مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الطب عند العرب قبل الإسلام

اذهب الى الأسفل

الطب عند العرب قبل الإسلام Empty الطب عند العرب قبل الإسلام

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين ديسمبر 08, 2014 7:08 am

عرف العرب الطب في الجاهلية وذكر علماء اللغة أن الطب من المجاز بمعنى السحر فوجدوا علاقة بين الطب والسحر ، وهو تعبير عن مداواة الأمراض قديماً بالسحر فقد كان الساحر طبيباً يقصده الناس للتداوي بسحره وهي عادة ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا ، وكذلك كان الكهان يداوون المرضى ، وعرف عن كهان مصر معالجتهم للمرضى ؛ لاعتقادهم أن الأمراض من الآلهة ولا شفاء منها إلا بالتوسل إليها.

وكان الطب في الجاهلية شرف كبير ، ومكانة رفيعة الشأن ، ولا بد أن الكهان والسحرة في الجاهلية هم من مارسوا مهنة الطب بالسحر والأدعية والتجارب الخاصة ، ومن المؤسف أن الجاهلية لم تعطنا نصوصاً طبية أو نصوصاً وصفية للشفاء من الأمراض ، فاستعنا بذلك من الموارد الإسلامية مثل كتب التفسير والأخبار والتراجم والحديث وغيرها من الكتب ففيها إشارات لبعض الأمراض وفي بعضها إشارات إلى معالجة بعضها ، وأفادتنا الموارد الأعجمية كثيراً لورود أمراض فيها وطرق معالجة كانت معروفة وشائعة قبل الإسلام.

والطب في الجاهلية من العلوم المحظوظة بالنسبة لفروع العلوم الأخرى ، فقد أشير إلى أسماء عُرفت بممارستها لهذه المهنة ، ومن أهمهم :
الحارث بن كَلَدَة الثقفي ، والنَّضْر بن الحارث ، وابن أبي رمثة التميمي ، وضماد بن ثعلبة الأزدي ، وكلهم من عاصر الرسول صلى الله عليه وسلم وأدرك زمانه ، وبفضل هذه المعاصرة ذُكرتْ أسماؤهم بكتب السيرة والحديث والأخبار ..

وبالنسبة للحارث بن كَلَدَة الثقفي ، فإنه من ثقيف ومن أهل الطائف ، طاف البلاد ، وتعلم الطب بناحية فارس وأرضها وتمرَّس هناك فعرف الداء والدواء.

وقيل إن سعد بن أبي وقاص مرض بمكة ، فوصَّاه الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة الحارث بن كلدة الثقفي ، فعاده الحارث وشفاه من مرضه.

وقيل إن الحارث بن كَلَدَة الثقفي هو القائل : ( الطب : الأزم ، والبطنة بيت الدواء ، والحِمية رأسُ الدواء ، وَعوِّدوا كل بدن ما اعتاد ) ونُسِبَ للحارث كتاباً هو كتاب المحاورة في الطب بينه وبين كسرى ، ولكنْ لم يتم الإشارة إلى مضمونه أو محتوياته ، وتمَّ الزعم أن كسرى أمر بتدوينه. وذُكر أن الحارث بن كلدة كان شاعراً ذا حكمه في شعره.

أما النَّضْر بن الحارث بن كلدة الثقفي ، فقد طاف البلاد أيضاً كأبيه ، واجتمع بالأفاضل والعلماء بمكة وغيرها ، وعاشر الأخبار والكهنة ، واطلع على علوم الفلسفة والحكمة ، وتعلم من أبيه أصول الطب ، ورُويَ عنه أنه شديد العداوة للرسول فكان يُكثر الأذى له ، ويحط من قدره عند أهل مكة.

ورَوت ألأخبار أنه ابن خالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولهذا فلا يمكن أن يكون ابناً للحارث بن كلدة الثقفي ، كما ذكر ابن أبي أصبيعة وغيره.

ومهما قيل من أخبار عن هذا النّضْر إلا أنه كان من أسياد قريش وأشرافها ، وعلى علمٍ يقين بالشعر وأخبار الأمم وأحاديث ملوك الفرس وأخبارهم ، وهذا لا ينفي مزاولته لمهنة الطب.

أما ابن أبي رمثة التميمي ، فكان طبيباً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم مزاولاً لأعمال اليد وصناعة الجراح ، ولم تورد الأخبار عنه شيئاً سوى المذكور.

ومن الأطباء الذائعة أخبارهم بين الجاهليين طبيب يُدعى ابن حِدْيَم ، من تيم الرباب ، وزعم أنه كان من أطب العرب حتى أنه تفوق على الحارث بن كلدة الثقفي بطبه وضُرِبَ بطبه المثل فقيل :
( أطبُّ من حديم ) ، وكان حديم بارعاً في الكي ، وعالماً مشهوراً ، وهو أقدم من الحارث بن كلدة الثقفي.



كيف عالج الأطباء الجاهليون بعض الأمراض ؟

عالج الأطباء الجاهليون الجروح بوضع الخرق بعضها فوق بعض على الجرح : أي بتضميده بها ، ويقال لذلك (الغميل). وكانوا إذا أرادوا تعريق المريض غملوه أي غطوه ليعرق ويشفى من البرد والزكام.

وذكر علماء اللغة مصطلح النطاسي وهو العالم الشديد النظر بالأمور فهي بمعنى الحاذق أو البارع.

وقد نشأ الأطباء المذكورون سابقاً في المدن ، وأقاموا في الحضر ، وتعلموا من أطباء محترفين ، آما الأعراب ، فقد كان لهم أطباء ، ولكن طبهم هو طب العرف والعادة. طب موروث يداوي بالوصفات التي داوى بها الآباء والأجداد دون تبديل أو تغيير.

وليس لطب البادية اتصال بالطب الخارجي ، إلا القريبين منه ، ومن أهم صفات الطب القبلي انه لا يثق إلا بطبه ، ولا يرى شفاء إلا من أطبائه ، وكان للطبيب المسن تأثيراً كبيراً على المريض من الناحية النفسية لاعتقاده الأخير أن الطبيب المسن له دراية وخبرة وعلم لا يتوفر بالأطباء الشبان.

ويعتمد طب البادية في علاجه على الأعشاب والرماد والألبان وبأبوال الإبل والخرز والشجر وغيرها ، وهكذا طب لا يفيد في معالجة الأمراض المستعصية ولهذا كانوا يلجأون إلى أطباء الحضر.

ويكون الشفاء عند العرب في ثلاثة : شربة عسل وشرطة محجم وكية نار ، وإذا عجز الطبيب عن شفاء مريضه لجأ إلى الكي وهو آخر الدواء.

والعسل من الأدوية التي نصح بها الأطباء في معالجة بعض الأمراض العسيرة ولا سيما أمراض المعدة وأمراض البطن ، وقد استعملت العجائن المكونة من الدقيق والتمر والسمن في معالجة امراض الجلد والمفاصل والنزلات وكذلك استخدمت مناقيع الخل والزيوت.

ومن جملة معالجة الأطباء ووصفاتهم للمرضى استعمال الحجامة عن طريق استخراج كمية من الدم بكأس هواء ، فيخرج الدم من الشرايين ، وقد استخدمت كؤوس الهواء لمعالجة الرأس والشقيقة والصداع ، كما عرف العرب قديماً الفصد وهو شق العرق لإخراج كمية من الدم للمعالجة من بعض الأمراض ، واستخدم الكي لمعالجة امراض المفاصل والجروح والقروح وآلام الرأس ، كما استعملوا البصل والثوم والكمون والخردل لمعالجة الكثير من الأمراض فاستعمل البصل والكمون لمعالجة النزلات الصدرية ، والقضاء على الديدان ، كما استُعمل الزبيب والتين والخردل والحلبة لمعالجة أمراض السعال والصدر والربو والقلب والأعصاب..

كما استعمل نبات القسط للدواء والبخور وهو عبارة عن عود يؤتى به من الهند واليمن.

كما استعمل لحاء العقد لتضميد الجروح ، وعُرف أيضاً البلسم في المعالجات الطبية في الطب القديم كما استعملت الزيوت والحبة السوداء وألبان الإبل والسواك للمحافظة على الأسنان.

كما استخدم العرب الكحل لتطبيب أمراض العيون كالرمد والمياه السوداء والبيضاء.. وقد عولج الإمساك بالحقن واستعمل الزقوم في معالجة الجروح.

وعولجت الكسور بالجبائر وبالدلك ، والأمراض التي تعرض لها الجاهليون عديدة منها : العمى والعور والتهاب العيون والرمد والأمراض التي تصيب الجلد كالبرص والجذام والبهق والسفعة ..

ومن الأمراض الخطيرة التي كانت منتشرة الحمى التي أهلكت الكثير من الناس وهي على أنواع عديدة ، وكذلك الطاعون والذبحة الصدرية والحصبة والسل والجدري وقد استخدمت النباتات في علاجها ، وقد استخدم العرب جملة من الوسائل لمكافحة المرض كتعليق العظام ورسم العين واليد على الجدران لحمايتهم من الحسد كما يعتقدون.

وعالج العرب الجنون والخبل وغيرها من الأمراض بطرق مختلفة وعرفوا الوسائل الصناعية لتغطية بعض العيوب التي تصيب أعضاء الجسم فشدوا الأسنان وقووها بالذهب ، واتخذوا أنوفا من ذهب لتغطية الأنف المقطوع.

بعض المعلومات عن الطب عند العرب قبل الإسلام من الإنترنت

لم نجد خلال الإنترنت معلومات إضافية جديدة على الموضوع سوى أسماء بعض الأطباء وبعض الأخبار ، والغالبية من المعلومات مكررة خاصة فيما يتعلق بأمور الأدوية وطرق معالجة الأمراض المختلفة.

الطب عند العرب قبل الإسلام (العصر الجاهلي):

كانت تعتمد المعالجات الطبية في الجاهلية على بعض النباتات ، وبالعسل وحده، أو مع مواد أخرى : شرباً تارة ، وعجائن ولصقات تارة أخرى. وبالحجامة ، والفصد ، والكي ، وبتر الأعضاء بالشفرة المحماة بالنار.. هذا بالإضافة إلى معالجاتهم بالرقى والعزائم ، والأذكار التي تطرد الجن والأرواح الشريرة.

ويقول البعض: إنهم كانوا يعالجون الجراح المتعفنة والدماميل بمواد ضد العفونة، ويعالجون الأمراض المسرية بالحجر الصحي ، ويعالجون الجراح بالفتائل والتضميد.

ويقول الدكتور جواد علي: «وقد عرف الجاهليون أيضاً طريقة تغطية بعض العيوب ، أو الإصابات التي تلحق بأعضاء الجسم بالوسائل الصناعية، فشدوا الأسنان ، وقووها بالذهب ، وذلك بصنع أسلاك منه تربط الإنسان ، أو بوضع لوح منه في محل الأسنان الساقطة واتخذوا أنوفاً من ذهب لتغطية الأنف المقطوع ، كالذي روي عن عرفجة بن أسعد من أنه اتخذ أنفاً من ذهب. وكان قد أصيب أنفه يوم الطلاب في الجاهلية» . ولعل هذه القضية من الأمور المسلمة تاريخياً كما يعلم من مراجعة كتب الحديث والتاريخ.. وإن كان البعض يرى : أن ذلك لا يرتبط بالطب ، وإنما بفن الصياغة.. ولكنه على أي حال يعبر عن تطور ما في توجهات الناس آنئذ حتى ليفكرون بتغطية بعض العيوب بطرق ووسائل كهذه.. وأما عن الأمراض التي كانوا يعرفونها ، والنباتات التي كانوا يستعملونها ، فهي كثيرة، ولسنا في صدد استقصائها ثم إن هذا الذي ذكرناه إنما هو بالنسبة للطب عند الحضريين، أما طب البادية فقد كان تقليدياً موروثاً عن مشايخ الحي وعجائزه..

منزلة الطب في الجاهلية :

وقد ذكر أبو حاتم : أنه قد كان في زهير بن جناب عشر خصال لم يجتمعن في غيره ، من أهل زمانه : كان سيد قومه ، وشريفهم ، وخطيبهم ، وشاعرهم ، ووافدهم إلى الملوك ، وطبيبهم ـ والطب عندهم شرف ـ وحازي قومه ـ والحزاة الكهان ـ وكان فارس قومه، وله البيت فيهم ، والعدد منهم

تاريخ الطب قبل الإسلام

يرى المؤرخون أن سحرة اليمن هم الذين وضعوا أساس علم الطب. ويرى آخرون : أنهم السحرة من فارس. وفرقة ثالثة : أنهم المصريون ، ورابعة : الهنود ، أو الصقالبة ، أو قدماء اليونانيين أو الكلدان ، الذين نسب إليهم : أنهم كانوا يضعون مرضاهم في الأزقة ، ومعابر الطرق ، حتى إذا مر بهم أحد قد أصيب بذلك الداء وشفي أعلمهم بسبب شفائه ؛ فيكتبون ذلك على ألواح يعلقونها في الهياكل ، فلذلك كان التطبيب عندهم من جملة أعمال الكهنة وخصائصهم. وقيل غير ذلك..

ولكن ابن أبي أصيبعة يرى : أن اختراع هذا الفن لا يجوز نسبته إلى بلد خاص ، أو مملكة معينة أو قوم مخصوصين ، إذ من الممكن وجوده عند أمة وقد أشار الشيخ المفيد : " أن الطب صحيح والعلم به ثابت ، وطريقه الوحي ، وإنا أخذه العلماء به عن الأنبياء ، وذلك أنه لا طريق إلى علم حقيقة الداء إلا بالسمع ، ولا سبيل إلى معرفة الدواء إلا بالتوفيق."
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى