مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* هل تتغدى الجن من البخور دائما - اسباب نزول سورة الجن

اذهب الى الأسفل

* هل تتغدى الجن من البخور دائما  -  اسباب نزول سورة الجن Empty * هل تتغدى الجن من البخور دائما - اسباب نزول سورة الجن

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 28, 2011 4:29 pm

اعداد : طارق فتحي

                          نتطرق الى الا شياء انطلاقا من التجربة الممزوجة بالبحث والتعمق والدراسة
هل الجن تتغذى على البخورات؟ ولا نقول خطأ ولا نقول صحيح ولكن هنا أمور يجب أن تفهم بدقة. وان تعيها الأرواح والأنفس سواءا كانت ملائكية أو إنسية أو شيطانية لها خصائص تختلف عن بعضها ولايستطيع أحد أن يغور في تفاصيل كثيرة اد االملا ئكة خلا فا للبشر والجن خلافا للبشر والبشر خلافا لهم فكل له بصمته الوجودية الخاصة والكلام هنا عن الأرواح وليس الأجساد. فتمة فرق ما بين الروح والجسد والقلب فالأجساد كما نرى في أنفسنا لا يصلحها إلا الطعام والشراب ولا تستفيد الأرواح من الطعام لكي تصلح أو تفسد بل ربما كثرة الطعام تفسد الروح. لكن القلب ممكن ان يستفيد لا نه هو مضخة للدم والروح ليس هو القلب وهذه الأرواح لها غذاء وغذائها ذكر الله وما والاه وتقوى بذلك وتكون رائحتها طيبة وتضعف بتركه وتصبح رائحتها خبيثة بترك الطاعات وإتيان المعاصي وهذا على حقيقته وليس تهيئات وقد ورد في الشريعة مثل هذا المعنى.

وكل طاعة تجعل الروح طيبة الرائحة وتزكوا وكذلك ماورد إستحبابه مثل الطيب فهو لاشك نافع للروح وإلا لكان الشارع منع منه ونهى.
ويدخل في هذا المباح الذي لم يحرمه الشرع ولم يندرج تحت قياس صحيح بالمنع مثل الدواء فأصله التجربة والمعرفة. كدالك الطب الروحانى

نرجع للطيب مثل المسك والريحان فهي مغذية للروح بلاشك وتزيد قوة الروح وتؤذي الشياطين ليس برائحتها ولكن بمادتها التى لاتخلو من مادة سامة مؤثرة على الشياطين. كيف ذلك قد يقولها قا ئل ما دا مت الا بخرة لها نفس الخفة التى تكون اقل من خفة جوهر الجن فلدالك تودها ولا يمنع هذا ايضا أن تستفيد منها الشياطين ولكن يمنعها السمية الموجودة في هذه المواد. ومثل هذا الطعام والشراب فهو قوام الجسم ولايمنع الشيطان منه إلا التسمية ولايمنع الأكل والشرب أو بعضه من أجل أن الشيطان من الممكن أن يستفيد منه. والعود الهندي تحبه الجن بقوة وكذلك الإنس. وروائح خلاصات الفواكه تحبها جدا الجن والإنس أيضا. وهذه ربما تحبها لضعف المواد السمية فيه أو لعدم وجودها في الأصل. وهناك بعض المواد أصلها كيميائي ولها روائح طيبة وهي سامة جدا وقاتلة وهناك رائحة تنتج من بعض مركبات الرصاص العضوية وتشبه التفاح ولكنها قاتلة وسمية بدرجة عالية إلى درجة أن لاينجو من تسمم بالشم منها من الموت.
وغيرها كثير من المواد مثل التي تشبه ريح العطور وهي كيميائية الاصل والتركيب وخامتها الاصلية ليست نباتية وسامة. ولايلزم من العطور أن تكون نباتية الأصل.
نرجع إلى البخور هل يطلق عليه أنه من الطيب أو باب العلاج؟
كان ابن عمر إذا استجمر بالألوة، غير مطراة. وبكافور يطرحه مع الألوة. ثم قال : هكذا كان يستجمر رسول صلى الله عليه وسلم. قد يكون طيبا وكان السلف من النساء يستعملونه بعد الطهر من الحيض وخاصة القسط والأظفار. والعلاج بالبخور باب واسع وافضل فائدة كانت له عندما تنتشر الأوبئة مثل الطواعين والأمراض المعدية ويستخدم لتجفيف النواصير. نأتي على البخورات التي تستخدم عند المشعوذين والسحرة.   هل هي لغذاء الجن أو تقويتهم أو لمحبتهم لها؟
تقدم الكلام على بعضها ونأتي على الباقي.
الشياطين ليست نوعا واحدا بل هم فئات كثيرة ولايحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى.
والسحرة والمشعوذين لهم طرق إتصال بهؤلاء الشياطين وتختلف الطقوس التي تؤدى من نوع إلى آخر من قبائل واصناف الشياطين.

والبخورات تستخدم بطريقتين مختلفتين. فإما تكون طيبة وإما تكون خبيثة في الطقس السحري. وهذه لها معاني فالجن في تعاملهم مع السحرة والمشعوذين لهم أساليب لاتخلوا من الطعن في الدين والتهكم وإختراع الطرق الغريبة لمنعهم من كشف أسرارهم الحقيقية التى يتعاملون بها فى ما بينهم ومن هذه الأمور الرمز فهو مستخدم بكثرة في هذه الإتصالات بين شياطين الإنس وشياطين الجن . فهم يستخدمون البخور كلغة فالشر بخور ذو رائحة خبيثة مثل الأسحار ذات الهدف السيء مثل الفرقة والمرض والربط والنزيف والطيب ذو رائحة طيبة مثل عمل الحروزات وإستحضارهم لما يسمى سحر أبيض يقصدون به العلاج من السحر السئ ويستخدمون القرآن كلغة تفاهم إمتهانا له بدل اللغة العادية وبإمكانهم فعل ذلك ويصرفون معنى الآية بغير معناها الحقيقي أو الأخذ بظاهرها مثل الأوامر والنواهي. ويستخدمون عظام الموتى كلغة مثل أن يكون الأمر أبديا. ويستخدمون بعض الحيوانات والحشرات واجزائها كلغة مثل التسمم والاذى.ويستخدمون بعض الأمور الطبيعية كلغة مثل هبوب الهواء وجريان الماء. والشياطين لكل قبيلة منهم أنواع من البخور فلايستخدم إلا لهم من أجل ذلك تستخدم أنواع كثيرة من البخورات.
                                            الخلاصة
أن الشياطين تحب كما تحب الإنس وقد يختلف بعض الجن عن بعض لإختلافهم كما ورد في الحديث. والرائحة الخبيثة تكرهها الشياطين ويكرهها الإنس ولايلزم من فساد قلوبهم وأرواحهم حبهم لها أو كراهتم لها وكذلك كفرة الإنس يحبون الرائحة الطيبة مع خبث أنفسهم. ويحبون من الأطعمة مايحب إبن آدم ولا يمنعهم إلا التسمية.
والشياطين لاتتغذى على البخورات كما أن الإنس لاتتغذى عليها ولكنها تقوى النفس وتفرحها وقد يكون هذا حتى للشياطين كما الملائكة تحب الطيب وتتأذى من مما يتأذى منه إبن آدم.
والشياطين في طبائعهم أقرب للإنس من الملائكة وإن كان هناك إشتراك في الكثير من الخصائص بينهم جميعا.فإن كانت الملائكة لاتأكل ولاتشرب ولاتنكح فالجن والإنس يفعلون ومكلفون برسالة واحدة ويموتون وطبعهم متقارب.

وقد يكون من الشياطين من هو أقرب إلى صفات الملائكة من الإنس وقد ذكر وهب ابن منبه أن خالص الجن لايأكلون ولايشربون ولكن لاأعلم عن نفسي أصل له من السنة يثبته أو ينفيه. وخلاصة الكلام على الأعشاب كبخور وكرائحة طيبة أو غيرها أن نقول ماثبت نفعه كعلاج وعلمنا مادته وتواترت تجربته فلا يمنع لقول قائل بل يبقى من الحلال الذي لايجرؤ أحد على تحريمه. ويبقى السؤال الأخير

                              هل البخورات تكفي كعلاج؟

لاتكفي بل هي تعين فقط وتخفف الأعراض في مرحلة العلاج وبعضها يوقف كيد الجن والتطاول الذي يزيد عن حده أحيانا خاصة الذي يكون من تحت الثياب.

                                             العشق

العِشْقُ: فرط الـحب، وقـيل: هو عُجْب الـمـحب بالـمـحبوب يكون فـي عَفافِ الـحُبّ، ودَعارته . الجن كافرهم ومسلمهم يعيشون معنا في أسواقنا في محلاتنا في مدارسنا ، معنا في بيوتنا في الغرف والمطابخ والحمامات ، يقول النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ فَإِذَا سقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ ( رواه مسلم ). والجن يروننا ولا نراهم ، يقول الله سبحانه وتعالى:} يَابَنِيَ آدَمَ لاَ يَفْتِنَنّكُمُ الشّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مّنَ الْجَنّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنّا جَعَلْنَا الشّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ{ [الأعراف:27]، ولقد من الله سبحانه وتعالى على بني آدم بحسن الخِلقة ، يقول الله تعالى في سورة التين : } لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِيَ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ{ ، فسبحان من أبدعه وجمله ،
فالجن يعجبون بحسن خلقتنا وجمالنا وقد يعجبون بأشخاص لا لجمالهم ولكن لخفة دمهم وحسن دعابتهم أو غير ذلك ، فيعشق الجني الإنسية أو تعشق الجنية الإنسي كما هو حاصل بين بني آدم من العشق والإعجاب ويقول قائلهم:
شعر
إن العيونَ التي في طَرْفِها حَـوَرٌ***** قَتَلْنَنــَا ثم لم يُحيين قتلانا
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به**** وهُن اضعف خَلقِ الله إنسانا

فإذا كان الإنسي يعشق الإنسية لجمال عينيها ، فما بالك بمن تتجرد من ثيابها أمام شيطان يغلب على عالمه دمامة الخلقة . عَنْ عَلِيِّ ابن أَبِي طَالِبٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ سَتْرُ مَا بَيْنَ أَعْيُنِ الْجِنِّ وَعَوْرَاتِ بَنِي آدَمَ إِذَا دَخَلَ أَحَدُهُمُ الْخَلاءَ أَنْ يَقُولَ بِسْمِ اللَّهِ . رواه الترمذي وفي رواية يقول صلى الله عليه وسلم ( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله الا هو ).

يقول ابن تيمية : صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق ، كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولد بينهما ولد وهذا كثير معروف .

ومن المعلوم أن الذي يُعشق في عالم الإنس صاحب الوجه الحسن رقيق البشرة أبيض الجلد وقد قيل " البَيَاضُ نِصْفُ الحُسْنِ"، ولكن هذا الذوق لا تجده في عالم الجن ، ولو كان الجمال هو الغاية عند الجن لما بقي الجان العاشق في جسد الممسوس بعد أن يكبر سنه ويشيب رأسه ويتجعد وجهه وتتساقط أسنانه ..!
شعر

بـــلادٌ ألفناها على كل حالة          ****** وقد يؤلَف الشيء الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواء بها  *****  ولا مـــاؤها عذب ولكنها وطن

والذي يحصل أن يحضر الجان على الإنسان الكبير والرجل الدميم أو على المرأة السوداء ويقول لك أنا أحبها ولسان حاله يقول :
شعر
فاستحسنوا الخال في الخد فقلت لهم  *****  إنـي عشقت مليحا كله خال

وحالات العشق هي في الحقيقة من أصعب حالات الاقتران ، وهي حالات مستعصية للغاية يصعب معها اقناع الجن بالخروج وترك المصروع ، وذلك بسبب تشبث الجني بجسد من يعشق من الإنس خصوصا إذا كان المصاب في بعد عن ذكر الله .
شعر
كيف صبري عن بعض نفسي وهل  ****  يصبر عن بعض نفسه الإنسان
وكثير من الشياطين لا تعشق الإنسان الممسوس ولكنها تعشق الجسد فقط فهي تأكل وتشرب وتستمتع به ، ولا تبالي بالإنسان إذا ما كان سعيدا أو حزينا ، بل قد تتسلط عليه بالأذى والسهر والتعب لخدمة السحر أو العين أو لمجرد أن يخالف المصروع هوى الجان ، فعليهم من الله ما يستحقون من العذاب واللعنات المتتالية إلى يوم يلقونه.
وهذا النوع من الاقتران تكون له أحيانا بعض الأعراض :
فمن أعراضه أن يكثر مع المعشوق الاحتلام في اليقظة والمنام ليلاً ونهاراً ، وقد يشعر المعشوق بمن يتابعه ويحتضنه دون أن يراه ، وقد يسلب الإرادة فلا يستطيع على الحركة أو صراخ ويشعر بمن يعاشره " اغتصاب " وهو مستيقظ غير نائم ، وربما يشعر بأن شيئا ما يثير شهوته حتى يقذف وهو مستيقظ وفي كامل وعيه ،،، أما في الحلم تتم المعاشرة كاملة " يحصل الإيلاج " وإذا ما فرغ من حلمه واستيقظ وجد نفسه متعبا وكأن الأمر حقيقة ،،، وقد يصاب المريض بالنعاس في أي وقت في العمل أو في المدرسة ويحتلم .
وقد أن يتدرج الشيطان في التشكل للمعشوق في بداية الأمر في المنام ، كأن يرى المعشوق في منامه صورة امرأة جميلة أو رجل وسيم وأنها معه في زواج ومعاشرة وتتكرر هذه المنامات حتى يصبح الشكل مألوفا للإنسي ( أحيانا يكون التشكل في صورة رجل أو امرأة يعرفها الإنسي ) ،
يرى في المنام شخصا على أحسن صورة يقترب منه ويداعبه ويعاشره ، وتجد بعض الإنس يتلذوذن بتلك المداعبة ويهيمون بذلك الخيال وتجدهم يأنسون بالعزلة ويسارعون الى النوم لعلهم يرون ذلك الطيف الجميل يقول الشاعر :

وإني لأهوَى النوم في غير نَعْسَة  *** * لعـل لقـاء في المنام يكونُ
تخبرنــي الأحــلامُ أنـي أراكُـــــم   ****   فيـاليتَ أحـلامَ المنامِ يقينُ

فإذا تبين للجن العاشق أن الشاب أو الشابة راغب في هذه الخيالات العارية والدعابات الجنسية في اليقظة والمنام ، قد يتشكل له في اليقظة عن طريق التخيل بالعين ويتحدث مع عشيقه أو عشيقته عن طريق الوسوسه ، حتى يتعلق الإنسي في هذه الصورة الجميلة المزيفة ، يذكر لي أحد الشباب وقد ابتلي بشيطانة خبيثة ، فيقول: أنه بلغ بي الحال أن أخاطب قرينتي قبل النوم فأقول لها أريد منك أن تأتيني في المنام على صورة فلانه ، يقول:
فأنام وتأتيني تلك الشيطانة الخبيثة بصورة من طلبت ، شاب آخر يقول: كانت تشترط علي الشيطانة بأن لا أذهب إلى المسجد مقابل أن تتجسد لي في اليقظة .
فإذا وافق الإنسي عشيقه من الجن بفعل الفاحشة معه أو حتى لو تركه ولم يدفعه بالذكر والدعاء ، فإن الشيطان يتمكن منه ويستحوذ عليه لأنه لم يحفظ حدود الله ، ويخشى عليه أن يتركه الله سبحانه وتعالى ولا يبالي به بأي واد هلك ، فتتفرد به الشياطين وتتلاعب به كيفما شاءت ، يقول الله تعالى في سورة الأنعام:} وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَامَعْشَرَ الْجِنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مّنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَآؤُهُم مّنَ الإِنْسِ رَبّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَآ أَجَلَنَا الّذِيَ أَجّلْتَ لَنَا قَالَ النّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَآ إِلاّ مَا شَآءَ اللّهُ إِنّ رَبّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ{  .
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه : الاستمتاع بالشيء هو أن يتمتع به . ينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم لبعض ... فالجن تأتيه بما يريد من صورة أو مال أو قتل عدوه ، والإنس تطيع الجن ، فتارة يسجد له ، وتارة يسجد لما يأمره بالسجود له وتارة يمكنه من نفسه فيفعل الفاحشة،
وكذلك الجنيات منهن من يريد من الإنس الذي يخدمنه ما يريد نساء الإنس من الرجال . وهذا كثير في رجال الجن ونسائهم ، فكثير من رجالهم ينال من نساء الإنس ما يناله الإنس ، وقد يفعل ذلك بالذكران.

فإذا ما تمكن عاشق الجن من الإنسي ، يجعله يحب الوحدة والانطواء والعزلة ، وتجده شارد الذهن ، وإذا كان الرجل خاطبا أو المرأة مخطوبة ترفض الزواج ، وأعرف امرأة كلما تقدم أحد ليخطبها تتعب جسديا ونفسيا وربما تصرفت كالمجانين حتى يتراجع الخاطب عن خطبتها ، ويتحدث الخبيث على لسانها ويقول لن أتركها تتزوج لأنها زوجتي ، وقد يصاب الإنسي ببعض الأمراض مثل الخفقان والآلام في القلب ، لأن الشيطان العاشق في الغالب يسكن قريبا من القلب أو العينين ، وقد يصاب المعشوق بالكسل والخمول وكثرة النوم ، أحيانا إذا كان المصاب رجلا فتجده يكره النساء عموما والعكس إذا كانت المصابة امرأة ، وإذا كان الإنسان متزوجا قد يربطه الشيطان فيجعله يكره معاشرة زوجه وإذا عاشر لا يجد لذة في الجماع ويتسبب في كثير من المشاكل بين الزوجين ، لأن الشيطان يرى أن الإنسان المعشوق ملك له وحده ، وكثيراً ما يُصرع أو يتعب المعشوق في حالة الغضب الشديد ، وفي بعض الحالات يمر الإنسي بمرحلة من العذاب بسبب عشق الجن له ، ولا يعلم مدى هذه المعاناة إلا من جربها ومن لا يزال يعانيها .

طلبنا ترك الذنوب فوجدناه بصلاة الضحى . وطلبنا ضياء القبور فوجدناه في قراءة القرآن . وطلبنا عبور الصراط فوجدناه في الصوم والصدقة . وطلبنا ظل العرش فوجدناه في محبة الصالحين

اسباب نزول سورة الجن

قال الحسن بن زيد وغيره:"كان العرب إِذا نزلوا واديًا موحشًاً قالوا: نعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاءِ قومه فنزل قوله تعالى { وأَنه كان رجال من الإِنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً } ".
المعنى الإجمالي:
قل يا محمد لأمتك إن الله أَوحى إلي باستماع نفر من الجن لقراءتي القرآن عندما كان الرسول عائداً من الطائف بعد دعوة ثقيف الى الاسلام وبينما كان قائماً في الليل يتهجد فرجعوا إلى قومهم من الجنِّ وقالوا إنَّا سمعنا قرآناً مخالفاً لكلام النَّاس يدعوا إلى العجب والدهشة لبديع نظمه وجلال معناه ويهدي إلى الحق والصَّواب من الإيمان بالله وتوحيده فصدقنا به واتبعنا ما فيه واعتقدنا بالعقيدة التي يدعوا إليها ولن نشرك بربنا أحداً .
وأَنَّه تعالى وتنزَّه ربُّنا وتبارك عمَّا يقول الكافرون وينسبون إليه من أن يتخذ صاحبة وولداً …. وأنَّ جاهلهم كان يقول الظلم ويفتري على الله كذباً بنسبة الصاحبة والولد إليه، وأَنَّنا كنَّا نظنُّ أَنَّ أحداً من الإنس والجن لا يستطيع أَن يكذب على الله فقلَّدنا الجُهَّالَ والسفهاء في عقيدتهم. أَمَّا الآن فقد تبين الحق من الباطل فتركنا الباطل واتبعنا الحقَّ وآمنا به . وقال جماعة من الجنِّ المؤمنين ، وأنه كان قبل الإسلام رجال من الإنس يستعيذون برجال من الجنِّ فزادوهم إثماً وطغياناً أو خوفاً وإرهاقاً.
قال ابن كثير: " كانت عادة العرب في جاهليتها أَنَّ الواحد منهم إذا نزل مكاناً قفرًا قال: أَعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه . فلما رأت الجنُّ استعاذة الإنس بهم من خوفهم منهم زادوهم رهقاً : أي خوفاً وذعراً".
وتكبَّر وتعاظم رؤساء الجنِّ بسب ذلك قالوا:" سدنا الجنَّ والإنس معاً . ولما جاءَ الإِسلام وآمن النَّاس بالله استعاذوا به فأعاذهم وحماهم.
وذكر سبحانه وتعالى أَنَّ الجنَّ كانت تظن كما ظنت الإنس أنَّ الله تعالى لن يبعث رسولاً بعد فترة الرسل. أَي قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم.
أَو أَنهم ظنُّوا أنَّه لن يكون هناك بعث ولا حساب كما ظنَّ الإِنس ذلك ولكنَّهم اهتدوا وآمنوا بالبعث بعد سماع القرآن.

وأخبر سبحانه وتعالى أَن الجنَّ عندما طلبوا بلوغ السماءِ لاستراق السمع كما كانوا يفعلون قبل بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وجدوا السماء قد امتلأت بالحرَّاس الشِّداد من الملائكة وبالشهب الملتهبة المحرقة من النُّجوم.
وقد كان لهم مقاعد لاستراق السمع قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم فحرموا منها بعد البعثة ومن يحاول استراق السمع بعد ذلك يجد شهاباً مرصوداً لا ينجو منه يهلكه.

ما يستفاد من الآيات:من1الى9

1 - رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عامة للجنِّ والإنس.
2 - الجنُّ كالإنس في تقبل الإيمان وعدمه.
3 - الإِيمان بوجود الجنِّ.
4 - القرآن الكريم قضى على وسائل الدجل والخرافات والكهانة عن طريق استراق السمع.
5 - منع استراق السمع بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم.
صلة هذه الآية بما قبلها:
أنَّ الجنَّ منعت عن استراق السمع من السماء فلم تعد تعرف شيئاً يراد بأهل الأرض.
من الاية 10الى 19
عجبت الجنُّ مما حدث في السماءِ. عندما منع الحرَّاس والشهب من يحاول استراق السمع. وقالت لا ندرى سببا لهذا المنع أثمة شر أَراده الله بمن يسكنون الأرض أَم أَراد بهم خيرًا وصلاحًا؟
وقالت جماعة من الجنِّ محدثين عن قومهم: إِن منهم الصالحين المؤمنين ومنهم غير المؤمنين. فكانوا جماعات ومذاهب متفرقين لا تجتمع كلمتهم تحت لواءٍ واحد. وهم يعلمون أَنَّهم لا يعجزون الله لو طلبهم مهما أمعنوا في الهرب. ولا يستطيعون الفرار من عذابه.

وأَنهم عندما سمعوا القرآن آمنوا بالله وبالرسول ومن يؤمن بالله ورسوله فلا يخاف انتقاصًا لثواب عمله ولا زيادة في سيئاته أمَّا الكافر فقد ظلم نفسه فجلب لها السيِّئات وحرمها الحسنات. والجنُّ والإنس منهم المسلمون ومنهم الجائرون المجانبون للعدل والصلاح فالمسلمون هم الذين توخوا وتعمدوا الوصول إِلى الحق ووصلوا إِلى الصواب حيـن اختاروا الإِسلام. أَمَّا القاسطون فقد وعد الله أَن يكونوا وقودًا لجهـنم. تشتعل بهم كما تشتعل النار بالحطب جزاء إِعراضهم عن الهدى.
ثم أخبر سبحانه وتعالى أنَّ الخلق أو القاسطين لو استقاموا على طريق الحق والإيمان والهدى فكانوا مؤمنين لأَسقاهم الله ماءً غدقاً يكون سبباً في سعة الرزق وكثرة الخيرات ويبتليهم الله أَيشكرونه أَم يكفرون.

ومن كفر وأَعرض عن ذكر الله أَو عن وحيِّه يدخله الله سبحانه وتعالى عذابًا ذا مشقة كبيرة شديدة يعلوه ويحيط به من كل جانب وأَوحى الله إِلى رسوله أَن المسجد- أَو المساجد- لا تكون إِلا لله فهناك يكون التوحيد الخالص وينفرد الجو ويتمحَّص للعبودية الخالصة لله.
ولما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا اله إلا الله ويدعو النَّاس إلى عبادة ربهم ويصلي لله لا يشرك به أَحداً اجتمعت الإِنس والجنُّ متكتلين على هذا الأَمر ليطفئوا نور الله بأَفواههم فأبى الله إلا أَن ينصره ويظهره على من ناوأه.

ما يستفاد من الآيات

1 - الجنُّ كالإنس منهم الأَبرار ومنهم الفجَّار وهم مكلَّفون ومحاسبون والرسول صلى الله عليه وسلم مرسل إلى الثقلين معاً.
2 - إِيمان الجنِّ بأنَّ قدرة الله لا يقف أَمامها شيء، وما أَراده ينفذ فيهم.
3 - تهديد الذين جانبوا الهدىَ بأَنَّهم سيكونون لجهـنَّم حطباً حتى يثوبوا إلى ربهم.
4 - الارتباط القوي بين.الاستقامة على الطريقة وبين إِغداق الرخاء وأَسبابه.
5 - الرخاءُ وسعة الرزق ابتلاءٌ من الله لعباده ومنة منه ليثيب من يشكره ويعاقب من يكفر بنعمه.
6 - الإعراض عن ذكر الله يؤدِّي إِلى العذاب.

صلة الآيات بما قبلها

لما ذكر سبحانه تكتل أو تضافر الجنِّ والإنس ضد الرسول صلى الله عليه وسلم أمر نبيَّه بالاستمرار في الدعوة إلى التوحيـد.
من الاية 20الى الاية28

أَمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أَن يقول للذين كذبوه واجتمعوا على عداوته إِنما أَعبد ربي وحده لا شريـك له وأتوكل عليه ولا أشرك به أَحدًا ولست إلا بشرًا مثلكم يوحي إلي وليس بيدي هدايتكم ولا غوايتكم فالله وحده هو الذي يملك الضرَّ ويملك الخير.

كما أَمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أَن يقول لهـم: لن يمنعني من الله أَحد إن عصيته أَو لا نصير ولا ملجأ لي إلا أَن أبلغ هذا الأمر وأؤدي هذه الرسالة.
ومن يعص الله ورسوله بعد ذلك فجزاؤه نار جهنَّم خالدين فيها أبدًا حتى إِذا رأى هؤلاء المشركون من الجنِّ والإِنس ما يوعدون به يوم القيامة يعلمون حينئذ من أَضعف ناصرًا وأَقل عددًا. قل لهم يا محمد لست أَدري موعد عذابكم أَقريـب هو أَم بعيد أَم يجعل له ربِّي أَمداً ممتداً؟ فذلك غيب في علم الله وليس لي من أَمره شيء فأنا عبد الله، والله وحده هو المختص بالغيب دون العالمين.
ومن يصطفيهم الله لرسالته يظهرهم على ما يشاء من الغيب في حدود ما يعاونهم تبليغ الرسالة.
ويحاط هؤلاءِ الرسل بملائكة يحمونهم من وسوسة الشيطان ومن النسيان وليحفظ الله ما ينزله إِليهم من الوحي، وقد علم تعالى قبل وجود الرسل أَنَّهم مبلِّغون - لا محالة- رسلة خالقهم ووسع علمه كل ما عندهم. وحصر كلَّ شيءٍ عدًا.

ما يستفاد من الآيات
1 - العبادة الحقيقية ينبغي أَن تكون خالصة لله و لا نشرك به أَحدًا.
2 - الرسول بشر لا يملك هداية أَحد و لا غوايته و إِنَّما مرد ذلك إِلى الله.
3 - لا يستطيع الرسول أَو غيره النَّجاة من الله إِن عصاه. وأَنَّ الرسول مكلَّف بتبليغ الرسالة.
4 - استأثر الله بعلم الغيب أَمَّا من يصطفيهم من الرسل فيطلعهم على ما يعاونهم على أَداء الرسالة.
5 - علم الله محيط بكل ما في الكون صغر أَم كبر، وأَحصى كلَّ شيء عددًا.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى