى
صديقه أبي حازم، فسأله: ما الذي أبكاك؟ فقال: مر بي قوله تعالى: (وبدا لهم من الله
ما لم يكونوا يحتسبون!) فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما، فقال أهل ابن المنكدر:
جئنا بك لتفرج عنه فزدته! فأخبرهم ما الذي أبكاهما.}
{ "ذكرت ليلة القدر في سورة القدر خمس مرات، واشتملت على خمس فضائل:
إنزال القرآن، وأنها خير من ألف شهر، وأن الملائكة والروح (جبريل) تتنزل فيها،
وفيها يفرق كل أمر، وأنها سلام حتى هي حتى مطلع الفجر، فهل نقدرها حق قدرها،
ونعظمها كما عظم الله شأنها؟". [د.محمد الربيعة]
{ "البكاء مستحب مع القراءة، وطريق ذلك: أن يحضر قلبه الحزن، فمن الحزن ينشأ
البكاء، وذلك بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد، والمواثيق والعهود، ثم يتأمل
تقصيره في أوامره وزواجره، فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء،
فليبك على فقد الحزن والبكاء، فإن ذلك أعظم المصائب". [أبو حامد الغزالي]
{ "من المفاتيح المعينة على تدبر القرآن: معرفة مقصد السورة، أي: موضوعها
الأكبر الذي عالجته، فمثلا: سورة النساء تحدثت عن حقوق الضعفة كالأيتام،
والنساء، والمستضعفين في الأرض، وسورة المائدة في الوفاء بالعقود والعهود مع
الله ومع العباد، بينما سورة الأنعام - هي كما قال أبو إسحاق الإسفراييني -: فيها كل
قواعد التوحيد، وقس على ذلك". [د.عصام العويد]
{ قام نبيك صلى الله عليه وسلم ليلة كاملة بآية يرددها حتى أصبح، وهي: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ
فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) لذا قال ابن القيم: "فإذا مر بآية –
وهو محتاج إليها في شفاء قلبه - كررها ولو مائة مرة، ولو ليلة! فقراءة آية بتفكر
وتفهم، خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول
الإيمان، وذوق حلاوة القرآن"}
{ "لم ترد آية في الربا إلا جاء قبلها أو بعدها ذكر الصدقة أو الزكاة، وفي هذا إشارة
لطيفة بأن الربح الحقيقي في الصدقة والزكاة، لا بالربا، كما يتوهم المرابون، وآية
الروم كشفت المكنون: (وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا
آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ)". [أ.د.ناصر العمر}
{ "أتحب أن يعفو الله عنك، ويغفر لك؟ إنه عمل سهل؛ لكنه عند الله عظيم! وهذا
يتحقق لك بأن تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك، أو أساء إليك، أو ظلمك،
فإن استثقلت نفسك هذا، فذكرها قول ربها: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ
اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)". [د.محمد العواجي]
{ قال ابن كثير - رحمه الله -: "استنبط بعض الأذكياء من قوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ
فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأنْثَيَيْنِ) أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده، حيث
أوصى الوالدين بأولادهم، فعلم أنه أرحم بهم منهم، كما جاء في الحديث الصحيح".
فنسأل الله أن يشملنا بواسع رحمته.}
{ "ينبغي لقارئ القرآن أن يعتني بقراءة الليل أكثر، قال تعالى: (من أهل الكتاب أمة
قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون) وإنما رجحت صلاة الليل وقراءته؛
لكونها أجمع للقلب وأبعد عن الشاغلات والملهيات، والتصرف في الحاجات،
وأصون عن الرياء وغيره من المحبطات". [النووي في التبيان]
{ (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) "تدبر كيف جمع الله في ليلة القدر أنواع البركات:
فالقرآن مبارك، ونزل في ليلة مباركة، وفي شهر مبارك، ومكان مبارك، ونزل به
أكثر الملائكة بركة على أكثر البشر بركة، وواهب البركات كلها هو الله جل جلاله،
فحري بالمؤمن أن يجتهد لعله يدرك بركة هذه الليلة، فينعم ببركتها في الدنيا والبرزخ
والآخرة". [د.عبدالله الغفيلي]
{ قال عبد الرحمن بن عجلان: بت عند الربيع بن خيثم ذات ليلة، فقام يصلي فمر،
بهذه الآية: (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) فمكث ليلته حتى أصبح، ما جاوز
هذه الآية إلى غيرها ببكاء شديد.}
{ وصف الله كتابه بأنه (مثاني) "أي: تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد،
وتثنى فيه أسماء اللّه وصفاته، وكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام اللّه
تعالى عليه، فينبغي لقارئ القرآن، المتدبر لمعانيه، أن لا يدع التدبر في جميع
المواضع منه، فإنه يحصل له بسبب ذلك خير كثير، ونفع غزير". [ابن سعدي]
{ "ومن أعظم ما يُتقرَّب به العبد إلى الله تعالى مِنَ النَّوافل: كثرة تلاوة القرآن،
وسماعهُ بتفكُّر وتدبُّرٍ وتفهُّمٍ، قال خباب بن الأرت لرجل: تقرَّب إلى الله ما استطعتَ،
واعلم أنَّك لن تتقرب إليه بشيءٍ هو أحبُّ إليه من كلامه". [ابن رجب]
{ عن حفص بن حميد قال: قال لي زياد بن حدير: اقرأ علي، فقرأت عليه: (ألم
نشرح لك صدرك؟ ووضعنا عنك وزرك؟ الذي أنقض ظهرك) فقال: يا ابن أم زياد!
أنقض ظهر رسول الله؟! - أي: إذا كان الوزر أنقض ظهر الرسول فكيف بك؟! –
فجعل يبكي كما يبكي الصبي.
{ "هل يسرك أن يعلم الناس ما في صدرك - مما تحرص على كتمانه ولا تحب
نسبته إليك -؟! قطعاً لا تحب، بل ستتبرأ منه لو ظهر؟ إذن قف مع هذه الآية متدبرا،
وتأمل ذلك المشهد العظيم: (يوم تبلى السرائر)، (وحصل ما في الصدور) أتريد
النجاة من هذا كله؟ كن كإبراهيم عليه السلام: (إذ جاء ربه بقلب سليم) وهنا، لن تر
ما يسوؤك". [أ.د.ناصر العمر]
{ "ثلاث سور تجلت فيها عظمة وقوة الخالق سبحانه، تفتح الأبصار إلى دلائل ذلك
في الكون القريب منا، من تدبرها حقاً، شعر ببرد اليقين في قلبه، وأدخل عظمة الله
في كل شعرة من جسده: (الرعد، فاطر، الملك). [د.عصام العويد]
{ قيل ليوسف بن أسباط: بأي شيء تدعو إذا ختمت القرآن؟ فقال: أستغفر الله؛ لأني
إذا ختمته ثم تذكرت ما فيه من الأعمال خشيت المقت، فأعدل إلى الاستغفار
والتسبيح.}
{ يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله
أخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه، وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع: إلقاء
في البئر، وبيعه مملوكًا، وتعريضه للفتن وسجنه، واتهامه بالسرقة.. بعد ذلك كله
يأتي منه ذلك الموقف الرائع: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم).. يرون ذلك فلا
يعفون ولا يصفحون؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى؟ ألا تحبون أن يغفر
الله لكم؟". [أ.د. ناصر العمر]
{ فتدبر القرآن إن رمت الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآن
[ابن القيم في النونية]
{ "تأمل هذا التاريخ: (من 1 - 29 رمضان)!
كم قرأت وسمعت فيه من الآيات..؟
والسؤال: كيف كان أثر القرآن على قلبك وسلوكك وأخلاقك؟
إن كان قلبك في آخر الشهر كما هو في أوله فهذه علامة خلل..
فبادر بإصلاحه؛ فالمقصد الأعظم من نزول القرآن صلاح القلب". [د. عبد الرحمن
الشهري]
{ "لما افتخر فرعون بقوله: (وهذه الأنهار تجري من تحتي) عذب بما افتخر به فأغرق في البحر!
وعاد عذبت بألطف الأشياء - وهي الريح - لما تعالت بقوتها، وقالت: (من أشد منا
قوة)؟". [ابن عثيمين]
{ "كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه - مع عظيم علمهم به - فهذا زكريا لهج
بالدعاء ونادى: (رب لا تذرني فردا) فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال:
(أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر!).. فلله ما أعظم إحسان ربنا!
وما أوسع كرمه! فاللهم بلغنا - برحمتك - فوق ما نرجو فيك ونؤمل". [إبراهيم
الأزرق]
{ كان الحسن البصري يردد في ليلة قوله تعالى: (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)!
فقيل له في ذلك؟! فقال: إن فيها لمعتبرا، ما نرفع طرفا ولا نرده إلا وقع على نعمة،
وما لا نعلمه من نعم الله أكثر!.}
{ "تأمل قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) وما فيها من تربية الذوق
والأدب في الكلام، إضافة إلى ما في اللباس من دلالة (الستر، والحماية، والجمال،
والقرب).. وهل أحد الزوجين للآخر إلا كذلك؟ وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرا
كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها (هن)". [د. عويض العطوي]
{ "من تدبر القرآن طالبا الهدى منه؛ تبين له طريق الحق". [ابن تيمية].
وكلمة هذا الإمام جاءت بعد سنين طويلة من الجهاد في سبيل بيان الحق الذي كان
عليه سلف هذه الأمة، والرد على أهل البدع، فهل من معتبر؟}
{ ذكر ابن كثير أن بعض الشيوخ قال لفقيه: أين تجد في القرآن أن الحبيب لا يعذب
حبيبه؟ فلم يجب! فتلا الشيخ: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم
يعذبكم بذنوبكم)؟ علق ابن كثير قائلا: "وهذا الذي قاله حسن"}
{ "تفرق القلوب واختلافها من ضعف العقل، قال تعالى: (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ
شتى) وعلل ذلك بقوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ)، ولا دواء لذلك إلا بإنارة العقل
بنور الوحي؛ فنور الوحي يحيي من كان ميتا، ويضيء الطريق للمتمسِّك به".
[الأمين الشنقيطي]
{ "بعض المسلمين يعرفون القرآن للموتى، فهل يعرفونه للأحياء؟ وهل يعرفونه
للحياة؟ إن القرآن للحياة والأحياء، إلا أن الأحياء أبقى وأولى من الأموات، والاهتداء
بالقرآن في مسارب الحياة أحق من مقابر الأموات (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ
نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ؟!}". [د.سلمان
العودة]
{ التأمل في الأسماء الحسنى التي تختم بها الآيات الكريمة من مفاتيح فهم القرآن
وتدبره، ومثاله: قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ) [المائدة/118] فلم تختم الآية بقوله: (الغفور الرحيم)؛ لأن المقام مقام غضب
وانتقام ممن اتخذ إلها مع الله، فناسب ذكر العزة والحكمة، وصار أولى من ذكر
الرحمة". [ابن سعدي
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى