مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* حضارات سادت ثم بادت : البابليون 3

اذهب الى الأسفل

* حضارات سادت ثم بادت : البابليون  3 Empty * حضارات سادت ثم بادت : البابليون 3

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء يناير 04, 2011 2:46 pm

حضارات سادت ثم بادت
مُساهمة طارق فتحي في الثلاثاء 4 يناير 2011 - 4:21
بقلم : طارق فتحي
الجزء الثالث
أهمية مدينة إيسن
اكتسبت هذه المدينة أهمية بالغة بعد أفول نجم السومريين السياسي بسقوط إمبراطورية سلالة أور الثالثة على أيدي العلاميين، لأنها تعد من وجهة نظر ملوكها الوريثة الشرعية لأور في حكم البلاد، وكانت إيسن قبل هذا العهد تحظى بأهمية قليلة مثل مدن عدة لم يكن لها دور فعال ثم أصبحت بصورة مفاجئة عواصم لإمبراطوريات عظيمة
ومن هذه المدن أكد وبابل. ومما زاد في أهمية مدينة إيسن أنها كانت مشهورة بأطبائها. وتعد مركز الطب البابلي والمكان الذي يشفى فيه المرضى، ومركز عبادة "غولا" آلهة الصحة والشفاء في عقائد بلاد الرافدين والمسؤولة عن الطب والأطباء.
ويظهر دور هذه المدينة في الطب وشهرتها فيه واضحة من خلال مقطع قصة "فقير نفر" ويتمثل بتنكر بطل هذه القصة بشخص طبيب من إيسن.
أخذت مكانة إيسن بالتنامي التدريجي في العصور التاريخية، ولمع نجمها في نهاية سلالة أور الثالثة وفي عهد ملكها الأخير "ابي ـ سين" الذي أرسل أحد موظفيه ويدعى "إشبي ـ إيّرا". ذو الأصل الأموري، إلى مدينة إيسن وكزالو ليؤمن لـه كمية من الحبوب بعد أن ظهرت بوادر مجاعة في مدينة أور، وقد استغل هذا تدهور الأوضاع فطلب من "ابي ـ سين" أن يمنحه حكماً في مدينة إيسن،
ومن أهم الأمور التي تميزت بها سلالتها الأولى الأمورية التي أسسها "إشبى ـ إيّرا" هو ميل ملوك هذه السلالة للظهور كورثة لملوك سلالة أور الثالثة في حكم البلاد، وقد جاءت أسماءهم تابعة لأسماء ملوك سلالة أور الثالثة دون فاصلة في قوائم الملوك السومرية.
واتخذوا من اللغة السومرية لغة رسمية لسلالتهم على الرغم من أصلهم الآموري، وقاموا بتنصيب بناتهم في معابد الألهة السومرية، كذلك أتبعوا الأسلوب الإداري السابق في حكمهم، وتلقبوا بألقاب ملوك سلالة أور الثالثة مثل لقب "ملك أور" و"ملك سومر وأكد"،
وتأكيداً على اعتزازهم بالإرث السومري قاموا بتعمير العاصمة أور بعد أن دمرت جراء غزو العيلاميين لها وإسقاط سلالتها الحاكمة، ونهب كنوزها، فقام ملوك سلالة إيسن الأولى بإعادة تمثال الإله "ننا" وتجديد معبده والاعتناء به عناية كبيرة، فقدموا لـه الهدايا ونصبوا بناتهم كاهنات فيه مثل ابنة "اشبي ـ أيرا" وابنة "أشمي ـ داكان".
أن شهرة الملوك الأربعة الأوائل لسلالة إيسن الأولى جاءت بسبب قوتهم ونشاطهم العسكري، فقد امتد نفوذهم إلى مناطق بعيدة حتى غدت سلطة أيسن تمتد من دلمون جنوباً إلى أرابخا شمالاً، ومما يجدر ذكره أن حكم الملك "أدن ـ داكان" يمثل ذروة ما وصلت إليه هذه المدينة من حيث القوة والمنعة وسعة النفوذ .
أما الملك الخامس لبت ـ عشتار فقد حظي بشهرة واسعة لا بسبب قوته العسكرية بل بسبب سَنهِ لقانون يعد من أنضج القوانين القديمة، ومن أهم ما يتميز به هذا القانون الذي عرف بقانون "لبت ـ عشتار" تقسيمه الذي صار فيما بعد قاعدة للقوانين اللاحقة له، حيث المقدمة والمواد القانونية والخاتمة، وتسبق المواد القانونية بتعبير يقابل "إذا" في اللغة العربية.
وجاءت شهرة الملك "دامق ـ أيليشو" كونه الملك الأخير لهذه السلالة وكذلك لطول مدة حكمه ومقدرته الإدارية والعسكرية، ولكن قوة الملك "ريم ـ سين" وهجومه على مدينة إيسن جعلا إصلاحات "دامق ـ أيليشو" غير نافعة فسقطت إيسن في عهده على يد "ريم ـ سين" في عام 1794ق.م.
وبقيت المدينة على هذا الحال حتى عهد حمورابي فدانت لـه ولخلفاءه من بعده ومن ثم لسلطة الكشيين، وبنهاية حكمهم استعادت مدينة إيسن شهرتها وعظمتها فتأسست فيها سلالة حاكمة عرفت باسم سلالة إيسن الثانية أو سلالة بابل الرابعة التي أسسها "مردوخ ـ كابت ـ أخيشو".
والتي انتقلت إلى مدينة بابل، التي صارت عاصمة لملوك هذه السلالة حتى نهاية حكمها في حدود عام "1026" واكتسب مؤسسها شهرة واسعة لإنجازاته التي قام بها ومنها تأسيسه لسلالة حاكمة تعد السلالة الوطنية الأولى بعد سقوط بابل على يد الحثيين عام "1595ق.م"،
وكذلك لطرده الحامية العيلامية التي تركت في بابل، يأتي بعده من حيث الشهرة السياسية الملك الرابع نبوخذ نصر الأول بسبب أعماله الجبارة التي قام بها المدينة والعسكرية فعلى الصعيد المدني شهدت المدن العراقية المهمة في عهده حركة إعمار واسعة شملت قصورها ومعابدها،
أما على الصعيد العسكري فقد كان محارباً شجاعاً دلت على ذلك غزواته المتكررة للدولة الآشورية وكذلك غزواته لبلاد عيلام حيث حقق أعظم نثر لـه على بلاد عيلام في غزوته الثانية وكانت في شهر تموز،
فأعادة تمثال الأله مردوخ بعد أن سرق من مدينة بابل"، ومن أشهر الملوك بعده الملك "أدد ـ أبلا ـ أدنا" لما قام به من أعمال عمرانية كبيرة فقد قام بتعمير معابد الآلهة العراقية القديمة في المدن الكبيرة مثل إيسن، أور، الوركاء وبابل وغيرها وكذلك عمل على عقد اتفاقية مع الدول الآشورية أنها بها حالة النزاع بين الطرفين.
الديانة
عُظم في مدينة إيسن بانثيون (مجمع آلهة) كبير فيه عائلة الآلهة المقدسة التي تتكون من غولا وزوجها با - بل ـ زاك وابنها دامو وابنتها غونورا وقدمت لهم الأضاحي في إيسن وفي مدن أخرى مثل أور وأُمّا ولكش.
غولا
غولا الآلهة الرئيسة والحامية لمدينة إيسن، عظمت هذه الآلهة في أيسن باسم "نن ـ أسينا" سيدة أيسن، وفي أماكن أخرى باسم غولا إلهة الصحة والشفاء في مجمع الآلهة السومري، وكانت تلقب بـ"السيدة الطبيبة العظيمة" ورمزها الكلب الذي عثر على هياكله العظمية مدفونة وعلى تماثيل لـه، كدلالة على قدسيته في موقع مدينة إيسن.
دامو
ابن الآلهة "غولا" وهو الطبيب الإلهي والإله المحلف وابنه دامو-اني وابنته مارتو ، وذكر بصورة واسعة في العصر السومري الحديث، والآلهة كونرا هي أخت الإله دامو ومن ألقابها "ابنة الهيكل" و"ابنة غولا وبابل ـ زاك"، وهي من الآلهة السومرية ومن البيت الإلهي في إيسن.
با - بل ـ زاك
إله سومري، ومن الآلهة الذين وردت أسماؤهم في قوائم الآلهة المبكرة عظم في مدن مختلفة ودخل في أسماء العديد من الأشخاص، وقد ورد أن عند عودة غولا من زيارة "نفر"، استقبلت من قبل هذا الإله، الذي يمثل أحد آلهة العالم السفلي.
باـ بل – زاك
ابن "إنليل" واتحاده مع غولا لم يكن في إيسن بل كان في "نفر" حيث لقي الإلهان تشريفاً كبيراً في الاحتفال في هذه المدينة، وللإله "باب ـ زاك" معابد عديدة في إيسن منها "أي ـ راب ـ ري ـ ري" و"أي _ دامال ـ لا"
ننورتا
عظم منذ زمن مبكر في بلاد سومر، وعد ابناً لإنليل وزوجاً لغولا، وقدسه حكام السلالة الأولى وأولوه أهمية فاقت غيره من الآلهة، وننورتا الذي كان في العصر السومري المبكر يمثل إله الخصوبة وهو المتحكم بالفيضان السنوي للأنهار والمحراث رمزه،
تحول في عصور أخرى إلى إله للحرب والمعارك فأبدل رمزه إلى السلاح، وأن تعدد زوجاته دليل على تنوع مراحل عبادته وتُظهر النصوص أنه كان زوجاً لـ"بابا" و"ننكراك"، وربما تمثل بآلهة أخرى منهم "نشوشيناك" من سوسة و"زبابا" إله كيش.
وفي ترتيلة إلى الإله ننورتا يبدو فيها هذا الإله جامعاً لصفات آلهة متعددة فهو يطابق الإله بابل ـ زاك، في حكمته حيث كان بابل ـ زاك ذا لسان لبق وهي ميزته عن غيره من الآلهة .
ويؤخذ من غيره القوة والشجاعة فتظهر جميع الآلهة نوعاً من إشعاع ننورتا السامي وما هي إلا أوجه لامعة من شخصية "ننورتا وفضلاً عن كون إيسن مركزاً لعبادة العائلة الإلهية المذكورة فقد عظمت فيها العديد من الآلهة الأخرى. مثل تموز والإله ننكشزيدا.
وقدمت لهم الأضاحي في هذه المدينة، وكذلك عظمت الآلهة أنانا، وسمي هيكلها "أي ـ سك ـ مي ـ زي ـ دو" وقدمت لها الهدايا من ملوك إيسن، إشبي ـ إير ،و أدن ـ داكان وإنليل ـ باني، وعظم كذلك الإله "آمورو" وهيكله "أي ـ مي ـ سيكيل ـ لا" والإله نركال والإله داكان شيدت لغولا العديد من الهياكل في الكثير من المدن أهمها :
المدن التي شيدت فيها معابد للالهة ( غولا )
مدينة إيسن
شيدت لها معابد كثيرة من أهمها، هيكل "أكال ـ ماخ"، "الحصن العالي" حيث وضع فيه (لبت ـ عشتار) التمثال المقدس لغولا وقد جدد بعد مدة طويلة من قبل(كوريكالزو الثاني) و(كادشمان ـ إنليل) و(أدد ـ شما أوصر) و(أدد ـ ابلا ـ أدنا) و(نبوخذ نصر الثاني)، وورد ذكره في نصوص (إنليل ـ باني) و(زامبيا و(أور دوكوكا) و(دامق ـ أيليشو) وفي شريعة حمورابي أيضاً، ومن الهياكل الأخرى "أي ـ دم ـ كال ـ أنا" و"أي ـ كال ـ ريري" وهو معبد مشترك بين غولا وباو
مدينة آشور
بني لها أكثر من هيكل واحد وكانت مقدسة هناك منها هيكل "أيسا ـ باد " أول إعمار لـه في زمن الملك الآشوري (توكلتي ـ ننورتا الأول) "1244 ـ 1208ق.م"، في العصر الآشوري الوسيط ثم أعيد بناؤه في زمن الملك (أدد ـ نيراري الثاني) "911 ـ 891 ق.م"، والهيكل الثاني هو "أنام تيلا"، وكذلك "أي ـ كال ـ ماخ" وهو من أكبر هياكلها في أشور. وعبدت بمعية الإله "أمورو" "Amurru" في هيكل اسمه "أي ـ نن ـ دا ـ باد ـ دو ـ ا".
مدينة سبار
هيكل "أي ـ أول ـ لا" الذي جدده هذا نبوخذ نصر الثاني.
مدينة بورسبا
شيدت لها ثلاثة هياكل هي: ـ "أي ـ غو ـ لا" و"أي ـ تي ـ لا" و"أي ـ زي ـ با ـ تي ـ لا" وقام الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني بتجديد هذه المعابد الثلاثة.
مدينة بابل
كانت معابد الآلهة غولا كثيرة منها "أي ـ ساد ـ باد" وهو أكبر معابد هذه الآلهة في بابل. وقد جدده أشور بانيبال وكذلك نبوخذ نصر الثاني ومنها "أي ـ أوب ـ أ ـ را ـ ال ـ لي" و"أي ـ أو ـ زو" و"أي ـ كال ـ ماخ" وهذه المعابد الثلاثة تقع كلها في "أي ـ ساك ـ إل" وهناك معبد آخر هو "أي ـ خر ـ ساك ـ كو ـ كا".
مدينة نفر
موطن الإله إنليل الذي حظي باهتمام كبير في مدينة إيسن من قبل سكانها وملوكها ـ فقد وردت أخبار كثيرة عن تقديمهم الهدايا والقرابين لـه في نفر التي كانت تزورها الآلهة غولا في الاحتفالات السنوية. وتقدم لها الهدايا في هياكلها "أي ـ كا ـ أشبا ـ را" الذي يعني بيت العدالة وكذلك "أي ـ أورور ـ ساككا"، وقد كانت تحضر في اليوم الحادي عشر من نيسان وتلتقي مع الألهة العظام "أنو، إنليل، ننورنا، عشتار" وكل إله يأتي من مدينته.
مدينة مرد
(موقع الصدوم في محافظة القادسية) عبدت غولا وقدمت لها القرابين في معبد "أزيباتيلا" وذكر هذا الهيكل في ترتيلة للإلهة عشتار
مدينة لاراك
هياكلها كثيرة فيها، مما يدل على انتشار وسعة عبادتها في هذه المدينة ومنها معبد "أسا ـ باد" ويعني "البيت الحكيم" ولها هيكل بالاسم ذاته في مدينة إيسن وفي لاراك أيضاً لها هيكل آخر هو "أي ـ أش ـ تي" يعني "بيت العرش".
مدينة أور
كان لغولا أكثر من هيكل فيها لكن أشهر هذه المعابد هو"أي ـ كال ـ ماخ"
مدينة أوروك
الوركاء عظمت غولا في هيكل يحمل الاسم معبد مدينة أور ذاته، "أي ـ كال ـ ماخ"
مدينة فيلكا
وكذلك عظمت غولا في فيلكا، فقد عثر على جزء من ختم دائري مدون عليه اسم الآلهة غولا، وجاء النص بهذه الصورة "البيت العظيم للآلهة غولا" أو هيكل الآلهة غولا، وقد عظمت من قبل أهل هذه المدينة كآلهة للصحة والشفاء، وكذلك عثر على ختم دائري في هذه المدينة، وهو ذو وجهين دوّن على الوجه الأول اسم الإلهة غولا وفي الوجه الآخر رجلان واقفان متقابلان يضع كل منهما على رأسه تاج ويرفعان أيديهما إلى الأعلى وهذا يدل على شهرة هذه الإلهة .
سُوسَة هي مدينة تونسية، تقع على بعد 140 كم جنوب العاصمة، وتقع وسط السواحل الشرقية لتونس
سوسة: الجامع الأعظم
تقع سوسة في الوسط الشرقي للبلاد التونسية. وهي مركز منطقة الساحل التونسي. وتعرف بـ"جوهرة الساحل". والساحل التونسي منطقة تمتد على طول حوالي 170 كم بين بوفيشة والشابة وعرض 25 كم تقريبا بين سوسة وسيدي الهاني وسوسة مدينة ساحلية تشرف على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
سواحلها رملية ملائمة للنشاط التجاري البحري ولنشاط صيد الأسماك وللنشاط السياحي. وتتكون تضاريسها من سهول وربى قليلة الارتفاع وأراضيها ملائمة للنشاط الزراعي وتربية الماشية كالغنم والبقر والماعز والدواجن. مناخها متوسطي معتدل. وكميات الأمطار النازلة فيها تتراوح بين 250 و400مم سنويا.
وهو مناخ صالح لغراسة الزياتين. تحيط بالمدينة شبكة عمرانية كثيفة متباعدة بما يقدر بحوالي 5 كلمترات في المعدل وأكبر المدن المحيطة بها من حيث عدد السكان هي مساكن(مركز معتمدية) والمنستير(مركز ولاية) والمهدية(مركز ولاية) ومدن أخرى كلها مراكز معتمديات كحمام سوسة والقلعة الصغرى والقلعة الكبرى. تقع سوسة على مسافات غير كبيرة من المدن التونسية الهامة: فتقع 140 كم جنوب تونس العاصمة و50 كم شرق القيروان 20 كم غرب المنستير و 120 كم شمال صفاقس.
تاريخ المدينة
سوسة : الرّباط
أسسها الفينيقيون في الألف الأولى قبل الميلاد وتغير اسمها مرات:
حضرموت وهو الاسم الذي عرفت به قديما.ويبدو أن الفينيقيين قد أطلقوا عليها هذا الاسم لما لاحظوا التشابه بين سواحلها وسواحل منطقة حضرموت الموجودة في اليمن والتي لا زالت تحمل هذا الاسم إلى الآن.
جوستينا وهو اسم الامبراطور البيزنطي الذي احتلها.
سوسة وهو الاسم الذي استعمله المسلمون. ويبدو أنه من أصل بربري ويدل على كثرة السكان بالمنطقة ونجد عدة أماكن ببلاد المغرب تحمل هذا الاسم وما يقاربه مثل منطقة السوس بالمغرب الأقصى.
وبقيت سوسة متميزة عبر العصور وهي في الوقت الحاضر مركز إداري وصناعي وتجاري وسياحي وثقافي نشيط لها مكانة متميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي
تتمتع بتاريخ عريق حيث انها ترجع إلى القرن السابع قبل الميلاد انشاها أول الامر الاغريق بعد تاسيس مدينة شحات -قورينا- واسموها ابولونيا تيمنا بالاله الاغريقى ابوللو اله الجمال والموسيقى عندهم وكانت بادى الامر ميناء للمدينة شحات الا انها تطورت إلى ان أصبحت عاصمة لاقليم الامدن الخمس في القرن الخامس الميلادى في العصر البيزنطى .
ويوجد بها موقع اثرى لا زال تحت البحث والتنقيب يحتوى على اثار اغريقية ورومانية وبيزنطية.وتتمتع ه>ه المدينة بمناخ رائع وطبيعة ساحرة كما يوجد إلى الشرق منها بحوالى15 كم كهف يرجع تاريخه إلى ماقبل التاريخ حيث وجد فيه جمجمتين للإنسان النياندرتال .
سوسة (ليبيا) مدينة سوسة الحديثة
سوسة هي مدينة ليبية صغيرة تقع على ساحل البحر المتوسط في الجبل الأخضر [1] وشرق مدينة شحات بمسافة 20 كم، المدينة موجود على أنقاض لمدينة أبولونيا القديمة التي تعتبر متحف آثار مفتوح. هذا وتتبع مدينة سوسة شعبية الجبل الأخضر.
شوشان
أو سوسة مدينة تقع في إقليم الأحواز في إيران. تعد إحدى أقدم مدن العالم، وهي أقدم مدينة مأهولة في إيران. اسمها القديم: شوشان أو شوشون بلغة العيلاميون (قوم ساميون من جزيرة العرب). وتعرف اليوم بالفارسية باسم سوسة. وفي كثير من المراجع العربية باسم السوس وأحياناً شاشان. كلمة السوس هي تعريب الشوش بنقط الشين ومعناه الحسن والطيب واللطيف.
النصوص الادبية وزيادة اللامركزية:-
الادب البابلي:-
يستحق الادب واللغة الادبية لبابل خلال القرون الثلاثة التي تلت سلالة اور الثالثة الكثير من الاهتمام. عند التعليق على الادب والنصوص التاريخية مثل مخطوطات ملوك اكد، اشير الى انها ليست اصلية بل نسخ من صنائع العهد البابلي القديم. لغاية الان، تعتبر مثل هذه النسخ هي المصدر الرئيس للادب السومري.
في الوقت الذي شهدت الفترة البابلية القديمة خلق الكثير من الاعمال الادبية ( التراتيل الملكية لملوك ايسن ولارسا وبابل و الملااثي الشعرية)، كانت فوق كل شئ فترة الحصاد المكثف للادب التقليدي. ان اشعار سومر العظيمة، والتي يرجع اصلها ،او اول نسخ مكتوبة منها الى 2600 ق م فانها استنسخت مرات ومرات. وبعد عام 2000 ق م عندما تقلصت اللغة السومرية بسرعة كلغة محادثة الى مناطق معزولة وبالتالي اختفت تماما، فانه بدأ بترجمة النصوص، سطرا اثر سطر الى اللغة الاكدية الى ان اصبح هناك نسخ بلغتين.
والمهم في هذا وخاصة البرامج التوجيهية في المدارس، كانت ما يسمى " بالنصوص المعجمية". ان قائمة الكلمات السومرية قديمة قدم الخط المسماري ذاته؛ لقد وفرتا المادة الملائمة لمن يريد تعلم الكتابة. في العهد البابلي القديم، كانت المفردات اللغوية تترجم وغالبا ما كانت تحشى بالعلامات الصوتية. لقد قاد هذا الى اختراع "القواميس" التي لا يمكن التقليل من قيمتها الى يومنا هذا. ولما لزم تعلم السومرية اكثر من السابق فانه ظهر الى الوجود البحوث النحوية: والى البعد الممكن، وبالنظر للاختلاف في بناء اللغتين، فان الضمائر في اللغة السومرية، واشكال الافعال وغيرها كانت تترجم الى الاكدية، وبضمنها تصريف الافعال.
في الادب المحض، كانت اللغة السومرية هي المهيمنة، بالرغم من ان اللغة الاكدية لا تفتقر الى القطع الرائعة، بضمنها النص الاكدي القديم لملحمة كلكامش. ينبغي ان لا نقلل من شان الاصالة العالية التي تتمتع بها اللغة السومرية، ولازالت خطوطها تستخدم على البنايات وتوثيق تواريخ الاحداث.
اضافة الى كونها لغة الشؤون العملية ( مثل: الادب والعقود)، فان هناك الكثير من التاثير العالي للغة الاكدية فى التنبؤات والكهانة والادب الالهي. وللتاكد فان اللغة السومرية مورست للتنبؤ بالمستقبل و فحص مسرى الحيوانات، ولكن المعروف انهم لم يدونوا النتائج. اما في اللغة الاكدية فهناك خلاصات مرتبة ترتيبا علميا ومكثفا للبشائر والتمائم استنادا الى الكبد
( اضافة الى تمائم اخرى)، مايعكس اهمية تلك الكهانة على المستقبل في الديانة والسياسة وكل مناحي الحياة اليومية.
بالحكم من خلال الافكار التشريعية المتطورة وقابليته في كتابة سياقات ادارية معقدة ومعرفته المتقدمة في الرياضيات وبدء دراسة علم الفلك والتنجيم، فانه يظهر ان العهد البابلي القديم كان يحمل فعاليات ثقافية زائدة بالرغم من ان لم نقل بسبب قلة الاضطرابات السياسية .
وهناك مصدر آخر غير مباشر لا ينبغي استبعاده للمواقف السياسية والاجتماعية- اقتصادية في الفترة من القرن 18 – 20 ق م هي فترة ادب الفأل والنذر. هذه هي خلاصات وافية عن حالة كبدة الخروف او اية مادة كهنية ( مثل سلوك نقطة زيت في زجاجة مملوءة بالماء، او مظهر طفل مولود حديثا، او شكل غيمة بخور) يجري وصفها باستفاضة ويتم التعليق عليها مع مايتناسب من التخمينات: " سوف يقتل الملك حاشيته ويوزع بيوتهم وممتلكاتهم على المعابد"؛ " سيرتقي العرش شخص قوي في مدينة غريبة"؛ " ان الارض التي ثارت ضد الرعاة ، ستظل تحكم من قبل الرعاة"؛" سيعفي الملك مستشاره"؛ و " سوف يتم غلق ابواب المدينة وستشهد المدينة نكبة".
وبدأً ب كونكونوم لارسا، فان النص فيه تبصر اعظم في القطاع الخاص من اية فترة سابقة. اصبحت هماك زيادة ملحوظة في عدد العقود الخاصة والمراسلات الخاصة. ومن اكثر االعقود الخاصة تواترا هي تلك التي تخص قروض الفضة والحبوب (الشعير)، موضحة المواثيق الاعتيادية ، خاصة عندما يضطر الشخص للبحث عن مقرض فانها اول خطوة على طريق تقود في الاغلب الى الخراب.
ان نسبة الفائدة كانت ثابتة على ال 20% في حالة الفضة و 33 % في حالة الحبوب، وتزاد اكثر في حالة تجاوز المدة المحددة للدفع، وعادة عند وقت الحصاد. ان عدم توفر السيولة لسداد دين كان يؤدي الى السجن ، والى العبودية في حالة دفعها بالاقساط، وحتى الى بيع اطفال المقترض او بيعه هو.
الكثير من المراسلات الخاصة كانت تتضمن ان اطلاق سراح افراد عائلة ما من السجن هي بيد المقرض. الا ان الكثير من الثروات كانت قد جمعت " كسيولة مادية" واراضي. وحيث ان هذه الاتجاهات كانت تهدد بكارثة اقتصادية، كان الملوك يوصفون كمقومين للديون، على الاقل بمسكنات وقتية. النص الدقيق لاحدى هذه المراسيم والمعروفة منذ ذلك التاريخ ب " اميسادوقة بابل" .
ماعثر عليه من اراشيف لحد الان تتحدث عن المعابد او القصور لغاية فترو اور الثالثة. وعلى كل فما يعني فترة مملكة بابل القديمة اضافة الى الوثائق الخاصة بالقانون المدني، حيث هناك عدد كبير من السجلات الادارية لبيوت تدار بصورة خاصة، او حانات او مزارع: تسديد حسابات، وصولات، وملاحظات عن مداولات متنوعة. كان هناك طبقة متوسطة " برجوازية" منتظمة، تنظم املاكها واراضيها وتمتلك وسائل خاصة بها مستقلة عن المعابد والقصور. والتجارة ايضا اصبحت الان بيد القطاع الخاص بصورة اساسية؛ فالتاجر كان يسافر ( او كان يبعث ابويه) على مسؤوليته الخاصة وليس نيابة عن الدولة.
من ضمن عقود القانون المدني كان هناك زيادة نوعية في سجلات بيع الاراضي. وكذلك ما له اهمية للوضع الاقتصادي في عهد بابل القديم هو مايمكن اختصاره ب"علمنة او دنيوية المعابد"، حتى وان لا يمكن تتبع كل مراحل هذا التطور . كان القصر وربما لقرون يملك السلطة في التخلص من ممتلكات المعبد، في الوقت الذي كان اوروك اكينا من لكش يوسم الميل الى سوء استخدام العلاقة بين المواطن والمعبد اخذت الان طابعا فرديا.
بعض مكاتب الكهنة – كانت تستفاد من الموارد، وبعبرة اخرى – آلت الى اشخاص في القطاع الخاص وبيعت ثم ورثت. ان هذا السياق كان قد بدأ في اور، حيث اغدق الملك على بعض درجات الكهنة، ولم يكن ليحق للمستلمين تملكها. ان ارشيف " معبد" اله الشمس ل سيبار كان قد جهز را خاصة مثالا واضحا عن انتشار الخدمات الدينية والفوائد الاقتصادية الخاصة. النساء اللاتي عشن في اديرة الرهبنه كن يدعين " كاكوم، وكن من العوائل الراقية ولم يكن لهن الحق بالزواج. كن يرتيطن بما لديهم من املاك والتي تتضمن اراض وفضة باعمال حيوية مربحة وذلك بمنح قروض وبيع الحقول.
ان الميل الى اللامركزية قد بدأ في فترة بابل القديمة مع اسين. واختتمت بحكم دام 72 عاما من بيت كودور – مابوك في لارسا ( 1834 – 1763 ق م )، ان كودور – مابوك شيخ حدى القبائل العمورية في جاموتبال، وبالرغم من اسمه العيلامي، فانه ساعد ابنه واراد – سن للاحتفاظ بالعرش. ان هذا الاغتصاب ساعد لارسا، التي مرت بفترة من عدم الاستقرار الداخلي، على الازدهار مرة اخرى.
تحت حكم واراد – سن والحكم الطويل لاخيه رم – سن فان جزءا كبيرا من بلاد بابل الجنوبية بضمنها نيبور قد توحدت في دولة واحدة هي لارسا في 1794 ق م. احتلت لارسا من قبل حمورابي في 1763 ق م
القانون البابلي :-
ان شريعة حمورابي هي اكثر الوثائق المسمارية مراجعة في الادب الخاص. اول نشر دراسي لها كان في عام 1902 قاد الى تطوير الفرع الخاص للتشريع المقارن، دراسة القانون المسماري. بعد التقسيم الذي اجراه الكاتب الاول، جون فنسنت شيل، شريعة حمورابي تحوي 280 حكما او مقطعا في القانون المدني والجنائي، يعالج عموما القضايا المتعلقة بالحياة اليومية بشكل يبدو انه من الواضح ان المشرع ليس لديه النية في تغطية جميع الحالات
. وبشكل عام فان الفكر التي عالجتها شريعة حمورابي هي المسؤولية؛ الادارة الفاسدة للعدل؛ السرقة، استلام مواد مسروقة، السرقة، النهب، و السلب، والقتل، والذبح، والجرح الجسماني، الخطف، والنظام الضريبي على الايجارات، والمسؤولية على عدم الاكتراث الذي يتسبب عنه تلف الحقول او المحاصيل من قبل الحيوانات السائبة، القلع غي القانوني لاشجار النخيل ، المشاكل القانونية للمؤسسات التجارية، وبالذات العلاقة بين التاجر وعماله الذين يسافرون على الطرقات، واختلاس السلع؛ الودائع المالية؛ نسبة الفوائد على القروض المالية؛ الوضع القانوني للمرأة العامة؛ الرق والفدية، العبودية مقابل الدين، العبيد الفارين، بيع واعتاق العبيد، والخصام في وضعية العبيد؛ تأجير الاشخاص، الحيوانات، والزوارق والتعريفة الخاصة بكل منها.
الاعمال العدوانية التي يرتكبها العمال المأجورون ، والثور الهائج، القانون العائلي: ثمن العروس، المهر، ممتلكات المرأة المتزوجة، الزوجة والخليلة، والوضع القانوني لكل من المواضيع، الطلاق، التبني، عقود المراة المرضعة، ووالميراث؛ والوضع القانوني لبعض القسيسات .
عثر في اشنونة على نص مشابه الا انه اقصر من حيث خلاصات الحكم، قد يكون سابقا لشريعة حمورابي بجيل او اثنين.
حمورابي الذي اطلق على عمله " دينات ميساريم" او " احكام نظام العدل"، يقول في المقدمة انه كانت النية كدليل قانوني يساعد الاشخاص في البحث عن المشورة. سواء اكان المقصود من تلك الاحكام توفير قوة ملزمة في المفهوم الحديث، فان ذلك موضوع مناقشة واختلاف. تختلف شريعة حمورابي من عدة جهات عن شريعة لبت – عشتار، والتي كتبت باللغة السومرية.
تكمن اكثر خصائص شريعة حمورابي قوة تكمن في صرامة الاحكام والعقوبات وبمبدأ القانون فوق الجميع. نفس النهج تعكسه عدة عقود في بابل القديمة والتي يهدد فيها المخالفون بعقوبات جسمانية. غالبا مايقال، وقد يكون صحيحا، بان هذه القسوة، والتي ترتبط مع تقاليد التشريعات السومرية، يمكن ان تمتد الى تاثير عهد الاموريين.
وهناك ايضا مجالات اخرى في شريعة حمورابي يمكن مناقشتها. الكثير من فقراتها تختلف نسبة الى اذا ماكنت القضية تخص فرد من " الاويلوم" او " الموسكينوم" او " الووردوم". ثلاث طبقات من المجتمع قسمت على اساس تلك التسميات. "الووردوم" هم الاقل اثارة للمشاكل: هو العبد – الذي, تحت نير العبودية والذي يمكن ان يباع ويشترى، الا اذا كان بمقدوره استعادة حريته تحت ظروف معينة كعبد مدين.
" المموسكينوم" كانوا حسب الملك حمورابي الافراد المؤجرين من قبل القصر والذين يمكن منحهم حق الانتفاع من الارض دون امتلاكها. اما "الاويلوم" فهم المواطنون الذين يملكون الارض كحق من حقوقهم ولا يعتمدون على القصر او المعبد. وكما اشار الباحث السوفيتي ايغور م . دياكونوف، لا يمكن رسم خط واضح يفرق بين الطبقات لان طبقتي الاويلوم والموسكينوم ليستا مستثنتين معا؛ فشخص من دائرة عليا بالقصر يمكنه شراء ارض كملك خاص، في حين المواطن الحر الذي ترتب عليه دين نتيجة موسم حصاد سئ او اي سوء طالع آخر يكون قد وضع قدما في طبقة العبيد. وسيبقى السؤال حول اية طبقة من المجتمع يمكن ان تكلف بالخدمات العامة، او خدمة الجند في حالات الحرب، دونما اجابة.
"اميسادوقا" (1646 – 1626 ) جاء بعد حمورابي بقرن ونصف. مرسومه الذي يشار اليه، يتضمن العوامل الاجتماعية والاقتصادية: الدين الخاص بالفضة او الحبوب، ان كان ناتجا عن قرض، فيلغى؛ وتلغى ايضا الضرائب القديمة التي يكون بعض الموظفين مدينون بها للقصر والتي ينبغي ان تجبى من الشعب؛ على جابيات الضرائب النساء ان يتخلين عن جمع الديون التي على شكل "جعة" او شعير وبهذا يعفى من دفع المبالغ بالفضة والشعير الى الملك؛ كانت قد خفضت الضرائب على الاملاك المباعة؛ كان العبيد والذين كانوا بالاصل احرارا ( مثل العبيد الذين استعبدوا من قبل الدائن للمدين) يفدون بفدية؛ ومنع الموظفون ذوو الدرجات العليا من ايذاء الاشخاص الذين اخذوا املاكا مقابل اجر في اعمال الحصاد وذلك بدفع اجورهم.
ان مقولة" لان الملك منح الارض الحكم العادل" قد طبقت في كثير من تلك الاحداث. على عكس شريعة حمورابي ،والتي يدور الكثير من الشك حول قوتها التنفيذية، فان المراسيم التي تخص اميسادوقا كانت تتضمن مدو صلاحية قانونية مادام هناك اشارة الى الالمراسيم التي اصدرها ملوك اخرون في العديد من الوثائق القانونية للعهد البابلي القديم.
ايسن ولارسا:-
خلال تداعي اور الثالثة، ركز اشبي – ايرا نفسه في اسين واوجد سلالة هناك استمرت من 2017 الى 1794 . وقد اتبع نهجه في اماكن اخرى من قبل الحكام المحليين، كما في دير، واشنونة، وسيبار، وكيش ولارسا. لقد ساد شعور في مقاطعات عديدة بتقليد نموذج اور؛ وربما تولت اسن دون تغيير في النظام الاداري لتلك الدولة.
لقد أله اشبي – ايرا نفسه وكذلك فعل من خلفه ومنهم حاكم دير على الحدود الايرانية. لقد ضمت اسن ولقرابة قرن كامل على مجموعة من الدول كالفسيفساء والتي سرعان ما تداخلت فيما بينها. ولقد انتعشت التجارة الخارجية من بعد ما ساق اشبي – ايرا المعسكرات العيلامية من اور، وتحت حكم خلفه شو – اليشو، تم استعادة تمثال اله القمر نانا، اله مدينة اور من العيلاميين والذين كانوا قد اخذوه معهم. ولغاية حكم ليبيت – عشتار ( 1934 – 1924 ق م )،
فان حكام اسن وتشبها بحكام اور، فيما يخص تقييم الملك لذاته في التراتيل، والتي كانت تبدو من الامور الاعتباطية طلب التفريق بين ابي – سن و اشبي – ايرا. وكمثال اضافي على الاستمرارية فيمكن اضافة ان شريعة ليبت – عشتار تقع في منتصف التسلسل بين شريعو اور نمو وشريعة حمورابي. الا انها اقرب الى الاولى لغويا وخاصة من ناحية الفلسفة القانونية من شريعة حمورابي التي هي مجموعة من الاحكام. فمثلا فان شريعة ليبت عشتار لا تعرف الحكم القانوني " العين بالعين والسن بالسن "، المبدأ الاساسي لقانون حمورابي العقابي.
السياسي:-
من المحتمل ان الانسلاخ النهائي عن اور الثالثة جاء نتيجة تغيير مكونات السكان ، من " السومريين والاكديين" الى " الاكدين والعموريين" من خرافات الكبد البابلية القديمة تقول " سيدخل سكان السهل ويطاردون من كانوا في المدينة" ان هذه في الحقيقة هي معادلة مختصرة لحادث وقع اكثر من مرة: اغتصاب تاج الملك في المدينة من قبل " شيخ" احد قبائل العموريين.
ان تلك الاغتصابات كانت تحدث باستمرار كجزء من عملية استقرار العشائر، بالرغم من ان الحالة في اسن لم تكن كذلك لان بيت اشبي – ايرا جاء من ماري وكان من اصل اكدي، اذا ما حكمنا علىالحكام من اسمائهم.وبنفس العلامة اللغوية فان سلالة لارسا كانت عمورية. كان الحاكم الخامس لسلالة لارسا كونكونوم ( حكم من 1932 – 1906 )واستولى على اور ونصب نفسه كند مساو لاسن؛ وفي هذه المرحلة – نهاية القرن العشرين ق م – ان لم يكن قبل ذلك، لقد سلمت اور نفسها.
من عهد كونكونوم الى التوحيد الوقتي لبلاد مابين النهرين تحت حكم حمورابي، فان الصورة السياسية كانت تقررها تفتت توازن القوى، من خلال التردد المتواصل للحلفاء من قبل اللافتراض المسبق للحكام المختلفين، من الخوف من انتهاك الحرمات من قبل القبائل البدوية العمورية ومن خلال تزايد تردي الظروف الاجتماعية.
ان الارشيف المكثف للمرسلات من القصر الملكي لدولة ماري ( 1810 – 1750 ق م ) هو افضل مصدر للمعلومات عن اللعبة السياسية والاقتصادية وحكامها، سواء كانوا اعزاء ام اذلاء، وتغطي المعاهدات، ارسال واستقبال السفراء، الاتفاقيات حول تكامل جيوش الحلفاء، التجسس وكتابة تقارير عن المواقف من المحاكم الاجنبية. ان خلو هذه الرسائل من المبالغة او التنميق ولانها تتناول كل الاحداث فهي افضل من كل الكتابات الملكية على البنايات حتى وان جاء فيها تلميحات تاريخية.
النصوص الادبية وزيادة اللامركزية:-
هناك مصدر آخر غير مباشر لا ينبغي استبعاده للمواقف السياسية والاجتماعية- اقتصادية في الفترة من القرن 18 – 20 ق م هي فترة ادب الفأل والنذر. هذه هي خلاصات وافية عن حالة كبدة الخروف او اية مادة كهنية ( مثل سلوك نقطة زيت في زجاجة مملوءة بالماء، او مظهر طفل مولود حديثا، او شكل غيمة بخور) يجري وصفها باستفاضة ويتم التعليق عليها مع مايتناسب من التخمينات: " سوف يقتل الملك حاشيته ويوزع بيوتهم وممتلكاتهم على المعابد"؛ " سيرتقي العرش شخص قوي في مدينة غريبة"؛ " ان الارض التي ثارت ضد الرعاة ، ستظل تحكم من قبل الرعاة"؛" سيعفي الملك مستشاره"؛ و " سوف يتم غلق ابواب المدينة وستشهد المدينة نكبة".
وبدأً ب كونكونوم لارسا، فان النص فيه تبصر اعظم في القطاع الخاص من اية فترة سابقة. اصبحت هماك زيادة ملحوظة في عدد العقود الخاصة والمراسلات الخاصة. ومن اكثر االعقود الخاصة تواترا هي تلك التي تخص قروض الفضة والحبوب (الشعير)، موضحة المواثيق الاعتيادية ، خاصة عندما يضطر الشخص للبحث عن مقرض فانها اول خطوة على طريق تقود في الاغلب الى الخراب. ان نسبة الفائدة كانت ثابتة على ال 20% في حالة الفضة و 33 % في حالة الحبوب، وتزاد اكثر في حالة تجاوز المدة المحددة للدفع، وعادة عند وقت الحصاد. ان عدم توفر السيولة لسداد دين كان يؤدي الى السجن ، والى العبودية في حالة دفعها بالاقساط، وحتى الى بيع اطفال المقترض او بيعه هو.
الكثير من المراسلات الخاصة كانت تتضمن ان اطلاق سراح افراد عائلة ما من السجن هي بيد المقرض. الا ان الكثير من الثروات كانت قد جمعت " كسيولة مادية" واراضي. وحيث ان هذه الاتجاهات كانت تهدد بكارثة اقتصادية، كان الملوك يوصفون كمقومين للديون، على الاقل بمسكنات وقتية. النص الدقيق لاحدى هذه المراسيم والمعروفة منذ ذلك التاريخ ب " اميسادوقة بابل" .
ماعثر عليه من اراشيف لحد الان تتحدث عن المعابد او القصور لغاية فترو اور الثالثة. وعلى كل فما يعني فترة مملكة بابل القديمة اضافة الى الوثائق الخاصة بالقانون المدني،
حيث هناك عدد كبير من السجلات الادارية لبيوت تدار بصورة خاصة، او حانات او مزارع: تسديد حسابات، وصولات، وملاحظات عن مداولات متنوعة. كان هناك طبقة متوسطة " برجوازية" منتظمة، تنظم املاكها واراضيها وتمتلك وسائل خاصة بها مستقلة عن المعابد والقصور. والتجارة ايضا اصبحت الان بيد القطاع الخاص بصورة اساسية؛ فالتاجر كان يسافر ( او كان يبعث ابويه) على مسؤوليته الخاصة وليس نيابة عن الدولة.
من ضمن عقود القانون المدني كان هناك زيادة نوعية في سجلات بيع الاراضي. وكذلك ما له اهمية للوضع الاقتصادي في عهد بابل القديم هو مايمكن اختصاره ب"علمنة او دنيوية المعابد"، حتى وان لا يمكن تتبع كل مراحل هذا التطور . كان القصر وربما لقرون يملك السلطة في التخلص من ممتلكات المعبد، في الوقت الذي كان اوروك اكينا من لكش يوسم الميل الى سوء استخدام العلاقة بين المواطن والمعبد اخذت الان طابعا فرديا. بعض مكاتب الكهنة – كانت تستفاد من الموارد، وبعبرة اخرى – آلت الى اشخاص في القطاع الخاص وبيعت ثم ورثت.
ان هذا السياق كان قد بدأ في اور، حيث اغدق الملك على بعض درجات الكهنة، ولم يكن ليحق للمستلمين تملكها. ان ارشيف " معبد" اله الشمس ل سيبار كان قد جهز را خاصة مثالا واضحا عن انتشار الخدمات الدينية والفوائد الاقتصادية الخاصة. النساء اللاتي عشن في اديرة الرهبنه كن يدعين " كاكوم، وكن من العوائل الراقية ولم يكن لهن الحق بالزواج. كن يرتيطن بما لديهم من املاك والتي تتضمن اراض وفضة باعمال حيوية مربحة وذلك بمنح قروض وبيع الحقول.
ان الميل الى اللامركزية قد بدأ في فترة بابل القديمة مع اسين. واختتمت بحكم دام 72 عاما من بيت كودور – مابوك في لارسا ( 1834 – 1763 ق م )، ان كودور – مابوك شيخ حدى القبائل العمورية في جاموتبال، وبالرغم من اسمه العيلامي، فانه ساعد ابنه واراد – سن للاحتفاظ بالعرش. ان هذا الاغتصاب ساعد لارسا، التي مرت بفترة من عدم الاستقرار الداخلي، على الازدهار مرة اخرى.
تحت حكم واراد – سن والحكم الطويل لاخيه رم – سن فان جزءا كبيرا من بلاد بابل الجنوبية بضمنها نيبور قد توحدت في دولة واحدة هي لارسا في 1794 ق م. احتلت لارسا من قبل حمورابي في 1763 ق م .
الاهداف السياسية:-
حمورابي ( 1792 – 1750 ق م ) هو حقا واكثر شخصية مثيرة للاهتمام وافضل شخصية عرفت لحد الان من تاريخ الشرق الاوسط القديم من النصف الاول من الالفية الثانية ق م. انه يدين بصيته الذي شاع بعد موته الى المسلة العظيمة التي نقشت عليها شريعة حمورابي وبصورة غير مباشرة الى حقيقة ان سلالته قد جعلت من اسم بابل مشهورا على مدى الايام. وبنفس الاسلوب الذي كانت عليه كيش قبل سرجون حين ضربت مثلا لكل الاراضي غير السومرية الواقعة شمال سومر واكد ومنحتها اسمها ولغتها، اصبحت بابل الرمز للبلد بكامله والتي سماها الاغريق ببلاد بابل (بابلونيا).
ان هذا المصطلح يستخدمه علماء الاثار بطريقة مفارقة كمفهوم جغرافي للاشارة الى الفترة التي سبقت حمورابي. كان اسم المدينة الاصلي ربما " بابلا"، والذي اعيدت ترجمته حسب التعليل اللغوي الى " باب – إلي" اي باب الاله.
ارتقت سلالة بابل الاولى من بدايات تافهة. يمكن تتبع تاريخ المقاطعة السابقة لاور من 1894 فما فوق عندما جاء العموريون سوموابوم الى السلطة هناك. مايعرف عن تلك الاحداث ينطبق تماما على النسب الخاصة بالفترة عندما كانت بلاد مابين النهرين عبارة عن فسيفساء من دول صغيرة. عزف حمورابي بمهارة على نغمة التحالف واصبح اكثر قوة من سابقيه.
وعلى اية حال فانه في السنة الثلاثين من حكمه فقط وبعد احتلاله لارسا، حينها اعطى تعبيرا قويا عن فكرة حكم كل جنوب بلاد مابين النهرين من خلال تقوية اساسات سومر واكد، في كلمات تعود الى تلك السنة. في المقدمة لشريعة حمورابي قائمة الملوك ادرجت المدن التالية على انها تابعة لحكمه: اريدو، اور، لكش وجرسو، وزابالام ولارسا واوروك واداب و إسن ونيبور وكيشي و ديلبات وبورسيبا وبابل نفسها، وكيش ومالكيوم وماشكان-شابير وكوثا وسيبار واشنونة في محافظة ديالى
وماري وتوتول في اسفل بالخ ( رافد من الفرات) واخيرا آشور ونينوى. كان هذا في السجل الحافل لاكد واور الثالثة. على اية حال لم تكن آشور ونينوى قد شكلت جزءا من هذه الامبراطورية لمدة طويلة بسبب في نهاية حكم حمورابي ذكر عن حروب ضد سوبارتو في دولة آشور.
تحت حكم ابن حمورابي سامسويلونا ( 1749 – 1712 ق م ) تقلصت الامبراطورية البابلية بشكل كبير. وتبع ذلك ما صبح تقليدا وهو قيام الثورة في الجنوب. استعادت لارسا استقلالها لفترة معينة، وسويت جدران اور واوروك ولارسا. اما اشنونة واتي ثبت انسحابها قد انهزمت في حوالي 1730 .وبعد ذلك فان الاحداث تذكر وجود دولة ارض البحر من سلالتها الذاتية ( من كلمة ارض البحر يفهم اراضي الاهوار لجنوب بابل). المعلومات عن هذه السلالة الجديدة مع الاسف غامضة جدا، واحد من ملوكها فقط قد ادرج في السجلات. وفي حوالي 1741 يذكر سامسويلونا الكشيين للمرة الاولى: ففي حوالي 1726 بنى قلعة قوية " قلعة سامسويلونا" كحصن لحمايتهم منهم في ديالى قرب اتصالها بدجلة.
ومثل الكوتيين من قبلهم فلقد منع الكشيين فب البداية من دخول بابل ودفعوا الى منطقة الفرات الاوسط؛ هناك في مملكة خانا ( وتمركزوا فب ماري وترقا اسفل التقاطع مع نهر الخابور)، يظهر ملك باسم كاشتيلياشو وهو من الاسماء الكشية، والذي حكم الى نهاية السلالة البابلية. من خانا تحرك الكيشيين الى الجنوب بمجموعات صغيرة لربما عمال الحصاد. وبعد غزو الحثيين بقيادة موسيليس الاول، والذي يقال انه اسقط اخر ملوك بابل سامسوديتانا عن عرشه في 1595 ، وتولى الكيشيون السلطة في بابل. الى هذا الحد لا تذكر المصادر المعاصرة هذا العهد، ويبقى السؤال دون حل هو كيف سمى الحكام الكيشيون في قائمة الملوك ضمن نهاية الالفية الثانية ق م .
المصدر :
العراق عبر العصور : طارق فتحي
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى