مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* حقائق قرآنية:البحر المسجور- يوم القيامة - حقائق تتكرر بنظام

اذهب الى الأسفل

* حقائق قرآنية:البحر المسجور- يوم القيامة - حقائق تتكرر بنظام Empty * حقائق قرآنية:البحر المسجور- يوم القيامة - حقائق تتكرر بنظام

مُساهمة  طارق فتحي السبت يناير 08, 2011 7:22 pm

حقيقة البحر المسجور
اعداد : طارق فتحي
إنها حقائق تشهد على عظمة منزل القرآن تبارك وتعالى، حدثنا عن بحر محمّى، بل وأقسم به، وجاء العلماء ليصوروا هذا المشهد الرائع في أعماق المحيط....
تمتد التصدعات الأرضية لتشمل قاع البحار والمحيطات، ففي قاع البحار هنالك تصدعات للقشرة الأرضية وشقوق يتدفق من خلالها السائل المنصهر من باطن الأرض. وقد اكتشف العلم الحديث هذه الشقوق حيث تتدفق الحمم المنصهرة في الماء لمئات الأمتار، والمنظر يوحي بأن البحر يحترق! هذه الحقيقة حدثنا عنها القرآن عندما أقسَم الله تعالى بالبحر المسجور أي المشتعل، يقول عز وجل: (والبحر المسجور) [الطور: 6].
إن القرآن لو كان صناعة بشرية لامتزج بثقافة عصره، فمنذ أربعة عشر قرناً لم يكن لدى إنسان من الحقائق إلاَّ الأساطير والخرافات البعيدة عن الواقع، وإن خلوّ القرآن من أيٍّ من هذه الأساطير يمثل برهاناً مؤكداً على أنه كتاب ربِّ العالمين، أنزله بقدرته وبعلمه.
ولكن قد يتساءل المرء عن سرّ وجود هذه الصدوع. ولماذا جعل الله الأرض متصدعة في معظم أجزائها؟ إن الجواب عن ذلك بسيط، فلولا هذه الصدوع، ولو كانت القشرة الأرضية كتلة واحدة لا شقوق فيها، لحُبس الضغط تحتها بفعل الحرارة والحركة وأدَّى ذلك إلى تحطم هذه القشرة وانعدمت الحياة.
لذلك يمكن القول إن هذه الصدوع هي بمثابة فتحات تتنفس منها الأرض، وتخرج شيئاً من ثقلها وحرارتها وضغطها للخارج. بتعبير آخر هي صمام الأمان الذي يحفظ استقرار الأرض وتوازنها.
إن حقيقة البحر المشتعل أو (البحر المسجور) أصبحت يقيناً ثابتاً. فنحن نستطيع اليوم مشاهدة الحمم المنصهرة في قاع المحيطات وهي تتدفق وتُلهب مياه المحيط ثم تتجمَّد وتشكل سلاسل من الجبال قد يبرز بعضها إلى سطح البحر مشكلاً جزراً بركانية. هذه الحقيقة العلمية لم يكن لأحد علم بها أثناء نزول القرآن ولا بعده بقرون طويلة، فكيف جاء العلم إلى القرآن ومن الذي أتى به في ذلك الزمان؟
إنه الله تعالى الذي يعلم السرَّ وأخفى والذي حدثنا عن اشتعال البحار ويحدثنا عن مستقبل هذه البحار عندما يزداد اشتعالها: (وإذا البحار سجّرت) [التكوير: 6]، ثم يأتي يوم لتنفجر هذه البحار، يقول تعالى: (وإذا البحار فجّرت) [الانفطار: 3].
وهنا نكتشف شيئاً جديداً في أسلوب القرآن أنه يستعين بالحقائق العلمية لإثبات الحقائق المستقبلية، فكما أن البحار نراها اليوم تشتعل بنسبة قليلة، سوف يأتي ذلك اليوم عندما تشتعل جميعها ثم تنفجر، وهذا دليل علمي على يوم القيامة.
والآن مع بعض الصور التي تشهد على قدرة الخالق عز وجل، لنتأمل ونسبح الله تعالى: كيف تختلط النار بالماء وعلى الرغم من ذلك لا تطفئ الماء النار ولا تبخر النار الماء، بل يبقى التوازن، فسبحان الله!
حمم منصهرة تتدفق في قاع المحيط، وتظهر كيف تحمي ماء البحر، فهو بحر مسجور كما وصفه الله تعالى.
صورة حقيقية للبحر المسجور الذي أقسم الله به، ولم يكتشف العلماء حقيقته إلا بعد أربعة عشر قرناً، وهذا المشهد يؤكد صحة ما جاء في القرآن بعكس ما يدعيه الملحدون من أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.

بعد تراكم الحمم المنصهرة تتشكل الجزر البركانية، ويؤكد العلماء إن جميع بحار الدنيا يوجد في قاعها شقوق تتدفق منها الحجارة المنصهرة، وأن هذه الظاهرة من الظواهر الكونية المرعبة، ولذلك أقسم الله بها أن عذابه سيقع: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 6-8].
وأخيراً لنقرأ النص كاملاً: (وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 1-8].
حقائق علمية عن يوم القيامة
نعيش رحلة من أحداث يوم القيامة ونحللها علمياً لنخرج بنتيجة وهي أن كل ما جاء به القرآن يتفق مع العلم والحقائق العلمية، وهذا دليل على صدق ذلك اليوم....
عندما يكون الحديث في القرآن الكريم عن يوم القيامة، فهذا يعني أن الله تبارك وتعالى يصور لنا ذلك اليوم وكأننا نعيشه ونراه، فالله تبارك وتعالى أنزل القرآن لنتعرف على يوم القيامة، لأن هذا اليوم هو أهم يوم في حياة كل واحد منا.
ولذلك فإن الله قد ختم كتابه بآية تأمرنا أن نتقي الله عز وجل وأن نعمل لذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال في آخر آية نزلت من القرآن: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) [البقرة: 281] ينبغي أن نعيد حساباتنا وأن نفكر بأننا سيأتي علينا يومٌ نقف فيه أمام الله، ينبغي أن نجهّز الإجابة منذ هذه اللحظة لأن الله تبارك وتعالى سيسألنا ماذا فعلنا بهذا القرآن، وماذا قدمنا له، يقول عز وجل: (وَإِنَّهُ) أي القرآن (لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) [الزخرف: 44]، ولكن الملحد دائماً ينكر ذلك اليوم، ويعتقد أنه إذا مات انتهى كل شيء، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى في آيات كثيرة، حدثنا عن يوم القيامة.
والعجيب في هذه الآيات أن الله تبارك وتعالى يستخدم الحقائق العلمية ويقسم بالظواهر الكونية التي خلقها على أن ذلك اليوم حق، وأنه سيأتي يومٌ تعلمُ فيه كل نفس ما كسبت وما أحضرت وما قدمت وأخرت، فإذا تأملنا كثيراً من الآيات نلاحظ أن الله تبارك وتعالى يقول: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا) [الكهف: 49] يوم القيامة سيرى كل إنسان أعماله وكأنها تعرض أمامه ويراها رؤية يقينية: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) أي سوف يحضر الله تعالى هذه الأعمال ويضعها أمام هذا الإنسان ويراها.
هناك آيات كثيرة تتجلى عن يوم القيامة وأحداث القيامة، ولكن الملحد لا يقتنع إلا بالحقائق العلمية، فبعض الملحدين يقولون كيف يمكن أن نرى أعمالنا في ذلك اليوم وكيف يمكن مثلاً للجلد أن يتكلم وينطق يقول تبارك وتعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21]. فالله عز وجل أودع في الدنيا أمثلة لكي نلجأ إليها في تقريب نظرتنا وفهمنا ليوم القيامة.

عندما يقول الله تبارك وتعالى: (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) [الرحمن: 37]. هذه آية من آيات الله تحدثنا عن انشقاق السماء وأنها ستكون وردة كالدهان، نلاحظ أن العلماء حديثاً وجدوا بعض النجوم التي تنفجر ومجرات تنفجر بأكملها وجدوا أنها ترسم لوحة تشبه اللوحة الزيتية بألوان زاهية وهذه اللوحات التي ترسمها النجوم أثناء انهيارها طبعاً لا تمثل يوم القيامة إنما هي صورة مصغرة عن يوم القيامة. هذه الصورة لانفجار نجم في السماء، وهي لا تمثل يوم القيامة إنما صورة مصغرة عن انهيار السماء في ذلك اليوم.
نحن طبعاً لن نستطيع أن نرى تكور الشمس، يقول تبارك وتعالى: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [التكوير: 1]. لن نستطيع أن نرى هذا النجم الذي هو الشمس وهو ينفجر مثلاً، أو يتكور على نفسه، ولكننا نستطيع أن نرى انهيار النجوم وموت النجوم من خلال التلسكوبات التي تلتقط آلاف الصور يومياً عن موت هذه النجوم وانفجارها، فهذه صورة مصغرة عن نهاية الكون.

عندما يقول تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. أي أحميت، والعرب تقول: سجر التنور، أي أحماه ورفع درجة حرارته، ولكي نتمكن من تخيل هذا الأمر ونستطيع أن ندرك كيف سيحدث هذا الأمر، فإن الله أودع في أعماق هذه البحار شقوقاً وصدوعاً وأماكن تتدفق منها الحمم المنصهرة لترفع درجة حرارة الماء إلى أكثر من ألف درجة ونرى وكأن الماء ترتفع حرارته ويتم إحماؤه بشدة، فهذا المشهد لا يمثل يوم القيامة إنما هو صورة مصغرة عن ذلك اليوم، ولذلك فإن الله تبارك وتعالى أقسم بهذه الظاهرة الكونية (ظاهرة البحر المسجور) فقال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُور * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 6-7].
وهذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يكلمنا عن يوم القيامة بلغة الحقائق العلمية، ولو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن هنالك الكثير من الآيات التي تتحدث عن هذا الأمر. فكلمة (البحار) أثناء الحديث عن يوم القيامة ذكرت مرتين في القرآن فقط، في قوله تعالى في سورة التكوير: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. وفي السورة التي تليها سورة الانفطار: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
وهاتين الآيتين كانتا مدخلاً لأولئك المشككين عندما قالوا: إن محمداً صلى الله عليه وسلم ينسى ما كتبه فتارة يقول (سُجِّرَتْ)، وتارة (فُجِّرَتْ)، وهذا اتهام باطل لأن القرآن ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، إنما هو كلام رب محمد سبحانه وتعالى، هو كلام الخالق الذي خلق هذه البحار وهو أعلم بها.
وإذا تأملنا هاتين السورتين نرى إعجازاً في تسلسل مراحل هذا الانفجار، فنحن نعلم إذا درسنا فيزياء المياه وتركيب هذه المياه، أن الماء يتألف من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأوكسجين، وعندما ترتفع درجة حرارة الماء إلى حدود كبيرة (آلاف الدرجات المئوية)، تتفكك هذه الذرات وتشكل مزيجاً غازياً شديد الانفجار وهذا ما يحدث في المختبرات عندما نقوم بوضع كمية من الماء ونقوم بتحليلها كهربائياً، نرى أن فقاعات الهيدروجين والأوكسجين تذهب وتتجمع، فهذا المزيج من الهيدروجين والأوكسجين، يقول العلماء عنه هو مزيج شديد الانفجار يعني يمكن أن ينفجر بأقل شرارة.
ولذلك فإن البحار الذي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها وجعل قيعانها دائماً تتدفق منها الحمم المنصهرة وآلاف الفوهات من البراكين وآلاف الشقوق، وهنالك دائرة في قاع المحيطات يسميها العلماء دائرة النار، محاطة بحلقة كبيرة جداً تمتد لآلاف الكيلو مترات وتتدفق منها الحمم المنصهرة وكأننا نرى البحر يحترق أو يشتعل ولذلك فإن الله تبارك وتعالى قال: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 7]، فانظروا كيف ربط البيان الإلهي بين البحر المحمَّى المسجور وبين عذاب الله بنار جنهم، وأن عذاب الله سيكون أعظم من هذا المشهد بكثير، فعندما يأتي يوم القيامة سوف تشتعل البراكين في قاع المحيطات، وهذا ما يقوله العلماء، هذا ليس كلاماً نظرياً، إنما هو كلام عملي، لأن هذه الألواح التي تغلف الأرض (قشرة الأرض رقيقة جداً، أقل من 1% من قطر الأرض) هذه القشرة هي عبارة عن ألواح تتحرك باستمرار وكلما تحرك لوحان وابتعدا عن بعضهما تتدفق ملايين الأطنان من الصخور الملتهبة ودرجة حرارتها آلاف الدرجات المئوية. وتتدفق بكثرة عبر هذه الصدوع. وسوف يأتي زمن هو يوم القيامة تضطرب فيه حركة هذه القشرة الأرضية، وبعد ذلك سوف تزداد هذه الصدوع وتتدفق كميات كبيرة مما يعني أن البحر ستبلغ درجة حرارته آلاف الدرجات وتتفكك هذه الذرات من الماء إلى الأوكسجين والهيدروجين ويتشكل ذلك المزيج المنفجر الذي ينفجر وبالتالي يتحقق وعد الله تبارك وتعالى: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3].
لو تأملنا أي انفجار ودرسناه فيزيائياً نلاحظ أن الانفجار حتى يحدث لا بد من ارتفاع في درجة الحرارة أي أن هنالك عملية تسخين أولاً، ثم انفجار، وهذا ما حدثنا القرآن عنه: فقال في سورة التكوير أولاً: (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ) [التكوير: 6]. ثم في السورة التي تليها قال: (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) [الانفطار: 3]. إذاً.. التسجير والإحماء وارتفاع درجة الحرارة أولاً.. ثم التفجير.
إذاً في ترتيب هاتين الآيتين ليس هناك أخطاء علمية أو أنه كما يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم أخطأ أو نسي فتارة يقول فجرت وتارة يقول سجرت.. لا.. هناك تسلسل علمي من الله تبارك وتعالى أودعه لنا لنكتشفه في هذا العصر وليكون لنا دليلاً على صدق هذا القرآن وصدق يوم القيامة. ولذلك بعدما عدد لنا الله تلك الأحداث التي ستتم يوم القيامة من تكوير للشمس، وانكدار للنجوم، وتسجير البحار.... يقول: (عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ) [التكوير: 14].
وفي السورة التي تليها يقول الله تبارك وتعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ * يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [ الانفطار: 1-6]. وهنا نأتي إلى الهدف من ذكر هذه الحقائق، المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذا الإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة، فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علمية وظواهر كونية سوف تحدث، ونأتي إلى العلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهم يؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث: الشمس ستتكور على نفسها. النجوم سوف تنكدر وتنطفئ وتختفي. والزلازل سوف تكثر.

يقول تبارك وتعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2] وانظروا إلى كلمة (أَثْقَالَهَا) هذه الكلمة تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة، والعلماء يقولون كلما نزلنا في الأرض زادت كثافة المادة، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقة التي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقل هذه الطبقات، وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قال: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 1-5]. فهذه الآيات هنالك هدف منها وهو أن تتذكر أيها الإنسان هذه الأحداث التي ستمرّ بك وسوف تقف بين يدي الله تبارك وتعالى.
وإذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وطرحنا السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامه: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)؟ تقول النظرية النسبية: إننا إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء، سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، فالإنسان الذي يسير بسرعة الضوء فإنه سوف يتوقف الزمن من حوله، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!
لماذا هذه الحقائق العلمية؟
إن هذه الحقائق العلمية هي وسيلة لتقريب الصورة إلى أذهاننا، فتفكير الإنسان محدود، عندما خاطبه الله تبارك وتعالى وأخبره عن نعيم الجنة مثلاً، وأخبره بأن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى وفيها أيضاً أنهار من ماء غير آسن وفيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه.. فحتى نتخيل هذه الأنهار خلق الله تعالى لنا في الدنيا العسل، وخلق لنا اللبن، وخلق لنا مثلاً الفاكهة، وحدثنا أن الجنة يوجد فيها فاكهة ولكن فاكهة الدنيا غير فاكهة الآخرة..
فدائماً أحب أن أؤكد على هذه النقطة الجوهرية وهي أن الحقائق العلمية هي فقط لتدبر وفهم القرآن، وليست حجة على القرآن، أي نحن لا نستخدم الحقائق العلمية لأننا نشك في هذا الكتاب أو لأن إيماننا ضعيف! لا.. نحن نتأمل هذه الحقائق من باب التدبر لكتاب الله، لأن الله تبارك وتعالى قال: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. فعندما نتفكر في خلق السموات والأرض فهذا يعني أننا ينبغي أن ندرس مادة هذه السموات ومادة الأرض وينبغي أن ندرس الفيزياء والكيمياء والفلك والنجوم والكواكب والجبال والبحار دراسة علمية لنستجيب لنداء الله تبارك وتعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ).
ولكن جميع الأحداث التي تتحدث عن يوم القيامة هي أحداث للعبرة وعندما نقول مثلاً يقول تبارك وتعالى عن يوم القيامة: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 9]، وعندما نأتي لعلماء الغرب ونجد أنهم يصدرون بحثاً جديداً عن إمكانية أن تبتلع الشمس القمر وأن يجتمعان مع بعضهما، فنحن طبعاً لا نقول إن هذا المشهد هو يوم القيامة، نحن نقول هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذه الظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه لتكون هذه الحقائق وهذه الآيات دليلاً لأولئك المشككين أن يوم القيامة لا بد أن يأتي وأن كل إنسان سيجد أعماله حاضرة أمامه.
حقائق تتكرر بنظام
اعداد : طارق فتحي

الله هو الذي مدّ الأرض وهو الذي مدّ الظل, فكيف جاء النظام الرقمي ليصدق هذه الحقيقة العلمية؟ لنقارن الآيتين:
1 ـ (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الرّعد: 13/3].
2 ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً) [الفرقان: 25/45].
كلمة (مَدَّ) لم ترد إلا في هاتين الآيتين من القرآن, مرة مع الأرض, ومرة مع الظلّ وفي هاتين الآيتين دليل علمي على كروية الأرض فلو شاء الله لجعل الأرض ساكنة لا تتحرك, كما أنه لو شاء لجعل الظلّ ساكناً. فعند دوران الأرض حول نفسها يؤدي ذلك إلى تغيّر في طول ظلّ الأشياء, ولذلك هذه الآية فيها دليل على حركة الأرض أيضاً. فمَنِ الذي أخبر النبي الأميّ عن هذه الحقائق؟ هل ركب الفضاء؟ ليس هذا فحسب بل إن الله تعالى وضع هذه الكلمة (مدّ) في هذين الموضعين بالذات بما يتناسب مع النظام القرآني (من جهة ومع النظام الكوني من جهة أخرى). إن العدد الذي يمثل أرقام السورتين حسب تسلسلهما في القرآن هو: 2513 يقبل القسمة على7:
2513 = 7 × 359
التدرج العلمي
رأينا كيف استُخدمت كلمة (مدَّ) في القرآن مع الأرض مرة ومع الظلِّ مرة. فالآية الأولى تتحدَّث عن امتداد الأرض فمهما سرنا على الأرض نجدها ممتدَّةً أمامنا (ونعود من حيث بدأنا), وهذا حديث عن كروية الأرض (وبشكل أدل تفلطح الأرض فهي قريبة من الشكل الكروي).
ثم في الآية الثانية تحدث الله تعالى عن امتداد الظلّ ( مدَّ الظلَّ), وهنا الحديث عن حركة الأرض (دورانها) حول نفسها لأن الأرض لو بقيت ساكنة لبقي الظلُّ ساكناً (وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِناً) معنى هذا أن هذه الآية تحدثت عن دوران الأرض وحركتها.
الآن نأتي إلى التدرج العلمي: هل يمكن الحديث علمياً عن دوران الأرض قبل الحديث عن كرويتها؟ هذا ما فعله القرآن تحدث عن كروية الأرض ثم عن دورانها وفق التسلسل:
1 ـ (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ) حديث عن كروية الأرض.
2 ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) حديث عن دوران الأرض.
إذن مَن الذي رتَّب ونظَّم هاتين الآيتين وفق هذا التسلسل لغويًّا ورقميًّا؟ أليس هو خالق السماء والأرض وخالق الإنسان؟
النظام اللغوي
إن الذي خَلَق الإنسان يعلم ما خَلَق. ويعلم ما في نفس هذا الإنسان, لنرى كيف تحدّث القرآن العظيم عن كلمة (خُلِقَ) ومن تخصُّ هذه الكلمة؟ تكررت كلمة (خُلِقَ) 5 مرات في القرآن في 4 سور:
1ـ (يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً) [النساء: 4/28].
2ـ (خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) [الأنبياء: 21/ 37].
3ـ (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً) [المعارج: 70/19].
4ـ (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ) [الطارق: 86/5].
5ـ (خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ) [الطارق: 86/6].
نحن أمام 4 سور, تكررت فيها كلمة (خُلِقَ) فكيف جاء النظام الرقمي لها؟
أرقام هذه السور الأربعة حسب تسلسلها في القرآن:
4ـ 21ـ 70ـ 86 تشكل عدداً هو: 8670214 (سبع مراتب) يقبل القسمة على 7 تماماً:
8670214 = 7 × 1238602
وهكذا كلمة (خُلِقَ) هي كلمة خاصة بخلق الإنسان لم تُسْتَخْدم إلا لهذا الغرض في القرآن, هذه الأنظمة لغوياً ورقمياً ألا تكفي دليلاً على وحدانية الله تعالى؟
كما أن مجموع أرقام هذا العدد هو:
4 + 1 + 2 + 0 + 7 + 6 + 8 = 28 = 7 × 4
كلمة (خُلِقَ) تكررت ليس بنظام رقمي فقط, بل بنظام لغوي لا يقلّ إعجازاً, فالآيات الخمسة التي تكررت فيها كلمة (خُلق) والتي ارتبطت بالإنسان هذه الآيات بدأت بـ:
1 ـ الآية الأولى تحدثت عن ضعف الإنسان لنعلم أننا عاجزون ولا نساوي شيئاً أمام عظمة وقدرة وقوة الخالق عزّ وجلّ.
2ـ في الآية الثانية انتقل الله تعالى بحديثه عن الإنسان صفة العَجَل لندرك أن الإنسان على ضعفه هو مخلوق متسرع متهوِّر وعجول.
3ـ في المرحلة الثالثة تحدث الله عن بُخل ويأس الإنسان فإذا مسَّهُ الخير يمنع, وإذا مسَّه الشرُّ يجزع وييأس.
هذه الصفات الثلاثة (الضعف، العَجَل, الهلع) تدرجت حسب نسبة وجودها في البشر, فكل الناس فيهم صفة الضعف, بينما نسبة العَجَل أقلّ, ونسبة البخلاء واليائسين أقلّ أيضاً.
4 ـ الصفات الثلاثة السابقة تدرجت: (ضعيفاً).. (عَجَل).. (هلوعاً), بالتوافق مع نسبة وجود هذه الصفات في البشر, وعندما جاء الحديث في المرحلة الرابعة عن الطبيعة المادية لخلق الإنسان, انتقل الكلام من صيغة المبني للمجهول (خُلِقَ) إلى صيغة الأمر (فلينظر) والسؤال ( مِمَّ خُلِقَ)؟ وهذا النوع من الخطاب يُناسب الطبيعة المادية للإنسان, فالإنسان ربما لا يعترف بضعفه أو تسرعه أو بُخْله, إنما يعترف تماماً أنه خُلِق من ( ) لا قيمة له, فهل بعد هذه الدقّة اللغوية والرقمية يأتي من يقول إن القرآن ليس معجزاً لغوياً ورقمياً؟

مَن الذي يبدأ الخلق ثم يعيدُه؟
يمكننا القول وبثقة تامة بأن القرآن هو عبارة عن مجموعة الإثباتات على أن الله حقّ مُبين, ونحن في هذا البحث دائماً أمام إثباتات رقمية, والجانب الرقمي في كتاب الله تعالى لا يمثل سوى أحد خيوط شبكة الإعجاز اللامتناهية. وفي هذه الفقرة سوف نرى كيف تتكرر كل كلمة من كلمات القرآن بنظام دقيق ومحسوب لغوياً... وعلمياً... ورقمياً.
تحدث القرآن عن حقائق هامة مستقبلية, ومن هذه الحقائق سؤال مهم: مَن الذي يبدأ الخلقَ ثم يعيدُه؟ هذه الحقيقة تكررت 7 مرات بالضبط في القرآن, نبحث عن كلمة (يعيده) فنجدها في هذه الآيات:
1ـ (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) [يونس: 10/4].
2ـ (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [يونس: 10/34].
3ـ (قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [يونس: 10/ 34].
4ـ (أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [النمل: 27/64].
5ـ (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت: 29/ 19].
6ـ (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [الروم: 30/11].
7ـ (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الروم: 30/27).
هذه الآيات وردت في 4 سور, وسنرى كيف انتظمت أرقام هذه السور بما يتناسب مع العدد 7، إن أرقام هذه السور الأربعة على التسلسل تشكل عدداً هو: 30292710 (عدد من 8 مراتب) يقبل القسمة على 7 تماماً:
30292710 = 7 × 4327530
كلمة (يعيده) هي كلمة خاصة بالله تعالى وقد خصّ تعالى نفسَه بهذه الكلمة, ولم ترد في القرآن كلّه إلاَّ لبيان حقيقة من يعيدُ الخلق, لنعلم ونتأكد أن إعادة الخلق بيد البارئ سبحانه وتعالى, ولا يمكن لمخلوق أن يعيد الخلق, هذا من جهة, ومن جهة أخرى فقد كرَّر الله تعالى هذه الكلمة 7 مرات لزيادة التأكيد على هذه الحقيقة, وجعل أرقام السور التي وردت فيها هذه الكلمة تشكل عدداً مضاعفاً للرقم 7 لزيادة التأكيد مرة أخرى على أن الله سوف يعيد الخلق ويبعثهم ليوم لا ريب فيه.
ملاحظة: إذا قرأنا العدد الذي يمثل أرقام السور الأربعة من اليمين إلى اليسار (باتجاه تسلسل سور القرآن) تصبح قيمته: 1729203 (عدد مكون من 7 مراتب) ويقبل القسمة تماماً على 7:
1729203 = 7 × 247029
إذن العدد الذي يمثل السور الأربعة يقبل القسمة على 7 بالاتجاهين, وهذا ينسجم مع معنى هذه الآيات .
كما نرى كلمة (يعيده) ذكرت أول مرة في سورة يونس رقمها 10, وآخر مرة في القرآن ذكرت هذه الكلمة في سورة الروم رقمها 30, إذا قمنا بصف هذين العددين 10ـ30 نجد عدداً جديداً 3010 يقبل القسمة على 7 تماماً:
3010 = 7 × 430
مجموع أرقام الناتج 430 هو 0 + 3 + 4 = 7, ومن سورة يونس حتى سورة الروم يوجد بالضبط 21 سورة أي 7 × 3, فانظر إلى هذا التنظيم الرائع بما يتناسب مع الرقم 7, ولا تنس أن الكلمة تكررت 7 مرات في القرآن!.
هل يتذكرون؟
كثير من آيات القرآن انتهت بعبارات مكرَّرة, والقرآن جاء أساساً ليذكِّر المؤمنين بالآخرة, فكم آية انتهت بعبارة: (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)؟ ببحث بسيط نجد أن كلمة (يَتَذَكَّرُونَ) تكررت في كامل القرآن 7 مرات بالضبط ودائماً تسبقها كلمة (لَعَلّهُمْ), أي نجد كلمة (يَتَذَكَّرُونَ) هي أمَل للمؤمنين أما الكافر فلا تنفعه الذكرى, وهذه هي الآيات السبع حيث وردت هذه الكلمة:
1ـ (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [البقرة: 2/221].
2ـ (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [إبراهيم: 14/25].
3ـ (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِن بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [القصص: 28/43].
4ـ (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [القصص: 28/46].
5ـ (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [القصص: 28/51].
6ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [الزمر: 39/27].
7ـ (فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) [الدخان: 44/58].
نحن أمام 7 آيات وردت في 5 سور, إن العدد الذي يمثل السور الخمسة هو 443928142 يقبل القسمة على 7 تماماً:
443928142 = 7 × 63418306 = 7 × 7 × 9059758
(3) إعجاز رقمي ولغوي
لعلكم تهتدون
خلق الله السماء وزينها بالنجوم، وخلق الأرض ومهَّدها سُبُلاً، وثبَّتها بالجبال... كل هذا سخَّره الله لنا لنهتديَ في ظلمات البر والبحر، فهل تكون آيات القرآن وسيلة لهدايتنا إلى طريق الله في ظلمات هذه الدنيا؟ لنرى كيف تحدث القرآن عن هذه الحقيقة (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) فقد تكررت هذه العبارة 6 مرات في كامل القرآن (في خمس سور):
1ـ (وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة: 2/53]
2ـ (وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [البقرة: 2/150]
3ـ (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران: 3/103].
4ـ (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الأعراف: 7/158]
5ـ (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 16/15].
6ـ (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [الزخرف: 43/10].
إن العدد الذي يمثل أرقام السور الخمسة هو 4316732 (عدد مكون من 7 مراتب) يقبل القسمة على 7 تماماً:
4316732 = 7 × 616676
وكما نرى كلمة (تَهْتَدُونَ) دائماً تسبقها كلمة (لَعَلََّكُمْ) لتبقى الهداية بيد الله تعالى، يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء.
مَن الذي يعلم السرّ؟
القرآن كتاب الأسرار, يُطلع الله من يشاء من عباده على بعض أسراره ليزداد إيماناً وثقة ويقيناً بالله وبكلامه ووعده الحق. ولكن مَن الذي يعلم أسرار القرآن؟ مَن الذي يعلم السرَّ في السموات والأرض؟.. من الذي يعلم أسرارنا وما نُخْفي ونُعلن؟ إنه خالق السماوات السبع والقائل:
1ـ (وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) [طه: 20/7].
2ـ (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].
الكلمة المشتركة في هاتين الآيتين هي (السِّرَّ) حيث لم ترد هذه الكلمة إلاّ في هاتين الآيتين, وكما نرى دائماً تسبقها كلمة (يَعْلَمُ), أي: (يَعْلَمُ السِّرَّ) ذلك ليؤكد لنا الله تعالى أنه هو وحده الذي يعلم السرّ وليس أي أحد.
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 2520 يقبل القسمة على 7 تماماً:
2520 = 7 × 360
التدرج اللغوي
رأينا في الآية الأولى كيف تحدث الله عن نفسه قائلاً: (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) فالحديث هنا عن علم الله تعالى. ثم انتقل إلى الآية الثانية فتحدث عن إنزال القرآن وأن الذي أنزله يعلم السرّ, وهنا الحديث عن القرآن. وهكذا جاء التسلسل المنطقي بالحديث عن الله أولاً ثم عن كتابه ثانياً, ولا يصحُّ الحديث عن كتاب ٍ قبل الحديث عن صاحبه!
ملاحظة هامة جداً
في كل فقرة نحن نتناول كلمة واحدة من الآية, ولكن ماذا عن بقية كلمات هذه الآيات؟ نجيب وبثقة تامة: إن كل كلمة تكررت وفق نظام دقيق لغوياً وعلمياً ورقمياً. وفي هذا البحث نحن أمام نظام رقمي واحد (وربما هنالك مئات الأنظمة الرقمية في كتاب الله تحتاج لمن يبحث عنها ويكتشفها).
فعلى سبيل المثال نحن قمنا في هذا المثال بدراسة كلمة (السرّ), ولكن ماذا عن كلمة (أنزله)؟ يقول تعالى: (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ) لنرى في الفقرة القادمة كيف تتكرر كلمة (أنزله) بالنظام الرقمي ذاته.
مَن الذي أنزل القرآن؟
دائماً القرآن يُجيبنا عن كل الأسئلة, فالقرآن هو كتاب هداية ورحمة وشفاء... ولكن هل يجيبنا القرآن عن سؤال: مَن الذي أنزل القرآن؟ لقد ردَّ الله تعالى دعوى المنكرين الذين لا يرجون لقاء الله عندما قالوا عن القرآن إنه أساطير الأولين, إفكٌ افتراه, فكيف أجابهم الله تعالى؟
(قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].
لنتدبر هذه الكلمة (أنزلهُ), كم مرة تكررت في القرآن وبأي نظام؟ بالبحث عن هذه الكلمة نجدها مكررة في 3 سور هي:
1 ـ (لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً) [النساء: 4/166].
2 ـ (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) [الفرقان: 25/6].
3ـ (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً) [الطلاق: 65/5).
لنرى النظام الرقمي لهذه السور الثلاث. إن العدد الذي يمثل أرقام السور الثلاث هو: 45 2 5 6 يقبل القسمة على 7 تماماً:
65254 = 7 × 9322
لنتدبّر تكرار هاتين الكلمتين:
1 ـ كلمة (أنزله) تكررت في 3 سور هي: 4 ـ 25 ـ 65، والعدد 65254 يقبل القسمة على 7 تماماً:
2ـ كلمة (السرّ) تكررت في سورتين: 20 ـ 25، والعدد 2520 يقبل القسمة على 7, تماماً ونلاحظ كيف دخل العدد 25 (رقم سورة الفرقان) في تركيب العددين، ويبقى كلا العددين قابلين للقسمة على 7.
3 ـ النظام الرقمي لتكرار الكلميتن معاً (أنزله) و(السرّ) في كامل القرآن: لدينا 4 سور وردت فيها هاتان العبارتان وهذه السور هي:
إن العدد الذي يمثل هذه السور الأربعة هو 6525204 (عدد مكون من 7 مراتب) يقبل القسمة على 7 (ليدلَّنا الله تعالى على أنَّ الذي يعلم السرّ هو الذي أنزل القرآن):
6525204 = 7 × 932172
لا عِوَج في القرآن
صفة مشتركة بين يوم القيامة والقرآن، لنستمع إلى الآيتين:
1ـ (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَت الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً) [طه: 20/108].
2ـ (قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الزمر: 39/28].
نلاحظ أن الكلمة المشتركة بين هايتن الآيتين هي كلمة (عِوَجَ) فقد نفى الله تعالى صفة العِوَج عن يوم القيامة وعن القرآن، فالقرآن حق ويوم القيامة حق. وقد وضع الله تعالى لهاتين السورتين نظاماً رقمياً يعتمد على العدد 7، فمن آمن بالقرآن كتاباً ومنهجاً في الدنيا نجا من عذاب يوم القيامة.
إن العدد الذي يمثل أرقام السور تين هو 3920 يقبل القسمة على 7:
3920 = 7 × 560 = 7 × 7 × 80
وكما نلاحظ أن العدد الذي يمثل تكرار هذه الكلمة يقبل القسمة على 7 مرتين, ليؤكد لنا الله تعالى أن هاتين الآيتين حقٌّ من عند الله تعالى، وليؤكد لنا أن القرآن لو كان من صنع بشر لوجدنا فيه الضعف والاختلافات والاعوجاج.
كلمات الله
كما رأينا العدد 7 أساس النظام الكوني (خَلْق الله) وأساس النظام القرآني (كلمات الله). فكيف جاء البيان الإلهي مخبراً عن ذلك, وكيف تأتي لغة الأرقام لتصدِّق كلام الله تعالى؟ لا تبديل لكلمات الله, لا تبديل لخلق الله. كم مرة تكررت كلمة (تبديل) في كامل القرآن؟ مرتين:
1ـ (لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [يونس: 10/64].
2ـ (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30/30].
العدد الذي يمثل أرقام السورتين هو 3010 يقبل القسمة على 7 تماماً:
3010 = 7 × 430
وكما نرى في القرآن كلمة (تبديل) تسبقها دائماً كلمة (لا) أي (لا تبديل), وذلك لزيادة التأكيد على أنه فعلاً لا تبديل لخلق الله تعالى ولا لكلام الله تعالى.
وقد وضع الله تعالى هذه الكلمة في هاتين السورتين بالذات لينسجم وضع هذه الكلمة مع النظام الكوني والنظام القرآني... أي مع العدد 7.
وكما نرى في الآية الأولى نجد لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ثم في الآية الثانية لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ مما يدل على أن كلمات الله سبقت خلق الله, فالله يقولSadكُنْ) بكلمته فيتحقق الخلق أي (فَيَكُون).
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى