مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اصحاب النار : الجزء الاول

اذهب الى الأسفل

* اصحاب النار : الجزء الاول Empty * اصحاب النار : الجزء الاول

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين مارس 07, 2016 3:50 am

اصحاب النار - الكافرون
مُساهمة طارق فتحي في الخميس 3 مارس 2016 - 19:06
طارق فتحي
عندما تمتلك كم ثر من المعلومات في مختلف صنوف المعرفة . تكون قد تحصلت على القليل من الكثير في مجموعة لا متناهية من العلوم والمعارف الكونية منها والحياتية . كان لزاما عليك ان تلجأ الى مكتبة العقل . فاخترت لكم اعزائي القراء زاوية جديدة ضمن صفحتي اسميتها ( رجع الصدى ) ساتناول فيها ما يخطر على القلب والعقل والجوارح من خواطر وحقائق . قلما يلتفت اليها احدنا . والغاية منها اشعال فتيل النقاش الجاد والبناء لمفاهيم العصر الذي نعيشه علنا نقترب من الحقيقة شيئاً فشيئاً . وبالله المستعان .
النار يوم القيامة تطلب المزيد من الكفار، لشدة غضبها على من عصى ربها.
قال الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ [30]} [ق: 30].

اصناف من الناس سيدخلون النار احذر ان تكون منهم
الصنف الاول : ( الكاافرون )
الكافر هو من يغطي الحقيقة بالباطل ويجحد الحق جحوداً . فالكافر في الاسلام هو من يعلم بصورة جيدة اخلاق الاسلام ومقبولية اركانه ومبادئة عقلاً لا نقلاً . ولكنه يرفض التصريح بهذه الحقيقة المسلمة بها فينكرها او يلبسها لبوس التاويل والتحريف ولي الكلام . وبالتالي ينكر الخالق والرسل والكتب المنزلة من السماء وغيرها من المغيبات . فيكون حكم هذا الشخص في الاسلام انه كافر . وسيدخل النار عقابا له فاحذر ان تكون من الكافرين .
قال تعالى : (فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) الآية 24 من سورة البقرة
قال تعالى : (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) لآية 131 من سورة آل عمران
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ [36]} [فاطر: 36].
قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا [64] خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا [65] يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَالَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا [66]} [الأحزاب: 64- 66].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا [56]} [النساء: 56].

لصنف الثاني : ( المنافقون )
معنى النفاق في اللغة العربية
النفاقُ في اللغة العربية، مأخوذٌ من "النَّافِقاء"، و النَّافِقاءُ هو المَخْرجُ المستورُ لِجُحْر اليربوع، حيث أنَّ لجُحْرِهِ مَخرجان، مَخْرجٌ ظاهرٌ يُسمّى "الْقاصعاء"، و مخرجٌ آخر غيرُ ظاهر مستور بالتراب يُسمّى "النَّافِقاء"، و هذا المخرج يستخدمه اليربوع في الحالات الطارئة للهروب من المهاجمين، و لدى استخدامه لهذا المخرج يقال : "نافق اليربوع"، أي استخدم النَّافِقاء.
عنى النفاق في المصطلح الإسلامي
و أما النفاق في المصطلح الإسلامي فَيُطلقُ على إظهار الإسلام قولاً و عملاً، و إضمار الكفر، و مَنْ يكون هذا حاله يُقالُ له "منافق".
و المنافق رأسماله الكذب و الخديعة، فيتظاهر بالإيمان و العمل الصالح، ليتستَّر بالإسلام على كفره ليأمن من بطش المسلمين، و ليدفع الخطر عن نفسه، و يكون المنافق في الغالب مرتبكاً و خائفاً من الفضيحة.
ظاهرة النفاق في الإسلام
ظاهرة النفاق هي من أخطر الأمور و أكبرها ضرراً على الأمة الإسلامية، و المنافقون هم بمثابة الطابور الخامس الذي يعمل لمصلحة العدو، و منذ اليوم الأول لولادة الإسلام و الأمة الإسلامية تعاني بشدة من هذه الظاهرة الخطيرة.
و لقد حذَّرَ الله عَزَّ و جَلَّ في القرآن الكريم الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) من خطر المنافقين في آيات عديدة و بيَّن بعض صفاتهم و آساليبهم و كشف عن بعض نواياهم و خططهم الخؤنة، كما و حذر الرسول المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) المسلمين من ظاهرة النفاق و المنافقين وفضح مخططاتهم في مواقف كثيرة.
المعذبون في النار متفاوتون بحسب الكفر والشرك والنفاق.. وبحسب المعاصي والكبائر.. وهؤلاء بعضهم الكفار والمنافقون وهناك عشرون اية تتحدث عن المنافقين في القران الكريم منها :
1- وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا النساء [4] - الآية [61]ا
2- فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا النساء [4] - الآية [88]
النساء [4] - الآية [138] - 3- بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما
- 4- وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا - النساء [4] - الآية [40
- 5- إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يرآؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا - النساء [4] - الآية [142]
النساء [4] - الآية [145] - 6 - إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا
- 7 - المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون - التوبة [9] - الآية [67]
- 8 - وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم - التوبة [9] - الآية [68]
التوبة [9] - الآية [73] - 9 - يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير
العنكبوت [29] - الآية [11] - 10 - وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين
الأحزاب [33] - الآية [1] - 11 - يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما
- 12 - ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما - الأحزاب [33] - الآية [24]
الأحزاب [33] - الآية [48] - 13 - ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا
- الأحزاب [33] - الآية [73] 14 ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما
- الفتح [48] - الآية [6] 15 ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا
- المنافقون [63] - الآية [1] 16 إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون
- المنافقون [63] - الآية [7] 17 هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون
- المنافقون [63] - الآية [8] 18 يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون
- التحريم [66] - الآية [9] 19 يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير
20 - قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ [68]} [التوبة: 68].

الصنف الثالث : ( المشركون )
الشرك بالله، مصطلح إسلامي يشير إلى جعل لله شَريكًا في العبادة وملكه. ويعتبر الإسلام ذلك من أكبر الكبائر، ويسمى صاحبه مشركًا. والشرك والكفر قد يُطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله أي: التكذيب والجحود بالله، وقد يُفرَّق بينهما فيُخَص الشرك بعبادة الأوثان أو النجوم وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله، فيكون الكفر أعم من الشرك.
معنى الشرك لغة:
قال ابن فارس: "الشين والراء والكاف أصلان، أحدهما يدلّ على مقارنة وخلافِ انفرادٍ، والآخر يدلّ على امتداد واستقامة.
فالأول: الشركة، وهو أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما، يقال: شاركت فلاناً في الشيء إذا صرت شريكَه، وأشركت فلاناً إذا جعلته شريكاً لك".
وقال الجوهري: "الشريك يجمع على شركاء وأشراك، وشاركت فلاناً صرت شريكه، واشتركنا وتشاركنا في كذا، وشركته في البيع والميراث أشركه شركة، والاسم: الشرك".
وقال أيضاً: "والشرك أيضاً الكفر، وقد أشرك فلان بالله فهو مشرك ومشركيّ"[3].
وقال الفيروز آبادي: "الشِّرك والشُركة بكسرهما وضم الثاني بمعنى، وقد اشتركا وتشاركا وشارك أحدهما الآخر، والشِّرك بالكسر وكأمير: المشارك، والجمع أشراك وشركاء".
معنى الشرك شرعاً:
قال ابن سعدي: "حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلوهية".
وقال الدهلوي: "إن الشرك لا يتوقّف على أن يعدِل الإنسان أحداً بالله، ويساوي بينهما بلا فرق، بل إن حقيقة الشرك أن يأتي الإنسان بخلال وأعمال ـ خصها الله تعالى بذاته العلية، وجعلها شعاراً للعبودية ـ لأحد من الناس، كالسجود لأحد، والذبح باسمه، والنذر له، والاستعانة به في الشدة، والاعتقاد أنه ناظر في كل مكان، وإثبات التصرف له، كل ذلك يثبت به الشرك ويصبح به الإنسان مشركاً.
الفرق بين الشرك والكفر:
1. أما من حيث اللغة فإن الشرك بمعنى المقارنة، أي: أن يكون الشيء بين اثنين لا ينفرد به أحدهما. أما الكفر فهو بمعنى الستر والتغطية.
قال ابن فارس: "الكاف والفاء والراء أصل صحيح يدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية"، إلى أن قال: "والكفر ضد الإيمان، سُمّي لأنه تغطية الحق، وكذلك كفران النعمة جحودها وسترها.
2. وأما من حيث الاستعمال الشرعي فقد يطلقان بمعنى واحد، قال الله تعالى: bracket.png وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا Aya-35.png وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا Aya-36.png قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا Aya-37.png لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا Aya-38.png La bracket.png[8].
وقد يفرق بينهما، قال النووي: "الشرك والكفر قد يطلقان بمعنى واحد وهو الكفر بالله تعالى، وقد يفرق بينهما فيخص الشرك بعبادة الأوثان وغيرها من المخلوقات مع اعترافهم بالله تعالى ككفار قريش، فيكون الكفر أعم من الشرك.

الصنف الرابع : ( الفاسقون )
الفِسقُ جمع : فسقة وفساق ، مؤنث فاسقة جمع : فواسق .
في اللغة
هو الخروج عن الشيء المعتاد أي فاجر وخارج عن طريق الحق والصلاح. ومنه قيل للفاره فويسقة فهي تفسق عن جادة طريقها اي تخرج وتنحرف ومنه قولهم فسق الرطب اذا خرج عن قشره.
قال الراغب الإصفهاني : فَسَقَ فلانٌ : خرج عن حجر الشرع ، و ذلك من قوله : فَسَقَ الرُطبُ ، إذا خرج عن قشره .
الفسق صطلاحا
فسق عن طاعة ربه إذ خرج عنها. هو كل من فعل حراما أو ترك واجبا ، فهو غير العادل .
فمعنى الفسق في المصطلح الشرعي هو خروج الإنسان عن حدود الشرع و إنتهاك قوانينه بالسيئات و ارتكاب المحرمات وهي الكبائر او الإصرار على الصغائر واعظمه الخروج الكلي بالكفر ثم البدعة ثم الكبائر.
الفسق والفاسقين في القرآن العظيم
فالفسق هو الخروج عن طاعة الله فإن كان بالشرك أو الكفر أو الإلحاد او الزندقة كان فسقا أكبرا.
" : الفاسق الْفَاجِرُ الَّذِي لاَ يَتَوَرَّعُ عَنِ ارْتِكَابِ الْمُوبِقَاتِ وَالْفَوَاحِشِ . ودليله قوله تعالى:
سورة الحجرات: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ Aya-6.png La bracket.png
سورة البقرة: Ra bracket.png وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ Aya-99.png La bracket.png[2]
سورة الأحقاف: Ra bracket.png وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ Aya-20.png La bracket.png.

الصنف الخامس : ( المستكبرون )
الله لا يحب المستكبرين
استكبر تعني استعظم، ورأى نفسه أعظم مكانة وأرفع منزلة من الناس، فهو من وجهة نظره ووفقًا لهذه الرؤية يستحق مقامًا مميزًا عن الناس، وإنَّ لفظ استكبر يكون أشد وقعًا من تكبر، فالاستكبار يعبر عن الإمعان والمبالغة وبذل الوسع في التكبُّر، واستثمار كافة المعطيات المادية وغير المادية المتاحة، واستخدام كل الأدوات المتوافرة لغرض التكبر.
وقد جاء لفظ المستكبرين في القرآن الكريم مع الذين يرفضون إفراد الله جل جلاله في الألوهية، قال تعالى: ﴿ إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ * لَا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ ﴾ [النحل: 22، 23]، فهؤلاء المستكبرون يرفضون ويستنكفون أنْ يَعبدوا الله جل جلاله، فتكون عقوبتهم في الدنيا أنَّ الله جل جلاله لا يحبهم، فالجزاء من جنس العمل، ولعل أول هؤلاء المستكبرين هو إبليس حين أبى واستكبر عن الانصياع لأمر الله جل جلاله في السجود لآدم أبي البشر سجود تكريم، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 34].

الصنف السادس : ( الظالمون )
الظالمون : أَهْل الْكُفْر وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الْإِيمَان
و مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .
وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
وَقَوْله : { وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } يَقُول : وَاَللَّه لَا يَهْدِي إلَى حُجَّة يَدْحَضُونَ بِهَا حُجَّة أَهْل الْحَقّ عِنْد الْمُحَاجَّة وَالْمُخَاصَمَة , لِأَنَّ أَهْل الْبَاطِل حُجَجهمْ دَاحِضَة . وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ مَعْنَى الظُّلْم : وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه , وَالْكَافِر : وَضَعَ جُحُوده مَا جَحَدَ فِي غَيْر مَوْضِعه , فَهُوَ بِذَلِك مِنْ فَعَلَهُ ظَالِمًا لِنَفْسِهِ .
وفِي ذَلِك قَالَ ابْن إسْحَاق . 4590 - حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا سَلَمَة , قَالَ : ثني مُحَمَّد بْن إسْحَاق : { وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ} أَيْ لَا يَهْدِيهِمْ فِي الْحُجَّة عِنْد الْخُصُومَة لِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الضَّلَالَة .
{ وَاَللَّه لَا يَهْدِي الْقَوْم الظَّالِمِينَ } : وَاَللَّه لَا يُوَفِّق لِلْحَقِّ وَالصَّوَاب الْجَمَاعَة الظَّلَمَة , وَهُمْ الَّذِينَ بَدَّلُوا الْحَقّ إِلَى الْبَاطِل , فَاخْتَارُوا الْكُفْر عَلَى الْإِيمَان . وَقَدْ دَلَّلْنَا فِيمَا مَضَى قَبْل عَلَى مَعْنَى الظُّلْم , وَأَنَّهُ وَضْع الشَّيْء فِي غَيْر مَوْضِعه بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَته .

الصنف السابع : ( اهل الفتن )
ل امرؤ القيس:
الحرب أول ما تـكون فَتيــّةً--------- تسعى بزينتها لكـل جهول
حتى إذا اشتعلت وشب ضرامها------ ولت عجوزا غير ذات حليل
شمطـاء ينكر لونـها وتغيرت-------- مكروهـة للشم والتقبيـل
الفتنة تبدأ مزينة فاتنة جميلة تغر وتخدع أصحاب الغفلة والعقول الضعيفة الذين لا ينظرون إلى الأفق ليدركوا مايدور في الخفاء، بل ينظرون تحت أقدامهم، فيظنوا فيها الخير، فينصرونها ويؤيدونها وهم لا يدرون أنها شر مستطير، وحرب كبير، ونار مستعرة، تنتشر فتهلك حرث قوم ظلموا أنفسهم!

ان الفتن اليوم تحيط بهذه الأمة من كل جانب، تحيط بها:
في دينها..
وفي قوتها واقتصادها ومعيشتها..
وفي نسائها وفتياتها..
وأطفالها وشبابها وكبارها..
فتن تنزل كقطع الليل المظلم، حتى إن الرجل ليصبح مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل، كما جاء في الأثر، والذي يراها القليل من الناس، ومن رآها واستيقن حقيقتها ورأى ضعف أهل الحق وقوة أهل الباطل، وأدرك عجزه وقلة حيلته أخذه الهم كل مأخذ، حتى إنه ليتمنى وهو يمر بقبر مسلم أن يكون مكانه، كما قال رسول الله:
( لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه) ..
فالفتن كثيرة، والصالحون قليل، والعذاب وشيك.
فمن معاني الفتنة في القرآن: تعذيب أعداء الله في النار؛ كما في قوله تعالى: ﴿ قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ * يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 10 - 14].
ومن معاني الفتنة في القرآن: إمهال الظالم وعدم معاجلته بالعقوبة؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [الأنبياء: 111].

الصنف الثامن : ( المجرمون )
أُّيها الإخوة الك ارم٬ ألاَ تثير هذه الآية تساؤلا ت كثيرة٬ و من أظلم من " هنا استفهامية , "أظلم " اسم تفضيل٬ أي٬ ليس في الأرض كلها انسان اشُّد ظلما لنفسه و لغيره.
( ومن اظلم من ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين لمنتقمون ) السجدة
وعلى كلّ حال فالمجرم في مقابل المسلم ، فالثاني يسلم الأمر إلى اللّه سبحانه ، والآخر يسلم الأمر إلى هواه ، يقول سبحانه : ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمينَ كَالْمُجْرِمينَ ). (القلم : 35 ).
ولأجل غرورهم وتكبّرهم على الأنبياء والمؤمنين عادوهم ، يقول سبحانه : ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمينَ ). (الفرقان : 31).
وقال سبحانه : ( ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَونَ وَمَلائهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوماً مجْرِمين ) (يونس : 75 )
( فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون ) (الدخان : 22).
فالمجرم ليس هو الضال بل يكون مضلاً أيضاً ، وثمة طائفة من الظالمين ينسبون ضلالهم إلى المجرمين يقول سبحانه : ( وَما أَضَلّنا إِلاّ الْمُجْرِمُون ). (الشعراء : 99 ).
وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ [74] لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [75] وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [76]} [الزُّخرُف: 74- 76].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ [47] يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ [48]} [القمر: 47- 48].

الصنف التاسع : ( المكذبون )
قال تعالى :" ويلٌ يومئذٍ للمكذبين "
الاية تعد دليلا وحجة من حجج الربوبية على المكذبين الذين انكروا المعاد وكذبوا به
والاية فيها توعد واضح باهلاكهم وإشارة ضمنية الى توحد الربوبية لأن المهلك والقادر على التصرف والتدبير هو الله وحدة فلا مهلك الا الله
والاية تدل على وجود يوم للفصل والقضاء فيه والاقتصاص من المكذبين فيه ليجازى المحسنون على احسانهم والمسيئون على سيئاتهم والمجرمين على اجرامهم بعد ان القى الله الحجج على عباده في دار الدنيا وهي محل التكليف ليوفيهم اعمالهم اذ لا تستوعب دار الدنيا ثواب المطيع وعقاب العاصي فلا بد من يوم يجازي فيه الفريقان قال تعالى " وكلا ليوفينهم اعمالهم "
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ، فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ، فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ، نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ، أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ، أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ، نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ، عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾

الصنف العاشر : ( القاتلون )
إن القدوم على قتل المسلم عمدا يعتبر كبيرة من أكبر الكبائر وجريمة من أعظم الجرائم. قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً {النساء :93}.
وأما قتل الخطأ ففيه الدية والكفارة، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلاَّ خَطَئًا وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا {النساء:92}..
وأما المقتول عمدا فإن أولياءه يستحقون القصاص من القاتل، إذا لم يرضوا بالعفو عنه أو بالدية.
يتضح مما سبق لا يجوز للمسلم قتل المسلم خاصةً وغير المسلم عامةً . فالمسلم لا يقتل احداً .
القاتل عمداً إذا تاب تاب الله عليه، ولكن لا تعفيه توبته من عقوبة القصاص؛ لأنه حق للمخلوق، فالقتل عمداً يتعلق به ثلاثة حقوق:
حق للهِ عز وجل.. وحق للمقتول.. وحق للولي.
فإذا سَلَّم القاتل نفسه طوعاً واختياراً إلى الولي، نادماً على ما فعل، وخوفاً من الله، وتوبة نصوحاً، سقط حق الله بالتوبة، وسقط حق الولي بالاستيفاء أو الصلح أو العفو، وبقي حق المقتول.
وشرط التوبة منه استحلاله وهو هنا متعذر، فيبقى تحت مشيئة الله سبحانه، ورحمته وسعت كل شيء.
قتل شبه العمد:
- قتل شبه العمد: هو أن يقصد بجناية لا تقتل غالباً، إنساناً معصوم الدم، ولم يجرحه بها، فيموت بها المجني عليه.
كمن ضربه في غير مقتل بسوط، أو عصاً صغيرة، أو لكزه ونحو ذلك.
فالضرب مقصود، والقتل غير مقصود، فسمي شبه عمد، ولا قصاص فيه.
.حكم قتل شبه العمد:
حكم قتل شبه العمد: محرم؛ لأنه اعتداء على آدمي معصوم.
ومنها: قولُه تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} [الفرقان: 68-70]؛ فيُحْمَل مُطلَقُ آيةِ سورةِ النِّساء على مُقَيَّد آيةِ الفُرقان، فيكونُ معناهُ: فجزاؤُه جهنَّمُ خالدًا فيها، إلاَّ مَن تاب.

الصنف الحادي عشر : ( المحتكرون )
يشمل هذا الصنف المحتكرون لوسائل الاقتصاد وحرمان المجتمع منها والذين يكنزون الاموال العينية والنقدية بسبب المضاربة فيها بالسوق وارتفاع اسعارها ويشمل ايضا كل ما يدخل تحت مظلة الاحتكار افرادا وجماعات كالشركات الاحتكارية والرساميل العالمية وغيرها
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [34] يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ [35]} [التوبة: 34- 35].
الذين يكتمون ما أنزل الله:
قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [174]} [البقرة: 174].
وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ الله بلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ القِيَامَةِ». أخرجه أبو داود والترمذي.

الصنف الثاني عشر : ( من خفت موازينه )
واما من خفت موازينه أي رجحت سيئاته على حسناته عند الميزان في يوم الحساب .
قوله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ ))؟
وأما من خفت موازينه بسبب كفره وضلاله وعدم إيمانه، فأمه هاوية، يعني النار نعوذ بالله، ولهذا قال بعدها: وما أدراك ماهيه، نار حامية، هذه عاقبة هؤلاء الصنف من الناس .

الصنف الثالث عشر : ( اتباع الشيطان )
هل نفع تحذير القران من كيد الشيطان وتوسيلاته؟
إلا أن هذا التحذير لم يلق الأذن الصاغية عند كثير من البشر فلذا نجدهم سقطوا في براثن الشيطان ومكائده وتلوثوا بالمعاصي والذنوب وهذا ما أكدته الآيات الكريمة التالية:
1ــ آية تشير إلى وقوع البشر في الزلل كما في قوله تعالى: ( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ). (سورة البقرة، الآية: 36).
2ــ آية تشير إلى اغترار البشر بتسويل الشيطان فوقعوا في الردة كما في قوله تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ). (سورة محمد، الآية: 25).
3ــ آية تشير إلى تزيين الشيطان للإنسان أعماله السيئة فابتعد بسبب ذلك عن الطريق الصحيح كما في قوله تعالى: ( وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ). (سورة النمل، الآية: 24).
4ــ آية تشير إلى سيطرة الشيطان على عقول بعض الناس إلى درجة أنهم نسوا ربهم الذي خلقهم وأنهم عليهم كما في قوله تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ). (سورة المجادلة، الآية: 19).

الصنف الرابع عشر : ( المنتحرون )
الانتحار هو الفعل الذي يتضمن تسبب الشخص عمداً في موت نفسه. تُرتكب جريمة الانتحار غالباً بسبب اليأس، والذي كثيراً ما يُعزى إلى اضطراب نفسي مثل الاكتئاب أو الهوس الاكتئابي أو الفصام أو إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات. وغالبًا ما تلعب عوامل الإجهاد مثل الصعوبات المالية أو المشكلات في العلاقات الشخصية دوراً في ذلك. وقد أوردت بيانات لمنظمة الصحة العالمية بأن 75% من حالات الانتحار تسجل ما بين متوسطي الدخل وسكان الدول الفقيرة. وتشمل الجهود المبذولة لمنع الانتحار تقييد الوصول إلى الأسلحة النارية، وعلاج الأمراض النفسية وإساءة استعمال المخدرات، فضلاً عن تحسين التنمية الاقتصادية.
وقد تأثرت وتباينت وجهات النظر حول الانتحار بالموضوعات الوجودية العامة مثل الدين والشرف ومعنى الحياة. تعتبر الأديان الإبراهيمية تقليديًا أن الانتحار معصية لله ويرجع ذلك إلى الإيمان بقدسية الحياة.
قال سبحانه: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}،
فالانتحار من الآثام العظام والذنوب الكبار التي توعد النبي صلى الله عليه وسلم فاعلها بالعذاب الأليم؛ لأنه دليل على ضعف الإيمان ورقة الدين، والمؤمن حقاً لا يقدم على الانتحار مهما أصابه من بلاء الدنيا ولأواها، بل يصبر ويحتسب مقتدياً في ذلك بالنبيين صلوات الله وسلامه عليهم، مدركاً حقيقة الحياة الدنيا وأنها دار امتحان وابتلاء: {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}.

اصناف من الناس سيدخلون النار احذر ان تكون منهم
الصنف الخامس عشر : ( آكلوا اموال اليتامى )
فإن الله سبحانه وتعالى أكد النهي عن أكل مال اليتيم ظلماً، فقال جل من قائل:
(ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) [الإسراء: 34].
وقال: (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) [النساء: 2].
ثم ذكر آية مفردة في وعيد من يأكل أموال اليتامى، وحدد فيها نوع الجزاء والعقاب،
فقال: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) [النساء: 10]،
أي إذا أكلوا مال اليتامى بلا سبب، فإنما يأكلون في بطونهم ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا السبع الموبقات، قيل: يا رسول الله وما هن؟
قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات"
قال السدي، يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه، ومن مسامعه وأنفه وعينيه، فيعرفه كل من رآه بأكل مال اليتيم. وروى ابن مردويه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: "يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً، قيل: يا رسول الله من هم؟ قال: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً"،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحرِّج مال الضعيفين المرأة واليتيم" أي أوصيكم باجتنابهما رواه ابن مردويه.
وقد ذكر سبحانه وتعالى الأكل، إلا أن المراد منه كل أنواع الإتلافات، فإن ضرر اليتيم لا يختلف بأن يكون إتلاف ماله بالأكل، أو بطريق آخر، فأكل مال اليتيم ظلماً إذاً كبيرة بالإجماع.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى