* يوسف ذنون- اياد الحسيني- ابن مقلة- البغدادي- عبود الكرخي - دوني جورج- مشعان واخيه

الخطاط يوسف ذنون
مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 26 مارس 2014 - 7:34
ولد يوسف ذنون عبد الله في محلة باب الجديد، دخل مدرسة ابن الأثير للأحداث عام 1939 ومنها إلى مدرسة باب البيض للبنين عام 1942والتحق بالمتوسطة الغربية عام 1945ثم المدرسة الإعدادية المركزية وتخرج فيها عام 1950 ملتحقاً بالدورة التربوية ذات السنة الواحدة بالموصل وتخرج فيها عام 1951، عين معلماً في مدرسة المحلبية عام 1951وأنتقل إلى مدرسة حمام العليل عام 1956 فمدرسة ابن حيان عام 1958ثم انتقل إلى مركز وسائل الإيضاح بعد افتتاحه ومنه إلى متوسطة الوثبة عام 1960درس على آثار علماء الخط العربي ونال الإجازة من الخطاط التركي حامد الآمدي عام 1966 وحصل على تقدير منه لبروزه في مختلف فنون الخط.
درس في معهد المعلمين بين عامي1962-1969 الخط العربي والتربية الفنية ثم انتقل إلى ثانوية الرسالة وأصبح مسؤول الخط العربي في النشاط المدرسي وأصبح مشرفاً تربوياً للتربية الفنية عام 1976 وقد ساعدته مثابرته وعمله السياسي مع القوميين العرب على التقدم السريع وكان يعد واحداً من الخمسة البارزين في هذه الحركة عبد الباري الطالب، وحسين الفخري وسالم الحمداني وغانم يونس وهو. وأحيل إلى التقاعد عام 1981 وقد عقد ندوات ومحاضرات في تاريخ وتطور الخط وأقام دورات عامة لتعليم هذا الفن الإسلامي بالموصل وله آثار فنية في الخط واللوحات على كثير من الكتب والمجلات، كتب لوحات وأشرطة أربعة وأربعين جامعاً حتى نهاية عام 1976. وأقام معارض في الخط العربي ودرب طلبته على الخط منذ عام 1962، ويسهم هو وطلابه في معارض بغداد منذ عام1972. كرم من قبل رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر عام 1972 بمناسبة إقامة معرض الخط العربي الأول ببغداد.
شارك في تأسيس جمعية التراث العربي في الموصل وهو عضو في جمعية الخطاطين العراقيين وعضو فخري في جمعية رابطة الخريجين لتحسين الخطوط العربية في مصر.

الخطاط الدكتور اياد الحسيني
يعد الأستاذ الدكتور إياد الحسيني أحد ابرز الأكاديميين من الفنانين والمصممين المعاصرين في العراق، والوطن العربي لما قدمته طيلة الأعوام السابقة التي تجاوزت العقود الثلاث من إبداع وتألق. وقد توجت تلك المسيرة الإبداعية بنيله جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2010م، عن كتابه (فن التصميم، الفلسفة والنظرية والتطبيق) بثلاثة أجزاء.
إن دراسة منجز إياد الحسيني الإبداعي علمياً وتقنياً يكون على أربعة محاور، المحور الأول إياد الحسيني خطاطاً ومجدداً، والمحور الثاني إياد الحسيني مصمماً، والمحور الثالث إياد الحسيني نحاتاً، والمحور الرابع والأخير منظراً. أنها أربعة محاور إبداعية من النادر بمكان أن تجتمع في شخصية واحدة، والشخصية الإبداعية كما يراها علماء النفس هي من اجتمعت فيها مقومات تسهم في تحديد الهدف السامي الذي يقود المجتمع إلى الرقي، كالمكون العقلي الذي يشمل سعة التفكير والإدراك والتعلم، والمكون النفسي وهي الانفعالات الفردية تجاه الظاهرة البيئية المحيطة بالفرد والمؤثرة عليه في التفكير والانجاز، والمكون الاجتماعي الذي يرتبط بادراك الفرد لطبيعة المجتمع وآلية الإقناع والمنفعة. لقد درس إياد الحسيني تلك المكونات التي ارتبط بها إنسانياً وبيئيا من خلال التأثر بمرجعياته الثقافية والفكرية وطبيعة المجتمع لتسهم في نجاح شخصيته العراقية الإبداعية. ولو تطرقنا إلى المحور الأول لوجدناه خطاطاً بارعاً تمسك بقواعد الخط العربي بكل أنواعه وتكويناته فضلاً عن مقدرته العالية في الخطوط الهندسية كالخط الكوفي وأنواعه المعروفة والزخرفة الإسلامية النباتية منها والهندسية. وقد نال إجازة الخط العربي من الخطاط الكبير الراحل حامد الامدي، لقد طور إياد الحسيني الخط العربي ليحوله إلى لوحة تشكيلية يضيف للخط بعداً ثالثاً من خلال التقنيات الفنية التي ابتدعها في اللوحة الخطية الحديثة التي مزجها مع الألوان والأشكال كما ادخل التقنيات الأخرى كالكولاج فن التلصيق في تكوين اللوحة الخطية المعاصرة، إنها مغامرة فنية تميزت بالجرأة في محاكاة الخط العربي المعروف بنظامه الثابت والنمطي المحكوم بقواعد، حتى اختط له أسلوباً فنياً للوحاته التشكيلية التي برز فيها الخط متجرداً متناغماً ما بين أجزاء اللوحة تشاركه التكوينات الهندسية والألوان وغيرها. إن وصول الفنان إلى تحديد أسلوب فني له هو أمر في غاية الصعوبة فلأسلوب يعبر عن شخصية صاحبه تعبيراً صادقاً، لذلك استطاع إياد الحسيني بكل جرأة وقوة أن يحدد أسلوبه الفني الذي جعله متميزاً في أعماله الفنية. وكان لشغفه الكبير بالخط العربي وتكويناته ولاسيما الهندسية منها الأثر الكبير في بناء عمارة خاصة للخط العربي من خلال النحت البارز والمجسم لتشكيلات الخط العربي وهي من المحاولات النادرة والجريئة في التعامل مع الخط العربي بقواعده الصارمة، لقد شكل إياد الحسيني من الخط العربي معماراً خاصاً متميزاً ويعد أول من ابتكر معمار الخط العربي، إذ يستطيع المتذوق أن يدرك مدى قوة الحروف بتكويناتها وارتفاعاتها واتساعها، ليضيف إلى روح الخط العربي بتكويناته ومرجعياته العقائدية والفنية نوعاً من المغامرة الإبداعية في أسلوب رسمه وتشكيله وجمالية تكوينه الفني.
أما محور إياد الحسيني مصمماً، فهي من المحاور المهمة في مسيرة هذا الفنان، إذ عد الحسيني من الأكاديميين القلائل الذين برعوا في ميدان اختصاصهم (التصميم الطباعي)، وهو ميدان تخصصه الأساسي، بعد أن أكمل دراسته الجامعية الأولية والعليا ونال درجتي الماجستير والدكتوراه في الاختصاص ذاته، بكل تميز ليمارس عمله الرئيس كمصمم طباعي ويشارك في كل المعارض الفنية الخاصة بالملصق محلياً وعالمياً ويحصد الجوائز الأولى في تلك المعارض والمهرجانات. فضلاً عن تدريسه لطلبته في المراحل الأولية والعليا وآرائه العلمية الصائبة والمهمة في مناقشات الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه. وقد جاء كتابه (فن التصميم الفلسفة والنظرية والتطبيق) تتويجاً لعلمه وتجاربه الثرة في هذا الميدان، إذ أصبح هذا الكتاب مرجعاً مهماً لدراسة التصميم كعلم وفن في معظم التخصصات التي ترتبط بهذا الفن المهم للمجتمع لالتصاقه بحياته اليومية ورغباته وتنمية ذوقه، لينال هذا الكتاب بكل فخر واعتزاز جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2010م ويطبع بثلاث أجزاء تخصص كل جزء بمفهوم علمي خاص وبتصنيف محدد. ولا يمكن أن نفي أستاذنا الدكتور إياد الحسيني حقه وفضله في انتعاش الحركة الفكرية والفنية والثقافية في العراق المعاصر، إذ لابد أن أشير إلى جانب مهم له، وهو إياد الحسيني إنساناً، فهو المتواضع في خلقه وأدبه الجم ويكاد يخجلك وأنت تتحدث إليه لما يحمله من سمات شخصية تنم عن أصول وجذور عالية في الأدب والخلق الرفيع، حتى غدت تلك الصفة إجماعا لكل من عرفه ولاسيما طلبته وأصدقائه فضلاً أساتذته الذين يشيدون له بذلك، وقد غدت تلك النظرة في إجماع أساتذة كلية الفنون الجميلة بعد دخول القوات الأجنبية إلى العراق وما أحدثته تلك الوقائع الأليمة من دمار ورائحة الحرائق لينتخب عميداً لكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد بأغلبية ساحقة وبتصويت حر وشفاف، ولعله العميد الوحيد الذي تم انتخابه إلى هذه الكلية في تاريخها منذ التأسيس. ليتولى بذلك مهمة تعد من أصعب المهمات بعد أن كلف بادراه كلية لم يبق فيها كرسي للجلوس وجدرانها سوداء من جراء الحروق، لينهض بها ويطلي جدرانها ويعيد لها زهوها وألوانها وجمالها. لم يكتفي إياد الحسيني في إعادة البهجة إلى كليته التي درس فيها وأدارها بكل اعتزاز وشرف وأمانة لنتقل بعد ذلك إلى بناء مرتكزات رصينة للفن والإنسانية في الجامعات العربية إذ عمل مستشاراً لرئيس جامعة العلوم التطبيقية في مملكة البحرين ما بين الأعوام 2006- 2007، وأستاذاً زائراً في جامعة فلادليفيا بعمان عام 2006، وحالياً عميدا للكلية العلمية للتصميم في سلطنة عمان منذ عام 2008 إلى الآن. تمنياتي لأستاذي الفاضل وهو بين أبناء محبيه وأصدقائه وتلامذته كل النجاح وطوال العمر والإبداع المتواصل والشكر الكبير للسيد مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الأستاذ الفاضل الدكتور جمال العتابي لمبادرته الكبيرة الرائعة في الاحتفاء بمبدعي العراق الكبار في عراق الإبداع والمبدعين.

ابن مقلة" ...
اشهر خطاطين العرب
ظهر ابن مقلة" " أول خطاط عراقي وضع قواعده وضبط حروفه وبعده جاء ابن البواب فأضاف بعبقريته الى رسم الخط الذي كان معروفا في عهده تحسينات وتنقيحات جعلت خطوطه مضرب الأمثال وجاء بعده ياقوت المستعصمي الذي أشتهر بتجويده وضبط حروفه وأرسى قواعده حتى أصبح إمام الخطاطين ...
وقد حفلت المكتبات والمتاحف بخطوط أولئك الرواد الأوائل .. ولم تستطع الفترة المظلمة التي مرت على بلادنا العربية أن تطمس معالم الخط العربي أو تطفئ نوره .. إذ تولاه أفذاذ آخرون في أرجاء العالم الإسلامي .. فأحسنوا صوره وأبدعوا في رسومه وهذبوا قواعده .. وقد اشتهر من أولئك " حمد الله " المعروف ببن الشيخ ، وكذلك الحافظ عثمان طه الذي كتب القرآن الكريم بخط يده وهي أهم مميزاته { القرآن الكريم في طبعته الأخيرة على رواية حفص المنتشر في كل أرجاء العالم الإسلامي } .
وبعدهم جاء " مصطفى الراقم " الذي اختزل كثيرا من قواعده وأبدع فيه بحيث أصبح رئيس الخطاطين في عصره إذ تعتبر خطوطه من أروع ما ورثناه من الكتابات العربية .. وقد سار على نهج الراقم الخطاطون الذين جاءوا بعده فيعتبر " حامد الآمدي " الخطاط المعاصر أحسن من خلفه في جمال خطه ومتانة قواعده وسيطرته على ضوابطه .

أما الخطاط المشهور " هاشم محمد البغدادي " والذي
ولد في مدينة بغداد في تاريخ 1921/11/24
أخذ الخط عن الأستاذين الملا عارف الشيخلي والحاج علي صابر
أخذ أول إجازة في الخط العربي عام 1943 من الأستاذ الملا عارف الشيخلي
عمل خطاطا مستخدما في مديرية المساحة العامة والتقى هناك بحكم عمله مع الخطاطين أمثال صبري الهلالي وعبد الكريم رفعت
سافر الى مصر فقدم الى الامتحان في القاهرة عن طريق مدرسة تحسين الخطوط في الإسكندرية وبواسطة محمد إبراهيم وقد حصل على الدبلوم بدرجة امتياز في سنة 1945
اتصل أثناء تواجده في مصر بالخطاط المشهور حســــــني والخطاط سيد إبراهيم فأجازه إجازة تامة في أنواع الخطوط
أجازه الأستاذ حــــــــامد الآمدي مرتين
له من الآثار الفنية الفريدة وخاصة الخطوط النفيسة على مسكوكات الجمهورية العراقية والتونسية والليبية والسودانية والمغربية , وكتابة الخطوط الجميلة في عدد من جوامع بغـــــــداد لعل آخرها كان جامع الحاج محمود (بنية)
أصدر كراسته الفريدة حول الخط ( قواعد الخط العربي ) سنة 1961
إن إمكانيته في الزخرفة فريدة وخاصة في لوحته التي تضم أنواعا متعـددة من الخطوط العربية والموجودة في متحف الفنانين الرواد
سافر الى ألمانيا سنة 1967 وسنة 1970 موفدا من قبل وزارة الأوقاف للإشراف على طبع المصحف الشريف
تخرج على يديه عدد من الطلبة البارزين منهم , عبد الغني العاني, صادق الدوري وصلاح شيرزاد وآخرون غيرهم. ولم يجيز سوى تلميذا واحدا هو عبد الغني العاني
توفي رحمه الله يوم الاثنين 1973/4/30 ودفن في بغداد .
كذلك فيه خطاط مبدع يسمى فوزي سالم عفيفي الذي أصدر كتابه المشهور والذي يعتبر مدرسة كاملة للطالب وهو( تعلم الخط الربي ) بأجزائه الثلاث .
كذلك رضوان بهية والخطاط عمر وصفي سنة 1405هـ

عبّود الكرخي (1861-1946 م)
عبّود الكرخي (1861-1946 م) شاعر شعبي عراقي نظم الشعر اللهجة العراقية، من شعره قوله:
ذبيت روحي عالجرش وادري الجرش ياذيها ساعة واكسر المجرشة والعن أبو راعيها ساعة واكسر المجرشة والعن أبو راعي الجرش قعدت يا دادة أم البخت خلخالهه يدوي ويدش وآني استادي لو زعل يمعش شعر راسي معش هم هاي دنية وتنكضي واحساب اكو تاليهه
قد كسب الملا عبود الكرخي بلهجته العراقية الدارجة والساخرة في أحيان كثيرة من مرارة الواقع وتقلبات السياسة حب وتفاعل العراقيين وما زال البعض من قصائده خالدة في ضمير ووجدان هذا الشعب لحد الآن.
ومن آراءه العميقة والطريفة هو العلاقة بين العراق واشقائه العرب والتي يبدو من خلالها أن التاريخ يعيد نفسه كما يقال وليت الملا عبود حي في زماننا هذا ورأى ما نراه ممن نسميهم بالأشقاء لأضاف ربما كلمة أخرى لمقولة أن التاريخ يعيد نفسه (ولكن أسوأ مما كان).
يبدو أن العراق والعراقيين بصورة خاصة كان قدرهم الدائم أن يتفاعلوا مع قضايا امتهم وقضايا شعوبها في حين ينقلب الأمر رأسا على عقب حينما تكون القضية عراقية ويراد من اشقاء العراق أن يقفوا بجانبه في محنته.
الملاحظ في طيات تلك العلاقة انها حملت لنا من زمن الملا عبود الكرخي نفس المواقف السلبية ونفس التجاهل والتي تحولت في عصرنا الحاضر إلى ما هو أسوأ حين لايقف معك من تدعوه شقيقا فقط بل يقف على الضد تماما من تطلعاتك وآمالك في الحرية والخلاص فهل كان قدر العراقيين دائما أن مشكلتهم تكمن في اهتمامهم بقضايا الغير أكثر من اهتمامهم بقضاياهم أم ان في الامر مسألة شائكة تتعلق بعقدة النقص العربي وانانيته تجاه العراقيين كونهم أكثر وعيا وحرصا من غيرهم.
كل مشكلة في أي قطر عربي كان العرب يظهرونها في بلدانهم وكأنها مشكلة قومية فيما يحبس العراقيون انفاسهم ألما وحسرة وحيرة تجاه قضيتهم التي لا يبدوا أنها تحرك شيئا في الضمير العربي ولا تظهر صوتا في صمت المقابر العربية وقد التقطت لنا ذاكرة شاعرنا الكبير هذه الالتقاطة الذكية حينما أنشد :-
ومن (سعد زغلول) مات قلبنه كل الكائنات بالجبايش جاينات صارت و(راوه وعانه) ويوم مات (المنفلوطي) كثر همًي وقل قنوطي موتي ياروحي وشوطي لأن مملؤه رعانه وعندنا (ريس الوزارة) أفزع أوروبا انتحاره بطل (سعدوني) اعتباره راقي سيد عالي شانه (بجرايدهم) خبر ذكروا مختصر ازيد م كتبوا ما اهتموا ما اعتبروا اعتباره بربع آنه إشارة إلى انتحار عبد المحسن السعدون رئيس الوزراء العراقي آنذاك وتجاهل العرب كل ما يتعلق بالشأن العراقي منذ ذلك الزمن.
استقراء.. للاحتجاج على الأرباب في (المجرشة)
يأبى ربّ العمل العراقي إلا أن يُعلق رقعته الناقعة بالحمأ المسنون على جدارية الظلم العريقة، فتتململ امرأة نزيهة الروح لتفضح وقعَ الواقع الدامي عليها من اضطهاد نظام الزوجية القروسطي، والقهر الطبقي الطاغي.. إنها لسان حال أخواتها عهد ذاك ـ أي عقيب الحرب العالمية الأولى ـ فتنطق بجرأة حزب، وفصاحة عالم، وتمرد أبي مُـرّة.. ولا تخشى في عرض حقها وطلبه لومة ملِق ولا سوط حاكم، ولا وعيد خالق.. بل تنساب الوقائع اليومية من فمها كدرر تعمي عيون مستعبدي شعبنا، وتقض مضاجعهم الوثيرة حتى يوم الفصل والقصاص. تقول فتصور البؤس البغيض وتوخزنا كي نرتدي البأس، وتصف مراسها للتعاسة وشكة تُشعرنا بأن السعادة في طوية الكفاح، فهي تدرك كم الأذى الذي يحيق بها وهي ـ غير راضية ولا مرضيّة ـ ترمي بنفسها على آلة الجرش، نافرة من هذا العمل وكأن المجرشة فراش بغي ملولة خائرة القوى منهوكتها. ويتجلى الربط في مستهل معلقة (الملا عبود الكرخي) بفضائحية صارخة، ثم يردف المستهل ببيت آخر تتفرع من بعده الأبيات الثائرة في أروع ما أجادت به قريحة أمير الشعر الشعبي أوائل القرن المنفلت، وكأني بامرأتنا تحمل مطرقة الحرس القديم وهي تنذر وتتوعد ويبلغ أسماعنا تهديدها بأنها الآن وليس في المستقبل ستحطم آلة ديمومة الظلم الطبقي وتلعن بملْ فيها راعي المجرشة وراعيها. وعلى هذا المكوك الحاد ـ المشوب بالتهكم أحياناً ـ يأتينا استعراض حال الجور المستفحل بلغة الدهماء التي ترتقي إلى الفصحى الطليقة، وليست العامية بعقيم ولكنها قد لا تتسلق جدران الجامعة العربية بيسر وما هذا بالذي يعيب. فتبقى بطلتنا لأربع وسبعين رباعية تحمل المطرقة عالياً، وأحسب أن السيد (كارل ماركس) لو التقاها لقبّل جبينها لأنها راديكالية، تقف على مرجل الغضب بثياب الحزن الرفيق وتقذف الإهانات على مستغِلها المتمادي. وإذا توسلت بعلي بن أبي طالب فلأنها تعرفه ثائراً فتنعته بـ (أبو الحملة)، ومن ثقل أذاها تختار مدناً مائية ـ تقصدها مهاجرة ـ كي تمنح جسدها المتهاوي لثلة أسماك ترتع في شط الفرات نكاية بابن الزنى المشطور عندها إلى:
1 ـ دهرها الخائب المخيّب برمز رب أسرتها.
2 ـ رب عملها الباغي(استادها؛ باللهجة العراقية) الذي ألحق عيباً بروحها حين اضطرها للكفر.
حيث تذكر ما قاله لها؛ من أنها عبدته وقد ابتاعها من النخاسة، فيشد عليها نير العمل في نوبات ليلية متتالية. وهي بعد أن تلعن زوجها وتصفه بأقبح الصفات وتلعن صاحب العمل الذي يهينها وينتف شعرها.. ترفع مسمار الأمان من جملتها الجريئة وترمي بها على رؤوس مضطهِديها وكهانهم، إذ تقول: أهذه دنيا وتنقضي.. وثمة حساب بعدها..! وهنا يحتمل المقول أكثر من تأويل، أفضله مُرّ على لسان الذين أذواقهم كليلة. يبدو لوهلة أولى أن بطلتنا قد استعذبت أوزارها فتوجتها بإنكار المَعاد كرد فعل لما تعانيه من اضطهاد.. ولكننا لو أمعنا النظر لتراءت لنا تلك الصرخة المحبوسة فينا جميعاً، وقد أطلقتها هي بغير اقتصار على نون النسوة، فنسمعها تقول دون أن يعتورها الخوف أياً كان مرده: أثمة حساب بعد كل هذا الضيم الأسطوري.. أي إله سيحاسبني على عدم اصطباري على الخنوع، وأي إله سيحاسبني لأنني تمردت على (ماموث) الذي صار وليّ أمري ورب الجرش وإلهه.. أي إله ذاك الذي سيحاسبني ثم يودعني لآثامي عند خازن النار بعد جحيم الدنيا ونارها..! ترى أي إله يبارك جلال الظُلم.. إنه إله على قياس السادة أصحاب الأملاك والسلطة.. إنه إله تتجلى صورته المخيفة على صفحة (الباون)..
ويحضرنا هنا أبو ذر العظيم حين خاطب سدنة البلاط الدمشقي قائلاً: ربكم تحت حذائي هذا. وكانت مسكوكة نقدية تحت قدمه الثائرة. وتمضي بطلتنا في ثورتها ضد علاقات الإنتاج السائدة وبُناها المتعاكسة فتشكو من ضرب رب العمل لها، وهذا ما يضاعف الخصومة والاحتجاج على رب أرباب العمل فتقول:" فوك درد الله" أي إضافة لعلّة وبلاء الإله الذي نصّب أُولي الأمر والعمل والمال يلحقها (أستادها) بالضرب المهين. عندها تقرر البوح وتذيع بيانها معلنة الثورة، وتستذكر المعري الحكيم لأنها قد رأته يعني ظالمها حين قال: "وتحسب أنك جرمٌ". والمتنبي الكبير الذي نهى عن احتقار أية حشرة مهما ضعفت لأنها قد تُدمي مُقلة ملك.. وتعلن أنها ستلجأ إلى أوروبا وتتبرأ من عرقها العربي، متوهمة أن الظلم عربي وحسب.. ثم تنتبه لنفسها كي لا تفقد السيطرة بعد أن تجهر بأنها على استعداد لهتك ستر نفسها برمي العباءة وشق الثوب الأسود. وهكذا يتقاذفها الصراع إلا أنها تقرر المضي في ثورتها وترك العمل دون عودة، إلا إذا ولج الجمل في سمّ الخياط..ستمضي في قرارها، وسترتقي سلم السماوات إلى طبقتها السابعة، وستعارك الملائكة، وتعلن في يوم المَعاد بأنها منذ تنويمة المهد وهي في دولاب القهر والاستبداد والوأد المؤجل.. وتبين أن كفرها بديهة ويؤثم عليه ابن الزنى الذي أقرأها ألفباء الكفر.. وتعرج بثورتها ضد ألم ممض في جوفها، ضد من يعقد قران صغيرة ،لم تطمث بعد ،على هرم نخر عتيق بشع لعين.. إذ انها عانت ولم تزل من إجحاف هذا البغاء المغلّف إلى الحدّ الذي ترى فيه أن في المقابر أو البراري والمفازات والدول الأقل نمواً في الأرض ـ كاليمن ـ باب رخاء واحتمال خلاص.. بعد الذي رأت ولم تزل ترى.
مقاطع مختارة من (المجرشة)
ذَبيت روحي عالجرش وأدري الجرش ياذيها ساعة وأكسر المجرشة وألـعن أبو راعـيها
ساعة واكسر المجرشة وألـعن أبـو السـواها إشـجم سـفينة بالبحر يمشي ابعكسها اهـواها إيصـير أظلّن ياخلكك متـجابلة آنـه ويـاها كـلما يكـيّرها النـذل آنـي بحيـلي ابريـها
ساعة واكسر المجرشة واكصد أبو الحملة علي واطلب مرادي وانتحب بلجي هـمومي تـنجلي نار البـكلبي اسـعرت يهل المروّة وتـصطلي ما شفـت واحد ينتخي من اهل الرحم يـطفيها.
ساعة واكسر المجرشة وألعن أبو اليـجرش بعد حظي يهل ودّي نـزل والجايـفه حظها صـعد سلّمت أمري واسكتـت للي وعدني ابهالـوعـد نصبر على الدنيه غصب لـلـّحـد وانـباريـها.
ساعة واكسر المجرشه واشغر أنا لسابع سـمه وادعي على الجان السبب أمـي وأبـوي بالعـمه أم كَشره وام بـوز الجلب جي يرضه ربي امنعمّه كـعـدّها بأعلى مرتـبه وجوخ وزري يجـسيها.
ساعة واكسر المجرشه وألعن أبو راعي الجرش كعـدت ياداده أم البخت خلخالها يدوي ويـدش وآني استادي لو زعل يمعش شعر راسي معش هم هاي دنيا وتـنكضي وحسـاب أكـو تـاليها.
ساعة واكسر المجرشه والبس لباس التـنـتنه جي فوك درد الله، النذل استادي ضربني بميجنه بالهيمه عطشان الأسـد والهوش معتـاش ابهنه هـل مال أبـو هـدلان للدجـله شرب صافيها.
ساعة واكسر المجرشه وانحر على النمسا ومجر هـناك أنـكر تـبّع وقحطان والطائي ومضر ترضه يالمسيّر سـفينة نـوح يـا رب البـشـر عبّـيات أبو ها اكحيله واحضان الجرد يـشـبيها.
ساعة واكسر المجرشه واقسـم أنا بـرب الفـلق ويللي ابطن الحوت ابن متي النـبي يونـس نطق كلّه كتبته بالورق عندي فقط إلا الزلق ما قيدتها بدفتري اوغيري فلا قاريها.
ساعة واكسر المجرشة واكطع من الدنيا الأمل للجرش ما أرجـع بعد إلا بابره يخـش جمل كل يوم ناصبلي عزه اسـتادي النغل ما الثوَل عقلي انذهل جسمي نحل روحي السـكم لافـيها.
ساعة واكسر المجرشة واصعد برجلي للفلك واوصل السـابع سما وبيـدي ألزمه للملَك من يوم أمص جمعي، الدهر لاحكك على عمري وكللك يعبّر عليّ. كل وكت للملعنه يـجزيـها.
ساعة واكسر المجرشـه وانحر على أهل الصيره وانشد على شيوخ العرب أهـل الشـيم والغـيره يـرضى إلهي بالرفـاه العـبده أم خـنـفيره تخدمها حُرّه وكل وكت كاس الصبر تـسكيها.
ساعة واكسر المجرشة وألـعن أبو الكـيّرها واحـركك أبو كل من ابمنشاره وفاسه انجرها بعناد هالظالم اسـتا دي رويحتي مرمرها للكفر يا أهل الرحم ابن الزنـه يقرّيـها.
ساعة واكسر المجرشه وألعن أبو اليكطع مَهر طفله على شايب هرم يفطن على حفر البحر وصله سختيانه الوجه واللحية تـشبه للأبـر الله ما يقبل هالبـشع لرويـحتي سـابـيها.

العالم العراقي (دوني جورج)
كان العالم العراقي (دوني جورج) رحمه الله يجيد التحدث باللغات العراقية القديمة كلها, الآشورية والكلدانية والبابلية والأكدية والسومرية, فضلا عن العربية والانجليزية. حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة بغداد, ثم صار معاونا لمدير عام الآثار العراقية, فمديرا عاما لدائرة الدراسات والبحوث, فمديرا عاما للمتاحف, ثم رئيسا لهيأة الآثار, ثم مديرا عاما للمتاحف العراقية, حتى صار من خيرة الخبراء في مجالات التوثيق والمسح والتنقيب, وبخاصة في المواقع الأثرية في نينوى, وسد بخمة, والرفاعي, وأم العقارب, وأم الفحم, وأور, وإيشان شعيب في هور إصليّن, والوركاء, ولكش, وكيش. .
كانت عمليات السطو المبرمج على المواقع الأثرية العراقية تقلق الدكتور (جورج), وتحثه على توظيف خبراته لكشف أسرار المخططات المدبرة, وتدعوه إلى استنفار طاقاته كلها في سبيل فضح المخالب الخبيثة, التي اشتركت في نهب ارثنا الحضاري والتاريخي, وتحثه على تعريتها أمام الملأ, وبيان كيف تسللت مع القوات الغازية لتسرق كنوز العراق الأثرية, وكيف استولت على التماثيل والأختام والمخطوطات والألواح الطينية والمجوهرات القديمة, فتوصل من خلال تحقيقاته الموقعية, وتحليلاته الميدانية إلى مجموعة من الحقائق المذهلة, ولم يكن في منأى من التهديدات والضغوط والإغراءات لكنه كان أصلب مما توقع الغزاة, وأشد منهم إيمانا بقضيته الوطنية, التي أقسم أن لن يتخلى عنها مهما بلغت التضحيات, فاختار مواجهة الذئاب في أوكارها, واتخذ من مدينة (بروكهافن) منطلقا لحملاته, التي كشف فيها زيف الادعاءات الأمريكية, وكانت قاعات جامعة (ستوني بروك) هي المنبر الذي وقف فوق منصته, ليشرح للطلاب تفاصيل أكبر سرقة تاريخية لأقدم الحضارات في الكون. .
فرصدوا تحركاته, ونصبوا له الكمائن, ووزعوا الأدوار على مرتزقتهم, وانتظروا حتى صباح العاشر من آذار (مارس), من عام 2011, وهو اليوم المقرر لسفره بالطائرة من أمريكا إلى كندا ليلقي محاضرته في جامعة تورنتو, والتي كان ينوي فيها كشف الدوافع الحقيقية لتدمير العراق. وما أن هبطت الطائرة في المدرج, وتوجه الركاب نحو قاعة المسافرين, حتى سقط (دوني جورج) ميتا من دون أن ينبس ببنت شفة. فأعلنت إدارة المطار عن وفاته بالجلطة القلبية, وهو التبرير المتوقع لعمليات الاغتيال, التي تنفذها الخلايا الإرهابية الدولية الضالعة بالإجرام, بهدف خنق الأصوات الوطنية الناطقة بالحق, ولم تمض بضعة أشهر على استشهاد (جورج) حتى أعلنت حكومة (تل أبيب) رسميا عن سعادتها الغامرة بتسلم الأرشيف اليهودي الذي سرقته القوات الأمريكية من كنوز العراق. وسجلت إسرائيل استلامها لنسخ التوراة والتلمود المسروقة من بغداد في احتفالية شيطانية أقامتها في الأرض المحتلة, وكلفتها نحو ثلاثة ملايين (شيكل), وانيطت مهمة الحفاظ على الأرشيف المسروق بنجل أول عمدة لتل أبيب, وهو اليهودي الاشكينازي المتشدد (ياد شاغال).

الفنان الراحل عبد الجبار كاظم
• ولد الفنان عبد الجبار كاظم عام 49 19 في محافظة الكوت .
• بدا مسيرته الفنية عام 1956 كان صبيا في الصف الرابع الابتدائي في مسرحية مشاعل النضال عن ثورة الجزائر .. وكانت من إخراج : مالك عطوان .
ومن ثم مثل دور الملك في مسرحية النعمان بن المنذر من إخراج حسن ناموس سنة 1960 ..فأهديت له جوائز عدة .. فكانت تجربة فتحت عينيه كما كان يقول " كانت لي ممرا واضحا لكي الج عالما سحريا يسحبني إليه بشدة حتى غطى كل اهتمام آخر علي .. وأصبح العمل في المسرح هو هوايتي ومجال حلمي " .
• ..فترة تلمذة امتدت من سنة 1968 ولغاية 1972 وعشرات الأعمال الطلابية المسرحية .. ومن أهم المسرحيات التي مثلها زنوبيا ملكة تدمر .. والبخيل لمولير ..ومسرحية سليمان القانوني .
• وفي سنة 1972 تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة ومثل العديد من المسرحيات أهمها .. (عطيل) إخراج : فاضل خليل ..(المسيح يصلب من جديد) إخراج: عوني كرومي ، (وكاليجولا) .
• كان ضميرا ينبض بالصدق وحرقة تتطلع إلى المستقبل قاده إليها أستاذه قاسم محمد في مسرحية (أنا الضمير المتكلم) في معهد بغداد التجريبي لفرقة الفن الحديث وقد وصفه الفنان القدير خليل شوقي بعد أن رأى أداءه .. من أين أتيتم بعبد الله غيث العراق ثم صعد على المسرح وطبع قبلة على جبين عبد الجبار كاظم ..ومن المسرحيات الأخرى للفن الحديث .
• ومن المسرحيات الأخرى للفن الحديث : ( "هاملت عربيا" إخراج : سامي عبد الحميد - (جيفارا عاد) إخراج : سامي عبد الحميد ) .
• وقد اخرج في هذه الفترة الأعمال التالية : (في داخل البيت) تأليف : موريس ميترلنك - مسرحية (اليكترا سوفليت ) – (حفلة عرس )إعداد وإخراج - (مأساة جيفارا ) .
• .. الفرقة القومية للتمثيل سنة 1974 اتخذها وطنا ثانيا له .. مع تنوع وغزارة في شتى أنماط العرض الدرامي ..سينما .. تلفزيون .. إذاعة .
• أهم أعماله المسرحية للفرقة القومية للتمثيل : – (المحطة – إخراج : فتحي زين العابدين ) – (مبادرات – إخراج: عوني كرومي ) – (سالومي - إخراج : فاضل خليل) وغيرها من الأعمال المسرحية .
• أما في المسرح العسكري فقدم مسرحيات : (نائب العريف حسين أرخيص) و(البرقية) و(يونس السبعاوي) و(عش القصب) .
• نال رسالة الماجستير عن رسالته (إشكالية التكامل الفني في العرض المسرحي) وقد ناقشه اسعد عبد الرزاق د. فاضل خليل - د عقيل مهدي - د . وليد شامل .. ونال شهادته بدرجة الامتياز .
• أما في السينما فكان نجمها بدون منازع لا تغفل عين أي مخرج عن إبداعه وتألقه ، فقدم العديد من الافلام السينمائية منها : (المنعطف اخراج جعفر علي سنة 1975 ) – (الرأس اخراج فيصل الياسري 1977 ) – (بيوت في ذلك الزقاق اخراج قاسم حول سنة 1977) – (الارجوحة)
• اما في التلفزيون فقدم فناننا الراحل عبد الجبار كاظم العديد من الاعمال التلفزيونية نذكر منها : (جرف الملح اخراج ابراهيم عبد الحليل) و(الاماني الضالة اخراج حسن حسني) – (المسافر اخراج فلاح زكي) و(ذئاب الليل – بجزأيه) .
• اخرج اخر عملا مسرحيا له وهو مسرحية (يا حافر البير – 1996) ...... حتى وافته المنية في نفس السنة التي اخرج بها مسرحيته الاخيرة المذكورة اعلاه ، وهو في قمة نجوميته . الا انه ظل حيا في ذاكرة كل محبيه ومعجبيه ليومنا هذا .

عبد الوهاب مرجان ( 1909ـ1964 )
عام 1957 تألفت وزارة عراقية جديدة برئاسة عبد الوهاب مرجان ( 1909ـ1964 ) الشخصية السياسية المعتدلة والنائب المعروف عن مدينته الحلة ، خلفا لوزارة علي جودة الأيوبي الذي قدم استقالته بعد إخفاقه بحل مجلس النواب .
وعلى الرغم من قصر وزارة عبد الوهاب مرجان هذه ، اذ قدمت استقالتها في مطلع شهر اذار 1958 ، فقد شهدت ايامها العديد من الأحداث المثيرة ، فقد واجهت الوزارة قضية المنكوبين في السعدية من قصبات لواء ديالى ، بعد ان تعرضت المدينة لسيول جارفة بسبب الأمطار الغزيرة التي سقطت على التلول المحيطة بها في 4 كانون الثاني 1058 ، وجرفت معها مئات البيوت الآهلة فقتل وجرح الكثيرون . وتمكنت من تعويض الاهالي بما أشعرهم بالارتياح . غير ان حادثا سياسيا جسيما كان له الاثر الكبير في حياة تلك الحكومة . ففي شباط 1958 اعلن عن وحدة مصر وسوريا والاخيرة كانت محط أنظار عدد من السياسيين الموالين لولي العهد الأمير عبد الاله ، فقوبل اعلان الوحدة بوجوم وخوف في العراق ، ولم يُعترف به على الرغم من الاعتراف العالمي بدولة الوحدة وبضمنه اعتراف بريطانيا العضو الرئيس في حلف بغداد ! . سارع العراق والاردن الى مجابهة التحدي باعلان وحدتهما ردا عليها ، وقوبل هذا الإجراء باستنكار عربي ووصف بالمشبوه .
لقد كان عبد الاله يمني النفس بانقلاب في سوريا مؤيد للعراق ، وكان يدفع السياسيين الحكوميين الى ذلك ، وعندما فاتح عبد الوهاب مرجان بذلك ، ابدى هذا عدم الاستعداد لقبول الفكرة ، فطلب منه تقديم استقالته وهذا ماجرى .

مشعان الجبوري
مشعان الجبوري تم طرده في العديد من المدن واهمها الاردن لأنه ارهابي معروف
بعد تخاصم احمد الشاطر وهوازن --> تم فتح قناة العروبة والمقاومة لإرضاء هوازن من الدولة الليبية واباها الجبوري
مشعان محكوم عليه في العراق بـ 25 عام سجن مع الاعمال الشاقة غيابياً وهو الآن فار من العدالة
مشعان الجبوري: تلقيت اموالا بالملايين من القذافي لبث رسائله وعائلته بخيلة ولا تفي بوعودها ( صحيفة دنيا الوطن )
قبل 1999 ضمن البعث ، و قاتل للشعب و مشارك في سرقة خيراته
1999 .. معارض ثم مشارك في المعارضة التي تتلقى الدعم من الأمريكان
2003 .. يدخل مع الاحتلال على ظهر الدبابة الى الموصل ، و لكن بدون مساعدة أمريكية!! (بلسانه في مقابلة على الجزيرة)
2003-2006 .. قاتل للعراقيين المتظاهرين في الموصل ضد الاحتلال، عضو في البرلمان العميل للاحتلال، سارق بنوك الموصل
اعتراضه على دولة اسلامية و يريد دولة ديمقراطية متحضرة كتلك التي جاء بها أسياده الأمريكان للعراق، و وظيفته تفريق صف المجاهدين بحسب توصيات مؤسسةراند الأمريكية
امّا فضائحه الاخرى .. وهنا اعني مشعان الجبوري
وقوف مع نظام صدّام وقتل وتشريد وتنكيل وتجارة السلاح وفساد اداري ومالي
نأتي لفضيحة من فضائح احمد الشاطر مع هذا الرجل ..
أحمد الشاطر ( الزنتان ) تبرأت منــه كاملة |
قناة الزوراء كانت ملكاً لمشعان الجبوري ثم احمد الشاطر راسله لتقييم ادوات القناة ويريد شراؤها لحساب معمر القذافي
قناة الزوراء حسب الخبراء انها لاتساوي اكثر من 700 ألف دولار
وراسل احمد الشاطر عائشة القذافي وقال لها انه يريد شراء القناة وتحويلها لقناة الرراي وطلب منها 25 مليون دولار

وتم شراء القناة التي تسوي 700 الف دولار بـ 25 مليون دولار --> قلابة حتى والناس تموت مزال يبوالفلوس !

لاحول ولاقوة الّا بالله.. عموماً ...

ثم حدثت خلافات كبيرة بين مشعان واحمد الشاطر وبين ابنة مشعان والي هي ( هوازن )
المهم تمت تصفية المشكلة بين احمد الشاطر و مشعان الجبوري السفاح
حدثت مشكلة اخرى بين هوازن واحمد الشاطر وتم طرد هوازن لأن المدير الأول الآن هو الشــاطر لأنه اشتراها بـ 25 مليون بدل الـ 700 الف ... ولكن مشعان لايزال اداري في القناة ..|
مشعان يبي يضحك على احمد الشاطر بعد ماصكّ منه ال25 مليون .. لآكن مزال تو تشوفو كان مدارلاش الباي باي !
وايضاً اخر طلبات مشعان طلب فيها من احمد الشاطر بمراسلة القذافي لحتى يشوف له مقر كبير للقناة
علماً بأن الجبوري متوّرط في مقتل العديد وابرزهم ( حسين كامل ) ووالدة حسين كامل وعالم فلك
ورحب بي وتكلم الكثير عن السياسة واجبته (( الكاولية )) لايعرفون في السياسة شيء
ثم سألني عن صبا وأين حل
الدهر بها فأجبته انها في عمان فطلب مني ان نسافر معا لغرض مشاهدتها ومن ثم سألني عن الفتاة الجميلة التي
كانت ترقص وكان لحوحاً جداً فأجبته انها ابنته صبا وقال لي ارجوكي لاتقولي لها اني والدها وبقي مشعان يتردد علي
نا طيلة اسبوعين ومن ثم اوهمني مرة ثانية بأنه يريد ان يقوم بتسفيري الى الامارات مع صبا وبينما انا اخفي السر
على صبا حيث استغل مشعان هذا الاخفاء وأخذ يخرج مع صبا وينفق الكثير عليها من المال وبعد ذالك قال لي
مشعان انه يريد ان تذهب معه صبا الى (( طرطوس )) لغرض تجارة وبعد اسبوع اتصلت بصبا وقالت لي بأن مشعان قد
تزوجها وفوجئت حقاً وشعرت بالصدمة واتصلت بمشعان وقال لي نعم انا تزوجت من صبا واعلمته انها ابنته كيف يتزوجها وقد اجابني انه سوف يقتلني اذا أباحت هذا السر وها مشعان يتزوج من ابنته واتذكر قال لي بأن الكاولية لا يعرفون الحلال والحرام ولكني اجبته ان الكاولية لا يتزوجون من المحارم وبعد عودت مشعان وصبا ابلغني مشعان بأني سوف ادفع حياتي اذا افشيت هذا السر وبقيت صبا ابنة مشعان على ذمة مشعان نفسه وعلمت ان صبا انجبت ولداً من مشعان واسمه (( ضامن ))
روت هذه القصة مرأة من أقرب الناس إليه ..
بطلها مشعان الجبوري..
وتروي القصة الغجرية ( ساجدة عبيد ) واترككم مع القصة لتفاجئوا بلا شك كما تفاجأت شخصياً:تبدأ ساجدة عبيد

برواية قصة تعرفها على مشعان الجبوري بقولها في عام 1982 جاءتني حماية وطبان وطلبوا مني الحضور الى مزرعته
في منطقة التاجي وبعد ذهابي الى هناك كان عدد الحضور لا يعدون بعدد اصابع اليد ومن بين الحضور مشعان الجبوري
وبعد ثلاث ساعات ترك وطبان المكان لأسباب اجهلها وبعد ذالك انتقلنا الى مزرعة اخرى تبعد حوالي (( 5 )) كيلومترات
عن مزرعة وطبان وفي هذه المزرعة قال لي مشعان انه معجب كثيراً بصوتي وانه من عشاق الغجر الى ابعد الحدود
وبــدأ وعند الصباح اوصلني الى داري في الكماليه . وفي نفس اليوم عصراً اتصل بي وقال لي انه مشغول في مكتب
الرئيس صدام وسوف يأتي لي يوم غد.وفي اليوم التالي جاء مشعان بسيارة نوع سوبر وكان يرتدي بدلة عسكرية
زيتونية وطلب مني الخروج معه وفعلاً خرجت معه وتناولنا طعام الغذاء سويه واعطاني ارقام تلفونات ومبلغ 150 دينار
في ذالك الوقت وكان مبلغاً كبيراً والحقيقة اغراني وقال لي انك ِ من الان لايحق لك ِ الغناء في الملاهي الليلية وانه
ابلغ المخابرات بمتابعتي في حالة خروجي للحفلات ومن ثم تكلمت معه وابلغته بــأن الغجر ليس لديهم مهنة ســوى
مايعرفه الناس علينا فنحن في النهار نائمون وفي الليل ساهرون . وبعد ذلك قال لي سوف اتزوجك سراً فوافقت على
الزواج مقابل شروط ومنها ان يحضر احد معارفه وتم ايضاً احضار محمود العاني ويومها ابلغت مشعان بأني حمل منه
وكان فرحاً واقام حفلة كبرى بمناسبة الحمل وقد كلفت الحفلة مبلغاً كبيراً انذاك . وجاء موعد الولادة وكان المكان
مستشفى العلوية للولادة وعرفت من مشعان بأن المولد انثى وقال لي بأن قد اسماها (( صـبـا )) وبقيت العلاقة ثلاث
سنوات وبعدها لم اعد ارى مشعان وتبينت تربية صبا حتى اصبح عمرها 15 عاماً حيث كانت ترافقني الى الحفلات
وهي راقصة من طراز خاص. ولم ألتق بمشعان طيلة سنوات ولكن في عام (( 2002 )) واثناء تواجدي في سوريا وحيث
كنت احــيي احدى الحفلات في مطعم الروابي المشهور في دمشق وبينما كنت اغني وصبا ترقص وصلتني قصاصة
ورق كتب فيها (( السياسة ابعدتني عنكم واخذت كل شيء مني التوقيع مشعان الجبوري )) حقيقة لم اصدق وبعد
انتهاء الوقت المخصص لي كان هناك شخص ينتضرني وقال لي كيف الحال يا ام صبا .؟ الاستاذ مشعان ينتظركي وفعلا
التقيت به
درع ركاض الجبوري
(درع ركاض الجبوري) شقيق مشعان ،
السمسار يتحول الى (بطل يتغنى به الشعراء)
في فضائية مشعان
يبدو أن سلسلة مهازل النائب السابق الهارب مشعان الجبوري تأبى أن تنتهي ، لقد باتت هذه فضائح ومهازل مشعان كمسلسل ليس له حلقة اخيرة !

فبعد هروبه من العراق اثر الحكم عليه بالسجن بعد إدانته بالاختلاس ، وبعد فضيحة اغتصابه فتاة قاصر لبنانية الجنسية ، عاود مشعان مرضه النفسي القديم المتأصل فيه منذ زمن ما قبل عام 2003 ، مرض الشعور بالنقص والبحث عن مجدٍ زائف يتوارى خلفه .
ولطالما حاول مشعان إظهار نفسه في مظهر الرجل الوطني وهو أبعد ما يكون عن الوطنية ، بل حرام عليه أن يتحدث بها ، فقد برر هروبه من العراق في زمن الرئيس السابق صدام حسين بأنه اختار أن يكون معارضاً للنظام ، في محاولة للتغطية على سرقته الكبرى وهروبه بالغنيمة الى الخارج ، فمشعان الذي وشى بأبناء عمومته الجبور وتسبب في إعدامهم ارتدى ثوب المعارض لصدام بين ليلة وضحاها !
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عاد مشعان مع من عادوا على ظهور الدبابات لينغمس وسط حشد (الكيولية) والطبالين الذين قضوا أعمارهم يناضلون في ملاهي لندن وباريس على طاولات القمار وتحت أقدام الراقصات ، عاد الى العراق ليفتتح قناة فضائية متخصصة بنضال (الكاوليات) ، ومن ثم عاوده مرض الشعور بالنقص والرغبة في صنع مجد زائف ، فحوّل قناته من قناة (كاوليات وراقصات) الى فضائية متخصصة في صناعة العبوات الناسفة !!!
واليوم ، وبعد فشله عدة مرات في العودة الى العراق تحت عباءة سيده الجديد نوري المالكي وعرابه عزت الشاهبندر ، انزوى مجددا خارج الحدود ، منبوذا مفلسا يجترّ تعاساته وإخفاقاته ويستعيد قصص فشله المريرة .
ومجددا عاوده حلم البحث عن أي حائط من المجد الزائف ليأوي الى ظله ، ولما كان ماضيه وحاضره متخمان بالعار والفضائح الأخلاقية ، لم يجد سبيلا سوى تأليف قصة مضحكة عن شقيقه (درع) الذي أعدمه صدام حسين ، فبات مشعان يعرض في فضائيته قصائد شعرية تتغنى بـ (بطولات) شقيقه (درع) الذي يزعم مشعان أنه مات شهيدا بسبب مواقفه (الوطنية!!!) لكونه معارضاً للنظام السابق !
فمن هو درع؟ وما قصته؟ ولماذا أعدمه صدام؟!
قصة (درع ركاض ضامن) ليست طويلة ، فهو باختصار كان سمسار نساء مشهور جداً في أوساط عليّة القوم والأثرياء من تجار ومسؤولين مهمين في زمن النظام السابق ، درع كان سمساراً محمياً من قبل أناس متنفذين في الدولة ، يكسب أموالاً طائلة من مهنة الدعارة وتجارة الأعراض مستفيداً من الغطاء الأمني الذي يوفره له بعض الأشخاص المهمين وأصحاب النفوذ ، يقيم حفلات المجون والرقص ويرعى الليالي الحمراء لزبائنه العمالقة ويوفر لهم البغايا من شتى بقاع الأرض ، بغايا بمختلف المواصفات والأعمار ، درع كان باختصار جرثومة تنخر في جسد الدولة العراقية ، ولو كان قواداً عادياً لمرّ الأمر بسلام ، لكنه (رحمه الله وخفف عنه العذاب) كان قواداً بلا حدود لايراعي أية محاذير ، حتى وصلت معلومات الى صدام حسين بأن الأمر تعدى الحدود وأن قادة في أجهزة أمنية حساسة باتوا يتعاملون مع المدعو درع ، بل يقال أن درع تمكن من إدخال بغايا الى أماكن محظورة كالقصر الجمهوري ، فضلا عن أنه أقام علاقة وثيقة مع عدي صدام حسين وبات المتعهد الرسمي المتخصص بإحضار العاهرات الى (الأستاذ عدي) ، وشوهد درع يجلس الى جانب عدي في العديد من الحفلات الخليعة ويتبادل معه أحاديث ودية ومزح وضحك ، وهذا واضح في الصورة المرفقة مع هذا المقال .
ويبدو أن صدام عرف القصة في وقت متأخر بعد أن استفحل هذا الوباء وبات يصعب معالجته بالنصح أو التحذير والزجر ، وفي ذروة غضبه أمر بإنزال أقصى العقوبات بالسمسار (درع) الذي بنى لنفسه جمهورية دعارة في ليلة وضحاها ، فصددر حكم بإعدام درع ، ولعل صدام أراد من خلال إعدام هذا السمسار أن يخيف حاشيته والمقربين منه من عاقبة الإبتذال الأخلاقي والإنغماس في الدعارة وترك شؤون الدولة التي كانت محاطة بالتحديات الداخلية والخارجية حتى لحظة احتلالها من قبل القوات الأمريكية .
وأخيرا ، لايفوتنا ان نذكر أن درع كان قد بدأ حياته المهنية بارتداء الزيتوني واضطهاد عباد الله وقمعهم بوحشية ، وحادثة الإعتداء على بطل العراق بالملاكمة حسن بنيان في محله بالسوق العربي مشهورة ، فعنصر الامن الذي سقطت بطاقته الشخصية من جيبه خلال ضرب بنيان هو (درع ركاض الجبوري).
هذه هي قصة (درع) شقيق مشعان الذي يتغنى اليوم بأمجاده الوهمية ويبث القصائد عنه في فضائيته البائسة وكأنه بطل مغوار ، هذا هو البطل الذي يتغنى به مشعان