مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الطلاق في الإسلام: أسباب الطلاق لكلا الطرفين

اذهب الى الأسفل

* الطلاق في الإسلام: أسباب الطلاق لكلا الطرفين Empty * الطلاق في الإسلام: أسباب الطلاق لكلا الطرفين

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أبريل 30, 2017 3:21 am

ثانيا: الطلاق في الإسلام:
(2) أسباب الطلاق لكلا الطرفين:
مما لاشك فيه أن ديننا الإسلامي قد جعل الطلاق في أضيق الحدود، وفي حالة استحالة العشرة بين الزوجين، وبما لا تستقيم معه الحياة الزوجية، وصعوبة العلاج إلا به وحتى يكون مخرجاً من الضيق وفرجاً من الشدة في زوجية لم تحقق ما أراده الله - سبحانه وتعالى- لها من مقاصد الزواج التي تقوم على المودة والسكن النفسي والتعاون في الحياة.
كما أن الطلاق ظاهرة عامة وموجودة في كل المجتمعات وبنسب متفاوتة وهو أمر عرفته البشرية من قديم الزمان، وكانت له طرق وأشكال تختلف من بيئة إلى بيئة، ومن عصر إلى عصر، وقد أقرّته جميع الأديان كلٌ بطريقته، كما عرفته عرب الجاهلية لأنه كان شريعة إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - ففي حديث البخاري أن سيدنا إبراهيم - عليه السلام- قال لزوجة ولده إسماعيل - عليه السلام- التي شكت حاله قولي له: يغير عتبة داره، ففهم إسماعيل - عليه السلام- من ذلك أنه ينصحه بطلاقها، فطلقها.
وعندما جاء الإسلام كان امتداداً لدين إبراهيم - عليه السلام- كما قال الله تعالى: ( ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ) (1) سورة النحل – 134 –
فأقرّ الإسلام الطلاق ونظمه تنظيماً دقيقاً مراعياً في ذلك استقرار الأسرة وسعادتها من ناحية وحفظ كيان المجتمع البشري بأكمله من ناحية أخرى، يقول الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (2) سورة البقرة -229 -
ولو وضع الإسلام أو المشرع قانوناً يُحرم الطلاق لصاح الناس: هذا ظلم مبين، وهذا ما فطن إليه الفيلسوف الإنجليزي "بنتام" في كتابه "أصول الشرائع"، فقال: "لو ألزم القانون الزوجين بالبقاء - على ما بينهما من جفاء - لأكلت الضغينة قلوبهما، وكاد كلٌ منهما للآخر، وسعى إلى الخلاص منه بأية وسيلة ممكنة، وقد يهمل أحدهم صاحبه، ويلتمس متعة الحياة عند غيره، ولو أن أحد الزوجين اشترط على الآخر عند عقد الزواج ألا يفارقه، ولو حلّ بينهما الكراهية والخصام محل الحب والوئام لكان ذلك أمراً منكراً مخالفاً للفطرة ومجافياً للحكمة، وإذا جاز وقوع هذا بين شابين متحابين، غمرهما شعور الشباب فظناً ألا افتراق بعد اجتماع، ولا كراهة بعد محبة، فإنه لا ينبغي اعتباره من مشرع خير الطباع، ولو وضع المشرع قانوناً يُحرم فض الشركات ويمنع رفع ولاية الأوصياء، وعزل الشركاء ومفارقة الرفقاء، لصاح الناس: هذا ظلم مبين.
وإذا كان وقوع النفرة، واستحكام الشقاق والعداء ليس بعيد الوقوع فأي الأمرين خير؟! أربط الزوجين بحبلٍ متين، لتأكل الضغينة قلوبهما، ويكيد كلٌ منهما للآخر؟! أم حل ما بينهما من رباط وتمكين كلٌ منهما من بناء بيت جديد، على دعائم قويمة؟! أو ليس استبدال زوج بآخر خير من ضم خليلة إلى امرأة مهملة، أو عشيق إلى زوج بغيض.؟!
والحقيقة أن الإسلام كره الطلاق ونفَّر منه والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) وهذا الحديث ليس بصحيح ، لكنَّ معناه صحيح ، أن الله تعالى يكره الطلاق ، ولكنه لم يحرمه على عباده للتوسعة لهم ، فإذا كان هناك سبب شرعي أو عادي للطلاق صار ذلك جائزاً.
ووضع الإٍسلام للحياة الزوجية لها قدسية خاصة لابد من احترامها، وأن هدمها ليس بالأمر السهل، فهي ميثاق غليظ ينبغي عدم نقضه بسهولة، والقرآن الكريم يقول فيه: ( وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) (3) سورة النساء -21-
وقد ذكر "الكاساني" في "بدائع الصنائع" أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: ( تزوجوا ولا تطلقوا، فإن الطلاق يهتز له عرش الرحمن
وهذا دليل على أن الإسلام قد صان قداسة الزوجية من العبث بها، لما يترتب على ذلك من أضرار تقع على الأسرة وعلى المجتمع الإسلامي بأكمله، فوضع العقبات في طريق الطلاق ليمنع وقوعه أو يؤخره، وحبَّذ التريث في معالجة ما ينشب بين الرجل وامرأته لعل الأمور تعود إلى طبيعتها وهذا ما أوضحته آية الطلاق: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ﴾ (4) سورة الطلاق - 1-
وذلك لآن الطلاق هو موقف مؤقت لعلاقة لم تتحقق فيها مقاصد الزواج كما ذكرت، ولكنها أيضاً ليست حسماً صارماً، ومن هنا لا يرتضي الإسلام هذه الكلمة في كل وقت بل جعل لها أوقاتاً خاصة عند استحالة العشرة، بل واستبقى مجالاً للحياة الزوجية بعد الطلاق لعل مشاعر الحب تعود بينهما مرة أخرى أو يتدخل أهل الخير في جو هادئ لإصلاح الصدع بينهما وأولى الناس بهذه المهمة أقارب الزوجين، يقول الله تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) (5) سورة النساء – 35 -
ولكن في الآونة الأخيرة كانت ظاهرة الطلاق أمراً مزعجاً لدى الأسرة المسلمة لما طرأ عليها من ارتفاع قد تكون نتيجة الظروف الراهنة التي تواجه المجتمعات الإسلامية أو التفكك الذي يعيش فيه العالم الإسلامي اليوم، أو التقصير في الحقوق الزوجية سواء كانت مادية أو معنوية أو اجتماعية الأمر الذي جعل كثيراً من المهتمين والمتخصصين والغيورين على الدين الإسلامي إفراد الأبحاث والمؤتمرات لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة على بناء وكيان الأسرة المسلمة، وإيجاد الحلول المناسبة للحد منها.

هذا وتؤكد الدكتورة/ هبة إبراهيم عيسى أستاذة الأمراض النفسية والعصبية في كلية الطب، جامعة عين شمس خطورة ظاهرة الطلاق على بناء وكيان المجتمع الإسلامي، وبينت الآثار الخطيرة المترتبة عليه، فهي ترى أنه: "كثيراً ما يختلف الزوجان في خلافات حادة، ويكون فيها الطلاق حتمية مؤكدة، وفي حالات أخرى يكون الطلاق نتيجة للعناء الذي قد يصل إلى كثير من التوتر بين طرفي العلاقة، وقد يؤدي إلى أعراض نفسية قد تصل إلى أمراض كالاضطرابات النفسية الجسمية: كالقيء المتكرر، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الصداع المزمن، أو ظهور طفح جلدي. وقد يذبل الطرف الذي يعاني القلق والاكتئاب، ويصاب بفقدان الشهية مع كسل شديد وعدم الاهتمام بأي شيء وفقدان الوزن. فمثل هذه النتائج الخطيرة تستدعي منا فعلاً الوقوف بتأني أمام ظاهرة الطلاق والعمل على الحد منها بكل الحلول والوسائل المتاحة. (6) الطلاق آثاره وأضراره: أستاذ/ أماني/ جامعة الملك سليمان بن عبد العزيز

أولا الحكمة التشريعية للطلاق:
1- اختلاف الطبائع بين الزوجين وتباين الأخلاق وقد يطلع أحدهم على طبع أو خلق سيء وشاذ في الآخر مما لا يتحقق معه التواد والتراحم والسكن المنشود في الزواج، وقد يكون الزوج سيء العشرة خشن المعاملة أو تكون هي معوجة السلوك لا يستطاع تقويمها ولم يفلح التوفيق على ضوء قوله تعالى: وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً
2- قد يصاب أحد الزوجين بالعقم، فينهدم بذلك أسمى أهداف الزواج ومقاصده، أو قد يصاب أحد الزوجين بمرض عضال يعجز الطب عن علاجه ولا يقوى الآخر على احتماله لذلك فأن الشريعة الإسلامية تتسم بالواقعية حيال هذه الطوارئ، فلو أبقت على الزواج ومنعت الطلاق لضمدت الجرح على فساد، وثبتت الداء في معدنه، وأفسحت المجال للكيد والمكر بين الزوجين، فيستشري بذلك الفساد في المجتمع وتعم الرذيلة، فكان الحل بالفراق علاجاً لهذه المحاذير التي لا يقضى عليها إلا به، وفي هذا يقول "الموصلي" من فقهاء الحنفية: "ولأن مصالح النكاح قد تنقلب مفاسد والتوافق بين الزوجين قد يصير تنافراً، فالبقاء على النكاح حينئذٍ، يشتمل على مفاسد، من التباغض والعداوة والمقت وغير ذلك، فشرع الطلاق دفعاً لهذه المفاسد"
3- إذا كان الزوج معسراً غير مستطيع للإنفاق على زوجته خصوصاً إذا لم يكن للمرأة مصدراً أو مورداً غير هذه النفقة
4-الشارع الحكيم جعل للزوجة الحق في طلب الطلاق من القضاء إذا لم تجد سعادتها في هذه الزيجة وحدد لذلك حدوداً وأسباباً.

ثانيا: الأسباب المؤدية إلى الطلاق:
يمكن إجمال الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق بين الزوجين فيما يلي:
1- ما يعانيه الناس من ضيق في المعيشة وانقطاع أسباب الرزق أي (سوء الوضع الاقتصادي والبطالة-الحصار الاقتصادي ).
2- ضيق المسكن وكثرة أفراد العائلة الذين يتزوجون في المسكن الضيق حيث يتعايش الكثير في بيت واحد في المنام وجميع أمور الحياة.
3- عناد بعض الزوجات لأزواجهم وعدم الطاعة لهم, فإن الزوجة يجب عليها أن تطيع زوجها ولا تعصي له أمراً, إلا إذا كان في معصية الخالق فحينئذ يجب عليها عدم الطاعة؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
4- التدخل السلبي للأهل سواء كان أهل الزوج أو الزوجة في الأمور الخاصة باختلاف وجهات النظر وتعصب كل طرف لرأيه فيكون سببا في ازدياد المشاكل حيث أن أم الزوج عندما تتخذ زوجة لابنها تعاملها كأنها جارية عندها وتجعل ابنها ضعيف الشخصية ومعدوم الإرادة فيقع الابن بين السندان والمطرقة فيختار بين مخالفة أمه وإرضاء الزوجة, لذلك يجب على الجميع التعامل بروح التراحم والمودة والرحمة ومعاملة أم الزوج لكنتها وكأنها ابنتها.
5- إجبار أحد الزوجين على الزواج من الآخر بدون إرادته ورغبته فإن الإسلام أعطى كلا الزوجين الحق في الاختيار, فيجب على الوالدين إعطاء الأبناء الحق الكامل في اختيار شريك حياته, حتى تستقيم العشرة بينهما؛ لأن إجبار أحد الزوجين على تزوج من لا يريد, يكون له أثر سيء يؤدي إلى فساد الأسرة والمجتمع وعدم تقبل كل منهما الآخر وعدم إمكانية التعايش بسلام.
6- عدم الانسجام الفكري والثقافي وعدم التكافؤ بين الزوجين في مستوى الفكر والتعليم.
7- الزواج المبكر: فعدم النضوج والوعي الكامل بمتطلبات الحياة وتحمل أعباء ومسئوليات الزواج لدى الكثير من المتزوجين وخاصة صغر السن منهم؛ لأنها حياة طويلة قائمة على المشاركة في جميع مشاكل الحياة, ووجود نسبة من الأمية اتجاه الزواج ومسئولياته والتزاماته.
8- خوف الأهل على الفتيات وفقد الإحساس بالأمان؛ لأنَّهم يعتبرون الفتاة التي يبلغ عمرها عشرون فما فوق قد عنست,( فاتها القطار) فيقومون بتزويجها حتى يرتاحوا من تحمل مسؤولياتها كما يقولون.(7) هذا ملخص مقال بعنوان:[ الطلاق يهدم بيوتا مملوءة بالسكينة والمودة], إعداد هالة الهوبي- مقال منشور في مجلة البيان مجلة شهرية إسلامية شاملة تصدر عن مركز البيان للثقافة والإعلام-غزة ص 58-59(العدد العاشر ربيع الاخر1417هـ-سيتمبر1996م).
9- غياب الالتزامات التربوية والمادية تجاه الأولاد وبصفة خاصة من الآباء .
10- تُشكل مشكلة عدم الإنجاب سبباً قوياً للطلاق حيث أن كثير من الأزواج يكونوا قد اتفقوا على الإنجاب قبل الزواجوبعضهم الآخر اتفقوا مسبقا على عدد الأولاد إلا أن بعضهم أخلوا بالاتفاق وخاصة النساء منهم حيث أن ظروف الحياة الزوجية اعترضتها بعض المتغيرات مثل عدم تحمل الزوج المسؤولية.
11- وجود الخدم وتدخلهم في تربية الأولاد أهم العوامل البارزة في أسباب الطلاق سواء التي تحدث من الخادمة أو من الزوجة حيث يحتل سلوك الخدم الترتيب الأول من المشكلات ويلي ذلك تكاسل الزوجة عن أداء الواجب المنزلي والعائلي
12- كما انه من أسباب حالات الطلاق وجود زوجات أخريات في العصمة وعدم العدل بين الزوجات بأن يتردد الزوج على الزوجة الأولى أكثر من الزوجة الثانية مما يُشكل دافعا" قويا" لطلب الطلاق.
13- ومن أسباب الطلاق التي يقع عاتقها على المرأة أو الزوجة:
عدم القناعة بمفهوم الزواج، عدم النظرة الشرعية،ضعف الدين "كالصلاة ، الحجاب الشرعي"، سوء الخلق مثل"كثرة الكلام،الجدال،رفع الصوت ، الغيرة الزائدة،عدم العناية بجمال ونظافة البيت،عدم العناية بالجمال في اللباس، التقصير في العناية بالأطفال، وكثرة الخروج من المنزل، موافقة صديقاتها في كل شيء، كثرة المطالبة بالكماليات و الأمور المالية،اغفال الإشباع العاطفي لدى الزوج،افشاء الأسرار على خارج المنزل،معصية الزوج و جحود نعمه،الفارق الكبير في العمر و الحالة المادية،طلب الكمال في الزوج.

ثالثا:الحكم التّكليفيّ للطّلاق :
اتّفق الفقهاء على أصل مشروعيّة الطّلاق ، واستدلّوا على ذلك بأدلّة ، منها :
أ - قوله تعالى : { الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } .
ب - قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ } .
ج - قول الرّسول صلى الله عليه وسلم : » ما أحلّ الله شيئاً أبغض إليه من الطّلاق « .
د - حديث عمر : » أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم طلّق حفصة ثمّ راجعها « .
هـ- حديث ابن عمر : » أنّه طلّق زوجته في حيضها ، فأمره النّبيّ صلى الله عليه وسلم بارتجاعها ثمّ طلاقها بعد طهرها ، إن شاء « .
و- إجماع المسلمين من زمن النّبيّ صلى الله عليه وسلم على مشروعيّته ، لكنّ الفقهاء اختلفوا في الحكم الأصليّ للطّلاق :
فذهب الجمهور إلى أنّ الأصل في الطّلاق الإباحة ، وقد يخرج عنها في أحوال .
وذهب آخرون إلى أنّ الأصل فيه الحظر ، ويخرج عن الحظر في أحوال .
وعلى كلّ فالفقهاء متّفقون في النّهاية على أنّه تعتريه الأحكام ، فيكون مباحاً أو مندوباً أو واجباً ، كما يكون مكروهاً أو حراماً ، وذلك بحسب الظّروف والأحوال الّتي ترافقه ، بحسب ما يلي :
أ - فيكون واجباً كالمولي إذا أبى الفيئة إلى زوجته بعد التّربّص ، على مذهب الجمهور ، أمّا الحنفيّة : فإنّهم يوقعون الفرقة بانتهاء المدّة حكماً ، وكطلاق الحكمين في الشّقاق إذا تعذّر عليهما التّوفيق بين الزّوجين ورأيا الطّلاق ، عند من يقول بالتّفريق لذلك .
ب - ويكون مندوباً إليه إذا فرّطت الزّوجة في حقوق اللّه الواجبة عليها - مثل الصّلاة ونحوها - وكذلك يندب الطّلاق للزّوج إذا طلبت زوجته ذلك للشّقاق .
ج - ويكون مباحاً عند الحاجة إليه لدفع سوء خلق المرأة وسوء عشرتها ، أو لأنّه لا يحبّها .
د - ويكون مكروهاً إذا لم يكن ثمّة من داع إليه ممّا تقدّم ، وقيل : هو حرام في هذه الحال، لما فيه من الإضرار بالزّوجة من غير داع إليه
هـ- ويكون حراماً وهو الطّلاق في الحيض ، أو في طهر جامعها فيه ، وهو الطّلاق البدعيّ كأن يطلّقها مرّتين أو ثلاثاً في طهر واحد معاً أو متفرّقات ، أو يطلّقها في الحيض أو النّفاس ، أو يطلّقها في طهر مسّها فيه ، أو في طهر مسّها في الحيض قبله .
قال الدّردير : واعلم أنّ الطّلاق من حيث هو جائز ، وقد تعتريه الأحكام الأربعة : من حرمة وكراهة ، ووجوب وندب.(Cool الموسوعة الفقهية / الحزء التاسع والعشرون طَلاق

الباب الثالث: الإسلام والمرأة
رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(7) بقاء المرأة في المنزل:
رابعا: ايجابيات وسلبيات عمل المرأة:
(2) الآثار السلبية لعمل المرأة
سابعا: الغرب ينادي بقرار المرأة في البيت، ومنع الاختلاط:
من الأمور المسلم بها الآن أن خروج المرأة من بيتها للعمل قد ترتب عليه أضراراً اجتماعية، وأخلاقية، واقتصادية، ونفسية، وصحية عدَّة أصابت المرأة، والأسرة، والمجتمع، وهذا ما تم توضيحه فيما مضى، واليوم نتحدث عن شكوى المفكرين الغربيين - التي كثرت في الآونة الأخيرة - من انحلال الأسرة عندهم، وكثرة أبحاثهم لحل هذه المشكلة ويكادون يجمعون على أنه ليس هناك من سبب لتفكك الأسرة إلا هجر المرأة بيتها لتعمل خارجه، ونعرض الآن لطائفة من خلاصة أراء وتجارب هؤلاء المفكرين الغربين فيما يخص بقاء المرأة في المنزل، ومنع الاختلاط ، ليقيموا الدليل لأنفسهم على صواب الإسلام، حينما طالب النساء في القرآن الكريم بالبقاء في المنزل، وعدم التبرج والاختلاط قال تعالى: { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ٱلْجَاهِلِيَّةِ ٱلأُولَىٰ وَأَقِمْنَ ٱلصَّلاَةَ وَآتِينَٱلزَّكَـاةَ وَأَطِعْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُـمُ ٱلرِّجْسَ أَهْلَٱلْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيـراً } سورة الأحزاب :33
وذلك على النحو التالي:
(أ) بقاء المرأة في البيت:
هذه بعض الأقوال والتقارير الصادرة من مفكري الغرب، التي تؤكد أن عمل المرأة الرئيسي هو بقاؤها في بيتها ورعايتها لشؤون زوجها وأولادها:
- أجرى البريطانيون استطلاعاً هاماً للرأي حول المرأة بين البيت والمجتمع، وجاءت النتائج مثيرة لدهشة عارمة - لكل الأوساط عندهم-؛ فقد أجمع 76% من الجنسين على أن الأم التي لديها أطفال أعمارهم دون الخامسة، مكانها البيت، وأن الأب هو المكلف وحده بتحصيل الرزق، وأضاف 17% أن على الأم أن تعمل بعض الوقت فقط للمساعدة في إعالة الأسرة، بشرط ألا يكون في عملها تعارض مع تربيتها ورعايتها لأبنائها الذين هم عماد المستقبل، المفاجأة الأكبر تمثلت في رأي 86% ممن استطلع رأيهم من شعب الإنجليز؛ حيث أجمعوا على أن الأفضل للأمة البريطانية ولمستقبلها، أن تلزم الأم بيتها حتى يبلغ أبناؤها المرحلة الثانوية(1)
- كما أجرت صحيفة "الجارديان" البريطانية استفتاء بين 11000 امرأة، ثلثاهن تقل أعمارهن عن 35 سنة، تبين من خلاله أن 68% من النساء يفضلن البيت على العمل. إن الكسب الحقيقي من العمل الخارجي للمرأة لا يخلو من مبالغة أو خطأ في الحساب، ومما يدل على ذلك ما قالته السويسرية "بيناو لاديف" بعد تركها للعمل، إذ تقول: " فلو حسبت أجر المربية، والمعلمين الخصوصيين، ونفقاتي الخاصة- لو أنني واصلت العمل ولم أتفرغ للأسرة -، لوجدتها أكثر مما أتقاضاه في الوظيفة"(2)

- أكدت نتائج الدراسات الاجتماعية لمعهد الأبحاث والإحصاء القومي الأوروبي، على تفضيل المرأة الإيطالية للقيام بدور ربة البيت على أي نجاح قد يصادفها في العمل. وأوضحت نتائج الأبحاث التي أجريت في خمس دول أوربية، وهي "إيطاليا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وأيضاً أسبانيا" بأن الإيطالية أكثر سعادة وتفاؤلاً بخدمتها للأسرة من سعادتها بالتقدم في أي عمل مهني، أو الوصول إلى مكانة وزيرة، أو سفيرة، أو رئيسة بنك، كما يفضلن أن يكن أمهات صالحات، ولسن عاملات ناجحات، وأشارت الدراسات إلى أن المرأة العاملة في إيطاليا تتخذ من العمل وسيلة للرزق فقط، وترفضه في أول مناسبة اجتماع عائلي، أو عندما يتمكن زوجها من الإنفاق على الأسرة وأجمع أكثر من 95% من السيدات في إيطاليا على إيمانهن العميق بقيمة الأسرة كأساس حقيقي للسعادة والاستقرار، والتأكيد بأن إصرار المرأة على العمل إنما هو محاولة هروب من أزمات أسرية(3)
- هناك دعوات لعودة المرأة الأمريكية إلى البيت والأسرة، وهذه الدعوات ليست صادرة عن الرجل فقط، وإنما تصدر- وهو الأمر المهم- من المرأة الأمريكية نفسها، إذ تفيد الإحصاءات والاستطلاعات أن حوالي 60% من النساء الأمريكيات العاملات يتمنين ويرغبن في ترك العمل، والعودة إلى البيت(4)
- تشير أرقام عدد العاملات في أمريكا- لأول مرة منذ عام "1367ه- 1948م"- إلى هبوط قليل، يعزى بصورة أساسية إلى الرغبة في توفير محيط أفضل للعائلة،ونشرت هذه النتائج في مجلة "أمريكا اليوم" بعنوان ( الكثيرات يخترن البقاء مع الأطفال في البيت) (5)

- مريم هاري تخاطب النساء المسلمات:
يا أخواتي العزيزات: لا تحسدننا نحن الأوربيات، ولا تقتدين بنا، إنكن لا تعرفن بأي ثمن من عبوديتنا الأبدية اشترينا حريتنا المزعومة؟! إني لا أقول لكن، كما يُقال لفتيات دمشق إلى الحرم إلى الحرم، ولكن أقول لكن إلى البيت إلى البيت كن حلائل، وابقين أمهات، كن نساء قبل كل شيء، قد أعطاكن الله كثيرا من مواهب اللطف الأنثوي، فلا ترغبن في مصارعة الرجال؟! ولا تجهدن في مسابقتهن، ولترض الزوجة بالتأخر من زوجها، وهي سيدته، ذلك خيرا من أن تساويه، وأن يُكرمها(6)

أوجست كونت
- يقول (أوجست كونت) مؤسس علم الاجتماع الحديث في كتابه " النظام السياسي " : لو نال النساء يوماً من الأيام هذه المساواة المادية التي يطلبها لهن الذين يزعمون الدفاع عنهن بغير رضاهن فإن ضمانتهن الاجتماعية تفسد بقدر ما تفسد حالتهن الأدبية لأنهن في تلك الحالة سيكن خاضعات في أغلب الصنائع لمزاحمة يومية قوية لا يمكنهن القيام بها، كما أنه في الوقت نفسه تتكدر المنابع الأصلية للمحبة المتبادلة(7)
- قال سامويل سمايلس الإنجليزي وهو من قادة النهضة في الغرب(إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية، لأنه هاجم هيكل المنزل، وقوض أركان الأسرة، ومزق الروابط الاجتماعية، فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم فصار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة، إذ وظيفة المرأة الحقيقية هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيتية، ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل خالية وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية، وتلقى في زوايا الإهمال وأطفئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل، وصارت زميلته في العمل والمشاق، وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة) (Cool

- كتبت الدكتورة (إيدا إيلين) في بحث لها : إن سبب الأزمات العائلية في أمريكا، وكثرة الجرائم في المجتمع، هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة، فزاد الدخل وانخفض مستوى الأخلاق، ونادت بعودة المرأة إلى بيتها لتعود للأخلاق حرمتها، وللأبناء والأولاد الرعاية التي حرموها ... وإن عودة المرأة إلى البيت هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه(9)
- أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي : إن الله عندما منح المرأة ميزة إنجاب الأولاد لم يطلب منها أن تتركهم لتعمل في الخارج، بل جعل مهمتها البقاء في المنزل لرعاية هؤلاء الأطفال(10)
وقال عضو آخر: (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقا إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة).
- وقد حذر اللورد بيرون من عمل المرأة خارج البيت واختلاطها بالرجال، ويرى وجوب اشتغال المرأة بالأعمال المنزلية وتحسين ملبسها وغذائها، وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير وضرورة تعليمها الدين(11)
- كتبت مدام (هيركور) الشهيرة بالمدافعة عن حقوق النساء إلىالفيلسوف الاشتراكي المشهور(برودون) تسأله رأيه في مسألة عمل النساء أجابها كما يقول في كتابه (ابتكار النظام) بأن هذه الجهود المبذولة من النساء لا تدل إلا على علة أصابت جنسهن، وهي تبرهن على عدم استعدادهن لتقدير قوة أنفسهن وسياسة أمورهن بذاتهن .
وبعد أن برهن على ذلك بالأدلة العلمية قال : إن حالة المرأة في الهيئة الاجتماعية إذا جرت على النسق الذي تريدينه كما هو حالة الرجل فيكون أمرها انتهى فإنها تصير مستعبدة مملوكة
- يقول الفيلسوف الاقتصادي (جول سيمون) في مجلة المجلات (المجلد ١٧ ) : "النساء قد صرن الآن نساجات وطباعات … الخ، وقد استخدمتهن الحكومة في معاملها، وبهذا فقد اكتسبن بضعة دريهمات، ولكنهن في مقابل ذلك قد قوضن دعائم أسرهن تقويضاً، نعم إن الرجل صار يستفيد من كسب امرأته، ولكن بإزاء ذلك
قل كسبه لمزاحمتها له في عمله، ثم قال : "وهناك نساء أرقى من هؤلاء يشتغلن بمسك الدفاتر، وفي محلات التجارات، ويستخدمن في الحكومة في وظيفة التعليم، وبينهن عدد عديدات في التلغرافات والبوسطات (هكذا)
والسكك الحديدية وبنك فرنسا والكريدي ليونيه، ولكن هذه الوظائف قد سلختهن من أسرهن سلخاً" .

- يقول (أوجست كونت) : وفي حالة عدم وجود زوج ولا أقارب (للمرأة) يجب على الهيئة الاجتماعية أن تضمن حياة كل امرأة، ثم يقول : وإليك في هذا الموضوع المعنى الحقيقي للرقي الإنساني : يجب أن تكون الحياة النسوية منزلية على قدر الإمكان، ويجب تخليصها من كل عمل خارجي ليمكنها على ما يرام أن تحقق وظيفتها الحيوية" .
- يقول (يجوم فريرو) البحاثة الشهير في أحوال الإنسان وتطوراته في (مجلة المجلات، المجلد : ١٨
"يوجد في أوروبا كثير من النساء اللواتي يتعاطين أشغال الرجال، ويلتجئن بذلك إلى ترك الزواج بالمرة،وأولاء يصح تسميتهن بالجنس الثالث، أي إنهن لسن برجال ولا نساء" .
ثم قال : وقد ابتدأ علماء العمران يشعرون بوخامة عاقبة هذا الأمر المنافي لسنن الطبيعية، فإن هاله النسوة بمزاحمتهن للرجال صار بعضهن عالة على المجتمع لا يجدن ما يشتغلن به، ولو تمادى الحال على هذا المنوال لنشأ منه خلل اجتماعي عظيم الشأن" .
-يقول (جول سيمون) : "يجب أن تبقى المرأة امرأة، فإنها بهذه الصفة تستطيع أن تجد سعادتها وأن تهبها لسواها، فلنصلح حال النساء ولكن لا نغيرها، ولنحذر من قلبهن رجالاً ؛ لأنهن بذلك يفقدن خيراً كثيراً ونفقد نحن كل شيء، فإن الطبيعة قد أتقنت ما صنعته، فلندرسها ولنسع في تحسينها، ولنخش كل ما يبعد عن قوانينها وأمثلتها"

- وتقول الكاتبة الشهيرة آنى رورد:
لأن يشتغل بناتنا في البيوت خوادم أو كالخوادم خير وأخف بلاءمن اشتغالهن في المعامل، حيث تصبح البنت ملوثة بأدران تذهببرونق حياتها إلى الأبد، ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين، فيها الحشمةوالعفاف والطهارة، فيها الخادمة والرقيق يتنعمان بأرغد عيشويعاملان كما يعامل أولاد البيت، ولا تمس الأعراض بسوء . نعمإنه لعار على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلاً للرذائل بكثرةمخالطة الرجال، فما بالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بمايوافق فطرتها الطبيعية من القيام في البيت وترك أعمال الرجالللرجال سلامة لشرفها(12)
- يقول ون سيمون في مجلة المجلات الفرنسية:المرأة التي تشتغلخارج بيتها تؤدي عمل عامل بسيط ولكنها لا تؤدي عمل امرأة.
- هتلر في أواخر أيامه قد بدأ يمنح الجوائز لكل امرأة تترك عملها خارج البيت وتعود إلى بيتها، وكذلك فعل موسوليني يومئذ .
- قال شوبنهور الألماني: (قل هو الخلل العظيم في ترتيب أحوالنا الذي دعا المرأة لمشاركة الرجل في علو مجده وباذخ رفعته، وسهل عليها التعالي في مطامعها الدنيئة حتى أفسدت المدنية الحديثة بقوى سلطانها ودنيء آرائها).
- قال اللورد بيرون: (لو تفكرت أيها المطالع فيما كانت عليه المرأة في عهد قدماء اليونان لوجدتها في حالة مصطنعة مخالفة للطبيعة ولرأيت معي وجوب إشغال المرأة بالأعمال المنزلية مع تحسن غذائها وملبسها فيه وضرورة حجبها عن الاختلاط بالغير)
- قال الفيلسوف المعاصر (برتراند رسل) : "إن الأسرة انحلت باستخدام المرأة في الأعمال العامة، وأظهر الاختبار أن المرأة تتمرد على تقاليد الأخلاق المألوفة، وتأبى أن تظل أمينة لرجل واحد إذا تحررت اقتصادياً" (13)

- الفيلسوف الكسيس كاريل:
والحقيقة أن المرأة تختلف اختلافا كبيرا عن الرجل، فكل خلية من خلايا جسمها تحمل طابع جنسها، والأمر كذلك بالنسبة إلى أعضائها، وفوق كل شيء بالنسبة لجهازها العصبي.
ثم يُتابع قائلا:
فعلى النساء أن ينتمين لطبيعتهن من غير محاولة لتقليد الذكور، فإن دورهن في تقدم الحضارة أقوى من دور الرجال ونحن مضطرون إلى قبول المرأة كما هي. (14)

(ب) منع الاختلاط:
- يقول العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى : "ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة.. وهو من أسباب الموت العام والطواعين المهلكة. ولما اختلط البغايا بعسكر موسى عليه السلام، وفشت فيهم الفاحشة أرسل الله تعالى عليهم الطاعون فمات في يوم واحد سبعون ألفاً، والقصة مشهورة في كتب التفسير، فمن أعظم أسباب الموت العام: كثرة الزنا بسبب تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال، والمشي بينهم متبرجات متجملات".
- قال العلامة بكر أبو زيد: وقد علم تاريخياً أن الاختلاط من أقوى الوسائل لإذلال الرعايا وإخضاعها، بتضييع مقومات كرامتها وتجريدها من الفضائل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم .
كما نعلم تاريخياً أن التبذل والاختلاط من أعظم أسباب انهيار الحضارات وزوال الدول، كما كان ذلك لحضارة اليونان والرومان(15)
- هملتن: إن أحكام الإسلام في شأن المرأة صريحة في وفرة العناية برقابتها، من كل ما يؤذيها، ويمس كرامتها، ويتناول سمعتها، ولم يُضيق الإسلام في الحجاب كما يزعم بعض الكتاب الغربيين بل إنه تمشى مع مقتضيات الغيرة والمروءة (16)
- وقالت اللادي كوك : إن الاختلاط يألفه الرجال، ولذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا ... ثم قالت : يا أيها الوالدان لا يغرنكما بعض دريهمات تكسبها بناتكما باشتغالهن في المعامل ونحوها، ومصيرهن إلى ما ذكرنا ... ولولا الأطباء الذين يعملون الأدوية للإسقاط لرأينا أضعاف ما نرى الآن من أبناء الزنا
- بروفيسور فون همر:
والحجاب في نظر الإسلام، وتحرم اختلاط النساء بالأجنبي، ليس معناه انتزاع الثقة بهن، وإنما وسيلة إلى الاحتفاظ، بما يجب لهن من الاحترام والاحتشام، وعدم التبذل، فالحق أن مكانة المرأة في الإسلام قمينة بأن تُغبط بها.(17)

- تقول الصحفية الأمريكية هيليان ستانبري:
" إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده، التي تُفيد الفتاة والشاب في حدود المعقول، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم تقاليد موروثة تُحتم تقييد المرأة، وتُحتم احترام الأب والأم، وتُحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية، التي تُهدد اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا، وذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة – تحت سن العشرين – هذه القيود صالحة ونافعة.
لهذا أنصحكم بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا.. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة. إن ضحايا الاختلاط يملئون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق". (18)
- تقول كاتبة أخرى: "إنه لعارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مَثَلاً للرذائل بكثرة مخالطة الرجال".
- قالت الكاتبة الإنجليزية اللادي كوك: عن أخطار وأضرار اختلاط النساء بالرجال فقالت (إن الاختلاط يألفه الرجال، ولهذا طمعت المرأة بما يخالف فطرتها، وعلى قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنا وههنا البلاء العظيم على المرأة... إلى أن قالت: علموهن الابتعاد عن الرجال أخبروهن بعاقبة الكيد الكامن لهن بالمرصاد).
- تقول لين فارلي : إذا كانت المرأة تقبل من نفسها أن تكون صيداًجنسياً، فإنَّ من حق الرجال أن يصطادوا.
- تقول (Lin Farley): في كتابها (الابتزاز الجنسي SexualShakedown): ( إن الاعتداءات الجنسية بأشكالها المختلفة منتشرة انتشاراً ذريعاً في الولايات المتحدة وأوروبا، وهي القاعدة وليست الاستثناء بالنسبة للمرأة العاملة في أي نوع من الأعمال تمارس مع الرجل... ) وتقول: (... إنّ تاريخ ابتزاز المرأة العاملة جنسياً قد بدأ منذ ظهور الرأسمالية، ومنذ التحاق المرأة بالعمل).
مما حدا ببعض مؤسسات المجتمع المدني و على رأسها مؤسسة (Single Sex Education ) إلى السعي إلى توعية المجتمع الأمريكي بخطر الاختلاط، وقد نجحت و بعد سجال دام ما يقارب 10 سنوات مع بعض المعارضين في إقناع الحكومة، فكان أن أصدر الرئيس الأمريكي عام 2006 قانونًا يسمح بفتح مدارس حكومية غير مختلطة والاهتمام بعمل المرأة عن بعد .
- أَكَّدَتِ النقابة القومية للمدرِّسين في بريطانيا، في دراسة أجرتْها: أنَّ التعليم المختلَط أدَّى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحًا، وأنَّ استخدام الفتيات لِحُبُوب منْع الحمل يتزايَدُ بكثرة عند الطالبات.
- وفي أستراليا: أُجْرِيَتْ دراسة على مائتين وسبعين ألف طالب وطالبة، تَبَيَّن فيها أنَّ طلاب التعليم غير المختلط تَفَوَّقُوا سلوكيًّا وأكاديميًّا على طُلاب التعليم المختلط.
- أما في أمريكا، فقد ذكرتْ إحدى المجلات هناك: أن نسبة التلميذاتالحوامل في المدارس والجامعات في بعض المدُن بلغتْ 48 %.
هذا الانحدارُ الأخلاقي جَعَل الرئيس الأمريكي السابق جون كندي يقول: "إنَّ الشباب الأمريكي مائعٌ ومُترَف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يَتَقَدَّمُون للتجنيد منهم ستة غير صالحين؛ وذلك لأننا سَعَيْنا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصوَر مستهترة؛ مما أدَّى إلى انهماكهم في الشهوات".ولذلك رصدت الإدارة الأمريكية في عام 2002 ما يزيد على ثلاثمائة مليون دولار؛ لتَشْجِيع التعليم غَيْر المختلط
- قال شوبنهور الألماني أيضا: (اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملةبدون رقيب ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجة ولا تنسوا أنكم سترثون معي للفضيلة والعفة والأدب وإذا مت فقولوا: أخطأ أو أصاب كبد الحقيقة).
خلاصة القول:
من كل ما تقدم يتبين لنا أن دعوة المرأة إلى نزول ميدان العمل، التي تختص بالرجال، المؤدي إلى الاختلاط بينهما، بحجة أن ذلك من مقتضيات العصر، ومتطلبات الحضارة أمر خطر له تبعاته الخطيرة، وثمراته المرة، وعواقبه الوخيمة، وآثاره الغير محمودة العواقب، فضلا عن انتشار المفاسد.
تلك المفاسد التي انتشرت في المجتمعات الأوربية والأمريكية وغيرها من التي وقعت في هذا البلاء العظيم ألا وهو مزاحمة المرأة للرجال في ميدان العمل، والاختلاط الذي نجم ذلك حيث نجد التذمر على مستوى الفرد والجماعة والحسرة التي ملأت القلوب والعقول على انقلاب المرأة على بيتها، وما نتج عن ذلك من تفكك الأسرة وهدم لقيم المجتمع، وتقويض لبناته.
فإخراج المرأة من بيتها الذي هو مملكتها، ومنطلقها الحيوي في هذه الحياة، إخراج عما تقتضيه فطرتها وطبيعتها التي جبلها – الله سبحانه وتعالى – عليها، فالدعوة إلى نزولها، ودخولها وهي متبرجة سافرة في الميادين التي تخص الرجال، أمر خطير على المجتمع الإسلامي، ومن أعظم أثاره الاختلاط، الذي يعتبر من أعظم الوسائل الموصلة إلى الزنا، الذي يفتك بالمجتمع، ويهدم قيمه وأخلاقه، ومعلوم أن – الله تبارك وتعالى – قد جعل للمرأة تركيبا خاصا يختلف عن تركيب الرجل تماما، هيأها به للقيام بالأعمال التي في داخل بيتها، والأعمال التي بين بنات جنسها.

معنى هذا
أن اقتحام المرأة لميدان الرجال الخاص بهم، يُعتبر إخراجا لها عن تركيبها، وطبيعتها وفي هذا جناية كبيرة على المرأة، وقضاء على معنوياتها وتحطيم لشخصيتها، ويتعدى ذلك إلى أولاد الجيل من ذكور وإناث، لأنهم يفقدون الحنان والعطف نظرا لأن ذلك الدور كانت تقوم به الأم، ولكنها تخلت عنه، وعزلت ذاتها عن مملكتها، الخاصة بها، وهربت إلى مملكة جديدة ألا وهي صراعها ومزاحمتها للرجال في ميدانهم، فأصبحت دمية في يد الجميع، بعد أن كانت ملكة في مملكتها، تحكم وتسيطر وتشجع الجميع بفيض حنانها، وتغمرهم بعطفها.

فالإسلام قد جعل لكل من الزوجين واجبات خاصة، على كل منهما الالتزام بها، ليكتمل بذلك المجتمع في داخل البيت وخارجه، فالرجل يقوم على النفقة والاكتساب، والمرأة تقوم بتربية الأولاد والعطف والحنان والرضاعة، والأعمال التي تناسبها، كتعليم الصغار وإدارة مدارسهم والتطبيب والتمريض لهم، ونحو ذلك من الأعمال المختصة بالنساء.
فترك واجبات البيت من قبل المرأة، يُعتبر ضياعا للبيت بمنْ فيه، ويترتب عليه ضياع الأسرة ماديا وأدبيا، وعند ذلك يُصبح المجتمع شكلا وصورة، لا حقيقة ومعنى، فهناك من الأعمال ما لا يتفق وطبيعة المرأة، ولكنه يتفق مع طبيعة الرجال، وليس في ذلك انتقاصا للمرأة، وليس فيه رفعة للرجل، إذ على قدر الحقوق الممنوحة لكل منهما، تُقدر الواجبات المفروضة عليهما.
ولذا جعل الله – سبحانه وتعالى – القوامة للرجال على النساء، لا للتقليل من شأن المرأة، وإنما لأن الرجل مكلف بأعمال لا تتناسب مع طبيعة وقدرة المرأة قال تعالى:
{ ٱلرِّجَالُ قَوَّٰمُونَ عَلَى ٱلنِّسَآءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَآ أَنْفَقُواْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ فَٱلصَّٰلِحَٰتُ قَٰنِتَٰتٌ حَٰفِظَٰتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُ وَٱلَّٰتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهْجُرُوهُنَّ فِي ٱلْمَضَاجِعِ وَٱضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }سورة النساء: - 34 –
وعن القوامة يُحدثنا المغيرة بن شعبة فيقول:
النساء أربع والرجال أربعة:
- رجل مذكر وامرأة مؤنثة فهو قوام عليها.
- ورجل مؤنث وامرأة مذكرة فهي قوامة عليه.
- ورجل مذكر وامرأة مذكرة فهما كالوعلين يتناطحان.
- ورجل مؤنث وامرأة مؤنثة فهما لا يأتيان بخير ولا يغلمان.(19)
فالإسلام حريص كل الحرص على جلب المصالح، ودرء المفاسد، وغلق الأبواب المؤدية إليها، ولاختلاط المرأة مع الرجل في ميدان العمل تأثير كبير في انحطاط الأمة، وفساد مجتمعها لأن المعروف تاريخيا عن الحضارات القديمة الرومانية واليونانية ونحوهما أن من أعظم أسباب الانحطاط والانهيار الواقع بها خروج المرأة من ميدانها الخاص بها إلى ميدان الرجال، ومزاحمتهم مما أدى إلى فساد أخلاق الرجال، وتركهم لما يدفع بأمتهم إلى الرقى المادي والمعنوي.
كما أن انشغال المرأة خارج البيت، يؤدي إلى بطالة الرجل، وخسران الأمة لانسجام الأسرة، وبالتالي انهيار صرحها وفساد أخلاق الأولاد فضلا عن أنه يؤدي إلى الوقوع في مخالفة، ما أخبر الله – سبحانه وتعالى – به في كتابه الكريم من قوامة الرجل على المرأة.
وقد حرص الإسلام على أن يُبعد المرأة عن جميع ما يُخالف طبيعتها، ففتح الباب لها بأن تنزل إلى ميدان الرجال، يُعتبر مخالفا لما يريده الإسلام من سعادتها واستقرارها – فالإسلام يمنع تجنيد المرأة في غير ميدانها الأصيل – وقد ثبت من التجارب المختلفة، وخاصة في المجتمع المختلط أن الرجل والمرأة لا يتساويان فطريا، ولا اجتماعيا، هذا فضلا عما ورد في الكتاب والسنة واضحا جليا في اختلاف الطبيعتين والواجبين – والذين ينادون بمساواة الجنس اللطيف المنشأ في الحلية، وهو في الخصام غير مبين – بالرجل يجهلون أو يتجاهلون الفوارق الأساسية بينهما.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى