مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* السحر في القرآن والسنة النبوية - سحر : المحبة - التهيج - الخوف - التفريق .

اذهب الى الأسفل

* السحر في القرآن والسنة النبوية - سحر : المحبة - التهيج - الخوف - التفريق . Empty * السحر في القرآن والسنة النبوية - سحر : المحبة - التهيج - الخوف - التفريق .

مُساهمة  طارق فتحي السبت أبريل 06, 2019 7:46 pm

السحر في القرآن والسنة النبوية
جمع وتأليف : طارق فتحي
تعريف الرقية
قال صاحب لسان العرب : والرُّقيْة: العُوذة ، معروفة؛ قال رؤْبة: فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانها، ولا رُقْيةٍ إلا بها رَقَياني والجمع رُقىً. وتقول: اسْتَرْقَيْتُه فرَقاني رُقيْة، فهو راقٍ، وقد رَقَاه رَقْياً ورُقِيّاً. ورجلٌ رَقَّاءٌ: صاحبُ رُقىً. يقال: رَقَى الراقي رُقْيةً ورُقِيّاً إذا عَوَّذَ ونَفَثَ في عُوذَتِه، والمَرْقِيُّ يَسْتَرْقي، وهم الراقُونَ؛ قال النابغة: تَناذَرَها الرَّاقُونَ مِن سُوءِ سَمِّها وقول الراجز:
لقد عَلِمْت، والأَجَلِّ الباقي أَنْ لَنْ يَرُدَّ القَدَرَ الرواقي
قال ابن الأَثير:الرُّقْية العُوذة التي يُرْقى بها صاحبُ الآفةِ كالحُمَّى والصَّرَع وغير ذلك
وجاء في مختار الصحاح : و الرُّقْيَةُ العوذة والجمع رقى و اسْتَرْقاهُ فَرَقَاهُ يرقيه رُقْيَةً بالضم فهو رَاقٍ

الرقية في السنة النبوية
وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تحث عليها وتبين حكمها ومن هذه الأحاديث :
روى ابن ماجة والطبراني عَنْ أَبِي خزَامَةَ قَال:َ ﴿سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّه﴾ِ.
روى مسلم عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: كَانَ لِي خَالٌ يَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ. فَنَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَىَ. قَالَ فَأَتَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. وَأَنَا أَرْقِي مِنَ الْعَقْرَبِ . فَقَالَ "مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ. قَالَ: نَهَىَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرّقَفىَ. فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ إِلَىَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّهُ كَانَتْ عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نَرْقِي بِهَا مِنَ الْعَقْرَبِ. وَإِنّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرّقَىَ. قَالَ: فَعَرَضُوهَا عَلَيْهِ. فَقَالَ: "مَا أَرَىَ بَأْساً. مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ
وروى مسلم عَنْ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرّقْيَةِ؟ فَقَالَتْ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ، فِي الرّقْيَةِ، مِنْ كُلّ ذِي حُمَةٍ
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اشْتَكَىَ الإِنْسَانُ الشّيْءَ مِنْهُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ. قَالَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا. وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمّ رَفَعَهَا "بِاسْمِ اللّهِ. تُرْبَةُ أَرْضِنَا. بِرِيقَةِ بَعْضِنَا. لِيُشْفَىَ بِهِ سَقِيمُنَا. بِإِذْنِ رَبّنَا".
وروى مسلم عَنْ عَائِشَةَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُهَا أَنْ تَسْتَرْقِي مِنَ الْعَيْنِ.
وروى مسلم عنْ أَنَسٍ. قَالَ: رَخّصَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الرّقْيَةِ مِنَ الْعَيْنِ، وَالْحُمَةِ، وَالنّمْلَةِ
وروى مسلم عَنْ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِجَارَيَةٍ، فِي بَيْتِ أُمّ سَلَمَةَ، زَوْجِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، رَأَىَ بِوَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ " بِهَا نَظْرَةٌ. فَاسْتَرْقُوا لَهَا" يَعْنِي بِوَجْهِهَا صُفْرَةً
وروى مسلم عن أَبُي الزّبَيْرِ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يَقُولُ: رَخّصَ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لاَِلِ حَزْمٍ فِي رُقْيَةِ الْحَيّةِ. وَقَالَ لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ: "مَا لِي أَرَىَ أَجْسَامَ بَنِي أَخِي ضَارِعَةً تُصِيبُهُمُ الْحَاجَةُ" قَالَتْ: لاَ. وَلَكِنِ الْعَيْنُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمْ. قَالَ: "ارْقِيهِمْ" قَالَتْ: فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ. فَقَالَ: "ارْقِيهِمْ

وفي سنن الترمذي عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى آبِي اللَّحْمِ قَال:َ شَهِدْتُ خَيْبَرَ مَعَ سَادَتِي فَكَلَّمُوا فِيَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَلَّمُوهُ أَنِّي مَمْلُوكٌ قَالَ فَأَمَرَ بِي فَقُلِّدْتُ السَّيْفَ فَإِذَا أَنَا أَجُرُّهُ فَأَمَرَ لِي بِشَيْءٍ مِنْ خُرْثِيِّ الْمَتَاعِ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِ رُقْيَةً كُنْتُ أَرْقِي بِهَا الْمَجَانِينَ فَأَمَرَنِي بِطَرْحِ بَعْضِهَا وَحَبْسِ بَعْضِهَا.

السحر وما يتعلق به
السحر في القرآن الكريم والسنة النبوية
الآيات التي ذكرت السحر والسحرة
لقد جاء ذكر السحر في القرآن الكريم في مواضع كثيرة مبينة وجود السحر وحقيقة السحر لذا لا ينبغي لمسلم أن ينكر السحر وحقيقته فهو موجود وإليك أخي المسلم الآيات التي جاءت تذكر السحر والسحرة :

(وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (البقرة:102)
(فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس:81)
(قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ) (يونس:77)
(وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) (طـه:69)
(قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى) (طـه:71)
(إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طـه:73)
(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (الانبياء:3)
(قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) (الشعراء:49)
(وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) (لأعراف:113)
(وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) (لأعراف:120)
(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ) (يونس:80)
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى) (طـه:70)
(فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ) (الشعراء:38)
(لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ) (الشعراء:40)
(فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لَأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ) (الشعراء:41)
(وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) (يونس:79)

ذكر السحر في الحديث الشريف
روى البخاري ومسلم عن عائشة قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: (أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي، أتاني رجلان: فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذروان). فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع، فقال لعائشة حين رجع: (نخلها كأنه رؤوس الشياطين). فقلت: استخرجته؟ فقال: (لا، أما أنا فقد شفاني الله، وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا). ثم دفنت البئر.
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات
روى أبو داوود بإسناد حسن وابن ماجة وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر؛ زاد ما زاد
روى الطبراني عن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير ولا من تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له
روى أحمد عن عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة صاحب خمس مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع رحم ولا كاهن ولا منان.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافاً أو ساحراً أو كاهناً فسأله فصدقه بما يقول،فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه البزار ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة بن يريم وهو ثقة.
السؤال :
ما حكم الذهاب إلى السحرة لِحَـلّ السحر ؟ وهل في المسـألة خلاف ؟
الجواب :
في المسألة خلاف ، قال ابن بطال رحمه الله في : "شرح صحيح البخاري" (9/445) : "واختلف السلف هل يسأل الساحر عن حل السحر عن المسحور ؟ فأجازه سعيد بن المسيّب على ما ذكره البخاري ، وكرهه الحسن البصري وقال : (لا يَعْلم ذلك إلا ساحر ـ ولا يجوز إتيان الساحر)" أ.ه
وبالجواز جزم جماعة ، ومنهم الطبري وابن حجر رحمهما الله ، يقول ابن بطال
رحمه الله في : "شرح صحيح البخاري" (9/445) : "قال الطبري : وليس ذلك عندي سواء؛ وذلك أن مسألة الساحر عقد السحر مسألة منه أن يضر من لا يحل ضرره وذلك حرام . وحل السحر عن المسحور نفع له ، وقد أَذِن الله لذوي العلل في العلاج من غير حصر معالجتهم منها على صفة دون صفة ، فسواء كان المعالج مسلماً تقياً أو مشركاً ساحراً ـ بعد أن يكون الذي يتعالج به غير مُحرَّم ـ ، وقد أذن النبي ـ عليه السلام ـ في التعالج وأمر به أمته فقال : "إن الله لم ينـزل داء إلا وأنزل له شفاء ، عَلِمه مَنْ عَلِمه ، وجَهِله مَنْ جَهِله" . فسواء كان علم ذلك وحله عند ساحر أو غير ساحر ، وأما معنى نـهيه عليه السلام عن إتيان السحرة : فإنما ذلك على التصديق لهم فيما يقولون على علم من أتاهم بأنـهم سحرة أو كهان ، فأما من أتاهم لغير ذلك ـ وهو عالم به وبحاله ـ فليس بمنهيّ عنه عن إتيانه"أ.هـ . وقال الحافظ رحمه الله في : "فتح الباري" (1/244) : "وهذا هو المعتمد ـ أي: القول بالجواز ـ ، ويجاب عن الحديث والأثر بأن قوله : ( النشرة من عمل الشيطان ) إشارة إلى أصلها ، ويختلف الحكم بالقصد ، فمن قصد بـها خيراً كان خيراً ، وإلا فهو شر" أ. هـ المراد.
وظاهر كلام ابن عبدالبر رحمه الله في : "التمهيد" (6/243فما بعد) ، والموفق ابن قدامة رحمه الله في : "المغني" (12/305) : يَدُلُّ عليه. وقال البخاري رحمه الله في : "صحيحه" : "باب: هل يَسْتخرجُ السِّحْر؟ . وقال قتادة : قلت لسعيد بن المسيب : ( رجل به طبٌّ ـ أو يؤخَّذ عن امرأته ـ أيحلُّ عنه أو يُنشّر ؟. قال : لا بأس به ؛ إنما يريدون به الإصلاح . فأما ما ينفع فلم يُنْهَ عنه )" . قال الحافظ في : "الفتح" (10/244) : " قوله (باب : هل يَسْتخرج السحر؟) كذا أورد الترجمة بالاستفهام إشارة إلى الاختلاف ، وصَدّر بما نقله عن سعيد بن المسيب من الجواز : إشارة إلى ترجيحه . قوله : (وقال قتادة : قلت لسعيد بن المسيب الخ) وَصَلَه أبو بكر الأثرم في : (كتاب السنن) من طريق أبان العطار عن قتادة" أ. هـ. وسند الأثرم رحمه الله ذكره ابن عبدالبر رحمه الله في : "التمهيد" (60/244) بقوله : "قال الأثرم : حدثنا حفص بن عمر النمري ، قال حدثنا هشام ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب : في الرجل يؤخذ عن امرأته فليتمه من يداويه، قال : إنما نـهى الله عما يضر، ولم يَنْه عما ينفع" أ.هـ . وهو طريق آخر للأثر، وقد أشار الحافظ في : "الفتح" (10/244) إلى ذلك ، وصَحَّح إسناده في : "تغليق التعليق" (5/49) .
وإلى الجواز مال الإمام أحمد رحمه الله ، قال المرداوي رحمه الله في : "تصحيح الفروع" (6/178) "قال في : "المغني" و"الشرح" : تَوَقَّف أحمد في الحِلّ ـ وهو إلى الجواز أَمْيَل"أ.هـ المراد . واختلف الأصحاب في ذلك على وجهين ، أطلقهما في : "الفروع"(6/178) بقوله : "وتوقّف الإمام أحمد في الحَلّ بسحرٍ ، وفيه وجهان" أ.هـ إلا أن المعتمد عندهم الجواز للضرورة ، قال في : "الإقناع" (4/301) : "ولا بأس بحل السحر بشيء من القرآن والذكر والأقسام والكلام المباح. وإن كان بشيء من السحر : فقد تَوقَّف فيه أحمد، والمذهب جوازه ضرورة" أ.هـ . وقال في : "منتهى الإرادات" (5/175) : "ويجوز الحَلّ بسحرٍ ضرورة"أ.هـ. (أي : لأجل الضرورة) قاله البهوتي رحمه الله في : "شرح منتهى الإرادات" (3/405) وفي : "إرشاد أولي النُّهى"(2/1353) .
وبالجملة : فإن عموم حديث : "هي من عمل الشيطان" ـ أي : النشرة ـ ، وحديث : "ليس منا من تَطيَّر أو تُطيِّر له ، أو تَكهَّن أو تُكُهِّنَ له ، أو سَحَر أو سُحِر له . ومن أتى كاهناً فصدَّقه بما يقول : فقد كفر بما أُنْزِل على محمد r " : يدل على عدم جواز ذلك ، وبه جزم محققون ، ومنهم : ابن القيم رحمه الله (كما في : "فتح المجيد" (2/502) حيث قال: "النَّشرة : حَلّ السحر عن المسحور ، وهي نوعان :
ـ أحدهما : حَلّ بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان . وعليه يُحمل قول الحسن ـ فيَتَقَرَّب النَّاشر والمُنْتشر إلى الشطان بما يُحِبّ ، فيبطل عمله عن المسحور .
ـ والثاني : النشرة بالرُّقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة ، فهذا جائز" أ.هـ.
تَـتِمـَّة :
حديث : "هي من عمل الشيطان" : أخرجه الإمام أحمد في : "المسند" (3/294) وأبو داود في : "السنن" (رقم : 3868) من حديث جابر أن الرسول r سُئل عن النشرة ؟ فقال : "هي من عمل الشيطان" صححه الحاكم في : "المستدرك" (4/418) ووافقه الذهبي لكن من حديث أنس ؛ وقال ابن مفلح في : "الآداب الشرعية" (3/73) : "إسناده جيد" ، وقال الحافظ في : "الفتح" (10/233) : "إسناده حسن" .
وحديث : "ليس منا من تطير …" : أخرجه البزار في : "المسند" (رقم:3044) من حديث عمران بن حصين y . قال عنه المنذري في : "الترغيب والترهيب" (4/33) : "إسناده جيد" . (والله أعلم) .
المصدر
صالح بن محمد بن حسن الأسمري

* سحر : المحبة - التهيج - الخوف - التفريق - الربط وانواعه
ســـحر المحبـــة ( التـــولة )
أخرج أبي داود وأحمد من حديث عبدالله ابن مسعود أنه قال:" سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ " ، والسبب في عمل هذا النوع من السحر أنه ربما تجد المرأة
من زوجها شيئا من الصدود ، فتشتكي إلى إحدى أخواتها أو صديقاتها أو أمها فتشير عليها أن تذهب إلى الساحر الفلاني ليعمل لها عملا يجعل زوجها خاتما بأصبعها ، ولا تعلم هذه المرأة أنها تخسر آخرتها من أجل
دنياها بذهابها إلى الساحر.
يقول الله تعالى : } وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الاَخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ{ ويقول:} بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىَ
{ ، ولا تعلم هذه المرأة أن الساحر سوف يرسل على زوجها من الشياطين الكفرة يتلبسونه ويصدونه عن الصلاة والذكر والذهاب إلى المساجد }وَمَنْ أَظْلَمُ مِمّنْ مّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
وَسَعَىَ فِي خَرَابِهَآ أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلاّ خَآئِفِينَ لّهُمْ فِي الدّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الاَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ [البقرة:114]،
وقد تؤذيه شياطين السحر في عقله وبدنه بأمراض شتى ، يصيبونه بالصداع والسهر والضيق في الصدر، وقد يمكر الله بها بتسلط شياطين السحر عليها، وربما انعكس سحرها عليها بسبب خطأ في عمل السحر
فتخسر دنياها وأخرتها إلا أن يتداركها الله برحمة من عنده.
ولو أن هذه المرأة تحببت إلى زوجها بالطيب من الكلام وبحسن الخلق لكسبت محبته ومودته ولفازت بالأجر والمثوبة من عند الله ولانقاد لها زوجها محبا مطيعا ،
يقول صلى الله عليه وسلم: إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا ، ويقول الكميت :
أعراض سحر المحبة :
يذكر صاحب كتاب الصارم البتار أن من أعراض سحر المحبة ما يلي :
الشغف والمحبة الزائدتان.
الرغبة الشديدة في كثرة الجماع .
عدم الصبر عنها .
التلهف الشديد لرؤيتها.
طاعته لها طاعة عمياء.أ.هـ.
هذه الفقرة من كتاب الصارم البتار في التصدي للسحرة الأشرار 138
والذي أظنه والله أعلم أنه قد تكون مثل هذه المحبة محبة فطرية وليست بسبب السحر والشياطين ، فلا يشك من يقرأ هذه السطور أنه مسحور بسحر المحبة . يقول قيس بن الملوح :

ســــحر التهيـــــج
ما أظن أن أحد يعمل هذا النوع من السحر وفي قلبه ذرة من إيمان ، حيث أنه يجمع بين السحر وطلب الفاحشة والعياذ بالله وتهيج قلب المسحور وصرفه عن ذكر الله سبحانه وتعالى .
يذكر ابن قيم الجوزية في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين في الباب الثامن والعشرون " فيمن آثر عاجل العقوبة والآلام على لذة الوصال الحرام " قصة لهذا النوع من السحر
فيقول : قال جابر بن نوح : كنت بالمدينة جالسا عند رجل في حاجة فمر بنا شيخ حسن الوجه حسن الثياب ، فقام إليه ذلك الرجل فسلم عليه وقال: يا أبا محمد اسأل الله أن يعظم أجرك ،
وأن يربط على قلبك بالصبر ، فقال الشيخ :
وكان يميني في الوغى ومسـاعدي فأصبحتُ قد خانت يميني ذراعها
وقد صرت حيرانا من الثكل باهتا أخـا كلف ضاقت على رباعها
فقال له الرجل أبشر فإن الصبر مُعول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك ، فقلت له من هذا الشيخ ؟ فقال رجل منا من الأنصار فقلت وما قصته ؟
قال : أصيب بابنه وكان به بارا قد كفاه جميع ما يعينه ، ومنيته عجب ، قلت : وما كانت ؟ قال : أحبته امرأة فأرسلت إليه تشكوا حبه وتسأله الزيارة وكان لها زوج ، فألحت عليه ،
فأفشى ذلك إلى صديق له ، فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك فوعظتها وزجرتها رجوت أن تكف عنك ، فأمسك وأرسلت إليه إما أن تزورني وإما أن أزورك فأبى ،
فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر فجعلت لها الرغائب ( العطاء الجزل ) في تهيجه ، فعملت لها في ذلك ، فبينما هو ذات ليلة مع أبيه إذ خطر ذكرها بقلبه وهاج منه أمر لم يكن يعرفه
واختلط ( فسد عقله) ، فقام مسرعا فصلى واستعاذ والأمر يشتد ، فقال يا أبه أدركني بقيد ، فقال : يا بني ما قصتك ؟ فحدثه بالقصة ، فقام وقيده وأدخله بيتا فجعل يضطرب ويخور كما يخور الثور ،
ثم هدأ فإذا هو ميت والدم يسيل من منخره أ.هـ.
يشتكي بعض من به مس من التهيج والعطف الشديد على الغير من الشباب والشابات ويعاني منه البعض منهم العناء الشديد ، فتجده دائمْ القلق فارغ الفؤاد يغدوا ويروح وبه من الوَلَهُ ما يكاد أن يُقَطِعَ نياط قلبه ،
منشغل الفكر بمن يعشق ويهوى ، شَغله الوجد والإشتياق ، يرى طيف من يحب ماثلا في مخيلته ، ويظن أنه يلحظه ويتحدث إليه.
يمثلها بالوهم فكري لناظري
وأكثر ما يُضْني النفوس افتكارها
يزداد عليه القلق والاضطراب حتى يصل به الهيام الى البكاء المرير . وليس بالضرورة أن يكون هذا الإنسان مسحوراً ، ولكن الشياطين تؤذي بعض الشباب والشابات الممسوسين بهذا الأسلوب من أجل الفتنة والوقوع
في الرذيلة ، وحتى تسيطر عليهم وتسلبهم الإرادة ما داموا منشغلين بفكرهم عن قراءة القرآن وعن كل أمر يقربهم الى الله سبحانه وتعالى . يقول أحد العشاق :
أيا معشر العشاق بالله خبروا
إذا حل عشقٌ بالفتى كيف يصنع
والتهيج الذي تعمله السحرة غالبا ما يصل بالإنسان الى أقصى درجات الاستثارة الجنسية ، ويمكن ان نقول أنه على أربعة أشكال بالنسبة للرجال وبالمثل بالنسبة للنساء .
1) تهيج على شخص معين .
2) تهيج على جميع النساء .
3) تهيج على جميع الرجال .
4) تهيج على النساء والرجال ( شذوذ جنسى ) .
وإن علاج هذا البلاء ليس بالأمر الهين ، وتختلف الحالات من شخص إلى آخر لكني أجمل العلاج في النقاط التالية :
1. الفرار من الفتننة :
إن الحب بدايته اختيارية ، وأكثر بداياته من النظرة ، فهو نظرة فابتسامة فموعد فلقاء ، فإن النظر والتفكر والتعرض للمحبة أمرٌ اختياري تتولد عنه أمور اضطرارية يحاسب عليها العبد.
عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ. رواه الترمذي .
2. تقوى الله والخوف من عقابه ورجاء ما عنده من الأجر والثواب :
يقول الله سبحانه وتعالى : }وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً{ سورة الطلاق، ويقول: } فَأَمّا مَن طَغَىَ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدّنْيَا * فَإِنّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىَ *
وَأَمّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ وَنَهَى النّفْسَ عَنِ الْهَوَىَ * فَإِنّ الْجَنّةَ هِيَ الْمَأْوَىَ { سورة النازعات ، ومن ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه ، يقول الشاعر :
3. محبة الله :
يقول سبحانه وتعالى : } وَمِنَ النّاسِ مَن يَتّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبّونَهُمْ كَحُبّ اللّهِ وَالّذِينَ آمَنُواْ أَشَدّ حُبّاً للّهِ { [البقرة:165] . عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم قَالَ ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .
رواه البخاري ، وعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ دُعَاءِ دَاوُدَ يَقُول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَالْعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ
أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ . رواه الترمذي
4. اسأل الله الثبات :
عن شَهْر بْن حَوْشَبٍ قَالَ قُلْتُ لأُمِّ سَلَمَةَ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا كَانَ أَكْثَرُ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا كَانَ عِنْدَكِ قَالَتْ كَانَ أَكْثَرُ دُعَائِهِ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ
قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَكْثَرَ دُعَاءَكَ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ قَالَ يَا أُمَّ سَلَمَةَ إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ
فَتَلا مُعَاذٌ ( رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ) رواه الترمذي.
5. لا تعتزل الناس :
فإن الاعتزال مدعاة للوسوسة وتسلط الشيطان يقول صلى الله عليه وسلم : « إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة والعامة والمسجد». رواه احمد في مسنده
6. اشغل نفسك بالمباحات :
أشغل نفسك بكل ما هو مباح حتى لا يتعبك التفكير وتَسلى عن من تحب.
7. قَبح من تحب في نفسك :
وإذا ما جال طيفه بفكرك استعذ بالله من الشيطان وتذكر مساوئه وقبائح أفعاله وتذكر نتن ريح إبطيه وما يخرج من جوفه .
8. لا تتعرض لمن تحب ، ولا تواعده ولو شق عليك ذلك .
9. لا تقرأ قصص الحب والغرام ولا شعر الغزل .
10. ابتعد عن مشاهدة المناظر المثيرة والصور الخالعة في الكتب والمجلات والتلفاز.
11. لا تستمع للغناء فإنه بريد الزنى .
12. عالج نفسك بالرقية الشرعية عند من تثق بعلمة وأمانته .
تُقرأ آيات منع التهيج وآيات السكينة والصبر والإنشراح مع آيات الرقية على من أبتلي بسحر التهيج أو تعلق قلبه بمحبة إنسان في غير ذات الله.

ســــحر الخــــوف
إذا استحوذ الشيطان على المسحور بسحر الخوف يجعله يخاف من كل شيء ، يجعله يستوحش المكان الذي هو فيه ، ويخوفه من الموت ، ويخوفه من أبيه ومن مدير عمله ، أو يخوفه من الوحدة فتجده يحتاج لمن يكون
بجواره دائما ، ويوسوس له الشيطان حتى يجعله يظن أنه مراقب من كل الناس ، ومن رجال الشرطة ، فتجده دائما في هلع وفزع وخوف وقد يخوفه الشيطان من أقرب وأحب الناس إليه ،
وتجده يفزع عند سماع أي صوت مفاجئ مثل جرس الباب والتلفون ، يخاف من المجهول أن يهجم عليه في أي وقت .
فمثل هذا يقرأ عليه مع آيات الرقية آيات السكينة والانشراح والأمن من الخوف الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن .
سحر الفشـل واليأس والفقـر:
يكون الإنسان المسحور في فشل متواصل ، فإن كان طالبا يكون كثير الرسوب وليس له القدرة على التركيز والحفظ فلا يذاكر ولا يواصل الدراسة ، وإن كان موظفا فتجده لا يعمل ولا يستقر في الوظيفة إلا الوقت اليسير
ثم يبحث عن غيرها، وتجده فاشلا في أعماله وفاشلا في زواجه وفاشلا في علاقته مع الناس ، يائسا من المستقبل يائسا من الحياة ، مبذراً لماله بل المال لا يستقر في يده ، ينفقه على أشياء تافهه ويعطيه لمـن لا يستحق له .
سحر الجنــون:
يقول الشيخ عبد الخالق العطار إذا تمركز واستقر شيطان السحر بمخ الإنسان فإن الله قد يمكنه من التعرف على خلايا المخ ووظائفها واستخدامها ، فإن كان الإنسان لا يفيق أبدا بل دائم الشرود والذهول والنسيان والعصيان ،
فهو اقتران جزئي دائم، أما في الاقتران الكلى الدائم تظهر الروح متقمصة وممثلة شخصية الهبل والخبل والجنون .. وقد يكون خادم السحر المقترن بالمسحور من طبعه الخبل وضعف الذاكره ، ومن مكونات شخصيته
أنه مجنون، وإن كان تسلط الشيطان على عقل المسحور متقطعا ؛ بأن يفيق ويعقل ويفهم ويتعامل الإنسان بشكل طبيعي أحيانا ويغيب أحيانا فهذا اقتران طارىء. أ.هـ.
يقول الشافعي :
جنونك مجنون ولست بواجدٍ طبيباً يداوي من جنونٍ جنونَ
سحر تعطيــل الزواج ( الوقف ):
في هذه الحالة يقوم خادم السحر بعمل أي شيء من شأنه عرقلة الزواج ، حيث أنه يقوم بالتشكل وعمل الأقنعة القبيحة على وجه الخاطب حتى تراه المخطوبة في أقبح صورة أو أن يجعل الخاطب يرى من المخطوبة
ما يكره من شكل أو تصرف أو يوسوس لهما بعدم التكافؤ بينها ، أو يوسوس للفتاة بطريقة أو بأخرى بأنها ليست بكرا فتخاف من الفضيحة وترفض الزواج ، أو يزهد المرأة أو الرجل عن الزواج دون سبب
وقد يرفض أهل الخاطب أو المخطوبة دون سبب منطقي ، وليس بالضرورة أن يكون خادم السحر مربوطاً في جسد المسحور ، بل قد يكون تأثيره من الخارج بالتخيل والوسوسـة .
يقرأ على المسحور آيات من حيل بينه وبين الزواج الواردة في باب تذكرة الإخوان ببعض آيات القرآن.

سحــــر التفريــق
هذا النوع من السحر هو الأكثر شيوعا بين الناس وهو الغالب استخدامه من قبل السحرة على مر الأزمان ، يقول الله تعالى : }
فَيَتَعَلّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلّمُونَ مَا يَضُرّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ
{ ، جاء في كتاب التعريفات أنه يوجد في الإنسان قوة تسمى القوة المتخيلة ، وهذه القوة هي التي تتصرف في الصورة المحسوسه والمعاني الجزئية المنتزعة منها ، وتصرفها فيها بالتركيب تارة والتفصيل أخرى
وهذه القوة إذا استعملها العقل المفكر سميت مفكرة كما أنها إذا استعملها الوهم في المحسوسات مطلقا سميت متخيلة أ.هـ.
وإن السحرة والشياطين قاتهلم الله تتسلط على هذه القوة المتخيلة في الإنسان وتستخدمها في العطف والصرف والتخيل . فكم من زوج فرق بينه وبين زوجته وكم من أخ فرق بينه وبين أخيه وأخته
وكم من ولد فرق بينه وبين والديه.
بعض أعراض ووسائل التفريق بين الزوجين:
غرس بذور الفرقة ؛ كسوء الظن وسوء الفهم .
إثارة العداوة والبغضاء بدل المحبة والوفاق.
إثارة العناد وحب الانتقام بدل العفو والصفح.
قلب معاني الأقوال والأفعال.
تجسيم وتعظيم أسباب الفرقة والخلاف.
التشكيك في نظرات وأفعال وتصرفات المسحور نفسه.
التشكيك في نظرات وتصرفات وأقوال وأفعال أحب الناس له.
يرى العدو صديقا والصديق عدوا .
يعمل بغير إدراك إلى ضد مصلحته .
عدم القدرة على التكيف مع من صرف عنه بالسحر .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى