* الإرهاب البيئي : فئات الإرهاب - الدمار البيئي
صفحة 1 من اصل 1
* الإرهاب البيئي : فئات الإرهاب - الدمار البيئي
مفهوم الإرهاب يوفر تعدد من النقاط المركزية. يعتمد التأكيد على اهتمامات الشخص البحثية. على سبيل المثال, مجال واحد سريع النمو من دراسة الإرهاب والذي ظهر في العقد الأخير هو ‘إرهاب المخدرات narcoterrorism‘.إرهاب المخدرات يعرف ‘بأنه محاولات مهربي المخدرات للتأثير على سياسات الحكومة بالتهديد المنظم أو استخدام العنف‘. لذلك, التركيز في دراسة إرهاب المخدرات هي على العناصر الفعاله ودوافعهم الفريدة.
دراسة ‘الإرهاب البيئي‘ يمكن أن يبرر في نمط مشابه. هو مقبول لأنه يركز على جانب معين من الإرهاب. النقطه المحورية في دراسة ‘الإرهاب البيئي‘ هي على هدف محدد من العنف الإرهابي: أي البيئه.
علاوة على ذلك, هذا الموضوع مهم بشكل خاص لأن البيئه لها آثار هامة لرفاهية البيئه. على عكس الحاله لمعظم ضحايا الإرهاب, الضرر الطبيعي من الإرهاب البيئي لا يقتصر على التأثيرات المباشره لعمل العنف ذاته. عندما يحدث الدمار البيئي, ترابط البيئة يضمن بأن الضرر إلى البيئه يمتد إلى ما بعد العمل. طيف من تأثيرات الحد الأدنى وتفاعلات فوضوية في البيئة تضخم بروز هذا الموضوع. المؤرخ والتر لاكوير كتب عن ‘عبثية الإرهاب‘ وأكّد بأنه ‘مقارنة بالتهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد البشرية, لا يأخذ بالإعتبار تقريباً‘. إحتمال ‘الإرهاب البيئي‘ يجسّر الفجوة: الأعمال الإرهابية التي تدمر البيئه تشمل واحده من هذه التهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد البشرية.
تعريف الإرهاب
التوافق على تعريف للإرهاب أثبت بأنه بعيد المنال للعلماء. الأكاديميون كانوا منذ فترة طويلة يعارضون المصطلح. الاستجابات العاطفية المثارة بصور الإرهاب تعيق عمليات تقييم منفصلة لأسباب, ديناميات, نتائج الإرهاب. تؤكد التعريفات الأكثر تطوراً ووضوحاً للإرهاب على عنصرين: 1) أهداف الإرهاب, 2) وسائل/طرق الإرهاب. أهداف الإرهاب دائماً تؤثر على بعض السياسات أو طرق العمل الحكوميه أو البشريه الأخرى. لذا, على سبيل المثال, أعمال العنف الجنونية يمكن أن لا تعتبر إرهاب, لأن هذا الشكل من العنف ليس له هدف محدد.
وسائل/طرق الإرهاب دائماً تتضمن استخدام, أو التهديد باستخدام العنف. لذا, الأعمال غير العنيفة, مثل أعمال العصيان المدني, يمكن أن لا تعتبر إرهاب.
الأكثر أهميه, وسائل/طرق الإرهاب دائماً تتضمن العنف والذي يوجه نحو هدف رمزي (التي عادة تقترح في ذاتها بأن هناك هدف للعمل أو التهديد). بينما الإرهابيين غالبا يستهدفون البشر أو البنى البشرية (مثل المباني الحكوميه), البيئه الطبيعيه يمكن أيضاً أن تخدم كهدف. استخدام, أو التهديد باستخدام العنف ذاته قد لا يؤثر على العمل البشري. بدلاً من ذلك, هو الخوف بأن هذا العمل أو التهديد الرمزي يخلق في مجموعه كبيره من السكان والذي هو العامل الأساسي الذي يميز الإرهاب من أشكال أخرى من العنف. لذا, الأعمال غير الرمزية من العنف مثل التدمير الطائش للملكيات قد لا يصنف كإرهاب.
مثال لتعريف شامل للإرهاب يحتوي هذه العناصر أتى من ووردلو:
استخدام, أو التهديد باستخدام العنف من قبل فرد أو مجموعه, سواء كانت تعمل لأجل أو في معارضة للسلطة القائمة, عندما مثل هذا العمل يصمم لخلق قلق متطرف و/أو تأثيرات مستحثه للخوف في مجموعه مستهدفه أكبر من الضحايا الفوريين بغرض إجبار تلك المجموعة إلى قبول الطلبات السياسية للجناة.
هذا التعريف سيوجه المناقشه على الإرهاب البيئي. لأغراض هذا التقرير, ‘الإرهابي‘ هو أي شخص يرتكب عمل إرهابي كالذي نوقش في التعريف السابق.
الإرهاب والحرب
بينما التعريف السابق يميز الإرهاب من الأشكال الأخرى من العنف, بعض المحللين يؤكد بأن أعمال الإرهاب لا يمكن أن تميز من أعمال الحرب. هؤلاء المحللين يؤكدون بأنه لا عمل من أعمال العنف نفذ أثناء وقت الحرب يمكن أن يعتبر إرهاب, لأن أي عمل مثل هذا يعتبر إما عمل حربي شرعي أو غير شرعي. بينما الحدود الفاصلة بين الأعمال الحربية والأعمال الإرهابية أحياناً متداخلة – بشكل خاص فيما يتعلق بحرب العصابات – لذا يوجد هناك اختلافات كبيرة بين هذين النوعين من العنف, والأعمال أو الإرهاب يمكن أن, أو تحدث فعلاً أثناء وقت الحرب.
هناك العديد من القوانين التي تحكم الحروب الدوليه. القوانين البشريه التي تقوم بذلك – بشكل خاص اتفاقيات جنيف 1949م والإضافات لهذه الاتفاقيات – أساسا معنية بأن القتال مقتصر على المقاتلين, وأن أسرى الحرب والمدنيين محميين من الهجوم الغير مبرر. علاوة على ذلك, قوانين الحرب تهدف لضمان بأن استخدام العنف مقتصر على الأعمال التي تخلق, أو تحاول أن تخلق, فائدة استراتيجيه عسكريه فوريه للمهاجم. أعمال الحرب الدوليه يمكن أن تميز من الأعمال الإرهابية, لأن استخدام الأخيره للعنف دائماً عشوائي, والعمل الإرهابي, لأنه يوجه إلى هدف رمزي, لا يخلق فائدة استراتيجيه عسكريه فوريه للمهاجم.
مع ذوبان الحرب البارده, شهد العالم تحول مثير من الحروب الدولية إلى الحروب الوطنية أو الداخلية. الحروب الداخلية- مثل تلك المندلعة في الصومال, نيكاراجوا, موزمبيق - تشكل صعوبات حديثه لدراسة الإرهاب. توجد هناك قوانين دوليه للحروب تحكم هذا النوع من النزاع. البروتوكول الثاني الإضافي 1977م لاتفاقيات جنيف 1949م, على سبيل المثال, تتعامل حصرياً مع الحرب ‘غير الدوليه‘, والمادة الأولى من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف 1949م تجعل قوانين النزاع المسلح الدولي قابله للتطبيق إلى ‘النزاعات المسلحة التي فيها البشر يقاتلون ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي وضد الأنظمة العنصرية في ممارسة حق التحديد الذاتي. لكن حرب العصابات (أو الاحتجاج المسلح التمردي), التي هي ميزه شائعه في الحرب الداخليه, صعب تمييزها من الإرهاب. مع هذا, يمكن القول أن أعمال حرب العصابات التي: 1) لا تستهدف أفراد عسكريين أو منشئات عسكريه, 2) لا تلتزم بقوانين حرب العصابات الموضوعة من قبل مؤتمر جنيف 1977م بشأن إعادة تأكيد وتطوير القانون البشري الدولي القابل للتطبيق في النزاعات المسلحة, 3) التي تتوافق إلى الخصائص الأخرى للإرهاب المناقشة سابقاً, يمكن بشكل معقول أن تسمى إرهاب.
بالرغم من أن بعض المحللين يفضل تسمية أعمال العنف التي تحدث أثناء وقت الحرب كإما أعمال حرب شرعية أو غير شرعية (الأخيرة تكون إما إنتهاكات أو إنتهاكات جسيمة لقوانين الحروب), نؤكد بأنه من السديد تصنيف أعمال حربيه معينه غير شرعية كإرهاب. في الحقيقة, المادة 46 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف 1949م تنص على "أن الأعمال أو التهديدات بالعنف التي لها هدف أساسي هو نشر الرعب بين السكان المدنيين هي محظوره".
الفكرة القائلة بأن أعمال الإرهاب يمكن أن تحدث أثناء وقت الحرب سيكون لها تأثير مهم على مناقشة الإرهاب البيئي أدناه, لأنه يترتب على ذلك إذا أعمال الدمار البيئي يمكن أن تصنف كإرهاب أو ‘إرهاب بيئي‘, ثم يمكن أن تصنف بوقت حدوثها أثناء وقت الحرب بالإضافه إلى وقت السلم.
الإرهاب والدمار البيئي
قبل المحاولة لتحديد ما إذا هناك شيء ما يمكن تسميته ‘الإرهاب البيئي‘, سنحتاج لبناء تصنيف للمرشحين المختلفين من ‘الدمار البيئي‘ التي قد تندرج تحت عنوان ‘الإرهاب‘.
من تعريف الإرهاب المعطى سابقاً, يمكن أن نميز ثلاثة خصائص حاسمة والتي هي ضروريه لتمييز نوع واحد من ‘الإرهاب البيئي‘ من الأنواع الأخرى (فيما يتعلق بالإرهاب): 1) الدمار البيئي المتعمد مقابل غير المقصود, 2) الدمار البيئي الرمزي مقابل غير الرمزي, 3) الدمار البيئي الذي يحدث أثناء وقت الحرب مقابل الدمار أثناء السلم.
التمييز بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي المتعمدة وأعمال الدمار البيئي غير المقصودة ضروري, لأنه من الضروري تحديد إذا الضرر غير المقصود للبيئة يمكن اعتباره إرهاب. عمل أو تهديد متعمد بالدمار البيئي, لأغراض هذه المناقشة, يستلزم أن مرتكب العمل يمكن أن يتوقع بشكل معقول حدوث الضرر.
التمييز الثاني بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي هي تلك التي رمزية وتلك التي ليست رمزية. هذا التمييز حاسم لأنه من الضروري تحديد إذا الدمار البيئي عشوائي وبلا هدف, أو التهديد به, يمكن اعتباره إرهاب.
التمييز فيما يتعلق بالرمزية, مع ذلك, يحتاج إلى مزيد من التنقيح. سنميز بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي التي هي ‘رمزيه أوليه‘ وتلك التي هي ‘رمزيه ثانوية‘. ‘الرمزية الأولية‘ تشير إلى التلاعب بالبيئة في محاولة لغرس الهلع في مجموعه كبيره من السكان على العواقب البيئية للعمل. في هذا السيناريو, البيئه هي الضحية. ‘الرمزية الثانوية‘ تشير إلى التلاعب في البيئه, حيث العمل أو التهديد بحد ذاته يقصد الضغط على مجموعه أكبر من السكان من أولئك المتأثرين فوراً, لكن حيث لا يحاول المرتكب خلق الخوف على العواقب البيئية للعمل. في هذا السيناريو, البيئه مصابة وليست ضحية.
التمييز بين وقت الحرب ووقت السلم ضروري لأن قوانين مختلفه تطبق إلى الدمار البيئي الذي يحدث أثناء وقت الحرب من ذلك الذي يحدث أثناء وقت السلم. لكي يصنف عمل من الدمار البيئي بالإرهاب, يجب أن يخرق قوانين السلم أو الحرب (أيهما قد يطبق في ظرف معين), ويجب أن يتوافق إلى الخصائص الأخرى المعرفه في تعريف الإرهاب سابقاً. قوانين وقت السلم التي تحكم تعطل البيئة تتضمن أي قوانين وطنيه مشرعه بواسطة الدول الفردية (مثل القانون الوطني المنظم للأنواع المهددة بالإنقراض), بالإضافة إلى المعاهدات والاتفاقيات المتعددة الأطراف, مثل معاهدة 1976 للتفجيرات النووية السلمية, قانون اتفاقية البحار 1982م.
الإرهاب البيئي (الدمار البيئي)
بالنظر إلى الفروق الثلاثة المناقشة سابقاً, تصنيف يتكون من ثمانية فئات يمكن أن تشكل ‘أنواع الدمار البيئي الذي يمكن اعتباره إرهاب‘. كل أنواع الدمار البيئي يمكن أن تصنف في واحد من هذه الثمانية فئات.
الفئة الأولى: متعمدة, ‘رمزية أولية‘, وقت السلم
الفئة الأولى تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة, تحدث أثناء أوقات السلم, والتي هي رمزيه بمعنى أنه يحدث تعطل للبيئة أو تهدّد لغرض التسبب بالخوف إزاء العواقب البيئية للعمل. هناك فقط مثال واحد حديث لمثل هذه الظاهرة. في يناير 1995م, مجموعه صغيره من صيادي الأسماك المسلحين سيطروا على محطة أبحاث داروين في جزر غالاباغوس Galapagos, بالإكوادور. صيادي الأسماك – غضبوا على القيود المفروضة حديثاً على جمع خيار البحر (تجارة مربحة للغاية, اكتشفت حديثاً من قبل صيادي الأسماك المحليين) - واحتجزوا عمال المحطة رهائن وهددوا بقتل عدة أنواع نادرة ومهدده بالانقراض من السلاحف, بما في ذلك آخر نوع معروف على قيد الحياه من تحت نوع جزيرة بينتا. على الرغم من أن جنود المارينز الإكوادوريين أعادوا استرداد المحطة بدون خسائر بشريه, اكتشف لاحقاً بأن 81 من سلاحف جزيرة Galapagos قتلت - غالبا عن طريق التعذيب, التشويه, والشنق.
في هذه الحاله البيئه كانت الضحية (وليست مصابة), لأن السلاحف هددت وقتلت من قبل صيادي السماك المحليين لكي تغرس الخوف في جمهور أكبر إزاء العواقب البيئيه لعملهم.
الفئة الثانية: متعمدة, ‘رمزية أولية‘, وقت الحرب
الفئة الثاني يشمل أعمال أو تهديدات الدمار البيئي التي هي مطابقه للفئة الأولى, ولكن التي تحدث أثناء أوقات الحرب. كما ذكر سابقاً, التمييز بين الحرب والسلم ضروري بسبب القوانين المختلفه التي تحكم استخدام البيئه. لا توجد أمثله حاليه لمثل هذه الأعمال.
الفئة الثالثة: متعمدة, ‘رمزية ثانوية‘, وقت السلم
الفئة الثالثة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمده, تحدث أثناء أوقات السلم, والتي هي رمزيه بمعنى أن الأعمال أو التهديدات بذاتها تقصد الضغط على مجموعه أكبر من السكان من تلك المتأثرة فوراً, لكن لا تهدف في المقام الأول إلى إنتاج الخوف على العواقب البيئية للعمل.
هناك مثالان بارزان يمكن أن يطبقان على هذه الفئة: 1) عمل أو تهديد بالمواد النووية المعالجة, 2) عمل أو تهديد بالعوامل الكيميائيه والبيولوجية المعالجة. التلاعب بالمواد النووية يشكل عمل أو تهديد متعمد بالدمار البيئي. لأن الإرهابي يمكن أن يتنبأ إلى حد معقول بمضاعفات مثل هذا العمل الضخم. في الحقيقة, بارنلي (1992م) لاحظ بأن الإرهابيين تجنبوا استخدام أو التهديد بالمواد النووية المعالجة لأنهم ‘حتى الآن قرروا بأن قتل, أو التهديد بقتل أعداد كبيره من البشر عشوائياً, و/أو تلويث مناطق كبيره, ستعجل بنهايتهم‘. على الرغم من أنه لا عمل إرهابي حتى الآن أنتج كارثة نووية هامة, هناك تصادمات وشيكه عديدة وعشرات من التحذيرات المطلقة من قبل الإرهابيين.
التلاعب بالعوامل الكيميائيه والبيولوجية أيضاً يشكل أعمال أو تهديدات متعددة بالدمار البيئي التي هي ‘رمزيه ثانوية‘. بايلي (1995م) يؤكد بأن استخدام الأسلحه الكيميائيه والبيولوجية من قبل الإرهابيين هو قلق مشروع. مثال حديث بارز هو استخدام غاز الأعصاب في محطة قطار الأنفاق بطوكيو من قبل منظمة أوم شيرينكو الدينية اليابانية.
في كلا السيناريوهين أعلاه, البيئه ستكون مصابة وليست ضحية, لأن الجناة لن يحاولوا غرس الخوف في مجموعه كبيره من السكان على العواقب البيئية للعمل.
الفئة الرابعة: متعمدة, ‘رمزية ثانوية‘, وقت الحرب
الفئة الرابعة تشمل تلك الأنواع من الدمار البيئي التي تحدث, أو تهدد بالحدوث, أثناء أوقات الحرب, والتي هي متعمدة و‘رمزيه ثانوية‘. مثال بارز لمثل هذه الظاهرة حدث أثناء حرب الخليج 1990م.
العمل العراقي المدمر للبيئه كان متعمد وحدوثه أثناء وقت الحرب غير متنازع عليه. ما هو الأكثر إثارةً للجدل, ما إذا كان العمل ‘رمزيه أوليه‘, ‘رمزيه ثانويه‘ أو ليس رمزي على الإطلاق. هل أرتكب صدام حسين عمل طائش وبلا هدف؟ هل كان لديه دافع استراتيجي عسكري؟ أو هل العمل يمثل إكراه بيئي متعمد؟
على الرغم من أن دمار صدام حسين البيئي غالبا ميّز في صحافة أمريكا الشماليه كعمل غير مثمر ارتكب من قبل طاغية خبيث ويائس, بعض المحللين يشك بأن العمل ولد من استراتيجيه عسكريه (مثل: الدخان الناشئ من الحرائق قد يعرقل الرؤية لمفجري القنابل من الحلفاء). الحلفاء, مع ذلك, بشكل رسمي أنكروا الإدعاء بأن العمل نفذ لأغراض استراتيجيه عسكريه. يزعمون بأن صدام حسين ببساطه تابع تهديد أدلى به نكاية بالمجتمع الدولي.
الحقائق ظهرت تدعم إدعاء الحلفاء. قبل وصول الجنود الأمريكيين في سبتمبر 1990م, صدام حسين هدد بتفجير آبار النفط إذا تم تحدي وجوده في الكويت. الألغام وضعت بشكل استراتيجي لتزيد الضرر. في بعض الحالات, ألغام مضادة للأفراد وضعت حول الآبار لتردع جهود مكافحة الحرائق. لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لتلوث الخليج قررت بأن ‘أعمال العراق [تسرب البترول وحرق آبار البترول] ليست مدعومة بالضرورة العسكرية‘. مؤتمر دولي, ‘على استخدام البيئه كأداة في الحرب التقليديه‘, توصل إلى استنتاج مماثل.
الدمار البيئي العراقي, بعد ذلك, قد يبدو بأن له إشارة رمزية. بالنظر لهذا الاستنتاج, عملهم يمكن نظرياً وجد أنه ينتهك أعمال حربية معينة والتي تحكم تعطل البيئه. على سبيل المثال, إذا الضرر البيئي حدد بأنه ‘واسع الانتشار, طويل الأمد, شديد‘, وإذا البروتوكول الأول من اتفاقيه 76 إلى 1977م على حظر الاعتداء العسكري أو أي اعتداء آخر يستخدم تقنيات التعديل البيئية كان فعال بين أطراف أزمة الخليج 90 – 1991م, بعد ذلك العراق قد يكون وجد مذنباً بخرق هذا القانون من الحرب.
عمل صدام حسين التدميري للبيئه, مع ذلك, يمكن أن لا يعتبر من ‘الرمزية الأوليه‘. على النقيض لما صرح به Lanier-Graham, الرئيس العراقي لم يصدر تهديد بيئي و‘لم يعتبر البيئة رهينة‘. بتبديد وتدمير الآلاف من الأطنان من النفط صدام حسين ببساطه صرح بأنه إذا بلاده لا تستطيع أن تجني العوائد المالية من النفط, لن يستفيد أحد آخر منها. صدام حسين بشكل رمزي كان يدمر ثروة, وليس البيئه. عمل صدام حسين, كان ‘رمزي ثانوي‘.
الفئة الخامسة: متعمدة, غير رمزية, وقت السلم
الفئة الخامسة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة وتحدث أثناء أوقات السلم, لكن غير رمزيه.
هذه الفئة يمكن أن تتضمن الأعمال التخريبية الطائشة وبلا هدف والتي هي تدميرية للبيئه. هذه الفئة يمكن أيضاً أن تتضمن تحضيرات وقت الحرب من قبل الدول. اختبارات فرنسا للأجهزة النووية في المحيط الهادي يشكل مثال حديث.
الفئة السادسة: متعمدة, غير رمزية, وقت الحرب
الفئة السادسة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة وتحدث أثناء أوقات الحرب, ولكن التي استراتيجيه وليست رمزيه.
استخدام الدمار البيئي كتكتيك للحرب ليس ظاهره حديثه. على سبيل المثال, Entemenar, حاكم سومر Sumer في 2400 قبل الميلاد, حفر قناة لتحويل المياه من نهر دجلة إلى الفرات, بالتالي جعل الدولة مستقلة في إمدادات المياه من مملكة أوما Umma المنافسة. الارتفاع الناتج في مستوى المياه الجوفية في ترب الصحراء سببت ملوحة سريعة للأراضي الحدودية, مما أفقر مملكة أوما وأعادها ضعيفة كقوة عسكرية.
المصطلح ‘الإبادة البيئية ecocide‘ أبتكر قبل عقدين ماضيين تقريباً للإشارة إلى هذا النوع من الدمار البيئي في الحرب. توظيف ‘سياسة حرق الأرض‘ من قبل روسيا ضد نابليون في 1812م, واستخدام أمريكا لمواد معرية للأشجار مثل مبيد الديوكسين (العامل البرتقالي), بالإضافة إلى تجاربها بتقنيات ‘تعديل المناخ‘ أثناء حرب فيتنام, تمثل أمثلة تاريخية حديثة ‘للإبادة البيئية‘.
الفئة السابعة: غير متعمدة, غير رمزية, وقت السلم
الفئة السابعة في هذا التصنيف تشمل تلك الأعمال من الدمار البيئي التي هي غير متعمدة, غير رمزيه, وتحدث أثناء أوقات السلم.
هذا قد يتضمن التلوث الذي يحدث بسبب الإنهيارات النووية, تسربات البترول, والحوادث الغير متوقعه الأخرى التي تسبب تدهور بيئي شديد. الأمثله قد تتضمن كارثة تشيرنوبل Chernobyl النووية, تسرب النفط من الناقلة إكسون فالديز Exxon Valdez في الأسكا, والتسرب الكيميائي في بوبال Bhopal, الهند.
الأكثر قابلية للنقاش سيكون إدراج التلوث الناتج من العمليات الصناعيه, وجميع أشكال النشاطات البشريه التي تدهور البيئة بشكل غير مقصود. بينما تغير أشكال النشاط البشري البيئة الطبيعية, هذا قد يتضمن التدهور البيئي واسع النطاق مثل التقطيع بالجملة للغابات البكر, التصريف الغير عرضي للنفط إلى المياه, وغيرها من النشاطات الأقتصاديه التي ‘لا يمكن تحملها‘ بشكل صارخ.
االفئة الثامنة: غير متعمدة, غير رمزية, وقت الحرب
لفئة الأخيرة تشمل تلك الأعمال من الدمار البيئي التي هي غير متعمدة, غير رمزيه, وتحدث أثناء أوقات الحرب. هذه الفئة قد تتضمن التأثيرات الجانبية للحرب. بينما يمكن القول بأن استخدام جميع الأسلحه أثناء الحروب له عواقب بيئيه متوقعة (بمعنى استخدام جميع الأسلحه قد يكون دمار ‘متعمد‘ للبيئه), من الواضح أن هناك حالات حيث الأختلال البيئي في الواقع لا يمكن التنبؤ به. مثلما دمار طبقة الأوزون بمركبات الكلوروفلوروكربون CFCs لا يمكن التنبؤ به قبل عشرين سنه, حالات مشابهه يمكن أن تنشأ فيما يتعلق باستخدام الأسلحه.
دراسة ‘الإرهاب البيئي‘ يمكن أن يبرر في نمط مشابه. هو مقبول لأنه يركز على جانب معين من الإرهاب. النقطه المحورية في دراسة ‘الإرهاب البيئي‘ هي على هدف محدد من العنف الإرهابي: أي البيئه.
علاوة على ذلك, هذا الموضوع مهم بشكل خاص لأن البيئه لها آثار هامة لرفاهية البيئه. على عكس الحاله لمعظم ضحايا الإرهاب, الضرر الطبيعي من الإرهاب البيئي لا يقتصر على التأثيرات المباشره لعمل العنف ذاته. عندما يحدث الدمار البيئي, ترابط البيئة يضمن بأن الضرر إلى البيئه يمتد إلى ما بعد العمل. طيف من تأثيرات الحد الأدنى وتفاعلات فوضوية في البيئة تضخم بروز هذا الموضوع. المؤرخ والتر لاكوير كتب عن ‘عبثية الإرهاب‘ وأكّد بأنه ‘مقارنة بالتهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد البشرية, لا يأخذ بالإعتبار تقريباً‘. إحتمال ‘الإرهاب البيئي‘ يجسّر الفجوة: الأعمال الإرهابية التي تدمر البيئه تشمل واحده من هذه التهديدات الخطيرة الأخرى التي تهدد البشرية.
تعريف الإرهاب
التوافق على تعريف للإرهاب أثبت بأنه بعيد المنال للعلماء. الأكاديميون كانوا منذ فترة طويلة يعارضون المصطلح. الاستجابات العاطفية المثارة بصور الإرهاب تعيق عمليات تقييم منفصلة لأسباب, ديناميات, نتائج الإرهاب. تؤكد التعريفات الأكثر تطوراً ووضوحاً للإرهاب على عنصرين: 1) أهداف الإرهاب, 2) وسائل/طرق الإرهاب. أهداف الإرهاب دائماً تؤثر على بعض السياسات أو طرق العمل الحكوميه أو البشريه الأخرى. لذا, على سبيل المثال, أعمال العنف الجنونية يمكن أن لا تعتبر إرهاب, لأن هذا الشكل من العنف ليس له هدف محدد.
وسائل/طرق الإرهاب دائماً تتضمن استخدام, أو التهديد باستخدام العنف. لذا, الأعمال غير العنيفة, مثل أعمال العصيان المدني, يمكن أن لا تعتبر إرهاب.
الأكثر أهميه, وسائل/طرق الإرهاب دائماً تتضمن العنف والذي يوجه نحو هدف رمزي (التي عادة تقترح في ذاتها بأن هناك هدف للعمل أو التهديد). بينما الإرهابيين غالبا يستهدفون البشر أو البنى البشرية (مثل المباني الحكوميه), البيئه الطبيعيه يمكن أيضاً أن تخدم كهدف. استخدام, أو التهديد باستخدام العنف ذاته قد لا يؤثر على العمل البشري. بدلاً من ذلك, هو الخوف بأن هذا العمل أو التهديد الرمزي يخلق في مجموعه كبيره من السكان والذي هو العامل الأساسي الذي يميز الإرهاب من أشكال أخرى من العنف. لذا, الأعمال غير الرمزية من العنف مثل التدمير الطائش للملكيات قد لا يصنف كإرهاب.
مثال لتعريف شامل للإرهاب يحتوي هذه العناصر أتى من ووردلو:
استخدام, أو التهديد باستخدام العنف من قبل فرد أو مجموعه, سواء كانت تعمل لأجل أو في معارضة للسلطة القائمة, عندما مثل هذا العمل يصمم لخلق قلق متطرف و/أو تأثيرات مستحثه للخوف في مجموعه مستهدفه أكبر من الضحايا الفوريين بغرض إجبار تلك المجموعة إلى قبول الطلبات السياسية للجناة.
هذا التعريف سيوجه المناقشه على الإرهاب البيئي. لأغراض هذا التقرير, ‘الإرهابي‘ هو أي شخص يرتكب عمل إرهابي كالذي نوقش في التعريف السابق.
الإرهاب والحرب
بينما التعريف السابق يميز الإرهاب من الأشكال الأخرى من العنف, بعض المحللين يؤكد بأن أعمال الإرهاب لا يمكن أن تميز من أعمال الحرب. هؤلاء المحللين يؤكدون بأنه لا عمل من أعمال العنف نفذ أثناء وقت الحرب يمكن أن يعتبر إرهاب, لأن أي عمل مثل هذا يعتبر إما عمل حربي شرعي أو غير شرعي. بينما الحدود الفاصلة بين الأعمال الحربية والأعمال الإرهابية أحياناً متداخلة – بشكل خاص فيما يتعلق بحرب العصابات – لذا يوجد هناك اختلافات كبيرة بين هذين النوعين من العنف, والأعمال أو الإرهاب يمكن أن, أو تحدث فعلاً أثناء وقت الحرب.
هناك العديد من القوانين التي تحكم الحروب الدوليه. القوانين البشريه التي تقوم بذلك – بشكل خاص اتفاقيات جنيف 1949م والإضافات لهذه الاتفاقيات – أساسا معنية بأن القتال مقتصر على المقاتلين, وأن أسرى الحرب والمدنيين محميين من الهجوم الغير مبرر. علاوة على ذلك, قوانين الحرب تهدف لضمان بأن استخدام العنف مقتصر على الأعمال التي تخلق, أو تحاول أن تخلق, فائدة استراتيجيه عسكريه فوريه للمهاجم. أعمال الحرب الدوليه يمكن أن تميز من الأعمال الإرهابية, لأن استخدام الأخيره للعنف دائماً عشوائي, والعمل الإرهابي, لأنه يوجه إلى هدف رمزي, لا يخلق فائدة استراتيجيه عسكريه فوريه للمهاجم.
مع ذوبان الحرب البارده, شهد العالم تحول مثير من الحروب الدولية إلى الحروب الوطنية أو الداخلية. الحروب الداخلية- مثل تلك المندلعة في الصومال, نيكاراجوا, موزمبيق - تشكل صعوبات حديثه لدراسة الإرهاب. توجد هناك قوانين دوليه للحروب تحكم هذا النوع من النزاع. البروتوكول الثاني الإضافي 1977م لاتفاقيات جنيف 1949م, على سبيل المثال, تتعامل حصرياً مع الحرب ‘غير الدوليه‘, والمادة الأولى من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف 1949م تجعل قوانين النزاع المسلح الدولي قابله للتطبيق إلى ‘النزاعات المسلحة التي فيها البشر يقاتلون ضد السيطرة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي وضد الأنظمة العنصرية في ممارسة حق التحديد الذاتي. لكن حرب العصابات (أو الاحتجاج المسلح التمردي), التي هي ميزه شائعه في الحرب الداخليه, صعب تمييزها من الإرهاب. مع هذا, يمكن القول أن أعمال حرب العصابات التي: 1) لا تستهدف أفراد عسكريين أو منشئات عسكريه, 2) لا تلتزم بقوانين حرب العصابات الموضوعة من قبل مؤتمر جنيف 1977م بشأن إعادة تأكيد وتطوير القانون البشري الدولي القابل للتطبيق في النزاعات المسلحة, 3) التي تتوافق إلى الخصائص الأخرى للإرهاب المناقشة سابقاً, يمكن بشكل معقول أن تسمى إرهاب.
بالرغم من أن بعض المحللين يفضل تسمية أعمال العنف التي تحدث أثناء وقت الحرب كإما أعمال حرب شرعية أو غير شرعية (الأخيرة تكون إما إنتهاكات أو إنتهاكات جسيمة لقوانين الحروب), نؤكد بأنه من السديد تصنيف أعمال حربيه معينه غير شرعية كإرهاب. في الحقيقة, المادة 46 من البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف 1949م تنص على "أن الأعمال أو التهديدات بالعنف التي لها هدف أساسي هو نشر الرعب بين السكان المدنيين هي محظوره".
الفكرة القائلة بأن أعمال الإرهاب يمكن أن تحدث أثناء وقت الحرب سيكون لها تأثير مهم على مناقشة الإرهاب البيئي أدناه, لأنه يترتب على ذلك إذا أعمال الدمار البيئي يمكن أن تصنف كإرهاب أو ‘إرهاب بيئي‘, ثم يمكن أن تصنف بوقت حدوثها أثناء وقت الحرب بالإضافه إلى وقت السلم.
الإرهاب والدمار البيئي
قبل المحاولة لتحديد ما إذا هناك شيء ما يمكن تسميته ‘الإرهاب البيئي‘, سنحتاج لبناء تصنيف للمرشحين المختلفين من ‘الدمار البيئي‘ التي قد تندرج تحت عنوان ‘الإرهاب‘.
من تعريف الإرهاب المعطى سابقاً, يمكن أن نميز ثلاثة خصائص حاسمة والتي هي ضروريه لتمييز نوع واحد من ‘الإرهاب البيئي‘ من الأنواع الأخرى (فيما يتعلق بالإرهاب): 1) الدمار البيئي المتعمد مقابل غير المقصود, 2) الدمار البيئي الرمزي مقابل غير الرمزي, 3) الدمار البيئي الذي يحدث أثناء وقت الحرب مقابل الدمار أثناء السلم.
التمييز بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي المتعمدة وأعمال الدمار البيئي غير المقصودة ضروري, لأنه من الضروري تحديد إذا الضرر غير المقصود للبيئة يمكن اعتباره إرهاب. عمل أو تهديد متعمد بالدمار البيئي, لأغراض هذه المناقشة, يستلزم أن مرتكب العمل يمكن أن يتوقع بشكل معقول حدوث الضرر.
التمييز الثاني بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي هي تلك التي رمزية وتلك التي ليست رمزية. هذا التمييز حاسم لأنه من الضروري تحديد إذا الدمار البيئي عشوائي وبلا هدف, أو التهديد به, يمكن اعتباره إرهاب.
التمييز فيما يتعلق بالرمزية, مع ذلك, يحتاج إلى مزيد من التنقيح. سنميز بين أعمال أو تهديدات الدمار البيئي التي هي ‘رمزيه أوليه‘ وتلك التي هي ‘رمزيه ثانوية‘. ‘الرمزية الأولية‘ تشير إلى التلاعب بالبيئة في محاولة لغرس الهلع في مجموعه كبيره من السكان على العواقب البيئية للعمل. في هذا السيناريو, البيئه هي الضحية. ‘الرمزية الثانوية‘ تشير إلى التلاعب في البيئه, حيث العمل أو التهديد بحد ذاته يقصد الضغط على مجموعه أكبر من السكان من أولئك المتأثرين فوراً, لكن حيث لا يحاول المرتكب خلق الخوف على العواقب البيئية للعمل. في هذا السيناريو, البيئه مصابة وليست ضحية.
التمييز بين وقت الحرب ووقت السلم ضروري لأن قوانين مختلفه تطبق إلى الدمار البيئي الذي يحدث أثناء وقت الحرب من ذلك الذي يحدث أثناء وقت السلم. لكي يصنف عمل من الدمار البيئي بالإرهاب, يجب أن يخرق قوانين السلم أو الحرب (أيهما قد يطبق في ظرف معين), ويجب أن يتوافق إلى الخصائص الأخرى المعرفه في تعريف الإرهاب سابقاً. قوانين وقت السلم التي تحكم تعطل البيئة تتضمن أي قوانين وطنيه مشرعه بواسطة الدول الفردية (مثل القانون الوطني المنظم للأنواع المهددة بالإنقراض), بالإضافة إلى المعاهدات والاتفاقيات المتعددة الأطراف, مثل معاهدة 1976 للتفجيرات النووية السلمية, قانون اتفاقية البحار 1982م.
الإرهاب البيئي (الدمار البيئي)
بالنظر إلى الفروق الثلاثة المناقشة سابقاً, تصنيف يتكون من ثمانية فئات يمكن أن تشكل ‘أنواع الدمار البيئي الذي يمكن اعتباره إرهاب‘. كل أنواع الدمار البيئي يمكن أن تصنف في واحد من هذه الثمانية فئات.
الفئة الأولى: متعمدة, ‘رمزية أولية‘, وقت السلم
الفئة الأولى تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة, تحدث أثناء أوقات السلم, والتي هي رمزيه بمعنى أنه يحدث تعطل للبيئة أو تهدّد لغرض التسبب بالخوف إزاء العواقب البيئية للعمل. هناك فقط مثال واحد حديث لمثل هذه الظاهرة. في يناير 1995م, مجموعه صغيره من صيادي الأسماك المسلحين سيطروا على محطة أبحاث داروين في جزر غالاباغوس Galapagos, بالإكوادور. صيادي الأسماك – غضبوا على القيود المفروضة حديثاً على جمع خيار البحر (تجارة مربحة للغاية, اكتشفت حديثاً من قبل صيادي الأسماك المحليين) - واحتجزوا عمال المحطة رهائن وهددوا بقتل عدة أنواع نادرة ومهدده بالانقراض من السلاحف, بما في ذلك آخر نوع معروف على قيد الحياه من تحت نوع جزيرة بينتا. على الرغم من أن جنود المارينز الإكوادوريين أعادوا استرداد المحطة بدون خسائر بشريه, اكتشف لاحقاً بأن 81 من سلاحف جزيرة Galapagos قتلت - غالبا عن طريق التعذيب, التشويه, والشنق.
في هذه الحاله البيئه كانت الضحية (وليست مصابة), لأن السلاحف هددت وقتلت من قبل صيادي السماك المحليين لكي تغرس الخوف في جمهور أكبر إزاء العواقب البيئيه لعملهم.
الفئة الثانية: متعمدة, ‘رمزية أولية‘, وقت الحرب
الفئة الثاني يشمل أعمال أو تهديدات الدمار البيئي التي هي مطابقه للفئة الأولى, ولكن التي تحدث أثناء أوقات الحرب. كما ذكر سابقاً, التمييز بين الحرب والسلم ضروري بسبب القوانين المختلفه التي تحكم استخدام البيئه. لا توجد أمثله حاليه لمثل هذه الأعمال.
الفئة الثالثة: متعمدة, ‘رمزية ثانوية‘, وقت السلم
الفئة الثالثة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمده, تحدث أثناء أوقات السلم, والتي هي رمزيه بمعنى أن الأعمال أو التهديدات بذاتها تقصد الضغط على مجموعه أكبر من السكان من تلك المتأثرة فوراً, لكن لا تهدف في المقام الأول إلى إنتاج الخوف على العواقب البيئية للعمل.
هناك مثالان بارزان يمكن أن يطبقان على هذه الفئة: 1) عمل أو تهديد بالمواد النووية المعالجة, 2) عمل أو تهديد بالعوامل الكيميائيه والبيولوجية المعالجة. التلاعب بالمواد النووية يشكل عمل أو تهديد متعمد بالدمار البيئي. لأن الإرهابي يمكن أن يتنبأ إلى حد معقول بمضاعفات مثل هذا العمل الضخم. في الحقيقة, بارنلي (1992م) لاحظ بأن الإرهابيين تجنبوا استخدام أو التهديد بالمواد النووية المعالجة لأنهم ‘حتى الآن قرروا بأن قتل, أو التهديد بقتل أعداد كبيره من البشر عشوائياً, و/أو تلويث مناطق كبيره, ستعجل بنهايتهم‘. على الرغم من أنه لا عمل إرهابي حتى الآن أنتج كارثة نووية هامة, هناك تصادمات وشيكه عديدة وعشرات من التحذيرات المطلقة من قبل الإرهابيين.
التلاعب بالعوامل الكيميائيه والبيولوجية أيضاً يشكل أعمال أو تهديدات متعددة بالدمار البيئي التي هي ‘رمزيه ثانوية‘. بايلي (1995م) يؤكد بأن استخدام الأسلحه الكيميائيه والبيولوجية من قبل الإرهابيين هو قلق مشروع. مثال حديث بارز هو استخدام غاز الأعصاب في محطة قطار الأنفاق بطوكيو من قبل منظمة أوم شيرينكو الدينية اليابانية.
في كلا السيناريوهين أعلاه, البيئه ستكون مصابة وليست ضحية, لأن الجناة لن يحاولوا غرس الخوف في مجموعه كبيره من السكان على العواقب البيئية للعمل.
الفئة الرابعة: متعمدة, ‘رمزية ثانوية‘, وقت الحرب
الفئة الرابعة تشمل تلك الأنواع من الدمار البيئي التي تحدث, أو تهدد بالحدوث, أثناء أوقات الحرب, والتي هي متعمدة و‘رمزيه ثانوية‘. مثال بارز لمثل هذه الظاهرة حدث أثناء حرب الخليج 1990م.
العمل العراقي المدمر للبيئه كان متعمد وحدوثه أثناء وقت الحرب غير متنازع عليه. ما هو الأكثر إثارةً للجدل, ما إذا كان العمل ‘رمزيه أوليه‘, ‘رمزيه ثانويه‘ أو ليس رمزي على الإطلاق. هل أرتكب صدام حسين عمل طائش وبلا هدف؟ هل كان لديه دافع استراتيجي عسكري؟ أو هل العمل يمثل إكراه بيئي متعمد؟
على الرغم من أن دمار صدام حسين البيئي غالبا ميّز في صحافة أمريكا الشماليه كعمل غير مثمر ارتكب من قبل طاغية خبيث ويائس, بعض المحللين يشك بأن العمل ولد من استراتيجيه عسكريه (مثل: الدخان الناشئ من الحرائق قد يعرقل الرؤية لمفجري القنابل من الحلفاء). الحلفاء, مع ذلك, بشكل رسمي أنكروا الإدعاء بأن العمل نفذ لأغراض استراتيجيه عسكريه. يزعمون بأن صدام حسين ببساطه تابع تهديد أدلى به نكاية بالمجتمع الدولي.
الحقائق ظهرت تدعم إدعاء الحلفاء. قبل وصول الجنود الأمريكيين في سبتمبر 1990م, صدام حسين هدد بتفجير آبار النفط إذا تم تحدي وجوده في الكويت. الألغام وضعت بشكل استراتيجي لتزيد الضرر. في بعض الحالات, ألغام مضادة للأفراد وضعت حول الآبار لتردع جهود مكافحة الحرائق. لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لتلوث الخليج قررت بأن ‘أعمال العراق [تسرب البترول وحرق آبار البترول] ليست مدعومة بالضرورة العسكرية‘. مؤتمر دولي, ‘على استخدام البيئه كأداة في الحرب التقليديه‘, توصل إلى استنتاج مماثل.
الدمار البيئي العراقي, بعد ذلك, قد يبدو بأن له إشارة رمزية. بالنظر لهذا الاستنتاج, عملهم يمكن نظرياً وجد أنه ينتهك أعمال حربية معينة والتي تحكم تعطل البيئه. على سبيل المثال, إذا الضرر البيئي حدد بأنه ‘واسع الانتشار, طويل الأمد, شديد‘, وإذا البروتوكول الأول من اتفاقيه 76 إلى 1977م على حظر الاعتداء العسكري أو أي اعتداء آخر يستخدم تقنيات التعديل البيئية كان فعال بين أطراف أزمة الخليج 90 – 1991م, بعد ذلك العراق قد يكون وجد مذنباً بخرق هذا القانون من الحرب.
عمل صدام حسين التدميري للبيئه, مع ذلك, يمكن أن لا يعتبر من ‘الرمزية الأوليه‘. على النقيض لما صرح به Lanier-Graham, الرئيس العراقي لم يصدر تهديد بيئي و‘لم يعتبر البيئة رهينة‘. بتبديد وتدمير الآلاف من الأطنان من النفط صدام حسين ببساطه صرح بأنه إذا بلاده لا تستطيع أن تجني العوائد المالية من النفط, لن يستفيد أحد آخر منها. صدام حسين بشكل رمزي كان يدمر ثروة, وليس البيئه. عمل صدام حسين, كان ‘رمزي ثانوي‘.
الفئة الخامسة: متعمدة, غير رمزية, وقت السلم
الفئة الخامسة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة وتحدث أثناء أوقات السلم, لكن غير رمزيه.
هذه الفئة يمكن أن تتضمن الأعمال التخريبية الطائشة وبلا هدف والتي هي تدميرية للبيئه. هذه الفئة يمكن أيضاً أن تتضمن تحضيرات وقت الحرب من قبل الدول. اختبارات فرنسا للأجهزة النووية في المحيط الهادي يشكل مثال حديث.
الفئة السادسة: متعمدة, غير رمزية, وقت الحرب
الفئة السادسة تشمل تلك الأعمال أو التهديدات بالدمار البيئي التي هي متعمدة وتحدث أثناء أوقات الحرب, ولكن التي استراتيجيه وليست رمزيه.
استخدام الدمار البيئي كتكتيك للحرب ليس ظاهره حديثه. على سبيل المثال, Entemenar, حاكم سومر Sumer في 2400 قبل الميلاد, حفر قناة لتحويل المياه من نهر دجلة إلى الفرات, بالتالي جعل الدولة مستقلة في إمدادات المياه من مملكة أوما Umma المنافسة. الارتفاع الناتج في مستوى المياه الجوفية في ترب الصحراء سببت ملوحة سريعة للأراضي الحدودية, مما أفقر مملكة أوما وأعادها ضعيفة كقوة عسكرية.
المصطلح ‘الإبادة البيئية ecocide‘ أبتكر قبل عقدين ماضيين تقريباً للإشارة إلى هذا النوع من الدمار البيئي في الحرب. توظيف ‘سياسة حرق الأرض‘ من قبل روسيا ضد نابليون في 1812م, واستخدام أمريكا لمواد معرية للأشجار مثل مبيد الديوكسين (العامل البرتقالي), بالإضافة إلى تجاربها بتقنيات ‘تعديل المناخ‘ أثناء حرب فيتنام, تمثل أمثلة تاريخية حديثة ‘للإبادة البيئية‘.
الفئة السابعة: غير متعمدة, غير رمزية, وقت السلم
الفئة السابعة في هذا التصنيف تشمل تلك الأعمال من الدمار البيئي التي هي غير متعمدة, غير رمزيه, وتحدث أثناء أوقات السلم.
هذا قد يتضمن التلوث الذي يحدث بسبب الإنهيارات النووية, تسربات البترول, والحوادث الغير متوقعه الأخرى التي تسبب تدهور بيئي شديد. الأمثله قد تتضمن كارثة تشيرنوبل Chernobyl النووية, تسرب النفط من الناقلة إكسون فالديز Exxon Valdez في الأسكا, والتسرب الكيميائي في بوبال Bhopal, الهند.
الأكثر قابلية للنقاش سيكون إدراج التلوث الناتج من العمليات الصناعيه, وجميع أشكال النشاطات البشريه التي تدهور البيئة بشكل غير مقصود. بينما تغير أشكال النشاط البشري البيئة الطبيعية, هذا قد يتضمن التدهور البيئي واسع النطاق مثل التقطيع بالجملة للغابات البكر, التصريف الغير عرضي للنفط إلى المياه, وغيرها من النشاطات الأقتصاديه التي ‘لا يمكن تحملها‘ بشكل صارخ.
االفئة الثامنة: غير متعمدة, غير رمزية, وقت الحرب
لفئة الأخيرة تشمل تلك الأعمال من الدمار البيئي التي هي غير متعمدة, غير رمزيه, وتحدث أثناء أوقات الحرب. هذه الفئة قد تتضمن التأثيرات الجانبية للحرب. بينما يمكن القول بأن استخدام جميع الأسلحه أثناء الحروب له عواقب بيئيه متوقعة (بمعنى استخدام جميع الأسلحه قد يكون دمار ‘متعمد‘ للبيئه), من الواضح أن هناك حالات حيث الأختلال البيئي في الواقع لا يمكن التنبؤ به. مثلما دمار طبقة الأوزون بمركبات الكلوروفلوروكربون CFCs لا يمكن التنبؤ به قبل عشرين سنه, حالات مشابهه يمكن أن تنشأ فيما يتعلق باستخدام الأسلحه.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى