مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الجن : طبيعته - انواعه - تسلطه على الانسان - خلقه ومنشأه

اذهب الى الأسفل

* الجن : طبيعته - انواعه - تسلطه على الانسان - خلقه ومنشأه Empty * الجن : طبيعته - انواعه - تسلطه على الانسان - خلقه ومنشأه

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين يناير 03, 2011 2:28 pm


الجن .......
الجن (اسم جمع "جان" و"جنة" ومفردها "جني") هم وبحسب الاديان مخلوقات تعيش في ذات العالم ولكن لا يمكن رؤيتها عادة، وهي خارقة للطبيعة، لها عقول وفهم، ويقال إنما سميت بذلك لأنها تتقي ولا ترى. فلم ينكر المعتقد الإسلامي على العرب وجودها، بل أَفرد جزءا ليس بيسير ليتحدث عنها في النصوص الدينية الإسلامية مزاوجا في كثير من الأحيان بين "الإنس" (أي الناس أو البشر) و"الجن والجنة".
يعتقد الكثير من الناس بوجودها وبأنها هوائية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة، ولها قدرة على عمل الأعمال الشاقة، كما أجمع المسلمون قاطبة على أن النبي محمد مبعوث إلى الجن كما هو مبعوث إلى الإنس جاء في القرآن: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (سورة الأنعام، الآية 19)، كما أن هناك سورة كاملة في القرآن اسمها سورة الجن.
أماكن الجن:
يتواجد الجن في الخلا، والأماكن المهجورة، أو الغرف التي بها روائح كريهة، أو الغرفة التي يرتكب فيها معاصي، أو الغرفة التي توضع فيها صورة أو تمثال ذوات الأرواح من حيوان أو إنسان، يتلبس فيها الشياطين، بإستثناء صور الجمادات كالنباتات وغيرها.
سبب تسميتهم بالجن:
سموا جنا لاستتارهم عن العيون، فهم يرون الناس ولا نستطيع رؤيتهم، وهذه الحقيقة معروفة والدليل قول القرآن: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (سورة الأعراف، الآية 27)، والمقصود إن الإنسان لا يرى الجن على صورتهم الحقيقية التي خلقوا عليها ولكن قد نراهم بصور أخرى متجسدين لها أو وهما للعقل كما يحصل لبعض المسحورين.
رؤيتهم :
الإنسان لا يستطيع رؤية الجن لانه خفي عن الأبصار ولكن بعض الحيوانات ترى الجن وخاصة الكلاب لذلك نراها تقوم أحيانا بالنباح في الليل بلا سبب وهذا يدل على انها رأت شيء لا يستطيع الإنسان رؤيته.
وكذلك الحمير فهي أيضا تستطيع رؤية الجن وتنهق عند رؤيتها فلذا يستحب لمن سمع نهيق الحمار أو نباح الكلب أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم لحديث جَابرِ بْنِ عَبْدِالله رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الكِلاَب وَنَهِيقَ الحُمُرِ باللَّيْلِ فَتَعَوَّذوا بالله فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لاَ تَرَوْنَ». أخرجه أحمد وأبو داود.
كما لا يستطيع الإنسان رؤيتهم نظرا لطبيعتهم المادية المختلفة فهم مخلوقات خلقت من لهيب النار، كما جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم : (قال خلقتني من نار وخلقته من طين)، (إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم .. )، (وخلق الجان من مارج من نار)، ومعنى مارج من نار هو الشُّعْلَةُ الساطعةُ ذاتُ اللَّهَب الشَّديد، أَو هو اللَّهَبُ المختلِطُ بسواد النَّار.
المس او التلبس وأسبابه:
يستطيع الجن ان يتلبس في الإنسان بسبب:
وجود او مشاهدة صور وحوش او صور تحث على معاصي او الجرائم.
مشاهدة افلام الرعب وخاصة اذا كان الشخص ضعيف القلب بسبب ان الجن يستغل حالات الخوف لدى الإنسان.
مناطق التي تكثر فيها شرب الخمر وخاصة الحانات.
ترك الصلاة بلا سبب.
البيوت التي تحدث فيها أعمال خبيثة مثل السحر.

دخول الجن في جسد الإنسان
أنكر مجموعة من المسلمين دخول الجن جسد الإنسان ولكن أتفق معظم علماء المسلمين على دخوله، ويدخل الجن لجسم الإنسان من الفم، حسب ماورد في المصادر الإسلامية الصحيحة: قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم ((إذا تثاوبَ أحدُكم في الصلاةِ، فليكظِمْ ما استطاع ؛ فإن الشيطانَ يدخلُ))، رواه مسلم.
وقال الحافظ في كتاب الفتح (10/612): قال شيخنا في (شرح سنن الترمذي): أكثر روايات الصحيحين (البخاري ومسلم) فيها إطلاق التثاؤب، ووقع في الرواية الأخرى تقييده بحالة الصلاة، فيحتمل أنْ يُحمل المُطلق على المقيد، وللشيطان غرضٌ قوي في التشويش على المصلي في صلاته، ويحتمل أن تكون كراهته في الصلاة أشدّ، ولا يلزم من ذلك أنْ لا يكره في غير حالة الصلاة .
وقال: ويؤيد كراهته مطلقا: كونه من الشيطان، وبذلك صرّح الإمام النووي، قول ابن العربي: ينبغي كظم التثاؤب في كل حالة، وإنما خصّ الصلاة؛ لأنها أولى الأحوالِ بدفعه، لما فيه من الخروج عن اعتدال الهيئة، واعوجاج الخِلقة.
وقول النبي محمد: «فليضع يده على فيه»، وفي الرواية الأخرى: «فليمسك بيده على فمه»، وفي حديث أبي هريرة: «فليرده ما استطاع»، أي: يأخذ في أسباب رده. وليس المراد به: أنه يملك دفعه؛ لأن الذي وقع لا يرد حقيقة، وقيل: معنى إذا تثاءب، إذا أراد أن يتثاءب، وجوز الكرماني أن يكون الماضي فيه بمعنى المضارع . (قاله الحافظ).
وقال الكرماني: عموم الأمر بالرد، يتناول وضع اليد على الفم، فيطابق الترجمة من هذه الحيثية.
أما قوله: «فإن الشيطان يدخل» في ظاهر الحديث أن الدخول للفم حقيقي، كما في رواية أحمد ( 3/37 ): « فإنّ الشيطانَ يدخل مع التثاؤب» وهو كلام صريح
والمراد في دخوله في حديث النبي محمد دخول حقيقي، وهو شيء لا يدركه البشر بابصارهم لانهم لا يستطيعون معرفة ذلك لكونه من الغيبيات التي لا تدركها الأبصار، ومن ثم من الصعب أختبارها كحقيقة علمية ولكن يصدق بها لأنه بلغ عنها النبي محمد في صريح الكلام بالحديث الصحيح، وهو من الشرع الإسلامي.
وقال إبن تيمية في كتابه (إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين): والموجود نسخة منه في كتاب مجموع الفتاوى جـ 19 ص 9 إلى ص 65 ما نصه : (ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة كالجبائي وأبي بكر الرازي وغيرهما دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن، إذ لم يكن ظهور هذا في المنقول عن الرسول كظهور هذا وإن كانوا مخطئين في ذلك. ولهذا ذكر الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة أنهم يقولون: أن الجني يدخل في بدن المصروع)، والدليل في الآية في القرآن: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، دليل صريح على المس الشيطاني، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: (قلت: لأبي إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي، فقال: يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه وهذا مبسوط في موضعه).
وقال ابن تيميه أيضاً: في جـ 24 من كتاب الفتاوى ص 276- 277 ما نصه: (وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة، قال الله تعالى: الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)، وفي الحديث الصحيح عن النبي محمد قال: ((أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم)).
أسباب دخول الجن لجسم الإنسان
الغفلة وإرتكاب المعاصي، وترك الصلاة وعدم قراءة الأذكار والآيات التي تحصن الإنسان، والغضب الشديد، وكذلك التواجد في أماكن ترتكب فيها المعاصي، والفاحشة بشكل عام.

عفريت من الجن
إن الجن غيب لا نعلم عنهم شيئا إلا ما أخبرنا به الله ورسوله ، والله يحفظ الإنسان، والله وحده يملك الضر والنفع، والله أحق أن تخشاه، وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ، فلا تخاف من الجن سواء كان جن صالح أم جن شيطان، إن الإنسان له معقبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه، والمعقبات ملائكة ; ملكان يحفظان الإنسان ويحرسانه وملكان آخران أحدهما يكتب حسناته والآخر يكتب سيئاته ، ويصحب الإنسان جن شيطان أينما ذهب فهو له قرين يوسوس في صدره يزين له الشر ويصده عن الخير ويريد هلاك الإنسان، فإذا استعاذ الإنسان بالله من الشيطان الرجيم خنس الشيطان وأنصرف ; ربِ إني أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون ، وأم مريم سألت الله أن يعيذ مريم وذريتها من الشيطان الرجيم، لذلك لم يستطيع الشيطان أن يمس المسيح عيسى عند ولادته، فكل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعيه حين يولد إلا عيسى بن مريم.
إن عمر بن الخطاب كان يخاف الله لذلك كان الجن الشيطان يخاف من عمر، فلا تخافوا من الجن; وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا; فقد كان الرجل في الجاهلية يستعيذ بكبير الجن خوفا من أذى الجن، فلما رأت الجن أن الانس يستعيذون بهم خوفا زادوا الانس خوفا وإرهابا حتى أن رجلا أصيب بالجنون من شدة خوفه وذعره من الجن ، إن الجن يرهبون من يخافهم فيستعيذ بهم، و يتلاعب الجن بالناس الذين يخافون منهم ويعصون الله ويستعيذون بهم ويلجأون إليهم، ويتخبط الشيطان من الناس من يطيعه ويتبع خطواته ويتقرب إليه بالمحرمات ويستغيثه مثل الساحر الذي يقرأ طلاسم تعظيما للجن واستغاثة بهم وكذلك الكاهن والعراف الذين يعبدون الجن أو الشياطين فيذبحون تقربا اليهم ويرتكبون المحرمات ويستغيثون بهم من أجل أن يعينهم الشياطين والجن ليس لهم سلطان على المؤمنين، قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [سورة النحل : 99]. والجن لا يملكون لغيرهم ضراً ولا نفعاً، (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [سورة يونس : 107] . والجن لا يعلمون الغيب فلو كانوا يعلمون الغيب ما أستمروا في الأعمال الشاقة رغم أن سليمان مات فما دلهم على موتهِ إلا دابة الأرض تأكل منسأته ، (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ، تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) [سورة الشعراء 223،222]
طبيعة الجن
الجن منهم الصالحون ومنهم الكافرون ، والجن الكافر يسمى شيطان، والجن يتزوجون ولهم ذرية ،والجن لهم أعمار محددة عندما تنتهي يموتون، (كل نفس ذائقة الموت)، وإبليس من الجن لكنه سيعيش إلي يوم القيامة ثم يموت (قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ، قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا)[سورة الإسراء: 63،62].
خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من صلصال كالفخار، فطبيعة الجن تختلف عن طبيعة الانس ، وللإنسان قدرات وطريقة في الأكل والشرب وللجن قدرات وطريقة مختلفة في الأكل والشرب، يعجز الإنسان عن رؤية الجن، لكن يستطيع الجن أن يتخذ شكل إنسان مثل الشيطان الذي كان يسرق من الزكاة التي كان يحرسها أبو هريرة ، و قد يتخذ الشيطان شكل كلب أسود عندئذ يراه الإنسان . والشيطان يوسوس للإنسان حتى يغضب من إنسان آخر فيتشاجر معه، فإذا غضب الإنسان ينبغي عليه أن يستعيذ بالله، ويسعى الشيطان لكي يوسوس للرجل ولزوجته ويوقع بينهما الخلافات حتي يطلق الرجل زوجته، لكن إذا استعاذ هذا الرجل بالله أنصرف الشيطان ، وإذا لم يطع الرجل ذلك الشيطان الخبيث فما للشيطان على الإنسان من سلطان إلا أنه يدعوه إلى الشر ويزينه له فقد يقبل الإنسان تزيين الشيطان ودعوته مثل حواء وآدم أكلا من الشجرة ، وقد يرفض الإنسان دعوة الشيطان وتزيينه مثل يوسف قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُون.

خلق الجن ومنشأهم
خلق الله الجن من النار. وكان الجن أول من عبد الله على الأرض. كما ذكره ابن كثير في كتابه البداية والنهاية. لكن أتت أمة من الجن، بدلاً من أن يداوموا الشكر للرب على ما أنعم عليهم من النعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم. وأمر الله جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها.
غزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن. وفرّ من الجن نفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال. وأسر الملائكة من الجن (إبليس) الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء. والذي أصبح عبدا شاكر لله.
وبعد أن خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود له، تكبر إبليس وعاد لأصله. فرفض إبليس السجود ظنا منه أنه أفضل من آدم لأنه مخلوق من نار وآدم من تراب فعصى أمر ربه. فطرده الله من رحمتهِ ولكن إبليس طلب أن يمد له في العمر حتى يوم القيامة للإنتقام من آدم فأعطاه الله ذلك وبدأ يتكون عالم الجن من جديد. ولقد ورد ذكر الحكاية بلفظ آخر في القرآن كما في الآية الكريمة: قَالَ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (سورة الأعراف، الآية 14)، فأجابهُ الله: قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ . إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (سورة الحجر، سورة الحجر، الآيتان 36 و 37).
وأصل خلقهم من النار كما ورد ذلك في كثير من الآيات، والشياطين هم من الجن وكذلك إبليس، وقد روي في كتب السيرة النبوية أن إبليس تشكل في هيئة شيخ نجدي عند اجتماع الكفار في دار الندوة لمناقشة الدعوة الإسلامية وأشار إليهم بقتل النبي محمد أو حبسه أو إخراجه من مكة. وقال الحسن البصري: لم يكن إبليس من الملائكة طرفة عين. والدليل الآية في القرآن: وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا . (سورة الكهف، الآية 50)، وكذلك ورد في كتب الحديث في صحيح مسلم، عن النبي محمد قوله أن الملائكة خلقوا من نور، وأن الجن خلقوا من نار، وأن آدم خلق من طين.
وقد يرد تساؤل هل الشيطان هو أصل الجن أم هو واحد منهم؟ وإن كان الرأي الأخير أبين وأوضح لوروده في الآية: (إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ)، ولكن هنالك رأي لابن تيمية حيث يقول أن الشيطان أصل الجن كما أن آدم أصل الإنس. ويقول المسعودي: وما ذكر من الأخبار في مبدأ الخليقة هو ما جاءت به الشريعة ونقلهُ الخلف عن السلف، والباقي من الماضي، فعبرنا عنهم حسب ما ورد من ألفاظهم ووجدناه في كتبهم. وحكى الشهرستاني في أول كتابهِ عن الملل والنحل حكاية عن ماري شارح الأناجيل الأربعة، وهي مذكورة في التوراة متفرقة على شكل مناظرة بين الشيطان وبين الملائكة بعد الأمر بالسجود لآدم، في ختامها قال شارح الأناجيل: فأوحى الله إليه من سرادقات الجلال والكبرياء، يا إبليس إنك ما عرفتني، ولو عرفتني لعلمت أنني لا أسأل عما أفعل. وبذلك سقطت شبهات الشيطان.

أنواع الجن
تتحدث الأدبيات العربية القديمة عن الجن وأنواعه فيذكر البيان والتبيين منها:
جن ومفردها جني.
شيطان وجمعها شياطين.
مارد وجمعها مردة.
عفريت والجمع عفاريت.
القرين.
العمار وهم الذين يعيشون في منازلنا ويمنعون الجن بدخول المنزل ويسمون أيضا بالحامية، ولا يصلح أي عمل روحاني إلا بصرفهم.
أما في الأدبيات الإسلامية فوردت أيضا تصنيفات لها فقل هي ثلاث أصناف وقد روى الطبري بإسناد حسن عن أبي ثعلبة الخشني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجن ثلاثة أصناف: لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء، وصنف حيات، وصنف يحلون ويظعنون".

الجن في المعتقد الإسلامي
يجمع المسلمون على إقرار وجوده وقد ورد في القرآن: وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (سورة الحجر، الآية 27). ويوجد في القرآن سورة كاملة باسم الجن وهي سورة الجن. ويقوم بعض المتخصصين بالقراءة من القرآن على أشخاص مسهم أو تلبَّسهم الجن لإخراجهم ويحدث في ذلك مخاطبة الجني ومجادلته. وفي هذا الأمر وردت قصص كثيرة، ولكن هذا الباب واسع ويوجد به الكثير من المبالغات والأوهام .
الأدلة من القرآن:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ (سورة الأنعام، الآية 130).
وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (سورة الحجر، الآية.
وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (سورة السجدة، الآية 13).
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (سورة الذاريات، الآية 56).
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (سورة الرحمن، الآية 33).
قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (سورة الجن، الآية 1).
مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (سورة الناس، الآيات 4، 5، و6).
فهذه الآيات وغيرها دليل على وجود الجن وبعض أحوالهم، ولا يتكلم القرآن عن شيء غير موجود ولا ندركه فهو منزل لأجلنا ولفهمنا وإن كنا لا نراهم فلحكمة أرادها الله، حيث ذكر القرآن سبب استتارهم عن أعيننا بقوله: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ Aya- (سورة الأعراف، الآية 27).
الأدلة من السنة النبوية:
ورد في صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: أستطير أو اغتيل، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا إذا به جاء من قبل حراء فقلنا: "يا رسول الله فقدناك وطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم"، فقال صلى الله عليه وسلم: "أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن"، قال ابن مسعود: فانطلق بنا، صلى الله عليه وسلم، فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم...) صحيح مسلم بشرح النووي، 4/170.
وروي عن صحيح مسلم ومسند الإمام أحمد عن النبي محمد، قال: "خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من نار، وخلق آدم كما وصف لكم" صحيح مسلم بشرح النووي 18/123.

المأكل والمشرب عند الجن
روي في صحيح مسلم عن ابن عمر أن النبي محمدا قال: "إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله"، وفي مسند الإمام أحمد عن النبي محمد قال: "من أكل بشماله أكل معه الشيطان، ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان".
وفي مسند الإمام أحمد أيضًا عن النبي محمد قال: "إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله حين يدخل وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء هنا، وإن دخل ولم يذكر اسم الله عند دخوله، قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء"، وتم تخريجه في صحيح مسلم أيضا، وفي هذه النصوص من كتب السيرة النبوية دلالة صريحة على أن الجن والشياطين تأكل وتشرب.
تأكل الجن الروث والعظام ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة أن النبي محمد أمره أن يأتيه بأحجار يستجمر بها وقال له: "ولا تأتيني بعظم ولا روثة"، - نهاية حديث البخاري هنا-، ولما سأل أبو هريرة النبي محمد بعد عن سر نهيه عن العظم والروثة، قال: "هما من طعام الجن، وإنه أتاني وفد من جن نصيبين فسألوني الزاد، فدعوت الله لهم: وأن لا يمروا بعظم ولا بروثة إلا وجدوا عليها طعامًا". وفي سنن الترمذي بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تستنجوا بالروث، ولا بالعظام، فإنه زاد إخوانكم من الجن"[وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود: أن النبي محمد قال: "أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن"، وسألوه الزاد فقال: "لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم، وأوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم". فقال رسول الله: "فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم".

التزاوج عند الجن
النكاح وارد بين الجن للتكاثر والذي يعرف عنهم أنهم يتزاوجون كما ورد ذلك في نص القرآن بقوله: فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ Aya- (سورة الرحمن، الآية 56)، وقد زعم قوم أنهم لا يتناكحون وهذا القول تبطله الأدلة الصريحة من القرآن والسنة، حيث دلت الآيات على صلاحيتهم للتزاوج، وقد حاول بعض الناس الولوج في كيفية النكاح من الإنس وهذا وهم غير حقيقي لاختلاف الجنس بين البشر والجن، ولكن كره العلماء الخوض في هذه المسائل وعللوا ذلك بقولهم: "إذا وجدت امرأة حامل فقيل من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد"، ولقد أنكرهُ علماء المسلمين وقال بعضهم جائز ولكن لو تم ذلك وحصل بين الإنس والجن تزاوج فكيف نقرر ما لا نرى، بل يأتي من فتح هذا الباب شر كثير، وكيف يحدث التآلف بين أجناس مختلفة في الخلق فتصبح الحكمة من الزواج لاغية، وزعم بعض الجهلة ورودها في الناس حاليًا، ويسأل فاعلها (المتزوج من الجن حسب زعم جهال الناس) عن حكمها الشرعي وهو مغلوب على أمرهِ لا يستطيع الفكاك منها، ولو حدث ذلك لأوجدنا محاكم للفصل في زواج الجن والإنس وهذا أمر يطول شرحه لكونهِ خيال بحت من نسيج عقل القصاص والدجالون ولا أصل له في دين الإسلام.

شخصيات معروفة من الجن
وأورد الدميري أن الجن أجناس، منها الجن الخالص الذي لا يأكل ولا ينام ولا يشرب في الدنيا ولا يتوالد، ومنها أجناس تأكل وتشرب وتتناكح ذكر منها ولم يحصرها في:
أم الدويس.
السعالي مفردها سعلوة أو سعلاة.
الغيلان.
القطارب.
بوعو.
عيشة قنديشة ليست من الجن كما جاءت هنا بل هي قصة لامراة مغربية في عهد الاستعمار كانت جميلة وتخرج بالليل انتقاما من الجنود الذين قتلو كل قبيلتها، بحيت تستدرجهم بالليل وتقتلهم بالاستعانة بافراد المقاومة ومن هناك كبر صيت امراة تخرج بالليل لتقتل.
حفاظة عبدة.
ميرا.
أم الصبيان.
التصنيفات أعلاه لمسميات الجن عند الناس فقط، ولا يوجد دليل يبين حقيقة هذه الأسماء، ولا يعني ذلك وجودها حقيقة سوى في خرافات القصص الشعبية التي يتداولها البسطاء، مثل قصة علاء الدين والمصباح السحري، أو مارد المصباح وعموما لم يرد لهذه المسميات ذكر في مصدر موثوق، سوى كلمة شيطان وجن أو عفريت التي تم ذكرها في الكتب السماوية. ولغويا يطلق جني للمفرد وجنا للجمع فإن أريد ممن يسكن البيوت مع الناس قيل عامر، فإن كان ممن يتعرض للأطفال والصبيان قيل روح أو أرواح، فإن كان خبيثا سمي شيطان، فإذا زاد خباثة وشرا قيل مارد، فإن قوي على عمل الأعمال سمي عفريتا. وورد ذكرهم في الأدبيات العربية بأنهم يتصورون على شكل الحيوانات والبهائم ومنهم من يتصور بشكل الإنسان وهذا وهما للعين لا حقيقة مادية له، وورد ذكر تصور الجن في صورة القط الأسود والكلب الأسود، بل ورد ذكرهم كذلك في أدبيات القرون الوسطى في أوروبا لصورة الشيطان بأن له لحية مدببة وقرنان وراس أسود وغير ذلك كما ورد في دائرة المعارف الحديثة صفحة 357.

انواع الجن عند العرب
ذكر ( الجاحظ ) أن الأعراب تجعل الخوافي والمستجنات جنسين، يقولون جنَّ وحَنَّ. وقصد بـ ( الخوافي ) الأرواح؛ لأنها لا ترى. وذكر غيره أن ( الحن )، حي من الجن، كانوا قبل آدم، ( يقال منهم الكلاب السود البهم، يقال كلب حِنِّي )، أو سفلة الجن وضعفاؤهم أو كلابهم، ومنه حديث ابن عباس، رضي الله تعالى عنهما، " الكلاب من الحن، وهي ضعفة الجن، فإن كان عندكم طعام فألقوا لهن، فإن لهن أنفساً، أي تصيب بأعينها ". وذُكر أن ( الحن ) خلق بين الجن والإنس .
* أصل كلمة جن وما معناها:
1. الجن في اللغة:
الجن في اللغة يعني الستر، يقال: جَنَّ الشيء جناً أي ستره، ومن ذلك سُمي الجنون جنوناً؛ لأنه يجن العقل، أي يستره ويغطيه.
وسُمي القبر جنناً، لأنه يستر الميت.
وسُمي الكفن جنناً، للمعنى نفسه.
وسُمي الجنين، لكونه مستوراً داخل بطن أمه.
وسمي القلب جناناً، لأنه مستور في الصدر، ويستر داخله أخباراً وأسراراً.
وسميت الروح جناناً، لأن الجسم يسترها.
والمجن: الترس، لأنه يقي صاحبه، ويستره عن العدو، وكذلك الدرع.
ويقال للبستان: جنة. وجمعها جنان، لأنه يستر ما بداخله ومنه أطلق اسم ( الجَنَّة َ).
و( الجن ) سموا بذلك لاجتنانهم عن الأبصار، أي استتارهم واختفائهم.
ويقال لهم ( جِنَّة ) أيضاً ومفرده: جني .
2. الجن اصطلاحاً
كائنات خفية، لها القدرة أن تتخذ أشكالاً متعددة. وتسمى هذه الكائنات، كذلك، الجان والمردة . والجِنَّة والجن عالم آخر غير عالم الإنسان، وإن كان يشترك مع الإنسان في صفة العقل والاختيار لطريق الخير أو الشر .
3. أصل كلمة الجن:
ذهب بعض المستشرقين إلى أن كلمة ( الجن ) من الكلمات المعربة، وذهب بعض آخر إلى أنها عربية. ويرى بعضهم أنها من الكلمات السامية القديمة؛ لأن الإيمان بالجن من العقائد القديمة المعروفة عند قدماء الساميين وعند غيرهم، كذلك
* الحب والزواج المتبادل بين الإنس والجن ( سمعنا الكثير من قصص جن احبت ناس من البشر فسكنت اجسادهم وغير ذلك وسمعنا عن تزاوج جن مع بشر...):
كثير من العلماء يرون إمكانية زواج الإنس من الجن والعكس، ومن هؤلاء العلماء، شيخ الإسلام ابن تيمية، الذي يقول: " وقد يتناكح الإنس والجن، ويولد بينهما ولد، وهذا كثير معروف ". لكن بعض العلماء كره ذلك، على الرغم من إيمانهم بإمكانية وقوعه؛ فقال الإمام مالك: " لكني أكره إذا وجدت امرأة حامل، فقيل من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد " . وذهب بعض العلماء إلى عدم إمكانية ذلك. وعللوا رأيهم، بأن الله امتن على عباده من الإنس، بأن جعل لهم أزواجاً من جنسهم، كما في قوله تعالى: ( وَمِنْ أَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) . فقالوا: لو وقع ذلك، فلا يمكن أن يحدث التآلف والانسجام بين الزوجين، لاختلاف الجنس .
وردّ آخرون بإمكانية ذلك، والدليل هو الآية الكريمة عن حور الجنة: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ). فدلت الآية على صلاحية حور عين للإنس والجن على حد سواء .
وذكروا أن الجنية قد تتبع الرجل وتحبه، ويقال لها: تابعة. ومن ذلك قولهم: معه تابعة، أي من الجن. والتابعة جنية ومن ذلك قصة تتبع الإنسان. كما يكون للمرأة تابع من الجن، يتبع المرأة يحبها. وقد يعشق الجني امرأة ويتصادق معها. وهذا ( منظور ) الجني، الذي عشق امرأة اسمها ( حُبة ) وتصادق معها، فكانت ( حبة ) تتطبب بما يعلمها ( منظور ) .
وهناك بعض من القبائل والاسر الانسية نسبت أصولها الى الجن مثل: ( بني مالك ) و ( بني شيصبان )، و ( بني يربوع بن حنظلة )، وعرفوا ببني السعلاة، إلى الجن. ونسب بعض الأخباريين بلقيس وذي القرنين إلى الجن. وذُكر أيضاً أن زوج ( عمرو بن يربوع التميمي ) كانت سعلاة، أقامت مع زوجها في ( بني تميم )، فلما رأت برقاً يلمع من شق بلاد السعالى، حنت وطارت إليهم، فقالوا في ذلك أشعاراً معروفة إلى اليوم.
وقد تعرض ( الجاحظ ) لموضوع زواج الإنس بالجن وزواج الجن بالإنس،. وتعرض لقول من قال إن ( بلقيس ) كانت من امرأة جنية. وذكر آراء الناس في هذا الزواج المختلط، و شكك في إمكان إنجاب نسل منه. وقال: " وقد يكون هذا الذي نسمعه من اليمانية والقحطانية، ونقرؤه في كتب السيرة، قص به القصاص، وسمروا به عند الملوك " .
وقد أطلق ( الجاحظ ) على قول الناس بزواج الإنس بالجن وبالعكس ( الزواج المركب )، وأشار إلى قول الشاعر علباء بن أرقم:
يا قاتل الله بني السعلاة عمراً وقابوساً شرار النات
على أنه دليل على إن السعلاة تلد الناس
وعن الحب يقولون حب الجن قد يقتل
يروى أن الجن إذا عشقت إنساناً صرعته، ويكون ذلك على طريق العشق والهوى، وشهوة النكاح. وإن الشيطان يعشق المرأة، وأن نظرته إليها، من طريق العجب بها، أشدّ عليها من حُمى أيام، وأن عين الجان أشدّ من عين الإنسان .
والجنية قد تستمتع بالإنسي بالعشق، والتلذذ بالاتصال به، أو بالعكس، وهذا أمر معلوم مشهود، حتى ربما كان الجني الذي في الإنسان ينطق بذلك، كما يعلم من الذين يقرؤون على المصابين بالجن...
* قتل الجن:

قتل الجن بغير حق لا يجوز، كما لا يجوز قتل الإنسي بغير حق. والجن يتصورون في صور شتى، فقد يتخذون شكل حيات تعيش في البيوت، ولا يجوز قتل الحيات إلا بعد إمهالها ثلاثاً . فعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ( إِنَّ بِالْمَدِينَةِ نَفَرًا مِنْ الْجِنِّ قَدْ أَسْلَمُوا فَمَنْ رَأَى شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْعَوَامِرِ فَلْيُؤْذِنْهُ ثَلاَثًا فَإِنْ بَدَا لَهُ بَعْدُ فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ .)
* الجن في الثقافات الأخرى:
اختلفت الثقافات الأخرى في الجن، فبعضهم يؤمن بوجوده وبعضهم ينفيه.
وكان العرب في الجاهلية، يعتقدون بأن الجن هم ملهموا الشعراء والكهان، وحكي عنهم كثيراً، في آدابهم الشعبية، خصوصاً في كتاب ألف ليلة وليلة .
والهندوس: يؤمنون بوجود الجن، وأن بعض الجن للخير وبعضها للشر. ومن الجن الخيرَّ من يكلف بتوزيع الغنى ومن بينهم موكلون بالموسيقى، وأمّا الشريرون فيكونون على شكل حيات لهم أذرع لا يحصى لها عدد .
وفي الآداب الاسكندينافية: يكثر ذكر الجن فمنهم ( من الجن عندهم ) طائفة تسمى إلفا وأخرى تسمى إلفينة وهم ـ عندهم ـ يسكنون الكهوف وشقوق الصخور، وهم الذين ألقت إليهم المعبودات كل العلوم والفنون .
وفي أوروبا، في عصورها الوسطى: كان يكثر الاعتقاد بالجن، وكانوا يقسمونهم إلى سكان الهواء ويطلقون عليهم ( السيلفا )، وسكان النار ويسمونهم ( السلامندر )، وسكان الكهوف ( الجنوما )، وسكان المياه ( المرميدا )، واسم رئيسهم الأعلى أويزون وزوجته اسمها تيتانيا...
* ثقافة الجن وأدبهم :
1. علم الجن
يروى عن الحسن بن كيسان قال: رأيت في القوم جماعة من الجن يتذاكرون في الفقه والحديث والحساب والنحو والشعر. قلت: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم. قلت: إلى من تميلون؟ قالوا: إلى سيبويه .
2. شعر الجن
وللجن حوار مع الإنس، وكلام يوجد منثوراً، كما يوجد منظوماً في شعر ينسب إلى الشعراء الجاهليين. ويروي الأخباريون شعراً ينسبونه إلى جذع بن سنان، ورد فيه وصف ملاقاته للجن ومحاوراته معهم، ودعوته لهم إلى الطعام وامتناعها عن الأكل. كما رووا شعراً لغيره يصف لقاءً بين الجن وبين أصحاب هذا الشعر.
وللبشر خمسة عشر جنساً من الموزون ( تسمى بحور الشعر )، قلَّ أن يعدوها القائلون، أمّا الجن فزعم بعضهم أن لهم آلاف الأوزان ما سمع بها الإنس .
وسمع من شعرهم
الخير يبقى وإن طال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد
3. عزف الجن
ذكر أهل الأخبار أن الجاهليين كانوا يرون أن الجن تعزف في المفاوز بالليل.
والعزف والعزيف صوت الجن، وهو جرس يسمع بالمفاوز. وهو صوت يسمع بالليل كالطبل.
وروي عن ( ابن عباس ) قوله: " كانت الجن تعزف بالليل كله بين الصفا والمروة ".
وقد اشتهر موضع ( العزاف )، وهو موضع يسمع به عزيف الجن.
وقد ادعى أناس من الجاهليين أنهم كانوا يرون الغيلان والجن، ويسمعون عزيف الجان، أي صوت الجن. وقد أكثر الأعراب في ذلك، وأغربوا في قصص الجان، من ظهور الأشباح لهم في تجوالهم بالفيافي المقفرة الخالية، فتصوروه جناً وغولاً وسعالي، ووجدوا في أهل الحضر، ولا سيما في الإسلام، من ميل إلى سماع قصص الجان والسعالي والغول. وقالوا: إنهم ربما نزلوا بجمع كثير، ورأوا خياماً، وقباباً، وناساً، ثم إذا بهم يفقدونهم من ساعتهم، وذلك لأنهم من الجن...
في الأخير اتمنى ان اكون وفقت في نقل المعلومات اليكم بسهولة... وأتمنى من الاخوان والاخوات الرد على الموضوع ومناقشة ما لم يفهم منه...
انا سوف اطرح العديد من مواضيع ما وراء الطبيعة عن الجن وغير الجن والرجاء الرجاء منكم ان تعلموني اذا كنتم لا تريدون معرفة المزيد من مواضيع عالم الجن وسأتوقف عن طرح مثل هذه المواضيع واتطرق الى المواضيع الاخرى مباشرة...
الملاحظات
أولاً الجن لديهم مقدرات و ليس لديهم علم فهم يستطيعون مثلاً إحضار شيء لك أو إظهار شيء لك أو إيهام فرد ما بشيء يظنه حقيقة؟
و ذلك من قوله تعالىSad... ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ......) سورة سبأ،12
فنستدل منه أنهم كانوا يعملون كالعبيد
و من قوله تعالىSad فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) سبأ 14
نستدل أنهم لا يعلمون الغيب و ليس لديهم علم و هم جهلاء؟
و لكن توجد قلة منهم علماء؟ و مؤمنون ؟
قال تعالى: ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك.......) النمل 40
فهذا يدل على أنه هناك منهم علماء و لكن قلة؟
و كما قلت فهم يسترقون السمع و لا يعلمون بالغيب؟
و هم يتكاثرون بالبيض؟ و يسكنون في البلاليع و كل مكان فيه قاذورات؟ و يحبون الروائح القوية كالبخور؟ و هذه أحد الطقوس التي يستخدمها الروحانيون لاستحضارهم؟
يمكنك ان تقرأ كتاب حياتي و تفسير الأحلام للمعبر نادر زين الدين
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى