مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* علم من الكتاب - يحيى ميت ام حي - النبي نوح - القردة والخنازير والبشر .

اذهب الى الأسفل

* علم من الكتاب - يحيى ميت ام حي - النبي نوح - القردة والخنازير والبشر . Empty * علم من الكتاب - يحيى ميت ام حي - النبي نوح - القردة والخنازير والبشر .

مُساهمة  طارق فتحي الأربعاء أبريل 17, 2019 8:06 pm


علم من الكتاب
{ يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين} قالها سيدنا سليمان ﷺ لحاشيته وجلسائه
فنهض من بين الجلوس و{قال عفريت من الجن} وهو مارد ، والمارد من أقوى الجن ، { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}

وقال السدي وغيره: كان سليمان يجلس للناس للقضاء والحكومات من أول النهار إلى أن تزول الشمس ، وهكذا لدينا هنا (زمن) وهي الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ العمل.
ثم أضاف المارد : { وإني عليه لقوي أمين} ، وأصبح لدينا (القوة) أيضا .
وقانون نيوتن الأول يقضي بأن (الجسم الساكن يبقى ساكنا ما لم تؤثر عليه قوة تحركه) ، وتعرف (القوة) في الفيزياء: أنها (مؤثر يؤثر على الأجسام فيسبب تغييرا في حالة الجسم أو اتجاهه أو موضعه أو حركته) . والجسم هنا عرش سيدتنا بلقيس.
فتأثير المارد على العرش كان شغلا بلغة الفيزياء ، والشغل : قوة تؤثر على جسم فتسبب ازاحته . وكان لدى المارد طاقة ، بسبب أن الطاقة : المقدرة على القيام بشغل ما .
القصد مما سبق كله أن المارد والجن عموما يتحركون ضمن قوانين الفيزياء ، على ما نظنه من القوة الخارقة التي يتمتعون بها

في عودة لقصة عرش سيدتنا بلقيس ، قاطع العفريت صوت من الجانب الآخر: { قال الذي عنده علم من الكتاب} ، وتلك صفته وكل ما نعلم عنه.

فمن هو ؟
في اللغة العربية إذا حددنا جنس الأول يكون الثاني مختلف عنه إذا كان مجهولا ، وهنا الأول كان جنيا فالثاني يكون غير جني .

هناك رأي بأنه مَلَك ، ربما سيدنا جبريل حسب الشيخ عبد القادر شيبة الحمد ، لكن الآيات تحدد أن الطرف الأول المنافس على نقل العرش بأنه (عفريت من الجن) وهذا سبب قدرته وهي طبيعته التي وهبه الله إياها ، لكن سبب قدرة الطرف الثاني أن (عنده علم من الكتاب) ، وقوة الملائكة ليس بسبب أن عندهم علم من الكتاب ، بل بسبب قدرات طبيعية وهبها الله لهم ، وهكذا لا يبقى أن يكون الذي (عنده علم من الكتاب) سوى إنسان .

وهو المخلوق الذي علمه الله الأسماء من قبل ، فتفوق على الملائكة ، وها هو هنا يتفوق على عفاريت الجن ، بعلم كذلك.
ما يهمنا هو قول الذي عنده علم من الكتاب : { أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} ، وقبل أن يرتد الطرف تعني بلا زمن ، فإرتداد الطرف هي سرعة سقوط الضوء على العين ، بمعنى أوضح (سرعة الضوء) ، وقوله (قبل) يعني أسرع من سرعة الضوء ، وذلك مستحيلا حسب قوانين الفيزياء ، لكنه فعل ، ووجد سيدنا سليمان ﷺ العرش عنده
لدينا إستنتاجين من الآيات الكريمة :
١-الجن خاضعين لقوانين الفيزياء المعروفة
٢-(الذي عنده علم من الكتاب) غير خاضع لقوانين الفيزياء

إن قصة آصف بن برخيا لم يرد فيها حديث مرفوع إلى النبي ﷺ ، وإنما ورد فيها كلاماً لابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه النسائي في السنن الكبرى أنه قال: كان آصف كاتب سليمان بن داود ﷺ ، وكان يعلم الاسم الأعظم، (من يملك إسم الله الأعظم يستطيع فعل كل شيء ، والإسم الأعظم هو الإسم المائة المجهول) ، وكان آصف يكتب كل شيء يأمر به سليمان ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر، وكذب، وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان ، فإتهمه جهال الناس وسفهاؤهم بالسحر ، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله عز وجل: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا)
وقصة آصف كلها غير موثوقة وهي من الإسرائيليات التي تحتمل الخطأ والصواب ، ولا ندري إن كان هو آصف بن برخيا أو غيره.

لكي نفهم صعوبة المهمة التي طلبها سيدنا سليمان ، وهي نقل عرش سيدتنا بلقيس ، يجب أن نوضح طبيعة العرش ، والذي بالحقيقة هو معبد للشمس . عمره (3000) عام ، يتكون من ستة أعمدة، أحدها مكسور، هناك "قدس الأقداس"، وتجتمع فيه عذراوات الشمس ، وهن راهبات وهبن أنفسهن للشمس ، وكانت سيدتنا بلقيس إحداهن .

الآن تخيل ، المهمة التي طلبها سيدنا سليمان ، وتخيل حيرة سيدتنا بلقيس عندما رأت المعبد كله منقولاً من مأرب اليمن إلى فلسطين ، والآن تأمل في العلم الذي يمتلكه الشخص الذي نقل هذا البناء الضخم ، حتى قبل أن تطرف العين .
يقول الباحث العراقي (عالم سبيط النيلي) في كتابه " ملحمة جلجامش والنص القرآني":

كي نفهم عبارة :"أنا آتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك": يجب أن نعلم أن العين تستقبل الشعاع المنعكس عن الأشياء .
والشعاع مستمر بالانعكاس عن الأشياء المجاورة في مجلس سليمان ﷺ وعينه تستقبل هذا الشعاع ويرى الأشياء.

فمعادلة قول (الذي عنده علم من الكتاب) : إذا كان الشعاع سيسقط في اللحظة (ن) ، وتريد ان ترى الشيء الذي عينك مفتوحة بمواجهته في اللحظة (ن + نَ) فاني اجلب لك عرش الملكة في اللحظة:
(ن + نَ) - نَ
ولنفترض أن متوسط مكان العرش عن سيدنا سليمان هو (3) أمتار .
وبعد فلسطين عن اليمن هو بحدود (3000) كم (لتسهيل العملية الحسابية ، لكن المسافة (2200))، فهو سيفكك حجارة العرش وينقلها من اليمن ويركبها ، قبل وصول الشعاع (الضوء) إلى عين سليمان .

سرعة الضوء = 300.000 كم/ثانية , إذاً لقد نقل العرش بسرعة تفوق سرعة الضوء بمائة مليون مرة .

حيث يقطع الضوء (3) أمتار في واحد من مائة مليون جزء من الثانية ، إذن السرعة المطلوبة لقطع مسافة (3000) كلم في هذا الزمن تساوي ناتج قسمة المسافة على هذه السرعة : (3000.000) بتقسيم عشرة مرفوعة لسالب ثمانية .
إذن فهو نقله بسرعة تفوق سرعة الضوء بمائة مليون مرّه ، وذلك إذا كان بالتساوي ، ولكنه قال (قبل) وإذاً فهو نقله بأسرع من هذا التقدير بكثير.

نأتي لسرعة نقل الجاّن للعرش :
لنفرض أن قيام سليمان ليس من مجلسه ، وإنما من كرسيه ، لنرفع من مستوى مقدرة الجان حتى يمكن مقارنتها بمقدرة (الذي عنده علم من الكتاب) .
إذا قيامه من كرسيه سيستغرق ثانيتين ، والجاّن سينقل العرش قبل هذا الزمن:"قبل أن تقوم من مقامك". والضوء يسير في ثانيتين مسافة هي (6 × 810) كم.
ومسافة النقل هي (3000) كم ، إذن فهو ينقله كما يلي: = (3´10 3)
وهي أبطأ من سرعة الضوء بمأتي ألف مرة أو بسرعة (1500) كم/ثانية.
والفارق بين السرعتين يساوي:(15 × 1210) أي خمسة عشر ألف مليار مرّة. ان هذا الفارق المهول هو بين قدرة مارد الجان ، وقدرة (الذي عنده علم من الكتاب).
من المؤكد ان عفريت الجان قد طأطأ رأسه خجلاً بعد ان رأى العرش ينتصف مجلس سيدنا سليمان.

إذن فطريقة (الذي عنده علم من الكتاب) في النقل مختلفة عن طريقة الجان، فهي بسرع غير مادية لا علاقة لها بقوانين الحركة.

أما طريقة الجان فهي طريقة مادية، تخضع لقوانين الفيزياء ، فلأن الكتلة تزداد مع السرعة ، وتزداد المقاومة للطاقة الحركية معها ، فإن نقل العرش بهذه السرعة العالية (1500 ) كم/ثانية يجعله عرضة للتحطم ، وهذا هو السبب الذي جعله يؤكد : "واني عليه لقويُّ أمين" ، بمعنى أنه سيكون حذراً بالتعامل معه.
أما (الذي عنده علم) فلم يحتجْ لذلك ، لأن اسلوبه في النقل مختلف ، فهو ينقله أسرع من الضوء بمئة مليون مرّة .

أن (الذي عنده علم) لم ينتظر من سليمان ﷺ إجابة عن العرض الذي قدمه. فالأسرع في النقل هو الفائز ، هذا يعني ان العفريت هو الآخر لم ينتظر إجابة ، فقد بدأ فوراً بالنقل ، وحينما قال العبارة وبدأ العمل ، لم يكن قد قطع عشر مسافة الذهاب حتى كان (الذي عنده علم) قد جلب العرش فعلاً ، وحينما وصل اليمن بعد ثلثي الثانية لم يجد العرش فقفل راجعاً. وما أن انتهى (الذي عنده علم) من عبارته حتى : (رآه مستقراً عنده) ، فقد تم النقل خلال نفس وقت العبارة ، ومن المؤكد ان (الذي عنده علم) لم يتحرك من موضعه ، ولم ير سليمان العرش خلال هبوطه ، ولم يسمع صوت ارتطامه بالأرض بل (مستقراً عنده) .
القرآن الكريم يشير ل (الذي عنده علم من الكتاب) على انه صاحب معرفة ، ليست آتية من تجربة وبرهان ، بل من كتاب:"قال الذي عنده علمٌ من الكتاب".
إن هذا الشخص عنده (علم من الكتاب)، وهو جزء منه ، لا علمَ الكتاب كله.
ما هو هذا الكتاب العجيب ، وكيف حصل عليه هذا الشخص ، وأين هو اليوم ؟

هل مات يحي أم هو حي مع عيسى
يتساءل البعض : هل مات سيدنا يحيى أم ما يزال حياً ، مثل سيدنا عيسى ، عليهما وعلى جميع أنبياء الله أفضل الصلاة وأتم التسليم
إذا أردنا أن نحاول الإجابة على ذلك ، فعلينا أن نعود إلى بداية القصة :
عندما دعا سيدنا زكريا: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ، وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ، وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا ، يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا"
1. فسيدنا زكريا خشي علي من يوالونه ويتبعونه من بعده ، فطلب أن يرزقه الله بوليّ يرثه ويرث آل يعقوب (علوم وليس متاع الدنيا) ، ويكمل قيادة أتباع أبيه ، فأجابته الملائكة:
"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا"
وهكذا إسم (يحيى) كان إسم غريب ، لهذا الغلام المميز جداً ، وإسمه (يحيى) هو أول دليل يستدل به القائلون على عدم موته ، فإسمه (يحيى) يدل على الحياة ، وطول العمر ، فكيف يستقيم هذا مع موته شاباً ، بالحقيقة إن الإسم مهم جداً ، لأن الله إختصه به (لم نجعل له من قبل سميّا) ، لكن الإسم آرامي وليس عربي ، وأصله (يهيا) أو (يهانا) أو (يوهنا) ، وقد لا يعني (يحيى) بمعنى الحياة ، وهناك تخبط في معناه الآرامي ، وحتى يفك لغز الإسم سيظل غامض
يورد الإمام الرازي في تفسيره آراء عدة لمحاولة تفسير هذا الإسم المميز : (أنه أحيا به عقر أمه) ، (أحيا قلبه بالإيمان والطاعة) ، (أنه إستشهد وهو حي عند ربه) لكنه يضعفها في النهاية : "هذه الوجوه ضعيفة ، لأن أسماء الألقاب لا يطلب فيها وجه الإشتقاق ، ولهذا قال أهل التحقيق : أسماء الألقاب قائمة مقام الإشارات ، وهي لا تفيد في المسمى صفة البتة".
ولكن الإمام الرازي له رأي آخر في (سميّا) ذاتها : (أن المراد بالسميّ النظير ، كما في قوله "هل تعلم له سميّا") وهكذا "لم نجعل له من قبل سميّا" لا تعني أنه لم يكن قبله إسم (يحيا) ، وإنما تعني : (لم نجعل له من قبل نظير وشبيه) بدليل الآية "رب السموات والأرض وما بينهما ، فاعبده واصطبر لعبادته ، هل تعلم له سميّا" فالآية لا تقصد الإسم وإنما الشبيه والمثيل والنظير ، حاشاه سبحانه ، وهكذا فسيدنا (يحيى) ليس له مثيل ، وهذا سبب "لم نجعل له من قبل سميّا" وليس الإسم نفسه ، لكن بالحقيقة الإسم (يحيى) (يوحنا) (يهيا) (يوهنا) (يهانا) لم تذكر في الكتب اليهودية قبله ولم توجد على القبور ، وما زالوا لا يتسمون به ، وهم لا يعترفون بفرع (آل عمران) بتاتا
وكذلك يورد الإمام الرازي رأي آخر في (سميّا) : "أن كل الناس إنما يسميهم آباؤهم وأمهاتهم بعد دخولهم في الوجود ، وأما يحيى عليه السلام فإن الله تعالى هو الذي سماه قبل دخوله إلى الوجود ، فكان ذلك من خواصه ، فلم يكن له مثل وشبيه في هذه الخاصية"
وكذلك يورد الإمام سبب آخر لإنعدام المثيل لسيدنا يحيى : "أنه ولد بين شيخ فانٍ وعجوز عاقر"
عموماً ، فلندع (الإسم) ونناقش أمر آخر ، أكثر غموضاً ؛ حيث سيعطيه الله "حناناً من لدنا" وهذا الحنان (اللدنّي) مشابه لعلم سيدنا الخضر "وعلمناه من (لدنّا) علماً" وهذا (العلم اللدنّي) يكون من الله ، وغير قابل للتحصيل بالوسائل العادية ، وهذا (العلم اللدنّي) مكن الخضر من رؤية غيوب ثلاثة (غيب مكاني : القرصان الكامن لأصحاب السفينة) و(غيب مستقبلي : الصبي الذي سيشب عاقاً) و (غيب ماضي : الكنز المخبأ في الجدار) ، فلا تستهين بـ(الحنان اللدنّي) الذي وهبه الله لسيدنا يحي ، مع ذلك نحن كذلك نجهل مضمون وماهية هذا (الحنان اللدنّي).
و (الحنان) له معنيين ، الأول : (الحنين) وهو ألم للفراق ، الثاني : (الحنو) وهو أن يعطف شخص على آخر ، ومنه إشتق إسم الله (الحنّان) وهو بمعنى العطوف الرحيم ، الثالث : بمعنى (معظّم) ودليله ما رويَ عن (ورقة بن نوفل) على (بلال) وهو يُعذب ، فقال (ورقة) : "والذي نفسي بيده لئن قتلتموه لإتخذناه حناناً" بمعنى معظماً ، وقيل من هذا المعنى كان إسم الله (الحنّان) ، والله أعلم
عموماً : يورد الإمام الرازي عدة آراء في هذا (الحنان اللدنّي):
أولاً : أنه معجز ومميز من ناحية أنه أوتيه صغيراً فقط ، حيث (وآتيناه الحكم صبياً وحناناً من لدنّا) وهكذا آتاه الله (الحكم والحنان والزكاة) منذ الطفولة ، وهذا وجه الإعجاز

ثانياً : أن الله آتاه ما أعطى سيدنا محمد ﷺ (فبما رحمة من الله لنت لهم) ، وهذه الرحمة من الله نفس الحنان ، وبه يعطف على الناس -مهما فعلوا- ويرحمهم ويرفق بهم ، بدون إفراط وإخلال بالحق ، وهذا وجه الإعجاز

لدينا مسألة غامضة أخرى ، وهي دليل البعض على كونه حياً ، حيث يقول الله عنه بصيغة الغائب (هو):
"وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا"
فـ(ولد) أتت بصيغة الماضي ، أما (يموت) و(يبعث) فهي بصيغة المضارع الدال على المستقبل
ويقول عيسى ، بصيغة المتكلم (أنا):
"وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ ، وَيَوْمَ أَمُوتُ ، وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا"
فـ(ولدت) بالماضي ، و (أموت) و (أبعث) كذلك بصيغة المضارع الدال على المستقبل
يقول الرافضين لنظرية (كون يحيا حياً) أنه الله قال عن يحي ذلك ، لأنه شهيد ، والشهداء (أحياء عند ربهم) ، لكنهم ليسوا أحياء تماماً ، ولذلك الله تكلم عنه ، بينما تكلم عيسى عن نفسه ، لأنه حي بالفعل
عموماً يقوي نظرية (كون يحيا حياً) حديث المعراج :
"ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح.
قيل: من هذا؟
قال: جبريل.
قيل: ومن معك؟
قال: محمد.
قيل: وقد أرسل إليه؟
قال: نعم.
قيل: مرحبا به، فنعم المجيء جاء.
ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى وهما ابنا الخالة.
قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما.
فسلمت، فردا ثم قالا: مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح." (البخاري)
حيث وجوده في سماء واحدة مع سيدنا عيسى ، وهو الذي رُفع ولم يمت ، يرجح كونه كذلك غير ميت
وهكذا أدلة القائلين بعدم موته :
١- إسمه (يحيى)
٢-جوده مع عيسى في سماء واحدة عند المعراج
٣- الآية (وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)

أما أدلة موته:
أولاً : القصة الموجودة في الأناجيل : تزوج الملك هيرودس من هيروديا زوجة أخيه. وكان يحيى ضد هذا الزواج ، إذ قال له بأنه لا يجوز الزواج من زوجة الأخ. فسجنه هيرودس ، وفي عيد ميلاده قال لها أمام الملأ : أطلبي ما تشائين وسوف يتحقق حتى ولو نصف مملكتي ، فطلبت رأس (يحيى) على طبق. فأرسل سيافه فأتاها برأسه.

ثانياً : شهادات فاتحي دمشق ، وأن الرأس موجود في سرداب الكنيسة التي كانت محل المسجد الأموي ، عندما تم فتح دمشق في فتوح الشام
وكذلك هناك روايات عن رؤيتهم للرأس أثناء ترميم المسجد الأموي ؛
حيث روى ابن عساكر والن الفقيه وآخرين : أن العمال ، أثناء بناء المسجد عثروا على مغارة نزل إليها الوليد فوجدوا صندوقاً فيه قفة داخلها رأس سليم الجلد والشعر مكتوب عليه أنه رأس يحيى بن زكريا ، فأمر الوليد بن عبدالملك (الخليفة الأموي السادس) بتركه على حاله ، وجعل عموداً قائماً على المغارة كعلامة مميزة ، ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم يحيى.
وفي (الويكيبيديا) عن المسجد الأموي ما نصه : (ويضم رأس "النبي يحيى" داخل الكنيسة القديمة أو الجامع الأموي)
مع ذلك فقد ضعف الألباني الرواية ، وقيل أن الرأس موجود بمسجد في حلب وليس دمشق
عموماً لدينا شاهد تاريخي على الإعدام ، موجود في السجلات والتواريخ الرومانية . وكذلك هجوم ملك البتراء النبطي (الحارث) (أريتاس باليونانية) على الملك هيرودس أنتيباس ، إنتقاما لإعدامه سيدنا يحيا ، لكن هيرودس إستدرجه إلى خارج حدود هيمنته ، في مكاريوس شرقي نهر الأردن ، حيث هزمه وقتله.
كان الحارث من أتباع يحيا ، وكان ضد الطغمة اليهودية والرومان جباة الضرائب ، وكان نصيرا للفقراء والضعفاء ، وكان لقبه (المحب لشعبه) ، وقد قامت القلاقل في الصحراء بعد موته حزنا عليه
وختاماً ، ليس لدينا دليل قوي واضح أو أثر على كونه حياً ، مثل أدلة وآثار رفع سيدنا عيسى حياً ، وبالجانب الآخر لدينا أدلة على موته وآثار وشواهد تاريخية ، وأنت الخصم والحكم ، ولك مطلق الحرية في التفكير والإعتقاد في حياة أو موت سيدنا يحي ﷺ

شذرات حول النبي نوح عليه السلام
الزراعة بعد طوفان نوح
كتب إفلاطون في (القوانين) : "أن الزراعة بدأت على إرتفاعات شاهقة ، بعد أن غطى الطوفان الأراضي المنخفضة"
ويقول عالم النبات الروسي (نيكولاي إيفانوفيتش فافيلوف) أنه درس أكثر من خمسين ألف نبتة برية في مختلف أنحاء العالم ، فوجد أن مصدرها من ثماني مناطق مختلفة ، وكلها أراض جبلية"

الحياة ما قبل الطوفان
وصف الشاعر اليوناني (هِسيود) العالم ما قبل الطوفان :
"عاش الناس دون عيوب أو أهواء أو غيظ أو كدح ، برفقة الملائكة ، أمضوا أيامهم بسعادة وهناء ، وعاشوا معاً في مساواة تامة ، يجمعهم الحب والثقة المتبادلة ، كانت الأرض أجمل منها اليوم ، وتنتج تشكيلة وافرة من الثمار بشكل طبيعي ، كان الناس والحيوانات يتكلمون بنفس اللغة ، ويتحاورون بالتخاطر ، الرجال كانوا يبدون كالصبية رغم بلوغهم المئة عام ، ولم يعانوا من الأمراض ووهن الشيخوخة ، وما كان موتهم إلا كسبات هادئ وناعم"
بغض النظر عن صحة ما يصف الشاعر (هِسيود) ، تحديداً كون الناس برفقة الملائكة ، واضح من قول قوم سيدنا (نوح) ﷺ : "فقال الملأ الذين كفروا من قومه : ما هذا إلا بشر مثلكم ، يريد أن يتفضل عليكم ، ولو شاء الله لأنزل ملائكة ، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين"
وهكذا يتبين من الآيات أنهم لم يسمعوا برسل بشريين من الله ، وأنهم كانوا يستقبلون أوامر الله عبر الملائكة
وهكذا كانت مهمة (نوح) صعبة ، فهو لديه رسالة تنهيهم عن الشرك بالله (وداً وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً) ، ولكن العقبة الأولى كانت أنه من البشر
نبينا وغيره من الأنبياء عانوا أشد المعاناة ولم تكن هذه العقبة أمامهم ، حيث إعتاد الناس الأنبياء البشر ، بل وكانوا ينتظرونهم ويتوقعون خروجهم ، وعندما يبعثون كان الناس يكفرون بهم

فكر في معاناة سيدنا نوح
هل أنت ممن سيجازيهم الله أحسن ما عملوا
هناك آيات تدل على أن الحساب يوم القيامة تحكمه معادلات حسبية ، آيات مثل : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) ، فالحسنة هنا مضروبة في عشرة . وبالمقابل هناك (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) فالسيئة لا يتم مضاعفتها ، وهكذا لدينا عمليات حسابية تحكم يوم الحساب
في رأيي هناك آيتين تتحدثان عن عملية حسابية تدعى (المتوسط الحسابي) ، الآيتين هما ؛
الأولى : الأحقاف : ( أولئك الذين نتقبل عنهم (أحسن ما عملوا) ، ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة ، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون)
الثانية : فصلت : (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا ، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ (أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ))
فهناك فئتين من الناس سيتم قسمة حصيلة أعمالهم على (أحسن) و (أسوأ) ما عملوا ، مما سيزيد في نتيجتهم النهائية ، سواءً سلباً أم إيجاباً
فكر بذلك ، هل تعرف (أحسن ما عملت)؟
هذا (العمل) الذي قد يكون متوسط نتيجتك الحسابي يوم القيامة ، عسى أن تكون من الفئة الأولى التي يتقبل الله منها (أحسن ما عملوا)
وإن قلت ؛ (أن هناك عمل قد يكون بسيط ولم أنتبه إليه ، مع ذلك قد يكون عظيم في ميزان حسناتي) أخبرك أن هذا قد يفضي بك للتفاجؤ يوم القيامة بأن أعمالك كلها بسيطة وعادية

يجب أن يكون لديك عمل صالح (مميز) ، وإن لم يكن لديك ، فعليك بالتخطيط لواحد ، (عمل) مثل الذي توسل لله به الثلاثة الذين إنطبق عليهم الغار ، والذين وردوا في الحديث الصحيح : (بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يمشون ، إذ أصابهم مطر ، فأووا إلى غار فانطبق عليهم ، فقال بعضهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء لا ينجيكم إلا الصدق ، فليدع كل رجل منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه.
فقال واحد منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجير ، عمل لي على فرق من أرز فذهب وتركه ، وأني عمدت إلى ذلك الفرق فزرعته ، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرا ، وأنه أتاني يطلب أجره فقلت : اعمد إلى تلك البقر فسقها فقال لي : إنما لي عندك فرق من أرز فقلت له : اعمد إلى تلك البقر فإنها من ذلك الفرق فساقها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا .

فانساخت عنهم الصخرة .
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أبوان شيخان كبيران ، وكنت آتيهما كل ليلة بلبن غنم لي فأبطأت عنهما ليلة ، فجئت وقد رقدا ، وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي فكرهت أن أوقظهما ، وكرهت أن أدعهما فيستكنا لشربتهما ، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا.
فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء .
فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي ابنة عم من أحب الناس إلي ، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائة دينار ، فطلبتها حتى قدرت ، فأتيتها بها ، فدفعتها إليها ، فأمكنتني من نفسها ، فلما قعدت بين رجليها قالت : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت وتركت المائة دينار ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرج عنا
ففرج الله عنهم فخرجوا)
(عمل) مثل هذه الأعمال ، ليجازيك الله بمتوسط (عملك) هذا ، (أحسن ما عملت) عمل مثل هذا :
وجد رجل هذه الرسالة معلقة على نافذة سيارته : (أنت لا تعرفني ، لكنني رأيت أن سيارتك بحاجة لإطارات ، وأردت أن أفعل شيئاً لشخص لا أعرفه ، لأنه في السابق فعل لي ذلك شخص لا أعرفه ، الفاتورة في المظروف ، وكل ما عليك أن تفعله هو أن تذهب لمحل بيع الإطارات على الشارع الثالث ، وأن تسأل عن ستيفن هوجز ، وسيضعون الإطارات لك مجاناً ، كل ما أطلب منك ؛ هو أن تفعل شيء جيد لشخص لا تعرفه)

المعرفة المفقودة - طارق فتحي
سجّل إعجابك بهذه الصفحة · ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨ ·

القردة والخنازير والبشر
فجّر باحث متخصص في علم الوراثة وتهجين الحيوانات قنبلة ، تقول؛ إن الجنس البشري متداخل جينيا مع الخنزير والشمبانزي.

هذا الكشف المثير للجدل، صدر من الباحث يوغين مكارثي، من جامعة جورجيا، وهو واحد من أبرز العلماء المتخصصين في تهجين الحيوانات.

وأن الأقرب للإنسان من حيث تكوينه البيولوجي الجيني هم القردة والخنازير فقط من بين كل الحيوانات ((التشابه يفوق نسبة التسعين بالمائة)). وأن خلل جيني بسيط ممكن أن يمسخ الإنسان إلى قرد أو خنزير.

وهناك ڤيروسات تهاجم الجين وتسرق الخريطة الجينية ، مثل ڤيروس الإيدز ، فماذا لو طور ڤيروس قوي مثل الإيدز نفسه وهاجم الجين البشري وشوهه إلى جين مقارب بنسبة تسعين في المائة ، فتحول البشر إلى قردة وخنازير.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى