مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الدجال الاول – تعاليم الحِكمة الأبديَّة - بنجامين كريم

اذهب الى الأسفل

* الدجال الاول – تعاليم الحِكمة الأبديَّة - بنجامين كريم Empty * الدجال الاول – تعاليم الحِكمة الأبديَّة - بنجامين كريم

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة يناير 28, 2011 3:53 pm

الدجال الاول – التمهيد لتغيير المجتمع
اعداد : طارق فتحي
يسعى المجتمع حالياً للتحرر من العبودية. ويعتبر "مايتريا" تفاقم الجريمةِ والفساد والإدمان على المخدرات والعنف، تمهيداً حتمياً لهذا التغيير.
يَقُولُ "مايتريا":" لقد أصبحت المدن بؤرة استهلاك للجرائم والإدمان على المخدرات والعنف الجنسي والقْتل و الجنحات الأخرى".
إن انفجار وضع الجريمة، سيجعل الأوساخ تطفو على السّطح، ولن تستطيع لا الشرطةُ ولا الجيش السيطرةَ على هذا الوضع. بحسب "مايتريا"، فإن الجريمة والعنف تتطلّبُ، كما بالنسبة لأيةِ مشكلةٍ أخرى، تحليلاً مناسباً لأسبابها. فحالة اليأس التي تصيب المدمنين على المخدرات جرّاء الوضع الإجتماعي والاقتصادي الحالي، تقع ملامتها على السّياسيين. ويضيف "مايتريا": "إذا كان على الناس مواجهة صعوبات في حياتِهم بشكلٍ لا يمكّنهم حتى من الأكل بشكلٍ صحيح، فإن ذلك سَيَقُودهم إلى عيش حياة يائسة توصل بهم إلى بيع أجسادهم وإلى السْرقة، فينتهي بهم الأمر إلى السجن.
إذا كان الناسَ محرومون من أي أملٍ في المستقبل، محرومون حتى من التغذية، سيقودهم ذلك إلى تعاطي المخدرات التي تساعدهم على نسيان بؤسهم، وبالتالي إلى إرتكاب الجنحات أو حتى القتل. إن المخدرات هي تهديدٌ كبيرٌ لا يُمكنُ حْلَّه من خلال الخوفِ من القانون. وإذا كانت قوة الشرطة الفعالة ضرورية لتفكيك عصابات تجار المخدرات، غير أنها بالمقابل لَيست الحل المناسب للمُستهلكين الفرديين.
يعاني المدمنون على المخدرات مجاعةً روحيةً وأقصى حالات الإرتهان الذاتي. فقد أصبحت حياتهم بدون هدف او معنى، مما يدفعهم إلى وضع حدٍ لها؛ هم يقومون بالإنتحار البطيء من خلال تعاطي المخدرات.
إذا لم يكن هناك معنىً للحياة، يجب التفتيش عن معنىً لها . لهذا، من الضروري للشّخصِ أَنْ يختبرَ نفسه بشكلٍ مختلف، أَنْ يرى معنىً لقيمته الخاصة. ومتى تم ذلك، يُمكنُ عندها للوعي الذاتي أَنْ يَنْمو. يقول "مايتريا": " إن تحقيق وعي الذات هو السبيل الأوحد لتعاملِ الإنسان مع عالمه الدّاخلي (أي الباطني).
حتى الآن يعتبر السجن هو الحل الوحيد للمجرمين العنيفين والخَطِيرين، وقد إزداد عدد رواد السّجون بشكلٍ لافت بشكلٍٍ بلغ حدّ الأزمة.
يَقُولُ "مايتريا":"لا يمكن أن تعالج مشكلة الجريمةِ بزجِّ الناس في السجون، فالسجناء سيَثورون لأنهم يشعرون برغبةٍ قويةٍ للتحررِ من بعض الأحكام و القوانين المغرضة".
لقد أُطلقت طاقة إيجابية في العالم، تعدِّل ميزان القوى والطاقات . ففي المستقبل القريب، وبعد القيام ببعض الإصلاحات القضائية، لن يكون السجن هو الحكم للجنح البسيطة وللخروقات الصغيرة. عندما يبدأ التوتر العالمي بالتقلص، ويدخل مبدأ المشاركُة حيِّزَ التنفيذ من خلال إصلاحاتٍ إجتماعية، إقتصادية وسياسية، عندها سيكون شعور الناس بالتهديد أقل، وسينخفض بالتالي معدل الجريمة.
لقد أُطلقت طاقة إيجابية في العالم، تعدِّل ميزان القوى والطاقات . ففي المستقبل القريب، وبعد القيام ببعض الإصلاحات القضائية، لن يكون السجن هو الحكم للجنح البسيطة وللخروقات الصغيرة. عندما يبدأ التوتر العالمي بالتقلص، ويدخل مبدأ المشاركُة حيِّزَ التنفيذ من خلال إصلاحاتٍ إجتماعية، إقتصادية وسياسية، عندها سيكون شعور الناس بالتهديد أقل، وسينخفض بالتالي معدل الجريمة.

تعاليم الحِكمة الأبديَّة
في كلِّ عصرٍ، أو في أوقات الأزمات الإستثنائيّة، يأتي معلِّمون روحيّون عظماء لتمكين البشريّة من القيام بالخطوة التالية على درب التطوّر. نعرف من بينهم هرقل، راما، شانكاراشاريا، كريشنا، البوذا، محمّد والمسيح. كلُّ واحدٍ منهم أتى بنظامٍ تعليمي، غير أن "العلاقات الإنسانية الصحيحة" كانت دائماً الموضوع الأساسي والمشترك فيما بينهم . على سبيل المثال:
* المسيحية: "… إفعلوا لغيركم ما تريدون أن يفعله غيركم لكم."
*البوذية: "على الإنسان أن يُعامِل أصدقاءه وأقرباءه بطُرُقٍ خمس: بكرم، بأدب وإحسان، وأن يعاملهم كما يعامل نفسه، وأن يفي بوعده."
* الهندوسية: "لا تفعل لغيرك ما قد يؤذيك إن تمّ فعله لك."
* الإسلام: "لم يؤمن أحدكم ما لم يحبّ لأخيه ما أحبَ لنفسه."
* اليهودية: "لا تفعل لغيرك ما هو مؤلم لك."
* الطاوية: "إعتبر مكسب جارك مكسبك، وخسارة جارك خسارتك."
من تعاليم بسيطة كهذه، بَنَى البشر عبر التاريخ، عقائد ومراسيم معقّدة، مستعدّين بذلك أن يَقتُلوا ويُقتَلوا بإسم أيديولوجياتهم .هذا التعصّب الديني كان ولا يزال أساس معظم الخلافات والآلام التي يعاني منها العالم. فحين يدرك أتباع كلّ دين من رجالٍ ونساءٍ، أنهم يتشاركون التراث الروحي ذاته كونهم أبناء الآب الواحد - مهما كانت التسمية التي يطلقونها عليه بحسب عاداتهم - حينها يبدأ عهد جديد من الإخاء والسلام.
إنّ نبع الحِكمة المشترك هذا، هو نظامٌ قديمٌ من التعاليم الروحيّة، تمَّ تناقله من جيلٍ إلى جيلٍ، ويعرف بـ " تعاليم الحِكمة الأبديَّة"
(Ageless Wisdom Teaching) . كونه عِلماً باطنيّاً - أيّ أنّه لا يمكن للإنسان العادي غير المنّور أن يفهمه – فهو، ومن منظور الطاقة، يشكِّل بياناً نظاميّاً شاملاً حول عمليّة تطوّر الإنسان والطبيعة: كيف خُلِقَ الكون، كيف يعمل، وموضع الإنسان فيه.
و"الحِكمة الأبديَّة" - أوالإيزوتريَّة (العِلم الباطني) كما تسمّى أحياناً - هي أيضاً فنّ التعامل مع تلك الطاقات المُنبعثة من أسمى المصادر الروحانية. فمن وراء الكواليس، كانت هذه التعاليم توجِّه وتحدِّد الحضارة تلو الأخرى، للوصول إلى أعظم إنجازات المساعي البشريّة، سواء أكانت علميّة، سياسية، فنية، أم دينية.

وضِعَت "تعاليم الحِكمة الأبديَّة" في متناول العامّة لأول مرّة حوالى سنة 1875، من خلال أعمال "هيلينا بيتروفنا بلافاتسكي"
(Helena Petrovna Blavatsky) : "العقيدة السريّة"(The Secret Doctrine) وإيسيس المكشوفة" (Isis Unveiled) . أسّست بلافاتسكي "الجمعية الثيوصوفية" (Theosophical Society) ، بُغيَة إدخال وجهة النظر الجديدة هذه إلى تطوّر التاريخ والإنسانية.
أما مرحلة التعاليم المتوسطة فقد كٌشفت بواسطة "أليس بايلي" (Alice A. Bailey)التي نقلت من سنة 1919 وحتى سنة 1949 مجموعة واسعة من المعلومات عن العالم ومستقبله، من خلال عملية تخاطرية مع المعلِّم "دجوهال خول" (Djwhal Khul) أحد معلِّمي الحِكمة المعروف بالـ " التيبتي" (The Tibetan) .
ومنذ العام 1974، أصبح الفنان البريطاني "بنجامين كْريم" (Benjamin Creme)، مصدراً للمزيد من الكشوفات المتعلقة بـ "الحِكمة الأبديَّة" خصوصاً فيما يتعلّق منها بالظهور الثاني للمسيح "مايتريا" (Maitreya) ، "معلِّم العالم" للعصر القادم. ويحصل "كْريم" على هذه المعلومات من خلال إتصاله التخاطري المتواصل مع أحد معلِّمي الحِكمة.

يقوم "كْريم" بإلقاء محاضرات حول هذا الموضوع في كافة أنحاء العالم، وقد أجرى مئآت المقابلات الهوائية والتلفزيونية والمكتوبة. جُمِعَت تلك المحاضرات في كتب، وتُرجمت الى العديد من اللغات، وتمَّ نشرها من قِبَلِ مجموعات إستجابت لرسالته. "كْريم" هو رئيس تحرير "شار انترناشونال" (Share International)، وهي مجلّة تصدر شهريّاً في أكثر من 70 بلداً، وهو لا يتلقى أيّ أجر، كما أنّه لا يقوم بأية إدِّعاءات حول مركزه الروحي.
يعطي المقال الرئيسي في هذا الكُتيّب، فكرة عامة حول المبادئ الأساسيَّة للعلم الباطنيّ، وقد تمّ نقله عن مقابلة أجراها "رولين أولسون" مع "بنجامين كْريم" في تشرين الثاني 1994، في "لوس أنجلس".
بإمكان المطّلعين الجدد على هذا الموضوع، أن يراجعوا بدايةً، جدول المفردات الإيزوتريَّة، في القسم الأخير من الكُتَيِّب، وذلك بغية أن يتعرّفوا على المصطلحات التي يكثر استعمالها. كما أن هنالك قائمة بأسماء الكُتب المقترحة، للذين يودّون التعمّق أكثر في أسرار الكون.

"عندما تروني وتسمعوني سوف تدركون أنكم لطالما عرفتم الحقائق التي أنطق بها… هذه الحقائق البسيطة، يا أصدقائي، هي أساس كلّ وجود. فالتشارك والعدل، الأخوّة والحرية ليست بمبادئ جديدة، بل هي نجوم مغرية، علّقت عليها البشريّة آمالها منذ فجر الزمان، وعلينا الآن يا أصدقائي ترسيخها في العالم."
"مايتريا"، معلِّم العالم

تعاليم الحِكمة الأبديَّة
.(Rollin Olson) مقابلة مع "بنجامين كْريم" أجراها "رولين أولسون"
"رولين أولسون": يبدو أنّ الناس تتحدّث يوميّاً عن فلتان زمام أمور الحياة، وعدم إمكانية السيطرة عليها. نذكر، على سبيل المثال: الفساد الذي يدمّر الدول، إنهيار الإقتصاد، فقدان بعض الناس وظائفها، تشرّد البعض الآخر وتفكّك الوحدة العائلية. يرى الكثير من الناس أنّ الحياة أصبحت عبثيّة، ولا هدف يرجى منها، فيما لا يزال آخرون يأملون في حصول تغيير؛ فهل ترى أيّ أملٍ في المستقبل؟
"بنجامين كْريم": بكلّ تأكيد. أعتقد أن أمام الإنسانيّة حضارة أكثر إزدهاراً من أيّ وقت مضى.
ر.أ: ولكن كيف؟ بالنظر إلى المشاكل التي نعاني منها اليوم.
ب.ك: أعتقد أنّ هذه المشاكل هي في الحقيقة مؤقّتة؛ لا بل إنّها نتيجة طاقاتٍ كونيّة جديدة وهائلة، تؤثّر على عالمنا وتخلق حالة الفوضى – المؤقّتة - التي نشهدها الآن. إنّ الألوهية التي في داخلنا، والكامنة في كلّ كائنٍ بشريّ، كافية، بإعتقادي، لكي تدلّنا على كيفيّة الخروج من هذه المشاكل، وخلق الظروف التي تضمن، ليس فقط إستمرارية الإنسانية، وإنّما خلق الحضارة التي ستحقّق كلّ تطلّعاتنا.
ر.أ: إنك تقول "الألوهيـّة التي في داخلنا”!، مَنْ نحـن في الحقيقـة ؟
ب.ك: في الحقيقة، نحن آلهة متجسّدة. وعلينا أن نعي تركيبتنا الثلاثية (روح إلهيَّة، نفس، شخصيَّة فرديَّة). نحن شرارة من الله. كلّ الأديان تُسلِّم بمبدأ الألوهية، وقد وضَعَتهُ بمتناول الإنسانية منذ آلاف السنين، ويمكن تبيان ذلك بطريقة علميّة ودقيقة. كوني مُلِمّ "بالإيزوتريَّة" (العِلم الباطني)، أستطيع القول بأنّ الشرارة الإلهيّة –الروح- (Divine Spirit) هي ذات ذبذبات مرهفة عالية جدّاً، لدرجة يصعب تجلّيها على المستوى المادّي؛ لذلك فهي تعكس ذاتها كنفس بشريّة فرديّة (Soul, Ame). بدورها تعكس النفس ذاتها في الشخصية الإنسانية (Personality) بأجسامها الثلاثة: المادّية والعاطفية والعقلية. من هنا، و عبر الشخصية الموجودة على المستوى المادي، تعتمد النفس عمليّة التجسّد المتكرّر إلى أن يعكس الفرد، رجلاً كان أم إمرأة، في نهاية المطاف، وبشكلٍ كاملٍ، ميزة النفس التي هي الميزة الإلهية لشرارة الله.
ر.أ: ما الذي يقف حائلاً دون التعبير عن الألوهية الآن ؟
ب.ك: السبب الأساسيّ هو أنه على المستوى المادّي الكثيف، هناك مقاومة وعوائق تحول دون تعبيرنا عن ألوهيتنا؛ من هنا أنانية معظم البشر.إن ذلك يقودناّ إلى خَلقِ أوضاعٍ - سياسية، إقتصادية وإجتماعية - تساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في منع ألوهيتنا من التعبير عن نفسها. عندما تقطع التغيّرات التي تحصل الآن، شوطاً أكبر، وتعكس بالتالي الطبيعة الروحيّة الجوهرية للإنسانية، عندها نخلق ظروفاً سياسية، إقتصادية، دينية، إجتماعية وعلمية سوف تسمح لهذه الألوهية الكامنة في كلّ البشر من الظهور.

ر.أ: إذا كنّا ذات طابعٍ ألوهيٍّ بالفطرة، فما هي إذن غايتنا؟ وما هو الهدف الذي نصبو إليه كجنس بشريّ؟
ب.ك: إن غايتنا، كجنس بشريّ، هي روحنة المادّة، (أيّ جعل المادّة روحانية). فالإنسان هو روحٌ متجسّدةٌ في المادّة، إنما على مستوىً متدنٍ نسبيّاً – علماً أنّه نسبةً إلى ممالك الجماد، النبات والحيوان فالمستوى هو مستوىً مرتفع.
من منظور الروح (الشرارة الإلهيّة)، فإن الإنسان، بأجسامه المادّية، العاطفية والعقلية، ليس تعبيراً واضحاً للألوهية. لذلك، فإنّ عمليّة التطوّر هي في جعل مادّة أجسامنا روحانية، وبالتالي جعل المادّة نفسها روحانية. هذا هو سبب وجودنا هنا: روحنة المادّة، وتضميخ مادّة أجسامنا المادّية، العاطفية والعقلية، بخصائص النفس الكاملة، التي هي إنعكاسٌ لشرارة الله.

ر.أ: يتحدّث الناس عادة عن جسمهم المادّي، عن عواطفهم وأفكارهم. لكنك تشير إلى وجود جسمٍ فعليٍّ للعواطف وآخر للعقل، بالإضافة إلى الجسم المادّي الكثيف.
ب.ك: أجل، بالتأكيد. هذه الأجسام هي آلياتٌ (Vehicles) تستخدمها الروح من خلال النفس، كي تعبّر عن ذاتها على المستوى المادّي. من خلال عمليّة التجسّد (Incarnation) والعودة إلى التجسّد (Reincarnation)، تتوَصّل النفس تدريجياً في النهاية إلى خَلق جسمٍ تستطيع الروح من خلاله التعبير عن ذاتها بكلّيتها. عندما يحصل ذلك نصبح معلِّمين كاملين.
حالياً للتحرر من العبودية. ويعتبر "مايتريا" تفاقم الجريمةِ والفساد والإدمان على المخدرات والعنف، تمهيداً حتمياً لهذا التغيير.
يَقُولُ "مايتريا":" لقد أصبحت المدن بؤرة استهلاك للجرائم والإدمان على المخدرات والعنف الجنسي والقْتل و الجنحات الأخرى".
إن انفجار وضع الجريمة، سيجعل الأوساخ تطفو على السّطح، ولن تستطيع لا الشرطةُ ولا الجيش السيطرةَ على هذا الوضع. بحسب "مايتريا"، فإن الجريمة والعنف تتطلّبُ، كما بالنسبة لأيةِ مشكلةٍ أخرى، تحليلاً مناسباً لأسبابها. فحالة اليأس التي تصيب المدمنين على المخدرات جرّاء الوضع الإجتماعي والاقتصادي الحالي، تقع ملامتها على السّياسيين. ويضيف "مايتريا": "إذا كان على الناس مواجهة صعوبات في حياتِهم بشكلٍ لا يمكّنهم حتى من الأكل بشكلٍ صحيح، فإن ذلك سَيَقُودهم إلى عيش حياة يائسة توصل بهم إلى بيع أجسادهم وإلى السْرقة، فينتهي بهم الأمر إلى السجن.
إذا كان الناسَ محرومون من أي أملٍ في المستقبل، محرومون حتى من التغذية، سيقودهم ذلك إلى تعاطي المخدرات التي تساعدهم على نسيان بؤسهم، وبالتالي إلى إرتكاب الجنحات أو حتى القتل. إن المخدرات هي تهديدٌ كبيرٌ لا يُمكنُ حْلَّه من خلال الخوفِ من القانون. وإذا كانت قوة الشرطة الفعالة ضرورية لتفكيك عصابات تجار المخدرات، غير أنها بالمقابل لَيست الحل المناسب للمُستهلكين الفرديين.
يعاني المدمنون على المخدرات مجاعةً روحيةً وأقصى حالات الإرتهان الذاتي. فقد أصبحت حياتهم بدون هدف او معنى، مما يدفعهم إلى وضع حدٍ لها؛ هم يقومون بالإنتحار البطيء من خلال تعاطي المخدرات.
إذا لم يكن هناك معنىً للحياة، يجب التفتيش عن معنىً لها . لهذا، من الضروري للشّخصِ أَنْ يختبرَ نفسه بشكلٍ مختلف، أَنْ يرى معنىً لقيمته الخاصة. ومتى تم ذلك، يُمكنُ عندها للوعي الذاتي أَنْ يَنْمو. يقول "مايتريا": " إن تحقيق وعي الذات هو السبيل الأوحد لتعاملِ الإنسان مع عالمه الدّاخلي (أي الباطني).
حتى الآن يعتبر السجن هو الحل الوحيد للمجرمين العنيفين والخَطِيرين، وقد إزداد عدد رواد السّجون بشكلٍ لافت بشكلٍٍ بلغ حدّ الأزمة.
يَقُولُ "مايتريا":"لا يمكن أن تعالج مشكلة الجريمةِ بزجِّ الناس في السجون، فالسجناء سيَثورون لأنهم يشعرون برغبةٍ قويةٍ للتحررِ من بعض الأحكام و القوانين المغرضة".
لقد أُطلقت طاقة إيجابية في العالم، تعدِّل ميزان القوى والطاقات . ففي المستقبل القريب، وبعد القيام ببعض الإصلاحات القضائية، لن يكون السجن هو الحكم للجنح البسيطة وللخروقات الصغيرة. عندما يبدأ التوتر العالمي بالتقلص، ويدخل مبدأ المشاركُة حيِّزَ التنفيذ من خلال إصلاحاتٍ إجتماعية، إقتصادية وسياسية، عندها سيكون شعور الناس بالتهديد أقل، وسينخفض بالتالي معدل الجريمة.
لقد أُطلقت طاقة إيجابية في العالم، تعدِّل ميزان القوى والطاقات . ففي المستقبل القريب، وبعد القيام ببعض الإصلاحات القضائية، لن يكون السجن هو الحكم للجنح البسيطة وللخروقات الصغيرة. عندما يبدأ التوتر العالمي بالتقلص، ويدخل مبدأ المشاركُة حيِّزَ التنفيذ من خلال إصلاحاتٍ إجتماعية، إقتصادية وسياسية، عندها سيكون شعور الناس بالتهديد أقل، وسينخفض بالتالي معدل الجريمة.

تعاليم الحِكمة الأبديَّة
في كلِّ عصرٍ، أو في أوقات الأزمات الإستثنائيّة، يأتي معلِّمون روحيّون عظماء لتمكين البشريّة من القيام بالخطوة التالية على درب التطوّر. نعرف من بينهم هرقل، راما، شانكاراشاريا، كريشنا، البوذا، محمّد والمسيح. كلُّ واحدٍ منهم أتى بنظامٍ تعليمي، غير أن "العلاقات الإنسانية الصحيحة" كانت دائماً الموضوع الأساسي والمشترك فيما بينهم . على سبيل المثال:
* المسيحية: "… إفعلوا لغيركم ما تريدون أن يفعله غيركم لكم."
*البوذية: "على الإنسان أن يُعامِل أصدقاءه وأقرباءه بطُرُقٍ خمس: بكرم، بأدب وإحسان، وأن يعاملهم كما يعامل نفسه، وأن يفي بوعده."
* الهندوسية: "لا تفعل لغيرك ما قد يؤذيك إن تمّ فعله لك."
* الإسلام: "لم يؤمن أحدكم ما لم يحبّ لأخيه ما أحبَ لنفسه."
* اليهودية: "لا تفعل لغيرك ما هو مؤلم لك."
* الطاوية: "إعتبر مكسب جارك مكسبك، وخسارة جارك خسارتك."
من تعاليم بسيطة كهذه، بَنَى البشر عبر التاريخ، عقائد ومراسيم معقّدة، مستعدّين بذلك أن يَقتُلوا ويُقتَلوا بإسم أيديولوجياتهم .هذا التعصّب الديني كان ولا يزال أساس معظم الخلافات والآلام التي يعاني منها العالم. فحين يدرك أتباع كلّ دين من رجالٍ ونساءٍ، أنهم يتشاركون التراث الروحي ذاته كونهم أبناء الآب الواحد - مهما كانت التسمية التي يطلقونها عليه بحسب عاداتهم - حينها يبدأ عهد جديد من الإخاء والسلام.
إنّ نبع الحِكمة المشترك هذا، هو نظامٌ قديمٌ من التعاليم الروحيّة، تمَّ تناقله من جيلٍ إلى جيلٍ، ويعرف بـ " تعاليم الحِكمة الأبديَّة"
(Ageless Wisdom Teaching) . كونه عِلماً باطنيّاً - أيّ أنّه لا يمكن للإنسان العادي غير المنّور أن يفهمه – فهو، ومن منظور الطاقة، يشكِّل بياناً نظاميّاً شاملاً حول عمليّة تطوّر الإنسان والطبيعة: كيف خُلِقَ الكون، كيف يعمل، وموضع الإنسان فيه.
و"الحِكمة الأبديَّة" - أوالإيزوتريَّة (العِلم الباطني) كما تسمّى أحياناً - هي أيضاً فنّ التعامل مع تلك الطاقات المُنبعثة من أسمى المصادر الروحانية. فمن وراء الكواليس، كانت هذه التعاليم توجِّه وتحدِّد الحضارة تلو الأخرى، للوصول إلى أعظم إنجازات المساعي البشريّة، سواء أكانت علميّة، سياسية، فنية، أم دينية.

وضِعَت "تعاليم الحِكمة الأبديَّة" في متناول العامّة لأول مرّة حوالى سنة 1875، من خلال أعمال "هيلينا بيتروفنا بلافاتسكي"
(Helena Petrovna Blavatsky) : "العقيدة السريّة"(The Secret Doctrine) وإيسيس المكشوفة" (Isis Unveiled) . أسّست بلافاتسكي "الجمعية الثيوصوفية" (Theosophical Society) ، بُغيَة إدخال وجهة النظر الجديدة هذه إلى تطوّر التاريخ والإنسانية.
أما مرحلة التعاليم المتوسطة فقد كٌشفت بواسطة "أليس بايلي" (Alice A. Bailey)التي نقلت من سنة 1919 وحتى سنة 1949 مجموعة واسعة من المعلومات عن العالم ومستقبله، من خلال عملية تخاطرية مع المعلِّم "دجوهال خول" (Djwhal Khul) أحد معلِّمي الحِكمة المعروف بالـ " التيبتي" (The Tibetan) .
ومنذ العام 1974، أصبح الفنان البريطاني "بنجامين كْريم" (Benjamin Creme)، مصدراً للمزيد من الكشوفات المتعلقة بـ "الحِكمة الأبديَّة" خصوصاً فيما يتعلّق منها بالظهور الثاني للمسيح "مايتريا" (Maitreya) ، "معلِّم العالم" للعصر القادم. ويحصل "كْريم" على هذه المعلومات من خلال إتصاله التخاطري المتواصل مع أحد معلِّمي الحِكمة.

يقوم "كْريم" بإلقاء محاضرات حول هذا الموضوع في كافة أنحاء العالم، وقد أجرى مئآت المقابلات الهوائية والتلفزيونية والمكتوبة. جُمِعَت تلك المحاضرات في كتب، وتُرجمت الى العديد من اللغات، وتمَّ نشرها من قِبَلِ مجموعات إستجابت لرسالته. "كْريم" هو رئيس تحرير "شار انترناشونال" (Share International)، وهي مجلّة تصدر شهريّاً في أكثر من 70 بلداً، وهو لا يتلقى أيّ أجر، كما أنّه لا يقوم بأية إدِّعاءات حول مركزه الروحي.
يعطي المقال الرئيسي في هذا الكُتيّب، فكرة عامة حول المبادئ الأساسيَّة للعلم الباطنيّ، وقد تمّ نقله عن مقابلة أجراها "رولين أولسون" مع "بنجامين كْريم" في تشرين الثاني 1994، في "لوس أنجلس".
بإمكان المطّلعين الجدد على هذا الموضوع، أن يراجعوا بدايةً، جدول المفردات الإيزوتريَّة، في القسم الأخير من الكُتَيِّب، وذلك بغية أن يتعرّفوا على المصطلحات التي يكثر استعمالها. كما أن هنالك قائمة بأسماء الكُتب المقترحة، للذين يودّون التعمّق أكثر في أسرار الكون.

"عندما تروني وتسمعوني سوف تدركون أنكم لطالما عرفتم الحقائق التي أنطق بها… هذه الحقائق البسيطة، يا أصدقائي، هي أساس كلّ وجود. فالتشارك والعدل، الأخوّة والحرية ليست بمبادئ جديدة، بل هي نجوم مغرية، علّقت عليها البشريّة آمالها منذ فجر الزمان، وعلينا الآن يا أصدقائي ترسيخها في العالم."
"مايتريا"، معلِّم العالم

تعاليم الحِكمة الأبديَّة
.(Rollin Olson) مقابلة مع "بنجامين كْريم" أجراها "رولين أولسون"
"رولين أولسون": يبدو أنّ الناس تتحدّث يوميّاً عن فلتان زمام أمور الحياة، وعدم إمكانية السيطرة عليها. نذكر، على سبيل المثال: الفساد الذي يدمّر الدول، إنهيار الإقتصاد، فقدان بعض الناس وظائفها، تشرّد البعض الآخر وتفكّك الوحدة العائلية. يرى الكثير من الناس أنّ الحياة أصبحت عبثيّة، ولا هدف يرجى منها، فيما لا يزال آخرون يأملون في حصول تغيير؛ فهل ترى أيّ أملٍ في المستقبل؟
"بنجامين كْريم": بكلّ تأكيد. أعتقد أن أمام الإنسانيّة حضارة أكثر إزدهاراً من أيّ وقت مضى.
ر.أ: ولكن كيف؟ بالنظر إلى المشاكل التي نعاني منها اليوم.
ب.ك: أعتقد أنّ هذه المشاكل هي في الحقيقة مؤقّتة؛ لا بل إنّها نتيجة طاقاتٍ كونيّة جديدة وهائلة، تؤثّر على عالمنا وتخلق حالة الفوضى – المؤقّتة - التي نشهدها الآن. إنّ الألوهية التي في داخلنا، والكامنة في كلّ كائنٍ بشريّ، كافية، بإعتقادي، لكي تدلّنا على كيفيّة الخروج من هذه المشاكل، وخلق الظروف التي تضمن، ليس فقط إستمرارية الإنسانية، وإنّما خلق الحضارة التي ستحقّق كلّ تطلّعاتنا.

ر.أ: إنك تقول "الألوهيـّة التي في داخلنا”!، مَنْ نحـن في الحقيقـة ؟
ب.ك: في الحقيقة، نحن آلهة متجسّدة. وعلينا أن نعي تركيبتنا الثلاثية (روح إلهيَّة، نفس، شخصيَّة فرديَّة). نحن شرارة من الله. كلّ الأديان تُسلِّم بمبدأ الألوهية، وقد وضَعَتهُ بمتناول الإنسانية منذ آلاف السنين، ويمكن تبيان ذلك بطريقة علميّة ودقيقة. كوني مُلِمّ "بالإيزوتريَّة" (العِلم الباطني)، أستطيع القول بأنّ الشرارة الإلهيّة –الروح- (Divine Spirit) هي ذات ذبذبات مرهفة عالية جدّاً، لدرجة يصعب تجلّيها على المستوى المادّي؛ لذلك فهي تعكس ذاتها كنفس بشريّة فرديّة (Soul, Ame). بدورها تعكس النفس ذاتها في الشخصية الإنسانية (Personality) بأجسامها الثلاثة: المادّية والعاطفية والعقلية. من هنا، و عبر الشخصية الموجودة على المستوى المادي، تعتمد النفس عمليّة التجسّد المتكرّر إلى أن يعكس الفرد، رجلاً كان أم إمرأة، في نهاية المطاف، وبشكلٍ كاملٍ، ميزة النفس التي هي الميزة الإلهية لشرارة الله.
ر.أ: ما الذي يقف حائلاً دون التعبير عن الألوهية الآن ؟
ب.ك: السبب الأساسيّ هو أنه على المستوى المادّي الكثيف، هناك مقاومة وعوائق تحول دون تعبيرنا عن ألوهيتنا؛ من هنا أنانية معظم البشر.إن ذلك يقودناّ إلى خَلقِ أوضاعٍ - سياسية، إقتصادية وإجتماعية - تساهم إلى حدٍّ كبيرٍ في منع ألوهيتنا من التعبير عن نفسها. عندما تقطع التغيّرات التي تحصل الآن، شوطاً أكبر، وتعكس بالتالي الطبيعة الروحيّة الجوهرية للإنسانية، عندها نخلق ظروفاً سياسية، إقتصادية، دينية، إجتماعية وعلمية سوف تسمح لهذه الألوهية الكامنة في كلّ البشر من الظهور.
ر.أ: إذا كنّا ذات طابعٍ ألوهيٍّ بالفطرة، فما هي إذن غايتنا؟ وما هو الهدف الذي نصبو إليه كجنس بشريّ؟
ب.ك: إن غايتنا، كجنس بشريّ، هي روحنة المادّة، (أيّ جعل المادّة روحانية). فالإنسان هو روحٌ متجسّدةٌ في المادّة، إنما على مستوىً متدنٍ نسبيّاً – علماً أنّه نسبةً إلى ممالك الجماد، النبات والحيوان فالمستوى هو مستوىً مرتفع.
من منظور الروح (الشرارة الإلهيّة)، فإن الإنسان، بأجسامه المادّية، العاطفية والعقلية، ليس تعبيراً واضحاً للألوهية. لذلك، فإنّ عمليّة التطوّر هي في جعل مادّة أجسامنا روحانية، وبالتالي جعل المادّة نفسها روحانية. هذا هو سبب وجودنا هنا: روحنة المادّة، وتضميخ مادّة أجسامنا المادّية، العاطفية والعقلية، بخصائص النفس الكاملة، التي هي إنعكاسٌ لشرارة الله.
ر.أ: يتحدّث الناس عادة عن جسمهم المادّي، عن عواطفهم وأفكارهم. لكنك تشير إلى وجود جسمٍ فعليٍّ للعواطف وآخر للعقل، بالإضافة إلى الجسم المادّي الكثيف.
ب.ك: أجل، بالتأكيد. هذه الأجسام هي آلياتٌ (Vehicles) تستخدمها الروح من خلال النفس، كي تعبّر عن ذاتها على المستوى المادّي. من خلال عمليّة التجسّد (Incarnation) والعودة إلى التجسّد (Reincarnation)، تتوَصّل النفس تدريجياً في النهاية إلى خَلق جسمٍ تستطيع الروح من خلاله التعبير عن ذاتها بكلّيتها. عندما يحصل ذلك نصبح معلِّمين كاملين.
بنجامين كريم
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى