مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*التفسير-علامات الساعة-ترتيبها-سرعتها-باب التوية-آية الدخان

اذهب الى الأسفل

*التفسير-علامات الساعة-ترتيبها-سرعتها-باب التوية-آية الدخان  Empty *التفسير-علامات الساعة-ترتيبها-سرعتها-باب التوية-آية الدخان

مُساهمة  طارق فتحي الخميس يوليو 11, 2013 12:23 pm

* التفسير في اللغة هو البيان والتوضيح، وكشف المغطى، وفي الاصطلاح عرّفه العلماء بأنه «علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد وذلك ببيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه»،[129][130] أي هو العلم الذي يقوم المختصون بواسطته بتفسير القرآن واستخراج الأحكام الواردة فيه. والتفسير هو أحد أقدم العلوم الإسلامية، ووفقًا للمعتقد الإسلامي فإن محمدًا هو أوّل المفسرين، إذ كشف الله إليه معاني الآيات المنزلات، وبالتالي فالمسلمين لا يجزموا بمعنى أي آية ما لم يكن قد ورد عن الرسول أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به من حوادث ووقائع، وخالطوا النبي محمد ورجعوا إليه فيما أشكل عليهم من معاني القرآن.[129] فمنذ عهد النبي كان الصحابة يستفسرون منه عما أُشكل عليهم من معاني القرآن، واستمروا يتناقلون هذه المعاني بينهم لتفاوت قدرتهم على الفهم وتفاوت ملازمتهم للنبي، وبذلك بدأ علم تفسير القرآن.[131] وبعد أن مضى عصر الصحابة، جاء عهد التابعين الذين أخذوا علم الكتاب والسنة عنهم وكل طبقة من هؤلاء التابعين تلقت العلم على يد من كان عندها من الصحابة فجمعوا منهم ما رُوي عن الرسول من الحديث، وما تلقوه عنهم من تفسير للآيات وما يتعلق بها، فكان علماء كل بلد يقومون بجمع ما عُرف لأئمة بلدهم، كما فعل ذلك أهل مكة في تفسير ابن عباس وأهل الكوفة فيما روي عن ابن مسعود.[131] وكان لهؤلاء التابعين الفضل في تفسير القرآن للكثير من أهل البلاد المفتوحة الداخلين حديثًا في الإسلام، والذين لم يكونوا آنذاك قد أتقنوا اللغة العربية بعد، فعلّموهم أي الآيات كُشف معناها في عهد الرسول، وأي الآيات كُشف معناها لاحقًا بفضل الصحابة، فنسخوا النصوص الأقدم، فكان ذلك بداية علم النسخ،[132][133] على أن قسمًا من العلماء يقول بأن لا نسخ للقرآن قد حصل.[134]

يُقسم علم التفسير إلى قسمين: التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي،[135] أما التفسير بالمأثور فهو ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل لبعض آياته وما نقل بالرواية الصحيحة عن النبي محمد وعن الصحابة وعن التابعين، من كل ما هو بيان وتوضيح لنصوص القرآن،[135] وأما التفسير بالرأي فهو تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب ومناحيهم في القول، ومعرفته للأَلفاظ العربية ووجوه دلالتها، واستعانته في ذلك بالشعر الجاهلي ووقوفه على أسباب النزول، ومعرفته بالناسخ والمنسوخ من آيات القرآن، وغير ذلك من الأدوات التي يحتاج إليها المفسر، وهذا النوع الأخير يُقسم بدوره إلى تفسير بالرأي المحمود وتفسير بالرأي المذموم.[135] كتب العديد من المفسرين مصنفات في تفسير القرآن منهم: الطبري والترمذي وابن كثير، والزمخشري، ومحمد حسين الطباطبائي

*علامات الساعة على ضوء القرآن
بعثة النبي.
ظهور الفحش والتفاحش.
قطيعة الرحم.
سوء المجاورة.
أن يؤتمن الخائن.
أن يخون الأمين.
أن يصدق الكاذب.
أن يكذب الصادق.
هلاك الوعول ( الأئمة الكبار).
إسناد الأمر إلى غير أهله.
قوم بأيديهم سياط كأذناب البقر.
انتشار النساء الكاسيات العاريات.
خدمة نساء المسلمين نساء الكفار.
الصبغة بالسواد ( الشعر واللحية).
نزع البركة من الوقت.
أن تكلم السباع الإنس.
نقص المكيال والميزان.
منع الزكاة.
نقض عهد الله وعهد رسوله (صلى الله عليه وسلم)
عدم الحكم بكتاب الله تعالى.
انحسار الفرات عن كنز من الذهب.
انتشار الدين وعمومه كافة الأرجاء.
مقتل عثمان بن عفان.
محاربة اليهود.
انتشار الفتن.
انتشار الغنى.
التنافس على الدنيا.
انعدام الأمناء.
نزع الأمانة من القلوب.
رفع العلم.
ظهور الجهل.
انتشار الزنا.
شرب الخمر.
موت العلماء.
استشارة الجهلاء.
نقض العهود.
كثرة الخيانة.
أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع.
كثرة الخبث.
ظهور القينات والمعازف.
إتباع سنن الأمم الأخرى.
الخسف.
المسخ.
القذف.
أن يصير السلام للمعرفة.
فشو التجارة.
كتمان الشهادة.
شهادة الزور.
قطع الأرحام.
ظهور القلم.
أن تلد الأمة ربتها (انقلاب الموازين).
التطاول في البنيان.
إمارة السفهاء.
بيع الحكم.
الاستخفاف بالقتل.
كثرة الشرطة.
من لا فقه له يؤم الناس.
قطيعة الرحم.
اتخاذ القرآن مزامير (إمامة المغنى).
استتباب الأمن.
فتح كنوز كسر بن هرمز.
كثرة المال.
ارتكاب الفاحشة على الطريق العام.
زخرفة المساجد.
تحليه المصاحف وزركشتها.
عدم تقسيم الميراث.
عدم الفرح بالغنيمة.
أن يصبح الولد غيظا.
أن يصبح الشتاء قيظا.
أن يفيض اللئام فيضا ( أن يكثر اللئام).
أن يغيض الكرام غيضا ( أن يقل الكرام)
إظهار العلم وتضييع العمل.
الحب بالألسن والتباغض بالقلوب.
أن يتولى الشرار الأمر.
أن يكون الأمر للنساء.
أن تكون الأموال في أيدي البخلاء.
لا احد يقول الله الله.
أن تعود أرض العرب مروجا خضراء.
افتراق الأمة إلى 73 شعبة.
أن يتقاتل الناس على المال والدنيا لا على الدين.
تدافع الناس للإمامة فلا يجدون من يصلى بهم.
إماتة الصلاة.
كثرة الطلاق.
بيع الدين بالدنيا.
موت الفجأة.
إطالة المنابر وعلوها.
تعطيل الحدود.
خراب القلوب.
تشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء.
شهادة المرء من غير أن يستشهد.
علو أصوات الفسقة في المساجد.
أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد.
من عمل بعشر ما أمر به نجا.
كثرة القذف.
بعد سرد علامات الساعة الصغرى نود من فضيلتكم التكرم بذكر علامات الساعة الكبرى؟
أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين وأصلى وأسلم على الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم ، أما بعد فإن علامات الساعة الكبرى كما جمعتها من الكتاب والسنة كما يلى
طلوع الشمس من مغربها.
خروج الدابة.
الخان.
المسيخ الدجال.
ظهور سيدنا عيسى عليه السلام.
يأجوج ومأجوج.

* ترتيب علامات الساعة الكبرى
عدد العلامات الكبرى وترتيبها
/ - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ قَالَ : } اطَّلَعَ النَّبِيُّ r عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ فَقَالَ مَا تَذَاكَرُونَ ؟ قَالُوا : نَذْكُرُ السَّاعَةَ قَالَ : إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ فَذَكَرَ الدُّخَانَ وَالدَّجَّالَ وَالدَّابَّةَ ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ r ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَآخِرُ ذَلـِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ . { ([1])
/ - عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ r فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا فَقَالَ مَا تَذْكُرُونَ قُلْنَا السَّاعَةَ قَالَ } إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَالدُّخَانُ وَالدَّجَّالُ ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ . قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لَا يَذْكُرُ النَّبِيَّ r و قَالَ أَحَدُهُمَا فِي الْعَاشِرَةِ نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ r و قَالَ الْآخَرُ وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ فِي الْبَحْرِ . { ([2])
وفي رواية } لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَالدَّابَّةَ وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النَّاسَ فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ ..وَزَادَ فِيهِ :الدَّجَّالَ .. وَالْعَاشِرَةُ إِمَّا رِيحٌ تَطْرَحُهُمْ فِي الْبَحْرِ وَإِمَّا نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ { ([3])
شرح :
- هذا الحديث برواياته الثلاث يشير إلى الآيات العظام التي تكون بين يدي الساعة ، ودلائل السياق تشير إلى أنها مذكورة على سبيل الجمع لا الترتيب ؛ بدليل أن هناك تقديما وتأخيراً بين هذه العلامات في الروايات الثلاث ، كذلك المعلوم أن نزول عيسى عليه السلام يكون قبل يأجوج ومأجوج ، وقبل الدابة وطلوع الشمس من مغربها .
- وصف هذه العلامات بالآيات إشارة إلى عظمها ، وهذا وجه لتسميتها بالعلامات الكبرى ، كذلك كلمة « آية » فيها إشارة إلى أن تلك العلامات تقع على غير المعهود ؛ أي أن وقوعها يحصل على سبيل الإعجاز على خلاف نواميس الأرض ، وهذا واضح فيها جميعاً ، فخروج دابة من الأرض تكلم الناس ، أو طلوع الشمس من مغربها ، أو خروج نار تطرد الناس إلى أرض المحشر .. كل هذه الأمور خارقة لنواميس الكون وغير معهود وقوع مثلها بين البشر ؛ لذا سميت هذه العلامات بالآيات ؛ لما فيها من جانب إعجازي خارق للعادة ، وبالتالي من الخطأ أن يتصور البعض وقوعها بشكل معهود ، أو يستبعد وقوعها قياساً على الواقع،فهذه العلامات على وجه الخصوص لا تخضع بجملتها للقياسات العقلية أو المنطقية .
- نلحظ في بعض الكتب أنها تعتبر خروج المهدي من العلامات الكبرى ، وهذا القول ليس عليه دليل نستأنس به ، ووفق التوجيه السابق بأن العلامات الكبرى هي آيات على سبيل الإعجاز يمكن القول أن خروج المهدي ليس ضمنها ؛ لأن خروجه ليس فيه خارق للعادة ، لكن الدلائل المتضافرة تشير إلى أن خروج المهدي t يكون ملابساً لوقوع العلامات الكبرى ، أو مندرجاً فيها ؛ أو أن بعضها يقع إما قبيل خروجه أو خلال عهده ، كعلامة الدخان أو الدجال أو نزول عيسى ، أو خسف جزيرة العرب (_ ) ، فهذه العلامات الأربع يحتمل كونها حاصلة إما قبيل خروجه أو في عهده ؛ لذا إدراجه في باب العلامات الكبرى يكون من باب المجاورة والتلازم بين الأحداث .
- يتضح من سياق الحديث أنه لم يذكر هذه الأحداث على سبيل الترتيب ، إلا إنه يمكن تصور أول العلامات وآخرها ، أو يمكن تصور التلازم بين بعض هذه العلامات بما يفهم منها طبيعة الترتيب بينها ، وهذا يتحصل من خلال دلائل وقرائن أخرى خارج سياق الحديث ، ووفقاً للتصور العام الذي تحصل لدي من خلال قرائن عدة يمكن القول أن آخر هذه العلامات جزماً هو النار التي تخرج من اليمن ، وفي حديث آخر الريح التي تقبض أرواح المؤمنين ، وقبلها علامتان وهما طلوع الشمس من مغربها ودابة الأرض ، يبقى سبع علامات منها ثلاث علامات ثبت التلازم بينها ، وهي الدجال ثم نزول عيسى ثم يأجوج ومأجوج ، وهذا الترتيب أشارت إليه أحاديث أخرى كما سيتضح ، أما العلامات الأربع الباقية وهي الخسوف الثلاثة والدخان فهي غير معلومة الترتيب على سبيل الجزم ، لكن هناك قرينة تعزز كون الخسوف الثلاثة كلها قبل الدجال على اعتبار أن الخسف الثالث ( خسف جزيرة العرب ) هو نفسه الخسف الذي يكون علامة من علامات خروج المهدي ودليل من دلائل صدقه .
- وفقاً للترتيب السابق يمكن القول أن الترتيب المنطقي للعلامات هو كالتالي : 1- خسف المشرق 2- خسف المغرب 3- خسف جزيرة العرب الذي يكون بين يدي خروج المهدي 4- الدجال 5- نزول عيسى بن مريم 6- يأجوج ومأجوج 7- طلوع الشمس من مغربها 8- الدابة التي تكلم الناس 9- النار التي تخرج من قعر عدن ، أو الريح التي تلقي الناس في البحر
- الترتيب السابق هو الترتيب المنطقي الذي تحصل لدي من خلال الاستعانة بقرائن متعددة ستتضح خلال الفصول اللاحقة ، وتبقى علامة واحدة يكتنفها بعض الغموض ، وهي علامة الدخان ، وهذه العلامة أيضاً يترجح لدي أنها هي العلامة الأولى في العلامات الكبرى ، وباقي العلامات تحدث تباعاً بعدها ، وهناك احتمال أن تكون بعد خسفي المشرق والمغرب ، وقبل خسف جزيرة العرب ، ووفقاً لهذا الاحتمال يكون ترتيبها الثالث في العلامات .
/ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: } بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا الدَّجَّالَ وَالدُّخَانَ وَدَابَّةَ الْأَرْضِ وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَأَمْرَ الْعَامَّةِ وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ . { ([4])
شرح :
- هذا الحديث يشير إلى معلم هام من معالم دراسة علامات الساعة ،وهو ضرورة الاستعداد لها بالإيمان والعمل الصالح قبل أن تفاجئ الإنسان ، فيندم بعد فوات الأوان ، وهذا المعلم أكدت عليه أحاديث كثيرة تبدأ بكلمة « بادروا » بل هذا هو المقصد الأساس من ذكر علامات الساعة ، وفي الحديث إشارة إلى أن هذه العظائم تقع فجأة دون إرهاصات واضحة قبلها مما يتطلب الأمر أن يكون المسلم دائماً في حالة استعداد حتى لا يفاجأ بها ،فالأمر بالمبادرة هنا يقتضي المسارعة بالتوبة والحث على الأعمال الصالحة ، ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها ، والمتتبع لحال الرعيل الأول يجد أن هذا الدرس قد أخذ موطنه في قلوبهم ، وكان لسان حالهم الاستعداد والترقب في كل لحظة خشية طروق هذه العظائم ، عن النَّضْرِ قَالَ : « كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى عَهْدِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : فَأَتَيْتُ أَنَسًا فَقُلْتُ : يَا أَبَا حَمْزَةَ ! هَلْ كَانَ يُصِيبُكُمْ مِثْلُ هَذَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ r ؟ قَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ ! إِنْ كَانَتْ الرِّيحُ لَتَشْتَدُّ فَنُبَادِرُ الْمَسْجِدَ مَخَافَةَ الْقِيَامَةِ . » ([5]) فهذا الأثر يشير صراحة إلى درجة التربية الإيمانية والاستعداد النفسي الرائع المترقب لقيام الساعة أو علاماتها العظام عند الرعيل الأول ، بل الحديث الأول عن حذيفة الأسدي يدل على أن هذا الترقب وهذه المخاوف قد بلغت مداها ؛ لدرجة أن الرسول r قد حاول يطمئنهم بأن القيامة لن تقع إلا بعد عشر علامات ، وخلاصة القول أنه إذا كان هذا حال الصحابة واستعدادهم مع بعد عهدهم ، فكيف يكون حالنا مع قرب عهدنا من الساعة أو إرهاصاتها العظمى .
- الملاحظ أن الحديث قد أنث لفظة « ستاً » وذلك إشارة إلى أنها من الدواهي والمصائب العظام .
- هذا الحديث تضمن أربعاً من علامات الساعة العظام ، وهي الدجال والدخان والدابة وطلوع الشمس من مغربها ، وجاء في أحاديث أخرى أن حصول أي واحدة من هؤلاء لا ينفع بعده توبة نفس أو إيمانها ما لم تكن آمنت من قبل ، وطلب المبادرة إشارة إلى قرب هذه الأمور الأربعة ، وإشارة أيضاً إلى أنها تأتي على حين غفلة .
- المقصود بأمر العامة ، هو قيام الساعة نفسها ، أما خاصة أحدكم أو خويصة أحدكم فيراد بها الموت ، ومن مات قامت قيامته .

* سرعة وقوع علامات الساعة الكبرى
سرعة تتابع الآيات العظام
/ - عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ r : } الْآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ فَإِنْ يُقْطَعْ السِّلْكُ يَتْبَعْ بَعْضُهَا بَعْضًا { ([1])
/ - عن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : } خُرُوجُ الآياتِ بَعْضُها على أثَرَ بَعْضٍ يَتَتَابَعْنَ كما تَتابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ { ([2])
شرح :
- الأحاديث السابقة فيها إشارة إلى تتابع الآيات العظام ، وسيتضح خلال الفصول السابقة مدى هذا التتابع ؛ حيث سنرى أن الخسوف الثلاثة والدخان والدجال وعيسى r ويأجوج ومأجوج مترتبة على بعضها البعض ، ثم بعد ذلك مباشرة يكون طلوع الشمس من مغربها ، وعلى إثرها أو في نفس اليوم يكون خروج الدابة ، وبعد ذلك بوقت قصير تكون النار الحاشرة آخر الآيات العظام .
- خلال تتبعي للأحداث أرى أن هذه العلامات كلها تحدث في قرن واحد تنتهي بعده الدنيا .
- ورد في أثر أن الآيات الثلاثة الأخيرة [ طلوع الشمس والدابة والنار الحاشرة ] تقع كلها خلال ستة أشهر ، وفي رواية ثمانية أشهر .
- توصيف الحديث بأن الآيات كخرزات في سلك إذا انقطع السلك تتابعت في الوقوع إشارة إلى سرعة وقوع هذه الآيات وتعلق بعضها ببعض .

* إشكال في قضية قفل باب التوبة
مُساهمة طارق فتحي في الإثنين 3 يونيو 2013 - 4:56



الإشكال الأول :
/ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: } مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ { ([1])
/ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: } ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَمْ ( يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ) الْآيَةَ الدَّجَّالُ وَالدَّابَّةُ وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَوْ مِنْ مَغْرِبِهَا . { وفي رواية } طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدُّخَانُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ . { ([2])
بيان وجه الإشكال :
الحديث الأول يشير إلى أن التوبة لا تقبل بعد طلوع الشمس من مغربها ، وثبت في حديث آخر أن باب التوبة يغلق مباشرة بعد طلوع الشمس من مغربها ، وهذا تصريح في الحديث بأن التوبة تقبل من العبد قبل طلوع الشمس .
أما في الحديثين الآخرين فقد ربط عدم نفع الإيمان أو التوبة بأربعة أمور وهي الدجال والدابة والدخان و طلوع الشمس من مغربها .
والمعلوم أن الدجال يكون قبل طلوع الشمس من مغربها ، ويحتمل أيضاً أن يكون الدخان كذلك ، أما الدابة فهي تكون في الغالب بعد طلوع الشمس من مغربها .
ووجه الإشكال هنا : كيف لا تنفع توبة ولا إيمان بعد خروج الدجال وهو قبل طلوع الشمس ، مع أن الحديث الأول قد صرح بأنها نافعة .
دفع الإشكال :
وهذا الإشكال يمكن دفعه بالقول أن الحديث الأول يشير إلى نهاية العالم حقيقة بطلوع الشمس من مغربها ، وفي هذه الحالة لا تنفع التوبة إلى قيام الساعة .
أما في الحديثين التاليين ففيهما إشارة إلى ضرورة المبادرة بالأعمال قبل وقوع هذه الأمور ؛ و من لم يكسب إيماناً قبل خروج الدجال ؛ فلا يتصور منه أن يحصله عند خروجه وخلال فتنته ؛ لأن فتنة الدجال فتنة حصاد لما تم زرعه قبل خروجه ، وهذا خاص في الملابس لفتنة الدجال والواقع فيها ، أما بعد ذلك فما يزال باب التوبة مفتوحاً لحين طلوع الشمس ، وهذا يقال أيضاً في علامة الدخان إذا كانت قبل طلوع الشمس .
أما بالنسبة للدابة فهي في الغالب تكون بعد طلوع الشمس ؛ حيث يكون باب التوبة مغلقاً ؛ لذا لا إشكال فيها .

*إشكال في فهم آية الدخان من علامات الساعة الكبرى
إشكال في فهم آية الدخان
هناك إشكال واضح في فهم المراد بآية الدخان المذكورة في القرآن أو المذكورة في السنة كعلامة من علامات الساعة الكبرى ، فالبعض يسقطها على حدث يكون يوم القيامة نفسها ، والبعض يرى أن آية الدخان في القرآن الكريم قد حصلت في العهد المكي ، لذا لزم بيان هذا الإشكال،وتوجيه الراجح في ظني بخصوصه ، وذلك على النحو التالي .
/ - يقول الله سبحانه وتعالى : } فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ، يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ، أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ، ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ، إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ { ([1])
شرح :
هذه الآيات اختلف في تأويلها علماء التفسير ، فبعضهم يرى أنها وقعت في العهد المكي حيث دعا النبي r على كفار قريش بأن يصابوا بسنين قحط كسنين يوسف عليه السلام ، وقد وقع ذلك ، وكان لشدة القحط يرون السماء غبراء كأن الدخان يلفها .
و أكثر المفسرين يرى أن آية الدخان قادمة ، وهي من علامات الساعة ، وما ذكرته الآيات توصيف لهذه الآية ، وفي ظني هذا الرأي أرجح ، ويتفق مع ما ثبت عن النبي r من إخباره عن عشر علامات كبرى للساعة : إحداها ، وفي ترتيب الحديث أولها الدخان ، مما يؤكد أن آية الدخان لم تقع كما يرى البعض . ([2])
والذي يعزز عندي هـذا الرأي أنه أوفق في حمـل الكلام على حقيقته ، وعدم العدول عنه إلى المجاز ، فالآية تشير إلى أن السماء تأتي بدخان مبين ؛ أي واضح لا يشك أو يلتبس في اعتباره دخاناً اثنان ، وهذا الدخان تم وصفه بأنه يغشى الناس ، أي يحيطهم من جميع الجوانب ، وليس شيئاً يتخيله الرائي كما في قحط قريش ، وعبرت الآيات عن هذا الدخان بأنه عذاب أليم ، وهذه المعاني بهذا التوصيف لم تقع لأهل قريش ؛ لذا عمد بعض المفسرين إلى حمل تلك المعاني من باب المجاز ، واعتبر الغبار في سنة القحط دخان ، أو ما يراه الجائع في السماء كأنه غمامة من السحاب ..إلخ .
وفي ظني هذه المعاني بعيدة بهذا الشكل ، فسياق الآية وألفاظها ودلالاتها تتضمن قرائن عدة تدل على أن المقصود بها أمر عظيم مهلك ، وما وقعت به قريش أهون من ذلك بكثير .
وجمعاً بين الآراء يمكن القول أن الآية تشير إلى ما أصاب قريش من باب المجاز ، وتدل على علامة عظمى بين يدي الساعة من باب الحقيقة يقول أبو الخطاب ابن دحية (_ ) : « والذي يقتضيه النظر الصحيح حمل ذلك على قضيتين : إحداهما وقعت وكانت ، والأخرى ستقع وستكون ، فأما التي كانت فالتي كانوا يرون فيها كهيأة دخان ، وهي غير الدخان الحقيقي الذي يكون عند ظهور آيات التي هي من أشراط الساعة ، ولا يمتنع إذا ظهرت هذه العلامة أن يقولوا « ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون . » فيكشف عنهم ثم يعودون إلى الكفر وكلام ابن مسعود t لم يسنده إلى رسول الله r إنما هو من تفسيره ، وقد جاء النص عن رسول الله r بخلافه . » ([3])
/ - عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ بَيْنَمَا رَجُلٌ يُحَدِّثُ فِي كِنْدَةَ فَقَالَ يَجِيءُ دُخَانٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَأْخُذُ بِأَسْمَاعِ الْمُنَافِقِينَ وَأَبْصَارِهِمْ يَأْخُذُ الْمُؤْمِنَ كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ فَفَزِعْنَا ، فَأَتَيْتُ ابْنَ مَسْعُودٍ وَكَانَ مُتَّكِئًا فَغَضِبَ فَجَلَسَ ، فَقَالَ : « مَنْ عَلِمَ فَلْيَقُلْ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنَّ مِنْ الْعِلْمِ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ لَا أَعْلَمُ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ لِنَبِيِّهِ r } قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُتَكَلِّفِينَ { وَإِنَّ قُرَيْشًا أَبْطَئُوا عَنْ الْإِسْلَامِ فَدَعَا عَلَيْهِمْ النَّبِيُّ r فَقَالَ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ فَأَخَذَتْهُمْ سَنَةٌ حَتَّى هَلَكُوا فِيهَا ، وَأَكَلُوا الْمَيْتَةَ وَالْعِظَامَ ، وَيَرَى الرَّجُلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ كَهَيْئَةِ الدُّخَانِ فَجَاءَهُ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ جِئْتَ تَأْمُرُنَا بِصِلَةِ الرَّحِمِ وَإِنَّ قَوْمَكَ قَدْ هَلَكُوا فَادْعُ اللَّهَ فَقَرَأَ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ إِلَى قَوْلِهِ عَائِدُونَ ، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمْ عَذَابُ الْآخِرَةِ إِذَا جَاءَ ثُمَّ عَادُوا إِلَى كُفْرِهِمْ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى يَوْمَ بَدْرٍ ، وَ لِزَامًا يَوْمَ بَدْرٍ ، الم غُلِبَتْ الرُّومُ إِلَى سَيَغْلِبُونَ ، وَالرُّومُ قَدْ مَضَى » ([4])
/ - عن ابن مسعود t قال : » خَمْسٌ قَدْ مَضَيْنَ الدُّخَانُ وَالْقَمَرُ وَالرُّومُ وَالْبَطْشَةُ وَاللِّزَامُ ( فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ) » ([5])
شرح :
هذان الأثران يدلان على أن ابن مسعود t يرى أن آية الدخان المذكورة في القرآن قد وقعت ، وقد فسرها بأن المراد بها القحط الذي أصاب قريش ، واعتبر قول القائل بأن المراد بها الزكام الذي يكون يوم القيامة باطلاً ، ووجه بطلانه عند ابن مسعود في قول الله سبحانه وتعالى « إنا كاشفوا العذاب قليلاً » ؛ فالآية صريحة بأن العذاب سيكشف عنهم ، بينما قول القائل مقصود به دخان يكون يوم القيامة ، ومحال أن يكشف الله عنهم العذاب يوم القيامة .
فاستدلال ابن مسعود t من باب دلالة الاقتضاء ؛ أي أن الآية التي صرحت بأن العذاب سيكشف ، و أن الكفار سيعودون لكفرهم يستلزم القول ببطلان أن يكون هذا الدخان يوم القيامة ، بل لا بد أن يكون في دار التكليف قبل القيامة .
وهذا الاستدلال له وجاهته ؛ لكن جزم ابن مسعود t بأن آية الدخان قد وقعت فضعيف من عدة وجوه ذكرتها سابقاً عند شرحي لآية الدخان (_ ) ، وهذا ما عليه أكثر العلماء ، والقرينة واضحة ، وهي أن النبي r قد أخبر بأن آية الدخان هي واحدة من عشر علامات بين يدي الساعة ؛ مما يعني صراحة أنها لم تقع بعد .
خلاصة القول في آية الدخان :
- القول بأن آية الدخان وقعت ضعيف من عدة وجوه ، وإن أمكن القول به ، فيكون من باب المجاز على اعتبار أن هذه الآية على حقيقتها لم تقع ، وإنما تكون بين يدي الساعة كعلامة عظمى من علاماتها .
- القول بان آية الدخان تكون يوم القيامة نفسه أيضاً ضعيف لا يتفق مع كون هذه العلامة من إرهاصات يوم القيامة ، ولا يتفق أيضاً مع سياق الآية القرآنية ، ولا مع حديث العلامات العشر .
- المحصلة هي أن هناك علامة كبرى من علامات الساعة هي علامة الدخان ، وهي المقصودة حقيقة بالآية القرآنية في سورة الدخان ، وهي غير ما ذكره ابن مسعود t ، أو غيره ، وسيكون لنا اجتهاد في بيان المراد بها في فصل الحدث الكوني .
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى