مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* اسامة النجيفي- سليم الجبوري - طارق الهاشمي - سعد البزاز

اذهب الى الأسفل

* اسامة النجيفي- سليم الجبوري - طارق الهاشمي - سعد البزاز Empty * اسامة النجيفي- سليم الجبوري - طارق الهاشمي - سعد البزاز

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء نوفمبر 18, 2014 6:08 am

اسامة النجيفي
مُساهمة طارق فتحي في الخميس 6 مارس 2014 - 23:14
بالوثائق // ..فضيحة رئيس برلمان العراق ( اسامة النجيفي)
لا نعتقد أن هؤلاء الساسة والقادة الذين وصلوا لسدة الحكم والقرار بغفلة من الزمن سوف يفكرون بالفقراء والمحتاجين أطلاقا، ولن يفكروا بمصلحة الوطن والمواطنين بل جل تفكيرهم بحساباهم المليارية وبنفوذهم وقصورهم وشركاتهم ومراكزهم...
والسؤال: لماذا سكت التقي الورع ومفخخ الدستور العراقي وشافط بنك في لندن كان بأسم برزان التكريتي وعائد للعراق وسجله بأسمه عام 2004 وهو ( همام حمودي) لماذا سكت عن هذه الفضيحة وهو المرافق لهم في السفرة أو الوفد، هل هذه تقية أم تافلين بأفواه بعضهم البعض، وأثنينهم دافنينه سوا ..
ولماذا سكت بائغ الوطنيات والحرص على الوطن والمواطنين ، وعضو الفرقة السابق ( سلمان الجميلي) والذي يدعي الحرص على العراق،وهل نسى الجميلي عندما تم تنسيبه لوزارة الخارجية العراقية من قبل جهاز المخابرات العراقي قبل سقوط النظام بسنوات قليلة وبتوقيع طاهر الحبوش، وعندنا جيء به من الجامعة لينسب في وزارة الخارجية العراقية؟ اسوة بتنسيب لص العقارات العائدة للدولة ولاعق حذاء زيباري والذي أشرف على تمييع عقارات وحسابات الدولية العراقية لصالح زيباري وبعض الإسلاميين وهو المدعو ( زيد عز الدين) الذي نسبته المخابرات العراقية على وزارة الخارجية وبقي فيها بعد الأحتلال بل صار ساعد أيمن لزيباري والآن يمثل العراق في مانجستر.. فعن أي عدل وعن أي وطنية يتكلم هؤلاء اللصوص والسراق والمزورين
لماذا لم تفتح هذه الملفات أيضا يا شيخ الورع والتقوى يا همام حمودي أفندي؟
لاندري بمن سنثق بعد اليوم؟ ولاندري إن كان هناك أحد من ساكني المنطقة الدولية ( الخضراء) يحرص على المال العام؟
ولا ندري إن بقي أحد من المسئولين يحكم ضميره وأخلاقه؟
ولكن يبدو أن مستنقع العملية السياسية يغرق الجميع في أدرانه ويفسد جميع الأخلاق والأعراف والقيم..
الوثيقة المنشورة هنا تبين لنا أن السيد أسامة النجيفي، رئيس البرلمان العراقي، قد اصطحب أخويه (محمد عبدالعزيز النجيفي) و(أحمد عبدالعزيز النجيفي) على أنهما (مستشارين) لمكتبه الموقر، واصطحب كذلك ابنه (سنان اسامة النجيفي) والذي لايبلغ من العمر أكثر من 25 عاما باعتباره السكرتير الخاص لوالده، اصطحبهم معه في رحلته الاخيرة الى لندن وجنيف لحضور مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.
كما تشاهدون في الوثيقة الثانية أمرا باصطحاب السائق الأقدم للنجيفي ويدعى (ادريس محمد سعيد)..!!
ولمن لايعرف محمد النجيفي شقيق اسامة، فهو يعمل في جدة (المملكة العربية السعودية) ومولع بالخيول حيث يقوم بتربيتها والمشاركة في المسابقات الدولية، وله موقع متخصص في ذلك.. وقد حاز (كما في الصورة أدناه) على مبالغ وصلت الى (مليون وربع يورو) من سباقات الخيل..!
ولا ندري كيف تحول محمد النجيفي من سباقات الخيول الى سباقات البرلمان؟
ولو أن هناك شبها كبيرا بين مجلس النواب ومجلس الدواب..!
ولاندري كيف يمارس عمله في جدة وفي العراق في آن واحد؟؟!!
هنا الجواب عند الأمير مكّرن رئيس المخابرات السعودية
لكن من المهم أن تعلم أن أولاد محمد النجيفي يدرسون ويقيمون في بريطانيا، لذلك هي زيارة رسمية على حساب الخزينة العراقية، وهي بطريقه تفقد للأولاد شكو بيها أكيد أب يريد يتفقد ويلاده !!
أما أحمد عبدالعزيز النجيفي فيبدو أنه شخص مغمور لم نسمع به من قبل ولا تظهر محركات البحث اي نشاط له، اذا هو مرشح ممتاز لكونه مستشار أخوه، يستلم راتب ومخصصات وأطرش بالزفة طبعا.. أما الصبي (سنان ابن أسامة النجيفي) والذي لايبلغ من العمر أكثر من 25 عاما، فلا ندري كيف يكون سكرتيرا خاصا لوالده..! وماذا ستكون مهامه ياترى وهو بهذا العمر؟ سأكون جدا سعيد أن أتعرف بأصغر سكرتير خاص لمجلس دواب (عفوا نواب – صوج الكيبورد) في العالم.. وأؤكد لولدنا (سنان) أنه سيدخل موسوعة (جينيس) للأرقام القياسية في أصغر سكرتير خاص عرفه التاريخ القديم والحديث..!
ولكن يبقى (اللغز المحير) في اصطحاب السائق الأقدم للنجيفي (ادريس محمد سعيد) في هذا الوفد الرسمي الذي كلف ميزيانية الدولة العراقية مئات الآلاف من الدولارات، هل هو مجرد (وفاء) لخدمات هذ السائق فأخرجوه في سفرة سياحية مثلا؟ أم أنه ولكونه سائق أقدم فهو الذي سيقود الطائرة مثلا حرصا على راحة سيده النجيفي والوفد المرافق له، باعتبار أننا في العراق قادرون على الطيران فوق كل الأخلاق القيم، والغوص في أعماق أكبر قاصة لسرقتها..!! ياجماعة الي يعرف السيد السائق الأقدم (إدريس) وكفاءاته ومهاراته ياريت يكتبلنا عنه دا نفتهم القصة..!
وجدير بالذكر أن عائلة النجيفي الموصلية هي عائلة إقطاعية شهيرة بدعم العثمانيين والأنجليز بعدهم، ما تمتلكه من آلاف الدونمات ومن الثروة والمصالح المرتبطة بها أكبر بكثير من أن تضع الهم العراقي والقضية الوطنية في سلم أولوياتها.. وهي عائلة أثبتت استعدادها للمساومة حول كل شيء مقابل محافظتها على مصالحها، وكما شاهد ابناء الموصل الحدباء خلال السنتين الماضيتين العجز المثير للشفقة لأثيل النجيفي في أن يحرك حجارة عن مكانها مخافة أن يزعج السادة الكبار، فقد أثبت شقيقه اسامة أنه لايقل فشلا وتقلبا وفسادا عن سابقيه ولاحقيه
أما أنغماسه بالضد من الشقيقة سوريا فهذا يحتاج لمجلد كامل ولصالح المخابرات السعودية والتركية، لا بل هناك أشاعة أو حقيقة للآن لم نتحقق منها وهي أن أسامة النجيفي ينوي تزويج القنصل التركي من عائلة النجيفي ( حسبها مضبوط) ولكن المهر هو أقتطاع الموصل وتجييرها لآل النجيفي وبرعاية تركية والقنصل نسيبهم ( إذا تمت الزيحة) سوف يكون هو الحاكم الأعلى.. علما أن اللغة التركية أنتشرت في الموصل بدعم آل النجيفي

ســـليم الجبـــوري
طَّبَّال في المَحْفِل الطائفي
سليم الجبوري.. نائب بالتزكية ، أو قوميسار طائفي، أو سياسيٌّ ثانويٌّ، لكنه عَبَّأَ السياسة وشغل أهلها، بمهارات تأقلم ضعيفة، حيث الأخبار تومئ بما لا يسرُّه قَطْعاً، لكثرة الاتهامات الموجّهة له، باعتباره رجل الاغتيالات والفظائع والداعم للإرهاب والطائفية، بوصف الاخبار، أم بتواتر الشائعات، حتى بات شخصيّة خلافيّة، بيْن من يعتبر الاتهامات الموجهة له نتاج فبركة ونصْب سياسي، وبين خصوم يقولون انّ لا دخاناً بلا نار.
هو، الأفندي القالب، والسلفي القلب، والمتجحفل كإسلاموي بنعومة الأظفار في العملية السياسية، تصلّبَت الى مخالب، بمدارات عصبية، وُجِدت لها طبعات في أجساد ضحايا الارهاب، لكنه يرأس لجنة حقوق الانسان في البرلمان، فيما الضحايا ينتظرون رفع الحصانة البرلمانية عنه للقصاص منه.
الجبوري في تنظيرات له بمؤتمر حركات الإسلام السياسي في الوطن العربي- التحديات والآفاق يصف الحزب الاسلامي بانه ملتزم بفكر الإخوان المسلمين، وان مشاركته في الحكم سعي " لتحقيق التوازن بين المكونات العراقية المختلفة وتعزيز الوحدة الوطنية ".
لكن تقييماته تنقلب في المؤتمر عند ذكر حزب الدعوة فهو "فاقد التعاطف الشعبي " وان التيار الصدري "يزحف بهدوء للسيطرة على مفاصل الدولة"
ولا ينسى طبعا ان يضعهم كلهم في سلة التهمة التقليدية " حركات الإسلام السياسي الشيعي تحظى بالدعم الإيراني".
هل هي صدفة ان يلتقي الجبوري مع "مترجم النجيفي " الاخواني انس التكريتي كباحثين في ذلك المؤتمر ؟
أخي قد سرت من يديك الدماء..أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها للسماء..مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح وألقيت عن كاهليك السلاح
أخي قد أصابك سهم ذليل وغدرا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يوما فصبر جميل ولم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي أنت حرٌ وراء السدود أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيد جيوش الظلام ويشرق في الكون فجر جديد
تغريدة لسليم الجبوري
للجبوري حساب على تويتر فيه 9 تغريدات اثنتان منهما اجزاء لقصيدة لسيد قطب .
ما الذي كان يختلج بصدر الجبوري وهو يعيد علينا تلك القصيدة ؟ لعله تذكر معاناة الرئيس محمد مرسي خلف القضبان فالقصيدة جاءت بعد ايام من اعتقاله .
ربطة عنق تلتف ضيّقة على رقبته، كأنه لم يعتد عليها، وهو الحديث التمدّن، والحديث النعمة أيضاً، حتى صُنّف بإعتباره من سياسييّ الارتزاق، مازال ارث الريف يطغى على سلوكياته، بسيكيولوجية الحنين اليه، ما يوضح عدم تلقائيته وتصنّعه.
إما تصريحاته فهي نتاج عقدة طائفية وسياسية وأخلاقية الشعور بالذنب والادانة،... يقول متابع لفعالياته.
ومن اكاديمي في القانون، يمقت العشائرية قبل 2003، الى مُجلّ لها، بعدما تحوّل الى إقطاعي بفعل الامتيازات والحمايات والمخصصات.
وفي العراق انتجت الأحداث طراز سياسيين ونواب، خارج مواصفات المقاييس السريرية للسياسة، ديدنهم الطائفة لا الوطن، والعشيرة لا الشعب، والجبوري واحدا منهم في حرصه على استرضاء سادة الحزب الاسلامي المنتمي اليه، ومكونه الطائفي، حتى أبْرَزَ لقبه "الجبوري"، في اسمه، متّكئاً على القبيلة كسباً للفوز، وضارباً في الطبل الطائفي، جمعاً للأتباع.
رشح للانتخابات في ديالى لكنه وصل الى البرلمان العراقي بالتزكية بعد منحه مقعدا تعويضا عن محافظة صلاح الدين ولو لا سكوت صاحب الحق الاصلي لكان الجبوري خارج القبة كما يقول الخبير القانوني طارق حرب.
من أجل الحفاظ على ديالى و أهلها و هويتها أنتخبوا الدكتور سليم الجبوري
هو يعيد الكرة الان من ديالى لكنه يطرح شعار يحافظ على "هوية ديالى"، ما هي هوية ديالى لدى الجبوري ؟
يكتب سيد أحمد العباسي في مقال "ثبت بالدليل القاطع، ومنذ عامي 2006و2007 ومن مصادر حكومية، تورّط رئيس لجنة حقوق الانسان القيادي في الحزب الاسلامي سليم الجبوري، في عمليات اغتيال عبر التشجيع على قتل مواطنين أبرياء في الخالص والمقدادية.
فيما تنقل الوقائع، تورّط سليم الجبوري في محاولة نقل قضية الارهابي ليث مصطفى عضو مجلس محافظة بغداد الى جهات محايدة رغم تورّطه بانتمائه الى تنظيم القاعدة العام 2005، واستهدافه رئيس مجلس محافظة بغداد كامل الزيدي، بسيارة مفخخة.
ويتذكّر مواطن عراقي، كيف ان الجبوري طالب بتطبيق المعايير الانسانية على عناصر منظمة "خلق" الارهابية.
فيما يفيدك اكثر من منبر اعلامي، بأن للجبوري تاريخ حافل في الدفاع عن الارهابيين، ليعكس "اسقاطات" الطائفية في ذاته، على عمل لجنة حقوق الانسان البرلمانية التي يترأسها.
اذ طالب يوما ما، بإيقاف اعدام ارهابيين، معتبراً قرارات وزارة العدل في هذا الشأن غير مقبولة، وداعياً الى تدخّل دولي للحيلولة دون تنفيذها.
قناة الجزيرة : وذكر الجبوري أن التقرير الأولي الذي أعدته لجنة الأمن والدفاع لحوادث النساء المعتقلات والانتهاكات بين أن مجموع السجينات لدى وزارة الداخلية في عموم العراق بلغ 101 سجينة، منهن 81 موقوفة و17 محكومة وثلاث موقوفات أحداث.
أما السجينات لدى وزارة العدل فبلغ عددهن 960 منهن 381 موقوفة و567 محكومة وخمس موقوفات أحداث وسبع محكومات أحداث. وأفاد التقرير أن هناك 69 سجينة أخرى لدى وزارة العمل بينهن 21 موقوفة أحداث و48 محكومة أحداث.
يصف الجبوري تقرير لهيومن رايتس ووتش عن اعداد النساء المعتقلات في العراق بالموضوعي رغم ان ان التقرير اورد ارقاما هي اربعة اضعاف الارقام التي كان هو نفسه يرددها.
يلوح بانه سيكشف عن أدلة مدعومة بالوثائق للبرلمان الأوربي انتهاكات حقوق الانسان، وكأن لا احد يعرف انه المصدر الرئيسي لتقارير ذلك البرلمان منذ امد بعيد.
لكنّ الأمر ليس بالـيُسْرِ المتخيَّلِ، اذ يقول مصدر مقرّب من الجبوري ايضا ان "دعوى قضائية ضده في مديرية مكافحة الإرهاب لاتهامه بالقتل والتهجير الطائفي في محافظة ديالى"، فيما يمتلك الحزب الإسلامي الذي ينتمي اليه ميليشيا مسلحة قتلت من العراقيين كما قتلت القاعدة"، فيما يفيد ذات المصدر ان الحزب كان يموّل الجماعات الإرهابية في محافظة الأنبار عبر المقاولات وتوزيع المبالغ المالية من خزينة المحافظة.
وفي نهاية 2011، ذكر مصدر حكومي، أن اعترافات جديدة تشير الى تورط الجبوري بعمليات اغتيال في عامي 2006 و2007.
سياسياً، يناور الجبوري بين الوجوه المألوفة للقوى "السنية"، فحَرَصَ على ان يكون مرناً وليّناً، سعياً منه الى البقاء في منصبه البرلماني والحزبي، فبات يحابي الجميع، ليس رغبة في التوافق بل حرصا على المقبولية لدى جميع الاطراف، ما جعله، فاقداً للثقة بينها لان الجميع يدرك "مجاملاته"، وتوزيعه الابتسامات للجميع، ومن هذا الباب انتمى الجبوري الى كتلة "جبهة التوافق" المتحالفة مع "ائتلاف وحدة العراق" ليكونا تحالفاً باسم الوسط يضم عشرة نواب.
اجتهد في تفسير موقف النجيفي حول الاقاليم فقال "إن تصريحات النجيفي مثلت وجهة نظر جهة سياسية ولم تمثل وجهة نظر رئيس مجلس النواب"ولا احد طبعا يستطيع غير الجبوري ان يعرف التصريحات هل تخرج من قلب السياسي اسامة النجيفي ام من عقل رئيس مجلس النواب.
كان اسم الجبوري الملطّخ بعار الطائفية، وارتباطاته المشبوهة، كفيلة بجعل رئيس الحكومة نوري المالكي يرفضه مرشّحاً لمنصب وزير الثقافة، بعدما اصبح النائب العراقي السابع الذي تُوجّه إليه تُهم "الإرهاب" منذ تشكيل أول دورة برلمانية عراقية في عام 2006 بعد إسقاط النظام السابق في 2003.
واذا كان الجبوري توافقياً، بين سياسييّ المكوّن الذي ينتمي اليه، فان المدهش في وضعه "قدماً" في ساحة العملية السياسية فيما "القدم" الاخرى في سكّة دعم الإرهاب.
وأحد اللقطات حول التناقص السياسي، للجبوري يرسمه فالح حسون الدراجي، حين يقول "اسألوا النائب سليم الجبوري ليقول لكم ماذا تحدّث في المؤتمر العالمي للائتلاف الدولي لمناهضة عقوبة الاعدام في الجزائر، نهاية العام 2013، وخصوصاً في فقرة أحكام الإعدام، وكيف عرض أمام ممثلي أكثر من مائة وخمسين بلداً في العالم صورة العراق الجديد، حين قال أن احكام الإعدام في العراق "طائفية" و"غير قانونية"، مناشداً العالم بالتدخل لإيقاف "مجازر" الإعدام "الطائفية" الحكومية، وفق تعبيره.
يتابع الدراجي "هذا مثال لنواب وسياسيين في كابينة العملية السياسية، يتقاضون مخصصات ويتمتعون بامتيازات لا تُعد ولا تُحصى، يتوجّب عليهم أن لا يدعموا الإرهاب والإرهابيين في سعيهم لتدمير العراق، وذبح العراقيين، وان لا يشتموه في وسائل الإعلام العربية والأجنبية المعادية".
وكان الجبوري اوضح، في الجزائر، ان "عقوبة الاعدام في العراق اصبحت نزعة انتقامية تجاوزت الاطر القانونية الى الدوافع السياسية ولابد من ايقافها".
لم يكن الجبوري، يوماً ما، بعيداً عن حروب "التسقيط" السياسي بين جبهات المكوّن الذي ينتمي اليه، ففي ايلول 2011، قررت قبيلة الدليم، ملاحقته عشائرياً وقضائياً على خلفية اتهامه لما يُسمّى أمير عشائرها ، علي حاتم سليمان، والنائب السابق عبد الناصر الجنابي، بتفجير جامع أم القرى، فيما وصف سليمان الحزب الإسلامي الذي ينتمي اليه الجبوري بـ"الفاشي والفاسد"، متهماً إياه بامتلاك ميليشيا مسلحة "قتلت" من العراقيين بقدر ما قَتَل تنظيم القاعدة، مؤكدا أن "الجبوري مطلوب للقضاء العراقي في قضايا إرهابية".
الجبوري:"اي مواطن يحتاج للمساعدة يمكنه الاتصال بالنواب فهل يعني أنهم مساهمون في امر خارج عن اطار القانون والنظام... افاجأ دائما باتصالات من بعض السجناء يطلبون المساعدة".
لكنّ نار الارهاب تأكل بعضها، ان لم تجد ما تأكله، وهذه المرة طالت شقيقيّ الجبوري اثر هجوم مسلح في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى العام 2007، لينال الجبوري من جراء ذلك شماتة البعيد والقريب بسبب ضبابية مواقفه من الجماعات المسلحة واعمال التفجيرات والمعتقلين الارهابيين، وهو ما كشف عنه النائب حاكم الزاملي خلال مشاركته في برنامج تلفزيوني، في 23 تموز 2013، عن "قيام عدد من قياديّ تنظم القاعدة وبعض السجناء بالاتصال مع ثلاثة من أعضاء من مجلس النواب، منهم القيادي في كتلة متحدون سليم الجبوري"، مبيناً أن "السجناء يتّصلون بالصوت والصورة عبر الانترنت وأحدث الهواتف النقالة، مع الجبوري"، موضحا أنه "رفع توصيات إلى هيئة رئاسة مجلس النواب بهذا الخصوص".
وفي أكتوبر 2012 ، كشف تقرير أمني نشرته "المسلة" عن تورّط النائبيْن سليم عبد الجبوري وشعلان الكريم بتحريض وتشجيع السجناء على القيام بأعمال شغب واضرام حريق في سجن "التسفيرات" في تكريت بمجرّد ورود نبأ تأخّر إقرار قانون العفو العام، فضلا عن تزويدهم السجناء في زيارات سابقة بأجهزة اتصال وأموال.
سيرة الجبوري المنشورة في الانترنت تصفه بأنه نائب الامين العام للحزب الاسلامي، من مواليد محافظة ديالى قضاء المقدادية العام 1971، وحصل على شهادة الماجستير في القانون ثم الدكتوراه. عمل تدريسياً في كلية الحقوق في جامعة النهرين، وكلية القانون في جامعة ديالى. ثم عضو لجنة صياغة الدستور، ولجنة إعادة النظر بالدستور العراقي، ثم رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي.
ولم يعد ملفتا، ان الجبوري، يعيش فترة عصيبة من حياته السياسية في هذه الايام، تجعله مستَنفَراً، منفعلاً، بسبب رهاب من مستقبل انتخابات تقترب، يخاف الخسارة فيها، ما يعني رجوعه الى المربع الاول، كسياسي مكشوف الجبهة، بعد اختبائه لفترة طويلة خلف درع الحصانة، ليصبح مثل حال الكثير من النواب المتورطين في دعم الارهاب، أمام سبيلين، فإما الهروب مثل أي مطلوب، تلاحقه العدالة، حتى يُلقى القبض عليه، أو يسلّم نفسه للسلطات.
هذا الاحتمالان، يؤرقان الجبوري وغيره، ليعيش في ثُنَائِيَّة مقلقة، بسبب هجمات الذعر، تودي به الى غير ما يتمنى.

طارق الهاشمي
متسكّع العواصم و"التلاشي" السياسي
أيكون طارق الهاشمي مَوْتُوراً لم يدرك هدفه، أم طموحاً جامحاً استعجل الصعود بأموال الخليجين ودماء ضحايا التفجيرات التي دعمها وأشرف على تنفيذها؟.
أهو وطنيّ، متطرّف لبلده، أم يُعَصَّب برأْسِه أَمر طائفته ؟..
أسئلة تحتشد في تفسير "الانتقامية" الشديدة التي طبعت شخصية الرجل الارستقراطي المزاج، كما هو يشيع بين المقرّبين له والصفوة المنتقاة طائفياً من حوله، فلطالما تحدّث عن عراقة اسرته، يوم كان جدّه ضابطاً في الجيش العثماني ( هذا سيرسم هواه التركي الذي يتغنى به الى الان )، و خاله طه ياسين الهاشمي، الذي أصبح فيما بعد رئيس وزارة عراقية ابان العهد الملكي، واستشهد في فلسطين أثناء الحرب، ومدفون الى الان في الجامع الاموي قرب قبر صلاح الدين الايوبي في دمشق.
لكن الهاشمي (مواليد بغداد العام 1942) لم يسعه ان يتذكّر أمجاد العائلة الا بعد العام 2003، ولم يكن له ذلك في عهد صدّام المخلوع، حين اتاحت له العملية الديمقراطية الصعود الى اعلى المراتب في الدولة، وهو حلم كان يراوده على الدوام، ارضاء لغرور المجد العائلي التليد في دواخله.
بحث الهاشمي ابن العائلة المتوسطة عن صلة قرابة مُتَخَيّلة بعائلة السياسي العراقي المعروف الراحل طه الهاشمي، وهوسه بهذا الانتماء تبلور في دواخله مثل هوس في رؤى غير حقيقية، فعندما سأله صحافي عن سر اهتمام معلمته به حين كان تلميذا في الصف الثاني الابتدائي، قال " نعم كان هناك اهتمام خاص بي ولأسباب غير معلومة لدي، ربما لانتسابي الى العائلة الهاشمية".
وقد يكون انتماء الهاشمي "بالحث" أو "باللصق"، للعائلة المالكة الحاكمة، يفسر سر كرهه للزعيم عبد الكريم قاسم ايضا، على رغم انه يعزو هذه الكراهية الى "فسح" عبد الكريم قاسم المجال للشيوعيين للنفوذ الى السلطة، وهم الذين بغضهم الهاشمي، لاسباب يفصح عنها بالقول "لم تكن لدي ميول سياسية، لكني يا سبحان الله كنت أكره الفكر الماركسي والحزب الشيوعي برغم ان اقارب والدتي كانوا ينتمون الى الحزب الشيوعي، فيما كانت ميولي دينية".
وهذه الميول الدينية التي يتحدث عنها الهاشمي هي التي جعلته ينتمي فيما بعد الى ما اسماها "الحركة الاسلامية" حين حضر اجتماعاتها في الجامع، قبل ان ينتمي الى الحزب الاسلامي العراقي، الواجهة السياسية لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي.
يقول الهاشمي ان انتماءه للحزب الاسلامي كان السبب وراء طرده من الجيش، الا ان الاوساط السياسية والعسكرية في العراق تعرف السبب الحقيقي لذلك، فقد كان الهاشمي من الاوائل على دفعته لينسّب معلماً في جامعة البكر، حتى باع الاسئلة الامتحانية لطلاب الكلية من العرب بمبلغ 5 دنانير، وبعد أن افتضح أمره، قُدم للمحاكمة، ليطرد من الجيش، وكان برتبة مقدم ركن.
لكن الهاشمي "سليل" العائلة الهاشمية لم يسعه ان يتذكر ذلك، في زمن النظام البعثي السابق، الذي لم يتح للهاشمي ولا لغيره، الاّ خيار الاذعان والطاعة، وهي احدى صفات الهاشمي التي ميّزته عن الكثير من المعارضين الذين فضّلوا الفرار وتحمل مشقة الغربة عن البقاء تحت اذلال البعث، ما قاده الى تبوأ منصباً في الجيش العراقي، لم يكن ليتسع الا للمخلصين للبعث والنظام، حتى حصل على الماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية من كلية الأركان والقيادة خلال العام 1971، وهو أمر متاح لأنصار السلطة فحسب، بل واستمر في الخدمة العسكرية حتى تقاعده نهاية الثمانينات من دون ابداء معارضة أو تململ من النظام الدموي الذي حكم العراقيين بالدم والحديد.
وليس من تفسير لحنينه الى الماضي، الا التعصب الطائفي، فعلى رغم المنصب البسيط الذي حظي به في زمن صدام، افصح الهاشمي في لقاء تلفزيوني مع قناة "الجزيرة" القطرية، عمّا يجيش في داخله من فوضى الفكر والاعتقاد، وتناقض السلوكيات السياسية، اذ قال ان " إسقاط صدام مؤامرة على القضية الفلسطينية" وهي عبارة لا تُفسَّر الا كونها نتاج العقل "البعثي" و"الطائفي" في عقل الهاشمي الباطن، الذي يحفزه على سلوكيات متناقضة، فمن جهة هو مشارك في العملية السياسية وقطب رئيسي فيها، ومن جانب آخر، بعثي الهوى، داعم لإرهاب يسعى الى افشال النظام الديمقراطي في العراق، عبر تحوّله الى اداة داعمة للعنف، وجسر يوصل الدعم الخليجي والاقليمي الى الجماعات المسلحة.
وهكذا قاده تهوّره الى "ركل" نعمة، اتاحتها له العملية السياسية العراقية ليعود مثلما كان بعد تقاعده من خدمة الجيش العراقي في الثمانينيات، متسكعاً بين الدول.
لكنّ مراقبين، لا يرون في سلوكيات الهاشمي السياسية في هذا الصدد، ملامح "تآمر" فحسب، بل انعكاسات ل "جهل" وقلّة تجربة، فقد "جنت على نفسها براقش"، باعتماده أسلوب ممارسة العنف والإرهاب بصورة مباشرة، وبتوجيه شخصي من قبله الى حماياته والجماعات المرتبطة بهم، ما كشفه، بشكل واضح.
ففي 30 كانون الثاني 2012 أعلنت وزارة الداخلية اعتقال 16 شخصاً من حماية الهاشمي، مؤكدة أن المعتقلين متهمون بتنفيذ عمليات اغتيال ضد ضباط وقضاة، من بينهم عضو محكمة التمييز نجم عبد الواحد الطالباني في العام 2010، شمالي بغداد.
هذه الاعترافات أوقعته، بين فكيّ الحقيقة المرة، فلم يكن له الاّ الهرب في 19 كانون الأول 2011 إلى إقليم كردستان في شمال العراق، متجنباً مواجهة الحقائق بالحقائق، بعد أن صدرت بحقه مذكرة اعتقال بتهمة الإرهاب، بموجب اعترافات مجموعة من أفراد حمايته بشأن قيامهم بأعمال عنف بأوامر منه، لتصدر محكمة الجنايات العراقية المركزية في 1 نوفمبر 2012 حكماً غيابياً بالإعدام شنقاً بحقه.
لكن أي قشّة قصمت ظهر الهاشمي؟
أهي اعترافات افراد حمايته، ام وقائع أوقعته في المصيدة ؟.
انها من كل ذلك، أسرَعَ في نضجها "طيش" الهاشمي وتذمّره من فشل مخططاته، فبات يضرب في "المليان" كما يقول المصريون، لكنه رصاص طائش قتل ابرياء، ولم يقتل خصوماً.
وهكذا انكشفت اوراقه السرية وأعماله وراء كواليس السياسة في بلاده، في حديقة خلفية محصّنة، بعيدة عن الضوء، لا يجيد العمل فيها الا محترفي القتل والجريمة، ليواجه اتهامات من جانب السلطات المركزية في بغداد بالضلوع في التخطيط لعمليات إرهابية ما جعل الشرطة الجنائية الدولية "الانتربول" تتعقب خطواته لاعتقاله كونه مشتبهاً به في تمويل هجمات إرهابيةّ، داعيةً دول العالم ال 190 الى المساعدة في المسْك به.
لم يصمت الهاشمي الذي ظلّ بلا لسان طوال حكم صدام خانعاً له، فحين وقعت "الفأس في الرأس"، وتأكد بما لا يقبل الشك ان العدالة صنفته ارهابياً يجب ان ينال جزائه، سعى لان يكون بطلا "صوتيا" لكن ليس في اللحظة المناسبة، والبطولة في غير محلّها حماقة، فقد اعترف بعدما فرّ واحتمى بدول اقليمية معادية للعراق من على فضائية "الجزيرة" بأنه "خطّط لعدة محاولات إنقلابية، بالتنسيق مع بعثيين".
وهكذا اوقع الرجل نفسه مرة أخرى في هوة التناقض، فكيف ينقلب على عملية سياسية هو أحد اقطابها ما لم يكن متآمراً؟.
والأكثر حمقاً في السياسة التي اتبعها، ما صرّح به من عمّان مطالباً القوى "الإرهابية " المسلحة بتغيير إستراتيجيتها والانضمام الى "المقاومة"، ما جعله في مرمى، ليس المشاركين في العملية السياسية ايضا، بل الارهابيين الذين ردوا على دعوته في بيان يقول "مرة أخرى يطل علينا ابن العملية السياسية البار طارق الهاشمي ليتحدث منظّراَ وناصحاً ل(لمقاومة الجهادية) ناسياً أو متناسياً أن دخوله في المكان الذي هو فيه هو خذلان ل(المقاومة) وتثبيط لأهلها".
بل وأكثر من ذلك، فقد اعتبر اولئك "المقاومون" الذين قتلوا من العراقيين الآلاف، الهاشمي وصولياً من أرباب الكراسي، ولم يتردّدوا في تحدّيه واذلاله، فقبل أسبوع واحد من تسلّمه مسؤولياته الدستورية نائباً لرئيس الجمهورية، قامت الميليشيات المسلحة بقتل شقيقه محمود الهاشمي بتاريخ 13 نيسان / أبريل 2006.
وبعد أسبوعين فقط من ذلك التاريخ تكرر الأمر مع شقيقته ميسون الهاشمي في 27 نيسان / أبريل 2006.
وفي 10 تموز / يوليو 2006، وخلال شهر رمضان، قتلوا شقيقه الفريق أول عامر الهاشمي في بيته.
لكن ما الذي يعنيه ذلك؟..
إنّ من الواضح ان محاباة الارهابيين من قبله لم تجد نفعاً، لكنها لم تكن مصادفة، بل هي نتاج انانية طائفية، تصنّف الناس على أساس المذهب، وليس على قاعدة المواطنة، ليجني الهاشمي ما زرعت يداه جراء ضبابية المواقف تجاه "الارهابيين" الذين تعاون معهم فيما بعد بحسب الاعترافات الموثقة لأفراد حمايته، وأقرباء له وأنصار.
وكان مخاض ذلك كله، اتهامه بنحو 300 جريمة قتل وتفجير حُكم عليه من جرائها بالإعدام.
استلهم الهاشمي، فكرَه المتعاطف مع التطرف من خلفية اسلاموية، بانتمائه الى الحزب الاسلامي العراقي، العام 1975، وفي عام 2004 اصبح امينا عاما له. لكن تذبذبه الفكري وإرهاصاته السياسية غير المستقرة، وديدنه الوصولي الى المناصب جعله على فراق مع الحزب الذي يعتبر الواجهة السياسية لجماعة "الإخوان المسلمين" في العراق، وكان الهاشمي من بين قادته.
غير ان الهامشي، حاول حتى استثمار انشقاقه على رفاق الدرب الاسلامويين، فأرجع خروجه على الحزب الى رغبته في "لجم وحش التخندق الطائفي"، مشيرا في العام 2009 الى "ضرورة انهاء التخندق"، ما ادى الى استقالته من منصب رئيس الحزب، وانضمامه إلى تحالف وطني بقيادة إياد علاوي ضمن القائمة العراقية الوطنية، مشاركا إياه في الانتخابات البرلمانية الثانية بعد 2003. وفي انتخابات كانون الأول 2005 وبعد حملة انتخابية قادها في جبهة التوافق حصلت بموجبها على (44) مقعداً في مجلس النواب، أنتُخب نائباً في المجلس عن بغداد، ومن ثم رشحته الجبهة لمنصب نائب رئيس جمهورية العراق في 22 نيسان 2006.
غير ان هذا الادعاء كان كلاماً فحسب، ولم يرْق الى الفعل والممارسة بحسب وقائع الساحة العراقية، فلم يصل الهاشمي الى ما وصل اليه الا عبر الخطاب الطائفي الذي كان يتناوله سراً، في حين يدعو جهراً الى محاربة الطائفية، فتدافع مع آخرين على عزف اسطوانة مظلومية (السُنّة)، داعيا الى قلب كلّ الموازين وإعادة الأمور إلى ما قبل التاسع من نيسان، وإعادة الحكم إلى "السُنّة" في العراق لكونهم "الأكثرية" كما يزعم.
ولم تكفه الميزانية الضخمة التي رُصدت له باعتباره سياسياً من أصحاب المنازل الرفيعة، فاستعان بميزانيات دول مثل قطر والسعودية، ليست لفائدة طائفته، بل امعاناً في الارهاب الذي طال الجميع من سنة وشيعة.
وهذا ما أكده النائب حسن العلوي بحسب ما نقلته وسائل الاعلام على مواقع النت، حين قال إنّ "أحد الأسباب التي دفعته الى الانسحاب من القائمة العراقية هو ما جرى من كلام تفوّه به الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز خلال لقائه طارق الهاشمي".
ويقول العلوي في الحوار المنقول عنه "بعد دعوة الهاشمي للسعودية، ذهبت معه برفقة أعضاء آخرين في القائمة العراقية، وعند استقبالنا تقدم الملك السعودي نحو الهاشمي مباشرة فسلّم عليه وهو يقول له.. مليارين ونص اعطيتك ولا زال الشيعة في الحكم.. ثم اعاد الملك هذه العبارة مرة أخرى".
ويردف العلوي "ابتسم الهاشمي حينها وقال للملك السعودي ان من الاخوة في الوفد مَنْ هم من الشيعة، فلا ندعهم (يزعلون)، في اشارة منه لي".
وكشفت مواقع رقمية عن وثائق تفيد ان طارق الهاشمي عمل لصالح المخابرات القطرية مستجدياً الاموال السياسية من مشايخها مقابل استمرار النزيف العراقي.
كما كشفت مصادر أمنية في شهر آب 2012، أن القوات الأمنية عثرت على كاميرا خفية في مكتب الهاشمي، تحتوي تسجيلاً للقاءات له وزعيم القائمة العراقية اياد علاوي ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي، تتضمن كلاما مسيئا الى مرجعيات شيعية، لكن هناك من اعلن عبر وسائل الاعلام ان الشريط "مفبرك".
وغير ذلك الكثير مما يؤخذ على الهاشمي، تنكره لوطنه وللعملية الديمقراطية التي أتاحت له فرصة الظهور والزعامة، ليصبح من "الضباط" القلائل في العالم الذين "يستغربون" و"يستكثرون" على بلدهم، تعزيزه لقدراته العسكرية وتنويع مصادرها فيدبّج مقالاً في جريدة "الشرق الاوسط"، عنوانه "صفقة السلاح مع روسيا.. لماذا الآن؟"، يخلص فيه الى انه "لا ينبغي شراء اسلحة من روسيا"، وحجته في ذلك، لان "مثيل هذا السلاح يستخدمه بشار الاسد في قتل الشعب السوري"، والمصلحة الوطنية حسبما يقول تقتضي "تأجيل إبرام الصفقة لأن توقيتها الآن مدعاة للريبة ما دامت ليست هناك دواع أمنية طارئة أو ضاغطة".
ويخلص ايضا الى ان "العراق لا يواجه عدواناً خارجياً، لا الان، ولا في المستقبل، فلماذا هذه الاسلحة ؟".
وإذا كان العراق في رأي الهاشمي لا يواجه "عدواناً خارجياً"، فلماذا تشكيل الجيش اساسا؟ ولماذا التباكي على حل "الجيش السابق" ايضا
ان من بديهيات السياسة، ومآل الأقدار، ان تكون نهاية الهاشمي مخزية، بعدما آل به المصير الى متسكّع في عواصم الدول ومدنها، تضيق عليه النوافذ يوميا بعدما طرده الاتحاد الاوربي الشهر الماضي من بروكسل، وتقلّصت علاقاته مع الدول العربية والإقليمية.

ســـعد البـــزاز
السائل الذي لا شكل له
"أخطبوط، له يدٌ في كلّ بلد، كائنٌ هلاميّ أكثر خطورة من السيانيد، وأكثر انتشاراً من الهواء"، هذا ما قاله لي أحدُ الأدباء العراقيين الذين عملوا مع سعد البزاز لأكثر من عقدٍ من الزمان، البزاز الذي لا يندرجُ تحت صفة معيّنة، لكنه يندرج تحت كل الصفات.
في 18 من نيسان، ومن بيت موصلّي، ولد سعد البزاز عام 1952، من عائلة غير بعيدة عن الأدب والصحافة والسياسة، فخاله هو شاذل طاقة (1929-1974)، الشاعر العراقي، والمدير العام لوكالة الأنباء العراقية، ووزير الإعلام ثم السفير العراقي في الاتحاد السوفييتي السابق، ثم وزير الخارجية عام 1974، حتى أغتيل بالسم في المغرب.
من هذا البيت انطلق سعد، باتجاه الحياة العراقية، أصوله الموصلية، وشهرة خاله، البعثي العقائديّ، جعلته يختصر الطريق بسرعة، فالشاب الذكيّ، يجيد اقتناص الفرص، والأمرُ لا يعدو كونه ارتداء بذلة زيتونيّة، وشاربين غليظين، وأسرة حسنة السمعة بعثياً.
جاء البزاز من الموصل وهو لا يحمل سوى الشهادة الثانوية، كان على معرفة بأحد الرفاق البعثيين المنحدرين من الموصل أيضاً وهو محمد مناف الياسين.
كان الياسين رئيس تحرير مجلة اسمها (العمل الشعبي) فعمل سعد معه في هذه المجلة محررا متواضعا، لكن حينما أُغلقت انتقل للعمل إلى الإذاعة، وحين أصبح أرشد توفيق، الروائي البعثيّ الموصلّي أيضاً، مديراً لإذاعة بغداد، عيّنه مذيعاً فيها، ومنذ ذلك الحين، ونجمه بدأ بالتصاعد حتى عرف سعد الطريق إلى التلفزيون وقدّم برامج تلفزيونيّة منوّعة، كان أحدها برنامج مسابقات.
يبدو البزاز طيفاً غائماً بالذاكرة، أي بمعنى، حتى أقرب أصدقائه لا يتذكر تفاصيل حياته، بل أنّ أحدهم قال "إنّ ما تعرفه عن سعد، هو نفسه ما تجهله عنه"، الأمر الذي يجعل سعداً شخصاً غير قابل للحصر بين قوسين، فهو يتحفظ عن الإدلاء بمعلومات تخصّ جانبه الشخصيّ، أو الأسريّ، أو مكان منزله، ويكفي أن تقول له "لقد رأيتُكَ ماراً من الشارع الفلانيّ"، حتى يسيطر عليه الارتباك الذي قد يصل به إلى تغيير سيارته الشخصية.
بسنّ مبكرة، تسلّق البزّاز السلّم البعثيّ بطريقةٍ صاروخيّة، وتسنّم مناصب لا تُمنح إلاّ لذوي الانتماء الحزبيّ، والولاء المطلق للنظام الصدّامي، ومن ضمن مهامّه صار مديرا لـ"الدار الوطنيّة للنشر والتوزيع"، وهي واحدة من أهمّ مرافق تصدير الفكر البعثيّ، والمسؤولة عن إصدار الصحف وطباعتها، ثمّ مديراً للإذاعة والتلفزيون، و رئيس تحرير جريدة الجمهورية.
لعب البزاز دوراً مؤثراً في الإعلام العراقي أثناء فترة الحرب العراقيّة الإيرانيّة، فقد كان واحداً من العقول الخطرة بتسيير ماكنة التعبئة، ورسم صورة "الجيش المنتصر" و"البلد السعيد" على ملامح العراق، الذي تفوح من جميع أركانه رائحة البارود وسواد الجنائز.
بعد هذا، وحين حوّل عدي صدام حسين نظره إلى الوسط الصحفيّ، عمل البزاز نائباً له في نقابة الصحفيين، ويبدو من المنطقيّ الإشارة إلى أنّه لا يرضى بأن يكون نائباً بعد سلسلة الإدارات التي تسلّمها، لكنّ عدي يبطش، ولا أحد يحميه من "غضب الأستاذ"، فرضي بهذا الحال.
يحتفظُ الموظفون الذين عملوا مع البزاز، إلى يومنا هذا بصورته وتفاصيل شخصيته، منها أنّه ذو وجه مبتسم على الدوام، وبشوش جداً، تظهر أسنانه حين يبتسم رغم شاربيه الكثين، لكنّ هذا الوجه، ينقلبُ بلحظةٍ واحدة إلى وجه غاضب لا يأمنُ مَن يقابله من البطش، أو الفصل، كما أنّ هؤلاء الموظفين، يشعرُ كلّ واحد منهم بأنه الأقرب للبزاز، وبأنه الأبعد في ذات الوقت.
البزاز ذو بعد مؤامراتي في إدارة العمل الإعلاميّ، فهو يقول لكلّ موظفيه المحيطين به "إنك يدي اليمنى"، لكنه في ذات الوقت، يكون قد جهّز بديلاً يملأ مكان "اليد اليمنى" بأيّة لحظة، كما أنه يصنع مدراءه ويجعلهم ذوي قرارٍ وسلطة كبيرة، لا تخضع إلاّ له من جهة، ويستخدمهم لخضوع الموظفين الآخرين من جهة أخرى.
كتل ضبابيّة تلفّ بعض سنواته، غير واضحة التفاصيل، إلاّ أن فترة ما بعد 1990، كانت هي الأكثر نشاطاً لدى سعد، خصوصاً من ناحية التأليف، فقد كتب "حربٌ تلد أخرى – التاريخ السريّ لحرب الخليج"، و"رماد الحروب – أسرار ما بعد حرب الخليج"، و"الجنرالات آخر مَن يعلم"، و"الأكراد في المسألة العراقية"، وهذه الكتب جميعها أصدرها بسنوات متقاربة، بعد أن أصدر في ثمانينيات القرن الماضي كتابين، أولهما "حكاية الولد والبنت آخر الليل"، وهو مجموعة قصصية، و"الحرب السرية – خفايا الدور الاسرائيلي في حرب الخليج"، ويبدو أنّ التأليف هو الجانب المُهمل لدى سعد، والذي يعود إليه بين الحين والآخر، فضلاً عن دراسته الأكاديمية، حيث تنقل بعض المصادر أنه نال شهادة الماجستير في العلاقات الدولية من معهد جامعة الدول العربية للبحوث والدراسات، فضلاً عن حصوله على ماجستير في التاريخ الحديث من كلية القانون والسياسة، وحاضرَ أيضاً لمدة بسيطة في جامعات العراق، والأردن، والمملكة المتحدة حينما كان مديراً للمركز الثقافي العراقي في لندن.
في فترة التسعينيات، كانت جريدة الزمان محطة المعارضة العراقيّة وكتّابها، عمل فيها عدد كبير من الأدباء والصحفيين العراقيين، منهم مَن كان محرراً في "منشورات البزاز"، وهي دار نشر أظهرت حوالي 20 كتاباً ثم نامت، ربّما لإيمان البزّاز بعدم فائدتها، وفائدة التأليف أيضاً، فآخر كتاب ألفه كان قبل أكثر من 15 عاماً.
قبل أن يعرف كثير من السياسيين العراقيين الطريق نحو علاقات مع المملكة العربية السعودية، كان سعد قد سبقهم بأشواط طويلة، تعود إلى أعوام مبكرة من التسعينيات، حيث كانت علاقته الوطيدة مع خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، بوابة إلى دعمٍ لا ينتهي، وسياسات تتقلب مع تغيّر مسار العِقال السعوديّ.
عام 1995 كان عاماً ذهبيّاً للبزّاز، فقد أقنع الشاعرين العراقيين الكبيرين محمد مهدي الجواهريّ وعبد الوهاب البياتي بالاشتراك بمهرجان الجنادريّة السعوديّ، وحالما وصلوا إلى هناك، خرجت صحف النظام في بغداد تندّد بمشاركة الجواهري والبياتي، وكتب أحد الصحفيين الصغار مطالبة بسحب الجنسية العراقية من الجواهري والبياتي، والتي لم تُسحب منهما حتى اليوم، فاستثمر البزاز هذه الخطوة، وخرج بمانشيت عريض على صفحات الزمان، ليدرج اسمه مع الجواهريّ والبياتي على الصفحة الأولى.
بقي البزاز طوال هذه المدّة، تحت عباءة السعودية، حتى سبب صداعاً للنظام البعثي في بغداد، وشكّل تحدياً لا بأس به، ولعب على الورقة القطريّة، وظلّت السعودية والبحرين وقطر محوره المفضّل حتى اليوم.
ثم دخلت الدبابات الأمريكية إلى بغداد، وتطلب المنطق من سعد موقفاً، فقد زال نظام صدام، هل سيبقى بين عمان ولندن والسعودية؟ أم أنه سيعود إلى العراق؟ لكنّ البزاز الواقف مع الجميع وضدّ الجميع في آن: اختار أن يصبح معارضاً من جديد، لحكومات أقل سطوة من نظام صدام، وبدعم أقوى، فهو هذه المرّة استثمر الحروب المذهبيّة المغطاة بين السعودية وجمهورها، وإيران وجمهورها.
عاد البزاز في زيارة خاطفة إلى بغداد عام 2003، أنشأ مكتباً لجريدة الزمان، لتصدر أيضاً بطبعة بغداديّة فضلاً عن طبعاتها اللندنية والعربيّة، وفي عمّان، أسّس مشروعه الأخطر: قناة الشرقيّة الفضائية.
لم تكن قناة الشرقية مجرد فضائيّة مثلها مثل الأخريات من القنوات، لكنها كانت مصدر الحطب الأكبر في زيادة الاشتعال العراقيّ الداخليّ، وهي تقفُ ضدّ حكومات أياد علاّوي، والجعفري، وحكومتيْ المالكيّ، لكن بنسب متفاوتة، لكنّ أعنف هجماتها هي تلك التي استهدفتْ دورتيْ حكومة نوري المالكيّ.
ليس مبالغةً إنْ أشرنا إلى أنّ نشرة أخبار واحدة من الشرقيّة، تعادلُ ضرر عبوة ناسفة في سوق شعبيّ مزدحم، فكان كادرها هو الذي يجلبُ بنزين التصريحات السياسيّة السنيّة، ليضعها على حطب السياسات الشيعيّة، وكان البزاز في الشرقيّة هو المُقعّد الأول لجملة "منطقة ذات أغلبية سنيّة" أو "منطقة ذات تواجد شيعيّ".
ظلّ البزّاز وإعلامه فاتحاً ألف عين، وشبكة مراسلين، ومكاتب عديدة، فيما يخصّ الحرب ضدّ حكومة المالكي، فمقطع فيديو يُظهر جندياً يرقصُ في سيطرة مثلا، يكون وببساطة ملفاً رئيسياً في نشرات أخبارها، وصورة عن جريحٍ، يمكن أن تظهر خمس مرات أو أكثر باليوم، يقفُ البزّاز بكلّ ترسانته الإعلامية من محررين ومذيعين ومذيعات لجعل هذا الملف أو ذاك علكاً مستمراً بأفواه الكاميرات، التي تنقل حريقها إلى الشارع العراقي، أولاً بأول.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تلاعبت الشرقية بمفردتيْ "استشهاد" و"مقتل" بطريقة استفزازية، فمن الممكن أن تخرج بخبر عن "استشهاد سعوديّ في أفغانستان"، لتردفه بـ"انفجار عبوة ناسفة في بغداد يسفر عن مقتل 20 مدنياً"، وليس هذا فحسب، بل استقطب البزّاز الإعلاميين البعثيين الذين عملوا معه في الإذاعة والتلفزيون في العراق حين كان مديراً ليعملوا مدراء لمكاتب الشرقية، ومحاورين تلفزيونيين، ومذيعين.
مع مجيء شهر رمضان يتأكد المشاهد العراقي من أنه سيرى حزمة أعمال درامية وتلفزيونية ضد الحكومة، استثمر البزاز فيها تدني أجر الفنان العراقي، خصوصاً حين استقر أغلب الممثلين والكوادر الفنية العراقية في سوريا أيام الاقتتال الطائفي في 2006 و2007.
عام 2006، رتّب علي الدباغ لقاءً مع البزاز، وتمّ بالفعل في فندق الفور سيزنس بعمّان، بحضور موفق الربيعي.
اقترح البزّاز آلية جديدة لعمل القناة، وعرض على ممثلي الحكومة العراقية رسم سياسة أخرى للشرقية بعد عودته إلى بغداد، حتى قال لهم بالحرف الواحد "تستطيعون اعتبار مكتب الشرقية في بغداد مكتباً تابعاً لرئاسة الوزراء"، وبنهاية اللقاء، طلب البزاز أن يلتقط صورة جماعية مع الوفد، وقال "هذه الصورة للتاريخ، أفتخرُ بها أمام أبنائي والأجيال القادمة"، لكنّ البزّاز، وفور عودة الوفد العراقيّ إلى بغداد، اتصل بالدبّاغ ليقول له "انتظروا مني قنبلة على الحكومة العراقيّة كل 24 ساعة".
وظلّ البزّاز يرمي بقنابله على العراق وحكومته، بطريقةٍ طائفيّة حيناً، وحزبيّة أحياناً أخرى، ساعة يقرّب الصدريين فتراهم ضيوفاً دائميين في الزمان والشرقيّة، وحيناً يقرّب القائمة العراقيّة، لكنّ استهدافه للمالكيّ وحزب الدعوة هو الثابت الوحيد لديه منذ عدة سنوات.
المحيّر في سعد البزاز، هو أنه ليس بعثياً عقائديّاً، بل أنّ بعثيي الفكر والعقيدة كانوا يكرهونه، كما يكرهه السياسيون من أصحاب العلاقات الوطيدة مع السعوديّة، لكنّ الثابت بالأمر، هو أنّ هذه الشخصيّة، بمكرٍ ودهاءٍ غير مسبوق، استطاعت أن تعيش مع كلّ الأنظمة، وأن تفيد منها، وأن تنقلبَ عليها فيما بعد، وأن تشكّل ضغطاً كبيراً، دون ثوابت تنطلق منها، فالثابتُ الوحيد لدى سعد البزاز، هو سعد البزاز!
له حبّ عملاقٌ لذاته، ويستعدّ لبذل كلّ شيءٍ من أجل هدفه، فالبزاز، صاحب الذوق العالي البرجوازي الباحث عن أغلى وأندر أنواع السيجار الكوبيّ، والويسكي الانكليزي، من الممكن أن يكون في أية لحظة إسلاميّاً، أو يساريّاً، من الممكن أن يعود إلى جذوره البعثيّة، أو أن يصبح إنساناً كونيا، ربما يصبح هذه الشخصيات كلّها في وقت واحد، لكنه بالنهاية كائنٌ سائل، يتخذُ شكل الإناء الذي يحتويه.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى