مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تصنيف الطرق التنبؤية- التنبؤ-مفهوم التنبؤ-التنبؤ الجنائي-المستقبل ذلك المارد.

اذهب الى الأسفل

* تصنيف الطرق التنبؤية- التنبؤ-مفهوم التنبؤ-التنبؤ الجنائي-المستقبل ذلك المارد. Empty * تصنيف الطرق التنبؤية- التنبؤ-مفهوم التنبؤ-التنبؤ الجنائي-المستقبل ذلك المارد.

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أكتوبر 21, 2012 7:20 am

اعداد : طارق فتحي

ثالثا : تصنيف الطرق التنبؤية
يمكن اتباع ما يطلق عليه المدخل النظامي في تجنب الطرق البديهية المعتمدة في اختيار النماذج التنبؤية ، ومن خلال الإطار الرئيس للمدخل النظامي يمكن تحديد مجموعة رئيسة من الطرق والتي يستطيع متخذو القرار بعد قيامهم بتحديد الأهداف الرئيسة الاستناد عليها في تحديد الطريقة المناسبة في تحقيق تلك الأهداف ، إضافة إلى ذلك ، وجود طريقة أخرى لتجنب عملية الاختيار البديهي للطرق التنبؤية والإتتماد على ما يطلق عليه بالبحث الانتقائي Eclectic Research والذي يؤكد بدوره على أكثر من طريقة للقيام بعملية التنبؤ (Armstrong, 1985, 66) .
ويمكن تعريف الطرق التنبؤية على إنها الإجراءات الواضحة التي تتضمن تحويل البيانات المتحصل عليها من البيئة المحيطة إلى نتائج مستقبلية. ويوجد هناك عدد من المداخل المعتمدة في تصنيف الطرق التنبؤية والتي من الممكن أن تستند على نوع البيانات المستخدمة أو تصنيفها على أساس الأفراد القائمين بالتنبؤ أو على أساس درجة الصعوبة المرتبطة بالطرق التحليلية (Armstrong, 1983, 13) .
والمدخل الأكثر شيوعا في تصنيف الطرق التنبؤية ، هو المدخل القائم على أساس الطرق المستخدمة في تحليل البيانات حيث أن هذا المدخل يتضمن مجموعة من الطرق التي ترتبط فيما بينها بشكل متسلسل ، وكما يأتي: (Armstrong, 1983, 14) :

1. الطرق الذاتية والموضوعية Subjective Vs. Objective Methods.
2. الطرق السببية والبسيطة (الساذجة) Causal Vs. Naive Method.
3. الطرق التصنيفية والخطية Linear Vs. Classification Methods.
ويمكن عرض الطرق السابقة الذكر بنوع من التفصيل وكالآتي :
1. الطرق الذاتية او الموضوعية
يقصد بالطرق الذاتية أو الموضوعية ، هي مجموعة من الطرق التي تتضمن مجموعة من العمليات غير المفصلة أوالواضحة في تحليل البيانات ، ويطلق عليها أيضا بالطرق الحدسية أو غير النظامية أو الضمنية حيث قد تكون متضمنة عمليات معقدة أو بسيطة بطبيعتها ، ومن المأخذ على هذه الطرق ، هو قيام المحللين بالتنبؤ المستقبلي على أساس التقدير الذاتي الأمر الذي يوفر وجهة نظر واحدة في تفسير الظروف المستقبلية (Armstrong, 1983, 14) .
أما بالنسبة للطرق الموضوعية فهي تتضمن مجموعة العمليات التي تتسم بدرجة كبيرة من التفصيل في عمليات تحليل البيانات ، كما يطلق على هذه الطرق بالإحصائية أو النظامية في التحليل وقد تتضمن أيضا عمليات بسيطة أو معقدة بطبيعتها ، وبالتالي فإنه بإمكان أي شخص الحصول على نفس المخرجات التنبؤية الناتجة عنها(Armstrong, 1985, 67) .
وتعرف الطرق الذاتية والموضوعية أيضا بالطرق الكمية والنوعية
Qualitative Vs. Quantitative حيث تعمل الطرق الكمية على توظيف مجموعة من النماذج الرياضية التي تعتمد على البيانات التاريخية أو المتغيرات السببية في التنبؤ وتحديد الظروف المستقبلية . في حين أن الطرق النوعية تتضمن مجموعة من الطرق الذاتية والتي تستند على بديهية متخذي القرار أو تستند على الخبرات الشخصية في تقدير الأحداث المستقبلية .
وبالتالي فإن اتخاذ القرار بشأن المفاضلة بين هذين النوعين من الطرق (الذاتية والموضوعية) يعد من القرارات المهمة في إطار الهيكل الرئيس للطرق التنبؤية Methodology tree ، ومما تجدر الإشارة إليه هو أن أغلب عمليات التنبؤ تتم من خلال استخدام الطرق الذاتية او النوعية على أساس السهولة التي تتسم بها هذه الطرق في تحديد الظروف المستقبلية بالإضافة إلى انخفاض الكلف المرتبطة بها مقارنة بتلك الطرق الكمية التي تتسم بكلفتها المرتفعة (Armstrong, 1985, 67) .


2. الطرق السببية والبسيطة (الساذجة)
تشمل الطرق السببية مجموعة من النماذج التنبؤية التي تتضمن علاقات سببية ، حيث تشمل هذه النماذج عوامل عديدة (معدلات الأرباح ، حجم التداول ، معدلات توزيع الأرباح أو غيرها) والتي بدورها تفسر تأثيرها على المتغير المعتمد ، في حين أن الطرق البسيطة (الساذجة) هي التي لا تستند نماذجها على العلاقات السببية في التحليل والقيام بعملية التنبؤ (Armstrong, 1983, 14) .
ويمكن اعتبار الطرق السببية أكثرها صعوبة من تلك البسيطة يعزى ذلك إلى المراحل العديدة التي تتضمنها الطرق السببية والتي تبدأ بمرحلة تجميع البيانات المتضمنة علاقات
سببية ومن ثم تقدير العلاقات السببية بين تلك البيانات ، في حين تعتمد الطرق السببية على البيانات التي تتضمن متغيرات دالة على حدث معين ، أي وجود الأنماط التاريخية التي يمكن الاعتماد عليها في التنبؤ على أساس إمكانية تكرار هذه الأنماط في المستقبل (Armstrong, 1985, 68) .

3. الطرق التصنيفية والخطية Classification Vs. Linear
إن القرار الممكن اتخاذه بشأن إمكانية الاختيار ما بين الطرق التصنيفية والخطية هو ليس بتلك الأهمية الكبيرة ، والسبب يعود إلى أن قرار المفاضلة بين هذين المدخلين هو ناتج عن قرارات سابقة أكثر أهمية تبدأ بتفضيل الطرق الموضوعية (الكمية) على الطرق الذاتية (النوعية) ومن ثم تفضيل الطرق السببية على تلك البسيطة وصولا إلى اتخاذ القرار بشأن المفاضلة بين هاتين الطريقتين (Armstrong, 1985, 69) .
وتستند الطرق الخطية بدورها على المتغيرات السببية (إذا ازداد المتغير X فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة Y بنفس المقدار) في التنبؤ ومعرفة الاتجاهات المستقبلية ، كما أن النماذج التي تتضمنها تلك الطرق تتسم بسهولة الاستخدام ، في حين أن المدخل التصنيفي يعمل على تجميع الوحدات السلوكية المتشابهة حيث أن هذه المجموعات أو الأجزاء Segments يتوقع أن تستجيب للمتغيرات السببية بنفس الطريقة ، أي العمل على تجميع الوحدات ذات الاستجابة المتشابهة ووضعها في مجموعة واحدة ، وللقيام بعملية التنبؤ بسلوك متغير معين فإن الأمر يحتاج إلى معرفة تصنيف هذا المتغير أو الوحدة وضمن أي مجموعة يقع ؟
وبالتالي التنبؤ بسلوك ذلك المتغير يتم على أساس سلوك المجموعة التصنيفية التي يقع ضمنها

إن الشكل السابق يلخص النقاش الذي يدور حول اختيار الطريقة التي تتلاءم مع مختلف الحاجات والأهداف التي يسعى لها متخذو القرار ، وبالتالي فإن هناك ثلاث قرارات أساسية يمكن أن تتخذ في التوصل الى اختيار الطريقة التي تتلاءم مع الأهداف والأغراض الرئيسة ، فالقرار الأول والذي يعتبر الأكثر أهمية بالنسبة للقرارات اللاحقة هو قرار المفاضلة بين الطرق الذاتية والموضوعية ، وإذا ما تم التوصل الى قرار تفضيل الطرق الموضوعية فستظهر أهمية اتخاذ قرار المفاضلة بين الطرق السببية والبسيطة وإذا تم تفضيل الطرق السببية فينبغي اتخاذ القرار بشأن المفاضلة بين الطرق التصنيفية والخطية (Armstrong, 1985, 72) ، وفيما يأتي هو توضيح لكل طريقة ناتجة عن المداخل السابقة:

أهمية التنبؤ
مُساهمة  طارق فتحي في السبت 20 أكتوبر 2012 - 20:17

اعداد : طارق فتحي

ثانيا : أهمية التنبؤ :
إن لعملية التنبؤ أهمية خاصة على مستوى جميع الأنشطة على أساس إنها العملية التي تتعلق بتوقع الأحداث المستقبلية وتقدير التغيرات المتوقعة من أجل اتخاذ الإجراءات لتفادي عنصر المفاجأة وتوفير درجة من التأكد بالظروف المستقبلية ,و تظهر أهمية عملية التنبؤ من خلال دورها الأساس في عملية اتخاذ القرار الاستثماري إذ غالبا ما يبحث المستثمرين عن تحقيق العوائد والأرباح بتحمل درجة معينة من المخاطرة التي من الممكن أن تنجم عن حالات عدم التأكد المرتبطة بالمستقبل وأن أي استثمار سواء أكان استثمارا ماليا أم حقيقيا فهو يرتبط بدرجة معينة من المخاطرة الأمر الذي يؤدي في بعض الاحيان الى تحقق حالة الخسارة
(Francis, 1983, 2). لذلك يؤدي التنبؤ دوره في تحديد حجم هذه المخاطرة التي من الممكن ان يتعرض لها الاستثمار وبالشكل الذي يساعد المستثمر في تحديد أوجه الاستثمار البديلة ويزيد من قابليته في اتخاذ القرار الاستثماري الأفضل ، حيث يمكن للمستثمر من خلال التنبؤ بالبدائل الاستثمارية التعرف على إيجابيات وسلبيات كل بديل استثماري باعتبار أن المستثمر يقوم باتخاذ قراره الاستثماري وفقا لعنصري العائد والمخاطرة المرتبطين بذلك الاستثمار وبالتالي تفضيل الاستثمارات التي تتلاءم مع إمكانياته وموارده المتاحة
(Francis, 1983, 2).
كما تظهر أهمية التنبؤ من خلال التركيز على كشف جوانب عدم التأكد والتي ترتبط ببعض جوانب المستقبل وبالتالي فإن محاولة المستثمرين توليد تقديرات احتمالية ترتبط ببعض الظروف المستقبلية يساعد كثيرا في دعم عملية اتخاذ القرارات التي تتعلق بالاستثمارات الحالية والمتوقعة (Wisniewski, 2002, 275) .
ويؤكد Arsham على أن جميع القرارات الاستثمارية لا بد أن تستند على تنبؤات دقيقة على أساس أن القرارات بطبيعتها عبارة عن أحداث مستقبلية فهي إذا ترتبط بدرجة معينة من عدم التأكد في بعض جوانبها الأمر الذي يقتضي توفير تقديرات كافية تساعد على دعم عملية اتخاذ القرار مع ضرورة تعديل تلك التقديرات وفقا لأي معلومات جديدة (Arsham, 2004, 6) .
كما تتجلى أهمية التنبؤ من خلال قدرته على تحديد التغيرات والاتجاهات التي من الممكن أن تطرأ على البيئة المحيطة بالمستثمرين والتي هي عبارة عن مجموعة من العوامل الخارجية المؤثرة على قرارات المستثمر نتيجة تأثيرها في بعض أوجه الاستثمار البديلة ، حيث يمكن تقسيم العوامل البيئية المحيطة بالمستثمر إلى فئتين ، الاولى تعرف بالعوامل المحدودة التأثير والتي لا يمتد تأثيرها ليشمل جميع المستثمرين ، أما بالنسبة للثانية فهي تتعلق بجميع العوامل الأساسية التي يمتد تأثيرها ليشمل جميع المستثمرين ، وبالتالي فإن البيئة المحيطة بالمستثمرين غالباً ما تتسم بالتعقيد والتغير المستمر الأمر الذي يزيد من الاعتماد على التنبؤ في معرفة الميول الرئيسة لأي تغير قد يطرأ على البيئة المحيطة وبالشكل الذي يساعد في توقيت اتخاذ القرار الأفضل (Mecca, 1989, 2) .
كما أن تحليل وتفسير العوامل التي تتضمنها البيئة الاستثمارية المحيطة بالمستثمر ومعرفة اتجاهاتها يساعد في التعرف على الفرص الجديدة وإجراء التعديلات الضرورية على الاستثمارات الحالية (Armstrong, 1983, 19) . ووفقا لذلك فإن التغيرات سواء أكانت ناتجة عن بعض عوامل البيئة العامة أو الخاصة تؤثر بشكل متباين على مختلف الاستثمارات ، لذلك فإن التنبؤ بظروف البيئة (العامة والخاصة) المحيطة بالمستثمر قد يساعد في تحديد مجموعة من الفرص التي تضمن تحقيق عوائد استثمارية كذلك يساعد في اتخاذ القرار المناسب في التخلي عن بعض الاستثمارات الحالية المتوقع أن تتأثر بهذه التغيرات بشكل كبير وبالتالي يمكن اعتبار التنبؤ الأرضية المناسبة لاتخاذ أي قرار استثماري على أساس القدرة الكبيرة التي يوفرها للمستثمرين في التعرف على النتائج المستقبلية لأي قرار حاضر (Armstrong, 1983, 19) .

مفهوم التنبؤ
مُساهمة  طارق فتحي في السبت 20 أكتوبر 2012 - 20:16

اعداد : طارق فتحي

مفهوم التنبؤ وأهميته وطرق تصنيفه

أولا : مفهوم التنبؤ :
إن المستقبل وبشكل عام حالة غير معروفة ومرتبطة بدرجة كبيرة بعدم التأكد إلا أنه ومع كل ذلك قد تظهر هناك اتجاهات ومؤشرات معينة يمكن الاعتماد عليها في فهم ميول هذه الاتجاهات بالشكل الذي يساعد على تحديد الخطوة التالية ، وبالتالي يمكن تحديد مجموعة من العوامل التي تساهم في نشوء حالة عدم التأكد (Mecca, 1989, 2) ومنها :
1. الافتقار إلى المعلومات الضرورية المتعلقة ببعض العوامل البيئية والتي تؤثر بدورها في عملية اتخاذ القرار .
2. إن عدم قدرة متخذي القرار في تقدير الاحتمالات المتعلقة بالعوامل البيئة التي قد تكون سببا في فشل تحقيق الأهداف باعتبار أن عملية وضع احتماليات دقيقة يساعد كثيرا في تحديد درجة عدم التأكد المرتبطة بكل عامل بيئي مؤثر وبالشكل الذي يسهل من اتخاذ القرارات المناسبة والدقيقة (Mecca, 1989, 2) .
ويؤكد Mecca على أن حالات عدم التأكد يمكن لها أن تنشأ من عدم القدرة على تقدير النتائج المستقبلية والمتوقعة عن القرارات الحاضرة ، حيث أن عدم القدرة على تقدير تلك النتائج يمكن أن يٌعزى لسببين (Mecca, 1989, 2) :
الأول يتعلق ببيئة العمل والتي تتسم بالتغير المستمر والتداخل ما بين جميع عناصرها الأساسية ، والسبب الثاني هو أن عدم القدرة على وضع التقديرات بصورة توزيعات احتمالية ولكل قرار من القرارات يمكن أن يكون له تأثير في تعاظم درجة عدم التأكد المرتبطة بالنتائج المتوقعة (Mecca, 1989, 3) ، وبالتالي يمكن أن يكون للتنبؤ الدور الرئيس في كشف جوانب عدم التأكد المرتبطة بالمستقبل وبالشكل الذي يساعد في تقدير النتائج المتوقعة بدقة أكبر الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي في اتخاذ القرار الأمثل .
يعرف التنبؤ على أنه عملية لتوقع ما سيحدث في المستقبل والاعتماد على تلك النتائج سواء أكانت إيجابية أم سلبية ، وقد تختلف تلك التنبؤات أيضا من حيث طريقة عرضها و كمية التفاصيل الناتجة عنها (Nugus, 1997, 1) .
ويعرف التنبؤ على أنه مجموعة من الإجراءات والطرق الذاتية والموضوعية المصممة أساسا لغرض التوقع بالأحداث المستقبلية المحتملة ومعرفة النتائج التي ستحقق عنها وبذلك يمكن أن يكون للتنبؤ الدور الكبير من خلال مساعدته في توفير النتائج الضرورية والتي على أساسها تتم عملية التقييم واتخاذ القرار الملائم وبالشكل الذي يقلل من إمكانية تحقق الانحرافات بين ما هو فعلي ومتوقع (Curly & Bear, 1979, 275) ,أي إن التنبؤ هو مرحلة تقييم وتقدير النتائج المتوقعة عن كل بديل من مجموعة البدائل المحددة وبالشكل الذي يساعد في عملية ترشيد القرارات (www.expertchoice.com) .
كما ويمكن تعريف التنبؤ بوصفه أداة من أدوات الرقابة وأنه عملية الرقابة المستمرة على أي تطور أو تغير من الممكن أن يطرأ في المستقبل من خلال تحديد هذه التغيرات وتقديرها ومعرفة إمكانية حدوثها والتكيف معها (Drik & Zweek, 2001, 2) وبالتالي فإن التنبؤ وفقا للتعريف أعلاه يتضمن :
1. التحديد المسبق : حيث إنه من خلال التنبؤ يمكن الوقوف على مجمل التغيرات والتطورات التي من الممكن أن تحدث في المستقبل والناتجة عن بعض العوامل البيئية أو غيرها (Drik & Zweek, 2001, 3) .
2. إمكانية الحدث : حيث تمثل المرحلة الثانية والتي تتضمن تحديد الوقت الذي من المتوقع أن تقع فيه هذه التغيرات بالشكل الذي يساعد في اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب (Drik & Zweek, 2001, 3) .
3. التكيف : حيث إن المرحلتين السابقتين يمكن أن يكون لهما الدور الرئيس في تحديد أوجه التغيرات والوقت الذي ستحدث فيه و يساعد كل ذلك في اتخاذ الإجراءات والخطوات اللازمة التي من خلالها يتم التكيف مع تلك التغيرات المحتملة (Drik & Zweek, 2001,3)
ومن أهم ما يجب أن تتسم به عملية التنبؤ هي الاستمرارية والنظامية إذ ينبغي أن تكون عملية التنبؤ مستمرة بالشكل الذي يساعد على تجميع المعلومات الضرورية والكافية عن أوجه التغيرات المتوقعة والتي من الممكن أن تطرأ في المستقبل من أجل تكيف تلك التقديرات على وفق المعلومات الحالية. كما يجب أن تكون عملية التنبؤ متسمة بالنظامية بهدف توفير سمة الفاعلية ,والمقصود بالنظامية هو الاعتماد على طرق واضحة ومفصلة تتضمن بدورها عمليات منطقية تساعد في الوصول إلى تقديرات مفصلة ودقيقة (Bolt, 1994, 46).
وبالتالي فان وجود عملية تنبؤ تتسم بالاستمرارية والنظامية يساعد في ترشيد عملية اتخاذ القرارات في المجالات كافة مع الأخذ بنظر الاعتبار درجة دقة التنبؤات ومدى واقعيتها في وصف التغيرات المستقلة (Bolt, 1994, 46) على اعتبار أن درجة عدم التأكد المرتبطة بالتنبؤ يمكن أن تكون عامل سلبي في عملية التقييم واتخاذ القرار على أساس أن الأخيرة لا بد أن تستند على تقديرات دقيقة تعكس كل الظروف المحيطة وبدرجة ضئيلة من عدم التأكد (www.ximb.ac.in

التنبؤ الجنائي ودوره بمنع وقوع الجريمة
مُساهمة  طارق فتحي في السبت 20 أكتوبر 2012 - 20:08

اعداد : طارق فتحي

التنبؤ لأجهزة الأمن ضرورة حتمية لاعتبارات ذاتية وخارجية لأنها المعنية بحماية الأمن في مختلف مجالات الحياة فمعظم المشاكل السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية أصبح لها انعكاسات أمنية واضحة كما أن جهاز الشرطة يؤدى واجبه في مجتمع دائب الحركة، وبصورة متسارعة، ومتلاحقة مما يجعل إمكانية رصدها، وتحليل أبعادها، وتأثيراتها أمراً ليس يسيراً، ومواجهة الشرطة للمواقف الأمنية المختلفة، لا يمكن أن تعتمد على مهارة أو خبرة مسئول أو أكثر فقط بل من المحتم الاستعانة بالأساليب العلمية الحديثة في الإدارة والسيناريوهات المعدة سلفاً لمثل هذه المواقف، والتي تقوم على التنبؤ المستقبلي بتلك المواقف الأمنية وهذا النمو جاء أصلاً نتيجة الاحتكاك بين الاتصالات وعالم الرياضيات وعالم الواقع.

ونظراً لاعتماد التنبؤ علي البيانات والمعلومات، حيث أنه عند تحليل تلك المعلومات ووضعها في إطار مترابط تنشأ المعرفة، وهي نموذج فكري يمكن تطبيقه بدرجة من الاعتماد علي توقعات الأفراد بناءً على الاستناد على مجموعة من المعلومات أو تجارب سابقة وتعد إدارة المعرفة، من احدث المفاهيم الإدارية والتي نمت الأدبيات المتعلقة بها كماً ونوعاً.

تختبر حاليا الشرطة البريطانية برمجيات متطورة تساعدها على التنبؤ بمكان الجريمة وزمانها قبل وقوعه، تقوم المنظومة على دراسة أنماط واتجاهات حوادث سابقة وحالية ثم ربط المعلومات بجملة بيانات أخرى بينها تقارير جنائية وتقديرات أمنية وملفات عن سلوك المجرمين وحتى نشرات الأرصاد الجوي، وتُستخدم هذه المادة مجتمعة لتحديد المناطق الساخنة وبؤر الحوادث الأمنية بحيث تتمكن قوات الشرطة من تخصيص موارد وقوات كافية لتلك الأماكن التي من المرجح ان تقع فيها جرائم محدَّدة.

إن التكنولوجيا الجديدة التي تنتمي إلى اختصاص يشهد نموا متسارعاً تحت عنوان "التحليل التنبؤي"، يجري اختبارها بصورة سرية في بريطانيا بعد تجربتها بنجاح في مدينة ممفيس بولاية تينسي الأميركية، وأكدت شرطة المدينة ان البرمجية الجنائية كانت السبب الأساسي في انخفاض الجريمة إجمالا بنسبة 31 في المائة وجرائم العنف تحديدا بنسبة 15 في المائة. كما كانت التكنولوجيا الجديدة وراء ارتفاع المعنويات بين أفراد شرطة المدينة بزيادة معدلات التوقيف وإشعارهم بأن عملهم يحقق نتائج ملموسة وقال جون وليامز من وحدة التحليل الجنائي في شرطة ممفيس ان البرمجيات الجديدة أداة اشد فاعلية من التحرك بعد وقوع الجريمة لاكتشاف مرتكبها لأنها تضع أفراد الشرطة في المنطقة وقت ارتكاب الجرائم.

وفي بريطانيا استخدمت وزارة العدل هذا العام (تقنيات التحليل التنبؤي للتعرف على السجناء الذين انهوا محكومياتهم) ومن المرجح ان يعودوا الى عالم الجريمة مجددا بالاستناد إلى ظروف مثل السكن ومستوى التعليم والعلاقات الخاصة والاجتماعية والوضع المالي ونمط الحياة ودائرة الأصدقاء وتعاطي المخدرات والكحول والحالة العاطفية والسلوك والمواقف.

وفي ولاية فلوريدا بدأت وزارة العدل الأميركية استخدام البرمجيات نفسها (للتنبؤ بالأحداث الجانحين) الذين من المرجح إن يكرروا أفعالهم الجنائية وإرسال الذين يرشحهم الكومبيوتر إلى دورات وقائية وبرامج تثقيفية هدفها إبقاؤهم على الطريق القويم ومنع عودتهم إلى الجريمة.

قامت بتطوير برمجيات المنظومة الجنائية الجديدة شركة آي بي أم العملاقة التي ترى ان استخدام عمليات التحليل بصورة متزايدة مجال للنمو بوتائر عالية في المستقبل واستثمرت أكثر من 11 مليار دولار في هذا المضمار خلال السنوات الأربع الماضية.

إلزاما على المخطط الشرطي البحث عن المصادر التي يمكن التنبؤ من خلالها باحتمال حدوث مواقف أمنية مستقبلية ودراسة تلك المصادر، والمعلومات، والبيانات الناتجة عنها، وجمعها، وتحليلها، وتفسيرها وعرضها بصورة مبسطة حتى يمكنه الحصول منها على مؤشرات جيدة تساهم في وضع الخطة اللازمة لاحتواء ذلك الموقف الأمني وتلك المصادر والتي يستقى منها التنبؤ البيانات والمعلومات اللازمة لنشأته وقيامه يمكن إجمالها في المصادر التالية:

التاريخ الأمني، تصور المستقبل الأمني، المعلومات الأمنية الميدانية.

ويتمثل ذلك التصور في العناصر التالية:

دراسة العوامل الناتجة عن التطور الهائل في أجهزة الانتقال، والاتصال، والتي أسفرت عن انتقال أسباب الجريمة بين المجتمعات.

توقع إمكانية حدوث بعض الجرائم الأمنية المستقبلية أثناء التخطيط لمواجهة جرائم أخرى حالية.

دراسة تطور استخدام التقنيات الحديثة في عالم الجريمة، وآثاره الأمنية المستقبلية.

تصور الاحتياجات المستقبلية لجهاز الشرطة من القوى العاملة، التجهيزات، والمعدات، والأسلحة والمركبات.. الخ، وكذا التوزيع الجغرافي للوحدات الشرطية والحاجة المستقبلية إلى زيادتها، أو إعادة توزيعها تبعاً للزيادة السكانية، والتوسع العمراني عن طريق استخدام بيانات، وإحصاءات التاريخ الأمني والواقع الأمني، وكذا بالاستعانة بالإحصاءات السكانية، والعمرانية والاقتصادية وغيرها من الإحصاءات المتخصصة.

ويمكن بذلك التنبؤ ببعض المؤشرات المستقبلية للحالة الأمنية، والتي تساهم في وضع الاحتمالات شبه المؤكدة والتي يستند عليها المخطط الشرطي بجوار مهاراته وخبراته العملية في وضع الخطة الأمنية لاحتواء المواقف الحرجة المستقبلية أو الحد من تفاقم آثارها.

أهمية استخدام علم الإحصاء للتنبوء:

بالنسبة لجهاز الشرطة فمادة الإحصاء لها دوراً هاماً في مجال التنبؤ إذ أنه يمكن للإحصاء أن يعطى مؤشرات جيده عن حالة الجريمة، وبالتحليل الرقمي يمكن استنتاج مدى فعالية إجراءات المكافحة، ومدى كفاءة الأجهزة التي تتولى المكافحة، ومعرفة الأماكن التي تكثر بها ظواهر إجرامية معينة، وأوقات ارتكاب هذه الجرائم، وأسلوب ارتكابها، وهذا بالطبع يساعد في وضع الخطط اللازمة لمكافحة الجرائم، كما أن الإحصاءات تساعد على التعرف على حجم الظاهرة الإجرامية وتطورها بإجراء المقارنات بين أعداد الجرائم، وكذلك معدلات تغيرها من خلال.

دراسة تحليل السلاسل الزمنية، كما إن استخدام الأساليب الإحصائية يساعد في صنع الخطط والبدائل المناسبة في مواجهة حالات احتماليه (ظروف عدم التأكد) كما يمكن تحليل البيانات تحليلاً علمياً للتعرف على الظروف والملابسات التي أحاطت بارتكاب الجرائم، وقياس درجة الارتباط (معامل الارتباط) بين الظواهر الإجرامية المختلفة.

على برامج حديثة منها تدريس الرياضيات البحثية لرجال الشرطة، والمشكلات التي تواجه عملية التنبؤ الأمني، وجمع وطرح الحدود والمقادير الجبرية، وأسس اللوغاريتمات العشرية والطبيعية، وحساب الزوايا وتطبيقاتها الأمنية، والاحتمال الشرطي، والتوزيعات الإحصائية، والمفاضلة بين صيغ التنبؤ، إضافة إلى التطبيقات الحاسوبية للتنبؤات الأمنية، والتدريب العملي للمشاركين، والتعريف بالتطبيقات الشرطية والمجالات الأمنية التي يُمكن استخدام هذه الأسس لإدارتها، وتفعيل الأداء الأمني فيها، وهذا الأمر يتطلب اهتمام المتدربين بمتابعة المحاضرات وتفهم المعادلات وحل الواجبات واجتياز الاختبارات القوية.

يجب تبني التنبؤ الوقائي كمتطلب أساسي في عملية إدارة الأزمات من خلال إدارة سبّاقة وهي الإدارة المعتمدة على الفكر التنبؤي الإنذاري لتفادي حدوث أزمة مبكراً عن طريق صياغة منظومة وقائية مقبولة تعتمد على المبادرة والابتكار وتدريب العاملين عليها.

من العرض السابق إلى عدد من المقترحات التي يقترح الأخذ بها لتحقيق أداء أفضل للإدارة الشرطية ومنها:

1 -أهمية إنشاء إدارات حديثة للإحصاء الآلي التي أصبحت أهم الدعامات التي يرتكز عليها القادة في الحصول على البيانات اللازمة للتخطيط واتخاذ القرارات، وكذا إدارات التحليل الاتجاهات الرأي العام الناتجة عن تطور وسائل الاتصال والجماهيري، ووحدات أو مراكز لدراسة المستقبل، جميعها تلحق بمراكز أو أجهزة معالجة الأزمات مع ضرورة إنشاء مركز للبحوث العلمية الأمنية للاستفادة من الخبرات المتخصصة في مجال الحاسب الآلي وعلم الإحصاء وبحوث العمليات والاتصالات وغيرها من التخصصات بحيث يكون ذلك تابعا لإدارة موحدة يكون من ضمن مهامها.

2- المساهمة في التنبؤ بالأحداث الأمنية ووضع الخطط العلمية للعمليات الشرطية الكفيل بمواجهتها والإطلاع المستمر والمتصل على أحدث التقنيات العلمية لمكافحة الجريمة ودراسة الأساليب الإجرامية الحديثة المنتشرة في البلاد المتقدمة وإعداد الخطط الأمنية لمواجهتها قبل دخولها البلاد. وهذا ماتفتقر اليه ادارات الشرطة بالعراق.

3- تهيئة نظام فعال للمعلومات يستخدم تكنولوجيا الحاسبات الآلية يقوم على تجميع وتصنيف وتنظيم وتحديث مستمر لكافة البيانات والمعلومات من الظواهر البيئية المؤثرة في الأداء الشرطي وإتاحتها بشكل مستمر لأغراض التخطيط والرقابة.

4- توفير أحدث الدوريات العلمية المتطورة للاستفادة منها في الأبحاث الشرطية بالمواضيع التالية:

أهمية التنبؤ الأمني في مجال العمل الشرطي، أساليب التنبؤ الأمني الجنائي، دور الإحصاء الأمني في التوقع الإجرامي المستقبلي، دور الحاسة الشرطية في توقع الجريمة المستقبلية، ترسيم الخطط الشرطية طبقا لنتائج التنبؤ الشرطي، دور التنبؤ الجنائي في تحديد الجناة في الحوادث الجنائية، دور المصادر البشرية في تحديد التنبؤ الجنائي، كيفية التعامل مع المصادر البشرية لتحديد حجم التنبؤ الجنائي وأشخاص الجريمة المحتمل إقدامهم على الجريمة القادمة واضافتها الى مناهج كلية الشرطة والمعهد العالي.

5- بناء افراد الأمن الداخلي (مهنياً، وتدريبياً، وثقافياً) تقع ضمن أولويات الأجندة الوطنية للعديد من دول العالم، وخاصة تلك التي تقع تحت طائلة التهديدات المستمرة، وهو ما ينطبق بدوره على العراق، التي تشهد بيئتها الداخلية بعض التوترات والأزمات، المحفزة لظهور تيارات وعناصر تستهدف أمن وسلامة العراق. إن مكمن الصعوبة في القضاء على الإرهاب هو أن جميع الجهود لن تكون كافية للتغلب على الأسباب الجوهرية لهذه الظاهرة، وهي: الفقر، والإحساس بالاغتراب والعزلة، والسخط، والأحقاد العرقية ذات الجذور التاريخية؛ وتطوير مهارات الافراد بالفكر التنبؤي.

المستقبل ذلك المارد
مُساهمة طارق فتحي في السبت 20 أكتوبر 2012 - 20:10

اعداد : طارق فتحي

إننا نتاج الأحداث الماضية واستمرار لها إن كانت مادية أو فكرية فنحن نرث خصائصنا وصفاتنا البيولوجية ممن سبقونا ونرث غالبية عاداتنا وقيمنا وأفكارنا من مجتمعنا والماضى الفكرى أو التاريخ هو المؤثر والموجه الأول لكافة أهدافنا ورغباتنا ومشاريعنا يا ترى هل يمكن أن يؤثر فينا المستقبل الذى لم يوجد بعد فى الواقع يستحيل أن يؤثر المستقبل ذاته فينا ولكن فكرتنا وتصورنا عن هذا الماضى هى التى تؤثر فينا ولها تأثير كبير وحاسم فتأثير الأفكار علينا أكبر مما نتصور إن قوة الأفكار لا تعرف بوضوح دائماً لأنها خفية ويصعب تقييمها فقوة الأفكار تستطيع تغيير العالم والاعتقاد أن قوة الأفكار هى نفسها فكرة قوية.إن ما يعتقده الناس أنه سيحدث له تأثير حاسم على ما سوف يحدث فعلاً وقد أوضح أحد البنائين ذات يوم كيف أنه من المهم جداً أن يجعل الناس يعتقدون أنه سيبنى فعلاً بناية وآنذاك سوف يحصل على الأموال من البنك وعلى رصيد من الممولين وستشيّد البناية فعلاً. وهكذا فصورة المستقبل التى يحملها الناس فى عقولهم تلعب دوراً حاسماً فى تقرير المستقبل فعلاً وهناك الكثير من الأمثلة التى تؤيد ذلك وقراءة الطالع يمكن أن تكون مثالا.إن الأفكار عن عالم المستقبل التى يشار إليها أحياناً بتصورات المستقبل قد تكون مهمة جداً فالناس يرون أن أعمالهم مبنية على أحداث ماضية ووقائع حالية ولكن تصوراتهم للمستقبل ربما تلعب دوراً أكثر دقة وحسماً.إن المؤرخين مولعون بالقول إن دراسة الماضى يمكن أن تساعدنا فى التنبؤ للمستقبل ويوافق المستقبليون على ذلك ويبينون أن أفكارنا وتصوراتنا جميعها عن المستقبل قد جاءت بالضرورة من معرفة ودراسة الماضي فما حدث فى الماضى ويحدث الآن هو مصدر إرشادنا إلى ما قد يحدث فى المستقبل.ويمكن تعريف المستقبليات بأنها التاريخ التطبيقي فهى تنشط وتتقوى حيث يتوقف التاريخ والمستقبليون لا يقنعون بمجرد فهم ما حدث فى الماضي فهم يريدون أن يستخدموا معرفتهم لتنمية فهم المستقبل ويؤكدون أن المستقبل لا الماضي هو بؤرة الفعل الإنساني وأن قيمة الماضى هى امكان استخدامه لإنارة المستقبل.إن أبسط التوقعات أو التصورات للمستقبل هى أنه سيبقى مثل الماضي والافتراض التالى هو أن الأمور سوف تتغير بالطرق نفسها التى تغيرت بها فى الماضي أى أن التغيير الذى لوحظ فى الماضى سوف يستمر فى المستقبل على نفس الشكل والوتيرة.فإذا عرف أن عدد سكان مدينة يتزايد بمعدل 2% سنوياً نفرض أنه سيستمر كذلك فى المستقبل أى نسقط طريقة تغير الأحداث التى حدثت فى الماضى سوف تكون نفسها فى المستقبل ولقد ظهر أن هذه الطريقة غير دقيقة.والمبدأ الثانى الذى يمكن أن ندعوه مبدأ القياس وهو مبنى على ملاحظتنا أن نماذج معينة من الأحداث تتكرر أو تتشابه من وقت لآخر "الاستقراء والتعميم" أى ان هناك مؤشرات رئيسية تدل على ما سيحصل مثل: حين حدوث انخفاض فى مقياس الضغط الجوى نتنبأ أن عاصفة قادمة.ونحن جميعنا نستخدم القياس فى تكهناتنا وتنبؤاتنا اليومية.وبعض المجتمعات وبخاصة فى الشرق بالنموذج الدوراتى أى تكرار دورات الحوادث أو التاريخ باستمرار.إن معرفة الماضى لا تصبح آلياً معرفة للمستقبل فهذه الثانية يجب أن ينشئها استخدام المعطيات المتوفرة عن الماضى كمادة خام لصياغة أفكار وتنبؤات عن المستقبل ونحن نستخدم من أجل هذه الصياغة عددا من الأدوات العقلية وخبرتنا فى استخدام تلك الأدوات وهى المفاهيم والنظريات.وتلعب رغباتنا دوراً رئيسياً فى تشكيل أفكارنا عن المستقبل فنحن نشعر بالعطش ونطور فكرة للحصول على الماء ونحس بالملل ونطور فكرة للقيام بنزهة وكثيراً ما تخفض مرتبة التفكير بما يسرّنا إلى مرتبة أحلام اليقظة ولكن أحلام اليقظة يمكن أن تساعدنا على كشف ما نريد فهى بذلك قد تلعب دوراً رئيسياً فى مساعدتنا على اتخاذ القرارات الصائبة إذ باستكشاف الأفكار المرضية السارة وغير السارة قد ننمى مفهوماً عن الأهداف التى نريد تحقيقها.إن كل مفكر أو كل إنسان يستطيع السير بالتفكير بسرعة أكبر من السرعة التى تجرى فيها الأحداث فى الواقع، فانه يتخيل أو يتوقع المستقبل، وكذلك يستطيع السير إلى الماضى عن طريق عكسه الأحداث أو التحليل فهو يستطيع أن يعرف أى يتنبأ بالأحداث أو نتائج تفاعلات بين أشياء أو بين بنيات حدثت فى الماضى أو سوف تحدث فى المستقبل وكذلك يستطيع أن يتنبأ بحوادث أو تفاعلات لم يتأثر إلا بجزء قليل منها فهو يكمل ما ينقصه ويضع تصور لتلك الحوادث.فهو يقوم بوضع سيناريو لما يمكن أن يكون حدث أو ما سوف يحدث وتزداد دقة سيناريو الذى يضعه للمستقبل أو للماضى باستمرار لتقترب من الواقع الفعلى لهذا المستقبل أو ذلك الماضي.والسيناريو شائع جداً فهو ببساطة سلسلة من أحداث التى نتصورها تجرى فى المستقبل.ويمتلئ تفكيرنا اليومى باقتحامات بسيطة لغامض عالم الغد أو الأسبوع التالى أو السنة الآتية وهى جميعها سيناريوهات وإن كانت سيناريوهات بسيطة مختزلة.ويبدأ السيناريو حين نسأل مثلاً ماذا يحدث إذا وقع هذا أو ذاك أو ماذا سيحدث إذا ذهبنا المساء إلى المسرح ونحن ما أن نطرح السؤال نبدأ نتصور شتى نتائج الحدث.وفى عقولنا ربما نطور عدداً كبيراً من السيناريوهات فى كل مرة نفكر فى مشروع أو قضية.فالسيناريو أو التفكير المستقبلى يمكن أن يمنحنا فرصة النجاة من وضع سيء محتمل أو تحقيق فرصة رائعة.إن هذا التنبؤ أو السيناريو الذى تم تصوره يمكن أن يكون له تأثير كبير فكل تنبؤ مستقبلى يكون له تأثيرات على الحاضر فهذا المستقبل المتصور أو المتخيل وإن كان أفكار يتفاعل مع الحاضر ويؤثر فيه فالتفكير والتنبؤ المستقبلى تأثيراته أكبر مما نتصور.فالفلسفات والعقائد والأديان كان تأثيرها الكبير نتيجة الرؤيا المستقبلية وهى أفكار ومبادئ وتوجهات التى قامت ببنائها وفرضها أو نقلها إلى عقول المتلقين.فهذه الأفكار راحت تعمل إما على دفع الأحداث لتسير حسب السيناريو المتخيل وتساهم فى تحقيقه أو تعمل العكس أو تدفع الأحداث لتسير فى اتجاه آخر نتيجة تأثيراتها على توجهات الذين يتبنونها.ونحن إذا نظرنا إلى غالبية هذه السيناريوهات التى وضعت للمستقبل المتخيل أو المتوقع نجد أن من قام ببنائها اعتمد على ما اكتسبه من معارف ومعلومات من مجتمعه وعلى دوافعه ورغباته وآماله، وهذه كانت تأثراتها الأهم فى تشكيل الأفكار والتخيلات المتوقعة للمستقبل.إن كافة الأساطير والعقائد والفلسفات والأديان هى ناتج التصورات المستقبلية التى قامت بها عقول مميزة وقام رفاقهم بتبنيها واعتمادها.إن غالبية المفكرين أو الكتاب إن لم يكن كلهم يميلون أو يسعون إلى فرض رؤياهم الخاصة عن المستقبل على غيرهم إما أن يقولوا أن المستقبل سوف يكون رائعاً أو مريعاً أو غير ذلك ويقوما بحشد البراهين التى تدعم وجهة النظر التى تبنوها ويضعوا السيناريو الذى يدعم رؤياهم ويفرضونه على المتلقين.فيقوم كل من هؤلاء بتبنى ما يتفق مع ميوله ودوافعه وقيمه ويرفض ما لا يتفق معها وغالباً يسعى لتحقيق السيناريو الذى اقتنع به وتبناه.إن الناس قسمان الأول هم المحافظون وهم الذين يحافظون على الموروث الفكرى أى كان ويعطونه الأولوية فى قراءة الحاضر والمستقبل ويكون مفهومهم للحاضر والمستقبل منحازا للماضي.والثاني هم المجددون والمطورون وهم يسعون دائما للتغيير والتطور ويكون مفهموهم للحاضر منحازا للمستقبل الذى يتصورونه وحتى هذا المستقبل المتصور نفسه فانهم يغيرونه ويطورونه أحياناً.إن المستقبليين وهم مقتنعون تماماً أن الأفكار تستطيع إزاحة الجبال مهتمون جداً بالتنمية المنهجية للأفكار
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى