مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* القرآن والعنف - الحديد - البعوضة - معجزة الكلام - يوم القيامة - مرج البحرين

اذهب الى الأسفل

* القرآن والعنف - الحديد - البعوضة - معجزة الكلام - يوم القيامة - مرج البحرين  Empty * القرآن والعنف - الحديد - البعوضة - معجزة الكلام - يوم القيامة - مرج البحرين

مُساهمة  طارق فتحي الأحد مايو 07, 2017 1:29 pm

القرآن.. هل يدعو للعنف والإرهاب ؟
دعونا نجيب عن بعض الادعاءات التي تقول بأن الإسلام دين العنف والقتل.. هل هذا صحيح؟ ....
يدعي المشككون أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد كتب القرآن ووضع فيه أفكاراً تدعو للعنف والقتل والارهاب. وسوف نحاول أن نرد على هذا الادعاء بشكل علمي, ونثبت أن القرآن هو أكثر كتاب يدعو للرحمة والتسامح.
إذا تأملنا آيات القرآن الكريم نجد أن اسم (الرحيم) قد تكررت في القرآن 115 مرة. وإذا تأملنا اسم (الغفور) قد تكرر 91 مرة ,بينما كلمت (منتقم) تكررت ثلاث مرات فقت في القرآن كله. وإذا دققنا النظر جيداً في آيات القرآن نكتشف مفاجأة: كلمة (العنف) لم تذكر ولا مرة واحدة في القرآن.
وقد يتفاجأ الكثيرون أن كلمة (ارهاب) لم تذكر ولا مرة يهذه الصيغة ولكن ذكرت بصيغة أخرة مرة واحدة في القرآن فقط في قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ) [التوبة :60 ].
نلاحظ أن هذه الاية الكريمة وردت أثناء الحديث عن الحرب ,ونستطيع أن نستنتج أن القرآن ذكر الإرهاب مرة واحدة فقط خلال الحديث عن العدو. ولو فتحنا أي كتاب في مجال العلوم العسكرية نجد أن عبارات مثل تخويف العدو وإعداد القوة اللازمة لمواجهه العدو والتدرب على الاستنفار... نجدها تتكرر مئات المرات.
وهذا يعني أن القرآن استخدم آية واحدة من بين 6236 آية يأمر من خلالها المسلمين بضرورة إعداد القوة اللازمة لمواجهة الاعداء, و لكن أعداء الإسلام يتركون أكثر من 6000 آية تتحدث عن الرحمة والعدل والتسامح, و يركزون على هذه الآية فقط وهذا أمر غير منطقي.
وإذا تأملنا آيات القتال الواردة في القرآن نجد أنها في معظمها تدعو للدفاع عن النفس, وهذا حق طبيعي من حقوق الانسان ولو كان الإسلام قد انتشر بحد السيف، إذاً لما وجدنا في العالم اليوم أكثر من مليار وسبع مئة مليون مسلم.
ويبقى السؤال:
إذا كان الاسلام يدعو للعنف والإرهاب, فلماذا نجد أن أكثر من 99 % من المسلمين مسالمون ولا يدعون للعنف وأقوى دليل على ذلك أنه يوجد عشرات الملايين من المسلمين في أوروبا وأمريكا وأستراليا, بالاضافة إلى مئات الملايين من المسلمين يعيشون في أندونيسيا وماليزيا والهند وتركيا... وهم أيضا مسالمون ومتسامحون؟

الإعجاز في الحديد
يقول العلماء إن الحديد تم تصنيعه قبل مليارات السنين في أعماق النجوم المتفجرة.. هل هناك إشارة قرآنية لذلك ....
إذا تلفتنا حولنا نرى للحديد أثراً في كل شيء اخترعه الإنسان في القرن العشرين. فجميع الآلات والأجهزة يدخل في تركيبها الحديد، جميع وسائط النقل ووسائل الاتصال وغيرها حتى الطعام الذي نأكله واللباس الذي نلبسه وحتى الماء الذي نشرب اليوم وغير ذلك... كل هذه الأشياء تم إعدادها بواسطة آلات صُنعت أساساً من الحديد، فما هو سرّ هذا المعدن الذي يُعتبر سيد المعادن في القرن العشرين؟
الملفت للانتباه أننا عندما ندرس جميع المعادن نجد أن للحديد خواصاً ينفرد بها وحده. فهو المعدن الوحيد الذي نستطيع أن نتحكَّم بصلابته ومتانته بحدود واسعة من خلال إضافة بعض العناصر مثل الكربون. ولكن ما الذي يعطي الحديد هذه الخواص الفريدة؟
إنها الطريقة التي تركبت فيها ذرات الحديد، فبين هذه الذرات توجد قوى عظيمة تشدّ هذه الذرات إلى بعضها ضمن مجموعات تسمى جزيئات الحديد. وعندما يضاف عنصر الكربون بنسبة ما فإن ذرات الكربون الأصغر حجماً تتوضع في أماكن محددة بين هذه الذرات لتزيد من قوى الشدّ هذه مما يزيد في مرونة المعدن ومتانته معاً.
يعتبر الحديد من أقوى المواد في الطبيعة فهو يتمتع بخصائص كثيرة تجعله المعدن الأشد والأقوى، ولذلك تعتمد حضارتنا اليوم على الحديد بشكل واسع ولولا هذا العنصر لم يتمكن البشر من صنع المركبات الفضائية والطائرات وأجهزة الاتصال .... ولم نكن لنتمتع بهذه الاختراعات... ألا يدعونا ذلك أن نحمد الله تعالى؟
ويمكن القول: في ذرات الحديد وجزئياته بأس شديد، لأن كلمة (البأس) تجمع عدة صفات كالمتانة والصلابة والمرونة، وهذه جميعها موجودة داخل الحديد. وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما يصف الحديد بأن فيه بأساً شديداً، يقول تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) [الحديد: 25]. ولكن هنالك شيء آخر في هذه الآية وهو كلمة (أنزلنا): فهل نزل الحديد فعلاً إلى الأرض؟
نحن نعلم منذ بداية خلق الكون أن العنصر الأساسي الذي نشأ في بداية الخلق هو الهيدروجين (وهو أخف العناصر في الطبيعة) ثم بدأت العناصر الأثقل بالتشكل نتيجة للاندماجات النووية والحرارة المرتفعة والطاقة الجبارة التي خلَّفها الانفجار الكبير.
تدل النيازك الساقطة من الفضاء الخارجي أن الحديد نزل من السماء منذ ملايين السنين أثناء تشكل الأرض.
وقد كان يُظن سابقاً أن الحديد الذي على الأرض نشأ من تفاعلات تمت على الأرض. ولكن أحد الباحثين قاس كمية الطاقة اللازمة لتشكل الحديد فوجدها كبيرة جداً، مثل هذه الطاقة لا تتوفر إلا في النجوم الضخمة (التي هي أضخم بكثير من الشمس). وقد قاده هذا الأمر إلى التصريح بأن عنصر الحديد لا يمكن أن يتشكل داخل المجموعة الشمسية أو على الأرض، بل تشكل في الفضاء بدرجات حرارة وطاقة عالية جداً ثم قُذِف به إلى الأرض على شكل نيازك، أي نزل إلى الأرض!!
1- ثبت علمياً أن الحديد الموجود في الأرض نزل نزولاً من السماء.
2- ثبت علمياً أن القوى الموجودة في عنصر الحديد هي قوة شديدة جداً تجمع بين المتانة والمرونة والصلابة وهي ما سماه القرآن بالبأس الشديد.
تدل الدراسات العلمية أن الحديد لا يمكن أن يتشكل إلا في قلب النجوم الكبيرة ذات الحرارة العالية جداً كما نرى في الصورة. فتشكل الحديد يحتاج لنجم يزيد عن كتلة الشمس بأكثر من 26 ضعفاً... أي أن الحديد نزل من خارج المجموعة الشمسية ووصل إلى الأرض من خلال بلايين النيازك... سبحان الله!
صورة لموت نجم عملاق... درجة الحرارة هائلة جداً في قلب هذا النجم، ويقول العلماء إن تشكل الحديد هو آخر مرحلة للتفاعلات الاندماجية التي تحدث في قلب النجم. ولذلك فإن عنصر الحديد من أكثر العناصر استقرارا في الطبيعة ولذلك يعتبر من أكثر العناصر شدة وبأساً!!
إن هذه الحقائق العلمية والهندسية تثبت أننا كيفما نظرنا إلى آيات الكتاب العظيم نجدها مُحكمة ومعجزة، ولا تناقض العلم الحديث بل تتفوق عليه. وهذا إثبات على أن القرآن كتاب متكامل ومحكم.

العلماء يستخدمون أسلحة الليزر لمواجهة بعوضة !
إنه المرض الذي يصيب نصف مليار شخص ويتسبب في القضاء على قرابة مليونين منهم سنوياً.....
تؤكد الإحصائيات أن البعوضة تقتل طفلاً كل 30 ثانية، وأن مرض الملاريا الذي تسببه البعوضة سوف يصيب 40% من سكان العالم، وهذا ما يدعو العلماء وفي اختراق علمي قد يساهم في مكافحة الملاريا، وعلى غرار "حرب النجوم"، لتطوير بندقية ليزر قادر على القضاء على ملايين البعوض خلال دقائق.
وينطلق الليزر، وأطلق عليه "سلاح التدمير الشامل للبعوض"، بمجرد رصد الذبابات الصوتية التي يصدرها البعوض بضرب جناحيه أثناء التحليق، ويفتك به على الفور.
يعكف علماء الفيزياء الفلكية فيما يعرف بـ"حرب النجوم" على تطوير برامج مضادة للبعوض، في سياق جهود علمية لوقف انتشار الملاريا. إن قرابة 40 في المائة من سكان العالم عرضة لخطر الإصابة بالملاريا.. رغم أنه في مرحلة مبكرة، إلا أن الكشف قد يوفر يوماً العلاج لنحو 2.5 مليار شخص حول العالم.
وتمثل الملاريا المقاومة للعقاقير معضلة متنامية للعلماء، ويتطلب التصدي لها تبني إستراتيجيات علاجية جديدة بشكل عاجل. ويسبب الملاريا طفيلي "بلاسموديوم" تنقله إناث البعوض، يتكاثر في الكبد ثم يؤثر على خلايا الدم الحمراء. وتبدأ أعراض المرض في الظهور، وتتفاوت بين الحمى الشديدة والصداع، والقيء، بعد ما بين عشرة أيام إلى أسبوعين عقب اللدغة.
تظهر الصورة رأس بعوضة تحت المجهر، ويوجد أكثر من 2700 نوع من البعوض منتشرة حول العالم! ومعظمها يحمل الملاريا، وأكثر ما يخيف العلماء القدرة الفائقة للبعوض في تطوير مناعته ضد المبيدات الحشرية، ولذلك فشلت حتى الآن كل المضادات الحيوية المستخدمة ضد البعوض، ويبدأ العلماء بالتفكير باستخدام سلاح الليزر.
نرى هنا آلية عمل الملاريا حيث تحقن البعوضة جسد الإنسان أثناء مصها الدم، وتنتقل الطفيليات إلى الكبد حيث تخترق خلايا الدم الحمراء وتتكاثر فيها وبالنتيجة تنفجر هذه الخلايا وتجعل الدم كله ملوثاً.
هل تستحق هذه الحشرة أن تُذكر في القرآن؟
والآن وبعد هذه الحقائق المرعبة عن البعوض القاتل الأول في العالم، وكيف يجتمع العلماء ويطورون أسلحة تشبه الصواريخ الموجهة عبر الفضاء، وينفقون المليارات من أجل مواجهة "بعوضة" لا قيمة لها في نظر كثير من الناس!
إن الله تعالى ردّ على المشككين بالقرآن عندما قالوا: إن محمداً يذكر النمل والعنكبوت والذباب... فردّ الله عليهم بقوله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ) [البقرة: 29].
فالمؤمن يعتقد أن كل ما جاء في القرآن هو الحق، ولكن الملحد يتساءل عن الحكمة من ذكر هذه الحشرة وينكر ويجحد بهذا الكتاب العظيم، وهذه عادته. ونحن اليوم بعدما اتضحت خطورة هذه الحشرة والمليارات التي تنفق لأبحاث البعوض ونرى آلاف العلماء يعملون ليلاً نهاراً على اكتشاف أدوية جديدة لمكافحة المرض...
كل هذا ألا يدعونا للتفكر في أهمية هذه الحشرة وخطورتها وأنها لم تُذكر عبثاً في كتاب الله تعالى؟ ومن هنا يمكن القول إن كل شيء ذُكر في القرآن فيه حكمة عظيمة ولم يذكر الله شيئاً عبثاً في كتابه المجيد، ولا نملك إلا أن نقول إلا كما يقول الراسخون في العلم: (آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) [آل عمران: 7].

معجزة الكلام عند الإنسان

إنها معجزة لا تزال تحير العلماء ولم يجدوا لها تفسيراً، ولكن القرآن أشار إلى هذه المعجزة ... لنتدبر هذه الآيات العظيمة....
يقول العلماء إن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي تمّ تصميمه ليكون ناطقاً. فالإنسان مجهز بالبرامج والوسائل والأجهزة الحيوية التي تمكنه من تعلم الكلام بسهولة، ولذلك فإن هذه العملية لا تخضع للتطور "المزعوم" ولو كان النطق وتعلم الكلام يتم عن طريق التطور لكانت بعض الحيوانات لديها قدرة على الكلام، مثلاً القردة!!
إنها أسئلة كثيرة يطرحها العلماء: لماذا الإنسان فقط يملك هذه القدرة على الكلام؟ إن الجواب نجده في القرآن الذي يتحدث عن تكريم الله للإنسان، يقول تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].
لقد حاول العلماء على مدى مئة سنة أن يعلّلوا الشمبانزي بعض الحروف، ولكن المحاولات باءت بالفشل. ومع أن دماغ هذه الحيوانات كبير وحجمه مناسب جداً للتعلم إلا أن القرود لا تملك القدرة على الكلام أو حتى تقليد الكلام.
إن جهاز الصوت موجود لدى الحيوانات، فالإنسان لديه حنجرة والحيوانات مثل الكلب لديه حنجرة، وهي تعمل بنفس الآلية التي تعمل بها حنجرة الإنسان، ولكن الإنسان يتعلم النطق بسهولة وبعملية لا لإرادية، بينما نجد بقية الحيوانات عاجزة عن القيام بذلك.
تجارب البروفسور وليام فايفر، أظهرت أن الطفل المولود حديثاً ينشط دماغه أثناء سماعه لصوت أمه! فقد قام بتجربة على مولود عمره عدة أيام فقط، وقام بمراقبة دماغه والنشاط الكهربائي الذي يحدث في الدماغ نتيجة تفاعله مع الأصوات، وقام بإسماعه مجموعة أصوات لأناس غرباء فلم يبدِ دماغ الطفل أي استجابة.
ولكن هذا الطفل بمجرد أن سمع صوت أمه (من دون أن يراها) نشط دماغه بصورة ملحوظة وتفاعل معه... وسبحان الله! لقد أثارت هذه التجربة دهشة العلماء فما هي حقيقة الأمر؟
الأجنة تقلد نبرة صوت الأم أثناء الحمل
في بداية عام 2010 أعلن باحثون ألمان أن الجنين يبدأ بتعلم نبرة حديث الوالدين خلال وجوده في رحم الأم! فبعد دارسة شملت أكثر من 60 طفلا حديث الولادة، قامت بها جامعة ورزبورج الألمانية ونشرت في مجلة "علم البيولوجيا المعاصر" تبيّن أن المواليد الجدد يحاولون الارتباط بأمهاتهم عن طريق تقليدهن.
يشير البحث الجديد إلى أن الأجنة تتأثر بأصوات أول لغة تخترق جدار الرحم. وتقول الباحثة كاثلين فرميكة إن ما توصلت الدراسة الجديدة لم تثبت أن الأجنة قادرة على إصدار أصوات بنبرات مختلفة لكنها تفضل أيضاً أن تصدر إيقاعات صوتية مماثلة لإيقاعات اللغة التي سمعتها خلال الحمل.
من المعروف أن الأجنة قادرة على تذكر الأصوات التي تسمعها في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل وأنها تتأثر بشكل خاص بالإيقاعات الموجودة في الموسيقى والأصوات البشرية. ونحن نقول: إن صوت القرآن هو أفضل صوت يمكن أن يسمعه الجنين، فننصح كل أم بأن تقرأ القرآن بصوت مرتفع قليلاً كل يوم وبخاصة في الأشهر الأخيرة للحمل.
إن الدراسة الجديدة - وبعكس التفسيرات الجامدة - تؤكد أهمية مرحلة وجود الجنين في رحم الأم فيما يتعلق بتطور اللغة لديه لاحقا". فالمواليد الجدد ينزعون إلى تقليد أمهاتهم بغرض لفت اهتمامهن وتعزيز الصلة بهن عن طريق تقليد إيقاعاتهن الصوتية لأن المواليد الجدد قد لا يمتلكون وسيلة غير ذلك وهو ما يفسر تقليدهم للإيقاعات الصوتية للأم في مرحلة مبكرة من أعمارهم.
البروفسور نوام شومسكي عالم اللغة الشهير يؤكد أن الطفل مصمم ليتعلم اللغة وينطق بها، فهو يتمتع بذكاء فطري وقد تمت تهيئته لذلك منذ أن كان نطفة!
البكاء هو أول لغة يتعلمها الإنسان للتعبير عن احتياجاته، ويقول العلماء إن الطفل خلال الخمس سنوات الأولى من عمره يتعلم بحدود 5000 كلمة! إن الطفل يمتلك قدرة فطرية على تنظيم الكلمات العشوائية، فسبحان هذا الخالق العظيم الذي كرّم الإنسان ومنحه هذه القدرات، ولكن للأسف عندما يكبر يستخدمها لمحاربة خالقه والإفساد في الأرض وإنكار وجود الله، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6-8].
تجارب على الطيور
قام العلماء بتجربة مثيرة وهي عزل طير مغرد وحجبه عن أبويه في غرفة منعزلة تماماً، وكانت النتيجة أنه لم يتعلم التغريد، بل أصبح له صوت غير محبب يشبه النعيق! ولكن التجربة لم تنته بعد.
لقد جعل العلماء هذا الطائر يتكاثر مع أنثى وأخذوا البيوض وجعلوها تفقس في مكان وجود الأب، وكانت النتيجة أن الطيور الجديدة تعلمت صوت الأب وأصبح لها صوت :نعيق" يشبه صوت الأب إلى حد ما. ولكن العلماء أخذوا الطيور الجديدة وجعلوها تتكاثر لمرتين وكانت المفاجأة أن الجيل الرابع من الطيور تعلم التغريد!
فما تفسير ذلك، التفسير العلمي أن غريزة التغريد موجودة مع الطيور وتُخلق معه،و يمكن أن تتعطل مؤقتاً ولكنها سرعان ما تعود وتنشط، وهذا أيضاً يناقض التطور المزعوم!!
أصول اللغة تكمن في الجينات
بعد دراسات طويلة تبين للعلماء ومن خلال تجارب على أناس تعطلت لديهم القدرة على الكلام بنتيجة حادث ما، وتجارب أخرى على أناس لديهم خلل وراثي في النطق، تبين أن اللغة تكمن في الشريط الوراثي المسمى DNA وتحديداً في جينة تدعى FoxP2 هذه الجينة موجودة لدى الكائنات ولكنها في الإنسان لها شكل مختلف، ويقول العلماء إن شكل الجينة المميز لدى الإنسان بدأ مع ظهور الإنسان على الأرض.
علّمه البيان
لقد أنزل الله سورة عظيمة وهي السورة الوحيدة التي تحمل اسماً من أسماء الله الحسنى، إنها سورة الرحمن التي يقول فيها تبارك وتعالى: (الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآَنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) [الرحمن: 1-4]، هذه الآيات تعلمنا كيف منّ الله على الإنسان بنعمة "البيان" فلم يقل "علمه الكلام" لأن تعلم الإنسان للغة أو الكلام ليس كافياً إنما يجب عليه ربط الكلمات ببعضها واسترجاعها عند الضرورة.
فالإنسان لديه مركز مهم جداً وبدونه لا يمكنه التعبير، إنه مركز استرجاع الكلمات ويقع في منطقة الناصية في مقدمة الدماغ! ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهمية هذا المركز بل ويسلمه لله تعالى في دعائه فيقول: (ناصيتي بيدك)، فعندما يتعطل هذا المركز فإن الإنسان لا يفقد القدرة على الكلام بل يتكلم، ولكن لا يستطيع الربط بين الكلمات، وبالتالي يفقد قدرته على البيان والإيضاح والتعبير، ولذلك قال تعالى: (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).. فسبحان الله!
اختلاف ألسنتكم
لقد لاحظ العلماء أن الإنسان لديه قدرة فطرية على تطوير اللغة!! فقد قاموا بتجربة ومحاولة لتعليم طلاب لغة جديدة عشوائية، أي وضعوا كلمات بحروف عشوائية لا معنى لها وليس بينها أي رابط، ووجدوا أن الطلاب لم يتمكنوا من تعلم أي كلمة من هذه الكلمات.
ولكن بعد مرور عدة أشهر استطاع الطلاب تغيير هذه الكلمات عشوائية الحروف وتنظيمها بحيث يسهل حفظها، وبعد زمن تم تناقل هذه الكلمات من طلاب لآخرين (من مجموعة لأخرى) وكل مجموعة كانت تجري تعديلات على الكلمات حتى أصبحت الكلمات منطقية وسهلة الحفظ، وهذه العملية تمت بشكل لاإرادي.
وهكذا استنتج العلماء أن الإنسان مزود بنظام خاص قادر على تطوير اللغة خلال أجيال متعددة وهذا ما يفسر سرّ اختلاف اللغات حيث يوجد في العالم اليوم أكثر من أربعة آلاف لغة.
هناك آية عظيمة تشير إلى هذه الحقيقة وتعتبرها معجزة من معجزات الخالق عز وجل: (وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [الروم: 22].
فكما أن ألوان البشر تختلف من بيئة لأخرى كذلك تختلف اللغة من بيئة لأخرى، وأصول التغيير تكمن في جينات الإنسان في أعماق خلاياه، وهذه الآية تذكرنا بنعمة الله على البشر، وأن هذه المعجزات ينبغي أن تكون وسيلة للعلماء لمعرفة الله تعالى ولذلك قال: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ)... نسأل الله تعالى أن نكون من عباده العلماء الذين قال في حقهم: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].

حقائق علمية عن يوم القيامة
نعيش رحلة من أحداث يوم القيامة ونحللها علمياً لنخرج بنتيجة وهي أن كل ما جاء به القرآن يتفق مع العلم والحقائق العلمية، وهذا دليل على صدق ذلك اليوم....
عندما يكون الحديث في القرآن الكريم عن يوم القيامة، فهذا يعني أن الله تبارك وتعالى يصور لنا ذلك اليوم وكأننا نعيشه ونراه، فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن لنتعرف على يوم القيامة، لأن هذا اليوم هو أهم يوم في حياة كل واحد منا.
ولذلك فإن الله قد ختم كتابه بآية تأمرنا أن نتقي الله عز وجل وأن نعمل لذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال في آخر آية نزلت من القرآن: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281] ينبغي أن نعيد حساباتنا وأن نفكر بأننا سيأتي علينا يومٌ نقف فيه أمام الله، ينبغي أن نجهّز الإجابة منذ هذه اللحظة لأن الله تبارك وتعالى سيسألنا ماذا فعلنا بهذا القرآن، وماذا قدمنا له، يقول عز وجل: (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]، ولكن الملحد دائماً ينكر ذلك اليوم، ويعتقد أنه إذا مات انتهى كل شيء، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة، حدثنا عن يوم القيامة.
والعجيب في هذه الآيات أن الله تبارك وتعالى يستخدم الحقائق العلمية ويقسم بالظواهر الكونية التي خلقها على أن ذلك اليوم حق، وأنه سيأتي يومٌ تعلمُ فيه كل نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت، فإذا تأملنا كثيراً من الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49] يوم القيامة سيرى كل إنسان أعماله وكأنها تعرض أمامه ويراها رؤية يقينية: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) أي سوف يحضر الله تعالى هذه الأعمال ويضعها أمام هذا الإنسان ويراها.
هناك آيات كثيرة تتجلى عن يوم القيامة وأحداث القيامة، ولكن الملحد لا يقتنع إلا بالحقائق العلمية، فبعض الملحدين يقولون كيف يمكن أن نرى أعمالنا في ذلك اليوم وكيف يمكن مثلاً للجلد أن يتكلم وينطق يقول تبارك وتعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. فالله عز وجل أودع في الدنيا أمثلة لكي نلجأ إليها في تقريب نظرتنا وفهمنا ليوم القيامة.
عندما يقول الله تبارك وتعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه آية من آيات الله تحدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستكون وردة كالدهان، نلاحظ أن العلماء حديثاً وجدوا بعض النجوم التي تنفجر ومجرات تنفجر بأكملها وجدوا أنها ترسم لوحة تشبه اللوحة الزيتية بألوان زاهية وهذه اللوحات التي ترسمها النجوم أثناء انهيارها طبعاً لا تمثل يوم القيامة إنما هي صورة مصغرة عن يوم القيامة. هذه الصورة لانفجار نجم في السماء، وهي لا تمثل يوم القيامة إنما صورة مصغرة عن انهيار السماء في ذلك اليوم.
نحن طبعاً لن نستطيع أن نرى تكور الشمس، يقول تبارك وتعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. لن نستطيع أن نرى هذا النجم الذي هو الشمس وهو ينفجر مثلاً، أو يتكور على نفسه، ولكننا نستطيع أن نرى انهيار النجوم وموت النجوم من خلال التلسكوبات التي تلتقط آلاف الصور يومياً عن موت هذه النجوم وانفجارها، فهذه صورة مصغرة عن نهاية الكون.
عندما يقول تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، أي أحماه ورفع درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر، فإن الله أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن تتدفق منها الحمم المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى أكثر من ألف درجة ونرى وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونية (ظاهرة البحر المسجور) فقال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 6-7].
وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة ذكرت مرتين في القرآن فقط، في قوله تعالى في سورة التكوير: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. وفي السورة التي تليها سورة الانفطار: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
وهاتين الآيتين كانتا مدخلاً لأولئك المشككين عندما قالوا: إن محمداً صلى الله عليه وسلم ينسى ما كتبه فتارة يقول (سُجِّرَتْ)، وتارة (فُجِّرَتْ)، وهذا اتهام باطل لأن القرآن ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هو كلام رب محمد سبحانه وتعالى، هو كلام الخالق الذي خلق هذه البحار وهو أعلم بها.
وإذا تأملنا هاتين السورتين نرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه، أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود كبيرة (آلاف الدرجات المئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما يحدث في المختبرات عندما نقوم بوضع كمية من الماء ونقوم بتحليلها كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة.
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وآلاف الفوهات من البراكين وآلاف الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة وكأننا نرى البحر يحترق أو يشتعل ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 7]، فانظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى المسجور وبين عذاب الله بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا المشهد بكثير، فعندما يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يقوله العلماء، هذا ليس كلاماً نظرياً، إنما هو كلام عملي، لأن هذه الألواح التي تغلف الأرض (قشرة الأرض رقيقة جداً، أقل من 1% من قطر الأرض) هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذه الصدوع. وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المنفجر الذي ينفجر وبالتالي يتحقق وعد الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار حتى يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. ثم في السورة التي تليها قال: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3]. إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.
إذاً في ترتيب هاتين الآيتين ليس هناك أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت.. لا.. هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) [التكوير: 14].
وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [ الانفطار: 1-6]. وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق، المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث، ونأتي إلى العلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها. النجوم سوف تنكدر وتنطفئ وتختفي. والزلازل سوف تكثر.
يقول تبارك وتعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2] وانظروا إلى كلمة (أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة، والعلماء يقولون كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قال: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 1-5]. فهذه الآيات هنالك هدف منها وهو أن تتذكر أيها الإنسان هذه الأحداث التي ستمرّ بك وسوف تقف بين يدي الله تبارك وتعالى.
وإذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وطرحنا السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامهSadوَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)؟ تقول النظرية النسبية: إننا إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء، سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، فالإنسان الذي يسير بسرعة الضوء فإنه سوف يتوقف الزمن من حوله، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!
لماذا هذه الحقائق العلمية؟
إن هذه الحقائق العلمية هي وسيلة لتقريب الصورة إلى أذهاننا، فتفكير الإنسان محدود، عندما خاطبه الله تبارك وتعالى وأخبره عن نعيم الجنة مثلاً، وأخبره بأن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى وفيها أيضاً أنهار من ماء غير آسن وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه.. فحتى نتخيل هذه الأنهار خلق الله تعالى لنا في الدنيا العسل، وخلق لنا اللبن، وخلق لنا مثلاً الفاكهة، وحدثنا أن الجنة يوجد فيها فاكهة ولكن فاكهة الدنيا غير فاكهة الآخرة..
فدائماً أحب أن أؤكد على هذه النقطة الجوهرية وهي أن الحقائق العلمية هي فقط لتدبر وفهم القرآن، وليست حجة على القرآن، أي نحن لا نستخدم الحقائق العلمية لأننا نشك في هذا الكتاب أو لأن إيماننا ضعيف! لا.. نحن نتأمل هذه الحقائق من باب التدبر لكتاب الله، لأن الله تبارك وتعالى قال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فعندما نتفكر في خلق السموات والأرض فهذا يعني أننا ينبغي أن ندرس مادة هذه السموات ومادة الأرض وينبغي أن ندرس الفيزياء والكيمياء والفلك والنجوم والكواكب والجبال والبحار دراسة علمية لنستجيب لنداء الله تبارك وتعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ).
ولكن جميع الأحداث التي تتحدث عن يوم القيامة هي أحداث للعبرة وعندما نقول مثلاً يقول تبارك وتعالى عن يوم القيامة: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 9]،وعندما نأتي لعلماء الغرب ونجد أنهم يصدرون بحثاً جديداً عن إمكانية أن تبتلع الشمس القمر وأن يجتمعان مع بعضهما، فنحن طبعاً لا نقول إن هذا المشهد هو يوم القيامة، نحن نقول هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذه الظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه لتكون هذه الحقائق وهذه الآيات دليلاً لأولئك المشككين أن يوم القيامة لا بد أن يأتي وأن كل إنسان سيجد أعماله حاضرة أمامه.

اكتشاف خزانات ماء عذب في قاع المحيط
يقدر الباحثون من جامعة Flinders University كمية الماء العذب بأكثر من 500،000 كيلو متر مكعب وهذه الكمية تكفي البشر لمئات السنين....
اكتشف العلماء حديثاً كميات ضخمة جداً من المياه العذبة مخزنة تحت قيعان المحيطات وتتدفق باستمرار.. و يقدر العلماء حجم هذه الخزانات بنصف مليون كيلومتر مكعب من الماء ما يزيد عن كمية المياه التي استخرجها البشر من الطبقات الحاوية للماء خلال القرن الماضي بمئة ضعف.
وتسربت المياه العذبة تحت قيعان المحيطات من جراء عدة عصور جليدية أي خلال 20 ألف سنة. وشكلت كميات هائلة من المياه على شكل خزانات ماء..
يقدر الباحثون من جامعة Flinders University كمية الماء العذب بأكثر من 500،000 كيلو متر مكعب وهذه الكمية تكفي البشر لمئات السنين ..
شكل يبين كيفية انزلاق طبقات الأرض في قاع المحيط وتسرب كميات هائلة عبر شقوق أو صدوع حسب مجلة الطبيعة الأمريكية.
ويبقى السؤال: كيف تمكنت المياه العذبة من التسلل لآلاف الأمتار في عمق المحيطات واستقرت هناك لأكثر من عشرين ألف سنة؟ هذه الظاهرة المحيرة أخبر عنها القرآن في إشارة رائعة في قول الحق تبارك وتعالى: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ) [الحجر: 22].
هذه الآية الكريمة تؤكد أن الماء الذي أنزل الله من السماء وهو ماء عذب تم تخزينه بطريقة معقدة جداً يعجز البشر عن تقليدها (وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ).. فمن الذي أخبر النبي الكريم بهذه الحقيقة العلمية، حقيقة وجود خزانات مياه عذبة هائلة؟ إنه الله تعالى القائل: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]...
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى