مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

العراق تحت حكم صدام حسين

اذهب الى الأسفل

 العراق تحت حكم صدام حسين Empty العراق تحت حكم صدام حسين

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين أبريل 08, 2019 1:58 am

العراق تحت حكم صدام حسين
العراق عبر العصور
تأليف : طارق فتحي
كان من الامور المسلم بها انه بعد تخلي البكر عن الرئاسة، فان صدام سيخلفه. وعلى اية حال فان الخلافة لم تمر دون تعقيدات. وقد يكوم اكثر عاملين معقدين هما قرار الرئيس المصري انور السادات لتوقيع السلام مع اسرائيل وعرض الرئيس السوري حافظ الاسد لقيام وحدة سياسية اقتصادية مع العراق.
كان هذان الحدثان مرتبطين. فقد كانت الوحدة العربية من اهداف حزب البعث في كل من سوريا والعراق والتي ظل يسعى لتحقيقها، ولكن الاسد لم يدع الى هذه الوحدة الا بعد قيام التقارب بين مصر واسرائيل في 1977 .
كانت المباحثات الاولية تبشر بالخير. ولقد آلت المحادثات في تشرين ثاني 1978 الى توقيع "ميثاق العمل القومي المشترك"، والذي يعلن فيه نية البلدين في اقامة وحدة عسكرية. في 1979 توضح ان الهدف النهائي هو اقامة وحدة سياسية. تعاون الاسد والبكر مع باقي القادة العرب في اتخاذ موقف ثابت ضد السادات.
وفي اذار 1979 وعندما وقع السادات معاهدة سلام مع اسرائيل، كانت مباحثات الوحدة السورية العراقية قد تباطأت. كان اكثر العوائق حول دولة الوحدة هو هل ستكون القيادة عراقية ام سورية. وتدهورت بعدها العلاقة بين القطرين.
في 16 تموز 1979 في ليلة الاحتفال بذكرى ثورة 1968 ، اعلن البكر استقالته رسميا. وتم فورا اعلان صدام خلفا له. واعلن في 28 تموز عن الكشف عن مؤامرة لقلب نظام الحكم. سبق هذا الاعلان في 12 تموزحيث تم توقيف محي عبدالحسين المشهدي سكرتير مجلس قيادة الثورة.
وقد اعترف المشهدي علنا بانه وعدد من القادة البعثيين، بضمنهم اربعة اعضاء في مجلس قيادة الثورة بالتآمر لقلب نظام الحكم. وقد
ادعي ان حكومة سوريا كانت قد وفرت الاموال اللازمة للقيام باعمالهم. وقد انشات محكمة خاصة واعدم 22 متآمرا وعدد آخر حكم عليه باحكام في السجن . ولقد وضعت هذه التطورات نهاية لخطط الوحدة مع سوريا.

الحرب الايرانية العراقية
ازدادت العلاقات مع ايران سوءا بعد الثورة التي اطاحت بالشاه في عام 1979 . ولقد اعترف العراق بحكومة الثورة الاسلامية الشيعية في ايران ولكن القادة الايرانيون لم يكن حكم البعث يعنيهم، والذي نظروا اليه بعين الاستصغار على انه علماني. اعلن الخميني القائد الروحي للثورة الايرانية سياسة "تصدير الثورة"، وكان العراق في اول القائمة التي تضم الدول المنوي الاطاحة بانظمتها وابدالها بنظام اسلامي شبيه بالنظام الموجود في ايران. اضافة الى ان ايران لا تزال تحتل ثلاثة مساحات صغيرة من الارض على امتداد الحدود العراقية الايرانية والتي كان ينبغي ان تعود الى العراق حسب معاهدة 1975 .
كانت المناوشات الحدودية تحدث باستمرار في 1979 و 1980 . وفي 17 ايلول 1980 اعلن صدام بانه لا يلتزم بمعاهدة 1975 لان ايران قد خرقتها. وفي 21 – 22 ايلول 1980 قامت القطعات العراقية بغزو ايران؛ وقام العراق بنفس الوقت بقصف القواعد الجوية الايرانية واهداف استراتيجية اخرى.
وفي 28 ايلول دعا مجلس الامن لوقف اطلاق النار وطلب من كل من العراق وايران ان " يلجأوا الى الوسائل السلمية لحل خلافاتهما". فرد صدام حسين قائلا ان العراق يقبل بوقف اطلاق النار في حالة التزام ايران بذلك ايضا. وكان رد ايران سلبيا. وتمت محاولات اخرى في 1980 و 1981 ولكنها رفضت من قبل ايران
. وهكذا استمرت الحرب وفي السنوات التي تلت امتدت الى منطقة الخليج ادت الى التدخل الاجنبي. وسميت على اثر ذلك بحرب الخليج.اوقف التقدم العراقي داخل ايران في تشرين الثاني 1980 . واعقب ذلك حالة من التوتر والشد التي استمرت لغاية ايلول 1981 عندما بدات ايران بسلسلة من العمليات الهجومية الناجحة. وفي آيار 1982 كان العراقيون قد طردوا عن معظم الاراضي التي احتلوها.
وبدأت القوات الايرانية تتغلغل الى محافظة البصرة. وخلال 1983 – 86 احتلوا جزيرة مجنون وهددوا مدينة البصرة، واحتلوا شبه جزيرة الفاو.
اما في المحافظات الشمالية الشرقية فقد هددت القوات الايرانية االمنطقة الممتدة من كركوك وحتى الحدود التركية بتغلغلها الى مدينة حاج عمران وحلبجة بالتعاون مع الاكراد العراقيين. ولقد واجهوا مقاومة شديدة في الشمال. والحقت القوات العراقية
خسائر كبيرة بالايرانيين والاكراد. واوقف الهجوم الايراني على البصرة وتكبد الطرفان خسائر كبيرة .
وقابل العراق ماسمي بحرب الناقلات بقصف منصات تحميل الوقود في الخليج، وخاصة في جزيرة خرج. وبقي احتلال ايران لجزيرة مجنون وشبه جزيرة الفاو وتهديدها للبصرة يشكل هاجسا كبيرا للعراق.
في عام 1987 اصبحت كفة المعادلة في صالح العراق. حصل العراق على اسلحة اضافية من فرنسا والاتحاد السوفيتي مما حسن موقفه العسمكري بشكل ملحوظ، وطور العلاقات مع الاتحاد السوفيتي والاقطار الغربية وبالذات الولايات المتحدة الامريكية؛ واعيدت العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية في 1984 .
وفي عام 1987وافقت امريكيا على رفع العلم الامريكي على 11 ناقلة كويتية وحمايتها في المياه الدولية من خلال مضيق هرمز. وحمت كل من بريطانيا وفرنسا ناقلات تحمل اعلامهما.
وقد ساندت الولايات المتحدة العراق سياسيا في الامم المتحدة وعسكريا بتامين معلومات عن التحركات الايرانية في منطقة الخليج بالرغم من حادثة المدمرة ستارك التي هوجمت دونما قصد من قبل القاصفات العراقية في 17 أيار 1987 .
وفي تشرين اول 1987 ونيسان 1988 هاجمت القوات الامريكية السفن الايرانية ومنصات تحميل النفط.
في 20 تموز 1987 اقر مجلس الامن بالاجماع القرار 598 والذي يحث كلا من العراق وايران لقبول وقف اطلاق النار، وسحب قواتهما الى الحدود الدولية المعترف بها وتسوية خلافاتهما الحدودية بالتفاوض تحت رعاية الامم المتحدة. وافق العرلق على الالتزام بشروط القرار اذا ما التزمت ايران به.
ولم تقبل ايران او ترفض القرار بل طلبت ادخال تعديلات عليه بادانة العراق على انه الطرف المعتدي في الحرب والدعوة الى مغادرة الاساطيل الاجنبية الخليج.
واستمرت العمليات العسكرية في الخليج واستعاد العراق شبه جزيرة الفاو ومنطقة الشلامجة ومجنون.
اصبح واضحا ان موقف ايران العسكري في الخليج قد اصبح متعذرا. وخوفا من ثورة داخلية اشار القادة الايرانيون على الخميني بضرورة قبول بوقف اطلاق النار
من اجل المحافظة على النظام من الانهيار. واعلنت ايران موافقتها الرسمية على القرار 598 في 20 آب 1988 .
عندما التقى وزيرا خارجية العراق وايران في جنيف للمرة الاولى في آب 1988 وبعد ذلك في 1989 لم يحصل اي تقدم في كيفية تطبيق القرار 598 . طلب العراق تبادل كامل للاسرى كخطوة اولى، في الوقت الذي اصرت ايران على انسحاب القوات العراقية من ايران يجب ان يسبق تبادل الاسرى. لم يتفق العراق وايران لحد 1990 حين اتفق الطرفان اخيرا لتسوية خلافاتهما على اساس معاهدة 1975 وتنفيذ بنود قرار الامم المتحدة 598 .

حرب الخليج وافرازاتها
اعيد في عام 1990 احياء النزاع القديم على الارض مع الكويت، الحليف في الحرب مع ايران، حيث ادعى العراق ان زيادة انتاج الكويت من النفط كان يؤدي الى انخفاض اسعار النفط الخام مما يعمل على تخريب الاقتصاد العراقي. وغزت القطعات العراقية الكويت في 2 آب واحتلت البلاد بسرعة. اصدر مجلس الامن سلسلة من القرارات ادان الاحتلال، وفرض حصارا تجاريا واسعا على العراق، مطالبا العراق بالانسحاب غير المشروط في 15 كانون ثاني 1991 .
ولما لم يستجب العراق، بدا التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية في كانون الثاني 1991 قصفا جويا مركزا على الاهداف العسكرية والبنى التحتية في العراق والكويت. كانت نتيجة حرب الخليج كارثية على العراق الذي اخرج من الكويت في غضون ستة اسابيع. وغزت قوات التحالف جنوب العراق، وقتل عشرات الالاف من العراقيين. ودمر الكثير من العجلات المدرعة وقطع الدفعية العراقية، وخربت منشآته للاسلحة الكيمياوية والنووية.
وافق العراق في نيسان على شروط الامم المتحدة لوقف اطلاق النار الكامل وانسحبت قوات التحالف من جنوب العراق حين دخلت قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لمراقبة وحفظ الامن في منطقة الحدود العراقية الكويتية. وفي هذه الاثناء استخم صدام حسين مابقي من قوته العسكرية لمواجهة الثوار الشيعة في الجنوب والاكراد في الشمال.
فر مئات الالاف من الاكراد ولجأوا الى تركية وايران، وتم انزال قطعات امريكية وبريطانية وفرنسية في المنطقة الحدودية لشمال العراق لتاسيس منطقة معزولة ومعسكرات للاجئين لحماية حوالي 60000آخرين من الاكراد من انتقام الحكومة العراقية. اضافة الى ذلك فان القطعات الدولية فرضت مناطق حضر الطيران في كل من المنطقتين الشمالية والجنوبية من العراق لحماية كل من الاكراد والشيعة.
واستمر حصار الامم المتحدة الاقتصادي لما بعد الحرب. وفرض مجلس الامن مطاليب قاسية من العراق من اجل رفع الحصار، بضمنها تدمير اسلحته الكيمياوية والبيولوجية، وانهاء برامجه لصنع الاسلحة النووية، وقبول المفتشين الدوليين لضمان بان هذه الشروط قد تم تنفيذها والالتزام بها. عارض العراق هذه المطاليب مدعيا ان انسحابه من الكويت هو التزام كاف.
شنت الولايات المتحدة الامريكية في حزيران 1993 هجوما بصواريخ كروز، قوبل بانتقاد واسع لما اشيع عن تخطيط العراق لاغتيال الرئيس الامريكي جورج بوش. في تشرين ثاني 1994 اصدر صدام مرسوما اعترف بموجبه بسيادة الكويت واستقلالها السياسي ووحدة اراضيها. وانهى هذا المرسوم ادعاء العراق بحقه في الكويت كمحافظة تابعة له.
استمرت جهود العراق في 1994 لسحق المقاومة الداخلية بحصار اقتصادي على الشمال الذي يقطنه الاكراد، وبحملات عسكرية ضد المتمردين الشيعة في اهوار الجنوب. تم سحق المتمردين الشيعة بسرعة، ولكن الازمة في المنطقة الكردية والتي عانت طويلا من المنافسة الداخلية دامت مدة اطول.
غالبا ما اختلف الاكراد حول حقوق الارض، وحيث ان امنهم الاقتصادي والسياسي قد تدهور في بداية التسعينات من القرن الماضي فقد اصبح الصراع اكثر تطرفا. في اواسط التسعينات قاد الصراع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الى صدامات ادت الى حرب اهلية.
في آب 1996 طلب قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني من صدام حسين التدخل في الحرب. فارسل ما لا يقل عن 30.000 من قطعاته الى المنطقة الكردية المحمية من القوات الدولية، واحتل مدينة اربيل مقر الاتحاد الوطني الكردستاني. قررت القطعات الدولية ترك المنطقة بدلا من التدخل في النزاع بين الاكراد المتنافسين.
وسرعان ماسيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني. وردت الولايات المتحدة الامريكية الى تدخل صدام حسين باطلاق صاروخين موجهين على جنوب العراق، ولكن العراق عاد وساعد الحزب الديمقراطي الكردستاني في الشهر التالي، واحتل هذه المرة مدينة السليمانية مقر الاتحاد الوطني الكردستاني. في عام 1997 سيطر الحزب الديمقراطي الكردستاني على معظم شمال العراق.
في ايلول 1998 وقع الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني اتفاقية دعا فيها الى تاسيس حكومة مشتركة للاقليم. بالرغم من ان تنفيذ الاتفاقية كان أبطأ مما خطط له، الا انها ادت الى نهاية القتال بين المجموعتين.
وفي هذه الاثناء استمرت الازمة الاقتصادية تتفاقم في 1995 و 1996 . كانت الاسعار مرتفعة، وتفشى العجز في الغذاء والدواء، وان سعر تصريف الدينار في سوق تصريف العملة الحر ( غير الرسمي) قد تدهور. وبالرغم من استمرار الحصار فان مجلس الامن صوت بالاجماع في نيسان 1995 على السماح للعراق لبيع كميات محدودة من النفط لمواجهة احتياجاته الانسانية الملحة.
رفض العراق الخطة في البداية ثم قبلها في 1996 ؛ وبدأ بتصدير النفط في نهاية تلك السنة. وفي عام 1998 زادت الامم المتحدة كميات النفط المسموح للعراق ببيعها،ولكن العراق لم يستطع الاستفادة من هذه الزيادة الى الحد الاقصى لتردي قابليته على الانتاج بسبب الحصار.
اوشك تدخل صدام حسين في عمل المفتشين ان يدخل العراق في ازمة عسكرية اخرى في بداية 1998 . على اية حال قام الامين العام كوفي عنان بالتفاوض لتوقيع اتفاق يؤمن انصياع العراق وتجنب الضربة العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. في كانون اول من تلك السنة وفي تقرير يفيد ان العراق لا زال يمنع المفتشين قامت كل من الولايات المتحدة وبريطانية بسلسلة هجمات وضربات جوية استمرت اربعة ايام على اهداف عسكرية وصناعية.
وكرد فعل لذلك اعلن العراق بانه سوف لن يتعاون مع فرق التفتيش، وطالب بانهاء الحصار، وهدد بالرمي على الطائرات التي تقوم باعمال الدورية في مناطق حضر الطيران. واستمر العراق على طول عام 2001 بتحدي الدوريات والطائرات الامريكية والبريطانية. واستمرت الطائرات تقصف قواعد ومواقع الصواريخ واهداف اخرى .

طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى