مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* من هم؟: العرب - الساميون - البرامكة - الفرس - الاشوريون - الصقالبة - القوقاز - التتار .

اذهب الى الأسفل

* من هم؟: العرب - الساميون - البرامكة - الفرس - الاشوريون - الصقالبة - القوقاز - التتار . Empty * من هم؟: العرب - الساميون - البرامكة - الفرس - الاشوريون - الصقالبة - القوقاز - التتار .

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أبريل 14, 2019 2:39 pm

من هم العرب ؟
العرب
تنقسم شعوب العالم إلى أصولٍ وإثنيّات متعدّدة تعود في أصولها إلى سيّدنا نوح عليه السّلام، فحينما حلّ الطّوفان بالأرض في عهد سيّدنا نوح لم يبقَ من أهل الأرض سوى أبناء نوح ومن آمن معه، ولقد كان نسل البشر من ذريّة أبناء نوح وهم سام وحام ويافث ويام، ولقد أتى العرب من ذرية سام بن نوح، فهم إذن يعدّون من الشّعوب السّامية العريقة،
فمتى عرف البشريّة الظّهور العربي لأوّل مرّة، وأين يتركّز العرب الآن؟

أوّل إشارة إلى العرب في التّاريخ
وردت أول إشارة إلى العرب والعربيّة في النّصوص الآشوريّة التي تعود إلى القرن الثّامن قبل الميلاد، وقد جاء لفظ العرب كإشارةٍ إلى سكان البادية جنوب العراق والشّام أي سكان الجزيرة العربيّة، ولقد عُرف من الآثار التّاريخيّة نشوء ممالك عربية منها مملكة لحيان في القرن الرّابع قبل الميلاد ومملكة كندة في القرن الثّاني قبل الميلاد.

أقسام العرب عبر التّاريخ
أمّا المؤرّخون العرب والمسلمون فقد قسّم كثيرٌ منهم العرب إلى ثلاثة أقسام رئيسيّة،

أوّلها العرب البائدة، وهم أصل العرب الذين كانوا يتحدّثون بالعربيّة، ومن العرب البائدة عاد وثمود الذين أُبيدوا بعذاب الله تعالى لهم يوم كذبّوا رسلهم، وكذلك عرف من العرب البائدة قبائل العماليق، وجديس، وجرهم الأولى، وهذه القبائل بادت كذلك بفعل عوامل كثيرة منها العوامل الطّبيعية مثل البراكين وغيرها.

أمّا القسم الثاني من العرب فهم الذين أطلق عليهم العرب العاربة وهم العرب الأقحاح الذين بقوا واستمروا حتّى جاء منهم العرب جميعاً، وتتحدّث الرّوايات التّاريخيّة أنّ العرب العاربة كانوا يسكنون فترةً من الزّمان في بلاد بابل ثمّ لم يلبث الحاميّون أن نافسوهم فيها فارتحلوا ليسكنوا الجزيرة العربيّة وبلاد اليمن، حيث عرفت مملكة حمير وسبأ،
ويتحدّث بعض المؤرّخين أنّ يعرب بن قحطان كان يتكلّم اللّغة السّريانيّة، ثمّ بفعل تأثير العرب في الجزيرة تعرّب لسانه فأصبح يتكلّم بالعربيّة.
القسم الثّالث والأخير من العرب هم العرب المستعربة أي الذين اكتسبوا العربية من مخالطتهم للعرب العاربة، ومنهم إسماعيل عليه السّلام الذي خالط قبيلة جرهم العربية الأصيلة فتعلّم منهم العربيّة والفروسيّة.
التواجد العربي في العالم العرب الآن هم الشّعوب التي تسكن أغلبيتّها في الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا والسّاحل الشّرقي لإفريقيّا، وكذلك هناك وجود للعرب في بلدان إفريقيّة منها تشاد، وأرتيريا، وكذلك في إيران تتركز أكثريّة عربيّة في منطقة الأحواز، وفي جنوب تركيا توجد أقليّة عربيّة، ويفتخر العرب على امتداد المعمورة بحضارتهم وقيمهم ودينهم وقرآنهم الذي أنزل بلسانٍ عربّي مبين.

الساميّون
الساميّة اسم يُطلَق على مجموعة من الشعوب في الشرق الأوسط، يتكلّمون بلهجاتٍ مُتقاربةٍ تطوّرت إلى لغاتٍ، سُمِّيت فيما بعد بالساميّة. قُسِّمت اللغات السّاميّة حسبَ التوزيع الجغرافيّ إلى شماليّة وجنوبيّة؛ وقد قُسِّمت الشّماليّة إلى شرقيّة وهي اللغة الأكديّة التي تضمّ كلّاً من البابليّة والآشوريّة، وأخرى غربيّة وهي اللغتان الأوغاريتية، والكنعانيّة التي تضمّ كلّاً من العبريّة، والفينيقيّة، والمؤابيّة، بينما قُسِّمت الجنوبية إلى عربيّة جنوبيّة وهي لغة أهل اليمن ثمّ اللغة الحبشيّة، وإلى عربيّة شماليّة هي اللغة العربيّة الفُصحى.

أصل الساميّين
اختُلِف في الموطن الأصليّ للناطقين باللغات الساميّة، لكن اتّفق الباحثون على أنّ الساميّين أقاموا في بداية وجودهم في الجزيرة العربيّة، ثمّ بدؤوا بالهجرة منها بسبب الجدب، وأول من رحل عن الجزيرة العربيّة كانوا الأكديّين، فتوجّهوا إلى العراق وأقاموا فيها مع السومريّين، بينما توجّه الآشوريّون شمالاً إلى منطقة ما بين النهرين، ثمّ تبعهم في حركات الهجرة الكنعايّيون، فتوجّهوا إلى الشام والسواحل الشّرقيّة للبحر الأبيض المتوسط، أمّا الآراميّون فتحرّكوا إلى باديتَي العراق والشّام، وتمثّلت الحركة الأخيرة بالعرب الجنوبيّين الذينَ يتفرّع عنهم الحبشيّون، فنزلوا على شواطئ المحيط الهنديّ، ومنهم من نزلوا جنوباً في تهامة اليمن ثمّ هاجرت جماعات منهم إلى السواحل الإفريقيّة، واستقرّوا في هضبة الحبشة.

مصدر اسم الساميّين
سُمِّي الساميّون بهذا الاسم نسبةً إلى سام، الذي ورد اسمه في كتاب التوراة في الإصحاح العاشر من سفر التّكوين؛ إذ ذُكِر هذا الاسم فيه للدلالة على مجموعة من الأنساب المنحدرة من سام بن نوح، وتضمّ الأراميّين، والآشوريّين، والعبريّين، الذين كانوا يقيمون في الجزيرة العربيّة، وبلاد الرّافدين، وسوريا، وفلسطين. وبدأ استعمال كلمة ساميّ في العصور الحديثة عام 1781م؛ لتربط مجموعة من الشعوب التي تشترك في اللغة والتاريخ والأنساب، ولا ينبغي أن يعتقد البعض أنّ كلمة ساميّ ترتبط بدلالة عنصريّة، فما هي إلا مصطلح يدلّ على مجموعة شعوب ذات أصل واحد.
الشعوب الساميّة بدأت الشعوب الساميّة تفرض كيانها منذ بداية الهجرات التي قامت بها إلى بلاد الرافدين، وذلك منذ الألفيّة الثالثة قبل الميلاد، ومع الهجرات المُتتابعة للساميّين تشكّلت عدّة شعوب ساميّة موزّعةٍ في منطقة الشرق الأوسط، وهي كما يأتي:

الأكديّون
الأكديّون هم أقدم الشعوب الساميّة، خرجوا من الجزيرة العربية إلى بلاد الرافدين وأقاموا فيها، وكان الشومريّون (السّومريّون) هم السكان الأصلييّن للعراق، وكانوا على درجة عالية من التطور المعماريّ والإداريّ والكتابة، فأخذها منهم الأكديّون حتى تفوّقوا عليهم وفرضوا سيطرتهم على المنطقة، فحكموا لأوّل مرّة في تاريخهم عام 2584ق.م، وحدثت أثناء فترة حكمهم بعض الاضطرابات والهجمات الخارجية، فتسرّب في تلك الأثناء ساميّون من غرب سوريا نحو شمال العراق، ليشكّلوا حكومةً لهم في مدينة بابل، فسُمّوا لاحقاً بالبابلييّن، وبرز منهم حمورابي بشرائعه المشهورة. في هذه الأثناء ظهر الأشوريّون الذين يعود أصلهم لإيران وشومر وآسيا الصغرى، وبدأ عصر ازدهارهم وقوتهم بعد موت حمورابي.

الكنعانيّون والفينيقيّون
هاجر الكنعانيّون إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، فوصلوا شمال الحجاز ثمّ استمرّوا بالتحرك حتى وصلوا سوريا ولبنان، فعملوا في التجارة والملاحة بحُكم موقعهم الجغرافيّ، أمّا الفينيقيّون فأقاموا في مصر، وفي ذلك الوقت كانت منطقة جبيل في لبنان مستعمرةً مصريّةً يحكمها المصريّون حيناً والفينيقيّون حيناً آخر، كما كانت كلّ من صيدا وصور المركز العسكريّ والسياسيّ للفينيقيّين.

العبريّون
يعود أصل العبريّين إلى العشائر البدويّة المترحّلة حول العراق، ومن هنا جاءت تسميتهم بالعبرييّن، فقد كانوا يعبرون المناطق بترحّلاتهم بين بادية الشام، وفلسطين، وسيناء. وعلى أطراف بادية الشام التقى العبريّون بالبدو الآراميّين وتعايشوا معاً، ثمّ تدفقوا على أرض سيناء واستقرّوا في مصر. بعد مجيء سيدنا موسى -عليه السلام- خرج بمجموعة منهم إلى فلسطين عبر سيناء، وبعد وفاة موسى -عليه السلام- تولى يوشع قيادتهم، فدخل بهم فلسطينَ، وهاجمَ الكنعانييّن في مدينة أريحا واحتلّها وأقام فيها، ثمّ تولّى صمويل قيادتهم وجعل شاؤول ملكاً عليهم، فسيطر على المنطقة الوسطى من فلسطين، ثمّ تولّى داود حكم العبريّين أكثر من ثلاثين عاماً، وجعل لهم عاصمةً اسمها أورشليم.

الآراميّون
بدأ وجود الآراميّين في الصحراء السوريّة، وكان دورهم السياسيّ محدوداً، ثمّ بدؤوا بالانتشار في منطقة الفرات فبابل، وأصبحوا دولةً قويّةً مقرّها دمشق. بدأ أثر الآرامييّن يختفي في القرن التاسع قبل الميلاد، مُخلّفين وراءهم إرثاً إنسانياً عظيماً باختراعهم الأبجديّة، كأوّل وسيلة مفهومة للكتابة.

العرب والحبش
كان الموطن الأصليّ للعرب شبه الجزيرة العربيّة؛ إذ كانوا يعملون في التجارة ورعي المواشي، ومن المدن التي أقاموها مدينة حضرموت الواقعة غرب ساحل عُمان، وإمارة عدن، وإقليم اليمن الممتدّ عبر ساحل البحر الأحمر، ليشكّلوا معاً مثلثاً في الزاوية الجنوبيّة الغربيّة من شبه الجزيرة العربيّة. وقد ساهم العرب في التقدم السياسيّ والاقتصاديّ والعلميّ في العصور الوسطى.

أمّا الحبشيّون
فقد أقاموا في الجهة الغربية المواجة لليمن، يفصل بين المنطقتين مضيق باب المندب، وعلى السهل الممتدّ على المحيط الهندي جنوباً، وقد اجتاح العرب المسلمون الحبشة، وكان الحبشيّون يدينون بالمسيحيّة.

العِداء للساميّة
ظهر مصطلح مُعاداة الساميّة عام 1879م، إذ أطلقه الصحفيّ وليام مار للدلالة على أيّ حركة معادية لليهود في أوروبا، وهو مصطلح تعصبيّ يدلّ على الكراهية لليهود، وبدأت جمعيات في ألمانيا تطالب اليهود بالخروج منها، ثمّ بدأت الحركات ضدّ اليهود تنتشر في روسيا، والنمسا، وفرنسا، وغيرها من الدول؛ جميعها تطالب بطرد اليهود من أوروبا، وتمارس الاضطهاد الدينيّ عليهم، وامتدّ العداء لليهود حتى وصل إيطاليا، وإنجلترا، والولايات المتحدة.

بعد أن ابتدعت الحركة الصهيونيّة هذا المصطلح، استغلّته لمصالحها الشخصيّة، فكان ذريعةً لفصل الشعوب اليهوديّة الأوروبيّة عن المسيحيّين، ولخلق فكرة قوميّة للشعب اليهوديّ لإقامة وطن قوميّ لهم في فلسطين. وقد أُلصِقت بالعرب تهمة العداء للساميّة، وهو اتّهام لا يمتّ للواقع بصِلة؛ فالعرب في أصلهم ساميّون، ولا تنحصر الساميّة بالشعوب اليهودية، كما أنّ التاريخ لا يملك أيّ دليل على اضطهاد العرب لليهود؛ سواءً بسبب عرقهم أو حتّى دينهم، فقد أكّد المؤرّخون اليهود السّابقون للصهيونيّة والذين اتُّصِفوا بالموضوعيّة أنّ العصر الذهبيّ لليهود كان في أثناء حياتهم في العالمين العربيّ والإسلاميّ، إلا أنّ الصهيونيّة استغلّت فكرة عداء العرب لليهود لوقوف العالم إلى جانبهم في احتلالهم للأراضي الفلسطينيّة.

من هم البرامكة ؟
تعدّ البرامكة عائلة من القسيسين من أصل إيرانيّ، من مدينة بلخ الخراسانيّة، وبرمك هو جدهم الأكبر وحمل لقب برمك وهو اللقب الذي يُطلق على أعلى الكهنة في معبد ناوبهار البوذي،
وكانت هذه العائلة مقرّبة إلى هارون الرشيد، فكان لها دور في مساعدته على القيام بأعمال الدولة العباسية على أتم وجه، وقد سماهم المؤرخون بزهرة الدولة العباسية كلها؛ فهم قادوا الجيوش وودافعوا عن الدولة، وعندما جاءت الدعوة العباسية إلى خراسان، كان خالد بن برمك من أكبر دعاتها، وكان يتّصف بحسن السيرة، وكان ابنه يحيى من أكثر الناس أدباً، وفضلاً، ونبلاً، وكان محبوباً بين الناس، وربّى هارون الرشيد، ومكنه من الخلافة بالرغم من عدم رضا الهادي، وعندما تولى هارون الخلافة عيّن يحيى على وزارة تفويض وقال له: ("قلدتك أمر الرعية وأخرجته من حقي إليك، فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب، واستعمل من رأيت، وأعزل من رأيت..").

نكبة البرامكة
حمل هارون الرشيد على البرامكة وفق ما ذكر ابن خلدون في مقدمته؛ بسبب استبدادهم في الدولة، وأخذهم أموال الضرائب، فكان الرشيد يطلب المال ولا يصل إليه، وشاركوه في حكمه وسلطانه، وغلبوه على أمره، ولم يعد يتصرف بأمور الدّولة، ووفق الدكتور عبد الجبار الجومرد في كتابه "هارون الرشيد" تغافل الرشيد عن أعمالهم؛ بسبب الخدمات التي قدموها للدولة، وأملاً في أن يعودوا إلى صوابهم، ولكن أمرهم تزايد، وظهرت نعرتهم الفارسية والشعوبية، وسيطر يحيى بن خالد على كل أمور الدّولة، وتدخّل جعفر بن يحيى في الشؤون الخاصة، وسبّب خلافاً ونزاعاً بين الأمين والمأمون، وزرع الحقد بينهما، كما أنه منع إعطاء المال لهارون الرشيد بحجة المحافظة على أموال المسلمين، وأصبح جعفر يحاسب الرشيد على تصرفاته، ولا يهتم باعتراضاته، ثم اتّخذ الفضل بن يحيى من خراسان مقراً له، وأسس فيها جيشا كبيراً يتكون من العجم دون أخذ رأي الرشيد وسمّاه العباسية، وبلغ عدده خمسمئة ألف جندي، وكان ولاء هذا الجيش للبرامكة، ومن هنا بدأ هارون الرشيد في إضعاف أمرهم.

مقتل جعفر البرمكي
كان السبب المرجّح لقتل جعفر البرمكي من قبل هارون الرشيد هو أنّ جعفراً قتل عبد الله بن الحسن وقيل: الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم، حيث قتله يوم النيروز في الصحراء وهو في حالة السكر، وصلى عليه هارون الرشيد، ودفن بمقبرة الخيزران في بغداد، وبعد الأعمال التي قام بها البرامكة وتغيّر أحوالهم، أمر هارون الرشيد بقتل جعفر قصاصاً، ولكنه تردد بشأن قتل جعفر؛ لأنه أخذ بعين الاعتبار نتائج قراره، ولكنّه بعد أن استخار الله عزم على قتله، وحبس يحيى والفضل وانتهز الفرصة لاسترداد أموال الدولة منهم.

من هم الفرس ؟
الفرس هم مجموعة عرقية سكنت إيران التي عرفت باسم (بلاد فارس) قديماً، ورغم اختلاف الفرس في أصولهم إلّا أنهم يشتركون في اللغة الفارسية، وهي لغة تنتمي إلى مجموعة اللغة الهندية الإيرانية، وإلى عائلة اللغة الهندية الأوروبية، واستمدت بلاد فارس اسمها من بارسا (بالإنجليزية: Parsa)، وهو اسم الهنود الأوروبيين الرحل الذين هاجروا إلى منطقة في جنوب إيران، حيث أطلق عليهم اسم (بيرسيس) قبل 1000 سنة قبل الميلاد.
يهيمن الفرس على السكان الإيرانيين في الوقت الحالي، حيث يشكلون نسبة 61% من العدد الكلي للسكان، ويحتلون مناطق حضرية كبرى مثل أصفهان، وطهران، وشيراز، ومشهد، ويزد، وتعدّ اللغة الفارسية اللغة الرسمية المستخدمة في إيران، وهي لغة الفرس الأولى، وتستخدمها الأقليات العرقية كلغة ثانية، كما يعرف الفرس بتراثهم الثقافي الغني، إذ تصنّف الموسيقى، والشعر، والفن لديهم في المرتبة الأفضل في إيران، ويشغل الفرس غالبية المناصب الحكومية؛ ونتيجةً لذلك فإنّ العرق الفارسيّ يؤثر على القرارات الحكومية المهمّة، ويُشار إلى أنّ معظم الفرس من المسلمين الشيعة، وهي المجموعة الدينية المنتشرة في إيران.

النطاق الجغرافي للفرس
عاش الفرس في قارة آسيا، وكان امتداد دولتهم من الفرات إلى الهند، ومن بحر قزوين إلى المحيط الهندي حيث سكنوا في مساحة متفاوتة من بلاد فارس امتدّت في الجنوب بين الخليج العربي، والمحيط الهندي، وفي الشرق والشمال الشرقي من نهري إندوس، وأوكسوس، ومن الشمال بحر قزوين وجبل القوقاز، ومن الغرب نهر الفرات، إضافةً إلى أنّها سيطرت على مصر، والإغريق الإيوني في وقت الحروب الفارسية القديمة، كما اشتملت المنطقة على الصحراء، والجبال، والمراعي، والوديان.

المجتمع الفارسي قبل الإسلام
عانى الفرس من النظام المجتمعيّ الطبقي بسبب ظلمه الكبير، حيث قُسّم المجتمع إلى سبع طبقات أدناها "طبقة عامة الشعب"، والتي شكّلت غالبية سكان الفرس، وتمثّلت بالعمال، والفلاحين، والعبيد، والجنود الذين لم يمتلكوا أية حقوق، كما وُجدت فجوة كبيرة بين الطبقات، حيث كانت الحكومة تمنع العامة من الشراء من الأمراء، أو الكبار. كان من قواعد السياسة الساسانية أن يرضَ كل فرد بمكانه، ومركزه الذي اكتسبه من نسبه، وألّا ينظر إلى ما فوقه، وكانوا يعتقدون عدم تغيير حرفتهم؛ بسبب زعمهم أن الله خلقهم على هذه الحرفة،
وبالتالي فقد تفاوتت طبقات المجتمع الفارسي ، مما أدى إلى الامتهان، والاستخفاف الواضح بالإنسانية، حيث كان عامة الناس يمتثلون كجمادات لا حراك لها عند رؤوس الأمراء والحكام في جلساتهم، ويشار إلى أنّ الصحابي المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قد أنكر عليهم ذلك أثناء فتوحاته الإسلامية لبلاد فارس، كما روى الإمام الطبري عن الخضوع والاستكانة التي عاشها الفرس في أزمنتهم السابقة، والتي اعتادوا عليها

الآشوريون
يعرف الآشوريون أنّهم جماعة من النّاس عاشوا منذ العصور القديمة في منطقة الشرق الأوسط، وفي فترة العصور القديمة كان مركز الحضارة الأشورية في مدينة آشور التي تقع أطلالها حالياً في منطقة شمال العراق، وامتلكت هذه المدينة إلهاً كان يدعى الإله "آشور"، وقد سيطر الآشوريون على مساحة شاسعة امتدت من جنوب العراق إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وحصلت مدينة آشور على استقلالها منذ ما يقارب من 4000 سنة بعد تراجع الحضارة السومرية؛ حيث كان السومريون الجهة المسيطرة على المدينة قبل الاستقلال
يمكن تعريف آشور أيضاً بأنّها عبارة عن مملكة وجدت في الجهة الشمالية من بلاد ما بين النهرين، وقد عُدّت هذه المملكة إحدى الإمبراطوريات العظيمة التي قطنت منطقة الشرق الأوسط القديم، وتحديداً في منطقة شمال العراق، وجنوب شرق تركيا.

التاريخ الآشوري
ينقسم التاريخ الآشوري إلى ثلاث فترات هي:
الفترة الآشورية القديمة: تبدأ هذه الفترة التاريخية بعد حصول آشور على استقلالها الأول، أي منذ ما يقارب 4000 عام، وتشير النصوص القديمة إلى أن آشور في هذه الفترة كانت محدودة المساحة، وأثناء فترة الحكم هذه لم يُطلق الحكام لقب "ملك" على أنفسهم، ولكنهم أطلقوا لقب "vicegerent" وهي كلمة تعني الحاكم للإله آشور.
العصر الآشوري المتوسط: بدأ تأكيد استقلال مدينة آشور في القرن الرابع عشر قبل الميلاد؛ حيث أخذت مملكة ميتاني بالتلاشي، وقد سمّى علماء العصر الحديث هذه الفترة من الاستقلال الآشوري الجديد بالعصر الآشوري المتوسط، وفي بداية هذا العصر هاجم الملك آشور أوباليط الأول المناطق القريبة من آشور، وسعى في الحصول على اعتراف دبلوماسي من ملوك مصر وبابل.
العصر الآشوري الجديد: يتمثل هذا العصر بالفترة الواقعة بين القرن التاسع قبل الميلاد إلى قبل 600 سنة قبل الميلاد؛ أي من فترة التوسع الآشوري الجديد إلى فترة تدمير الإمبراطورية الآشورية، وقد أطلق علماء العصر الحديث على هذه الفترة اسم "الآشوريون الجدد"، وتميز هذا العصر بوصول المنطقة التي يسيطر عليها الأشوريون إلى أكبر مساحة جغرافية لها.

الآشوريون وبابل
كان الآشوريون على حق عندما أصابهم الخوف من البابليين؛ لأن نهايتهم كانت على يديهم، وبمساعدة الميديين؛ حيث دمروا الإمبراطوريّة الآشورية، وأحرقوا نينوى، وقديماً دمر توكولتي نينورتا مدينة بابل، وأقام عاصمة الاشوريين في مدينة نينوى حيث أنشأ الملك الآشوري الكبير آشوربانيبال مكتبة كبيرة فيها، وبعد حدوث ذلك ساهم الخوف الديني من كون بابل هي أرض مردوخ في إعادة بناء بابل من قبل الأشوريين.

من هم الصقالبة ؟
الصقالبة الصقالبة هو اسم أُطلِق على الرقيق من أصل روسي، وقد أُطلِق هذا الاسم أيضاً على من يشبه الرُّوس في بياض بشرتهم المائل إلى الحُمرة، كما ذُكِر أنّ هنالك صقالبة رُوس، وصقالبة بُلغار،
وقد ذَكَر أبو المنصور أنّ الصقالبة هم شعوب تعيش بالقُرب من بلاد الخَزَر في أعالي جبال الرُّوم، كما ذَكَر آخرون أنّ الصقالبة من مناطق تقع ما بين القسطنطينيّة، وبلغار، وذَكَر المسعوديّ أيضاً أنّ الصقالبة هم أجناس مُتنوِّعة ومختلفة، وهم يدينون بدين يختلف عن بعضهم البعض؛ فمنهم جاهليّون لا دين لهم ولا عقيدة، ومنهم مَن يتَّبع النصرانيّة اليعقوبيّة،
ومن الجدير بالذِّكر أنّ الجغرافيّين العرب أطلقوا اسم الصقالبة على مجموعة من الشعوب المُنحدِرة من أصول مختلفة عاشت في المناطق المجاورة لبلاد الخَزَر، وقد سكن بعضهم بالقُرب من نهر الفولغا، وشمال قارّة أوروبا.

أصل الصقالبة وفروعهم
يعود أصل الصقالبة كما ذَكَر المُؤرِّخ المسعوديّ إلى ولد مار بن يافث بن نوح، إلّا أنّ ابن الكلبيّ يذكر أنّهم إخوة اليونان، والأرمن، والفرنجة، وأنّهم يعودون إلى يونان بن يافث في أصلهم، أمّا ابن خلدون، فيرى أنّ الصقالبة إخوة التُّرك والخَزَر من ولد ريفات بن كومر بن يافث، وللصقالبة ثلاثة فروع رئيسيّة نذكرها فيما يلي:
الفرع الأوّل (صقالبة الغرب):
ويشتمل هذا الفرع على البولنديّين، والسلوفاكيّين، والتشيكيّين، بالإضافة إلى بعض العناصر في شرق ألمانيا.
الفرع الثاني (صقالبة الشرق):
ويشتمل هذا الفرع على الرُّوس الكبار، والرُّوس البِيض(البروسيّين)، والرُّوس الصِّغار (الأوكرانيّين).
الفرع الثالث(صقالبة الجنوب):
ويشتمل هذا الفرع على البلغاريّين، والمقدونيّين، والصربيّين، والكرواتيّين، والسلوفينيّين.

ديانة الصقالبة ولغتهم
ينقسم الصقالبة إلى مجموعتين من الناحية الثقافيّة:
المجموعة الأولى لها ارتباط بالكنيسة الأرثوذكسيّة الشرقيّة،
أما الثانية فهي ترتبط بكنيسة الرُّوم الكاثوليك، وفيما يتعلَّق بديانتهم الوثنيّة القديمة، فقد كان لهم معبودان:
الأوّل هو إله الخير (المعبود الأبيض)،
والثاني هو إله الشرّ (المعبود الأسود)، إلّا أنّ الكثير منهم اتَّبع الدين المسيحيّ في القرن التاسع الميلاديّ، وبقي العديد منهم على ديانتهم الوثنيّة حتى بداية القرن الخامس عشر، وبعدها اعتنق العديد منهم الدين الإسلاميّ،
أمّا لغة الصقالبة، فهي لغة لها أصل واحد، إلّا أنّها تتفرَّع إلى فروع عديدة، وأقدم فرع فيها هي اللغة السلافيّة الكنسيّة؛ وهي لغة الإنجيل التي تمّت الترجمة إليها في القرن التاسع الميلادي، وبشكلٍ عامّ، تُعتبَر لغة الصقالبة لغة سهلة التعبير، وذات معانٍ قويّة.
الصقالبة في الأندلس
أُطلِق لفظ الصقالبة في الأندلس على الأسرى، والخصيان مِن مَن هم من السلافيّة الحقيقيّة، وقد أُطلِق هذا اللفظ أيضاً على الرقيق ذوي الأصول الأجنبيّة، سواء أكان موطنهم الأصليّ أوروبا، أم إسبانيا، وهؤلاء الصقالبة هم مزيج من الألمانيّين، والفرنسيّين، واللومبارديّين، والإيطاليّين، والنصارى الإسبانيّين (الجلّيقيين)،

علماً بأنّ غالبيّة الصقالبة كانوا يأتون من قِبل القراصنة وهم أطفال، وقد كانوا يُستخدَمون كجنود، أو يُستخدَمون في القصور كخَدَم، كما كان الصقالبة في الأندلس يُرَبّون تربية عربيّة جيّدة منذ صغرهم، إضافة إلى أنّه كان يتمّ تلقينهم مبادئ الإسلام، حتى أنّ كثيراً منهم نبغَ في النَّثْر، والشِّعر، إضافة إلى أنّهم وصلوا إلى مناصب مُهمّة فيما بعد.كان ظهور الصقالبة بشكل واضح، وبكثرة، في بلاط الحُكم في الأندلس، في عهد الأمير الحكم بن هشام الأمويّ، الذي جعل بلاط الحُكم في الأندلس ملوكيّاً بشكل واضح؛ حيث أكثر من الحَرَس الخاصّ، والموالي، إذ بلغَ عددهم في عهده ما يقارب الخمسة آلاف، وقد اشتدّ نفوذ الصقالبة بشكل كبير في عهد عبدالرحمن الناصر؛ حيث كان يُعهَد إليهم بتولِّي مناصب مُهمّة في الإدارة، والجيش، والقصر، وأصبح سُلطانهم ونفوذهم يزداد شيئاً فشيئاً، علماً بأنّ عددهم في عهد الناصر وصل إلى 13750 شخص، وفي رواية أخرى، ذُكِر أنّ عددهم وصل إلى 7080 شخص، ومن الجدير بالذِّكر أنّه كان لبعض الصقالبة عبيد، كما أنّهم امتلكوا الأموال الكثيرة، والضِّياع.
زاد نفوذ، وثراء الصقالبة في عهد الحَاكم المُستنصِر، حتى أنّهم حاولوا إخفاء نبأ وفاة المُستنصِر؛ بهدف اختيار حاكم يرضَون عنه، وحاكوا مؤامرة ضدّ هشام المُؤيّد؛ لتنحيته، وتولية الأمير المُغير بن عبدالرحمن الناصر، إلّا أنّهم لم يفلحوا؛ إذ تمّت تصفية العديد منهم، ونُفِي بعضهم الآخر إلى خارج قُرطبة، وبعد أن انهارت الدولة الأمويّة في الأندلس، توجَّه الصقالبة إلى شرق الأندلس، وأنشأوا دُويلات صقلبيّة فيها.
أشهر الحُكّام الصقالبة يُعتبَر مجاهد العامريّ من أشهر ملوك الصقالبة، وهو مملوك ابن أبي عامر، وقد استقرَّ في مدينة دانية، واستطاع الاستيلاء على جُزُر البليار، ووصل إلى سردينيا، وساحل إيطاليا، فغزاها، وسيطر أسطولُه لفترة من الزمن على منطقة غرب البحر الأبيض المُتوسِّط، كما جاء العامريّ بالأمير الفقيه أبي عبدالله المعيطي، وبايعه لخلافة الدولة، إلّا أنّه عاد وعَزَله بعد فترة من الزمن، بحجّة تآمر الفقيه عليه أثناء توجُّهه إلى جزيرة سردينيا لغَزْوها.
الصقالبة وعلاقتهم بالحضارة الإسلاميّة لقد ترك الصقالبة أَثَراً حضاريّاً مُهمّاً في الأندلس، فقد تعلّموا اللغة العربيّة، واعتنقوا الإسلام، إلّا أنّهم لم ينغمسوا بشكل كبير في المجتمع الأندلسيّ، على الرغم من أنّهم جلبوا معهم عاداتهم، وتقاليدهم، ومفرداتهم اللغويّة التي تعلَّموها منذ صغرهم، كما أنّهم كانوا يتمتّعون بكيانهم الخاصّ، وقد كان للصقالبة دور مُهمّ في الحياة السياسيّة، والثقافيّة في التاريخ الإسلاميّ في إسبانيا؛ إذ تأثَّروا بها، وظهر فيهم شعراء، ومُفكِّرون، وعلماء، ويُعتبَر الفتى فاتن من أشهر الفتيان الصقالبة البارعين في اللغة، والأدب


من هم القوقاز ؟
القوقاز القوقاز هم مجموعات عرقية مختلفة تعيش في منطقة القوقاز، وهي منطقة تتكوّن من السلاسل الجبليّة، والهضاب، والتلال، والسهول، والبحيرات، والأنهار، والغابات، والمستنقعات، والمراعي، ويبلغ عددهم بالملايين، وأطلق الجغرافيون العرب على منطقة القوقاز اسم جبل اللغات،
وتقع القوقاز على بعد 750 ميلاً من شبه جزيرة تامان، وتفصل الجنوب الشرقيّ من البحر الأسود عن بحر أزوف، كما وتفصل شبه جزيرة أبسيكون عن بحر قزوين القريب من أذربيجان، ويعدّ القوقاز من أكثر المناطق تعقيداً لغوياً وثقافياً، إذ يبلغ عدد الأعراق القوقازية 50 عرقاً مختلفاً، ويتكلمون اللغات الهندية الأوروبية، والتركية، والكارتفالية، والقوقازية الشمالية الغربية، ويدينون بالإثنية، والمسيحية الأرثوذكسية الشرقية، كما ويوجد المسلمون السنة، والمسلمون الشيعة، ويوجد العديد من أتباعهم في المنطقة الشرقيّة من أذربيجان.
الشعوب القوقازية
تنقسم الشعوب القوقازية إلى قسمين: القسم الجنوبيّ، ويعيش فيه الجورجيّون، ومنغريليانز، وسفان، وجورجيا، ويسكنون في الجهة الغربية من القوقاز، والقسم الشمالي: يتشكّل من سكان جمهورية الشيشان، في الجنوب الغربيّ من روسيا، وكابرديان، والتي تشكل منطقة ذات كثافة سكانيّة، بسبب وجود نهري كوبان وتيريك، واستوطن الناس على طول أحواضهما، ويعيش في الشمال القوقازي شعوب الأبخازية، والليزغي، والإنغوشية، ومجموعات هائلة ذات كثافة سكانية قليلة.
الشعوب الهندو أوروبية
تعدّ الشعوب الهندو أوروبية امتداداً لأجداد الأرمن التي دخلت إلى القوقاز في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد، وتعيش جماعة هندية أوروبية أخرى، وتسمى أوسيتيس أو الأوسيتيون في وسط القوقاز، ويعدّون بقايا من البدو الإيرانيين الشرقيين الذين عرفوا بأسماء السكيثيين، وسارماتيان، والأنس، حيث ترحلوا في المناطق الغربية الجنوبية في الفترة الواقعة من القرن السابع قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي، ويبلغ ثلث سكان القوقاز من المجموعات السلافية الذين يعيشون في الشمال، وهم من الروس والأوكرانيين، كما تتوزع مجموعات هندو أوروبية أخرى في مختلف أرجاء القوقاز، مثل: الإغريق، والأكراد، والتاليش، والغجر، والتاتس.

الشعوب التركية الأذربيجانية
تعيش الشعوب التركية الاذربيجانية في جنوب غربي القوقاز، وأتراك كيبتشاك يعيشون في الشمال، ويتكون الأذربيجانيّ من السكان الأصليين في شرق القوقاز، وهم من أصول إثنية مختلطة، وأغلبهم يعيش في المدن.[١] الاقتصاد القوقازي يعتمد اقتصاد الشعوب القوقازية على الزراعة، وتربية الماشية والأغنام، والصناعات المنزلية، ومن المحاصيل التي يزرعونها القمح، والشعير، والذرة، وينتجون النبيذ وخاصة في منطقة جورجيا، ويعمل سكان داغستان، وروسيا، وأرمينيا، وأذربيجان في الحرف اليدوية، إذ ينسجون ويصنعون الأبسطة.

اللغات القوقازية
تستمد اللغة القوقازية اسمها من منحدرات جبال القوقاز، حيث كانت هذه المنحدرات موطنهم الأصليّ، ويتحدث بها ما يقارب سبعة ملايين شخص في منطقة القوقاز ومن أوروبا وحتى روسيا، وكانت العائلة اللغوية القوقازية أكثر من الآن، حيث إنه لم يبق منها سوى 25 لغة في العصر الحديث، وتنقسم العائلة اللغوية القوقازية إلى قسمين: الشمالية والجنوبية، إذ يتكوّن القسم الشمالي من 20 لغة من أصل مليون نسمة، ومن هذه اللغات: الأديغي، والشيشان، والأبخاز، ويتكلم بها سكان تركيا، وسوريا، كما وتوجد لهجتي الشركسية والكباردين في القسم الشمالي، بينما يحتوي القسم الجنوبي على أربع لغات قوقازية.

من هم التتار والمغول ؟

التتار والمغول هم مجموعة من الشعوب الناطقة بالتركية، والتي بلغ عدد أفرادها خمسة ملايين في أواخر القرن العشرين، وقد عاشوا في غرب وسط روسيا، وكان الظهور الأول لهم كقبائل تنقلت كثيراً، واستقرت في شمال شرق منغوليا والمنطقة المحيطة ببحيرة بايكال في القرن الخامس عشر، وقد أصبحت هذه القبائل التي تتحدث باللغة التركية جزءاً من جيوش المغول الفاتح جنكيز خان ودمجت معهم، وأصبح هؤلاء الغزاة المغول معروفين لدى الأوروبيين على أنهم التتار.
والمغول هم قبائل عبدت الكواكب والشمس، وقد بنى قائدهم جنكيز خان إمبراطورية امتدت من بلاد الصين شرقاً إلى بحر قزوين غرباً، واعتبرت من القبائل التي دمرت العالم الإسلامي عندما بدأت غاراتها في عام 1219م، وهاجموا بلاد السلطان خورزم شاه وبقية البلدان وذبحوا، ونهبوا فيها، وسببو الفزع والرعب للناس، والفرق بين قبائل المغول والتتار يعود إلى الأصل، فالمغول يعودون في أصلهم إلى صحراء جوبي في الصين، أما التتار فهم أعم وأشمل، حيث إنهم يشكلون مجموعة من قبائل الترك، والمغول، والإيفور والسلاجقة،
وشعب التتار يتّصفون بحبهم للسلب والنهب، أما نظامهم فهو قبلي، وهم يطيعون رؤسائهم، ويأكلون لحوم الحيوانات بما فيها الكلاب، وتعرف ديانتهم باسم الشمامانية، وهناك روايات تقول أن التتار والمغول إخوان، وقد سيّطر المغول زمن حكم جينكيز خان، والتتار في زمن حكم تيمورلينك، وبعد أن انفصلت الإمبراطورية التي أسسها القائد جنكيز خان، أصبح التتار جزءاً من المغول الذين شملوا معظم روسيا الأوروبية، وأطلق عليه الحشد الذهبي، وتفكك هذا الحشد في أواخر القرن الرابع عشر بسبب الانقسامات الداخلية والضغوطات التي تعرض لها إلى ما يعرف بخانات التتار، في قازان، وأستراخان على نهر الفولغا، وسيبير في غرب سيبيريا، وقد احتلتهم روسيا، وشبه جزيرة القرم التي أصبحت جزءاً من الأتراك العثمانيين إلى أن أخذتها روسيا عام 1783، وقد تتطور التتار في هذه الخانات تطوراً اجتماعياً كبيراً، ويوصف بأنّه معقداً، حيث كان لنبلائهم مراكز عسكرية ومدنية في العصر الروسي، وكان لهم فئات من كبار التجار، واعتمد اقتصادهم بشكلٍ كبير على الزراعة، والأعمال الحرفية، وقد أصبح لهم مكانة مفضلة لدى الإمبراطورية الروسية في القرنين الثامن والتاسع عشر، ولا يزال ما يقارب 1.5 مليون من التتار يعيشون في منطقة الفولغا والأورال، ومليونين منهم يعيشون في كازاخستان وآسيا الوسطى.
سبب اجتياح المغول لبلاد المسلمين طمع أحد ولاة ثغور ممكلة خوارزم شاه بأموال جاء بها تجار المغول إلى واحد من هذه الثغور في سنة 615هـ، كما قام بالإستيلاء على بضاعتهم وبيعها وقتلهم، وعندما علم جينكيزخان بذلك أرسل رسولاً يطلب من خوارزم شاه أن يسلمه الوالي، فما كان من الأخير إلا أن قام بقتل هذا الرسول، وجمع جيشه وقام بمهاجمة حدود التركستان التي تلي مملكته، بهدف مقاتلة القوة الحامية هناك من جيش المغول، ولكن الحدود لم يكن فيها سوى عدد قليل من النساء والأطفال لأنّ جنكيزخان وجنوده كان في مهمةٍ داخل الإمبراطورية، وعندما أدرك خوارزم خطأه أمر بإجلاء السكان من المناطق القريبة من الحدود، والتي كانت تتميز بأنها أراضي خصبة، فهجرها سكانها، وتركوها، مما سهّل الطريق أمام المغول الغزاة لأن يهاجمو مملكته.
وعنما علم جينكيز بأمر الهجوم أعدّ جيشه، وعبر نهر جيحون واجتاز الحدود، ووصل إلى مدينة بخارى التي لم تقوى على مواجهته، فدخل المغول إليه وقاموا بعمليات السلب والنهب والذبح، وواصلوا طريقهم نحو معسكر خوارزم شاه الذي فرّ وتحصّن في قلعةٍ على جزيرة وسط بحر قزوين إلى أن توفي، وكانت هذه بدايةً لبسط المغول سيطرتهم على بلاد فارس، وقد توسعت إمبراطورية جينكيز خان إلى أن توفي سنة 624هـ، ولكنه قبل موته قسّم إمبراطوريته على أبناءه الأربعة الذين أكملوا مسيرة الهجمات والغزو على الإمارات الفارسيّة ووصلو إلى العراق وبلاد الشام ومصر.
التتار من بداية ظهورهم حتى وصولهم عين جالوت تميّزت حروب وهجمات المغول والتتار أنها كانت سريعة الانتشار، كما تمتعت بنظامٍ وترتيب عظيمين، فقد سيَّرتها قيادات عسكرية على درجةٍ كبيرة من البراعة، وتحملت جميع الظروف القاسية التي مرت بها من هجمات؛ وصفت بأنّها بلا قلب أو بلا رحمة من هول ما قامت به، بالإضافة إلى نهب خيرات البلاد التي اجتاحتها، وفيما يلي جدولاً زمنياً يبين قصة التتار منذ بداية ظهورهم إلى أن وصلو منطقة عين جالوت:
603 هـ: ظهور دولة التتار بقيادة جينكيزخان.
616 هـ: بدء الهجوم على البلاد الإسلامية، واجتياح بخارى.
617 هـ: اجتياح سمرقند. مطاردة محمد بن خوارزم شاه الذي كان زعيماً للملكة الخوارزمية، ووفاته في جزيرة وسط بحر قزوين. احتلال مازندان، ثم الري، ثم أذربيجان، ثم أرمينيا، ثم جورجيا. تدمير قلعة فرغانة. تدمير مدينة ترمذ. تدمير قلعة كلابة. دخول التتار إلى بلدة بلخ المسلمة، والطلب من أهلها التعاون معهم ضد المسلمين. اجتياح الطالقان. حدوث مأساة مرو، ثم مأساة نيسابور. اجتياح هراة. مأساة خوارزم. انتصار الجيوش الإسلامية بقيادة جلال الدين بن محمد بن خوارزم على التتار في بلق، وانتصاره مرةً أخرى في كابول، ثم هزيمته على ضفاف نهر السند في الباكستان، وهروبه إلى الهند. اجتياح مدينة غزنة في أفغانستان.
618 هـ: تدمير مراغة. التهديد بغزو الخلافة العباسية في العراق. اجتياح همدان، ثم أردويل. اجتياح بيلقان في إيران. وقوف التتار على أبواب مدينة كنجة. اجتياح داغستان، ثم الشيشان. احتلال الجنوب الغربي من روسيا.
619 هـ: احتلال التتار للأراضي الواقعة بين الصين والعراق.
620 هـ: هزيمة التتار من البلغار الروس. محاربة المسلمين للكرج، وحدوث المجزرة بين الطرفين، والتي انتهت بالصلح. ظهور غياث الدين بن خوارزم في شمال فارس، وسيطرته على إقليم فارس بعد هزيمة التتار من الروس، وسيطرته على إقليم كرمان جنوب إيران.
621 هـ: حدوث الحرب بين غياث الدين بن خوارزم، وسعد الدين بن دكلا، والتي انتهت بتقسيم فارس بينهما.
622 هـ: عودة جلال الدين من الهند، وتحالفه مع سعد الدين ضد أخيه غياث الدين، وسيطرته على فارس، ثم غزوه للبصرة وتهديده لبغداد. استغاثة الخليفة العباسي بالتتار. سيطرة جلال الدين على أذربيجان والكرج. حدوث صلح مؤقت بين الأخوين جلال الدين وغياث الدين. وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله.
623 هـ: وفاة الخليفة الظاهر بالله، وولاية المستنصر بالله.
624هـ: وفاة جينكيزخان، وتولي أوكيتاي على التتار، والذي أوقف الحرب مؤقتاً على بلاد المسلمين حتى ينظم الأوضاع على الصين.
626 هـ: تسليم الأمراء الايوببيون في الشام بيت المقدس صلحاً للصليبين. 628 هـ: الهجوم التتري الثاني على بلاد المسلمين بقيادة شورماجان. هزيمة جلال الدين في إقليم فارس من قبل التتار، وهروبه إلى أرض الجزيرة شمال العراق، ومقتله على يد فلاح كردي.
629 هـ: التتار يعيدون احتلال فارس، وأذربيجان. إيقاف شورماجان التوسع إلى حين تثبيت أقدامه في البلاد الإسلامية.
634 هـ: عودة التوسع التتري بقيادة شورماجان، ثم احتلال أرمينيا، والكرج، والشيشان، وداغستان. 635 هـ: بدء حملة منظمة بقيادة باتو لاحتلال روسيا. 636 هـ: تدمير موسكو، وسقوط روسيا بالكامل.
638 هـ: احتلال أوكرنيا، وتدمير العاصمة كييف.
639 هـ: احتلال بولندا بقيادة بايدر. هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا من التتار غرب بولندا. احتلال باتو للمجر بعد سحق جيشها. هزيمة الجيوش الألمانية المتحدة مع جيش بولندا. احتلال بايدر لسلوفاكيا بالكامل. ثم احتلال كرواتيا، والوصول إلى البحر الأدرياتي.
640 هـ: وفاة الخليفة العباسي المستنصر بالله، وولاية المعتصم بالله.
634 هـ: سفارة البابا إنوست الرابع إلى كيوك خان التتار بغرض الاتحاد ضد المسلمين.
645 هـ: سفارة البابا إنوست الرابع إلى بيجو قائد القوات التترية في منطقة فارس. 646 هـ: سفارة لويس التاسع ملك فرنسا إلى كيوك خان التتار.
647 هـ: احتلال لويس التاسع لدمياط في مصر.
648 هـ: موقعة المنصورة وانتصار المسلمين على الفرنسيين.
649 هـ: ولاية منكوخان على التتار، وبدء الإعداد لإسقاط الخلافة العباسيّة. 650 هـ: اجتياح إقليم الجزيرة في شمال العراق.
651 هـ: سفارة صليبية من لويس التاسع ملك فرنسا إلى منكوخان. 654 هـ: اكتمال الإعداد التتري لغزو العراق.
655 هـ: حشد الجيوش التترية من الصين، وفارس، وروسيا، وأوروبا، وأرمينيا، والكرج.
656 هـ: حصار بغداد ثم اجتياحها، وقتل آخر خلفاء بني العباس في بغداد. إسقاط الخلافة الإسلامية لأول مرة في التاريخ. بدء الكامل محمد الأيوبي الجهاد في ميافارقين وحصارها. اختلاف هولاكو والناصر يوسف الأيوبي. 657 هـ: بدء اجتياح الشام، ثم احتلال نصيبين ثم احتلال البيرة، ثم حصار حلب.
658 هـ: قتل الكامل محمد الأيوبي، وسقوط حلب. احتلال دمشق، ثم احتلال غزة. تهديد التتار لمصر. أخذ قطز قرار الحرب. خروج الجيش المسلم من مصر إلى غزة. انتصار الظاهر بيبرس على التتار في غزة. انتصار قطز في عين جالوت. تحرير دمشق، وحلب، وبقية الشام. توحيد مصر والشام. واقعة عين جالوت قام السلطان قطز بالتوجه إلى بلاد الشام، ومعه جيش كبير في أوائل رمضان سنة
658هـ، وكان هدفه أن يقابل المغول في أرض الشام، ولا يتنظر ذهابهم إلى مصر، حتى يستطيع بذلك انتهاز الفرصة والبدء بمقاتلة المغول، وحتى يتسنى له مقاتلتهم خارج مصر، ولا يعرضها للتدمير والتخريب، وقد انضمت إلى جيشه المصري الكتائب الشامية التي كانت فارة من المغول، ومتجهة إلى مصر، وعندما وصلت الجيوش إلى غزة أجبرت المغول على تركها ودخلها الأمير بيبرس مع فرسانه، مما أضطر المغول إلى إخلاء جنوب الشام، ثم أكملت الجيوش طريقها من غزة متجهةً إلى عين جالوت حيث دارت المعركة الفاصلة هناك بين الجيش الإسلامي والمغول سنة
658هـ في 25 رمضان، وانتهت بانتصار جيش المسلمين، واعتبرت موقعة عين جالوت من أهم المواقع الفاصلة في التاريخ؛ لأنّها منعت المغول من التوغّل في مصر، وبالتالي دخولهم السودان، وبلاد المغرب، والأندلس، وأوروبا.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى