مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الجن في القران والسنة .

اذهب الى الأسفل

* الجن في القران والسنة . Empty * الجن في القران والسنة .

مُساهمة  طارق فتحي الإثنين أغسطس 08, 2011 2:57 pm

الجن في القران الكريم والحديث الشريف
و لقد بدأت بها لاني استغربت من الكثيرين بأنهم لا يؤمنون بهذه المخلوقات ولا يظنون بأن لهم تأثير على حياة البشر.. بل وزدت استغراباً من بعض اخواني المسلمين الذين لا يؤمنون بالجن ويؤمنون بما يسمى بالاشباح او الارواح وتناسخ الارواح... بهذا الموضوع سأحاول ان ابين بقدر الامكان عن عالم الجن وما انواعهم واصنافهم وطريقه عيشهم واكلهم وشربهم وما الامور التي يفعلونها ليخدعون بها البشر ضعيفين الايمان...

أدلة من القرآن الكريم والأحاديث النبوية:

في القرآن الكريم:
ورد لفظ ( الجن، والجان، والجِنَّة ) في تسع وعشرين آية من القرآن الكريم
فمن الآيات ما يتحدث عن خلق الجن كقوله تعالى: ((وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ .))

ومنها ما يتحدث عن عداوة بعض الجن للأنبياء، كقوله تعالى: ((جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ .))

ومنها ما يتحدث عن إرسال الرسل إليهم، في قوله تعالىSad( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ أيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ . ))

وعن عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن الكريم، قوله تعالى: (( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا . ))

وعن صرف بعض الجن إلى النبي (ص) يستمعون القرآن، قوله تعالى: (( وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ . ))

وفي القرآن الكريم، أن قريشاً جعلت بين الله وبين الجن نسباً: (( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ،))وأنها جعلت الجن شركاء له: (( وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ . أي جعلوا لله الجن شركاء في عبادتهم إياه؛ فافتعلوا له بنين وبنات جهلاً وكذباً. )) وزعم كفار قريش أن الله تزوج الجن، وإن الملائكة هم بناته من هذا الزواج. " فقد روي أن كفار قريش قالوا: الملائكة بنات الله. فقال لهم أبو بكر الصديق: فمن أمهاتهم؟ قالوا: بنات سراة الجن " . تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

الجن في الحديث الشريف (هنا سأذكر عدد ذكرهم في الاحاديث):

وردت نصوص كثيرة في هذا المعنى، من أشهر دواوين الحديث الكتب الستة ومسند أحمد وموطأ مالك والدارمي:
أ. ففي البخاري ( 16 حديث ).
ب. وفي مسلم ( 13 حديث ).
ج. وفي الترمذي ( 10 أحاديث ).
د. وفي النسائي ( 3 أحاديث ).
هـ. وفي أبو داود ( 8 أحاديث ).
و. وفي ابن ماجه ( 5 أحاديث ).
ز. وفي أحمد ( 37 حديث ).
ح. وفي الدارمي ( 6 أحاديث ).

سوف اتكلم الان عن اصل الجن ومما مخلوقون.. كما نحن خلقنا من تراب..فهم خلقوا من نار:

فالجن مخلوقون من النار، كما في قوله تعالى: (( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ)) ، وكذلك في قوله تعالى: (( وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ . ))

والمارج: الشعلة الساطعة ذات اللهب الشديد. ومارج النار: هو طرف اللهب، وطرف اللهب هو خالص اللهب وأحسنه، كما قال ابن عباس. وعن عبد الله بن مسعود: هذه السموم جزء من سبعين جزءاً من السموم، التي خلق منها الجان، ثم قرأ الآية، وعن عمرو بن دينار: من نار الشمس .
وفي الحديث عن عائشة عن النبي، قالت: قال رسول الله: ((خُلِقَتْ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ نُورٍ وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ . ))

*أصل الجن وعلاقته بالطاقة :

يرى بعض الباحثين أن أصل الجن طاقة حرارية، وذلك بناءً على النصوص القرآنية، التي تشير إلى أن الجن مخلوق من نار، وأن هذه النار هي نار خالصة خاصة لا دخان لها، وأن منها تتنزل الصواعق، ومعلوم أن الصواعق هي طاقة كهربائية. وهذه الصواعق تتنزل من نار السموم، والتي منها كان خلق الجان؛ فعلى ذلك، تكون مادة الجن والطاقة الكهربية واحدة، وهي نار السموم، النار الخالصة اللهب التي لا دخان لها .

*زمن خلق الجن (هل قبل خلق البشر او بعدهم؟):

قال بعض علماء المسلمين أن الجن خُلقوا قبل آدم، بألفي سنة. وكان خلقهم " يوم الخميس " .
من الواضح في القرآن الكريم أن خلق الجن سبق خلق الإنسان، كما في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ . ))
فالخبر هنا واضح في أن الجان مخلوق قبل الإنسان.

*أسماء الجن المختلفة:

. إذا ذُكر الجن خالصاً قيل: جني.
ب. وإذا أُريد الذي يسكن مع الناس منهم، قيل: عامر، وجمعه عُمَّار.
ج. ويقال للذين يعرضون للصبيان: أرواح.
د. ويقال للخبيث منهم: شيطان.
هـ. وللقوي: عفريت .

*أصناف الجن (في هذه النقطة سوف اختصر اصنافهم وانواعهم وسوف اتطرق بموضوع اخر عن صفات دقيقة لأنواعهم واشكالهم وطبقاتهم وطريقة عيشهم... وعن الفرق بين الجني والشيطان وما هو القرين والخ...)
الجن ثلاثة أصناف:
أ. صنف يطير في الهواء.
ب. صنف حيّات وكلاب.
ج. صنف يحلون ويظعنون ، وهم السعالي

* طعامهم وشرابهم وطريقة اكلهم ( وهنا ايضاً سأتكلم بشكل بسيط وسأتكلم بالتفصيل لاحقاً):

ورد في الحديث أن النبي، قال: ( لاَ تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلاَ بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنْ الْجِنِّ . )
كما أن طعام الجن مثل طعام الإنسان، أحياناً، وهم يشاركونه أكله في بعض الأحيان. فقد روي عن عمر بن الخطاب، أنه سأل المفقود، الذي استهوته الجن: ما كان طعامهم؟ قال: الفول. قال: فما كان شرابهم؟ قال: الجدف . ورووا أن طعامهم الرمة، وما لم يذكر اسم الله عليه" .

أما عن كيفية أكلهم:
ذهب بعض الناس إلى أن الجن يمضغون الطعام، وقيل يبلعون بلا مضغ . وذهب آخرون إلى أنهم لا يأكلون ولا يشربون. وهم الصنف الذي كالريح. وذهب فريق آخر إلى أنهم صنفان: صنف يأكل ويشرب، وصنف لا يأكل ولا يشرب، وهم خلاصتهم، وإنما يتغذون عن طريق الشم.

* تزاوج الجن:

ذكر وهب بن منبه أن الجن نوعان: نوع جن خالص، وهؤلاء ريح لا يأكلون ولا يشربون ولا يموتون ولا يتوالدون، ومنهم أجناس يفعلون هذا كله، مثل السعالي والغول، وهي أنواع من الجن، وأشباه ذلك، ونوع آخر.
وهناك أدلة قرآنية تدل على قدرة الجن على التناسل...
كما في قوله تعالى في حديثه عن الحور العين: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَانٌّ ). وقوله تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ) . فوضح من الآية أن له ذرية، مما يدل على التناسل.

* تشكل الجن (وقد اختلف بعض العلماء بهذه الناحية ولكن سوف اتطرق اليها بمواضيع أخرى):

قد تتمثل الجن في صور حيوانات ذات شعر كثيف، وذلك هو تصور الشعوب السامية لها؛ لذلك قيل لها ( سعريم ) ، أي ذات الشعر، في العبرانية. وهي تختار الأماكن الموحشة المقفرة في الظلام، مثل رهبان الليل، وتذهب مع الحيوانات، التي تنفر من الإنسان، مثل النعامـة

والجن لهم قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، من الإنسان والحيوان؛ فقد يتشكل الجان في صورة حيوان، وخاصة الكلب الأسود والقط الأسود.
وجاء في الحديث أن (إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَإِنَّهُ يَسْتُرُهُ إِذَا كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلُ آخِرَةِ الرَّحْلِ فَإِنَّهُ يَقْطَعُ صَلاَتَهُ الْحِمَارُ وَالْمَرْأَةُ وَالْكَلْبُ الأَسْوَدُ )، قيل السبب في ذلك لأنه شيطان. وعلل ابن تيمية السواد هنا بقوله: ( السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة حرارة ) ، وكذلك يظهر الجان أحيانا في شكل الحيّات وعقارب.

* قدرات الجن (قدرات الجن كثيرة وعجيبة تدل على ذكائهم وصناعاتهم والتكنولوجيا التي لديهم والتي لا يستوعبها عقل وسوف اتطرق بموضوع اخر عن قدراتهم بالتفصيل):

جاء في القرآن الكريم ما يدل على أن الجن لهم قدرات هائلة في القوة والسرعة والانتقال، ومن ذلك قصة الجني مع النبي سليمان، عندما عرض عليه أن يأتيه بعرش ملكة سبأ قبل أن يقوم من مقامه .
ومن قدراتهم، كذلك، عملهم للنبي سليمان أعمالاً كثيرة، تدل على الذكاء والمهارة، كما في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ . ثم قال: يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ .)
ومن دلائل قدراتهم، أنهم قد سبقوا الإنسان لريادة الفضاء، قبل آلاف السنين. فقد كانوا يسترقون السمع، فلما بعث النبي ـ أخبرت الجن: ( وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (Cool وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا )

*أذى الجن ونفعهم للبشر ( للجن قصص كثيرة تروى من أناس تأذوا منهم او استفادوا منهم وسأخصص موضوع اخر عن قصصهم):

قد يسرق الجن الأطفال والرجال والنساء، وللإخباريين قصص يروونه في ذلك.
وينسب فقدان الأشخاص في البوادي إلى الجن، في الغالب. غير أنها قد تنفع الناس، كذلك، لأن من الجن من هو طيب النفس، مفيد نافع. وذكر في ذلك أن الشاعر عبيد بن الأبرص رأى حية، فـسقاها. فلما ضلّ جمل له وتاه، نادى هاتف بصوت مسموع، سمعه عبيد بن الأبر، مشيراً إلى الموضع، الذي ذهب الجمل إليه. فذهب عبيد إلى المكان، وجاء بجمله. وكان هذا الهاتف هو صوت الحية، التي هي جان من الجن .
تقوم الجن بأعمالها بشكل غير منظور، في الغالب؛ لأنها أرواح. وقد تحذّر الإنسان أو تُرشده إلى شيء يريده بصوت جهوري مسموع، يقال له: الهاتف، من دون أن يرى الشخص أو الأشخاص صاحب ذلك الصوت.
وقد ذكر ( الجاحظ ) أن " الأعراب وأشباه الأعراب لا يتحاشون من الإيمان بالهاتف، بل يتعجبون ممن ردّ ذلك ".
ثم سقال: " قالوا: وبسبب نقل الجن للأخبار علمَ الناس بوفاة الملوك، والأمور المهمة، كما تسامعوا بموت المنصور بالبصرة، وفي اليوم الذي توفي فيه بقرب مكة. ونحو هذا من الأخبار " .
*تزعم العرب أن الطاعون من الجن، ويسمّون الطاعون رماح الجن....


* عجز الجن:

ومع قدرات الجن الهائلة، إلاّ أن فيهم جوانب عجز، ولقدراتهم حداً معيناً لا يتعدونه؛ فهم لا يستطيعون الإتيان بالمعجزات، ولا يستطيعون أن يأتوا بمثل القرآن الكريم، مثلاً. فقد تحداهم الله ـ عزّ وجلّ ـ مع الإنسان، في قوله تعالى: ( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْءآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا . )
كما لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدوداً معينة في الفضاء. قال تعالى: ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ أَلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ ).
كما لا يفتحون الأبواب المغلقة، ولا يستطيعون أن يلحقوا أذى بأي إنسان، اذا كان الانسان متحصناً بالقرآن الكريم وببعض الأذكار ولا يقدروا على ايذاء اي انسان ما لم يكن قدَّره الله عليه .

* نقلهم الاخبار والصور (وسوف اتطرق بمواضيع اخرى عن مشايخ يتحدثون بما اخبروهم الجن بالتفصيل):

ذكر ابن تيمية: أن بعض الشيوخ الذين كان لهم اتصال بالجن أخبره: " إن الجن يرونه شيئاً براقاً مثل الماء والزجاج، ويمثلون له فيه ما يطلب منه من الإخبار به. قال: فأخبر الناس به. ويوصلون إليَّ كلام من استغاث بي من أصحابي، فأجيبه، فيوصلون جوابي إليه " !

* مساكن الجن وبلدانهم (سأتطرق لها بالتفصيل بمواضيع اخرى):

قيل يسكنون الخراب والفلوات ومواضع النجاسات، كالحمامات والحشوش والمزابل. وقد جاءت الأحاديث النبوية في النهي عن الصلاة في هذه الأماكن، لأنها مأوى الجن والشياطين . كما سكنت الجن المواضع المظلمة، والفجوات العميقة فيها وباطن الأرض. لذلك، قيل لها: ساكنو الأرض.
وقال البعض سكنت المقابر. والمقابر هي من المواضع الرئيسية المأهولة بالجن، ولذلك يخشى كثير من الناس ارتيادها ليلاً. وهى لا بد أن تكون على هذه الصفة، فهي مواطن الموتى، والموت نفسه شيء مخيف، والجن أنفسها مخلوقات مخيفة؛ فهل يوجد موضع أنسب من هذا الوضع لسكن الجن، وقد يكن الجن بأعماق البحار والمحيطات وفوق سطوح البحار...

أما عن بلدان الجن التي تروى عنها :
تزعم الأعراب أن الجن سكنت ( وبار ) . وحمتها من كل من أرادها، وهي بلاد من أخصب بلاد العرب، وأكثرهـا شجراً، وأطيبها ثمراً، وأكثرها حَباً وعنباً. فإن دنا إنسان من تلك البلاد، متعمداً أو غالطاً، حثوا في وجهه التراب، فإن أبى الرجوع خبلوه، وربما قتلوه. فليس في تلك البلاد إلاّ الجن والإبل الوحشية.
وقد زعموا أن ( يبرين ) من مواطن الجن. وكانت في الأصل مواضع عاد، فلما هلكت، سكنتها قبائل الجن. وقد روى أهل الأخبار قصصاً عنها، وعن اتصالها بالإنسان. وزعم بعض منهم أن ( النسناس )، هم قوم من الجن.
وقد ورد مثل هذه الأقوال عن مواضع أخرى، كانت عامرة آهلة، ثم أقفرت، مثل الحِجر موضع ديار ثمود، مما يدل على أن من اعتقادات العرب، قبل الإسلام، هو أن المواضع التي تصيبها الكوارث، تكون بعد هلاك أصحابها مواطن للجن. وهذه الأساطير تتداول عند العبرانيين، وعند غيرهم من الشعوب.
وأشير في شعر ( لبيد ) إلى ( جن البدي ). قيل: " والبدي: البادية، أو موضع بعينه ". وقيل واد لبني عامر. وأشار ( النابغة ) إلى ( جنة البقار ). وذكر إن البقار واد، أو رملة، أو جبل، سكنته الجن، فنسبت إليه. وأشير إلى ( جنة عبقر ) في شعر ( زهير ) و ( لبيد ) و ( حاتم ). وعبقر أرض بالبادية كثيرة الجن، وذكر بعضهم أنها باليمن.
وعبقر قرية يسكنها الجن فيما زعموا، فكلما رأوا شيئاً غريباً مما يصعب عمله، أو شيئاً عظيماً في نفسه، نسبوه إليها. ولهذا قالوا: العبقري للسيد الكامل من كل شيء، وللذكي الممتاز...

*مجتمع الجن وطريقة عيشهم:

تتألف الجن من عشائر وقبائل، تربط بينها رابطة القربى وصلة الرحم. وهي كأي عشائر أو قبائل رُحّل، تتقاتل فيما بينها، ويغزو بعضها بعضاً. ولها أسماء، ذَكَرَ بعضاً منها أهل الأخبار، كما أن لها ملوكاً وحكاماً وسادات قبائل. فهي في حياتها تحيا على شكل نظام حياة الناس. وإذا اعتدى معتد على جان انتقمت قبيلته كلها من المعتدي أو المعتدين. وبين قبائل الجن عصبية شديدة، كعصبية القبيلة عند الجاهليين، وهي تراعي حرمة الجوار، وتحفظ الذمم والعقود وتعقد الأحلاف. ومن قبائل الجن ( بنو غزوان ) أو ( بنو عزوان ). وقد تتقاتل طوائف من الجن، فيثير قتالها عواصف الغبار، ولذلك فسر الجاهليون حدوث العواصف والزوابع بفعل الجن. وتوافق هذه الفكرة فكرة إحداث الجن للرياح والعواصف مع ما ورد في المزامير من أسفار التوراة.
وهم مثل البشر، فيهم الحضر، أهل القرار، وفيهم المتنقلة وهم أعراب الجن، وفيهم من يسير بالنهار، وفيهم من يسير بالليل، وهم ( سَراة الجن )، و( السراة ).
وللجن، كما للإنس، سادة ورؤساء وعظماء، يقال لهم: الشنقناق والشيصبان . وقد ذكر ذلك في شعر ( بشار بن برد) ، وفي شعر حسان بن ثابت كذلك.
وعقد الجاهليون أحلافاً مع الجن، على التعاون والتعاضد؛ فقد ذُكر أن قوماً من العرب، كانوا قد تحالفوا مع قوم من الجن من ( بني مالك بن أقيش ) .

* حيوانات الجن ( كما لنخةا نحن البشر حيوانات ودواب فهم لهم.. وليست لدى البشر الكثير من المعلومات عن حيواناتهم) :

الحوشي، من الإبل، من نسل إبل الجن. ويقال إنها منسوبة إلى ( الحوش )، بلاد الجن من وراء رمل يبرين، لا يمر بها أحد من الناس. وقيل هم من بلاد الجن. وقيل الحوشية إبل الجن، أو منسوبة إلى الحوش وهي فحول جن، تزعم العرب أنها ضربت في نعم ( بني مهرة بن حيدان ) فنتجت النجائب المهرية، من تلك الفحول الوحشية، فنسبت إليها، فهي لا يكاد يدركها التعب !
أما عن علف دواب الجن وماذا يأكلون: أخبر النبي، في حديث ورد في صحيح مسلم، أن علف دوابهم بعر دواب الإنس .

للتواصل : tariq_fatehy@yahoo.c
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى