مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الكيان الصهيوني وتجنيد العملاء لخدمة أهدافه وتحقيق أمنياته بالاغتيالات

اذهب الى الأسفل

* الكيان الصهيوني وتجنيد العملاء لخدمة أهدافه وتحقيق أمنياته بالاغتيالات Empty * الكيان الصهيوني وتجنيد العملاء لخدمة أهدافه وتحقيق أمنياته بالاغتيالات

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة ديسمبر 04, 2015 8:59 am

دأب الكيان الصهيوني منذ عهود طويلة على تجنيد العملاء لخدمة أهدافه وتحقيق أمنياته في الاستيلاء شيئاً فشيئاً على أرض المعياد دون منازع بعد إغراق شبابها خاصة وشباب العالم العربي الثالث عموماً في مستنقع الخيانة.

فلم يتوانَ لحظة عن انتهاج أحدث الأساليب والتقنيات لتجنيد العملاء؛ من بين الإغراءات المادية وتوريط أصحاب النفوس الضعيفة في علاقات مشبوهة، ومن ثمّ المساومة إما الفضيحة وإما التعاون، فيختارون التعاون وبيع الوطن والأرض بفتات بخس من الشواكل.

وأخيراً أضحى الإنترنت الوسيلة الأسرع والأنجع في تجنيد المزيد من العملاء في ظل ما يعانونه؛ من فراغ بسبب البطالة، ومن كبت بسبب عدم الفرص لتنفيذ خطوط مستقبلهم الذي كانوا قد رسموه في الطفولة وريعان الشباب، فينكبون لإفراغ آلامهم وما يعانونه من إحباط على شاشات غرف الدردشة والمنتديات التي تزخر بها الشبكة العنكبوتية، يبدأون بالتفاعل مع كل فرد على الشبكة عربياً كان أو أجنبياً، يتحدثون في الأمور الخاصة والعامة دون وعي وإدراك، يقدمون مفاتيح شخصياتهم ونقاط ضعفهم للشبكات التي تعمد إلى تجنيد العملاء دون معرفة منهم بذلك، ويفاجؤون بأنهم سقطوا بعد ذلك في الخيانة، فلا يملكون عندها إلا بيع الوطن وإمداد تلك الشبكات التابعة للمخابرات الصهيونية بما تريده من معلومات، وتدلل على ذلك حالاتُ الاغتيال الناجحة التي نفذتها دولةُ الاحتلال في حق قيادات فلسطينية بإرشاد من العملاء بدءًا من اغتيالهم علي حسن سلامة في يناير 1979م وليس انتهاءً باغتيال الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 22 من مارس 2004م مروراً باغتيال الكثير من القادة الفلسطينيين، وعلى رأسهم الرجل الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية خليل الوزير أبو جهاد الذي اغتيل في السادس عشر من إبريل 1988م.

التجنيد عبر الشات:
في ظل البطالة وعدم فرص العمل لدى الآلاف المؤلفة من الشباب العربي عامة والفلسطين خاصة نظراً للظروف الاقتصادية والسياسة القاضية بتضييق الحصار والخناق على الفلسطينيين أملاً في إذلالهم وقبولهم بالمساومة على الأرض والوطن، ومع الانفتاح التكنولوجي والثورة المعلوماتية الهائلة التي شهدها العالم بفعل انتشار الشبكة العنكبوتية باتت غرفة الشات والدردشة الصديق الأوحد للشباب العربي يهربون إليها من هموم واقعهم المأسوي يبثون فيها طموحاتهم وأحلامهم عبر الحديث عنها مع كل من يطرق باب غرفة الدردشة دون وعي وإدراك بأن ذلك يكون فخًا؛ ويكون هدفهم الأول والأخير التفريغ وإشباع رغبات لا يستطيعون تحقيقها على أرض الواقع لقصر ذات اليد وعدم الفرص، ولا يعنيهم إن أنفقوا ما لديهم من موارد مادية قليلة عليها، تجدهم يتحدثون عن الجنس ظناً منهم أنه وسيلة للبعد عن الأمور السياسية فيكشفون عن خبايا نفوسهم ونقاط ضعفهم ويتحدثون عن فقرهم وأحلامهم التي ذهبت أدراج الرياح يتحدثون عن أخص خصوصياتهم دون خوف أو وجل أو خجل أو حذر، فيكونون طعماً سائغاً وصيداً سهلاً لمن امتهنوا تجنيد العملاء عبر غرف الشات والمنتديات "المخابرات الإسرائيلية".

مؤخراً كشفت مجلة "لوماجازين ديسراييل" اليهودية والتي تصدر في فرنسا أن المخابرات الإسرائيلية والأمريكية تعمد إلى تجنيد عملائها عبر الإنترنت من خلال تحليل حوارات الدردشة التي يتبادلها الشبابُ العربي لساعات طويلة عبر الإنترنت والتي غالباً ما يصفها الشباب أنفسهم بأنها أمور تافهة وغير مهمة إلا أنها في حقيقة الأمر لدى الخبراء النفسيين تساعد على قراءة السلوك العربي وخاصة سلوك الشباب الذي يمثل أكثر من 70% من سكان الوطن العربي فتحدد المداخل التي تمكّن المخابرات الإسرائيلية من استقطابه لخدمة أهدافها دون أن يشعر بذلك إلا بعد التورط والوقوع في مستنقع الخيانة فلا يكون لديه مناص من الاستمرار في التعامل مقابل ثمن بخس لا يغني عن ذرة من تراب الوطن أو قطرة من دماء شهداء المقاومة الأحرار.
البداية:

في عام 1998م جاء ضابط المخابرات الإسرائيلي "موشي أهارون" - والذي وقف وراء الكثير من عمليات اغتيال القادة والشخصيات الفلسطينية في نيروبي وساحل العاج وتركيا وتونس ويوغسلافيا وإسبانيا وإيطاليا- إلى مقر وكالة الاستخبارات الأمريكية يقدم لها الحقائق (اللوجستيكية) الخاصة بالدول المارقة -كما تنعتها إدارة البيت الأبيض- والتي اعتادت المخابرات الإسرائيلية تقديمها للأمريكان، لكن الأمر لم يقتصر على ذلك فقط بل تعداه إلى محاولته إيجاد الدعم (اللوجستيكي) غير المعلوماتي المادي لتأسيس مكتب مخابراتي ثابت ومتحرك عبر الإنترنت، وتشير الصحيفة إلى أن الفكرة في بداية الأمر بدت غريبة إلا أنها مثيرة للاهتمام للأمريكان، واشترطوا أن يكونوا ضمن الشبكة، ولم يكن من المخابرات الإسرائيلية إلا الموافقة لأسباب مادية أولاً إذ إنها لم تكن قادرة على ضمان نجاح التجربة في ظل عدم المساعدة الأمريكية في توفير الأقمار الصناعية والمواقع البريدية التي تخدم الشات والدردشة بكل مجالاتها وتفرعاتها والتي هي الملهى والموطن الأساسي للشباب العربي المحبط في قارات العالم الخامس.

الكشف والتنفيذ:
ظل أمر المكتب طي الكتمان والسرية حتى عام 2001م تحديداً في شهر مايو؛ إذ أشارت جريدة التايمز إلى وجود شبكة مخابرات تعمل على جمع أكبر عدد من العملاء العرب عبر الإنترنت ومن ثمّ تجنيدهم واستغلالهم في الحصول على معلومات في غاية الأهمية تساعدها في تحقيق أهدافها بحلم "إسرائيل الكبرى" وأعلن في العام نفسه فعلياً عن تأسيس "مكتب المخابرات عبر الإنترنت" بقيادة ضباط من المخابرات الإسرائيلية ترأسهم موشي أهارون.

ما نشرته الصحيفة أثار جدلاً وامتعاضاً من السفارة الإسرائيلية في فرنسا وعبّر السفير الإسرائيلي في فرنسا عن امتعاضه وغضبه قائلاً: إن المجلة اليهودية كشفت أسراراً لا يحق لها أن تكشفها في حين ردت الصحيفة بأن ما نشرته يأتي في إطار الحق في المعرفة.

وفي الوقت نفسه نشرت جريدة اللومند الفرنسية أيضاً في السابع والعشرين من مايو 2002م ملفاً آخرَ عن حرب الإنترنت، مؤكدة وجودها منذ عشرات السنين، وأنها فقط توسعت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م فأضحت حرباً تدميرية تهدف إلى احتكار سوق الإنترنت من خلال مجموعة من المواقع الإلكترونية التي طفت إلى السطح بعد ذلك التاريخ، وأكدت الصحيفة أن ما يزيد عن 58% من المواقع تلك كانت فروعاً من أجهزة الاستخبارات للدول الأوروبية والعالمية كالولايات المتحدة وإسرائيل أولاً ومن ثم بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، ومن ثمّ توالى الكشف عن مواقع الإنترنت التي أطلقها رجال في الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية فكان أدون وردان صاحب الاسم اللامع في المخابرات الإسرائيلية في الداخل والخارج هو ذاته دانيال دوميليو صاحب موقع شباب حر الذي أطلق في العام 2003م وبمجرد الإعلان عن انطلاقته زاره أكثر من عشرة ملايين زائر من مختلف أقطار العالم إلا أنه توقف بعدما كشفته صحيفة الصنداي.

آلية التجنيد:
تقوم أجهزة المخابرات الإسرائيلية بمساعدة خبراء نفسيين؛ يقرؤون الشخصيات ويحللون سلوكياتهم واحتياجاتهم باستقطاب أصحاب النفوس الضعيفة منهم للعمل معها في مستنقع الخيانة أملاً في تحقيق حلم "إسرائيل الكبرى".

البداية تجيء من أن الشاب العربي المحبط من كافة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية حوله يجد عبر غرف الشات والدردشات من يسمعه ويتحاور معه ويصغي إليه باهتمام ولا يعلم أن إصغاءه بهدف الحصول على معلومات دقيقة عن نفسيته تمكنهم مستقبلاً من تجنيده عميلاً محققاً لأهدافهم بائعاً لأهله ووطنه، يعطي الشاب كل ما لديه ويتحدث في أمور كثيرة وخاصة جداً ظناً منه أنه بذلك يبتعد عن بوتقة السياسة إلا أنه يقع فيها، والجدير بالذكر أن المخابرات الإسرائيلية تسعى جاهدة في هذه المواقع إلى توظيف ضباط نساء في هذه المهمة نظراً لأن الطلب عليهن أكبر في العالم الثالث ومنطقة الشرق الأوسط وفقاً للصحيفة، ناهيك عن أن الشباب عامةً مندفع لتعرف الجنس اللطيف في الغالب.

وفي السياق نفسه يشير جيرالد نيرو صاحب كتاب "مخاطر الإنترنت" الذي يعمل أستاذا بكلية علم النفس في جامعة بروفانس الفرنسية أن شبكة مخابرات الإنترنت التي يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون تعمد إلى استقطاب الشباب في دول محور الصراع العربي الفلسطيني ودول المحور الجنوب الأمريكي؛ إذ تمنحهم مساحة من الحوار الذي غالباً ما يفتقدونه في حياتهم اليومية فيتحدثون بطلاقة أكثر خاصة إذا ما استعملوا أسماءً مستعارة تتيح لهم حرية أوسع في الحوار، ناهيك عن أن الشباب غالباً ما تستقطبهم هذه المواقع بحثاً عن الجنس اللطيف للحوار فتكون المسألة سهلة لضباط المخابرات الإسرائيلية الذين يقومون بأدوارهم في غرف الدردشة؛ فيتم تجنيد العملاء انطلاقاً من الحوارات الخاصة في غرف الدردشة التي تشمل عادةً الحديث عن الصور الإباحية والجنس بحيث يسعى رجل المخابرات هنا إلى الإيقاع بذلك الشخص ودمجه في عالم العميل.

وترى د.مارى سيجال -إخصائية اجتماعية مختصة فى السلوك البشرى بجامعة (لوروا) ببلجيكا- أن مخابرات الإنترنت مصطلح جديد برغم وجوده حقيقة واقعية قبل غزو العراق حيث عمد الأمريكان إلى قراءة الشخصية العراقية من خلال الإنترنت وذلك باستقطاب أكبر عدد من العراقيين لدراسة شخصيتهم قبل البدء بغزو العراق، مبينةً أن استقطاب المعلومات لم يعد أمراً معقداً؛ فالعميل الآن أصبح جاهزاً يمكن إيجاده على الخط بدلاً من تجنيده بشكل مباشر وتضيف: "يمكن أيضاً تبادل المعلومات معه والكشف عن خفاياه وأسراره الخاصة والعامة بطريقة غير مباشرة، مؤكدة أن ضابط المخابرات الإسرائيلى الأمريكى وليام سميث -الذى عمل خلال الحرب الباردة ضمن فرقة المخابرات المعلوماتية- استطاع تجنيد شبان عاطلين عن العمل في أمريكا اللاتينية بكتابة تقارير عن الأوضاع السائدة في بلدانهم فكانت في غاية الأهمية والخطورة واستفاد منها استفادة كبيرة.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/culture/0/1040/#ixzz3tLBu2nRs

اغتيال قادة منظمة التحرير
وفي 10 من إبريل 1973م قام باراك بالعملية التى أحدثت تحولا حاسما في حياته العسكرية، عندما قاد عملية اغتيال ثلاثة من كبار قادة منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بعد أن انتزعهم من فراشهم، وقد تخفى باراك في ملابس فتاة شقراء، وتم خلال العملية اغتيال كل من "محمد يوسف النجار" قائد منظمة "أيلول الأسود"، و"كمال عدوان" رئيس شعبة العمليات الخاصة في "فتح"، و"كمال ناصر" الناطق باسم عرفات، ولم يجد باراك حرجا في اغتيال قادة سياسيين وسط أسرهم، بل تم خلال العملية قتلُ زوجة أحد القادة الثلاثة، الأمر الذي سوغه باراك بعد ذلك "بأن الظروف اقتضت ذلك"، وقد وصف باراك مشاعره إزاء ما لاحظه على الضحايا من ذهول وفزع ذاكراً أنه لم يتردد في إطلاق النار عليهم واصفاً ما تناثر من دمائهم وأجزاء أجسامهم، ورجع باراك إلى بيته منتشيا ليحكي لزوجته تفاصيل العملية.
وفي يونيو 1973م منح باراك الوسام الخامس خلال خدمته العسكرية، وودع في العام نفسه دورية الأركان، وقرر الحصول على إجازة من الجيش وتوجه إلى الولايات المتحدة لاستكمال تعليمه.
وعندما نشبت حرب أكتوبر 73، عاد باراك مسرعا إلى إسرائيل، وتم إرساله على رأس لواء مدرعات احتياط إلى شبه جزيرة سيناء، لإنقاذ القوات الإسرائيلية، التي كانت شبه منهارة، وذهل باراك من حجم التخبط في أداء الإسرائيليين، والخسائر الفادحة التى تحملها الجيش، وأرسل باراك إلى منطقة المزرعة الصينية لإنقاذ القوات المحاصرة هناك، وتحملت قواته خسائر فادحة على يد رجال المشاة المصريين، وكانت أوامره لجنوده أن يدهسوا المصريين تحت دباباتهم، وخرج لواء باراك من المعركة شبهَ مدمر، ولكن الأوامر صدرت إليه بالمشاركة في ثغرة الدفرسوار، لمساندة قوات شارون، وهناك ارتكب باراك مذبحة قام خلالها بقتل أكثر من مائتي أسير مصري بحجة أنه لا يملك قوات كافية لحراستهم.
وقد غيرت حرب أكتوبر كثيرا من قناعات باراك، خاصة فيما يتعلق بالجيش الإسرائيلي، وكذلك نظريته بإمكانية التعايش مع العرب، وبعد الحرب تم تعيين باراك قائدا للواء مدرع 104، وفي عام 1976م شارك في قيادة عملية "مطار عنتيبي"، وازدادت في ذلك الوقت قوة العلاقة بين باراك وشارون، وقاتل الأخير بشدة من أجل تولى باراك قيادة الجيش الإسرائيلي عام 82، لكنه أخفق، وتم تعيين باراك نائبا لقائد الجيش.
• تشكيل فرق "المستعربين":
وفي عام 1986م عين باراك قائدا للقطاع الأوسط، وقام في أثناء قيادته للقطاع بتشكيل فرق "المستعربين" المسئولة عن اغتيال مئات الفلسطينيين خلال الانتفاضة، وأطلق على تلك القوات في الضفة "دوفدفان" أما في غزة فسميت "شمشون"، كما أنه اعتمد خلال تعامله مع الانتفاضة على سياسة "تكسير العظام" ضد أطفال الانتفاضة
وكان لا بد من مكافأة باراك على جهوده في قمع الانتفاضة، فعين عام 87 نائبا لرئيس الأركان، ليصل في عام 92 إلى المنصب الذي طالما حلم به "رئاسة الأركان".
وبعد توليه لقيادة الأركان عمل باراك على إجراء تعديلات على تشكيل القوات الإسرائيلية، بما يتيح لها القيام بمهام هجومية بسرعة وكفاءة أكثر مما جرى في لبنان عام 82، كما أنشأ قطاعا رابعا في الجيش الإسرائيلي، هو قطاع المؤخرة، ويضم تل أبيب وحيفا ومدن الداخل الإسرائيلي مما يعطي القطاعات الأخرى فرصة القيام بمهام قتالية، دون أن تتحمل عبء الدفاع عن العمق الإسرائيلي.
ومع خروج باراك من الجيش عام 94، نجح رابين في جذبه إلى حزب العمل، محاولا الاستفادة من سمعته لدى الإسرائيليين كقائد عسكري، بذل الكثير من أجل إسرائيل.
ويتسم باراك - كما وصفه المقربون منه - بالصرامة والشدة، والاعتداد بالنفس الذي يصل إلى درجة الغرور، والميل إلى الاستبداد على نحو عبَّر فيه قادةٌ في حزب العمل عن تبرمهم من تجاهله لهم، كما عُرف عنه أيضاً مراوغته السياسية، وقدرته على إخفاء نياته الحقيقية وأهدافه الرئيسية، ويتضح من أحاديث باراك الصحفية أن مفهومه للصراع العربي مع إسرائيل يقوم على الأساس الصهيوني العنصري، ففي حين يعترف بأنه قد حل بالفلسطينيين نوع من الظلم (نتيجة إقامة إسرائيل) إلا أن هذا الظلم أقل من العدل الذي حصل عليه اليهود، وأقل من الظلم الذي كان يلحق اليهود، لو لم يستولوا على أرض فلسطين.
واستخلص فريقٌ من المراقبين السياسيين من تاريخ باراك العسكري واعتداده بهذا التاريخ وترديده أنه الرجل الحاصل على أكبر عدد من الأوسمة ما مفاده أنه ليس الزعيم القادر على صنع التسوية مع العرب، بل همه الأول هو أمن إسرائيل والمبالغة في تحقيقه على حساب الأرض والحقوق العربية، وقد تأكَّد لديهم هذا الاعتقادُ بما بدأ به باراك حكمه بترديد لاءاته الخمس المعروفة؛ فلا عودة لحدود ما قبل الخامس من يونيو 1967م، ولا للتراجع عن القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل وتحت سيادتها، ولا تراجع عن ضم مستوطنات الضفة الغربية تحت سيطرة إسرائيل، ولا سماح بوجود جيش أجنبي أو عربي في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين.
ولقد تعرض باراك لانتقاد شديد من قبل بعض الطوائف اليهودية نتيجة سياسته الدموية، ورغبته المحمومة لقتل الفلسطينيين، فاتهمت "شولاميت ألوني" الرئيسة السابقة لحركة "ميريتس" باراك بأنه "مقاول للقتل"، وفي تصريحات أدلت بها للإذاعة الإسرائيلية قالت ألوني: إن باراك يمارس سادية غير مسبوقة في تعامله مع الفلسطينيين، وتساءلت: "كيف يتسنى لباراك أن يفرض نظام حظر التَّجْوال على أكثر من مئة وعشرين ألفاً من الفلسطينيين في الخليل لمجرد أن يسمح لبضع مئات من مستوطني الخليل اليهود أن يستعرضوا بسلاحهم". وقالت ألوني: إنه لو كان هناك أدنى درجة من العدل لكان جميع مستوطني الخليل في السجن، ووصفت ألوني مستوطني الخليل بأنهم أقرب للنازيين في تربيتهم وممارساتهم، وباراك يدافع عن "نازيين".
• السفاح شارون:
وفي نهاية المطاف يأتي أريل شارون، الذي كتب الله عليه أن ينساه العالم وهو حي، وأن يطلب الموت فلا يجده، فها هو ذا منذ أكثر من عام ينام في سرير مرضه، وقد وضعوا جسده تحت مجموعة من الأجهزة التي تخفف عنه آلام المرض.
ويتمتع هذا السفاح الصهيوني - كغيره من قادة إسرائيل - بكراهية هائلة في العالم العربي والإسلامي، فقد كتب تاريخه بدماء آلاف الفلسطينيين الذين استشهدوا في مذابح قادها بنفسه أو تسبب فيها، وتختلف نظرة الإسرائيليين لشارون، ففي حين يراه البعض الحامي الوحيد للحقوق اليهودية، يراه آخرون الزعيم العنيد الذي قوض جهود السلام، لكن نظرة العرب له واحدة وثابتة إذ يحمِّلونه مسؤولية مقتل الآلاف من الفلسطينيين في مذابح واشتباكات وقعت على مدى عدة عقود ماضية، ولا ينسون دوره في مذابح صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982م.
وهو السبب في تفشي أعمال العنف في القدس والأراضي المحتلة، التي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء الفلسطينيين، وكان أبرزهم الطفل الفلسطيني محمد الدرة الذي استشهد برصاصات الجنود الصهاينة على مرأى ومسمع من العالم كله، هذا علاوة على آلاف الجرحى الذين سقطوا في هذه المصادمات، التي اندلعت عقب زيارته المستفزة تحت حراسة مئات الجنود الصهاينة للحرم القدسي الشريف.
ولد شارون في كفر ملال عام 1928م لأسرة روسية مهاجرة إلى فلسطين، وتربى في مزرعة في غرب فلسطين تحت الانتداب البريطاني، والتحق بالجيش عام 1942م عندما كان الجيش الصهيوني عبارة عن عصابات، وفي عام 1948م شارك في الحرب وجرح، ومن عام 1949م عمل لمدة عام قائدا لوحدة الجولاني، ثم ضابط مخابرات للقيادة المركزية والشمالية من 1951م إلى 1952م، وفي عام 1953م قام بتشكيل القوة 101 عمليات خاصة التي أغارت على بعض المعاقل الفلسطينية ردا على هجمات شنها الفلسطينيون، وكانت القوة 101 مصدر كره عميق من جانب الفلسطينيين، إذ يتهمونها باستهداف المدنيين الأبرياء، وفي إحدى الغارات قتلت الوحدة تسعة وستين فلسطينيا غالبيتُهم من النساء والأطفال في قرية أردنية.
وفي 1956م عين قائدا لفرقة مظلات في الحرب، وفي 1958م تولى قيادة مدرسة المشاة، كما تولي قيادة كتيبة مشاة وأخرى للمدرعات حتى عام 1964م، عندما أصبح رئيس أركان قيادة الشمال حتى 1965م، وقاد شارون وحدة مدرعة في أثناء حربي 1967م و1973م بين إسرائيل والعرب.
وعندما اعتزل الحياة العسكرية بعد حرب 1973م تفرغ للسياسة فانتخب عضوا بالكنيست عام 1974م، ثم تولى عددا من الوزارات منها وزارة الزراعة عام 1977م، والدفاع عام 1981م، والصناعة والتجارة عام 1984م، والبناء والإسكان عام 1992م.
والسفاح شارون له باع طويل في قتل الأسرى المصريين والشرب من دمائهم حتى الثمالة، ففي عام 1956م عندما صدرت أوامر الانسحاب للقوات المصرية خلال العدوان الثلاثي، لم تكن هناك خطة منظمة لانسحاب القوات، فسقط في الأسر آلاف الجنود المصريين، فأوقف شارون المئات من الأسرى، وطلب من كل أسير أن يحفر بيديه حفرة كبيرة أمامه، ثم أمر ببدء المذبحة وإطلاق النار عليهم، وهذا المشهد تكرر في أنحاء كثيرة من سيناء وبقيادة شارون.
وفي عام 1967م جاءت له الفرصة مرة أخري لاحتساء دماء المصريين، وعلى نطاق أوسع، فقد انسحبت القوات المسلحة المصرية من سيناء عشوائيا، وكان لا بد أن يسقط آلاف الأسرى في أيدي السفاحين الإسرائيليين وعلى رأسهم شارون، فكانوا يجبرون الأسرى على إغماض عيونهم، ثم تقييدهم بالحبال، وإصدار الأوامر لهم بالانبطاح على بطونهم في طابور طويل، ثم تأتي الدبابات لتسير عليهم، وبهذه الوحشية استشهد مئات الجنود المصريين.
وبعد النكسة تم تعيين شارون قائدا للقوات الإسرائيلية في الجبهة الجنوبية "مصر" وظل قائدا لها حتى عام 1972م، وفي أثناء عمله على هذه الجبهة لم يعجبه وجودُ رفح مصرية ورفح فلسطينية، وقرر تفريغ رفح المصرية، وكانت عملية التفريغ واحدة من المجازر البشعة التي قام بها هذا السفاح، فقد قاد قواته ودخل المدينة وطلب من سكانها المصريين مغادرتها ومن رفض كان مصيره القتل في مذبحة غير مسبوقة إلا على أيدي السفاحين الإسرائيليين.
ويصف "عوزي هوفمان" كاتب سيرة شارون، مذبحة رفح بقوله: "قرر شارون إخلاء منطقة رفح المصرية من سكانها المصريين، حيث شرد سبعة آلاف مصري، واستشهد عدد كبير منهم"
ثم يقول: "لقد نفذ شارون عملية الإخلاء بمنتهى الوحشية، وتفنن هو وجنوده في مصادرة أملاك البدو، وطرد أكثر من سبعة آلاف مصري من محل إقامتهم، وأجبر المصريين على الرحيل من رفح، وكل من رفض كان نصيبه الذبح كالنعاج".
أما أكثر اللحظات إثارةً للجدل في تاريخ شارون الحافل بالجرائم والمذابح بعد مذبحة الأسرى، فقد جاءت عام 1982م عندما دبر - كوزير للدفاع في ذلك الوقت - الغزو الإسرائيلي للبنان لطرد المقاتلين الفلسطينيين منه، وهذه هي العملية التي خرج على إثرها الزعيم الفلسطيني (ياسر عرفات) ورفاقه من لبنان، لكنها أيضا خلفت واحدة من أبشع المذابح في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، إذ قامت الميليشيات المسيحية في لبنان - وتحت إشراف وحماية القوات الإسرائيلية - بقتل مئات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا غرب بيروت في سبتمبر 1982م.
وأجبر شارون على التنحي عن منصبه بعد أن أثبت تحقيق إسرائيلي رسمي في المذبحة مسؤوليته غير المباشرة عنها. وبدلا من أن تنتهي حياته السياسية، عززت الحرب في لبنان صورة شارون في أعين الكثير من الإسرائيليين باعتباره القائد القوي، وظل شارون في الحكومة متقلدا العديد من المناصب، وتنقل شارون بين عدد من الوزارات قبل المذبحة وبعدها، فقد تولى منصب المستشار الأمني الخاص لرئيس الوزراء إسحق رابين، ثم وزيرا للزراعة والدفاع والتجارة والصناعة والإسكان والخارجية.
ويستمر شارون منذ تولى رئاسة وزراء الكيان الصهيوني في ممارسة العنف والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني بكل صوره وأشكاله، واجتياح الأراضي الفلسطينية واغتيال قيادات الجهاد الإسلامي بالصواريخ الموجهة والطائرات، ليسجل لنفسه أعلى الأسهم في عدد من قتلهم من أفراد الشعب الفلسطيني، وليصبح أعتى مجرم حرب عرفته البشرية في هذا العصر.. وعندما أقعده المرض خلفه في القيادة أيهود أولمرت ليبدأ هو أيضا تسجيلَ تاريخه الأسود بممارسة كل أشكال العنف والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني
وبعد:
فماذا ينتظر العربُ والمسلمون من هؤلاء السفاحين القتلة، مجرمي الحرب الذين يحكمون الكيان الصهيوني؟ هل يرجى منهم الحفاظُ على عهود السلام ومواثيقه، وقد نقضوا عهودهم مع الله ورسله، وعاثوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل؟
إننا كعرب يجب أن نعيد حساباتنا مع هؤلاء القتلة والسفاحين الذين يتبادلون الأدوار على ساحة السياسة الإسرائيلية لينفذوا مخططاتهم في إقامة إسرائيل الكبرى، ويتمادوا في خداع العرب والمسلمين باسم السلام المزعوم، وهم أبعد ما يكونون عنه، اذ تقوم حياتهم على الحرب والمكر والخداع ونقض العهود والمواثيق.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى