مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* طقوس عبادات آلهة العرب في الجاهلية - يعوق - يغوث - ود سواع - اللات - العزى- مناة

اذهب الى الأسفل

* طقوس عبادات آلهة العرب في الجاهلية - يعوق - يغوث - ود سواع - اللات - العزى- مناة Empty * طقوس عبادات آلهة العرب في الجاهلية - يعوق - يغوث - ود سواع - اللات - العزى- مناة

مُساهمة  طارق فتحي الخميس نوفمبر 29, 2012 5:50 am

طقوس عبادات آلهة العرب في الجاهلية
يعــــوق
عبــــادة ي مُساهمة طارق فتحي في الأربعاء 28 نوفمبر 2012 - 18:38
يعوق من الآلهة الخمسة التي ذكرها القرآن عند قوم نوح. وهو أحد أهم الآلهة التي عبدها العرب في الجاهلية.
المظهر والاعتقاد
كان يعوق على صورة فرس مصنوعا من الصفر والرصاص. واسمه مشتق من الفعل "عاق" أي ثبطه، مما يوحي بأنه كان إلها "معيقا".
العبادة
الأصل في عبادة يعوق أن عمرو بن لحي الخزاعي استخرج تمثاله من شط جده مع تماثيل أربعة آلهة أخرى هم: ود وسواع ويغوث ونسر ووزع تلك التماثيل على القبائل العربية في موسم الحج. فجاء مالك بن مرثد الهمداني فأعطاه عمرو تمثال يعوق فنصبه في موضع خيوان بالقرب من صنعاء. فعبدته قبيلة همدان ومن والاها من أهل اليمن.
و تقول رواية أخرى أوردها الطبري أن عبادة يعوق كانت في كهلان توارثتها الأجيال إلى أن استقرت عبادته في قبيلة همدان.
يذكر أن عبادة يعوق لم تكن منتشرة بين العرب عامة ويظهر أنها كانت محصورة على قبيلة همدان - التي عبدت يغوث بشكل رئيسي - ولم يذكر الإخباريون أن العرب تسمت بأسماء تتعبد فيها ليعوق مثل "عبد يعوق" أو "أمة يعوق". بل أن ورد بيت شعر ينسب إلى مالك بن نبط الهمداني الملقب بذي المعشار يذم عبادة يعوق ويدعو إلى عبادة الله:
يريش الله في الدنيا ويبري و لا يبرى يعوق ولا يريش
و يعلل المؤرخون ذلك بأن همدان قد اختلطت بحمير - التي كانت يهودية - فتركوا الوثنية واعتنقوا اليهودية، وبذلك يستنتجون أن عبادته قد ماتت قبل الإسلام.
بعد الإسلام
بعد انتشار الدعوة الإسلامية في الجزيرة العربية ترك العرب الوثنية وأسلموا، ولم تذكر كتب التاريخ كيفية القضاء التام على عبادة يعوق ولا عن هدم معبده أو كسر تمثاله. وقد جاء ذكر يعوق في القرآن في سورة نوح:
﴿وَ قَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُوَاعًا وَ لا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْرًا﴾

عبــــادة يغــــوث
يغوث هو أحد الآلهة الخمسة الذين وجدهم عمرو بن لحيّ مدفونين في ساحل مدينة جدة فاستخرجهم ونشر عبادتهم بين العرب.
المظهر والاعتقاد
كان يغوث على صورة أسد مصنوعا من الرصاص كما في رواية عبد الرحمن بن ملِ البصري قال: "أدركت في الجاهلية يغوث صنماً من رصاص يحمل على جمل أجرد (أي سَبَّاق)، فإذا بلغ وادياً برك فيه، فيقولون: قد رضي ربكم لكم هذا الوادي فينزلون فيه". ويظهر أنه كان إلها خيرا مغيثا مساعدا معاونا، ولعل تصويره على هيئة الأسد يدل أيضا على الشجاعة والقوة في الحروب.
العبادة
أصل عبادة هذا الإله تعود إلى قوم النبي نوح حين عبدوه ونزل القرآن مخبرا عنهم وذاكرا الآلهة التي عبدها أولئك القوم في سورة نوح: {وَ قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَ لَا سُوَاعاً وَ لَا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً (23)}. فلما حصل الطوفان اندفنت تلك التماثيل فاستخرجها عمرو بن لحيّ وخرج للحج ودعا العرب لعبادتها ووزع التماثيل على القبائل، فدفع تمثال يغوث إلى رجل اسمه أنعم بن عمرو المرادي، فوضعه باً كمة مذَحج باليمن، فعبدته مذحج ومن والاها وأهل جرش.
و بقي يغوث عند بني أنعم وبني أعلى وهما بطنين من قبيلة طيء كانوا يقومون بأمر سدانة يغوث. وكان هذين البطنين مساكنين لقبيلة يقال لها مراد وكان مسكن مراد بموضع مرتفع يقال له جرش. فحدث أن اجتمع أشراف مراد وتشاوروا بينهم في أمر يغوث فيمن هو أحق بإجلال الإله والقيام بسدانته، فاستقر رأيهم أن يكون فيهم، لما فيهم من العدد والشرف. فلما بلغ ذلك بني أعلى وبني أنعم، حملوا يغوث وهربوا به حتى وضعوه في بني الحارث بن كعب، في وقت كان النزاع فيه قائماً بين مراد وبني الحارث بن كعب. فخرج وجوه قبيلة مراد للمفاوضات في تسليم إلههم، فلما أبت بنو الحارث تسليم يغوث إلى مراد وتسوية أمر الديات، أرسلت مراد جيشاً لمهاجمة بني الحارث بن كعب. فاستنجدت بنو الحارث بهمدان الساكنة في نجران، فنشبت بينهما معركة عرفت بيوم الرزم حمل الجيش المتكون من اتحاد القبائل الثلاث (بطني طيء أنعم وأعلى مع بني الحارث بن كعب مع همدان) حمل معه يغوث مستمدين منه الغوث والمدد وكانت تلك الوقعة في سنة 623 م. انهزمت فيها مراد ومنيت بخسارة كبيرة قبيحة، وبقي يغوث في بني الحارث بن كعب. وقد وافق يوم الرزم يوم بدر.
و قد قال أحد الشعراء قصيدة قال فيها يمجد فيها يغوث:
و قد صار هذا الإله طوطماً لقبيلة مذحج، يدافع عنها ويذب عن القبيلة التي تستغيث به. والطوطم هو العلامة التي تتخذها القبيلة (أو أي تشكيل قومي) شعارا لها وكانوا يجعلون ألويتهم تحمل ذلك الطوطم أو العلامة.
وقد ورد أن بعض الجاهليين تسموا بأسماء تعبدوا فيها ليغوث كـ"عبد يغوث"، منهم من كان فيِ مذحج، ومنهم من كان في قريش، ومنهم من كان في هوازن. وقد كان اسم قائد جيش بني الحارث بن كعب "عبد يغوث" في يوم الكلاب الثاني التي دارت بينهم وبين تميم.
كما كان لدريد بن الصمة أخ اسمه "عبد يغوث".
ما بعد الإسلام
من الغريب أنه لم يذكر أيا من الرواة عن مصير هذا الإله وكيفية القضاء على مظاهر عبادته وهدم بيته، حتى إن ابن الكلبي قد أهمل ذكر ذلك في كتابه، فمصيره إلى الآن يعتبر مجهولاً.

عبــــادة ود
ود (في الخط المسند ) هو إله محبة لدى العرب وأحد الآلهة الخمسة الذي وجد تماثيلهم عمرو بن لحيّ الخزاعي مدفونة في ساحل البحر وأدخل عبادتها للجزيرة العربية. كان من الآلهة المهمين عند العرب عموما ويرجح أن عبادته ترجع لزمن النبي نوح[بحاجة لمصدر] وذكر في القران الكريم (لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )
التسمية
يظهر من اسمه أنه يحمل معنى المودة والمحبة، وله أسامٍ أخرى مثل أدد وأَدّ (أَدّ الرجل أي حنّ إلى الشيء) وسين - التي تعني القمر - والمقة، والكلمة مشتقة من الفعل وَمَق أي أَحَبّ، كما جاء في شعر هند بنت عتبة في معركة أحد
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير "وامق"
و من أسمائه أيضا "كهلن" أي الكهل أو القديم، ويظن أن قبائل عرب الجنوب التي تنتسب لكهل إنما تنتسب للإله ود وتزعم أنها من نسله
المظهر والاعتقاد
صور عابدو ود إلههم في التماثيل التي صنعت له كهيئة رجل كأعظم ما يكون من الرجال عليه حلة من رداء وإزار مُنَمْنَمَيْن (أي ملمومين مزمومين كملابس الرومان) متقلد سيفا ومتنكب قوسا وأمامه حربة فيها لواء وجعبة أسهم، في هيئة أشبه بالملوك - نظرا إلى الحلة - أو المحاربين - نظرا للسيف واللواء والقوس والسهام -، ويجوز القول هنا أن ودا كان أيضا إلها للحرب.
و كان ود إلها للمحبة لدى الثموديين والسبئيين والإسماعيليين والتدمريين، وكانت السلالة الحاكمة في مملكة معين تعتبر نفسها من سلالة ود إله المحبة وكانت تقدمه رئيسا على جميع الآلهة. وجعلوا القمر والهلال رمزا للإله ود.
العبادة
لم يكن عرب الحجاز يعرفون وداً في بادئ الأمر إلا حينما أخرجه عمرو بن لحي الخزاعي، وقصة العثور على ود هي أن عمرو بن لحيّ كان له رئيا من الجن فقال له‏:‏ "عجل بالمسير والظعن من تهامة بالسعد والسلامة"‏ فقال عمرو‏:‏ "جير ولا إقامة"‏ فقال له الرئي: "إيت ضف جده، تجد فيها أصناما معدة، فأوردها تهامة، ولا تهاب، ثم ادع العرب إلى عبادتها تجاب‏" ففعل ذلك عمرو وأتى شط جدة فاستخرج التماثيل وحملها معه حتى وصل تهامة‏، ثم إنه خرج للحج في تلك السنة ودعا العرب إلى عبادتها. فجاء رجل يقال له عوف بن عذرة بن زيد اللات إلى عمرو وطلب منه تمثال ود، فاحتمله وسار به إلى دومة الجندل ووضعه هناك وبنى له معبدا وجعل ابنه عامراً الذي يقال له عامر الأجدار سادنا لود، وسمى عوف أحد أبناءه بـ"عبد ود".
و قد كانوا يقدمون اللبن لود، لقول رجل من سلالة عامر الأجدار اسمه مالك بن حارثة الأجداري أن أباه حارثة كان يعطيه اللبن ويقول له: "اذهب واسقِ إلهك"، والظاهر أنهم كانوا يصبون اللبن على التمثال.
و كان ممن عبد ود من القبائل: بني تميم وطيء والخزرج وهذيل ولخم
و قد جاء ذكر ود في شعر للنابغة الذبياني:
حياك ود! فإنا لا يحل لنا *** لهو النساء إن الدين قد عزما
ما بعد الإسلام
حارب الإسلام كل العبادات الشركية التي كانت منتشرة في جزيرة العرب آنذاك ودعا إلى التوحيد وعبادة الله إلها واحدا ليس له شريك. وقد ذم القرآن عبدة ود ووصفهم بالضالين في سورة نوح: {وَ قَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَ لَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَ لَا سُوَاعاً وَ لَا يَغُوثَ وَ يَعُوقَ وَ نَسْراً (23) وَ قَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً ۖ وَ لَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً (24)}.
و قد أرسل النبي محمد خالداً بن الوليد لهدم معبد ود وكسر تمثاله بعد غزوة تبوك سنة 9 هـ. فلما وصل إليه خالد ليهدمه تصدى له بنو عامر الأجداري وبنو عبد ود، فقاتلهم خالد حتى هزمهم وقتلهم وكسر تمثاله وهدم معبده.
و يوجد له معبد في مدينة الحجر الحجازية.

عبــــادة ســــواع
سُوَاع إلهة (أنثى) قديمة من آلهة الجزيرة العربية عبدها عرب الجاهلية وتمتد جذور عبادتها التاريخية إلى قوم النبي نوح. اسمها يعني "المذي".

المظهر والاعتقاد
كان لسواع تمثالا على شكل امرأة كأعظم ما تكون من النساء، ولعلها كانت إلهة للخصوبة والجنس حيث أن اسمها يعني المذي.
العبادة
كانت بداية عبادة العرب لسواع أن عمرو بن لحيّ نبش عن تمثالها في ساحل جدة فوجد تمثالها مع الآلهة الأخرى ود ويعوق ويغوث ونسر. فلما خرج عمرو بن لحي للحج أخذ معه التماثيل - كما أمره رئيسه من الجن - ودعا العرب لعبادتها وأعطى التماثيل لقبائل مختلفة ليعبدوها. فكانت سواع من نصيب قبيلة هذيل التي خصتها بالعبادة وبنت لها معبدا بموضع يقال له رهاط من أرض ينبع. وكان رجل من هذيل يقال له الحارث بن تميم هو الذي أخذ سواعًا وأتى بها إلى قومه. وقيل أن بني كنانة ومزينة وفهم وعدوان عبدوها أيضا مع هذيل. وكان سدنتها بنو صاهلة من هذيل. وفي رواية ًأن عبدة سواع هم آل ذي الكلاع.
والجدير بالذكر أن سواع لم تكن من الآلهة الكبيرة عند ظهور الإسلام لأن اسمها لم يرد في الأعلام المركبة كعبد سواع أو أمة سواع، ولعل السبب أن عبادة سواع انحسرت لأن هذيل لم تكن من القبائل ذات الصولة والجولة في تلك الفترة فلم يتبعها أحد في عبادة إلهتهم، بعكس قريش التي بسطت نفوذها على باقي القبائل حتى إن إلهتهم العزى صارت من أهم آلهة الجاهلية وكذلك هبل الذي عبدته بنو كنانة.
و زعم بعض المؤرخين أيضا أن المؤمنين بسواع كانوا يحجون إليها. ولعل أهم مظاهر عبادتها هو العكوف عندها كما في قول الشاعر:
تراهم حول قيلهم عكوفا كما عكفت هذيل على سواع
يظل جنابه برهاط صرعى عتائر من ذخائر كل راع
ما بعد الإسلام
انتهت عبادة سواع بعد ظهور الإسلام ودعوة النبي محمد إلى ترك الشرك بالله. وكان الناس قد بدؤوا يرفضون عبادتها لسماعهم بدعوة التوحيد إلا أنهم لم يكونوا متأكدين بعد مما يدعو إليه النبي محمد، فحدث أن كان رجل اسمه غاوي بن عبد العزى عند سواع، فبينما هو عندها إذ أقبل ثعلبان فصعدا على التمثال وبالا عليه فتعجب الرجل وقال شعرا:
أرب يبول الثعلبان برأسه ؟ لقد ذل من بالت عليه الثعالب
ثم قال: "يا معشر سليم، لا والله هذا الصنم لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع" فهجر عبادته ولحق بالنبي محمد في عام الفتح فسأله النبي عن اسمه فقال: "غاوي بن عبد العزى" فقال: "بل أنت راشد بن عبد ربه".
و كانت حادثة هدم معبد سواع وكسر تمثالها في سنة 8 للهجرة، وقد كان النبي محمد قد وجه عمرو بن العاص ليهدم بيتها، فلما انتهى إلى معبدها قال له السادن: "ما تريد ؟" فقال عمرو بن العاص: "هدم سواع" قال: "لا تطيق تهدمه" فقال له عمرو بن العاص: "أنت على الباطل بعد". فهدمه عمرو، ولم يجد في خزانته شيءًا، ثم قال للسادن: "كيف رأيت ؟" فقال السادن: "أسلمت والله"
و سواع من الآلهة التي ورد اسمها في القرآن الكريم في سورة نوح:

عبــــادة العــــزى
العزى هي من آلهة العرب التي عبدها أهل مكة في الجزيرة العربية قبل الإسلام. وقد كانت طرفا في الثالوث الإلهي الذي يجمعها مع اللات ومناة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد اللات ثم مناة؛ وعلى هذا الترتيب، وصفها الله في القرآن الكريم تحقيراً من شأنها، وتسفيهاً لعقول المشركين، واحتجاجاً على نسبة ما هو أنثوي إلى الله، والاستئثار بما هو ذكوري لهم ـ أي كفار مكة؛ حيث قال تعالى: "أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى" (ص: 93-97). وكانوا يعتقدون أيضا أنها من بنات الله. كانت قبيلة قريش وقبيلة كنانة تخصها بالعبادة ويعبدها أيضا كل من والاهم. وحسب رواية ابن الكلبي فإن أول من اتخذ العزى إلهة يعبدها هو ظالم بن أسعد.
المظهر والاعتقاد
أورد الطبري روايات تفيد بأن العرب كانوا يقدسون أجمة شجيرات على أنها تمثلها، وفي روايات أخرى ورد أنها حجر. والغالب أنه كان للعزى تمثالا على شكل امرأة. ويظهر من اسمها الذي هو مشتق من العزة أنها كانت إلهة قوية عزيزة تعز من عبدها، وقد كانت قريش تحملها معها في حروبها. وكانوا يسمونها ملكة السماء. وكانوا يرونها أيضًا شديدة العقاب والانتقام ممن يعاديها، وذلك أن امرأة رومية أسلمت فذهب بصرها بعد إسلامها بقليل فقالت قريش: "ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى" فلما بلغ المرأة الرومية كلامهم قالت: "كذبوا وبيت الله! ما تضران اللات والعزى".
العبادة
الأصل في عبادة العزى - كما ذكر ابن الكلبي - أن ظالمًا بن أسعد لما رأى القرشيون يطوفون بالكعبة ويسعون بين الصفا والمروة ذرع البيت (أي قاسه بالذراع) وأخذ حجرا من الصفا وحجرا من المروة ورجع إلى قومه وقال: "يا معشر غطفان، لقريش بيت يطوفون حوله والصفا والمروة وليس لكم شيء. فلنبني بيتا على قدر البيت" ثم وضع الحجرين وقال: "هذان الصفا والمروة، فاجتزءوا به عن الحج". فأطاعوه. ثم قال بنو صداء: "أما والله لنتخذن حرمًا مثل حرم مكة، لا يقتل صيده، ولا يعضد شجره، ولا يهاج عائذه". فقام بنو مرة بن عوف وتولوا فعل ذلك وعينوا رباح بن ظالم قائما على أمر الحرم وبناء حائطه وتعاونوا على إنجازه واختاروا لإلهتهم شعبًا اسمه سقام في وادي حراض شرق مكة. وكانوا مقيمين عند ينبوع ماء لهم يقال له بُسّ، فسموا بيت العزى باسم ذلك المكان، وعكفوا يعبدونها ويقيمون شعائرها. فلما تناهى الخبر إلى مسمع زهير بن جناب الكلبي قال: "والله لا يكون ذلك وأنا حي، ولا أخلي غطفان تتخذ حرمًا أبدا". ثم سار في قومه حتى غزا غطفان وتمكن منها، واستولى على الحرم، وقطع رقبة أسير من غطفان به ليخفر ذمة الحرم ويريق به الدم فلا يعود طاهرا، ثم إنه هدم البُسّ، وكان هذا هو الهدم الأول لبيت العزى.
ثم أقاموا لها بناءا آخرا غير الذي هدم.
و كانت قريش تعظم العزى وتخصها بالزيارة والهدية دون غيرها من الآلهة، وكانوا يضعون الهدايا في حفرة يسمونها "الغبغب" أمام تمثال العزى في معبدها. وكان للعزى أيضا منحرا داخل البُسّ تنحر عليه القرابين. وكانت قريش إذا فرغت من حجها لا يحلون حتى يأتون العزى ويطوفون بها ويعكفون عندها يوما كاملا.
و قد عرف عبادة العزى أيضا بعض الشعوب من اليمانيين وكانوا يسمونها "عزيان"، وكان الأنباط وآل لخم ملوك الحيرة يعبدونها أيضا. إلا أن عبادة آل لخم للعزى كانت مختلفة و"متطرفة" بعض الشيء، فقد كانوا يتقربون إليها بالذبائح البشرية. فيقال أن المنذر ملك الحيرة قد تقرب للعزى بذبح ابن الملك الغساني الحارث. وقد ورد في تواريخ السريان أن المنذر بن ماء السماء قد ضحى بأربعمائة راهبة مسيحية للعزى. وذكر "إسحاق الأنطاكي" أن العرب كانوا يقدمون الأولاد والبنات قرابينًا للعزى فينحرونهم لها.
و ذُكِرَ أيضا أن في معركة أحد التي قامت بين قريش والمسلمين، حملت قريش آلهتها معهم لحمايتهم ونصرهم وكان ممن حملوا من آلهتهم اللات والعزى، فلما انتصر القرشيون في المعركة صاح أبو سفيان قائلا: "أُعْلُ هُبَل" (أي علا دينك) فقال المسلمون: "الله أعلى وأَجَلّ" فقال أبو سفيان: "لنا العزى ولا عزى لكم" فقال الرسول: "ألا تجيبونه ؟" فقال المسلمون: "يا رسول الله وما نقول ؟" قال: "قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم".
و قد كانوا يحلفون بالعزى أيضا وغالبا ما تكون معطوفة على اللات فتراهم يقولون: "واللات والعزى".
و كانوا أيضا إذا أرادوا القيام بأمر والتبس عليهم قاموا إلى العزى ليستشيرونها في ذلك الأمر وكانوا يذهبون إلى السادن بالهدايا والقرابين ثم يخبرونه بالأمر الذي جاؤوا من أجله فيدخل السادن ويسأل العزى ثم يعود السادن ويدخل الرجل معه أمامها فتجيبه بصوت يسمعه السائل.
و كان بعض العرب يتسمون بأسماء يتعبدون فيها للعزى كـ"ـأمة العزى" و"عبد العزى"
ما بعد الإسلام
لما ظهرت الدعوة الإسلامية في مكة قاتل الناس دفاعا عن آلهتهم وذكر القرآن رأيهم في تلك الدعوة في سورة ص: ﴿وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ‹4›أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ‹5›﴾«‌38‌‏:4‏—5». و قد كان سادن العزى في بداية الإسلام رجل من بني سليم يقال له أفلح بن نضر الشيباني. فلما حضرته الوفاة دخل عليه أبو لهب وهو حزين، فقال له أبو لهب: "ما لي أراك حزينا ؟" فقال أفلح: "أخاف أن تضيع العزى من بعدي" فقال له أبو لهب: "فلا تحزن، فأنا أقوم عليها بعدك". فصار أبو لهب يقول لكل من لقيه: "إن تظهر العزى (أي إذا ظهرت عبادتها وأفل نجم الإسلام) كنت قد اتخذت يدا عندها بقيامي عليها (أي أني قد أرضيتها بأن عرضت أن أكون سادنا لها)، وإن يظهر محمد على العزى - ولا أراه يظهر - فابن أخي (أي أنه ابن أخي ولا أراه يغضب علي)".
نهاية عبادة العزى
كانت نهاية عبادة العزى في السنة الثامنة للهجرة في الخامس والعشرين من شهر رمضان عندما بعث النبي محمد عليه الصلاة و السلام خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا من أصحابه ليهدم البُسّ ويدمر العزى ويقضي على عبادتها. وقد اختلف الرواة في سرد قصة الهدم على ثلاث روايات:
بعث النبي عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد ليهدم بيت العزى، فلما وصل إليها أخذ خالد فأسا ودخل البيت فلقيه سادنها دُبَيَّة بن حرمي السلمي فقال لخالد: "يا خالد! أنا أحذركها إن لها شدة لا يقوم إليها شيء". فلم يلتفت خالد إليه فمشى إليها بالفأس فهشم أنفها. فلما رأى السادن ذلك صاح يقول: "أَعُزّى اغضبي بعض غضباتك". فخرجت عليه امرأة حبشية عريانة مولولة، فقتلها خالد وأخذ ما في البيت من حلية، ثم أتى النبي فأخبره بذلك، فقال النبي: تلك العزى، ولا تعبد العزى أبدًا"
بعث النبي عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد وقال له: "إيت بطن نخلة (اسم موضع) فإنك تجد ثلاث سمرات فاعضد الأولى". فأتاها خالد فعضدها وجاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسأله النبي قال: "هل رأيت شيئا ؟" قال: "لا" قال: "فاعضد الثانية". فأتاها خالد فعضدها ورجع إلى النبي فسأله: "هل رأيت شيئا ؟" قال خالد: "لا" قال: "فاعضد الثالثة". فعاد خالد ليعضد الثالثة فإذا هو بحبشية نافشة شعرها واضعة يدها على عاتقها تصرف بأنيابها (أي تصدر صوتا بأنيابها) ومن خلفها دبية بن حرمي السلمي، فلما نظر إلى خالد قال:
أَعُزَّى شُدِّي شَدَّةً لا تُكَذّبي على خالد ألقي الخِمَار وشَمِّري فإنك إلا تقتلي اليوم خالدا تبوئي بذل عاجل وتَنَصَّري
فقال خالد:
يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
ثم ضربها ففلق رأسها فإذا هي حممة (رماد)، ثم عضد الشجرة الثالثة وقتل دبية السادن وأتى النبي فأخبره فقال النبي: "تلك العزى، ولا عزى بعدها للعرب. أما أنها لن تعبد بعد اليوم"
بعث النبي عليه الصلاة والسلام خالد بن الوليد في ثلاثين فارسا إلى نخلة (اسم موضع)، وكانت بها العزى، فأتاها خالد بن الوليد، وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها، ثم أتى النبي فسأله وقال: "هدمت ؟" فقال خالد: "نعم يا رسول الله" فقال النبي: "هل رأيت شيئا ما ؟" قال: "لا" قال: "فإنك لم تصنع شيئا، فارجع إليها فاهدمها". فرجع خالد وهو متغيظ، فلما رآه السدنة أمعنوا (هربوا) في الجبل وهم يقولون: "يا عزى خبليه، يا عزى عوريه، وإلا فموتي بِرُغْم". فأتاها خالد، فإذا امرأة عريانة، ناشرة شعرها، تحثو التراب على رأسها، والسدنة يصيحون بها حتى أخذ خالد اقشعرار في ظهره، وصار دبية السادن يصيح ويقول:
أَعُزَّى شُدِّي شَدَّةً لا تُكَذّبي على خالد ألقي الخِمَار وشَمِّري فإنك إلا تقتلي اليوم خالدا تبوئي بذل عاجل وتَنَصَّري
فقال خالد:
يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
فجزلها بالسيف حتى قتلها وقطعها قطعتين، ثم رجع إلى النبي فأخبره فقال: "نعم تلك العزى وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا".

ولقد تنبأ النبي محمد بأن تعود عبادة اللات والعزى ثانية. فقد روى مسلم في صحيحه: (لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى. فقلت: يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾«‌9‏:33»(أيضاً في ٦١:٩، صورة الصف) أن ذلك تاما قال: إنه سيكون من ذلك ما شاء الله. ثم يبعث الله ريحا طيبة. فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. فيبقى من لا خير فيه. فيرجعون إلى دين آبائهم).

عبــــادة الـــلات
اللات هي إحدى الأصنام التي عبدها العرب قبل الإسلام. وكانت هي والصنمين مناة والعزى يشكلن ثالوثاً أنثوياً عبده العرب وبالخصوص ممن سكن مكة وما جاورها من المدن والقرى وكذلك الأنباط وأهل مملكة الحضر. وكانوا يعتقدون أن الثلاثة بنات الله، وقسم من العرب إعتقد أن اللات ومناة بنتا العزى
أصل الكلمة
قيل: اللاتُ: يجوز أن يكون من لاتَه يَلِيتُه إذا صرفه عن الشيء كأنهم يريدون أنه يصرف عنهم الشرّ.
قيل: هي مشتقة من لويت الشيء إذا أقمت عليه.
قيل: أصلها لَوْهة فعلة من لاهَ السرابُ يلوهُ إذا لمع وبَرق وقُلبت الواو ألفًا لسكونها وانفتاح ماقبلها وحذفوا الهاء لكثرة الاستعمال واستثقال الجمع بين هاءين.
قيل:اللات هي مؤنث اسم (الله)، وقد كانت تعرف في عهد هيرودوت باسم: أليتا، ويذكر هيرودوت بأنها كانت الزهرة السماوية.
اللات
و اللات هو وثن كانت تعبده ثقيف فورد أنها صخرة كان يجلس عليها رجل كان يبيع السمن واللبن للحجاج في الزمن الأول، وقيل إن اللات كان يَلتّ له السويقَ للحج على صخرة معروفة تسمى صخرة اللاتّ وكان اللاتّ رجلا من ثقيف، فلما مات قال لهم عمرو بن لحيّ: لم يمت ولكن دخل في الصخرة.
و يعتقد البعض أنها إلهة أنثى (كما يتضح من اسمها) وأنها كانت ربة السماء، التي عبدتها الشعوب السورية نتيجة ترحل العرب الأنباط الذي أخذوا معهم أربابهم إلى المواطن التي حلوا فيها.
ولكن أصح ما روي عن اللات هو ما رواه البخاري في صحيحه: عن ابن عباس رضي الله عنهما، في قوله: {اللات والعزى} كان اللات رجلاً يلت سويق الحاج. اهـ
يعني يعجن العجين للحجاج وهي كلمة عربية يستخدمها أهل البادية. فـ "السويق" هو العجين، ولت السويق هو خلطه بالسمن وعجنه. فالظاهر أن "اللات" كان رجلًا محسنا يعجن العجين للحجاج ويطعمهم إكراما لهم، فلما مات عظموه وعكفوا على قبره ثم جعلوه إلهًا. وقد قيل إن اسم هذا الرجل "صرمة بن غنم".
وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس: (كان يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن فعبدوه)
وروى سعيد بن منصور والفاكهي عن مجاهد: (كان اللات رجلاً في الجاهلية وكان له غنم فكان يسلو من رسلها ويأخذ من زبيب الطائف والاقط فيجعل منه حيساً ويطعم من يمر من الناس فلما مات عبدوه وقالوا هو اللات. وكان يقرأ اللات مشددة).
المظهر والاعتقاد
كانت اللات معروفة عند معظم الشعوب التي سكنت شمال جزيرة العرب وانتقلت عبادتها إلى عرب مكة بسبب رحلات التجارة (رحلة الشتاء والصيف) التي كان يقوم بها تجار مكة، وعبادتها أحدث من عبادة الإلهة مناة
في الحجاز: كانت اللات عند العرب على شكل صخرة بيضاء مربعة منقوشة، ويقال أن تلك الصخرة كانت نيزكا هوى إلى الأرض أو حجرا بركانيا. وكانت مرتبطة بالسماء والشمس والصيف وكان العرب يقولون أن اللات والعزى بنات الله، وأن الله يتصيف باللات لبرد الطائف ويشتو بالعزى لحر تهامة.
عند الأنباط: كانوا يسمونها "اللت" كما ورد في النصوص النبطية التي وجدت في تدمر وصلخد والحجر وكانت ربة البيت. وقد ورد أن ابن الملكة الزباء من زوجها أذينة كان اسمه وهب اللات. ويظن أنهم رمزوا لها بالزهرة السماوية
عند الآشوريين: عندما دخلت عبادة اللات إلى سوريا قرنوها بحدد إله المطر
طقوس العبادة
كان للات بيت مشيد في الطائف تسير العرب إليه ويضاهي أهل الطائف به الكعبة، وكانوا يسمونه بيت الربة. وكان له كسوة وحَجَبَة . وكانت السدانة لآل أبي العاص بن أبي يسار بن مالك ولبني عتّاب بن مالك، وكلاهما أسرتان ثريتان من ثقيف. وكان للات أيضا واديا يدعونه حَرَم الربة لا يُقطع شجره ولا يصاد حيوانه ومن دخله فهو آمن. و كانت العرب تعظم اللات ويتقربون إليها وكان الثقفيون إذا قدموا من سفر ساروا إلى اللات ليقدموا شكرهم لها.
و كان تحت صخرة اللات حفرة حفظت فيها القرابين والهدايا والأموال التي قُدمت لها وكان العرب يسمون كل حفرة لوضع الهدايا والقرابين "الغبغب". وكانت الهدايا تختلف من حلي وثياب ونفائس أخرى، وكانت طريقة التقديم أن يعلقوا ما قدروا على تعليقه عليها، والباقي يعطونه للسدنة، وأبرز ما كان يعلق عليها القلائد والسيوف، وهي عادة عند العرب عامة مع جميع آلهتهم وليست عبادة مختصة باللات. و كانوا يحلفون باللات أيضا وغالبا ما يعطفون على العزى أثناء القسم فيقولون "و اللات والعزى"
وأثناء الحروب، كان الجيش يحمل اللات في قبة وينصب لها بيتا في معسكره وذلك لدفع المقاتلين للصمود ولبث الشجاعة في نفوسهم، وقد حملت قريش اللات والعزى في معركة أحد.
والموضع الذي كانت اللات تعبد فيه هو الآن داخل مسجد. وكان نصبها موجودا في موضع المنارة اليسرى من مسجد الطائف. وكانوا يعبدونها أيضا بمواضع أخرى مثل نخلة عند سوق عكاظ، وعبدوها عند الكعبة. وكان لها معابد أخرى في الحجاز وغير الحجاز ولها معبد أيضا يقع في الحي الغربي من مدينة تدمر، ويعود تواجده فيها إلى القرن الثاني الميلادي.
عبادة اللات موجود اليوم في الجماعة الدينية الأصلية سيبيريا "دائرة المخلصين للإلهة اللآت".
ما بعد الإسلام
حينما جاء رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم بدعوة التوحيد دعا إلى نبذ عبادة الأصنام الي ان توفاه الله عز وجل، وقد ساعد أتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في نشر تلك الدعوة كما ورد من خلال حوار طلحة مع أبي بكر بحيث دعا طلحة أبا بكر إلى عبادة اللات والعزى، فسأله أبوبكر: "و من هن ؟" فأجاب طلحة بأنهن "بنات الله"، ثم سأله أبو بكر: "و من أمهن ؟" فلم يجد طلحة جوابا ولا أصحابه، فأعلن إسلامه. .
و قد هاجم القرآن هذه الحالة قائلا {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى(19)وَ مَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأَخْرَى(20)أَلَكُمُ الذَّكَرُ ولَهُ الْأُنثَى}(النجم:19-21)، بحيث اعتبر القرآن هذه القسمة غير عادلة كون قريش قد جعلت لنفسها ذكورا في حين جعلوا لله بناتًا.
و قد دعا الرسول محمد صلي الله عليه وسلم إلى توحيد الله وتعظيمه، وهجر غيره من الآلهة كما يتبين من النص القرآني التالي: {وَلا تَجْعَلُوا مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}.(الذاريات:51)
و كان أهل قريش من غير المسلمين يرفضون تهميش آلهتهم، فجافوه وخالفوه في دعواه. ولقد قرأ النبي محمد صلي الله عليه وسلم القرآن على قريش، فقرأ: {أفرأيتم اللات والعزى ؛ ومناة الثالثة الأخرى} حتى قوله تعالى في آخر السورة {فاسجدوا لله واعبدوا} فسجد النبي وسجد القرشيون معه تعظيمًا لله. فلما انتشر الخبر عند العرب، وادعى بعضهم أن قريشًا تركت دين الآباء واتبعت محمدًا، أنكر القرشيون ذلك، ثم قالوا أنهم سجدوا لما سمعوه من ذكر آلهتهم.
و قد ورد ذكر اللات أيضا بعد هزيمة أهل الطائف في غزوة حنين عندما ذكرتها إحدى نساء المسلمين في قصيدة فقالت:
قد غلبت خيل الله خيل اللات و الله أحق بالثبات
فلما فتح النبي محمد صلي الله عليه وسلم مكة، أرسل المغيرة بن شعبة وأبي سفيان إلى بيت اللات في الطائف، فلما وصلوا أراد المغيرة بن شعبة أن يقدم أبا سفيان، فأبى ذلك أبو سفيان عليه، وقال ‏:‏ "ادخل أنت على قومك" وأقام أبو سفيان بماله بذي الهدم، فلما دخل المغيرة بن شعبة علاها يضربها بالمعول، وفي رواية أن أبا سفيان لم يقم بذي الهدم إنما دخل مع المغيرة وشهد هدم اللات وكان ينظر للمغيرة وهو يضربها بالمعول ويقول: "واها لك ! آها لك !". وقام قوم المغيرة دونه بنو معتب خشية أن يرمي أو يصاب كما أصيب عروة ؛ فأحرق بيت اللات وقوض حجارته والناس ينظرون في فزع خائفين أن تنتقم ربتهم، وخرج النساء حاسرات رؤوسهن يبكين عليه ويقلن شعرا:
ألا ابكين دُفّاع *** أسلمها الرُّضاع.
لم يُحسنوا المِصَاع.
فلما انتهى الهدم ولم يحدث شيء أخذ المغيرة المال والحلي من ذهب وجزع وأعطاه لأبي سفيان. و في ذلك يقول شداد بن عارض الجُشَمي حين هدم بيت اللات وحرق ينهى ثقيفا من العودة إليها والغضب لها
لا تنصروا اللات إن الله يهلكها و كيف نصرُكُمُ من ليس ينتصرُ ؟
إن التي حُرّقت بالنار واشتعلَتْ و لم يُقاتل لدى أحجارها هدَرُ
ولقد تنبأ النبي محمد بأن تعود عبادة اللات والعزى ثانية. فقد روى مسلم في صحيحه: ("لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى". فقلت: يا رسول الله ! إن كنت لأظن حين أنزل الله: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } [ 9 / التوبة / 33 ] و[ 61 / الصف / 9 ] أن ذلك تاما قال: "إنه سيكون من ذلك ما شاء الله. ثم يبعث الله ريحا طيبة. فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان. فيبقى من لا خير فيه. فيرجعون إلى دين آبائهم").
تاريخها
العرب قسمان:
أصحاب الهياكل وهم عبدة الكواكب، إذ قالوا بإلهيتها.
أصحاب الأشخاص وهم عبدة الأوثان، إذ سموها آلهة في مقابلة الآلهة السماوية، وقالوا هؤلاء شفعاؤنا عند الله، ومن عبد اللات من القسم الثاني. ففي رحلة عمرو بن لحيّ إلى الشام، رأى هناك قوما يعبدون الأصنام، فسألهم عنها، فقالوا: هذه أرباب اتخذناها على شكل الهياكل العلوية، والأشخاص البشرية، نستنصر بها فننصر، ونستسقي بها فنسقى، ونستشفي بها فنشفى، فأعجبه ذلك، وطلب منهم صنما من أصنامهم، فدفعوا إليه هبل.

عبــــادة منــــاة
مناة إلهة من أقدم الإلهات العربيات التي عبدها العرب القدماء ممن سكن مكة والحجاز.
تعريف
مناة هي واحدة من الثالوث من أشهر أوثان الجاهلية. وقد اعتقد قسم من الجاهليين أنها ابنة العزى وأخت اللات. وقد كانت في نظر الجاهليين إلهة خيرة معطاءة مغيثة، إلا أن المفارقة العجيبة هي كونها إلهة المنايا والموت في نفس الوقت لأن اسمها مشتق من كلمة منان. وقد عرف مناة شعوب أخرى غير العرب:
عند البابليين: عرفوها باسم "ما مناتو" وبلهجة أخرى "مناتا"
عند العبرانيين: منا التي جمعها مانوت.
المظهر والاعتقاد
لم يذكر المؤرخون شيئا عن صفة مناة وشكلها بل ذكروا أنها كانت منصوبة على ساحل البحر بقرب موضع اسمه "وادي قديد"، ويستنتجون من ذلك أن لها صلة بالبحر والماء والريح والسحب، وقد كانوا يذبحون لها في أوقات القحط والجدب يستمطرون بذلك ويقدمون لها الشكر إذا هبت عليهم الرياح الرطبة. وكانوا أيضا يرونها إلهة خيّرة كريمة تنشر السعادة بإرسال السحائب الممطرة.
العبادة
كان لمناة بيتا في موضع يقال له "المشلل"، وكان العرب يحجون إليه ويلبون بقولهم: "لبيك اللهم لبيك، لولا أن بكراً دونك، يَبُرُّكَ الناس ويهجرونك، وما زال حج عثج يأتونك، إنا على عدوائهم من دونك". وكانوا يديمون الذبح عندها حتى إن بعضهم قال إنها ما سُمّيت بمناة إلا لأن الدماء "تُمنى" عندها. و كانت مناة معظمة عند الأوس والخزرج بصفة خاصة وكل من كان مواليا لهاتين القبيلتين من القبائل، فكانوا (أي الأوس والخزرج) إذا قضوا حجهم وأتموا جميع المناسك لا يحلقون رؤوسهم حتى يصلون عندها، فيحلقون رؤوسهم ويقيمون عندها وبذلك يرون أن حجهم قد تم. و قد قال الشاعر: إني حلفت يمين صدق برة بمناة عند محل آل الخزرج و المحل هو المكان الذي يقفون فيه أمام مناة ليحلفون عندها. و قد تسمى بعض عرب الجاهلية بأسماء تعبدوا فيها لمناة مثل: "عبد مناة بن كنانة" و"سعد مناة بن غامد" و" زيد مناة بن تميم". وكذلك عبد مناف جد النبي محمد سمي على اسم عبد مناة لكنهم شاؤوا تغيير آخره لتمييزه. و كانت سدانة مناة في الغطاريف من الأزد، وكانوا في غناء وثراء فاحش، وذلك بسبب الكم الكبير من الهدايا والنذور والقرابين التي كانت تهدى لمناة.
ما بعد الإسلام
لما فتح النبي محمد مكة، أرسل علياً بن أبي طالب إلى بيت مناة، فهدمه وأخذ ما فيه من الحلي والهدايا وكان من جملة ما أخذ سيفين كان الملك الغساني الحارث بن أبي شمر قد أهداهما للإلهة مناة، والسيفين هما "مخذم" و"رسوب". فلما رجع إلى النبي وأخبره بما وجده عندها وهبه النبي أحد السيفين ويقال إن ذو الفقار هو ذلك السيف. و يذكر أن هذين السيفين لهما ذكر في شعر علقمة عندما قال: مظاهر سربالي حديد عليهما عقيلا سيوف مخذم ورسوب
و هناك قول آخر هو أن علي بن أبي طالب وجد هذين السيفين عند الإله الفَلْس، إله طيء. و قد ورد ذكر مناة مع اللات والعزى في القرآن الكريم مهاجما إياها بالخرافات في سورة النجم: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى‹19›وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى‹20›أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى‹21›تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى‹22›إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى‹23›﴾

عبـــادة هبــــل
هذه المقالة عن الإله هبل لدى العرب قبل الإسلام؛ إن كنت تبحث عن: «معاني أخرى»، فانظر هبل (توضيح).
هُبَل هو أحد المعبودات لدى العرب القدماء قبل الإسلام، وكان صنم قبيلة كنانة وعبدته قريش كذلك لكونهم من كنانة، وهو صنم على شكل إنسان وله ذراع مكسورة، قام العرب بإلحاق ذراع من ذهب بدل منها. كان موجودا داخل الكعبة وقد كان يطلق عليه لقب صاحب القداح، وكان واحدأ من 360 صنم موجدين في حرم مكة. وتذكر احدى الروايات أن خزيمة بن مدركة كان أول من نزل مكة من مضر فوضع هبل في موضعه، فكان يقال له صنم خزيمة، وهبل خزيمة. ولهذا عبده أحفاد خزيمة من بني كنانة وقريش.
العبادة
ذكر أنه من "هبل" بوزن "زفر" ومعناها كثرة اللحم والشحم، أو من "هبل" بمعنى غنم، وما شاكل ذلك من آراء. ويكمن سبب اضطراب العلماء في تسميته في أنه من الأصنام المستوردة من الخارج التي حافظت على تسميتها الأصلية، فوقع لديهم من ثم هذا الاضطراب. وكانت تلبية من نسك هبل: "لبيك اللهم لبيك". إننا لقاح، حرمتنا على أسنة الرماح، يحسدنا الناس على النجاح". ويذكر أهل الأخبار أن "هبل" كان أعظم أصنام قريش، وكانت تلوذ به وتتوسل إليه؛ ليمنَّ عليها بالخير والبركة، وليدفع عنها الأذى وكل شر. وكانت لقريش أصنام أخرى في جوف الكعبة وحولها. ولكن هبل هو المقدم والمعظم عندها على الجميع. وقد نصب على الجب الذي يقال له "الأخسف"، وهو بئر، وكانت العرب تسميها "الأخشف". وذهب بعض المستشرقين إلى أن "هبل"، هو رمز إلى الإله القمر، وهو إله الكعبة، وهو الله عند الجاهليين1. وكان من شدة تعظيم قريش له أنهم وضعوه في جوف الكعبة. وأنه كان الصنم الأكبر في ا لبيت. ويرى بعض الباحثين أن صورة الحية أو تمثالها يشيران إلى هبل، أو إلى هبل وود. وقد عثر على صورة لحية في "رم" يظهر أنها رمز إلى "هبل" أو ود. وذكر "ياقوت الحموي" أن هبل "صنم" لنبي كنانة: (بكر ومالك وملكان)، وكانت كنانة تعبد ما تعبد قريش، وهو اللاتوالعزى. وكانت العرب تعظم هذا المجمع عليه. فتجتمع عليه كل عام مرة. وقال غيره: "وكان هبل لبني بكر بن عبد مناة ومالك وملكان وسائر بني كنانة، وكانت قريش تعبد صاحب بني كنانة، وبنو كنانة يعبدون صاحب قريش".
ولما أراد النبي الانصراف عن أحد، علا صوت أبي سفيان: أعل هبل، أعل هبل. فقال النبي لعمر: أجبه. قال: ما أقول له؟ قال: الله أعلى وأجل. فقال: لنا العزى ولا عزى لكم. فقال النبي لعمر قل: الله مولانا ولا مولى لكم.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى