مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : الحجاب

اذهب الى الأسفل

* مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : الحجاب  Empty * مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة : الحجاب

مُساهمة  طارق فتحي الأحد أبريل 30, 2017 3:29 am

رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:
(6) الحجاب:
ثانيا: أن الإسلام شرع الحجاب لحبس المرأة:
أما يخص الشق الثاني من الاتهام الموجه للإسلام، من أن الحجاب ُشرع لحبس المرأة وإلحاق الذلة، والمهانة بها، حيث أنه ينتقص من حريتها، فهذا الكلام ينطوي على الكثير من المغالطات أيضا و ذلك لأن الإسلام لما فرض الحجاب، الذي كان نظاما متبعا ومعروفا قبله، ليُنحي المرأة بعيدا عن جوانب الفتنة، بل يكاد يكون الأمر موجه إلى الرجال والنساء على السواء، فإذا كانت النساء مصدرا لفتنة الرجال، فكذلك الرجال مصدرا لفتنة النساء، فجاء الإسلام وفرض على الطرفين الرجال والنساء غض البصر.
وحري بنا ألا ننسى قصة نبي الله يوسف – عليه السلام – وافتتان امرأة عزيز مصر به، بل وافتتان صاحباتها به أيضا حيث خلد القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّوَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ سورة يوسف, الآيات 30-32
فالعين ترى، والقلب يشتهي ما ترى العين، فكان فرض الحجاب على النساء صيانة لهن، وتنزيها عن كل ما قد يخدش حياءهن، ودليل ذلك ما يحدث في عصرنا الحاضر من تغامز وتلامز البعض من الرجال والشباب بالنساء والفتيات المتبرجات في الأسواق والطرقات، فكان الحجاب ضمانا لصيانة المرأة عن الفتنة وأسبابها، فالإسلام يساوي بين الرجل والمرأة في العبادات والمعاملات فكما أمر الرجال بغض الطرف كما في قوله تعالى: { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }سورة النور – 30 –
كذلك أُمرت النساء في ذات السورة بغض الطرف قال تعالى: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }سورة النور- 31 –
فلم يكن القصد من فرض الحجاب على النساء التضييق عليهن، فهن يرتدين الحجاب وفي ذات الوقت لا يمنعهن الإسلام من العمل، فالحجاب لم يمنع المؤمنات من الاشتراك في الجهاد، فغاية الحجاب وهدفه، هو صون وحماية الأعراض عن كل ريبة، وليس الغرض منه كما يزعم الحاقدون حبس المرأة أو التضييق عليها، أو سلبها حريتها، فقد ثبت فيما تقدم أن المرأة لم تنل العديد من الحقوق إلا على يد الإسلام.
فقد جعل الله تعالى التزام الحجاب عنوانا للعفة، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ سورة الأحزاب-59-، لتسترهن بأنهن عفائف مصونات فلا يتعرض لهن الفُساق بالأذى، وفي قوله سبحانه فَلَا يُؤْذَيْنَ إشارة إلى أن معرفة محاسن المرأة إيذاء لها ولذويها بالفتنة والشر.
فالإسلام من خلال الحجاب ينأى بالمرأة عن كل ما قد يخدش حيائها، أو يُثير فتنتها، أو ينتقص من عفافها فعن نبهان مولى أم سلمة: أنه حدث: أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة، قالت: فبينما نحن عنده، أقبل ابن أم مكتوم، فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " احتجبا منه " فقلت: يا رسول الله أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه "
ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة؛ كما ثبت في " الصحيح ": أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. تفسير القرآن الكريم/ ابن كثير

فالحديث الشريف واضح الدلالة في أن غاية الإسلام من الحجاب عفة النساء وصيانة أعراضهن، وإذا ما تدبرنا آية سورة النور {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا }
نجد أن الأمر في الآية الذي يطالب النساء بغض الطرف، لا يستقيم مع الزعم بأن الحجاب قد فُرض لكي تُحبس المرأة في منزلها، فإذا كانت المرأة حبيسة الدار بفعل الحجاب، فلماذا يطالبها القرآن الكريم بغض النظر؟! إذا كانت حبيسة في البيت لا ترى شيئا؟! ومن هنا تبرز المغالطة التي يعتمد عليها أولئك الحاقدون، فالحجاب لم يمنع المرأة في عصر النبوة من الخروج للصلاة في المسجد، ولم يمنعها من حضور درس العلم، ولم يمنعها من مباشرة تجارتها، ولم يمنعها من نزول الأسواق، ولم يمنعها من القتال جنبا إلى جنب الرجال، ولم يمنعها من إسعاف الجرحى من رجال المسلمين في المعارك الحربية.

فلا حجاب في الإسلام بمعنى الحبس والحجر والمهانة، ولا عائق فيه لحرية المرأة حيث تٌحب الحرية، وتقتضي المصلحة، وإنما هو الحجاب مانع الغواية والتبرج والفضول، وحافظا للحرمات وآداب العفة والحياء، فالحجاب للمرأة من وجهة نظر الإسلام، هو الجدار المنيع والحصن الآمن، الذي يحميها من عيون الذئاب الجائعة من بعض الرجال المستهترة، لذلك قرن الحق تبارك وتعالى فرض الحجاب على المرأة، بأمره للرجال بغض النظر وحفظ الفرج، بل إن الأمر للرجال سابق الأمر للنساء فقال تعالى في سورة النور:
{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } * { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَزِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَآئِهِنَّ أَوْ آبَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْإِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِيۤ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِٱلتَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي ٱلإِرْبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفْلِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَىٰ عَوْرَاتِٱلنِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
هكذا يبدو المصطافين في امريكا و أوربا على الشواطئ قبل 100 عام
مما تقدم ينتفي الزعم بأن الحجاب بدعا من الإسلام، لم يسبقه إليه أحد، ومن أنه قد جاء لحبس المرأة والتضييق عليها، فقد ثبت أن ذلك محض افتراء وادعاء من قبل القلوب المريضة التي تُضمر الحقد والكيد والغل للإسلام. فالحجاب .. شعار العفّة ..عنوان انتماء ترفعه كلّ مسلمة على هدى من ربّها .. وهو ليس اختراعًا مُحدثًا ولا اختلاقًا مفترى .. إنّه دعوة كلّ الأنبياء! لقد ورد الأمر بالحجاب في النصوص المقدسة الخاصة بالأديان السماوية ليضفى على المرأة التستر والعفة ويبعدها عن مظاهر الخلاعة والفسق.
تحول غطاء الرأس من حجاب إلي باروكة وقبعة للزينة
مرسلة بواسطة علاء محمد إسماعيل في 6:59 ص هناك تعليق واحد: روابط هذه الرسالة
إرسال بالبريد الإلكترونيكتابة مدونة حول هذه المشاركة‏المشاركة في Twitter‏المشاركة في Facebook‏المشاركة على Pinterest
التسميات: الباب الثالث: الإسلام والمرأة:مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة(6) الحجاب:
أولا: أن الحجاب نظام وبدعة من وضع الإسلام:(6) الحجاب:رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة

أولا: أن الحجاب نظام وبدعة من وضع الإسلام
على طريقة مسلسل العداء، الذي لم ولن ينتهي للإسلام، يحاول إخواننا الحاقدون تلفيق التهم، بل كيلها كيلا للإسلام، فهم يزعمون أن حجاب النساء بدعة جاء بها الإسلام، وأن الحجاب لم يُعرف قبل الإسلام، وأنه فرض لحبس المرأة، وإلحاق الذلة والمهانة بها، حيث أنه ينتقص من حريتها، هذا هو الزعم، وتلك هي التهمة، التي يجتهدون في إلصاقها بالإسلام، فتعالين بنا لنرى حقيقة ذلك الزعم، ونتعرف على كذبه وافترائه؟!
• كلمة حق.
أولا: أن الحجاب نظام من وضع الإسلام، وأنه لم تعرفه أيَّ من الديانات، ولاالأمم السابقة – والحقيقة التي لا ريب فيها، أن هذا الكلام كمن سبقه مجرد هراء، ولا يخلو من الافتراء والادعاء والكذب، فيكفي أن نتصفح بعض أوراق التاريخ، لندرك أن الحجاب كان نظاما معروفا قبل الإسلام.
فالحجاب فضيلة أوجبتها كافة الشرائع السماوية قبل الإسلام.. فالشرائع السماوية جميعها اتفقت على الدعوة إلى مكارم الأخلاق وتأتي العفة على رأس مكارم الأخلاق، لذا وجدناها تأمر بالحجاب، فمن الموافق للعقل والحكمة أمر النساء بالستر والحجاب والحشمة، كما أمر الرجال بغض النظر.والآن تعالين بنا نتعرف على الحجاب عند الأمم السابقة للإسلام:
(1) الحجاب عند الآشوريين:يعتبر الآشوريون من أقدم الشعوب التي أخضعتالنساء للحجاب ، وذلك ما أكدته الحفريات في أشور القديمة ، حيث عُثر على لوحات طينية ترجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد ، تحتوي على قواعد قانونية أقدم من ذلك عهدًا . وفي إحدى فقرات اللوحة الأولى منها بيانٌ مفصلٌ عن نظام الحجاب الذي كان مطبقًا على الحرائر ، دون الإماء والداعرات والعواهر . بل كانت توقع على الأمة أو العاهر التي تتحجب عقوبات شديدة . فالأَمَةُ كانت تُصْلَمُ(أي تُقطع) أذنها على سبيل المثال ، والعاهر كانت تجلد خمسين جَلدة ويصب القطران على رأسها . وكان من الواجب على كل من يشاهد أمةً ، أو عاهرًا ، أو داعرة متحجبة أن يقبض عليها ، ويأتي بها إلى محكمة القصر وكان يكافأ على عمله بمنحه ثيابها . وعلى العكس من ذلك إذا شاهد إنسان أَمَةً ، أو عاهرًا ، أو داعرة متحجبة ولم يقبض عليها تعرض لعقاب شديد ، فكان يُجلد خمسين جلدة ، وتُثقب أذناه ، وتُربطان بخيط يُعقد عند ظهره . ويأخذ من أقام عليه الدعوى ثيابه ، ويُسخَّر في خدمة الملك شهرًا .
ونلاحظ أن الأَمة إذا خرجت مع سيدتها وجب عليها أن تتحجب ، وكذلك تفعل العاهر أو الداعر إذا تزوجت .

حجاب المرأة اليونانية
(2) الحجاب عند اليونان : كان الحجاب معروف عند اليونان في بادئ الأمر ، ثم منه انتقلت إلى المجتمعات الأخرى ، و لذا دامت حضارتهم زمناً طويلاً بسبب حجاب المرأة ، ثم انحطت ، و تدهورت تلك الحضارة العريقة بسبب إباحة الحرية المطلقة للمرأة ، فألقت حجابها ، و سترها ، و أطلقت يدها للتدخل في شؤون الرجال و الدولة إلى أن أسقطت تلك الدولة العظيمة ، فقد جاء في( دائرة المعارف الكبرى) أن عمران المملكة اليونانية ، كان سببها عدم اختلاط المرأة مع الرجل في ميادين العمل ، و كن يشتغلن في بيوتهن ، و يغالين في الحجاب لدرجة أن الداية - القابلة – لا تخرج من دارها ألا محفورة ، و وجهها ملثم باعتناء ، و عليها رداء طويل يلامس الكعبين ، و فوق كل ذلك عباءة ، لاتسمح برؤية شكل قوامها.
من جهة أخرى كانت الفتاة فى عهد الإغريق لا تغادر منزلها حتى يتم زفافها .. ولم تكن الزوجة ترى وجه زوجها إلا ليلة الزفاف .... وكانت الزوجة تختفي من المنزل إذا استضاف الزوج صديقا له ....
وعندما قدم « كورنيلوس تيبوس » ، المؤرخ الروماني ، لزيارة اليونان في القرن الأول قبل الميلاد ، أدهشته حياة العزلة والانفصال التي تعيشها المرأة اليونانية ، وهو الذي تعوَّدَ في بلده على اختلاط الجنسين ، فكتب يقول :
« كثير من الأشياء التي نظمها الرومان بلباقة ، يرى فيها اليونانيون منافاة لحسن الآداب . فأي روماني يستشعر العار من اصطحابه زوجته إلى مأدبة ؟والرومانيات يشغلن عَادةً الحجرات الأولى من المنزل ، والأكثر تعرضًا للرؤية ، حيث يستقبلنَ كثيرًا معارفهن . وأما عند اليونانيين فالأمر على النقيض . فنساؤهم لا يشتركن في مأدبة إلا إذا كانت لدى أقاربهن ، وهنَّ يَشغلنَ دائمًا الجزء الأكثر انزواءً من المنزل ، والذي دخوله محرم على كل رجل غير قريب » .

نساء أوربا قديما
و أكد " كلوريتلوس " أن الزوجة اليونانية لم تكن تخرج من المنزل إلا بعد إذن زوجها وكان حجاب المرأة اليونانية حجاب كامل لا يظهر فيه سوى العين .
فلم يكن يسمح للمرأة أن تخرج من دارها إلا بـإذن زوجها ، ولم يكن ذلك عادة إلا لسبب وجيه ، كزيارة قريبة ، أو عيادة مريض ، أو أداء واجب العزاء . وفي الحالات التي كان يسمح فيها للمرأة بالخروج كانت التقاليد تلزمها بوضع حجاب يخفي معالم وجهها .
ويصف « ديكايرش » حجاب نساء « طيبة » ــ إحدى المدن اليونانية ــ فيقول :
« إنهن كن يلبسنَ ثوبهن حول وجههن بطريقة يبدو معها هذا الأخير وكأنه غطي بقناع ، فلم يكن يرى منهن سوى العينين » .
وفضلًا عن ذلك كان من اللازم أن يرافقها أحد أقاربها من الذكور ، أو أحد الأرقاء . وكان بعض الأزواج لا يكتفي بما كانت تفرضه التقاليد على حرية المرأة ، فكانوا يضعون أختامهم على أبواب دورهم عندما يتغيبون ، رغبة في زيادة الاطمئنان. تطور المرأة عبر التاريخ ص /35 ــــ 36
صورة لملك وملكة أوربية من القرن الـ 15 ويبدو الاحتشام واضح في زي الملكة
(3) الحجاب عند الرومان : أما الرومان أول دولتهم فقد كانت فيهم بقية من آثار النبوة لصلة فلاسفتهم المتقدمين بأرض العراق والشام مهد النبوات، "فأساطين الفلسفة كفيثاغورث وسقراط وأفلاطون قدموا الشام وتعلموا الحكمة من لقمان وأصحاب داود وسليمان" وأما آخر دولتهم فقد تأثرت بالديانة النصرانية، ولهذا تُظهر بعض التماثيل والمجسمات في بعض عصور الدولة الرومانية المرأة فيما يشبه الحجاب.(1) درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية 7/80.
صورة للحياة المحلية فى روما القديمة حيث تبدو النساء محجبات
لقد عُرف الحجاب عند الدولة الرومانية ، حيث دامت زمناً طويلاً بسبب حجاب المرأة وفقا لقول العلامة: لا روس في مسالة الحجاب حيث قال: كان النساء يستعملن الخمار ، إذا خرجن ، و يخفين وجوههن ، و كانت النساء تستعمله في القرون الوسطي ، و استمر إلى القرن الثالث عشر ، حيث صار النساء يخففن منه إلى أن صار كما هو الآن نسيجا خفيفاً ، يستعمل لحماية الوجه من التراب و البرد ، وقد كان لترك الحجاب و عدم استقرار المرأة في بيتها ، أقبح نتائج سوء في الدولة الرومانية ، إذ أدى إلى سقوط تلك الدولة العظيمة و تأخرها. (1) انظر : تطور المرأة عبر التاريخ ص /35 ــــ 36
فالحجاب كان نظاما معمولا به عند اليونان والرومان القدماء، بل تجاوز الأمر بالرومان أن فرضوا ما سمي – بقانون أوبيا – والذي يمنع المرأة، ويحرم عليها المغالاة في زينتها حتى في البيوت . المرأة في القرآن: العقاد ص 57

. (4) الحجاب عند الهندوس:
ومما يؤكد وجود الحجاب في الهند ، ما ورد في أحد النصوص الأدبية ، أن الملك « راما » خرج يومًا من قصره مع زوجته « سيتا » ، فوجد أن رعاياه ينتظرونهما أمام باب القصر بفارغ الصبر ، لإلقاء نظرة عليهما . ولما شاهد الملك هذا الجمهور الذي يرنو إليه بلهفة ، التفت إلى زوجته ، وقال لها : « ارفعي يا سيدة حجابك » !!! ثم توجه إلى الحشود ، وقال لهم : « تطلعوا ، ومتعوا أنظاركم بهذا الوجه الجميل ، فلا غضاضة من النظر إلى وجوه النساء عند التضحية ، وأثناء حفلات الزفاف ، وأثناء المصيبة ، وعندما يكنَّ في الغابات»

(5) الحجاب في اليهودية:
التوراة الذي جاء به نبي الله موسى بن عمران(عليه السلام) قد تضمنت عقائد وعبادات وأخلاقًا وأحكامًا ؛ آمن بها فريق من بني إسرائيل ، وكفر بها معظمهم ، فقتلوا أنبياءهم ، وحرفوا كتبهم ، وصاغوها حسب أهوائهم ، فغضب الله تعالى عليهم .
قال الله جل وعلا : ﴿ ضُرِبَت عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ الله وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ الله وَضُرِبَت عَلَيْهِمُ الْـمَسْكَنَةُ ذَلِكِ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ الله وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكِ بِـمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ﴾ [ آل عمران : 112 ] .
فهم كما وصفهم ابن القيّم « أهل الكذب ، والبَهْت ، والغدر ، والمكر ، والحيل ، قتلة الأنبياء ، وأكلة السُّحْت ــ وهو الربا والرِّشا ــ أخبث الأمم طويَّة ، وأرداهم سجية ، وأبعدهم من الرحمة ، وأقربهم من النقمة . عادتهم البغضاء ، وديدنهم العداوة والشحناء ، بيت السحر والكذب والحِيَل ؛ لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة ، ولا يرقُبون في مؤمن إلًّا ولا ذمة ، ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة ، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نَصَفة ، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أَمَنة ، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة ؛ بل أخبثهم أعقلهم ، وأحذقهم أغَشُّهم ؛ وسليم الناصية ــ وحاشاه أن يوجد بينهم ــ ليس بيهودي على الحقيقة ، أضيق الخلق صدورًا ، وأظلمهم بيوتًا ، وأنتنهم أفنية ، وأوحشهم سجية . تحيتهم لعنة ، ولقاؤهم طَِيَرة ، شعارهم الغضب ، ودِثارهم المقت » هداية الحيارى ص / 8 .
ورغم ما أحدثوا في « التوراة » من تحريف ، وما ضمَّنوها من تحريف ، فما زال فيها بقية من حق دلَّ عليها القرآن الكريم ، والعقل القويم . ومثال ذلك الأمر بالحجاب ، فقد كان معروفًا ومطبقًا عندهم في أيام أنبيائهم ، وأشارت إليه كتبهم ، بدليل ذكر البرقع في غير موضع من العهد القديم منها:
- جاء في « سفر التكوين » قصة طويلة عن امرأة اسمها « رِفقة » وفيها : « ... وخرج إسحاق ليتأمل في الحقل عند إقبال المساء ، فرفع عينيه ونظر ، وإذا جِمالٌ مقبلة . ورفعت رِفقة عينيها ، فرأت إسحاق ، فنزلت عن الجمل ، وقالت للعبد : مَن هذا الرجل الماشي في الحقل لقائي، فقال العبد : هو سيدي ، فأخذت البرقع وتغطَّت » سفر التكوين ، الإصحاح الرابع والعشرون / 63 ــــ 66

- وفي الإصحاح الثامن والثلاثين من « سفر التكوين » : « قال يهوذا لثامار كنَّتِهِ : اقعدي أرملة في بيت أبيك حتى يكبر شِيلةُ ابني ، لأنه قال لعله يموت هو أيضًا كأخويه ، فمضت ثامار ، وقعدت في بيت أبيها . ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امرأة يهوذا . ثم تعزَّى يهوذا فصعد إلى جُزَّاز غنمه إلى تِمَْنةَ هو وَحِيرةُ صاحبُه العَدُلَّاميّ ، فأخبرت ثامار ، وقيل لها : هو ذا حموك صاعد إلى تِمنةَ ليجُزَّ غنمه . فخلعت عنها ثياب تَرَمُّلها ، وتغطت ببرقع وتلفَّفت ، وجلست في مدخل عَينايم التي على طريق تمنة ، لأنها رأت أن شِيلة قد كبر وهي لم تُعطَ له زوجة »([1]) . سفر التكوين ، الإصحاح الثامن والثلاثون / 11 ــــ 14 .
- جاء في الإصحاح الثالث من « سفر أشعياء » ما يلي :
« قد انتصب الرب للمخاصمة ، وهو قائم لدينونة الشعوب ... وقال الرب : من أجل أن بنات صهيون يتشامخن ، ويمشين ممدودات الأعناق وغامزات بعيونهن ، وخاطرات في مشيهن ، ويخشخشنَ بأرجلهن ، يصلع السيد هامة بنات صهيون ، ويعري الرب عورتهن ــ أي في يوم القيامة ــ . ينزع السيد في ذلك اليوم زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة ، والحلق والأساور والبراقع ، والعصائب والسلاسل والمناطق ، وحناجر الشمَّامات والأحراز ، والخواتم وخزائم الأَنف ، والثياب المزخرفة ، والعُطف والأردية والأكياس ، والمرائي والقمصان والعمائم والأُزر ، فيكون عِوضَ الطيب عفونة ، وعِوضَ الِمنطَقة حبل ، وعوضَ الجدائل قَرعَة ، وعَِوضَ الديباج زُنَّارُ مِسح ، وعوضَ الجمال كيّ » سفر إشعياء ، الإصحاح الثالث / 14 و 16 ــــ 24 .

- جاء في النشيد الخامس من أناشيد سليمان قول امرأة مخاطبة حبيبها:
أخبرني يا منْ تُحبه نفسي أين ترعى عند الظهيرة؟! ولماذا أكون مقنعة عند قطعان أصحابك؟!
فهكذا نرى أن كتب « العهد القديم » التي عند اليهود ،قد نصّت على حجاب المرأة ، وذكرت البراقع والعصائب ، وحَرَّمت على النساء كل ما يتنافى مع الحشمة والعفاف ، أو يدعو إلى الإثارة والفتنة ، كالتبختر في المشي ، والغمز بالعيون ، وخشخشة الخلاخيل ، والبروز من غير حجاب أمام غير المحارم .
كما نَصَّت تلك الكتب على أنَّ فاعلات تلك المحرمات يُعاقبنَ يوم القيامة ، حيث تُنزع عنهن الزينة والملابس الجميلة ، ويظهرن قُرْعًا جزاء ما كشَفْنهُ من شعورهن ، وتكوى أجسادهن بالنار لما أبدَيْنهُ من جمالهن ..
ولا شك أن تلك التوجيهات والأوامر ، تحمل في ثناياها تربية على الفضائل ، فضلًا عما فيها من زواجر عن ارتكاب أسباب الغواية ومقدمات الفساد . ولن تجدَ في التشريعات البشرية كلها ما يداني دين الله تعالى في الدعوة إلى الفضائل ، ومحاربة الرذائل ، حفاظًا على الأمة من السقوط ، وصيانة لها من التَّرَدِّي والهبوط، إلا أن إخواننا من بني يهود تركوا آيات الله في التوراة، وفضلوا عليها، تخاريف البشر في التلمود، فنبذوا مكارم الأخلاق، وتحلوا بأسوأ الصفات والأعراف التي توافق طبائعهم الخسيسة التي تجنح دائما إلى الرذيلة.

راهبات فرنسا فى القرن السابع عشر
(6) الحجاب في المسيحية:
الإنجيل الذي جاء به نبي الله عيسى بن مريم (عليه السلام) أكد على وجوب الحجاب على النساء في كثيرة من آياته ، و أن النساء في ذلك الوقت امتزنبالحجاب ، و بضرب الستر على أنفسهن كي لا يراهن رجل أجنبي، أما الأناجيل التي بين أيدينا وهي:
ــ إنجيل متَّى : وكُتب بعد رفع السيد المسيح بأربع سنوات
ــ إنجيل مرقص : وكُتب بعد رفع السيد المسيح بثلاث وعشرين سنة
ــ إنجيل لوقا : وكُتب بعد رفع السيد المسيح بعشرين سنة . ولوقا ليس من تلاميذ السيد المسيح ، ولا من تلاميذ تلاميذه ، ولم يَر السيد المسيح في حياته ، بل كان يهوديًا متعصبًا على المسيحية .
- إنجيل يوحنا : وكتب بعد رفع السيد المسيح باثنتين وثلاثين سنة . ورغم تناقض هذه الأناجيل واضطرابها ، واختلافها فيما بينها ــ نتيجة التحريف والتبديل ــ إلا أنَّ فيها قلة من النصوص تتفق في مضمونها مع ما في القرآن الكريم ، مما يُطَمئن القلب إلى أن يد التحريف والتبديل لم تمسَّ هذه المضامين العامة ، بغض النظر عن العبارات التي صاغ بها أولئك التلاميذ تلك المعاني الربانية .
خروج النساء من كاتدرائية سان ألبينو الرومانية الكاثوليكية بعد قداس الإخلاص عام 1908
والحجاب الذي نتحدث عنه أحد هذه المعاني التي اشتمل عليها الإنجيل ، وكان معروفًا ومطبقًا في تلك الأيام التي سادت فيها الشريعة المسيحية التي بشَّر بها السيد المسيح « عيسى بن مريم » صلوات الله تعالى وسلامه عليه . وكيف لا يكون ذلك وهو فضيلة خلقية ، ووقاية اجتماعية .
وما أكثر ما حفلت الشريعة المسيحية ــ قبل تحريفها ــ بأمثال تلك الفضائل ، حيث اعتنت بالجوانب الخلقية عناية كبيرة، ومما جاء يدل على الحجاب: فقد وصف بولس الرسول في رسالته لأهل كورِنْثُوس الأولى للنقاب بأنه شرف المرأة.
كما جاء في ذات الرسالة: التنفير من كشف المرأة عن رأسها ، وعقوبة من لا تستره بقص شعرها .
حيث قال: « كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطّى ، فتشين رأسها لأنها والمحلوقة شيء واحد بعينه . إذ المرأة إن كانت لا تتغطَّى فَلْيُقصَّ شعرها وإن كان قبيحًا بالمرأة أَنْ تُقصَّ أو تحلق فَلْتتغَطّ »
ويقول أيضًا : « احكموا في أنفسكم . هل يليق بالمرأة أن تصلي إلى الله وهي غير مغطاة » الرسالة الأولى لبولس إلى أهل « كورِنثوس » ، الإصحاح الحادي عشر / 4 ــــ 6 .
صورة رسمت قديما في مجلة فرنسية فكاهية وهى تبين كيف تطورت الازياء الفرنسية فى القرنين الاخيرين الـ 18 والـ 19ولكنها اقتصرت من ذلك على مظهر الارجل
ولم تقف تعاليم المسيحية عند هذا الحد ، بل نقرأ في الإنجيل نهيَ النساء عنالحديث في الكنيسة فقد جاء في الرسالة السابقة : « لِتصمُت نساؤكم في الكنائس ، لأنه ليس مأذونًا لهن أن يتكلمن ، بل يخضعن كما يقول الناموس أيضًا . ولكن إن كنَّ يُردْن أن يتعلمنَ شيئًا فليسألنَ رجالهن في البيت ، لأنه قبيح بالنساء أن تتكلم في كنيسة » الرسالة الأولى لبولس إلى أهل « كورِنثوس » ، الإصحاح الرابع عشر / 34 ــــ 35 . و« الناموس » هو : الوحي .

العصر الجاهلي
(7) الحجاب عند عرب الجاهلية ) ، عرفت العرب في جاهليتها الحجاب ، فكانت تعتبره من سنن المحبة فالبنت عندهم إذا بلغت سن الزواج ، تعرض على الحي ليتزوجها ، ثم لا تحسر عن وجهها إلى عند نزول المصيبة. و عرف الحجاب عندهم بصور متعددة ، فمنه ( القناع ) ، كما قال الشنفري يصف زوجته:
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها *** إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
و منها الخمار و البرقع و النقاب و الجلباب و العباءة و الأزرار و الملحفة و الدرع و الهودج ، و هو محمل المرأة، وتجد في شعر عنترة العبسي قوله في قصيدته:
وَكَشَفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها *** حَتى أَعادَ اللَيلَ صُبحاً مُسفِرا
وفي قصيدته التي مطلعها:
فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ *** وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ
قال:
لَها مِن تَحتِ بُرقُعِها عُيونٌ *** صِحاحٌ حَشوُ جَفنَيها سَقامُ
وله أيضاً:
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ *** أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
وفي معلقته قال:
إِن تغد في دوني القِناعَ فَإِنَّني *** طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ
وأغدقت المرأة قناعها، أي أرسلته على وجهها كما في جمهرة اللغة وغيرها.
وكانت النساء تلبس الحجاب على أنواع منهن ، تستر جميع جسدها إلا الصدر والعنق و تزينه بالذهب و ما شابهه. و منهن منْ تستر بدنها كله ، و لا تكشف منهشيء ، ولكنها تخالط الرجال ، و تجلس بقربهم جنباً لجنب . و منهن منْ تكشف بعض خصلات من شعرها . و منهن لا يسترن إلا قليلا من أبدانهن مع كشف الشعر ، و المتن ، و العنق إلى أخره . و لذلك قال الله تعالى) وَ قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَاتَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (
انقلاب الموضة حيث كانت ازياء النساء فى سنة 1826 واسعه فضفاضة وازياء الرجال ضيقة
تلك كانت مجرد لمحة مختصرة لما كان عليه الحجاب قبل الإسلام، والذي يتضح من خلالها أن الحجاب كان نظاما معروفا قبل الإسلام، فمن يقرأ العهد القديم وكتب الأناجيل يُدرك أن حجاب المرأة، كان معروفا بين العبرانيين من عهد إبراهيم خليل الرحمن – عليه السلام – كما أنه ظل معروفا بينهم في أيام أنبيائهم جميعا إلى ما بعد ظهور المسيحية، فقد تكرر ذكر البرقع في غير موضع من تلك الكتب جميعا.
كما كان الحجاب منتشرا في الجزيرة العربية، فكان القوم وهم يتنقلون خلف العشب والكلأ يقسمون الخيام إلى قسمين: قسم للرجال، وآخر للنساء، وكان يحرم على الأجنبي رؤية تلك النسوة، وخير دليل على ذلك ما ورد في الشعر الجاهلي، معبرا عن هيام الشعراء بالنساء، اللاتي لُذن بالخدر عن أعين الغرباء – مثل المنخَّل اليشكري الذي هام حبا في فتاة الخدر قائلا:
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
هذا ولا ينبغي علينا ألا نغفل ما ذكرناه عند الحديث عن مكانة المرأة قبل الإسلام حيث وجدنا المرأة في العديد من البلدان قعيدة الدار في الجزء الخلفي حبيسة لا ترى القوم، ولا ترى منْ يأتي إلى الدار مثلما كان الحال في الهند وغيرها.
ثالثا: الإسلام والقضاء على الرق؟!: (5) ملك اليمين: السراري والإماء: رابعا: مآخذ أعداء الإسلام بشأن المرأة:الباب الثالث: الإسلام والمرأة
(5) ملك اليمين: السراري والإماء
ثالثا: الإسلام والقضاء على الرق؟!
رأينا فيما مضى كيف حث الإسلام على حُسن معاملة الرقيق، ومنع كافة أشكال الضرر عنهم سواء كان ضررا ماديا أو ضررا أدبيا، إضافة إلى العفو عما قد يصدر من الرقيق من إساءة، تلك المعاملة الكريمة من الإسلام للعبيد والإماء لا تتفق مع زعم البعض بأن الإسلام قد أساء للرقيق، وأنه لم يدعو إلى العتق بل دعي إلى الرق, وهذا الكلام ما هو إلا كذب وافتراء على الإسلام لا يقوم على حقائق ثابتة وإنما يقوم على أساس من العداوة المبنية على الكيد والحقد الذي غلف قلوب هؤلاء القوم.

قال الإمام الشعراوي ورحمه الله حول هذه النقطة :-
لقد اتهم أعداء الإسلام الإسلام زوراً بأنه هو الذي شرع الرق، ولكن الحقيقة أنه لم يبتدع أو يُنشيء الأسر والرق، ولكنه كان نظاماً موجوداً بالفعل وقت ظهور الإسلام ، وكانت منابع الرق متعددة بحق أو بباطل، بحرب أو بغير حرب، فقد يرتكب أحد جناية في حق الآخر ولا يقدر أن يعوضه فيقول: - خذني عبداً لك -، أو - خذ ابنتي جارية- ، وآخر قد يكون مَديناً فيقول: - خذ ابني عبداً لك أو ابنتي جارية لك -.
وكانت مصادر الرق – إذن – متعددة، ولم يكن للعتق إلا مصرف واحد. وهو إرادة السيد أن يعتق عبده أو يحرره، ومعنى ذلك أن عدد الرقيق والعبيد كان يتزايد ولا ينقص؛ لأن مصادره متعددة وليس هناك إلا باب واحد للخروج منه، وعندما جاء الإسلام ووجد الحال هكذا أراد أن يعالج مشكلة الرق ويعمل على تصفيته. ومن سمات الإسلام أنه يعالج مثل هذه الأمور بالتدريج وليس بالطفرة؛ فألغي الإسلام كل مصادر الرق إلا مصدراً واحداً وهو الحرب المشروعة التي يعلنها الإمام أو الحاكم. وكل رق من غير الحرب المشروعة حرام ولا يجوز الاسترقاق من غير طريقها، وفي ذات الوقت، عدد الإسلام أبواب عتق العبيد، وجعله كفارة لذنوب كثيرة لا يكفر عنها ولا يغفرها سبحانه وتعالى إلا بعتق رقبة، بل إنه زاد على ذلك في الثواب الكبير الذي يناله من يعتق رقبة حبا في الله وإيماناً به فقال سبحانه وتعالى:{ فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ }البلد: 11-13.

فإذا لم يرتكب الإنسان ذنباً يوجب عتق رقبة ولا أعتق رقبة بأريحية إيمانية، فإنه في هذه الحالة عليه أن يعامل الأسير معاملة الأخ له في الإسلام. فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه سيدنا أبو ذَر رَضي الله عنه. " إخوانكم خولكم جعلهم الله فتنة تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلفه ما يغلبه فليعنه ".
إذن فقد ساوى هذا الحديث الشريف بين العبد والسيد، وألغي التمييز بينهما؛ فجعل العبد يلبس مما يلبس سيده ويأكل مما يأكل أو يأكل معه؛ وفي العمل يعينه ويجعل يده بيده، ولا يناديه إلا بـ " يا فتاي " أو "يا فتاتي ".إذن فالإسلام قد جاء والرق موجود وأبوابه كثيرة متعددة ومصرفه واحد؛ فأقفل الأبواب كلها إلا باباً واحداً، وفتح مصارف الرق حتى تتم تصفيته تماماً بالتدريج.

وبالنسبة للنساء جاء التشريع السماوي في قول الله تعالى:{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } النساء: 3
وكان ذلك باباً جديداً من أبواب تصفية الرق؛ لأن الأمة إن تزوجت عبداً مثلها تظل على عبوديتها وأولادها عبيد، فإن أخذها الرجل إلى متاعه وأصبحت أم ولده يكون أولادها أحراراً، وبذلك واصل الإسلام تصفية الرق، وفي ذات الوقت أزاح عن الأنثى الكبت الجنسي الذي يمكن أن يجعلها تنحرف وهي بعيدة عن أهلها مقطوعة عن بيئتها، وترى حولها زوجات يتمتعن برعاية وحنان ومحبة الأزواج وهذه مسألة تحرك فيها العواطف، فأباح للرجل إن راقت عواطفهما لبعضهما أن يعاشرها كامرأته الحرة وأن ينجب منها وهي أمَة، وفي ذلك رفع لشأنها لأنها بالإنجاب تصبح زوجة، وفي ذات الوقت تصفية للرق.
لماذا لم يُحرم الإسلام الرق تحريما صريحا؟!
نشهد هجمة مفتعلة من قبل بعض المرجفين وبعض المنصرين والمبشرين للأديان الأخرى بأن الإسلام قد أباح الرق ولم يحرمه وقد لوثوا عقول كثير من شباب المسلمين بهذه الأفكار ، خاصة أولئك الشباب المتغرب أو المتجه فكرياً إلى مدارس الغرب أو المدرسة الشرقية ذات العقيدة الشيوعية والعلمانية
أمثال هؤلاء المرجفون رموا الإسلام بأنه اقر الرق عندما وضع للعبيد شرائع وأحكام فى الإسلام وأشاروا إلى بعض سور القرآن والأحاديث التي ذكرت الرق والعبودية ولكن فات عليهم أن الإسلام عندما جاء وجد كل العالم يمارس هذه التجارة وأنها ظاهرة موجودة حتى قبل الأديان السماوية التي يعتقدون فيها فكان الرق قبل اليهودية وقبل المسيحية وعرفته كل شعوب الدنيا وكان تجارة رائجة لها أسواقها وسلعة يستثمرها التجار للثراء يُباع فيها الإنسان ويُشترى ، ولم يسلم منها حتى الأنبياء فقد استرق يوسف عليه السلام وبيع فى مصر كغلام لعزيز مصر وكان أمرا عادياُ فى ذلك الوقت.
فلما جاء الإسلام لم يصدر أمرا مباشرا بالقضاء على الرق، لأن ذلك كان سيؤدي إلى كارثة بل إلى ثورة عارمة من قبل السادة، حيث كان الرقيق يُشكلون السواد الأعظم من العمالة في مختلف الاتجاهات، وبخاصة تلك المجالات التي يأنف منها السادة، هذا بخلاف لاستثمار العديد من السادة لمالهم من خلال شراء العبيد والجواري، ثم بيعهم وتحقيق الربح من وراء ذلك، فكيف بالإسلام يأتي ومرة واحدة يأمر بمنع الرق والعبودية دون أن يُهيئ الناس لتقبل الأمر، وبخاصة أن هذا الأمر يتعلق بصُلب الحياة الجاهلية.
ومن هنا أتى الإسلام بالحل للرق والعبودية من خلال عدة طرق منها
- تحريرهم بالمال نعم تحريرهم بالمال لان المال هو الذي جعلهم رقيقاُ ولا يمكن لدين عدل ودين رحمة مثل الإسلام أن يُسلب أموال الناس غصبا وكان العبيد يدخلون فى مضمون المال ، وان ينتزع أموال الناس بحجة تحرير العبيد دون أن يعطيهم حقهم الذي اشتروهم به ، ولكنه وضع حلاً لذلك بان جعل تحريرهم عن طريق فك رقبة مؤمنة ، وجعل نصيب يعادل %12.5 من الزكاة لتحريرهم ( فى الرقاب )
- جعل تحريرهم وعتقهم قربى لله تعالى وجعل ثوابه عظيم وحث عليه مما يدل دلالة واضحة لرفض الإسلام للرق واسترقاق الناس ، فانظر إلى سيدنا أبوبكر الصديق وهو يعتق بلال بعد أن دفع ما طلبه أمية بن خلف من مال فداء له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سيدنا اعتق سيدنا ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم السيادة لبلال بالإيمان وساوى بينه وبينا سيدنا أبوبكر رضي الله عنهما فى الحرية والسيادة رغم انه كان عبداً.
- عمد الإسلام على تضييق بل غلق كافة منافذ الرق ومن ثمة القضاء عليه، وهو الرق عن طريق الحرب ، وهذا ما يتأكد بعد أن أُلغي الرق سياسيا بمعاهدات دولية نجد أنها قد انتهت إلى ذات المبادئ التي جاء بها الإسلام ولم يأتي بها أي دين أخر وهي تبادل الأسرى والمعاملة بالمثل. وهو نفس المبدأ الذي جاء به الإسلام ،فليس من المعقول أن يأخذ عدو لي أولادي يسخرهم عنده لما يريد، وأنا أطلق أولاده الأسرى عندي، ولكن المعاملة بالمثل فإن منّوا نُمنّ، وإن فدوا نفد. قال تعالى:
{ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } سورة محمد – 4 –
والآن تعالوا بنا نرى كيف خطط الإسلام للقضاء على الرق دون ضياع لأموال السادة،أو ثورتهم ضد منع الرق والاسترقاق
كيف خطط الإسلام للقضاء على الرق؟!
من القواعد الثابتة في الشريعة الإسلامية في صدر الإسلام أنها حين تُعالج القضايا التي تعود المجتمع الجاهلي على ممارستها بشكل يومي حتى ألفها وأصبحت تُشكل جزء لا يتجزأ من حياته، وأصبح تخلصه منها يمثل عبء أو مشكلة تؤرقه وقد تقض مضجعه، هذا بخلاف سيئ آخر وهو طبيعة النفس البشرية التي ترفض أن تُجبر على الفعل قسرا وعنوة كل ذلك جعل الإسلام حين يُعالج تلك القضايا أن ينتهج نهج التدرج فى التكاليف بمعنى أن يدفع الناس من العادات البالية الضارة إلى الأخرى التي فيها صلاح المجتمع لكن على التدريج حتى لا ينفر الناس من تعاليمه لأنه من الصعب أن يتحول الفرد أو المجتمع من الشيء إلى النقيضمنه مرة واحدة وهذا ما يبدو لنا واضحا في مسألة تحريم الخمر ففي البدأ لفت القرآن الكريم نظر المسلمين أن هذه الخمر التي يحتسونها ليل نهار فيها منافع وفيها مضار ولكن ضررها أكبر من نفعها وذلك في قوله تعالى
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) سورة البقرة -219
وبعد أن فهم العقل لتلك الآية وتفكر فيها وأدرك معانيها وأن خمره تضره أكثر مما تنفعه، ونمى لديه ضميره الذي شرع في توبيخه على فعل ما يضره، جاء النداء القرآني إلى منْ إلى المؤمنين قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) سورة النساء -43-
بأن يُخففوا من شرب الخمر قرب الصلاة حتى يكون العقل واعيا أثناء الصلاة ، وإذا كانت الصلاة خمسة فروض مختلفة التوقيت والمؤمن مطالب بالامتناع عن شرب الخمر قُبيل وقت الصلاة حتى لا يقف بين يدي مولاه سكرانا من شرب الخمر، فهنا يشرع المؤمن على تدريب نفسه على الامتناع عن شرب الخمر قبل كل صلاة من الصلوات الخمس وما دام تمكن من تدريب نفسه عن تجنب شرب الخمر قبل الصلاة ومنعها من نفسه، فمن السهل عليه أن يمتنع عنها بالكلية لماذا لأن ضررها أكبر من نفعها، وحتى يكون عقله واعيا في الصلاة وليس سكرانا لان الناس وقتها كانوا يشربون الخمر أكثر من الماء لما تعود الناس على اجتناب الخمر فى معظم أوقات النهار انزل الله عز وجل
)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( سورة المائدة -90-
فلو أنزل الحق تبارك وتعالى قرآنا يقضي بتحريم الخمر دون نهج التدرج أي مرة واحدة لنفر الناس من الإسلام لماذا لأن المرء لا يمكنه أن يتحول من الفعل إلى ضده مرة واحدةفإذا منعوا عن الخمر مرة واحدة رجعوا إليه مرة واحدة وسبحان الله فى تدبيره لشئون خلقه إذ أن المصحات التي تعالج الإدمان فى عصرنا اليوم أخذت هذا المنهج وهو التدرج فى علاج الإدمان وذلك عن طريق سحب المخدر تدريجا من الجسد حتى لا تحدث صدمة للجهاز العصبي، وبذات الطريقة عالج الإسلام قضية الرق والاسترقاق، من بين الوسائل التي اتخذها الإسلام طريقا للقضاء على ظاهرة الرق والاسترقاق ما يلي:
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى