مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من هم الصوفيــة

اذهب الى الأسفل

من هم الصوفيــة Empty من هم الصوفيــة

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء أغسطس 16, 2011 8:43 am


من هم الصوفيــة
اعداد : طارق فتحي

التصوف هو حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلي الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرق مميزة معروفة باسم الصوفية ويتوخي المتصوفه في تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلي معرفة الله تعالي بالكشف والمشاهدة لا عن طريق إتباع الوسائل الشرعية ولذا جنحوا في المسارحتى قد تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. ويلاحظ أن هناك فروقاً جوهرية بين مفهومي الزهد والتصوف أهمها أن الزهد مأمور به و التصوف جنوح عن طريق الحق الذي اختطه أهل السنة والجماعة. والزهد هو ترجيح الآخرة على الدنيا والتصوف ترك للدنيا تماماً والزهد هو تجنب الحرام والاقتصاد في الحلال وإشراك الآخرين في آلاء الله ونعمة وخدمة الأهل والإخوان. أما التصوف فهو تحريم الحلال وترك الطيبات والتهرب من الأزواج والأهل وتعذيب النفس بالتجوع والتعري والسهر فالزهد منهج وسلوك مبني على الكتاب والسنة وليس التصوف كذلك.

أصل الصوفية :
نشأة كلمة الصوفية اختلف فيها الكثيرون فقيل صوفي من الصفاء وقالت طائفة أن الصوفي من صفت لله معاملته فصفت له من الله كرامته. وقال قوم إنما سموا صوفية لأنهم في الصف الأول بين يدي الله بارتفاع همهم إليه وإقبالهم عليه.
وقال قوم إنما سموا صوفية لقرب أوصافهم من أوصاف أهل الصفة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم .وقال قوم إنما سموا صوفية للبسهم الصوف.
وأما من نسبهم إلي الصفة والصوف فإنه عبر عن ظاهر أحوالهم لأنهم قوم تركوا الدنيا فخرجوا عن الأوطان وساحوا في البلاد وأجاعوا الأكباد وأعروا الأجساد.
ولخروجهم من الأوطان سموا غرباء ولكثرة أسفارهم سموا سياحين , وأهل الشام سموهم ( جوعية) لأنهم ينالون من الطعام قدر ما يقيم الصلب بالضرورة. ومن تخليهم عن الأملاك سموا فقراء ومن لبسهم وزيهم سموا صوفية لأنهم لم يلبسوا إلا لستر العورة فلبسوا الصوف وقالوا هو قماش الأنبياء والأولياء وقد زعم البعض أن كلمة صوفية مأخوذة من الكلمة اليونانية [ سوفيا ] أي الحكمة وأرجح الأقوال بأن الصوفي نسبة إلي لبس الصوف.
وكما اختلفوا في أصل كلمة صوفية اختلفوا في تعريف الصوفية فمنهم من ذكر لها عشرين تعريفاً ومنهم من ذكر خمسين تعريفاً ومنهم من ذكر مائة تعريف.
فمنهم من قال عن التصوف ( أن تكون مع الله بلا علاقة ) ومنهم من قال( لأن لا تملك شيئاً ولا يملكك شيئاً )ومنهم من قال( التصوف هو العصمة عن رؤية الكون) ومنهم من قال( التصوف ترك كل حظ نفسي )وقال الجنيد [(هو تصفية القلب من موافقة البرية ومفارقة الأخلاق الطبيعية وإخماد الصفات البشرية ومجانبة الدواعي النفسانية ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بالعلوم الحقيقة.)

نشأة التصوف :
لم تكن ظاهرة التصوف تمثل سلوكاً معيناً ومتميزاً تقوم به جماعة من المسلمين في عصر رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه , والمحاولات أو المواقف التي كان فيها بعض المسلمين من أصحاب القلوب الرقيقة أو ممن كان لهم مواقف متصلبة وآذوا كثيراً من المسلمين قبل إسلامهم ثم أراد التنطع والغلوفى تناولهم لتعاليم وتوجيهات الإسلام أو أرادوا التفرغ الكامل والزهد والاعتكاف عن ضروب الجهاد كل أيام عمرهم. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم ينهاهم على ذلك فقال ( إنما بعثت بالحنيفة السمعة ) وقال ( ليس خيركم من ترك الدنيا والآخرة الدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ) وحين علم بأمر رجل صام النهار ولم يفطر الليل قال له ( من أمرك أن تعذب نفسك؟ ثلاث مرات)
ويروى أنس فيقول دخل الرسول صلي الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدودبين ساريتين فقال ما هذا الحبل؟ قالوا : لزينب إذ فترت تعلقت به فقالSad لا حلوة ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد ) وصدر الإسلام لم يكن في حاجة إلي أن تنشأ فيه هذه الظاهرة فالمسلمون جميعاً أهل تقوى وزهد و عكوف على الطاعات منقطعين لله تعالي إذ ما انتهوا من كدحهم في الدنيا ولم يكن بينهم من يريد أن يستقل بنهج أو سلوك يخرج به عن نطاق كتاب الله وسنة رسوله . فالقرن الأول كله لم يشهد على سلوك البعض من القبيل الصوفي . غير أن بعض المؤرخين يرون أنه لما فشا الإقبال بالدنيا في أواخر القرن الثاني الهجري وما بعده وجنوح الناس لمخالطة المتاع الدنيوي قيل للخواص من المسلمين ممن لهم شدة عناية بأمر الدين الزهاد أو العباد وأحيطت سيرتهم بهاله من التقديس والتكريم : الأمر الذي أدى إلي أن ينتحي في ظل صراع الفرق جانباً منه مجموعة من العباد أطلقوا على أنفسهم ( المتصوفة ) وكانت كلمة صوفي حتى نهاية القرن الثاني الهجري مقصورة على الكوفة حيث المؤثرات الفكرية الفارسية والهندية كانت قوية.
ولم يكن معنى صوفى متجاوزاً لمعنى العابد أو الزاهد وهو يدل على شدة العناية بأمر الدين ومراعاة أحكام الشريعة . فكانت دلالة الفقر والزهد والتقشف ولبس الصوف المظاهر التي تؤدي لوصف بعض الناس بالصوفية وقد انشغل الناس في ذلك الوقت بعلم الشريعة والعمل به وفي نفس الوقت خرجت من البصرة مجموعات طورت من سلوكها وأدخلت بعض المظاهر والطقوس وغالوا في نهجهم وأحوالهم واتخذوا لذلك حلقات وأماكن وخلوات خاصة بهم يجتمعون فيها بطريقة ونهج لم يعرف عن أصحاب رسول الله. وأحب المتصوفة أن يسموا أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن وسموا من عاداهم أهل الظاهر ( وهم أهل الفقه والشريعة ) ومن هنا ظهرت الفجوة بين الصوفية وأهل السنة والجماعة.
وحتى هذه الفترة لم يتجاوز التصوف نطاق الحركة داخل أخلاق الإسلام وإن كان بعيداً عن معاني العبادة الحق والالتزام بالكتاب والسنة لاتجاههم لربهم بما سموه أعمال القلوب.
وما إن أقبل القرن الثالث الهجري إلا وكانت السمة التي تميز سلوك مجموعة العباد وما سمى بأعمال القلوب قد دخلت طورا جعلت للصوفية وشيوخ مدارسها صوتاً ينفذ لمعظم ديار المسلمين وتنازل الشيوخ عن كثيرمما هو مندوب أو واجب في السنة مما كان يروق لحديثي العهدبالإسلام وذلك لكي يروج المذهب الصوفي ويكثر إتباعه وامتلأت الساحة بالمدارس الصوفية التي صنعت للمريد لكي يدخل لمقام شيخة أو ينخرط في سلك عضوية طريقة ما نوعاً من الرسوم والطقوس أطلقوا عليها اسم الأحوال والمقامات تدرجاً في طريقة العشق والوجد والفناء والإتحاد والحلول. وقد طغي على أفكار المذهب الصوفي الأفكار الهندية واليونانية والمسيحية. والنهج المميز للمتصوفة في تناول أمور العبادة هوالذوق وهو يخرج عن قيد النص الشرعي والتناول الذوقي يؤول الالتزامات . وكلما زاد معدلات الجهل بالدين وانتشار البدع وسط بيئة التصوف كلما زادت أعداد المتصوفين .وقد كثرت مذاهب وطرق الصوفية واختلفت من حيث الممارسة وبعضهم لم يجد وسيلة للتعبير عن علاقته بربه- بعد أن ا نطفأ نور العقل عندهم وأصبحوا نماذج افساد في مجتماتهم- سوى ان يمارسوا الرقص في حلقات والتصفيق في مجموعات وقد وضعوا لأنفسهم شارات وعلامات ورايات واتخذوا طبولاً ودفوفا . وقد قسموا الذكر إلي ذكر باللسان وذكر بالقلب وذكر بالسروذكر بالروح وقد نجا بعض رجال الصوفية من الوقوع في متاهة الطقوس المادية وقد أراد الصوفية جيل من المسلمين علاقاتهم بربهم من خلال التدرج في مقامات الصوفية ليتفوقوا على التدين التقليدي الذي هو ارتباط بقواعد الشرع وعقيدة أهل السنة والجماعة , فقد عملوا على استقطاب أجيال من المسلمين بينهم وبين عقيدة أهل السنة فجوة نفسية وعقدية. و سلطان شيخ الطريقه على نفوسهم ما بعده سلطان.

مصادر التصوف :
كما أختلف في أصل التصوف وإشتقاقة وتعريفه اختلف في منبعة ومآخذه فقيل إنه إسلامي في أشكاله وصورة ومبادئه ومناهجه وأصوله وقواعده وهذا هو إدعاء الصوفية ومن والاهم . وقال قوم لا علاقة له بالإسلام إطلاقاً إنما هو مستمد من الفكر الأجنبي وهو رأي أكثر السلفيين والمتكلمين من أهل السنة والأكثرية من المستشرقين . وقالت طائفة إنه اسم للزهد المتصور بعد القرون المشهود لها بالخير كرد فعل لزخرفة المدنيه وزينتها وانغماس المسلمين في الترف ثم دخلت الفلسفات غير الإسلامية وذهب لهذا الرأي إبن تميمية والشوكانى والصوفية وبعض المستشرقين . وقال آخرون هو خليط من الإسلام واليهودية والمسيحيين المانوية والمجوسيه والمزدكيه والهندوكية والبوذية والفلسفة اليونانية وآراءا فلاطونيه حديثة وتمسك بهذا الرأي بعض كتاب الصوفية من المسلمين وغير المسلمين. وعندما نتعمق في آراء الصوفيه نجدها بعيدة عن تعاليم القرآن والسنة بل نراها مأخوذة من الرهبنة المسيحية والبرهمة الهندوكية وتنسك اليهودية وزهد البوذية والفكر المجوسي واليوناني وتدل على ذلك تعريفات القوم للتصوف كما تنطق وتشهد تعاليمهم التي هي بمثابة الأسس التصوف فإبراهيم بن أدهم وهو من الطبقة الأولي وأئمة التصوف – كان من أبناء الملوك وكان له زوجة وأولاد لكنه ترك كل ذلك للنداء الغيبي أو لقاء ( الخضر ) الذي لقنه ذلك مثلما ترك بوذا ملكة وزوجته.
خلافاً لتعاليم الإسلام والسنة الشريفة –ومع ذلك يبجله الصوفية ويجعلونه مثالاً يحتذي به فأمتنع معظم الصوفية عن الزواج كما فعل رهبان المسيحية.
كذلك يترك الصوفي كل متع الدنيا والمال حتى يصبح فقيراً فجعلوا الفقر أساس التصوف وهذا مخالف لتعاليم الإسلام وإرشاداته إنما هم أقرب لتعاليم الرهبنة. كما التزم الصوفية لبس الصوف كما فعل رهبان المسيحيه وقال الصوفية إن الصوف كان لباس المسيح عيسي بن مريم عليه السلام.
وقد قال إبن سيرين ( إن قوماً يتخيرون الصوف يقولون إنهم متشهبون بعيسي بن مريم وهدى نبينا أحب إلينا وكان النبى صلي الله عليه وسلم يلبس القطن وغيره).
كما اتخذ الصوفية الخانقاوات والتكايا والزوايا مقراً للتعبد كما فعل رهبان المسيحية باتخاذهم الأديرة البعيدة عن الناس. ولا يوجد في تعاليم القرآن ولا السنة هذه التكايا والزوايا والربط والخانقاوات بل أمر المسلمين ببناء المسجد للعبادة كما أمروا بتعمير بيوتهم بقراءة القرآن فيها والعبادة.
أما بناء الأمكنة الخاصة للتعبد والذكر والأوراد فليس إلا تقليلاً لشأن المساجد وصرف الناس عنها وهي كما قال إبن الجوزي عنها [ مناخاً للبطالة إعلاماً لإظهار الزهد ] وجمهور المتأخرين منهم لا يعملون إنما يتسولون من الناس ولا يبالون إن كان من حلال أو حرام . كذلك كانوا كثيرى السماع لدروس وعظات الرهبان ونجد الكثيرمن أخبار رياضات الرهبان وأقوالهم في ثنايا كتب الصوفية . ولم يقف المتصوفة عند الفكر المسيحي بل أخذ من المذاهب الهندية والمانوية فمعظم المتصوفة من أصل غير عربي كما أن بداية التصوف كان في خراسان والزهد الإسلامي الأول في نزعته وأساليبه هندي فاستعمال المخلاة والسبح عادتان هنديتان. وهناك تشابه كبير بين الصوفية والهنود في تعذيب النفس والتجوع وإماتة الشهوات والهروب من الأهل والأولاد والجلوس في الخلوات ومراقبة صورة الشيخ وطرق الذكر.
وكذلك التعري لم يأخذه الصوفية إلا من البوذية فكثير من الصوفية يتجردون من الثياب ويسمون مجاذيب ومن أشهرهم الشيخ إبراهيم العريان الذي كان يطلع المنبر ويخطب عرياناً . كما أخذوا من الفلسفة الهندية ترك المال والتسول من الناس والاستجداء منهم . كذلك ملازمة الصمت والتحدث مع الناس بالإشارة. وهناك عقيدة بوذية يظل الذاكر فيها يذكر في خلوته حتى يفني ذاته في ذات الإله وهذا ما يفعله المتصوفة . والصوفية لا يفرقون بين ديانة وديانة بل يحترمون جميع الآراء والمعتقدات التي قد لا يكون لها أساساً في الشريعة الإسلامية. وقد تأثر الصوفية بالشيعة وأفكارهم ومعتقداتهم كذلك.

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى