مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* تاريخ علوم الأرض عند المسلمين - الجغرافيا وأقسامها - الجولوجيا

اذهب الى الأسفل

* تاريخ علوم الأرض عند المسلمين - الجغرافيا وأقسامها - الجولوجيا Empty * تاريخ علوم الأرض عند المسلمين - الجغرافيا وأقسامها - الجولوجيا

مُساهمة  طارق فتحي الجمعة أكتوبر 02, 2015 9:38 am

تاريخ علوم الأرض عند المسلمين
يعالج موضوعُ تاريخ العلوم عند المسلمين، علمينِ من علوم الأرض: علم الجغرافية الذي يصِفُ سطح الأرض، من حيث الملامحُ الطبيعية، والمناخ، والإنتاج، والشعوب، وتوزيع ذلك كلِّه، وعلم الأرض (= الجيولوجيا)، الذي يتناولَ -من بين ما يتناول- باطنَ الأرض، وتكوُّنَ الجبال، والزلازل والصخور، والرُّسوبيات... إلخ.
لا شك أنَّ ظروفَ الحياة التي عاشها العربيُّ في بلادٍ متراميةِ الأطراف، تكثُر فيها الصحارى الواسعة والبوادي الشاسعة، متنقِّلًا فيها بإبلِه وأغنامه من مكانٍ إلى آخرَ، طلبًا للماء والكَلأ والمرعى - لا شك أنَّ هذه الظروف، دفعت العربيَّ الذي يعيش فيها إلى التعرُّف على معالِمَ ثابتةٍ، وعلاماتٍ دائمة تُمكِّنُه من الانتقال، مستهديًا بها في حلِّه وتَرحاله، ساعده على ذلك السماءُ الصافية فوق بلادِ العرب خلال معظم أيام السنة، بما فيها من نجومٍ ساطعة، وكواكبَ زاهرة، ساعده على الاهتداء بها، فما كان ليضلَّ بعد ذلك في مجاهلِ بواديها، وظلمات صحاريها، وإلى ذلك يُشير القرآن الكريم في قوله -تعالى-: ﴿ وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 15، 16].
وفي قوله -جل وعلا-: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 97].
ولا عجب -بالطبع- أن ترسُخَ هذه المعالِم في ذهن ابنِ هذه البلاد الجافية القاحلة، ولا عجبَ -كذلك- أن يدوِّنَها في شِعره الذي يسجِّلُ فيه خواطرَه وخَلَجاتِ قلبِه، ويجعل أسماءَ الأماكن والمواضع تتصدَّر قصائدَه، التي قد تتخلَّلها أسماءُ بعض النجوم والكواكب أيضًا:
أَمِنْ أمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَمْ تَكلَّمِ
بِحَومانةِ الدَّرَّاجِ فالمتَثَلَّمِ
ودارٌ لها بالرَّقْمتينِ كأنَّها
مَرَاجيعُ وَشمٍ في نواشِرِ مِعْصمِ
وسهيلٌ كوجنةِ الحِبِّ في اللَّو
نِ، وقلبِ المُحبِّ في الخَفقَانِ
ضرَّجَتْه دمًا سيوفُ الأعادي
فبكَتْ رحمةً له الشِّعْريانِ
لم تقتصر معرفتُه الجغرافية على بلادِه هذه، بل جمع شيئًا من المعلومات الجغرافية عن البلاد المجاورةِ، وبعض البلاد النائية التي وصل إليها عبر رحلاتِه التي كان يقوم بها البعضُ، ومنها رحلتا الشِّتاء والصيف: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4].
فعرَف شيئًا عن الجغرافية الطبيعية والوصفيَّة والاقتصادية لتلك البلادِ بما لا مزيدَ عليه، أفادَتْه هذه المعرفةُ في أمورٍ كثيرة، ولا سيما إِبان الفتوحاتِ الإسلامية الأولى، وما قصةُ الانتقالِ السريع الموفَّق الذي قام به سيفُ الله خالدُ بن الوليد -رضوان الله عليه- وجنودُه من العراق إلى مشارفِ دمشقَ عبر بادية الشام، إلا ثمرة من ثمراتِ المعرفة الجغرافية التي رسَخت في ذهن ذلك العربي، البعيدِ عن المدارس وأماكنِ التعليم.
وإذا كانت معرفةُ العربي الجغرافيةُ محدودةً ومقصورة على بلاد قليلة، فإن معرفتَه في علم الأرض (= الجيولوجية) أقلُّ بكثير؛ فهي لا تعدو إشاراتٍ تتناول الحِرار؛ أي: الأراضيَ البركانية ذات الحجارة السوداء، والزلازل، وبعض الجبال.
وهكذا فإنه يمكن القول: إنَّ المعرفةَ الجغرافية والمعرفة الجيولوجية لم تكن شيئًا يُذكر أمام تلك المعرفة الواسعة الرَّفيعة التي اكتُسبت بعد أن عَمَّ الإسلامُ العبادَ والبلاد.
فلقد كان الإسلامُ بما فيه من تعاليمَ تقتضي معرفةَ جهة القبلة وأوقات الصلوات والصيام والحج... إلخ - أهمَّ عامل في ما حظِيت به المعرفةُ الجغرافية عند المسلمين من توسُّعٍ هائل، فعِلْمُ الجغرافية - كما يذكر المقدسيُّ في مقدمة كتابه: "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" - يمثِّلُ بابًا لا بد منه للمسافرين والتجار، ولا غنى عنه للصالحين والأخيار؛ إذ هو علمٌ ترغبُ فيه الملوكُ والكبراء، ويطلبه القضاةُ والفقهاء، وتُحبُّه العامةُ والرؤساء، بل يذهب البيروني - وقد جاء بعد المقدسي بنحو ستين عامًا - إلى أبعدَ من ذلك في أهمية علم الجغرافية والفَلَك معًا، حيث يقول في كتابه: "تحديد نهايات الأماكن":
"ولو لم يكن بنا حاجةٌ في تحقيق المسافات بين البلدان وحصرِ المعمورة، بحيث يُعرف سمات بعض بلدانها عن بعض - غيرَ الحاجة إلى تصحيحِ القِبلة، لوجب علينا صرفُ العناية إليها، وقصرُ الهمة عليها، فالإسلام قد عمَّ أكثرَ الأرض، وبلغ مُلكه أقصى المشارق والمغارب، وكلٌّ منهم محتاجٌ لإقامة الصلاة، ونشرِ الدعوة إلى القِبلة".
ومن ثم يذكر البَيروني محاولته تأليفَ كتاب شامل عن الجغرافية، وكيف أنه بدأ بتصحيح المسافات بين البلدان، وتصحيحِ أسمائها، فأنفق في سبيل ذلك أموالاً طائلة لمن سلكوا مختلَف البقاع، ولم يضنَّ عليهم بالمناصب الكبرى، ويذكر -كذلك- أنه عمل نصف كرةٍ من أجل هذا الغرض.
ومن الأمور اللافتة للانتباه أن المسلمين عرفوا -ومنذ وقت مبكِّر- أهميةَ خرائط البلدان والمدن، فاهتموا بها في فتوحاتهم شرقًا وغربًا، ورد في الكامل في التاريخ (لابن الأثير (ت 630هـ/ 1233م) أن قتيبةَ بن مسلم الباهلي كتب سنة 89هـ إلى الحجَّاج يُخبره أنه استعصى عليه فتحُ مدينة بخارى، فكتب إليه الحجَّاج يطلب منه أن يصوِّرَها ويبعثَ إليه بصورتها، فلما وصلت الصورةُ إلى الحجَّاج تفرَّس فيها، ثم كتب إلى قتيبة: أنْ تُبْ إلى الله -جل ثناؤه- مما كان منك، وائتِها من مكان كذا وكذا... ففعل قتيبةُ وفُتحت بخارى سنة 90هـ.
بَيْدَ أن اطَّرادَ المعرفة الجغرافية لم يبرز جليًّا إلا عقِب النشاط الهائل الذي بذله بعضُ أهل الخاصة والعامة من المسلمين في نقل الكتب الأجنبية إلى اللغة العربية، وكان "كتاب السند هند" و"المجسطي" من ضمن الكتب التي تُرجمت إلى العربية.
وكان لكتاب بطليموس "المجسطي"، الذي يمثِّل الاتجاه اليوناني - أثرٌ أعظم في المسار الجغرافي عند المسلمين، من أثر "كتاب السند هند"، الذي يمثِّل المنحى الفارسيَّ الهندي.
وهكذا بدأت دراسةُ الجغرافية علمًا في مطلع القرن الثالث الهجري/ القرن التاسع الميلادي، وعلى الأخصِّ إبَّان حُكم الخليفة العباسي المأمون (ت 218هـ/ 832م) وبحسَب المدرك اليوناني؛ ذلك لأن المسلمين غدَوا على معرفة تامة ببحوث بطليموس ونظريته الجغرافية القائلة: إنَّ ساحل إفريقية الشرقيَّ يمتد إلى أقصى الشرق.
ولقد وضع الخُوارزمي (ت 232هـ/ 846م) كتابًا في "صورة الأرض" كان على هدَى كتاب بطليموس، جمع فيه الخوارزمي نتائجَ البحوث التي قام بها المسلمون الأوائل، وأظهر فيه جهاتٍ خاصة، منها تقسيم العالَم المسكون إلى سبعِ مناطقَ أو أقاليم، مما لا يوجد في المجسطي، فضلًا عن أنه عالج فيه خطوطَ طول وعَرض الأماكن والجبال والبحار والأنهار وأسماء المدن الواقعة على الجانب المعمور من الأرض، وفي الكتاب عددٌ من الخرائط كذلك.
قال نلِّينو: إنَّ مثل هذا الكتاب لا تقوى على وضعِه أمَّةٌ أوروبية في فجر نهضتِها العلمية.
لقد اتخذ المسلمون في البداءة علماءَ اليونان -ولا سيما بطليموس- أدلاَّءَ لهم في علم الجغرافية، لم يلبثوا -كما يذكر غوستاف لوبون- أن فاقوا أساتذتَهم فيه على حسب عادتهم؛ فقد بدأت الترجمةُ تؤتي ثمارَها بدءًا من النصف الثاني من القرن الثالث للهجرة/ التاسع للميلاد؛ إذ كثُر التأليفُ في الجغرافية، وبخاصة الجغرافية الوصفية، بعناوين "المسالك والممالك" و"مسالك الممالك"، و"البلدان"، امتازت هذه الكتبُ بالاستقلال إلى حدٍّ كبير، وبالارتقاء بمستوى الخرائط أيضًا.
بيد أنه ينبغي أن يشارَ هنا إلى أن المسلمين ألَّفوا كتبًا، في وقت مبكِّر في الأنواء والأجواء، تتناول بشكلٍ أو بآخر نواحيَ جغرافيةً، فاقتُضي ذكرُ بعضها؛ لِما لها من صلة بعلم الجغرافية، وكتاب الأنواء لمؤَرّج السدوسي (ت 195هـ/ 810م) يُعَدُّ أقدمَ هذه الكتب، يليه كتاب النَّضْر بن شُميل (203هـ/ 818م)، وغيره كثير...
أما في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، فقد حصل تقدُّمٌ عظيم في بحوث مدرسة الجغرافيِّين المسلمين، كان من شأنه أن خلَّف أعمقَ الأثر في كتب المسلمين الجغرافية وآرائهم، تمتاز الكتبُ التي صنِّفت خلال هذه المدة بمعالجةٍ دقيقة منظَّمةٍ للأمور الجغرافية، وتبسيطِها بالخرائط المفسِّرة، مما يطلق عليه اسم "الوصف".
وقد برز -بالطبع- عددٌ كبير من المؤلِّفين الجغرافيين المسلمين، تميزوا بنزعةٍ قوية إلى التنقُّل والتَّرحال وجمع المعلومات، نزعة تكشف -كما يقول ألدوميلي- عن مَلَكة التطلُّع القوية عند العلماء المسلمين.
وما كان هذا التقدُّمُ العظيم في علم الجغرافية بخاصة، وفي العلوم الأخرى بعامة، ما كان ليكونَ لولا الأمنُ الذي انتشر في ربوع بلاد المسلمين، بفضل هذا الدِّين الكريم وما ينطوي عليه من تعاليمَ ساميةٍ، ولولا اتباعُ المنهج القرآنيِّ، الذي ذُكر في مقدِّمة هذا البحث، وخلاصتُه أن على العالِم أن يتثبَّتَ من معلوماته بالملاحظة والمشاهدة والتجرِبة أحيانًا، ثم يستخلصَ النتائج في صورِ حقائقَ علميةٍ جديدة.
والرحلة -بالنسبة للجغرافي- تمثِّلُ العينَ المبصرة في الدراسة الميدانية، بما يكفُلُ حملَ لواء الإضافة والتطوير والتجديد؛ ولهذا قلما وُجِد كاتبٌ في الجغرافية لم يَقُمْ برحلة طويلة عبر البلدان، بل إن بعضهم قضى سنين طويلةً في رحلاته؛ فالمسعودي (ت 346هـ/ 957م) -على سبيل المثال- قضى خمسًا وعشرين سنة من حياته في الطواف في مملكة الخلفاء الواسعة، وفي الممالكِ المجاورة لها كبلاد الهند، فَقَيَّدَ ما شاهده في تآليفِه المهمة التي يُعَدُّ كتاب "مروج الذهب" أشهرَها، يصِفُ فيه -من بين ما يصف- البلدان والجبال والبحار والممالك والدول.
كذلك فعل المقدسي الآنف الذكر، بل إنَّ رحلات ابن حوقل (ت بعد 387هـ/ 977م) استغرقت نَيِّفًا وثلاثين سنة، ومن بعدهم فعَلَ البيروني ذلك، فقد رافق السلطانَ محمود الغَزْنَوي في حملته على الهند.
وتُعَدُّ رحلة ابن جبير الأندلسي (ت 614هـ/ 1217م) من أشهرِ ما عرف من الرحلات التي أُنجزت بعد الإدريسي، ثم رحلة ابن بطوطة المرَّاكشي (ت 777هـ/ 1376م) التي حصلت بعد رحلة ابن جبير بقرنٍ من الزمن، واستغرقت خمسًا وعشرين سنة.
وممن يُذكَر من الرحالة: نور الدين أبو الحسن علي بن موسى بن محمد بن عبدالملك بن سعيد المغربي الغَرناطي الأندلسي (ت685هـ/ 1286م)، فقد جال في الدِّيار المصرية والعراق والشام، وجمع وصنَّف، وهو صاحب كتاب "المُغرب في حلى المَغرب"، يقع في 15 مجلدًا، توارثت أسرتُه تأليفَه حتى وصل فأكمله.
يكشف هذا الكتابُ عن نموِّ المعلومات الجغرافية عن إفريقية، وهو -كما يقول كرامرز في كتاب "تراث الإسلام"- أقربُ إلى الجغرافية الفلكية؛ نظرًا لدقَّتِه العظيمة في تعيين مواقع الأمصار والمدن الرئيسية تعيينًا جغرافيًّا، ويضيف كرامرز أنَّ هذا الكتابَ كان إلى ما قبل مائة سنة تقريبًا أحسنَ الآثار الجغرافية المعروفة عند العرب بعد الإدريسي.
ولم يَخْفَ هذا الاتجاهُ على المنصفين من علماء الغرب في العصر الحديث؛ إذ أشاد بعضُهم بهذه الرُّوح المنهجية المتميزة، فهذا غليد ما يستر Gildmeister يُشيد بالمقدسي (ت نحو 380هـ/ 990م) صاحب كتاب "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" حين يقول: إنَّ المقدسيَّ امتاز عن سائر علماء البلدان بكثرةِ ملاحظاته وسَعةِ نظره.
بل إن سبرنغر Sprenger يذهب إلى القولِ: لَم يتجوَّلْ سائحٌ في البلاد كما تجوَّل المقدسي؛ ولم ينتبِهْ أو يحسن ترتيبَ ما عَلِمَ به مثلُه.
والحق أنَّ المقدسيَّ وغيرَه من العلماء المسلمين المرموقين تقيَّدوا بالمنهج العلمي الرصين الذي رسمَتْه لهم تعاليم الإسلام، وانعكس ذلك على أعمالهم وكتاباتهم.
يقول المقدسيُّ -من بين ما يقول- في مقدمة كتابه الآنف الذكر:
"اعلم أني أسَّست هذا الكتابَ على قواعدَ محكمةٍ، وأسندتُه بدعائمَ قوية، وتحرَّيْتُ جهدي الصوابَ، واستعنت بفهم أولي الألباب... "ووصف" ما شاهدتُه وعقَلته، وعرفته وعلَّقته (أي ما كتبه عن أستاذ أو عن عالم سمعه منه)... فما وقع عليه اتفاقُهم (الذين قرأ لهم أو سألهم) أثبتُّه، وما اختلفوا فيه نبذته، وما لم يكن لي بدٌّ من الوصول إليه والوقوف عليه قصدتُه، ومالم يقَرَّ في قلبي ولم يقبَلْه عقلي (وكان لا بد من ذكره) أسندته إلى الذي ذكره... وقد اجتهدنا في أن لا نذكر شيئًا قد سطروه، ولا نشرح أمرًا قد أوردوه إلا عند الضرورة؛ لئلا نبخسَ حقوقهم، ولا نسرقَ من تصانيفِهم، مع أنه لا يَعرف فضلَ كتابنا هذا إلا مَن نظر في كتبهم أو دَوَّخ البلدان (أي سار في البلدان) وكان من أهل العلم والفطنة".
ويؤكِّد البيروني (ت 440هـ/ 1048م) التمسُّكَ بالمنهج العلمي التجريبي القويم في مقدمة كتابه "القانون المسعودي" بقوله: "... وإنما فعلتُ ما هو واجبٌ على كل إنسان أن يعملَه في صناعته من تقبُّلِ اجتهادِ من تقدَّمه بالمنة، وتصحيحِ خللٍ إن عثر عليه بلا حشمة، وخاصة فيما يمتنع إدراكُ صميمِ الحقيقة فيه، من تقاديرِ الحركات وتخليدِ ما يلوح له فيها؛ تذكرةً لمن تأخَّر عنه بالزمان وأتى بعده، وقرنتُ بكل عمل في كلِّ باب من عللِه، وذكر ما توليتُ من عمله، ما يبعُد به المتأمِّلُ عن تقليدي فيه، ويفتتح له باب الاستصواب لِمَا أصبتُ فيه، أو الإصلاح لِمَا زللتُ عنه أو سهوت في حسابه".
فالبيروني يرفض هنا أن يحاكيَه أحدٌ محاكاةَ الببغاء، ويؤكِّد على من يدرس كتبَه ورسائله أن يقبل منها ما يجِدُ فيها الصواب، وهو مطمئنٌّ، وأن يصلحَ ما يصادفُه من خطأ أو سهو.
ولقد كان لهذه الكتب القيِّمة والمنهج الذي طرقه مؤلِّفوها أثرُهما العظيم على الكتَّاب النصارى في أوروبَّا.
يقول كرامرز في كتاب "تراث الاسلام" حين ذكر شخصية الإدريسي الجغرافي النابغة: "إنَّ التقاء الملِك روجر بالإدريسي ووضعَ ثقتِه فيه لدليلٌ واضحٌ على مدى الإقرار بتفوُّق الثقافة الإسلامية آنذاك"، ويضيف قائلًا: "إنه يصعب الحكمُ بأن كتاب الإدريسي بقِي مجهولًا من العلماء النَّصارى في صقلية وإيطاليا وغيرها من البلاد النَّصرانية، ما دام ألَّفه -كما نعلم- في مركز الاحتكاكِ الجغرافي والتاريخي للحضارتين الإسلامية والنَّصرانية".
ويذهب كرامرز إلى القول: إنَّ أوروبَّا التي استفادت كثيرًا من خبرة المسلمين الذين كانوا في زمنٍ ما سادةَ الدنيا ينبغي أن تعدَّهم أسلافًا مثقَّفين كاملي العدَّة في العلوم الجغرافية من ناحيتي الاستكشافات والتجارة الدولية.
إن تأثيرَ الإسلام الذي يمكِنُ تلمُّسُه في مدينتنا الحاضرة في هذه النواحي العلمية الجغرافية، يظهرُ لنا في الكثير من المصطلحاتِ ذاتِ الأصل العربي في قاموسَيْ "التجارة وعلم الفلاحة"، وحريٌّ أن يقالَ أخيرًا: إن مؤلِّفي الكتب الجغرافية في العالم الإسلامي، كثيرًا ما ربطوا بين البيئة وبين النَّشاط البشري في البلد المعنيِّ، وهذا أمرٌ مهمٌّ لا يخفى على دارسي الجغرافية وعلم الاجتماع.

الجغرافيا ...
هو علم يدرس الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها، ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية "وصف الأرض". وقد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون ويسجلون مشاهداتهم عن البلاد والأقاليم التي يزورونها.
وكلمة الجغرافية في اللغة العربية تعتبر حديثة بعض الشئ، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق.
اتفق على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي:
الجغرافيا الطبيعية وهي التي تهتم بدراسة طبيعة الأرض من حيث البنية الجيولوجية والظواهر الجوية والنبات والحيوان الطبيعي أو البري. ومنها أيضاً الجغرافيا الفلكية وتهتم بدراسة شكل الأرض وحجمها وحركتها وكرويتها وعلاقاتها بالكواكب الأخرى.
الجغرافيا البشرية وتنقسم إلى جغرافية السكان والجغرافيا الاقتصادية والجغرافيا السياسية وتبحث في أقطار الأرض وحدودها السياسية ومشكلاتها وسكانها
علم الخرائط: وهو علم يهتم بالخرائط وطرق إنشاءها
وأخيراً انضم فرع جديد هو نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
أهمية علم الجغرافيا
ان الجغرافيا لم تعد ذلك العلم الذي يهتم بوصف الظواهر وصفاً سطحياً بعيداً عن الواقع بل أصبحت ذلك التخصص الذي يتماشى والتطور العلمي الحديث المعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات الحديثة وبذلك صارت في الاتجاه التطبيقي الذي يعرف اليوم بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي ترفض أن تستمر بعيداً عن الانشغالات الكبرى للإنسان وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع مختلف العلوم فهي تمثل همزة وصل متينة بين هذه العلوم وهي تسخرها جميعا لخدمتها وتأخذ منها ما يخدمها ويميزها عن غيرها وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في المنهج الجغرافي والمحتوى العلمي وكذلك في الأساليب التي يعتمد عليها في تحقيق الأهداف والأغراض، ولعل من أسباب هذه التحولات أيضاً ما طرأ على المحتوى البشري من تطور كبير حيث أصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن بالأمس معروفة حتى وكأن المتتبع لأعمال الجغرافيين يلمس ذلك الاهتمام المتزايد بالتركيز على دراسة الظواهر والمواضيع الطبيعية والبشرية المختلفة بطريقة تختلف عما كانت عليه في الماضي بفضل استخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم استعانة بالإحصاء والإعلام الآلي والرياضيات والنماذج والهندسة والطبيعة والكيمياء، وكان لذلك التطور في استخدام مثل هذه الوسائل نتائج هامة أسفرت عن دفع عجلة الجغرافيا وجعلها علما يتماشى وعصر التكنولوجيا ،حتى أطلق البعض على هذا التحول في استخدام الوسائل والمناهج مصطلح (الثورة الكمية في الجغرافيا)، وهذه الثورة لقيت ترحيباً كبيراً من الجغرافيين لأن للمنهج الكمي مزاياه كثيرة ولعل أبرزها وأهمها أن النتائج التي يمكن التوصل إليها تكون أكثر دقة بفضل التحليل العلمي لتسلسل الأحداث وهذا التحليل العلمي الجغرافي يبرز النظم التي أثرت في وجود الظواهر المختلفة التي يتعرض لها الجغرافي بالدراسة والتطرق لها عبر ابحاث ودراسات عليا، فهو لا يكتفي بالوصف بقدر ما يعتمد على الأسباب التي أنشأت هذه الظواهر الطبيعية الجغرافية.

مجالات البحث الجغرافي
حتى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. و نتيجة لذلك تعتبر الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدمأعلى العلوم الطبيعية وقدمأعلى العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلي ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. و نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعتبر مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري)...تى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. و نتيجة لذلك تعتبر الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدمأعلى العلوم الطبيعية وقدمأعلى العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلي ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. و نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعتبر مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري)...تى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. و نتيجة لذلك تعتبر الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدمأعلى العلوم الطبيعية وقدمأعلى العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلي ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. و نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعتبر مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري)...تى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. و نتيجة لذلك تعتبر الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدمأعلى العلوم الطبيعية وقدمأعلى العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلي ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. و نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعتبر مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري).

الجغرافيا العامة والجغرافيا الإقليمية في المنظور التقليدي
تتنوع الجغرافيا في المواضيع التي تدرسها والطرق التي تنتهجها. تدرس الجغرافيا جميع المظاهر التي يتصف بها سطح الأرض طبيعية كانت أم بشرية وتنقسم إلى شعبتين أساسيتين متكاملتين اختلافهما قائم على تباين طرق المعالجة والمنهجية.فققف الأولى ممثلة في الجغرافيا العامة بكل أنواعها الطبيعية والبشرية والاقتصادية...الخ والثانية هي الجغرافيا الإقليمية. الاختلاف بينهما هو أن الأولى تدرس الأنماط وتبحث عن القوانين المتحكمة فيها في حين أن الثانية تعتني بإبراز المميزات التي ينفرد بها كل منظر وكل مركب إقليمي. تحلل الجغرافيا العامة العلاقات والارتباطات لأنها تضع كل عنصر في قالبه العام خلال الدراسة، غير أنها لا تقارن أي ظاهرة إلا بظاهرة مماثلة لها تذكر تحت نفس العنوان، بينما تختص الجغرافيا الإقليمية بالبحث عن العلاقات والارتباطات التي تصل بين الظواهر القائمة في الإقليم الواحد وتقارن بينها رغم التباين في طبيعتها وأنماطها ويكون هذا لإبراز الانفراد الذي يتميز به الإقليم مع الأقاليم الأخرى. الجغرافيا الإقليمية هي البحث التركيبي لقطعة من مجال الأرض, ومهمتها ليست بوضع كشف عام لمكونات هذه القطعة بل مهمتها هي البحث عن الطريقة التي نظم بها هذا المجال وكيفية استغلال الإنسان له. الإقليم : يطلق اسم إقليم على مجال من الأرض ينفرد ببعض المزايا والمقومات تجعله وحدة متكاملة وتميزه عما يجاوره من مجالات ويمتد بنفس الدرجة التي تمتد بها هذه الخصائص وهذه المميزات مع العلم أن مفهوم الإقليم نسبي واجتهادي إن لم نقل ذاتي. نسبي إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لا يوجد على سطح الأرض منطقة تتشابه في كل مقوماتها مع منطقة أخرى مهما صغر حجمها واجتهادي ذلك لأن الفرد هو الذي يقوم شخصيا بتحديد الإقليم عادة حسب ما يتراءى له من خصائص يقوم عليها هذا التحديد وبقدر تنوع الأسس التحديدية بقدر تنوع الأقاليم نفسها. تتغير الأسس التحديدية إما حسب المكان أو الهدف المرسوم للتحديد الإقليمي إذا وضع التحديد من أجل استغلاله في تصميم مخطط تنمية مثلا فعناصر الاستقطاب المدني أو درجة التطور الاقتصادي أو التقسيم الإداري الذي سيكون الإطار التنفيذي للمخطط هي التي ستتحكم في تعريف الإقليم وكذلك يلعب اتساع الفضاء المدروس دورا هاما في تحديد نظرة الباحث إلى المقومات لأن المقياس المستعمل في وضع البحث يختلف مع اختلاف درجة الاتساع فتدرس الوحدات الشاسعة بمقياس صغير والوحدات الضيقة بمقياس كبير والأمر الذي يكون هاما في المقياس الكبير قد لا يصبح كذلك إذا صغر المقياس. فالمقومات التي يستعملها الدارس في تحديد الدراسة الإقليمية لا تتغير مع تغير طبيعة الشيء فقط بل كذلك حسب زاوية النظر التي يختارها ومقياس الدراسة الذي يضعه. و ذكرنا في التعريف أن حدود الإقليم خاضعة للمضمون الذي تحتوي عليه فيجب إذا تحليل هذا المضمون أولا حتى يسهل توقيع حدودا دقيقة تبعا لعناصر الاختلاف أو التشابه. يمكن لكلمة إقليم أن تشير إلى مركب متجانس تكون فيه العلاقات بين مختلف العناصر المكونة له واحدة أو تشير إلى مجموعة من مركبات متجانسة صغيرة تكون الفروق بينها داخل المجموعة أقل من تلك التي تفصلها عما حولها فتكون إقليما متميزا له صبغة إجمالية واحدة تبرزه وسط مجموعات أخرى. و يمكن للإقليم أيضا أن يكون مجموعة منظمة تحت تحكم مركز عمراني يجمع بين وحداتها حتى ولو اختلفت اختلافا كبيرا.
الإقليم إذا عبارة عن مركب ودراسته تخضع للبحث التركيبي فيبدأ أولا بتحديد عناصر المركب ثم نوضح العلاقات الكامنة بين هذه العناصر أي أنه يجب الإطلاع على مقومات الإقليم واحدة تلو الأخرى، ثم إدراك كيفية تأثير كل منها على الآخر.

جغرافيا طبيعية
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الجغرافيا الطبيعية أو الفيزيوجغرافيا هو العلم الذي يدرس الظواهر الطبيعية على سطح الأرض من حيث توزيع اليابس والماء والتضاريس وأشكال السطح والغلاف الجوي والغلاف الحيوي مما لم يتدخل فيه الإنسان. يهدف علم الجغرافيا الطبيعية إلى فهم شكل الأرض وتغيراتها المناخية وخصائص غطائها النباتي والحيواني.
مجالات الجغرافيا الطبيعية
علم شكل الأرض وهو العلم الذي يدرس أشكال سطح الأرض ونشأتها وتطورها والعوامل التي أثرت فيها.
علم المياه وهو العلم الذي يدرس توزيع المياه ومصادرهاوحركتها وجودتها على سطح الأرض.
علم الجليد هو العلم الذي يدرس توزيع الجليد على سطح الأرض وآثاره عليها.
جغرافيا أحيائية أو حيوية وهي علم توزيع الكائنات الحية جغرافيا.
علم المناخ:هو العلم الذي يدرس حالة الجو من الحرارة والرياح والرطوبة والأمطار لمدة تبدأ من الشهر وقد تصل إلى (33)سنة(دوره مناخية).
علم التربة:هو العلم الذي يدرس الترب وتوزعها الجغرافي وتصنيفها من حيث لونها وخصائصهاومنشئها.
علم الصخور.
علم دراسة الشواطئ.
علم الجيوديزيا.
علم الجغرافيا القديمة وهو العلم الذي يبحث في التطور الجغرافي للأرض خلال الأزمنة الجيولوجية.
جغرافيا فلكية: وهو علم يدرس الأرض على أنه كوكب من كواكب المجموعة الشمسية.
Geographylogo.svg هذه بذرة مقالة عن الجغرافيا بحاجة للتوسيع. شارك في تحريرها.
مشاريع شقيقة في كومنز صور وملفات عن: جغرافيا طبيعية
هناک مجال من الجغرافیاالطبیعی وهویعرف باسم بحث الاقلیمالمصغراوmicroclimatologyویبحث عن التغیرات المناخیه فی اطارمحلی محدود
_ الجغرافية الطبيعية في المفهوم الحديث: أنه بعد لييل Lyell كان هناك اندفاع إلى الدراسات الجيومورفولوجية وبدأ الاهتمام بهذا الجانب من الجغرافية الطبيعية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على السواء، وكان من كبار من أسهموا في هذا الاتجاه لويس أجاسيز L . Agassiz (1807 – 1873)، إذ نشر نتائج أبحاثه عن التجلد وهو أول من أطلق اسم Ice age أي العصر الجليدي. وتوالت الدراسات في ذلك الميدان حتى أن بدأ فردان ريختوفن F . Richthofen في دراسة إقليم البترول، واتسعت دراساته نتيجة لاتساع رحلاته وبخاصة في الشرق الأقصى، والولايات المتحدة الأمريكية، وقد درس الصين جيولوجياً وجيومورفولوجياً.

الجيولوجيا ...
الجيولوجيا أو علم الأرض أو الأراضة
يبحث في كل خصائص الأرض من حيث تركيبها وكيفية تكوينها والحوادث التي وقعت في نشأتها الأولى وكذلك البحث في حالة عدم الاستقرار والتغير المستمر الذي يحدث للكتلة الصلبة للأرض نتيجة تأثير عمليات وقوى مختلقة سواء كانت هذه القوى من خارج الكتلة الصلبة للأرض مثل (التعرية والتجوية) أو من داخلها (كازلازل والبراكين) كما يبحث في نتائج التغيير. وكلمة (جيولوجيا) مشتقة من اللغة اليونانية، حيث أن γῆ (غىٰ) تعني «أرض»، وλόγος (لوغوس) تعني «دراسة».
ومن أشهر الجيولوجيين العالم الشهير أبو الريحان البيروني والروسي أناتولي مالاخوف والعالم الإيطالي جيوفاني أردوينو Giovanni Arduino )1714 ـ 1795 م)
ينقسم علم الأرض إلى عدة أقسام منها:
جيولوجيا حيوية
علم الصخور
علم البلورات
علم الجيوفيزياء
علم المعادن: يشتمل على دراسة الخصائص الكيميائية والطبيعية للمعادن.
جيولوجيا النفط
الهيدروجيولوجيا
هندسة جيولوجية
الجيوكيمياء
علم جيولوجيا الأساطير
أبو الريحان البيروني

الجغرافيا البشرية
فرع من الجغرافيا يدرس النماذج والعمليات التي تصوغ تعامل البشر مع البيئة مع تركيز على أسباب ونتائج التوزع المكاني للنشاطات البشرية على سطح الأرض
مجالات اهتمامها
تهتم الجغرافيا الطبيعية بدراسة مظاهر البيئة المحيطة بالإنسان من تضاريس، ومناخ، وغطاء نباتي، وكذلك المسطحات المائية البحرية والمحيطية. أمّا الجغرافيا البشرية فتتناول دراسة توزيع المجتمعات البشرية، ومدى التأثير المتبادل بينها وبين بيئاتها الطبيعية، والصور الاجتماعية الناجمة عن تفاعل الإنسان مع بيئته المحلية مثل توزيع السكان وأنماط العمران حضرياً كان أم ريفياً، كما تشمل دراسة النشاط البشري ومؤثراته والتركيب السياسي بوصفة ظاهرة جغرافية تمثل رُقعاً من سطح الأرض لها حدودها الاصطناعية، وإمكانياتها الاقتصادية والبشرية وما يترتب على ذلك من مشكلات يوجهها ويؤثر فيها، بالضرورة، الظروف الجغرافية السائدة على المستويين الإقليمي والعالمي. لجغرافيا البشرية تتحدد بدراستها لملامح التفاعل، وأوجه التباين والتشابه بين الأقاليم المختلفة في البيئات بعناصرها الطبيعية وموارد الثروة المعدنية بوصفها أساس وقاعدة لفهم العناصر الحضارية Cultural or Man - Made، المترتبة عليه والمترابطة معه داخل إطار بيئي محدد. وهي بذلك تؤكد مبدأ الارتباط Correlation، الذي يثمر في فهم العلاقات التأثيرية والتأثرية Cause - Effect Relationships، بين الإنسان وبيئته. ويصبح تعريف الجغرافيا البشرية بذلك أنها العلم، الذي يهتم بوصف وتحليل الأنماط المكانية للظاهرات الثابتة والمتغيرة ذات الأصل البشري على سطح الأرض. وتنقسم الجغرافيا البشرية إلى ثلاثة فروع رئيسية.
أولاً: الجغرافيا الاجتماعية تتصل الجغرافيا الاجتماعية اتصالاً وثيقاً بعلم الاجتماع، كما يُفهم من اسمها، وكل فرع من فروعها يرتبط هو الآخر ارتباطاً وثيقاً ببعض العلوم الأخرى، فجغرافيا السكان ذات صلة وثيقة بعلم السكان أو الديموجرافيا. وجغرافية العمران الحضري والريفي ذات صلة وثيقة بعلم تخطيط المدن والريف Town and Country Planning، وتعتمد جغرافيا الخدمات على كل العلوم السابقة في توزيع وتصنيف المراكز الخدمية، وفيما يلي دراسة تفصيلية لفروع الجغرافيا الاجتماعية.
1. جغرافية السكان جغرافيا السكان فرع من فروع الجغرافيا البشرية، التي تدرس العلاقات المتعددة القائمة بين الإنسان وبيئته، والسكان هم المحور الرئيسي، الذي تدور حوله، ومن خلاله، كثير من العلوم في شتى المجالات سواء كانت علوماً إنسانية أو تطبيقية. ويتضح مما سبق أن الدراسات الجغرافية للسكان تتناول ثلاثة جوانب رئيسية، هي: نمو السكان، وتوزيعهم على سطح الأرض، وتركيبهم (العمري، والنوعي، والاقتصادي، والديني، والتعليمي)، والأساس في هذه الدراسة هو العلاقات المكانية التي تميز جغرافية السكان عن الديموغرافيا، ذلك العلم الذي يتناول السكان رقمياً بوصفه موضوعاً مستقلاً عن البيئة.
(أ) توزيع السكان
يختلف توزيع السكان من إقليم إلى آخر على سطح الأرض، فيلاحظ أن هناك أقاليم تتركز فيها أعداد كبيرة من السكان، بينما يقل هذا التركز في أقاليم أخرى، ويكاد ينعدم في أقاليم ثالثة، ويعني هذا أن سكان العالم موزعون توزيعاً غير عادل على سطح الأرض، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أهمها العوامل الطبيعية (كالمناخ ومظاهر السطح)، التي تؤثر في العمليات الإنتاجية والموارد الطبيعية، التي يمكن أن يستغلها الإنسان، وتعمل على تجمعه بأعداد متباينة، إلى جانب العوامل البشرية، التي تشمل المواليد، والوفيات، والهجرة، مما يؤدي إلى تباين معدلات النمو السكاني في الجهات المختلفة. ويختلف التوزيع السكاني حسب دوائر العرض اختلافاً جوهرياً وذلك لأن أقل من 10 % أقل من سكان العالم يعيشون في نصف الكرة الجنوبي، ومثل هذه النسبة يعيش بين خط الاستواء ودائرة العرض 20 شمالاً، وما يقرب من 50 % بين دائرتي عرض 20 شمالاً، 40 شمالاً، كذلك يعيش 30 % بين دائرتي عرض 40 شمالاً، و60 شمالاً، وأقل من نصف في المائة شمال دائرة العرض 60 شمالاً. أي أن حوالي أربعة أخماس السكان يعيشون بين دائرتي عرض 20 شمالاً، ييغقق60تليثقييب شمالاً، على الرغم من أن هذا النطاق يشمل معظم صحاري نصف الكرة الشمالي، ويضم سلاسل gdgyy(uè-(yyt-('eeeeجبلية وهضاباً مرتفعة كالهيملايا والتبت، إلاّ أنه يشمل منطقتي التركز السكاني الرئيسيتين في العالم، الأولى في جنوب شرق آسيا حيث يعيش نصف سكان العالم في حوالي 5 % من مساحة الأرض، والثانية في أوروبا ويعيش بها خمس سكان العالم ينتشرون على مساحة تقدر بنحو 5 % من مساحة اليابس. وقد أدى اختلاف التوزيع السكاني إلى اختلاف في كثافة السكان، ومن ثم يمكن تحديد أكثر جهات العالم ازدحاماً بالسكان وأعلاها كثافة بأربع مناطق رئيسية وهي:
1-الجزء الجنوبي من قارة آسيا، الذي يضم الهند، وباكستان، وبنجلاديش، وسريلانكا، وبورما، وتايلاند، وكمبوتشيا، وماليزيا، وإندونسيا، ويكون سكانه نحو 26.2% من إجمالي سكان العالم.
2-الجزء الشرقي من قارة آسيا والذي يشمل الصين الشعبية، واليابان، وكوريا، وتايوان، والفلبين، وفيتنام، وهونج كونج، وسنغافورة، ومنغوليا، ويكون سكانه نحو 27.8% من إجمالي سكان العالم.
3- قارة أوروبا وخاصة الجزء الغربي منها، ويمثل سكان هذا الجزء نحو 10% من إجمالي سكان العالم.
4- الأجزاء الشرقية من قارة أمريكا الشمالية، ويسهم سكانها بنحو 5% من إجمالي سكان العالم.
(ب) النمو السكاني
يعد حساب معدل النمو السكاني لمنطقة ما أمراً ضرورياً في علم السكان، وترجع هذه الأهمية إلى أن الدقة في حساب معدل النمو السكاني تسهم مباشرة في دقة التقديرات السكانية. وتساهم دراسة النمو السكاني في تحديد عدد السنوات، التي تستغرقها منطقة ما في الوصول إلى حجم معلوم، إذا استمر معدل النمو على ما هو عليه، فإذا كان معدل النمو السكاني في دولة ما 2% سنوياً، مثلاً، فإن عدد السكان في هذه الدولة سوف يتضاعف بعد 35 سنة فقط، ذلك لأن السكان يتزايدون وفق مبدأ الفائدة المركبة لا الفائدة البسيطة. عدد السنوات التقريبي الذي يتطلبه مجتمع سكاني ما كي يتضاعف عدده، وفقاً لمعدلات سنوية مختلفة للنمو السكاني، وذلك بافتراض ثبات هذا المعدل.
(ج) التركيب السكاني
ويعني الخصائص الكمية للسكان، التي يمكن التعرف عليها من بيانات التعداد، وأهم هذه الخصائص: التركيب العمري والنوعي، والتركيب الاقتصادي، والديني، واللغوي، والحالة الاجتماعية.
1- التركيب العمري والنوعي تعد دراسة التركيب العمري والنوعي، على قدر كبير من الأهمية في دراسة السكان، ذلك لأنها توضح الملامح الديموغرافية للمجتمع ذكوراً وإناثاً أو ما يعرف بنسبة النوع، ويحدد التركيب العمري الفئة المنتجة في المجتمع، التي يقع على عاتقها عبء إعالة، باقي أفراده، كذلك يعد التركيب العمري والنوعي نتاجاً للعوامل المؤثرة في النمو السكاني من مواليد، ووفيات، وهجرة التي لا يمكن اعتبار أحدها مستقلاً كلياً عن الآخر بل يؤدي أي تغير في أحد هذه العوامل إلى التأثير في العاملين الآخرين.
2- التركيب الاقتصادي يمكن من خلال دراسة التركيب الاقتصادي، تحديد ملامح النشاط الاقتصادي وأهمية عناصره وارتباطها بظروف البيئة الجغرافية، ويمكن كذلك تحديد نسبة العمالة، وحجمها، وأهميتها، وخصائصها المتعددة، ومعرفة معدلات البطالة، وتوزيعها حسب العمر، والنوع، والمهنة، كما تُسهم دراسة التركيب الاقتصادي في تحديد القوى العاملة في المستقبل اعتمادا على اتجاه معدلات التغير في نمو السكان وخصائصهم الاجتماعية وإسهام الإناث في القوى العاملة.
3- التركيب حسب الحالة المدنية (الزواجية) تعنى الحالة المدنية (الزوجية)، التوزيع النسبي للسكان الذين لم يسبق لهم الزواج والسكان المتزوجين والسكان المترملين والسكان المطلقين. ويؤثر التركيب العمري ونسبة النوع تأثيراً مباشراً على نسب السكان، الذين تضمهم هذه الفئات الأربع، كما تسهم الأحوال الاجتماعية والاقتصادية في تحديدها واتجاهها. ولذلك فإن الحالة المدنية للسكان ليست ثابتة، بل دائمة التغير، وهي تعكس في ذلك ظروف المجتمع السائدة اقتصادياً واجتماعياً.
4- التركيب حسب الحالة التعليمية تشمل التعدادات السكانية توزيع السكان الذين بلغوا سن العاشرة أو الخامسة عشرة فأكثر، حسب الإلمام بالقراءة والكتابة، وغالباً ما تكون هذه البيانات موزعة حسب العمر والنوع. ولهذه البيانات أهمية خاصة في أنها تُعد مؤشراً لمستوى المعيشة، ومقياساً للحكم على التطور الثقافي والاجتماعي، كما أنها تُعد ذات أهمية خاصة في التنبؤ بالاتجاهات التعليمية المستقبلة وفقاً للخطط الموضوعة. وفي الدول، التي تتزايد فيها نسبة الأمية، تكون بيانات التركيب السكاني حسب الحالة التعليمية، ذات فائدة مباشرة في التخطيط لمحو الأمية في مناطق الدولة المختلفة.
5- التركيب اللغوي من المعروف أن اللغة أساس قيام الحضارة فهي تُعد مصدراً للشعور الوطني المشترك، والوحدة الثقافية تكون أقوى بكثير من الجنس والسلالة في المشاعر القومية، ولا شك أن وجود مجموعات تتكلم لغات مختلفة داخل البلد الواحد يُحدث كثيراً من المشكلات السياسية ويقود إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية قد تُحدث الانقسام في حياة الشعب. ويُعد التركيب اللغوي، مهماً في الدول التي تتعدد فيها اللغات، فهناك أقطار كثيرة في العالم فيها لغات متعددة لمجموعات سكانية متفاوتة في أهميتها العددية كما هو الحال في الهند، وباكستان، وأندونيسا، ونيجيريا. ويذكر الكتاب السنوي الديموغرافي لعام 1956، ثلاثة أنماط من البيانات عن اللغات التي تشملها معظم التعددات وهي:
أ- اللغة الأصلية وهي اللغة التي يتحدث بها الشخص في موطنه (في طفولته المبكرة).
ب- اللغة التي يجري الحديث بها في الوقت الراهن (أو يتحدث بها عادة في الموطن).
ج- المعرفة بلغة أو لغات معينة
ويُستخدم النوع الأول في المقارنة بين المجموعات السكانية حسب لغاتها المختلفة. أمّا النوعان الأخيران فتكتنفهما صعاب في مثل هذه المقارنة، إلاّ أن قيمتهما تبدو في الدراسات الخاصة بتكيف المهاجرين مع المجتمعات الجديدة ذات اللغات المختلفة الأصلية. ويندر أن تتمشى الحدود السياسية تماماً مع الحد اللغوي للدولة، لكنها ساعدت على وجود تجانس لغوي في معظم الأحوال وأصبحت لغات الدول العظمى، التي أثرت في خريطة العالم السياسية لغات عالمية مثل الإنجليزية، والفرنسية، والأسبانية.
6- التركيب الديني تتباين أقاليم العالم في توزيع الأديان بها، ولكن هناك أربعة أديان كبرى تدين بها الغالبية العظمى من سكان العالم، وهي الإسلام، والمسيحية، والهندوسية، والبوذية. وهي تنتشر في مساحات كبيرة من اليابس، ومع ذلك فهي لا تكون تجمعات بشرية متجانسة، ولا تخلو من وجود شقاق بينها. وينعكس تباين التركيب الديني، على بعض المشكلات في العالم، فقد أدى ذلك التباين إلى تقسيم شبه القارة الهندية، وإلى خلق مشكلات أخرى، مثل مشكلة إيرلندا، وقبرص، والقليل من دول العالم تتميز بالتجانس الديني الكامل مثل المملكة العربية السعودية والدول الاسكندينافية، التي تعد من أكثر الدول البروتستانية تجانساً، ودول أمريكا الجنوبية التي تعد أكثر الدول الكاثوليكية تجانساً. وعلى الرغم من أن السكان يختلفون حسب عقائدهم الدينية، فإن التركيب الديني قد لا تشمله بعض التعدادات السكانية، لصعوبة الحصول على بياناته بدقة إذا قورنت بالخصائص السكانية الأخرى. كما أنه من الصعب جداً قياس المعتقدات الدينية والسلوك قياساً إحصائياً عن طريق جمع بيانات عنها، لذا فإن هناك دولاً كثيرة لا يتضمن تعدادها مثل هذه البيانات كما هو الحال في بريطانيا.
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى