مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* عبدة الشيطان في تاريخ المسلمين - عبدة الشيطان في الوطن العربي.

اذهب الى الأسفل

* عبدة الشيطان في تاريخ المسلمين - عبدة الشيطان في الوطن العربي. Empty * عبدة الشيطان في تاريخ المسلمين - عبدة الشيطان في الوطن العربي.

مُساهمة  طارق فتحي السبت يوليو 23, 2011 4:53 pm

عبدة الشيطان في تاريخ المسلمين
مُساهمة  طارق فتحي في الثلاثاء 4 أكتوبر 2011 - 7:56
اليزيدية (عبدة الشيطان):
نشأتْ هذه الطائفة في أوَّل أمْرِها في منطقة "الشيخان"، ومنها انتشرتْ في باقي المناطق.
ففي مواطن اليزيدية كان قبيل "ترهايا"، وهم مِنَ المجوس الذين نزحوا إلى جبال حلوان لَمَّا فَتَح المسلمون بلادَ الفُرْس، وقد دخلوا الإسلام، غير أنَّ عُزْلتَهم عن الناس جعلتْ معتقداتِهم خليطًا بين الوثنيات المجوسيَّة، وتقاليد القوم، مع دراية سطحية بالدِّين الإسلامي، ثم انتشرتْ فيهم الطرق الصوفية[14]، حتى غلبتْ عليهم الطريقة العدوية؛ نسبةً للشيخ عدي بن مسافر[15]، الذي بلغ عندَهم مقامًا لا يحوزه أحدٌ من البشر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة، نظمًا ونثرًا، وغلوا في الشيخ عدي، وفي يزيد، بأشياءَ مخالفة لِمَا كان عليه الشيخ عدي - قدَّس الله رُوحه - فإنَّ طريقته كانت سليمة، ولم يكن فيها من هذه البِدع"[16].
واليزيدية في الأصْل كانت تُسمَّى بالطائفة العدوية، قال أبو سعيد عبدالكريم بن محمد السمعاني (توفي 562هـ/1166م)؛ أي: بعد خمس سنوات من وفاة الشيخ عدي، في الورقة 600 من كتابه "الأنساب"، الذي طبعَه المستشرق البريطاني ماركليوث عام 1912م: "وجماعة كثيرة لقيتهم بالعراق في جبال حلوان، ونواحيها من اليزيدية، وهم يتزهَّدون في القُرى التي في تلك الجبال، ويأكلون الحال[17]، وقلَّما يخالطون الناس، ويعتقدون الإمامةَ في يزيد بن معاوية، وكونه على الحق"[18].
خَلَف الشيخَ الأعزب بعدَ وفاته ابنُ أخيه أبو البركات بن صخر بن مسافر، ثم خَلَف أبا البركات ابنُه عدي بن أبي البركات، الملقَّب بأبي المفاخر، والمشهور بالكردي، وكان صالحًا مثل أبيه، مُكْرِمًا لأهل الدِّين والعلم، وافرَ العقل، شديدَ التواضع، وكانتِ الطريقة في أيَّامه على غاية من الصفا في جوهرها[19].
ثم خلفهم الشيخ حسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر، الملقَّب بتاج العارفين، شمس الدين أبو محمَّد شيخ الأكراد، ولد سنة 591، وتوفي 644، وفي زمانه بدأ الانحراف عن نهْج الطريقة العدوية الأولى، وزاد الغلوّ في الشيخ عدي بن مسافر الأموي، وفي خلفائه، كما كَثُر الضلال في تعاليمه.
رأى الشيخ حسن تكاثرَ المريدين من حوله، فألْقَى هالة من القداسة حولَ نفسه، بأنِ اعتزلهم لسِتِّ سنوات، ثم طلع عليهم بكتاب "الجلوة لأهل الخلوة"، به خليطٌ من الوثنيات القديمة، والمجوسية والزرادشتية، واليهودية والنصرانية والإسلام، وسَوَّر عقائده بسِياج من السِّريَّة، ومنَعَهم من القراءة والكتابة؛ كيما ينقادوا له طواعيةً، ثم حادت الطريقة العدوية إلى اليزيدية الحالية شيئًا فشيئًا، ومِن الذين أثَّروا على الشيخ حسن وغيَّروا أفكاره وعقيدته محي الدين ابن عربي (550 - 638هـ) أثناء تردُّد الشيخ حسن إلى الموصل، حيث كان يُقِيم ابن عربي.
وبالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقةٍ لليزيديِّين لأسباب عِدَّة، فإنَّ التخمينات تجعل أعدادَهم كما يلي: في العراق 40 ألف نسمة، في سوريا 25 ألفًا، في تركيا 50 ألفًا، في أرمينيا 55 ألفًا، في جورجيا 45 - 50 ألفًا، وبذلك فإنَّ عددهم في العالَم يتجاوز 200 ألف يزيدي[20].
عقيدتهم:
يؤمنون بوجود إله أكبرَ خالقٍ لهذا الكون، إلاَّ أنَّه لا يُعْنى بشؤونه، بعدَ أن فوَّضها لمساعدِه، ومنفذ مشيئته "ملَك طاوس"، والذي يرتفع في ذِهْن اليزيدية إلى مرتبة الألوهية، حتى إنَّهم يسبحون به، ويتضرَّعون له، وهو الملاك الأعظم الذي عَصَى الله في بَدْء الخليقة، فعاقبه الله على خطيئته، فظلَّ يبكي سبعة آلاف سَنَة، حتى ملأ سبعَ جرار من دموعه، وألقاها في جهنم، فأطفأ نارها، فأعاده الله إلى مركزه الرفيع في إدارة الكَوْن.
ولَعْن الملاك طاوس، وتسميته بالشيطان، واعتقاد أنَّه خالق الشر، مخالِف لمعتقدات اليزيدية، بل يجب تسبيحُه، إن لم يكن حبًّا فيه، فدفعًا لغضبه.
أما نبي هذه الدِّيانة فهو الشيخ عادي، الذي يَرْوُون عنه أخبارًا ورواياتٍ عديدة، ويرفعونه لدرجة التقديس، والعلاقة بين شخصية الشيخ عادي والشيخ عدي بن مسافر غامضةٌ جدًّا.
ويعتقدون في وجود آلهة موكل إلى كل منها شأن من شؤون الدنيا، ومِن ذلك "بري أفات"، وهو إله الفيضانات والطوفان، و"خاتونا فخران" وهي إلهة الولادة عندَ النساء...إلخ، ويعتقدون بوجود أنصاف آلهة مثل "مم شفان"، وهو إله الغنم، و"العبد الأسود" إله الآبار، و"ميكائيل" إله الشمس... إلخ.

وفيما يتعلَّق بالشيطان الذي ارتبطتْ به الديانة اليزيدية:
فإنهم يُقدِّسونه ويحترمونه، ويَحْلِفون به، ويعتبرونه رمزًا للتوحيد بزعمهم؛ لرفضه السجودَ لآدم - عليه السلام - ويُسمُّون الشيطان "طاوس ملك"؛ أي: "طاوس الملائكة".
ولليزيدية سبعة طواويس، لكلٍّ منها اسمُه الخاص، وقد صنعوا لكلِّ طاوس تمثالاً خاصًّا، وسبب ذلك هو عدم كفاية طاوس واحد لجميع اليزيدية؛ لأنَّهم منتشرون في أقاليمَ متباعدةٍ جدًّا.
ويعتقدون أنَّ أصل الملائكة مِن نور الله سبحانه، وأنهم قد شاركوا الله في خَلْق الكون.
وأما الكتب المقدسة لديهم، فهناك "مصحف رش"، وينسبونه إلى الشيخ عدي بن مسافر، ويتحدَّث عن بداية خَلْق الكون، ومراحل تكوينه، وخَلْق آدم، وامتناع عزازيل (الشيطان) عن السجود لآدم، كما أنَّه يحتوي على بعض الأوامر والنواهي، وذِكْر بعض المحرَّمات.

مظاهر عَبَدة الشيطان المعاصرة
انتشرتْ مظاهر وطقوس عَبَدة الشيطان في حاضرنا جهارًا نهارًا، ولم يعد للسِّريَّة داعٍ؛ إذ الحُكم لهم في مجتمعاتهم ولمبادئهم، فشعارات "الحرية" بلغتْ مداها، والماسون استنفذوا طاقتَهم في إقناع هذه المجتمعات الإباحيَّة بلزوم الحُريَّة لكل شيء، إي نَعَم، لكلِّ شيء، حتى الاعتقاد بألوهية الشيطان! ومن ثَمَّ سنُّوا لها القوانينَ المشرِّعة لها، الحامية لأتباعها، وقالوا: لكلٍّ شِرْعة هو مولِّيها، وشرعتنا: هوانا إلهنا، لا شريك له، عليه توكَّلْنا، وإليه ننيب.
- فلسفتهم:
الإنسان هو صورةُ الكون المصغَّرة؛ صورة مصغَّرة طِبق الأصل للكون الأكبر الأزلي، ولازم أزليَّة الكَوْن، أزلية الإنسان؛ أي: إنَّه غير قابل للفَناء، وظاهرة موته إنما هي انتقاله مِن حلقة لأخرى، إذ يتناسخ مِن درجةٍ لأختها، فهو أبديٌّ وقديم؛ أي: لا مَبدأ لنشأتِه، ولا مُنْتهى لمستقبله، فالبشر جميعهم آلهة، وعلى الإنسان التخلُّص مِن خوفه مِن الموت، فليس بالنهاية، لكنَّه نقطة الانطلاق إلى حلقة جديدة.
وفكرة "الخطيئة" ليستْ إلا بدعًا من الكلام، اختلَقَها الضعفاء، ثم تحوَّلوا لعبيدٍ لها؛ كيما يسترضُوا شعورَهم بالضعف، وغاية العبادة والصلاة هي في الوصول إلى "النور"، وذاك ببلوغ حالة النَّشْوَة والكمال، أو الصفاء الذِّهني، وللترقِّي إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقا الصاخِبة، والخمورَ والمخدِّرات والعقاقير، وبالطبع الممارسات الجِنسيَّة – الزِّنا - والشاذَّة أيضًا.
وبلوغ حالة النشوة لهم فيه دهاء كبير، فتهييج المشاعِر، وتخدير العقول، ثم غَسْل المعتقدات، وغَرْس المتعفنات عن طريق السماع في حضور جماعي، يتطلَّب حنكةً من رؤوس القوم، ومِن سبل الدِّعاية لهذا الفِكر موسيقا Black Metal، وهي موسيقا صاخِبة تعتمد على الجِيتار الإليكتروني، ومِن أشهر الفِرق التي تتغنَّى بعظمة الشيطان، وتدعو إلى فكره، فرقة Dimmu Borgir، وفرقة slayer، وأشهر مُغنٍّ يدعو إلى هذا الفكر يُدْعى مارلين مانسون، الذي ألَّف كتاب "الطريق الخارج من جهنم"، ويخرج أغانيه بأسلوب فلسفي يُثير غرائزَ الشباب، ويدعوهم للإعجاب بهذا الفِكر.
كما ألَّف أتباعُ هذه الطائفة الكتبَ الكثيرة؛ للدعوة إلى باطلهم، ومنها: "صمت إبليس" تأليف د. لورانس بازدر، و"إبليس تحت الأرض"، و"جاء لتحرير الرهائن"، و"الطقوس الشيطانية"، و"الساحر الشيطاني"، و"مذكرة الشيطان"[21].
يقول علماء النفس: إنَّ موسيقا "الروك" تصنع نوعًا من الغياب الذهني، وعلى وجه التحديد موسيقا "الميتال"، و"الديث ميتال"، فهي المفضَّلة في تجمُّعات العبادة والصلاة لديهم، إذ تصل نسبةُ الضوضاء في هذه الأنواع من الموسيقا إلى 120 ديسبل، مع تعاقب سريع جدًّا بيْن الإضاءة المبهرِة وسطَ ظلام حالك، يصل إلى ما يزيد عن 40 مرة في الثانية، وبهذه الضوضاء العالية جدًّا، والإضاءة المتسارِعة، مع المخدِّرات والخمور، يتمُّ شلُّ مقاومة العقل الإنساني الطبيعي، ويفقد الإنسانُ القدرةَ على التركيز، وبذا يصل إلى حالة النَّشْوة والكمال الذهني، التي تصل به إلى "النور" المزعوم، وما ذاك إلا حالة للشلل الفكري، ناتج عن تخدُّر الدِّماغ، وانهيار التركيز، مع تعاقُب الترميز، فتتوارد صُورٌ ذهنية في حالة لذَّة ذهاب العقل مع الطَّرَب، يحسبها الظمآن – روحيًّا - وحيًا.
وفي ذلك الحال يأتي دَورُ الحضور الجماعي، بإلقاء القادة الرسائلَ الإيحائية في هذا الجوِّ المخدِّر للعقول، تلك الرسائل تهيِّج مشاعرَ المتعبدين المجتمعين معًا بالمئات، بل بالآلاف، وتكون في شكل وصايا؛ كيما يتوهمَ القداسة فيها.

الوصايا التِّسْع لعَبَدة الشيطان:
1- أطلِقِ العِنانَ لأهوائك، وانغمس في اللذَّة.
2- اتبع الشيطان، فهو لن يأمرَك إلاَّ بما يؤكِّد ذاتك، ويجعل وجودَك وجودًا حيويًّا.
3- الشيطان يمثِّل الحكمة والحيوية غير المشوهة، وغير الملوثة، فلا تخدعْ نفسك بأفكار زائفة، سرابية الهدف.
4- أفكار الشيطان محسوسةٌ ملموسة، ومشاهدة، ولها مذاق، وتفعل بالنفس والجِسم فِعلَ الترياق، والعمل بها فيه الشفاءُ لكلِّ أمراض النفس.
5- لا يَنبغي أن تتورَّط في الحُبِّ، فالحبُّ ضعْف، وتخاذل وتهافت.
6- الشيطان يمثِّل الشفقة لمن يستحقونها، بدلاً من مضيعة الحبِّ للآخرين، وجاحدي الجميل.
7- انتزعْ حقوقَك من الآخرين، ومَن يضربك على خدِّك، فاضربْه بجميع يديك على جسمه كلِّه.
8- لا تحبَّ جارَك، وإنما عامله كآحاد الناس العاديِّين.
9- لا تتزوَّج، ولا تُنجب، فتتخلَّص من أن تكون وسيلةً بيولوجية للحياة، وللاستمرار فيها، وتكون لنفْسك فقط[22].
وهذه الوصية الأخيرة هي للمانوية الثنوية الفارسية؛ دعاة هلاك البشر، واستعجال الفَناء.

الإشارات والرموز التي تُميِّز عَبَدة الشيطان:
- الوَشْم: على أشكال الشياطين، على جميع الجِسْم، ومنها النجمة السُّداسية، ورقم 666، وهو رقم الشيطان عندهم، ورسومات مفزِعة ترمز للعُنْف والرعب، كرسم الجمجمة والعظمتين، علامة خطر الموت، ورسْم الحيوانات الخياليَّة المفزعة، والشياطين، ورسوم جِنسيَّة، وكلمات بذيئة.
- قصَّات معينة للشَّعْر: مع الوشْم على الرأس، أو وضْع شعارات الجماعة.
- فصوص وأقراط وسلاسل: ذات أشكال معيَّنة يرتدونها على كامل الجِسْم، حتى الشفاه والرقبة، والأنف، وجمجمة الرأس، والأيدي، والبطن.
أساور وقلادات وخلاخيل: ذات تصميمات معيَّنة تشير إلى أُمور خاصَّة بعبادتهم، بل حتى الأعضاء التناسليَّة لم تَسلَمْ من غرْز الأقراط، ولهم في ذاك معتقد خرْق المألوف، غير أنَّه من الحالات المازوشية، وهي عرض مرضي نفسي، يجعل صاحبَه يتلذَّذ بالألم.
- ومن رموزهم: ثقب الآذان وتوسيعها، وثقب الأنوف، وإلْصاق المسامير والحلقات بمناطق مختلفة مِن الجِسم، بشكل مؤذٍ ومقزِّز، يُنبِئ عن انعدام الذَّوْق والحس، يرمزون بذلك إلى مخالفة كلِّ الأعراف البشرية، والتميُّز بأنهم يتحدَّوْن الألَم، ورفض كل ما له علاقة بالقِيَم، أو الأخلاق، أو الدين.

طقوس عبادتهم:
- التأمل: يكون فرديًّا أو جماعيًّا، في إضاءة خافتة، أو على ضوء الشموع مع البخور؛ وذلك لإضفاء نوْع من الخشوع على المتعبدين.
- القداس الأسود: فيه يُستهزأ ويُتهكَّم على الله تعالى، وعلى المسيح وأمِّه وحوارييه، ويشتمونه فيما يُشبه الترانيم في العبادة الكنسيَّة، ويُكسَر الصليبُ ويُقلب، ويُحْرَق أكبر عدد من الكتب المقدَّسة عندهم، ويُقدِّمون الذبائح البشرية، ويتعاطون الخمورَ والمخدِّرات، والعقاقير المخدرة، ويمارسون كلَّ أنواع الفُحْش الشاذ.
- نبش القبور: والعَبَث بالجُثث، والرقص عليها، وممارسة الجِنس مع الجُثث الحديثة الدفن.
- السُّكْر الشديد: حتى الثُّمالة، مع تعاطي المخدِّرات بكميات كبيرة جدًّا، تجعل أشكالَهم تبدو بصورة غريبة وفظيعة.
- ذبح الحيوانات: يُطلب من الأتباع الجُدد والأطفال تربيةُ حيوانات مثل القطط والكلاب، ثم يَجْبرونهم على قَتْلها بطعنها وإخراج دمائِها وأحشائها، وإجبارهم على شُرْب دمائها، وتلطيخ أيديهم ووجوههم بها.
- الصلاة للشيطان: ممارسة صلاتهم باللَّيْل؛ لاعتقادهم أنَّ الشيطان لا يقبل الترانيمَ مع ظهور أول ضوء.
- إشعال النيران: وَسْطَ حلقة مستديرة في وَسَطِها نجمة خُماسية، والرقص على أنغام موسيقا "الروك" الصاخبة حولها، بعدَ تعاطي المخدرات.
- استحضار الشياطين: في غرفة مظلمة، مرسوم على جُدرانها رموزٌ شيطانية، وفيها مَذْبح مُغطًّى بالأسود، تُوضع على المذبح كأسٌ مليئة بالعِظام البشرية، وخِنجر لذبْح الضحية، ونجمة الشيطان ذات الأجنحة الخمسة المقلوبة، وتكون الضحيةُ إحدى الأعضاء، ويُفضَّل أن تكون ابنة زِنًا.
ويبدؤون طقوسَهم بالرقص، ثم يخلع الجميعُ ملابسَهم، وتتقدم الضحية في وسط الراقصين؛ لتذبحَ ويُشرب دمها.
- شرب الدماء: لاعتقادهم بتناقل الطاقَّة الرُّوحيَّة لحياة صاحب الدم نحوَ الشارب لدمه، وهذا الطقس يشمل دماءَ البشر والحيوانات على السواء، غير أنَّ دماء الأطفال هي المفضَّلة كأعلى القُربان للشيطان، فتجرُّع دمِ البريء الذي لم يقارفِ الخطيئة بعدُ، هو مِن شعائر تعظيم إله الشرِّ والخطيئة.
- أكل لحوم البشر: لاعتقادهم بتناسُخ القُوَى الرُّوحية، وانتقالها من المأكول إلى الآكِل، كأكْل قلوب الضحايا وهم أحياء أمامَ ناظريهم، قطع الرقبة، وسَلْق أجزاء الجِسم في المرجل، فسخ أشلاء المولود الجديد لأكْله، أكْل التعويذة السِّحرية مركبة من خليط من أعضاء الجسم المأكول، وفضلاتُ الجسم تُستعمل بتلطيخ الأطفال بها وهُم عُراة، ويجبرونهم على أكْلها؛ تقرُّبًا للشيطان.
- حجرة التعذيب: تُثبَّت الضحية على طاولة بقيود حديديَّة، ثم يُحلَق رأسها، بعدها يدخل قضيب بطول 85 سم مِن فتحة الشرج إلى المِعَى المستقيم، ثم يأخذ أعضاء الطقس في جرح صدر الضحية، ورسْم النجمة الخماسية الشيطانية المقلوبة، وتَحدَّث أطفال شهود عِيان عن نزْع الأعين، وقطْع الآذان، واستخراج الأدمغة، وخَلْع القلوب، وبَتْر الأيدي والأقدام، ومِن معتقدات عبدة الشيطان أنَّ عذاب الأضحية، كلَّما كان أبطء تحصَّلوا على قوة رُوحيَّة أكثر، وقَبول من الشيطان أكبر.
- سحق العظام: ليتمَّ تحويلها إلى مادة أولية لصناعة أواني يستعملونها في طقوسهم، كالكؤوس والفناجين، والصحون والدُّمَى، وما زاد عن حاجتهم يبيعونه للجماعات الأخرى من عَبَدة الشيطان مثلهم، ويحتفظون أحيانًا بالجماجم؛ ليشربوا فيها الدم.
- الاغتسال بالدماء: يُدعَى الطقس بـ"القمر الدموي"، ويكون في اللَّيالي القمرية الحمراء، حيث يتمُّ ملءُ مغطس بالدِّماء، بشرية أو حيوانية، ويغطس فيها لمدَّة زمنية معينة.
- قتل الحيوانات: للحصول على دمائها، يقوم الأتباعُ بتربية بعض الحيوانات الأليفة، ثم يُجبِرون أطفالهم على قتلها؛ ليتولَّدَ فيهم نزوة التلذُّذ بإيلام الآخرين، وعدم الاشمئزاز أو الخوف من القَتْل، والحيوانات المقتولة تكون من الحقيرة الصغيرة، كالفئران والجُرذان، إلى الضخمة كالأبقار، ولا يرحمون لا القِطط ولا الكلاب.
- طقس القارب: تُمدَّد الضحية على القارِب، وتُنشر عليها الأفاعي كي لا تتحرَّك، وحولها 6 شموع حمراء مضاءة، ويحيط بها 6 من أعضاء الجماعة، وهذا الطقس هو "طقس التطهير" من خطايا معاداة الشيطان.
- ممارسات جِنسيَّة شاذَّة، والأذى الذاتي.

عبدة الشيطان في الوطن العربي
أرجع صفوت وصفي أسبابَ هذه الظاهرة بالوطن العربي إلى أمور سبعة، نوجزها هنا؛ ليظهرَ لنا جانبٌ من أسباب تلك الطاعة العمياء للشيطان[23]:
1- سياسة تجفيف المنابِع، التي ازداد أُوارها بعدَ عملية السلام مع العدو الصِّهْيَوني، حيث انبثق عنها ما يُعرف بعمليات تطبيع العلاقات مع اليهود، والتي استتبعتْ غربلةَ المناهج الدراسيَّة، وإجراءَ كثير من التعديلات، والحذف لصالِح هذا التوجُّه، فضلاً عمَّا هو موجود أساسًا، من تحجيم لمواد التربية الإسلامية[24].
2- دور الإعلام المتواصِل عن طريق وسائله المنوَّعة في إثارة نزوات الشباب من الجِنسَيْن، وإشغالهم بالفِكر الهابط الرديء، والأغاني الماجِنة، والأفلام الخليعة، وترويج الكُتَّاب اليساريِّين للأفكار المنحرِفة في المجتمعات الإسلامية.
وقد اعتبر أنَّ مِن إرهاصات فِكْر عبادة الشيطان في بلادنا، المحاضرة التي ألقاها في بيروت الشيوعي السوري د. صادق جلال العظم سنة 1996 بعنوان "مأساة إبليس"، دعا فيها إلى ردِّ الاعتبار لإبليس، وهي المحاضرة التي ساقتْه إلى المحاكمة التي تراجع أمامَها؛ لينجوَ من العقاب، وهو تراجعٌ كاذِب، وقد ضمنها مِن بعد كتابَه "نقد الفكر الديني".
3- سوء استغلال شبكات الاتصالات الحديثة (الإنترنت)، والتي تحتوي على برامجَ تروِّج لمِثْل هذا الفكر المنحرِف، خاصَّة وأن شبكة الإنترنت، هي الوسيلة الأهم لنَشْر أفكارهم، والتواصُل بيْن الأتباع، ولهم على هذه الشبكة أكثرُ من ثمانية آلاف عنوان.
4- تحجيم التوعية الإسلامية، من برامجَ ومحاضرات وندوات، عن طريق العلماء والدُّعاة، ولا سيَّما في الجامعات والنوادي، والمراكز التربوية، بدعوى أنَّ لِمَن يلقونها أهدافًا غير مرضيٍّ عنها.
5- الحياة المترَفة والمنفلِتة، التي تعيشها أُسَرُ هؤلاء الشباب، بكل ما تعنيه الكلمة من معنًى، من شيوع التبرُّج والسفور، والاختلاط بيْن الجِنسَيْن، وترْك مسؤولية تربية الأبناء للخَدَم، أو للمدارس الداخلية، والتي عادةً ما تكون أجنبيةَ الولاء.
6- المدارس المختلطة بين الجِنسَيْن في كثير من الدول العربية، وخاصَّة الجامعات، ووضع المناهِج المختلطة، ووصول الأمْر إلى تدريب هؤلاء الشباب من الجِنسَيْن، في دورات ومعسكرات مختلطة، لا شكَّ أنها وسيلةٌ لإشاعة الفاحشة بينهم.
7- السياسة الأمنية المتطرِّفة، حيالَ الاتجاهات الإسلامية في بعض الدول العربية، والتي لا تُفرِّق بين صالح وطالح، ولا بيْن معتدلٍ وغالٍ.
8- تسخير وسائل الإعلام والثقافة والفن كافَّة؛ لنشرِ أفكار عَبَدة الشيطان، وجعلها مستساغةً عندَ المسلمين، ومن ذلك نشْرُ وسائل الإعلام الغربية لأفلامٍ تتحدَّث عن مصَّاصي الدماء، وأشخاص ذوي قُدرات سِحريَّة؛ ليغروا الشبابَ بامتلاكها إن وجدت، مثل فيلم الغراب "the crow"، ومسلسل "بافي"، و"إنجل"، و"بلايد" و"إندر" و"ورد" وغيرها، وللأسف تساهم كثيرٌ من الفضائيات العربية في نشْر مثل تلك الأعمال.

عبدة الشيطان في الجزائر:
في تحقيقٍ أجراه الصحفي الجزائري أمين شاوش، اكْتُشِف لأوَّل مرة وجودٌ لعَبَدة الشيطان بالجزائر رسميًّا، بجامعة باب الزوار.
من تقاليدهم: اللِّباسُ الأسود للرجال، والشفَّاف للفتيات، ممارسة الجِنس في الظلام، مع إشعال شمعتين في زاويتين متقابلتين، الرَّقْص على الموسيقا الصاخبة "البلاك ميتال"، التي يؤمنون بأنَّها توصلهم إلى "نور النفس".
ومن أهم معتقداتهم: اعتقادُهم بعدم وجود الله، وأنَّ وجوده خرافة ابتدعها العقلُ البشري، وأنَّ المسؤولية الأخلاقية منتفية، كما أنَّ الشيطان يمثِّل الذكاء، والتحرُّر، والسعي الدائم نحوَ الشهرة والمال والقوة؛ لأنَّه هو الذي أخرج آدمَ مِن الجَنَّة، فهو القوي، وجميعُ أفرادها من الطبقة الغنية الراقية، الشيء الذي ساعدهم على البَذَخ والتَّرَف، والعيش في مجون.."[25].

عبدة الشيطان في تونس:
كشَفَ تقريرٌ إخباري عن وجود طائفة من عَبَدة الشيطان في تونس مكوَّنة من نحو 70 شابًّا، أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية.
وأغلب أفراد هذه الطائفة يَقْطُنون العاصمةَ تونس، ويُحيطون نَشاطَهم بسِريَّة تامَّة، يجتمعون بثلاثة فضاءات سِريَّة بالعاصمة، لممارسة (طقوسهم)، المتمثِّلة في الرَّقْص على أنغام موسيقا "الهارد روك" الصاخبة، وذبْح كلاب وقطط سوداء، وشرب دمائها، وممارسة الشذوذ الجِنسي الجماعي.
وأتباع هذه الطائفة يُميِّزون أنفسَهم بوضْع عصابة سوداء عريضة على مِعْصم اليد اليُمنى، وارتداء ملابس وقُبَّعات سوداء، عليها صور لجماجم بشريَّة، وحمْل حقائب وإكسسوارات تحتوي على اللونين المفضَّلَيْن لعَبَدة الشيطان، وهما: الأحمر والأسود، ويستعملون فيما بينهم أسماءً غريبة، وأحدُ الأعضاء غيَّر اسمه من "محمد" إلى "عزرائيل"[26].

عبدة الشيطان في المملكة المغربية[27]:
القِصَّة بدأتِ الأربعاء 14 - 2 - 2007، حينما أبلغ تلاميذُ شاهدوا الحادثة، وهي تبوُّلُ مراهقين يلبسون أزياءَ غريبة، يغلب عليها الطابعُ الأسود، على المصحف الكريم داخلَ المدرسة؛ لينتشرَ الخبرُ بعدها خارجَ أسوار المدرسة وداخلَ المدينة، مما تسبَّب في انهيار أستاذة لم تتحمَّلِ الخبر، إذ شرعتْ في البكاء والصُّراخ.
وعن هذه المجموعة أضافتِ المصادر نفسُها: أنَّ أغلبها فتيات، ويبلغ عددها نحو 13 شخصًا، ويرتدون ألبسةً سوداء، ويعلق بعضهم الصلبان حولَ أعناقهم، ومعظمهم من عائلات ميسورة.
ومن خارج المدرسة، أكَّدت لـ"إسلام أون لاين.نت" مصادرُ مقرَّبة من حِزب العدالة والتنمية - فضَّلتْ عدم الكشف عن نفسها -: أنَّ الظاهرة في تنامٍ مستمرٍّ بمدينة القنيطرة، حيث تنتشر في بعض المناطِق مجموعاتٌ من المراهقين ذات لبس أسود موحَّد، ويعلقون صلبانًا وأقراطًا، ويوشمون أشكالاً غريبة على أجسادهم، وأوضحتِ المصادر نفسُها: أنَّ نشاطاتِ هذه المجموعات يلفُّها الغموض، وشدَّدتْ على أنَّ الأمر خطير، ويستلزم تكاتفَ جهود الأمن، والأُسر، والمربِّين في المدارس؛ لإعادة هؤلاء المراهقين التائهين إلى دِفء المجتمع.
واعتبر د.العلمي هذه الظاهرة: "نوعًا من التمرُّد، والرغبة في إظهار الجديد، التي تأخذ بعقول المراهقين، خاصَّة في ظلِّ وسائل الاتصال المتطوِّرة، التي أصبحتْ تميِّز العصر الحاضر".
ومتفقًا مع ما ذهب إليه د.العلمي، اعتبر الدكتور حسن قرنفل - الخبير الاجتماعي المغربي -: أنَّ انجذاب فئة من المراهقين إلى حلقات "عَبَدة الشيطان" هو "ضريبة العولَمة والتحرُّر، فالسياسة الليبرالية ليستِ اقتصاديةً فقط، بل لها انعكاساتٌ على باقي المستويات الأخلاقيَّة، والسِّياسيَّة والثقافيَّة".
ويرى د.قرنفل في تصريحات صحفية: أنَّه لكي يحافظ المجتمع على توازنه "لا بدَّ من أن تكون الأسرة مواكبةً لعملية الانفتاح، بنوع من المتابعة اليَقِظة لسلوكيات أبنائها وبناتها، لكن الملاحظ في المغرب: أنَّ تراكم الأعباء على الآباء، والتطوُّرات المتلاحقة للتكنولوجيا، تسمح للشباب بالاتصال بثقافاتٍ أخرى دون أيِّ مراقبة، أو توجيه من الآباء"[28].

عبدة الشيطان في مصر
اشتهروا في مصر في أواخر سَنَة 1996م، وأوائل سنة 1997م، لَمَّا قبضتِ الشرطة على نحو 140 فردًا منهم، من الذُّكور والإناث، كانوا جميعًا من أولاد الطبقة الغنية، تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة، وأنهم مِن خرِّيجي المدارس الأجنبية، ولا يعرفون شيئًا عن الإسلام برغم أنَّهم - في الأصل - مسلمون.
وعبادتهم للشيطان – كما ذكر هؤلاء الشباب لأساتذةِ الأزهر الذين ناقشوهم – إنما لأنَّه رمزٌ للقوة والإصرار، ولكلِّ ما هو لذيذ، وينبغي اقتناؤه وحيازته، ولم تكن أخلاقياتُ التوراة والإنجيل والقرآن، إلا لتكريس الضَّعْف، وحماية الضعفاء، وهؤلاء الأولاد يُريدون القوَّة، وأن يُشكِّلوا النظامَ التربوي من جديد، ويعيدوا النظرَ في أهداف التعليم، ويُقيموا العلاقات بين الناس وَفقَ مذهب اللذَّة والمنفعة، ويُقنِّنوا للحرْب التي هدفها الاستعلاء والاستكبار، وسيادة الجِنس الأقوى، والفرْد الأقوى.
وهؤلاء الجماعة ليسوا ناديًا ليليًّا، أو مضحكة يلهو بها الضاحكون، وإنما هم مجتمع رِسالة، هدفُهم تحصيل البديل للدافع الدِّيني المعاصر، بأن تكونَ لهم القوة الشيطانية، والقدرات الشيطانية، والذكاء الشيطاني.
وواضحٌ من أقوال معلِّمي الجماعة الذين ناقشهم علماءُ الأزهر: أنهم يعتبرون عبادةَ الشيطان هي الموضة الجديدة، أو صرعة التسعينيات، مثلَّما كانتِ "الوجودية" صرعة الخمسينيات، و"الهيبيز" صرعة السبعينيات.
ويؤكِّد معلِّمو الجماعة في مصر: أنَّ عبدة الشيطان ليسوا من الخاملين، فهم موهوبون ومبدِعون، وليسوا منحرِفين، ولكنَّهم يمارسون الحياةَ من غير قيود الأخلاقيِّين، وعبدة الشيطان في مصر يستمدُّون أفكارهم كذلك من كتاب "الإنجيل الأسود"، المطبوع في إسرائيل خِصِّيصًا لبلاد الإسلام، وكانتْ أول مجموعة تم القبض عليها من المتردِّدين على منفذ طابا.
يردُّ الدكتور مصطفى الشكعة حركةَ عبدة الشيطان إلى شكلية تدريس الدِّين في المدارس الإسلامية، ويَزيد ذلك دراسةُ طلبة الجامعات لموادَّ تدعو إلى الغُرْبة الدينية؛ ولذلك يتخرَّج الكثيرون وقد تعرَّوْا من كلِّ ثوْب ديني.
ويقول الدكتور عبدالبديع عبدالعزيز: إنَّ قضية مثل عَبَدة الشيطان لا تنشأ في مجتمع جادٍّ تَميَّز بالقيم الدينية، ولكنَّها تظهر في طبقة المترفين، ذوي الخواء الفِكري، والضحالة الدِّينيَّة، فعلى الرغم من الوفْرَة المادية وملذَّاتها الحِسية، نجد الشابَّ متخلفًا رُوحيًّا، يبحث عن أيِّ معبود من دون الله، وقد ثَبَت الآن أنَّ الإيمان فطري، وأنَّ الشباب في حاجة للإيمان، وقد تهيَّأتْ لشبابنا الأفكارُ الشيطانية دون غيرها، فصاروا شيطانيِّين.
يقول الدكتور عادل الأشول: إنَّ هذه الدعوى لم تَجِد صدًى إلا عند الشباب في سِنِّ المراهقة، ومعروف أنَّ مرحلة المراهقة بمثابة ميلاد جديد، وفترة تمرُّد وعصيان، وتكوين هُويَّة، ووسائل الإعلام عليها العبءُ الأكبر في التأثير على أبنائنا في سِنِّ المراهقة.
ويقول الدكتور أحمد زايد: إنَّ عَبَدة الشيطان إحدى صُور الانحراف، أفرزتْها موضةُ الثقافة الاستهلاكية، وكان ظهورها بين أبناء الطبقة المترَفة، الذين هم أكثر انفتاحًا على نمط الثقافة الاستهلاكيَّة.
ويقول الدكتور عطية القُوصي: إنَّ هذه الحركات ظهر مثلُها في العصْر العباسي الأوَّل، ولُوحِظ ارتباطها منذ البداية بالمجوسية والزرادشتية، وتمثَّلت في حركة المقنعة والخرمية، وتبنت أفكار الزندقة، التي راجتْ آنذاك على يدِ الفُرْس، ابتداءً من حُكم الخليفة أبي جعفر المنصور، حتى عصر الخليفة المأمون، وهي حركات هدَّامة، قصد بها الفُرْس هدمَ الدِّين الإسلامي، وتقويضَ المجتمع، ولكنَّها دعتْ إلى أن ينغمسَ الناس في الملذَّات والشهوات بلا ضابط، وإسقاط الفرائض، وعَبَدة الشيطان حركةٌ كغيرها من الحركات الإلحاديَّة في الإسلام، ومثيلتها قديمًا حركة الصابئة، وهم عَبَدة الشيطان في منطقة حرَّان بشمال العراق، ولَمَّا زارهم الخليفة المأمون، وجدَهم قد أطالوا لحاهم وشعورهم وأظافرهم، وكان هؤلاء أوَّلَ إعلان لعَبَدة الشيطان في التاريخ سنه 170 هـ.
وقد نبَّهتْ وسائلُ الإعلام إلى بعض غرائب هذه الجماعة في مصر، ومنها: مسألة نبش القبور السابق ذِكْرُها، فعادة ما يذهبون نهارًا إلى المقابر، خاصَّة مقابر الكومنولث بمصر الجديدة، ويقومون بالنبش، والبحْث عن جُثث الموتى، ويتراقص كبيرُهم فوقَ الجُثَّة التي يعثرون عليها، وغالبًا ما يُفضِّلون الجثث حديثةَ الوفاة، ويذبحون القطط باعتبار نفوسها من الشيطان، كما في الفولكلور المصري، ويشربون من دمائها، ويُلطِّخون أجسادهم ووجوههم بها، ثم يذهبون إلى الصحراء؛ ليعيشوا فيها أيَّامًا لا يضيئون شمعة، وإنما يَحْيَوْن في الظلام، وعلامتهم بينهم رَفْع إصبعين رمز الشيطان، وتلك الإشارة هي السلام فيما بينهم[29].
وقيل في تبرير نبش القبور والمبيت في الجبَّانات: إنه لتقسية قلوبهم، ولمعاينة العَدَم، والشعور به محسوسًا، والتدريب على ممارسة القَتْل دون أن تَطْرِف لهم عَيْن.
وقيل عن تلطيخ اليدين والجِسم بالدم: إنَّه ليكون العضو دمويًّا، عنيفًا لا يخشى الموت، ولا يرهب القَتْل، ويأبى الخضوعَ لأحد، ويزيد إحساسه بالقوَّة.
ومِن علامات الإناث عابدات الشيطان: طلاء الأظافر والشفاه باللَّوْن الأسود، وارتداء الملابس المطبوع عليها نقوشُ الشيطان، والمقابر والموت، والتزيُّن بالحُليِّ الفِضية، ذات الأشكال غير المألوفة، التي تعبِّر عن أفكارهم، مثل الجماجم، ورؤوس الكباش، وتخزين شرائط كاسيت مسجلٍ عليها أغانٍ فيها ازدراء للدِّين.
وأكَّدت التحقيقات: أنَّ أفراد الجماعة يبلغ في مصر "2000" عضو، منهم مذيعات، وأبناء فنانين وموسيقيِّين كبار، وتبيَّن أنَّ هناك محلاَّت متخصِّصة في ملابس عَبَدة الشيطان، وفي موسيقاهم، وأندية خاصَّة، ومطاعم تستقبلهم وتخصُّهم.
ويقول فهمي هويدي: إنَّ من أسباب سقوط الشباب المصري المسلِم: غياب المشروع الوطني الذي يستثير حماسَ الشباب، والفراغ الشديد الذي يُعانون منه، والجدب السياسي، وانعدام النشاط الطُّلاَّبي والتربية في المدارس، وتدهور الثقافة الدِّينيَّة، وتغيير منظومة القِيَم في المجتمع، وصدارة قِيَم الوجاهة، و(الفهلوة) والثراء والكسب السريع، واشتداد حملة التغريب، والإصرار على هَتْك الهُويَّة، واقتلاع الجذور، والانقطاع عن الأصول، وتخبُّط الخطاب الإعلامي، واجتراء البعض على المقدَّس، والتركيز على الأمْن السياسي دون الأمْن الاجتماعي، وتأثيرات الوجه السلبي لثورة الاتصال.
وفي رأي الدكتور عبد الوهاب المسيري: أنَّ إبليس في عبادة الشيطان، ليس كائنًا له قرون وذيل، وإنما هو يتمثَّل في فكرة إنكار الحدود، وإعلان الذات والإرادة، وهي فِكرةٌ محورية في الحداثة الغربية، ظهرتْ في الرؤية الداروينيَّة الاجتماعيَّة، وفلسفة نيتشه، التي تهاجم العطفَ والمحبَّة، والعدلَ والمساواة، باعتبارها أخلاقَ الضعفاء، والعالَم في منظورها ليس سوى خلية صِراع، لا يوجد فيه عدلٌ أو ظلم، وإنما فقط قوَّة وضَعْف، ونصْر وهزيمة، والبقاء ليس للأفضل، وإنما للأصلح مِن منظور مادي؛ أي: للأقوى.
وإذًا، فهناك مطلَق واحد، هو إرادةُ الإنسان البطل القوي المنتصر؛ الإنسان المتألِّه؛ أي: الشيطان بالمعنى الفلسفي، وعبادة الشيطان من أنماط الغنوص، أو العرفان الفلسفي، الذي يُعجِب الذين يُعانون الفراغ الرُّوحي، والفلسفي والنفسي، والعبادة الإبليسية هي عبادةُ الذات، وهي قَبول النسبي، والغَوْص فيه دون بحْث عن ثوابت، وهي ميتافيزيقا كاملة، ولكنَّها متجسِّمة في المادة داخلَ الطبيعة والزمان، فهي عبادةٌ لشيء حقيقي ملموس، وهذا هو جوهَر العبادات الجديدة، التي تجعل الإله ماديًّا يمكن الإمساكُ به، ومِن ثَمَّة فهي وثنية جديدة، كما أنَّ الإيمان هنا لا يُحمِّل الإنسان أية أعباء أخلاقية، فهو لا يضطر لكبح جماح ذاته، وإنما يطلب منه أن يُطلقَ لها العِنان.
ولذلك، فليس غريبًا أن تأخذ هذه العبادة شكلَ ممارسات جِنسيَّة، فهي تعبيرٌ عن تمجيد الذات، وتعظيم اللذَّة، ورفض المعايير الاجتماعيَّة، كما أنَّها تعبيرٌ عن فلسفة القوة والإرادة، وهي القِيَم السائدة حاليًّا.
وذكر المفتي الدكتور نصر فريد: أنَّ عبدة الشيطان مرتدُّون عن الدين؛ ونظرًا لحداثة سِنِّهم يجب استتابتهم، فإن رجعوا عن أفكارهم الفاسدة يمكن العفوُ عنهم، وإن أصرُّوا على الانحراف يُنفَّذ فيهم حُكمُ الشَّرْع.

عبدة الشيطان في لبنان:
وُزِّعت على منطقة الصرفند في قضاء صيدا جنوب لبنان بياناتٌ، ووصلت "العربية.نت" نسخةٌ منها، وحمل البيان شعار: عباد الشياطين، هو عبارة عن (666، وصليب مقلوب).
وأوضح الصحفيُّ اللبناني هيثم زعيتر لـ"العربية.نت": أنَّ البيان تمَّ توزيعه في بلدة الصرفند التي تتبع قضاء صيدا، وتبعد حوالي 15 كم عن مركز القضاء.
وعن ظهور عَبَدة الشيطان في الجنوب، يقول زعيتر: "سابقًا عندما برزتْ قضية عبادة الشيطان في لبنان، لم تلحظْ في الجنوب بشكل فعَّال، وكانت تتوفر أخبار عن وجودهم في الكهوف والمقابر، خصوصًا المقابر المهجورة، فكان يتمُّ التأكُّدُ من هذه الأماكن، فيتبيَّن أنَّ بعض الأشخاص يمضون سهرة، ويتناولون المشروبات، وتم توقيفُ بعض الأشخاص في منطقة صور، وتبيَّن أنَّهم لا علاقة لهم بهذا الموضوع.
وسُجِّلت أكثر من حالة وفاة في السابق بسبب ظاهرة عبادة الشيطان، منها: انتحارُ نجل أحد ضبَّاط الجيش اللبناني، وتبيَّن لاحقًا أنه كان على صِلة بعَبَدَة الشيطان، حيث طلبوا منه تنفيذَ الأمر بالانتحار؛ ليكونَ قربانًا وشفاعةً له، ولكن لم يثبت حتى الآن وجودُ تنظيم لعَبَدة الشياطين، أو أعداد كبيرة منهم.
ومن طقوس هؤلاء: شُرْب الدماء، وممارسة الجِنس، والدعارة، ولكن حتى في المناطِق الإسلامية والنصرانية في الجنوب هناك حالةُ وعي ديني، وحالة فريدة للتعايُش الإسلامي النصراني في الجنوب، وفرصة ظهور هؤلاء ضعيفة.
وظاهرة عَبَدة الشيطان ظهرتْ في لبنان عن طريق بعض المغترِبين، الذين عادوا إلى بلدهم، وجلبوا هذه العاداتِ، وهي حالات غربية، تسعى لبثِّ السموم عبرَ أجيال الشباب، وخاصَّة مع وجود أجيال يمكن أن تَنساقَ حولَ مثل هذه الأمور".
ويؤكِّد تفاقمَ وانتشار ظاهرة عَبَدة الشيطان في لبنان تقاريرُ صحافية نَقَلتْ عن وزير الداخلية اللبناني الأسبق إلياس المر اعترافَه "بوجود جماعات تمارس شعائرَ في القبور، وبتوقيف 50 مشبوهًا، ضمنهم شخص ضُبِطتْ في منزله زجاجةٌ فيها أفعى ميتة، ومجسَّم لمدفن، عليه صورة هذا الشاب، وصور ورموز شيطانية، وجمجمة لبقرة مغروز في قرنيها الدبابيس، وجمجمة بشرية، ورأس شيطان، واغتصاب جُثَّة فتاة في المتن".
ونشرت جماعاتٌ إسلاميَّة لبنانية تقاريرَ، مفادها: أنَّ حالات الانتحار في لبنان كثرُتْ، بين من ينتمي أصحابها إلى أُسر معروفة، ومدارس مشهورة، دون معرفة السبب في ذلك؛ لأنَّ الخيار كان التكتُّم؛ خوفًا من الفضيحة، وتشويه السمعة".
وذكرت "القبس" الكويتية مؤخَّرًا: أن هذه الظاهرة بدأت في لبنان عام 1992، وكان أوَّل المنتحرين (م. ج - 14 سنة)، وقد بعث برسالة إلى صديقه، طالبًا منه دفنَ أشرطة "الروك إند رول"، التي كان مولعًا بها معه، ثم توالتْ بعدها حوادث الانتحار المماثلة، حتى بلغتْ بحسب التقارير الأمنية 11 حالة.

عبدة الشيطان في الأردن:
ظهرتْ مشكلةُ عَبَدةِ الشيطان في الأردن في منتصف التسعينيات، وقد حاولتِ السلطات آنذاك التقليلَ من حجمها، إلى أنْ قبضت على مجموعة منهم في شهر سبتمبر/ أيلول سنة 2002، في إحدى قاعات الاحتفال في منطقة عبدون الراقية في عمَّان، وهم يُمارسون طقوسًا غريبة، ويرتدون ملابسَ فاضحة، ويتقلَّدون بسلاسل من ذَهَب، ويرقصون بطريقةٍ مثيرة، على أنغام موسيقا غربية صاخِبة.
وأعلنتْ دائرةُ المطبوعات والنشْر عن مصادرة نحو ألْف شريط فيديو، ومئات أقراص الكمبيوتر.
وكانت قد شهدتْ بعضُ الجامعات الخاصَّة تجمعاتٍ لهؤلاء الشباب والفتيات، مما سبَّب بعض الصدامات مع الطلاَّب والمدرِّسين، وقد تكرَّر في بعض الجامعات حوادث تلويث المصليات بالقاذورات، وهو ما حَدَث أيضًا في مسجد زيد بن حارثة بمنطقة الجَبَل الأخضر في مدينة عمان.

عبدة الشيطان في البحرين:
نقلتْ وكالة "يو بي آي" عن صحيفة الوطن السعودية في 12/ 4/ 2005: أنَّ السلطاتِ البحرينية على وشكِ القبض على رئيس تجمُّع عَبَدة الشيطان في البحرين، بعدَ حصولها على معلومات عنه، عقبَ اكتشافها حفلاتٍ للشواذِّ في أحدِ فنادق العاصمة "المنامة".
ونقلت الصحيفة عن طالب في المرحلة المتوسِّطة: أنَّه تلقَّى دعوة إلى الحضور من جماعة مجهولة، نظَّمت 3 لقاءات منذ العام الماضي، في حين تجاوز أعداد الحضور 150 شخصًا من عَبَدة الشيطان، غالبيتهم تقلُّ أعمارهم عن 15 عامًا.
وأشار عضو بمجلس الأمة البحريني، إلى أنَّ حفلات الشواذ التي تُقام في العاصمة يحضرها شواذُّ قَدِموا من دول خليجية أخرى[32].
ختام القول:
إنَّ ظاهرة عبدة الشيطان داءٌ لا ينبغي الاستهانةُ به، أو الرَّمْي بالأبحاث الجارية حولَهم في (سلاَّت المهملات)؛ بدعوى أنها شطحات مراهِقة لا غير، فالفتى سيشبُّ ويصير رجلاً، وما ميَّز هؤلاء المراهقين أنَّ جُلَّهم من عِلية القوم، بل بعضهم من أبناء الملأ الحاكم، وخلال سنوات، يكون البعض منهم في مراكز الأمْر والنهي، والحل والعقد، ويجتمع عليهم خلقٌ بين طامح وطامع، فلا ينفع ندمٌ يومَها، وننادي حين لا يُجدي النداء.
فعلى الدُّعاة ليس التحذير من عَبَدة الشيطان، أو أفكارهم فحسب، بل عليهم محاربة خُطواتِهم الدعوية، التي تتفشَّى بين المراهقين، من الموسيقا الصاخبة، وخاصة "البلاك ميتال"، ودعوة المسؤولين لمنعها؛ لأنَّها ليست طنينًا تصدع به الرؤوس، بل هي فلسفة فِكريَّة، مبنية على دراسات نفسيَّة حولَ مدى تأثير الإيقاع الصاخِب على تركيز الدماغ وتخديره للعقل.
وعلى الدُّعاة: التحذير من قصَّات الشَّعْر الغريبة، والوشْم، ووضع الأقراط، وإشارات عَبَدة الشيطان.
وعلى الدعاة: النفير بالمعلِّمين والمؤدِّبين لتعليم الأطفالِ أصولَ العقائد، وتنبيه الأولياء أنَّ فلذات أكبادهم ليسوا بهائمَ، يخرج الأب يكدُّ ليعلفَهم، بل هم كائناتٌ حسَّاسة، لها مشاعرُ تتعاظم خطورتها حالَ المراهقة، فإن لم يجد الابنُ الأب، أو الأخَ الأكبر المرشد له، المستوعِبَ لهمومه فلمَن يشكو؟! بالطبع لأولاد مثله، وأعْمى يسترشد بأعمى، هل سيهديه الطريق؟!، والأمر متفاقِم مع البنات، فالأمُّ في عالَمها، والبنت في تِيه، وإن كان عَرين البيت بلا أسد، فللضِّباع أن تستأسد، وجُلُّ الفتيات مِن عَبَدة الشيطان في الدول العربية، ممَّن لا رقيب عليهنَّ.
ولذا؛ فعلى الجمعيات الدعوية أن تُكثِّف نشاطها، لا بأن تنتظر الطارق الحيران! بل تسعى نحوَهم؛ لأنَّهم لا يَدْرُون على من يطرقون أولاً، وزاد الزخم الإعلامي المضلِّل للقنوات الوطنية والإباحيَّة، والتي تُسمَّى فنية!! فما يتكلَّمون عن أهل الاستقامة والتديُّن، إلا غَمَزُوهم ولمزوهم، ولا يظهرونهم على الشاشة إلاَّ في صورة مغفَّل، لا يدري ما حولَه، أو خبيث طامع، منافق مستغل للغَيْر، وقاموا، فقالوا: لا سياسةَ في الدِّين، ولا دِينَ في السياسة، بل الأجدر بهم أن يُعلنوها صراحةً: لا حياة في الدِّين، ولا دِينَ في الحياة.
فعلى المُتْرَفين أن يعوا أنَّ مصائبَ ذريتهم إنما هي بسبب إهمالهم وتَرَفِهم، وبُعْدهم عن الدِّين، فعليهم تقويم أنفسِهم، وتقويم سفهائهم من ذويهم، أو على الدولة تأديبهم وتأديب أوليائهم؛ لأنَّ الدابة إن أفسدتْ زَرْعَ قوم، فالوِزر على مالكها، فكيف يُطلِق هؤلاء لأولادهم العِنان، ويوصونهم: كُلوا واشربوا، فإنَّ موعدكم الجِنان، ولا يقربنَّكم كائن مَن كان، فأنت ابنُ فلان، وصاحبك ابن علان؟!
كما على المطَّلعين على نشاط هؤلاء تنبيهُ السلطات الأمنية، فسكوته لن يَحميَه مِن شرِّهم، لا هو، ولا بنوه، ولا أقاربه، فإنَّ أولئك لا يرحمون الرُّضَّع، ولا الشيوخ الرُّكَّع.
وعلى السلطات منعُ تداول أقراص عَبَدة الشيطان، من أفلامهم إلى موسيقاهم، إلى أزيائهم، ومتابعة كتبهم وأفكارهم، والحذر مِن تسرُّبِها، فكما أنَّ للدولة مخابراتٍ أمنية، فعليها تحريك المخابرات الفِكريَّة والعقدية، فإنَّ خطر هؤلاء يمسُّ الأمن القومي، إذ لا ولاءَ عندهم لأوطانهم، ولا لبني جلدتهم، وفِكرُهم لو شاع سيهدِّد الأمنَ الاجتماعي والأُسري، فما لهؤلاء القوم لا يَفْقهون حديثًا؟!
والسلامُ على مَن اتَّبع الإسلام، وشريعةَ خيْر الأنام - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى آله وصحبه الأطهار الكرام.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى