مـنـتـديــات الــبـــاحـــث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

* الغزو الصليبي في العصر الحديث: ضحايا أمريكا في العراق - الإعلام التي تغض الطرف.

اذهب الى الأسفل

* الغزو الصليبي في العصر الحديث: ضحايا أمريكا في العراق - الإعلام التي تغض الطرف. Empty * الغزو الصليبي في العصر الحديث: ضحايا أمريكا في العراق - الإعلام التي تغض الطرف.

مُساهمة  طارق فتحي الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 6:31 pm

الغزو الصليبي في العصر الحديث: ضحايا أمريكا في العراق
مُساهمة  طارق فتحي في السبت 7 نوفمبر 2015 - 8:05
هل كانت كلمات بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بوصفه للحرب على الإرهاب بأنها حرب صليبية مجرد ذلة لسان؟! وخطأ غير مقصود؟! أم أن فلتة اللسان هذه جاءت تعبيرا عما استقر داخله من عقيدة يجتهد في إخفاء أثرها عليه، والحقيقة التي لا تقبل الشك في هذا الأمر أن تلك الكلمات من بوش لم تكن سوى فلتة من فلتات اللسان التي تُعبر عن العقيدة واليقين الذي استقر داخل قلب ونفس وعقل الرئيس الأمريكي جورج بوش: فلم يكد يمر عام على تسلم الرئيس جورج بوش – الابن – مقاليد الرئاسة في البيت الأبيض، حتى برز إيمانه والتزامه بعقيدة حركة الصهيونية المسيحية، الأمر الذي تجسّد في تقرّب قادة هذه الحركة منه.
وقد يزول ما لدينا من التباس إذا ما أدركنا أن الرئيس جورج بوش من عائلة تنتمي جميعها إلى منظمة العظام والجمجمة تلك المنظمة التي تعمل على خدمة إسرائيل وتحقيق النبوءات التوراتية والتي على رأسها ما ورد في الجزء 33 من التوراة، حيث ينسب إلى الله قوله لموسى إنه: " أعطى بني إسرائيل حق وراثة أرض كنعان "، وحيث يُنسب إليه قوله أيضا: " عليك بطرد كل سكان هذه الأرض ... وإذا لم تخرجهم جميعا أمامك، فإن الذين يبقون منهم سيكونون كالقش في عيونكم، وكالأشواك في خواصركم، وإنهم سوف ينغصون عليكم صفو حياتكم في الأرض التي تعيشون فيها"
ومن ثمة لابد من تحقيق الإرادة الإلهية بإقامة إسرائيل من النهر إلى البحر، على أن تكون دولة يهودية صافية لا يبقى فيها " قش في العيون وأشواك في الخواصر ".
صور لقوات أمريكية تُهاجم العراق فيما عُرف بالحرب على الإرهاب تحمل نصوص توراتية حرص وزير الدفاع رامسفيلد عليها قبل عرضها على بوش
فلم يقف الأمر عند حد اعتبار مساعدة إسرائيل والتمكين لها في فلسطين واجباً دينياً، وإنما نجح لاهوتيو الحركة الصهيونية المسيحية في ربط الوقائع السياسية بالنبوءات التوراتية. وهو ما برع فيه القس هول ليندسي، الذي ادعى أن النبوءات التوراتية تضمنت إشارات إلى وقائع وأحداث مثل صعود الأصولية الإسلامية، وانهيار عملية السلام في الشرق الأوسط، وتشكيل الاتحاد الأوروبي. حتى عملية غزو العراق التي قادتها الولايات المتحدة في عام 2003، دخلت ضمن تأويلات قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية للنبوءات التوراتية.
فالقس ديفيد بركيز ذكر أن تدمير بابل الذي ورد في الإصحاح 18 يعني تدمير العراق. وآخر هو القس تشالز واير أستاذ اللاهوت في جامعة دالاس، ادعى أن إصحاح اشعيا 13 أشار إلى قيام صدام حسين بغزو الكويت، لإقامة قاعدة للهجوم على إسرائيل.
مذبحة الفالوجة على يد الأمريكان
قبل ضرب أمريكا للعراق بأقل من شهر وفي 11/3/2003، كان عنوان غلاف مجلة "نيوزويك" في كلمتين اثنتين هما: بوش والرب. وفي الداخل خصصت المجلة حوالي 12 صفحة استعرضت فيها الجانب الإيماني في حياة الرئيس الأمريكي، الذي بعد أن هداه الله وكف عن "الشقاوة" اعتبر نفسه من بين الذين "ولدوا من جديد". وهذه ليست صفة، ولكنها عنوان لجماعة تحمل ذلك الاسم وتضم 64% من أبناء الشعب الأمريكي (يقدر البعض عددهم بحوالي 120 مليون نسمة ويرى آخرون أن هذا الرقم مبالغ فيه وان عددهم لا يتجاوز 40 مليوناً).
هذا ما حدث لأطفال العراق على يد الأمريكان
وهي تقدم الرئيس بوش وفريقه ممن يوصفون بأنهم من المحافظين الجدد، وصفتهم بأنهم الأشد رسوخاً في "الإيمان" في العصور الحديثة، قائلة : "كأن الرئاسة تأسست ودعمت وأرشدت في ظل قوة الرب الدنيوية والروحانية". أضافت في هذا الصدد أن الرئيس بوش يؤمن بأن الإدارة الإلهية تحركه وتبارك خطواته. لذلك فانه قبل أن يترشح للرئاسة جمع نفراً من القساوسة لينال بركتهم، بعدما اخبرهم بأنه "تمت دعوته" لكي ينشد منصباً ارفع. ومنذ تولي منصبه وهو يتصرف كمبشر يتولى منصب القيادة، ويفسر الأحداث تفسيراً غيبياً.
كانت النتيجة - والكلام للأسبوعية الأمريكية - أن معتقداته الدينية أعمته عن رؤية العالم المحيط به، أو قراءة أحداثه بصورة متوازنة. فقد قال لمستمعيه ذات مرة عقب أحداث 11 سبتمبر "إن الإرهابيين يكرهون حقيقة.. أن نعبد الرب العظيم بالصورة التي نراها مناسبة".
وهذا ما جرى لنساء العراق على يد الأمريكان
يتساءل همام عبد الله علي – في الحوار المتمدن - احتلال العراق حربُ سلام أم حربٌ على الإسلام ؟!
في شهر آذار من عام 2003 اجتاحت الولايات المتحدة الأمريكية العراق في غزو سافر خارج إطار الشرعية الدولية أسفر عن احتلالٍ أمريكي بغيض في شهر نيسان من العام نفسه، ومن ذلك الحين صدرت الكثير من الدراسـات والأبحـاث والمؤلفـات وعقــدت عدة مؤتـمرات وندوات لمناقشة أهـداف الولايات المتحدة من احتلالهـا للـعراق ، ركز بعضها على الأهــداف الاقتصادية المتأتية من ثروات العراق المعدنيــة في مقدمتها النفط،ومنها من ركـز على هـدف إقامة قواعـد عسكرية لاستكمال سلسلـة تواجدهــا العسكري في الشرق الوسط وغـرب آسيــا وبالتالي تطويق روسـا والصين،وذهـب آخرون إلى أهـداف سياسيـة تتمثل في إقامـة حكـومـة ديمقراطية توافقية ـ قوامها الطائفية والعرقيةـ تشكل قاعدة للانطلاق نحو بلدان الشرق الوسط وبالتالي تغيير خارطة النظم السياسية في المنطقة وتحويلها من الاستبداد إلى الديمقراطية التي ترضاها أمريكا (ديمقراطية طائفية تفتت الوحدة الوطنية) مما يسهل تجزئة هذه الدول وإقامة دويلات على أساس المكون (عرقية) وبالتالي تطبيق خطة الشرق الأوسط الكبير.
ونحن هنا نؤكد على ذلك كله ونثني عليه، بيد إننا نود الإشارة إلى أن هناك أهداف أخرى على الصعيد الديني لهذا الاحتـلال غفل البعض عنها وهـذا ما سنسلط عليه الأضـواء في هـذه الأسطر المتواضعة في محاولةُ منا للإجابة على السؤال الآتي: ما هي أهم الأهـداف الدينيـة من الاحتلال الأمريكي للعراق؟!
وقبل الإجابة على هذا السؤال تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة ورغم تبني دستورهــا لمبدأ فصل الدين عن الدولة إلا أن الدين يحتل موقعاً متقدماً في الحيـاة السياسيـة والاجتماعيـة للشعـب الأمريكي الـذي ينتمي اغلبه للمذهب البروتستانتي المنشق عـن الكنيســة الكاثوليكيــة الأوربية على يـد (مارتن لوثر) قائد حركة الإصلاح الديني التي ظهرت في أوربـا فـي القـرن السادس عشر، إذ بشر لوثر في كتابه (المسيح ولد يهودياً) أن روح القدس شاءت أن تنزل كـل أسفـار الكتـاب المقـدس على اليهـود وأن اليهـود هـم أبنـاء اللـه ، هنـا انطلقــت حركـــة الصهيونيـة المسيحيـة التي جمعـت بين الصهاينـة اليهـود والمسيح البروتستانتيين والإنجيلييـن وعــد التـوراة هــو الكتاب المنزل من الله ، وزعم أبناء هـذه الحركـة بأنهم مكلفيـن مـن قبل الرب لتنفيذ خطته للكون كما وردة في التوراة ،ويمتثل هؤلاء لعقيدة قوامها الأيمان بالولادة الثانية للمسيح (عليه السلام) وتسمى عقيدة الألفية السعيدة، بيد أنهم يزعمون بأن الله قد حدد في التوراة شروطاُ لعودة المسيح تمثل خطته المذكورة للكون وهي الآتية :ـ
1ـ تجميع كل يهود العالم في الأرض التي وعدهم بها الله وهي فلسطين التي أخرجهم منها الملك البابلي (نبوخذ نصر) في إطار ما يسمى (بالسبي البابلي).
2ـ إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النهر إلى البحر(من نهر الفرات إلى البحر الأحمر).
3ـ أن تكون القدس عاصمة إسرائيل الأبدية.
4ـ هدم المسجد الأقصى المبارك وإعادة بناء هيكل سليمان على أنقاضه.
5ـ إثارة حروب دينية وفتن طائفية وعرقية في المنطقة كي ينزل المسيح لتخليص أتباعه في معركة هرمجدون الفاصلة(كما يدعون).
وهذا ما جرى لرجال العراق على يد الأمريكان
ويزعم هـؤلاء بأن الكتاب المقدس ينبئ بمعركـة بين قوى الخير المسيحييـن واليهـود وقوى الشر العرب والمسلمين والصين في مكان أسمه هرمجدون بيـن الأردن وفلسطين (في سهل المجدل)، إذ تقـول الخرافة : أن المسيح سينزل على سحابـة إلى الأرض ليحمل عليهـا أتباعه ويرتفع بهم إلى السماء وبعدها تقع حرب نووية تدمر العالم وتنهي قوى الشر ويباد فيها ثلثي يهود العالم والثلث الباقي يؤمن بأن المسيح هو المخلص،ثم ينزل المسيح وأتباعه إلى الأرض ليحكم العــالم لمدة ألــف عــام سعـيد ؛ ولعـل هـذا ما يفسر السياسات التي تنفذهــا إسرائيل في فلسطين من مجازر وعمليات استيطان وحفر قرب المسجد الأقصى فضلاٌ حروبها في المنطقة ودورها في مـا تشهـده الأخـيرة من فتن وأطمـاع خارجيــة. لكن ما علاقة احتلال العراق بذلك كله؟
للإجابة على هذا السؤال نقول: بأن العراق بقواه العسكرية والاقتصادية ومشاريعه القومية الوحدوية كان يشكل حجر عثرة في طريق المشروع الصهيوني المسيحي للعودة الثانية للمسيح مـن خـلال تهديده لأمـن إسرائيـل ولعل قصفـه لتل أبيب يـؤكـد ذلك ؛ الأمـر الذي دفـع الكـيان الصهيوني إلى التخطيط لإزالة العراق من معادلة الصراع العربي ـ الصهيوني ، وإفراغه من قوته ، هذا وضغط إسرائيل على الولايات المتحدة لاحتلاله وقد تم ذلك للأسف بمعونة عربية واضحة في نيسان 2003.إذاُ ما هي أهداف أمريكا الدينية من احتلال العراق؟
فاحتلال العراق لا يمكن أن ينظر إليه على انـه يتعلـق بأهـداف اقتصاديـة وعسكريـة وجيوبوليتيكية فقط،بل جاء استناداٌ إلى السياسات المنطلقة من الأفكار والنبوءات التوراتية والإنجيلية ولعل أهم الأهداف الدينية من الاحتلال هي الآتية :ـ
أولاٌـ الانتقام من بابل نبوخذ نصر ( الثأر من السبي البابلي) :ـ
لا يخفى على احدٍ ما قام به الملك البابلي (نبوخذ نصر) من غزو اليهود وسبيهم (السبي البابلي) وإخراجهم من فلسطين،وعليه فأن قساوسة الحركة الصهيونية المسيحية يربطـون بين العراقيين الحاليين وبين البابليين آنذاك على أساس أن العراقيين هـم أحفـاد البابلييـن وورثتهـم وبالتالي فالثأر منهم هو ثأر لليهود،وهناك نصوص محرفه تؤكد ذلك منها ما ذكره القس(دافيد بريكنر) بقوله: (إننا نعـرف بأن تدمير بابل الـذي ورد في الإصحاح 18،يعني تدمير العـراق) وهناك نصوص توراتية وإنجيلية أخرى تـؤكد ذلك منها:ـ
1ـ رؤيا اشعياء (13: 9ـ16) : ( هاهو يوم الرب قادم مفعم بالقسوة والسخط والغضب الشديد،ليجعل الأرض خراباً... وأعاقب العالم على شره...واضع حداَ لصاف المتغطرسين... وأذل كبرياء العتاة... وأزلزل السماوات فتتزعزع الأرض في موضعها...وتولي جيوش بابل حتى ينهكها التعب إلى أرضهم ... ويمزق أطفالهـم على مرأى منهم وتنهب بيوتهم، وتغتصب نسائهم)
2ـ الكتاب المقدس ( أريما 51: 29ـ30) : ( فترتجف الأرض وتتوجع؛لأن أفكار الرب تقوم على بـابل ، ليجعـل الأرض خـراباَ بــلا ساكـن ، كـف جبارة بـابل عـن الحـرب،وجلـسوا فـي الحصون، نضبت شجاعتهم وصاروا نساءً ، حرقوا مساكنها ، تحطمت عوارضها )
3ـ الكتاب المقدس ( المزامير 27: 6ـ9 ) : (.... يا بابل المخربة ، طوبى لمن يجازيكِ جزائكِ الذي جازيتنا ، طوبى لمن يمسك أطفالك ويهشم على الصخرة رؤوسهم )
وهكذا يؤكد العهد القديـم (التـوراة) والكتاب المقدس (الإنجيـل والتــوراة) الـذي يـؤمن به الإنجيليون والأصوليون والحركة الصهيونية المسيحية وفـي مقدمتهم اليمين الأمريـكي الـذي انبثقت منه إدارة جورج دبليو بوش السابقة ، على وجوب الحرب على العراق ـ سواءً غزه الكويت أم لا وسواءً أمتلك أسلحة دار شامل أم لا ـ وتركه خراباً بلا ساكن من أجل أن تكون هذه الحرب انتقاماً تاريخياً تنبأ به العهد القديم، من الآشوريين والكلدانيين الذين دمـروا مملكتا إسرائيل ويهوذا ، وكان قدر العراق أن خرج منه هؤلاء (الآشوريين والكلدانيين)
وهذا هو الأمان الذي تحقق للعراقيين على يد الأمريكان
ثانياًـ نشر المسيحية والتبشير بِها (تنصير العراق والمنطقة) :ـ
يعد نشر المسيحية في الساحة الإسلامية انطلاقاً من بغداد من أهم الأهداف الدينية التي تسعى الولايات المتحـدة إلى تحقيقـهـا فـي المنطقـة بـعد احتلالها للعـراق ، إذ عد بوش الابن ومؤيديه الإنجيليين احتلال العراق بدايةُ لنشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء على الإسلام ، وهذا ما أكدتهُ مجلة (نيوز ويك) الأمريكية في عددها الصادر بتـاريخ 15 آذار 2003 إذ جاء فيها " أن أنصار بوش مـن الإنجيلييـن يأملون أن تكـون الحرب القادمـة على العراق فاتحةً لشر المسيحية" كما أكد بوش الابن ذلك بقولهِ : " إن الديمقراطية ستنتشر مـن العراق إلى البلدان المجاورة ، وسيسمح لنا العراق الحر بـأن ننشر تعاليم المسيح في البلدان التي تصدنا قوانينها"
وعندما بدأت الحرب كان الغزاة قد حشدوا المنصرون لتنفيذ خطة تنصير الشعب العراقي ومن ثم المنطقة فقد رافق قوات الاحتلال مرشـد دينـي (قداس ديني) يعظهـم ويذكرهـم بهـدف تعريف المسيح لمن لا يعرفونه كي تسبح شعوب الأرض باسمه،ليس هذا وحسب بل أن البيت الأبيض قد أعطى الضوء الأخضـر للمنظمـات التبشيريـة والكنائس المختلفـة للـدخـول للعـراق لنشر المسيحية إذ أعلن: ( أنـه لن يمنع "الجمعيات الخيرية المسيحية" من ممارسـة مهامها التنصيرية داخل العراق ) وعليـه بـدأت المنظـمات التبشيريـة وتحـت تسميـات مختلفـة التوافـد للعراق بمساعدة من قوات الاحتلال حتى وصل عدد هذه المنظمات داخل العراق إلى أكثر من مئة منظمة ، تختلف في مسمياتها وسياساتها ووسائلها ومواردها وتتفق في هدفها الأساس وهو نشر المسيحية في المنطقة انطلاقاً من العراق المحتل، ولعل أهم المنظمات التنصيرية العاملة في العراق حالياً هي ما يأتي :ـ
1ـ مؤسسة ساماريتانس بيرس :ـ وتعد من أكبر التنظيمات الإنجيلية في العالم ومن أهم المنظمات التنصيرية التي دخلـت العراق ، يديرهـا القـس الأمريكي الشهيـر فرانكلين جراهام وفي إطار نشاطهـا في العراق حصلـت على تمويـل من الـوكالة الأمريكيـة للتنميـة يقدر بــ (4200000) دولار لتنمية أنشطتها التبشيرية في العـراق، وقد ذكـر فرانكليـن في تصـريح يوم الثلاثاء 25/3/2003 " أن أعضـاء منظمته توجهـوا إلـى (believe net لموقع )
العراق لتولي مهمة التنصير ، وأنـه يفعل ذلك باسم المسيح ،وبالتنسـيق الكامـل مع وكـالات الإدارة الأمريكيـة فـي العاصمــة الأردنيـة عمـان، وذكـر الواعـظ جوش ليلنون أحـد أعضـاء المنظمة أنه كان في معسكر (بوشماستر) في النجف يستغل حاجة المعتقلين للمياه الضرورية لدورة المياه ويشترط على هؤلاء المعتقلين التعميد والتحول عن الإسلام إلى المسيحية للوصول إلى خزانات الماء المخصصة للأمريكان في المعسكر وقـال لأحـد الصحفيين : " الأمر بسيط للغاية ، المسلمون يريدون الماء ، أنا املك هذا الماء وهو لهم إذا قبلوا تعميدهم " .
2ـ المؤتمر المعمداني الجنوبي :ـ أكبر تجمع بروتستانتي أمريكي،أرسل آلاف المنصرين إلى العراق ليوفرون الغذاء والمأوى للعراقيين ويركزون على الجنوب.
3ـ منظمة مجمع التوراة العالمي:ـ التي أعدت طبعة خاصة للعهد القديم كي توزع على اللاجئين العراقيين،ونظمت حملت تبرعات واسعة لحث كـل أمريكـي على دفع أربعين سنتاً لطبع كتيب تنصيري وشحنه إلى العراق.
4ـ منظمة الإغاثة العالمية :ـ وهي الذراع الإنساني للرابطة الإنجيلية التي أعلنت أنها في انتداب توراتي إلى العراق لتعريف اليائسين بيسوع المسيح.
5ـ منظمة القوافل الطبية الدولية:ـ ولها أربعة مكاتب في العراق وجميعها كانت منحة من النظام السابق استجابةً لشروط الأمم المتحدة من خلال برنامج(النفط مقابل الغذاء).
فضلاً عن منظمات أخرى عديدة منها ( مجلس التنصير العالمي ، وهيئة الإرساليات الدولية، وهيئة المعونة الأمريكية، ومنظمة تطويـر خدمـات الشرق الأوسط النتصيريـة البريطانية ولها نفوذ واسع في شمال العراق.... الخ)
حتى القرآن الكريم لم يسلم من عبث الأمريكان
وتمارس هذه المنظمات طرق وأساليب مختلفة لتحقيق أهدافها ومنها ما يأتي :ـ
أ ـ التنصير الطبي وتقديم الخدمات :ـ إذ تستغل المنظمات التبشيرية حاجة العراقيين للمعونة الطبية فتقدم ملايين الدولارات لتوفير الإمدادات الطبية باسم الصليب ، ويأتي هنا أسم خدمة ) المؤلفة من 36 مجموعة إنجيلية وأرثوذكسية تعمل في العراق منذc.w.s)الكنيسة العالمية
1991 حتى وصل تمويلها بعد غزو العراق إلى نحو 1.2 مليون دولار.
وهذا ما أصاب الطير على يد الأمريكان
ب ـ تقديم الإغاثة الإنسانية والمواد الغذائية :ـ إذ دخلت العديد من المنظمات التنصيرية إلى العـراق تحت مضلـة المنظمـات الإنسانيـة والإغاثيـة وقـد أعترف بـذلك مسؤلـون أمريكان ،
وتقدم هذه المنظمات المواد الغذائية للعراقيين وتوزع إلى جانبها نسخاً من إنجيل العهد الجديد.
جـ ـ إلقاء الأناجيل على المسلمين بالطائرات العسكرية :ـ إذ تقـوم المقاتـلات الأمريكيـة بإلقـاء المنشورات والكتب الدينية على الشعب العراقي في مختلف المناطق، وهذا ما حدث في مناطق الحلابسة والصقلاوية وعامرية البو عيسى؛إذ قامت مروحيـات أمريكيـة من نـوع أباتشـي فـي كانون الأول عــام 2004 بإلقـاء آلاف النسـخ مــن المنشـورات التنصيـرية والأناجيـل وكـانت الأخيرة صغيرة الحجم جداً وكتبت فيها مقتطفات من إنجيل بطرس ولوقا.
وهذه وحدة العراق على يد الأمريكان الآن
د ـ توزيع الكتب والأفلام والمنشورات التنصيرية على المسلمين :ـ إذ تقـوم المنـظمـات التنصيرية بتوزيع آلاف الكتب التنصيرية المجانية والمنشورات والأناجيل وشرائط الكاسيت والفيديو، وأهمها فيلم (يسوع) الذي أنتجته السينما العالمية ليروي قصص محرفة لنبـي الله عيسى (عليه السلام) وقد تم دبلجته إلى أكثر من 70 لغة وأكثر من 200 لهجة محلية ويوزع في العراق باللهجة المحلية العراقية ،فضلاً عن توزيع قصص تبشيرية على الأطفال في العديد من المدن والقرى العراقية.
وهذه يوميات الشعب العراقي بعد احتلال الأمريكان
هـ ـ مسجد يسوع :ـ تقيم هذه المنظمات (مسجد يسوع) لتمويه عقيدتها وتدعو الناس إلى هذا المسجد ، ويدعي هؤلاء المنصرون أنهم يشهدون( أن لا إلـــه إلا الله وأن محمد رسول الله)، ويقنعون الناس بأنهم نوع من الصوفية وبالتالي يتسللون إليهم عن يطرق تلك السبل.
وهذا عراق الأمجاد بين الأمس واليوم
وـ تدشين محطات إذاعة وتلفزة تنصيرية:ـ مثل إذاعة صوت المحبة. فضلاً عن طرق ووسائل أخرى متعددة.
ولعل هدف التنصير ونشر المسيحية هذه هو ما يفسر التركيز الإعلامي المهول على حادثة كنيسة النجاة في بغداد ، ونحن إذ ندين الحادث ونشجبـه فأننا نؤكـد بـأن ما تبعـه مـن مطالبـات إعلامية بحقوق المسيح وحمايتهم يتماشى مع هـدف نشر المسيحيـة من خـلال المطالبـة بإقامـة محافظة مسيحية تتسم بالانفتاح والازدهار (الانحلال) مما يشكل حافزاً للشباب المسلم لدخولهـا الذي قد يشترط التعميد أو ربما الامتناع عن ممارسة الطقوس الإسلاميـة داخلهـا ، ومن يدري علها تكون دولة داخل دولة لتنفيذ مشروع تقسيم العراق ، ولما كـان قيـام هكـذا محافظـة يخـدم الحركة الصهيونية المسيحية بالدرجة الأساس ، فمن يا ترى المستفيد من استهـداف المسيحييـن في العراق؟ ومن يخطط ويمول تلك الأعمال التي تستهدف الكنائس وإتباعها ؟
ثالثاًـ حماية أمن إسرائيل :ـ لإسرائيل أهميـة خاصـة لـدى صانـع القـرار الأمريكـي الممتثل لأفكار الحركة الصهيونية المسيحية والعقيدة الألفية ليس لكونهـا أداة لحمايـة المصالـح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وحسب ، بل لأن قيامها يعد شرطاً ضرورياً لعودة المسيح وقيامها هذا يراد به دولة إسرائيل من النهر إلى البحر (من نهر الفرات إلى البحر الأحمر) أي أنهـا ستشتمـل علـى العـراق ولمـا كـان الأخيـر يرفـض تطبيـع علاقاتـه مـع إسرائيـل ورفضـه الاعتراف بهـا وتهديده لأمنهـا فانـه بذلك يعوق العودة الثانية للمسيح ، الأمر الذي يحتم أزالته وتدميره كي تتمكن إسرائيل تنفيذ مشاريعهـا المؤديـة إلى نهايـة العالم في المنطقـة ، وقد اشرنا غلى ذلك أنفا.
رابعاًـ تهيئة المنطقة دينياً لقيام معركة هرمجدون :ـ
تحتل منطقة الشرق الأوسط أهمية خاصة في المدرك الإستراتيجي الأمريكي ليس بسبب ما تمثله من أهمية اقتصادية وجيو إستراتيجية وجيو سياسية فحسب ، بل لكونهـا المكان الـذي ستقام فيه معركة هرمجدون كما ينبئ بذلك العهد القديم والكتاب المقدس على حد زعم قساوسة الحركة الصهيونية المسيحيةـ مما يتطلب التهيؤ لها ـ وهذا ما أكده القس (بيل جراهام) إذ حـذر من أن العالم يسير بسرعة كبيرة نحو معركة هرمجدون ، وقـال: "يتساءل الكثيرون : أين تقـع هرمجدون وما مدى قربها منا؟ حسناً أنها تقع إلى الغرب من نهر الأردن بين الجليل والسامرة في سهل يزرعيل"(سهل المجدل) ويضيف قائلاً: " أن الكتاب المقـدس يعلمنـا بـأن أخـر حـرب عظيمة في التاريخ،سوف تخاض في ذلك الجزء من العالم : الشرق الأوسط " .
وقد عد قساوسة اليمين المسيحي حرب العراق فرصـة لتهيئة الشـرق الأوسط دينيـاً لإقامـة هرمجدون فهذا تيم لاهاي يقول : " أن العراق يشكل نقطة محورية خلال أحداث نهاية العالم" مؤكداً أن العراق سيؤدي دوراً أساسيـا فـي معـركـة هرمجـدون، ويؤيـده القس جيري فالويـل بالقول " إننا عندما نشن الحرب في العراق سنقوم بذلك لإعادة المسيح إلى الأرض لكي تقـوم الحرب الأخيرة التي ستخلص العالم من جميع الكافرين " أي أن احتلال العراق شرط أساسي لوصول العالم إلى نهايتـه بعـودة المسيح وإقامـة معركـة هرمجدون ؛ إذ يعتقد أنصار المذهب البروتستانتي والعقيدة الإسترجاعية(رجوع المسيح ) أن العالـم بدأ يسيـر نحـو نهايتـه وفقـاً للأحداث الآتية :ـ
1ـ قيام دولة اليهود في فلسطين.
2ـ تشكيل محور للشر من دول كافرة بالمسيحية ويشمل محول الشر هذا الدول المارقة (العراق ، إيران ، كوريا الشمالية).
3ـ تبدأ إرهاصات المعركة باحتلال أرض بابل( أرض العراق ) .
4ـ ثم تنشب معركة هرمجدون الفاصلة.
وبذلك يكون احتلال العراق جزءاً من عملية تهيئة منطقة الشرق الأوسط دينياً وهذا ما أكده بوش الابن بقوله "أن الحرب على العراق هي مهمة إلهية "
هذا ويعتقد أنصار اليمين الأمريكي المحافظ بأن العودة الثانية للمسيح تسبقها حروب دينية وكوارث طبيعية وانهيارات اقتصادية وفوضى اجتماعية في الشرق الأوسط ؛ لذا هم يعملون على تحقيق ذلك من خلال رفض السلام في الشرق الأوسط والصمت عن انتهاكات إسرائيل وإشعال الفتـن والحـروب الطائفيـة وضـرب السنـة بالشيعـة والصوفيـة بالسلفيـة والمرجعيـة بالمرجعية، والمسلمين بالعلمانيين ، والإصلاحات في مصر، واستفتاء جنوب السودان.
وإجمالاً فأن احتلال العراق يعد بمثابة وسيلة لتحضير وتهيئة منطق الشرق الأوسط دينياً لعودة المسيح و اندلاع معركة هرمجدون الفاصلة.
ويتضح مما تقدم بأن احتلال العراق ما هو إلا حربٌ على الإسلام في مقامها الأول فضلا عن عائداتها الآخرة(اقتصادياً ، وعسكرياً ، وسياسياً) إذ تهدف الولايات المتحدة من احتلالها للعراق دينياً إلى : نشـر المسيحيـة فـي المنطقـة انطلاقـاً مـن العـراق، وحمايـة أمـن إسرائـيل وترسيـخ دولـة إسرائيل الكبرى ، فضلاً عـن تهيئـة المنطقـة دينيـاً لـوقوع معـركـة هرمجدون وعودة المسيح .
هل كانت كلمات بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر بوصفه للحرب على الإرهاب بأنها حرب صليبية مجرد ذلة لسان؟! وخطأ غير مقصود؟! أم أن فلتة اللسان هذه جاءت تعبيرا عما استقر داخله من عقيدة يجتهد في إخفاء أثرها عليه، والحقيقة التي لا تقبل الشك في هذا الأمر أن تلك الكلمات من بوش لم تكن سوى فلتة من فلتات اللسان التي تُعبر عن العقيدة واليقين الذي استقر داخل قلب ونفس وعقل الرئيس الأمريكي جورج بوش: فلم يكد يمر عام على تسلم الرئيس جورج بوش – الابن – مقاليد الرئاسة في البيت الأبيض، حتى برز إيمانه والتزامه بعقيدة حركة الصهيونية المسيحية، الأمر الذي تجسّد في تقرّب قادة هذه الحركة منه.
وقد يزول ما لدينا من التباس إذا ما أدركنا أن الرئيس جورج بوش من عائلة تنتمي جميعها إلى منظمة العظام والجمجمة تلك المنظمة التي تعمل على خدمة إسرائيل وتحقيق النبوءات التوراتية والتي على رأسها ما ورد في الجزء 33 من التوراة، حيث ينسب إلى الله قوله لموسى إنه: " أعطى بني إسرائيل حق وراثة أرض كنعان "، وحيث يُنسب إليه قوله أيضا: " عليك بطرد كل سكان هذه الأرض ... وإذا لم تخرجهم جميعا أمامك، فإن الذين يبقون منهم سيكونون كالقش في عيونكم، وكالأشواك في خواصركم، وإنهم سوف ينغصون عليكم صفو حياتكم في الأرض التي تعيشون فيها"
ومن ثمة لابد من تحقيق الإرادة الإلهية بإقامة إسرائيل من النهر إلى البحر، على أن تكون دولة يهودية صافية لا يبقى فيها " قش في العيون وأشواك في الخواصر ".


الإعلام التي تغض الطرف عن اضطهاد المسلمين حول العالم
إعلام المسلمين في الهند
انتقادات لوسائل الإعلام التي تغض الطرف عن اضطهاد المسلمين حول العالم
سيارة محترقة في مومباي بعد مظاهرات قام بها المسلمون ضد التغطيات الصحافية لأحداث العنف في ميانمار («الشرق الأوسط»)
نيودلهي: براكريتي غوبتا
اشتبك المسلمون مؤخرا في عاصمة المال الهندية مومباي مع وسائل الإعلام. استهدف المتظاهرون المسلمون، الذين كانوا يحتجون على قتل مسلمين في ميانمار وولاية أسام شمال شرقي الهند، مسؤولين إعلاميين، وأشعلوا عربات البث الخارجي الخاصة بالمحطات التلفزيونية وحطموا الكاميرات وتعقبوا المراسلين والصحافيين موجهين إليهم لكمات وضربات.
كانت موجة الغضب الموجهة ضد وسائل الإعلام مدفوعة بما وصفه المتظاهرون بالتغطية «الرديئة» لأحداث العنف ضد المسلمين في أسام وميانمار. كانت هناك عبارات محرضة ضد وسائل الإعلام، حيث صاحت الجموع قائلة: «تعقبوا وسائل الإعلام». حمل بعض المتظاهرين لافتات تحمل عبارة: «توقفوا عن قتل المسلمين في ميانمار وأسام.. لماذا تخرس ألسنة وسائل الإعلام؟» وحملت لافتة أخرى عبارة: «ذبح أطفال صغار بوحشية في أسام وميانمار. لماذا لا تغطي وسائل الإعلام مثل تلك الأحداث؟» إن وظيفة وسائل الإعلام هي تغطية الأحداث. وقد أثار الحادث، الذي يعد واحدا من أندر الأنواع انتقادات حادة من جانب المؤسسات الإعلامية عبر مختلف أنحاء البلاد. أدانت نقابة محرري الهند العنف الموجه ضد الصحافيين، وحثت الشرطة على التعامل مع المهاجمين «بصرامة».
«حرق ثلاث عربات بث خارجي وشن هجمات على المراسلين والمصورين وتحطيم معداتهم لإخفاء الأدلة واقعة مقلقة بشكل خطير، كما أن حقيقة أن الجموع هددت بحرق مصور تحتاج لتحقيق شامل ويجب توجيه الاتهامات للمجرمين»، هذا ما قاله فيجاي نايك، السكرتير العام للنقابة. وعلى الرغم من ذلك، فإن منظمي الحدث قد تقدموا باعتذار غير مشروط لوسائل الإعلام، واصفين إياه بمؤامرة لإحداث فجوة بين المسلمين ووسائل الإعلام.
وذكر مسؤولون من أكاديمية رازا وجمعية العلماء السنة وجمعية أئمة المساجد السنية و20 جماعة إسلامية سنية أخرى أنهم شعروا بـ«خجل شديد» من أعمال العنف، وأدانوا الهجمات على وسائل الإعلام في مظاهرة سلمية موجهة ضد الهجوم على المسلمين في أسام وميانمار، «واصفين الحادث بأنه من صنيع عناصر معدومة الضمير تعمد إلى تشويه صورة المسلمين».
إن مهمة الشرطة هي تحديد من يمكن أن يتحمل المسؤولية عن ما حدث، لكن ليست هذه هي المرة الأولى التي يتهم فيها المسلمون الهنود وسائل الإعلام الهندية بالتحيز المتعمد ضد المسلمين.
تتكرر شكوى في أوساط المسلمين مفادها أن وسائل الإعلام الهندية «الشعبية» حريصة على إظهار المسلمين بشكل معين، بوصفهم معارضين للتقدم وميالين للعنف، ومعارضين بقوة للحداثة وما إلى ذلك. بل إن بعض المسلمين يدعون أن الإعلام «الشعبي» معاد تماما للمسلمين ومشارك في مؤامرة كبرى لتشويه صورة الإسلام، من خلال تحالفه المزعوم مع مجموعة من «أعداء الإسلام»، مثل الغرب والقوى الصهيونية.
وفي محاولة لتحليل ادعاء المسلمين، فيما يلي بعض الإحصاءات لتحديد موضع المشكلة الحقيقية.
هناك عدم تمثيل للصحافيين المسلمين في وسائل الإعلام الشعبية الهندية، حيث إن التقارير الإخبارية والأعمدة التي يكتبها الصحافيون المسلمون لا تزيد نسبتها عن 1 في المائة. وعلى المستوى الوطني، هناك نحو 12 صحافيا يتحدثون اللغة الإنجليزية ممن تظهر تقاريرهم في الصحف الوطنية اليوم وربما يصل العدد إلى الضعف في المحطات التلفزيونية الشعبية، وهو العدد الذي يعتبر ضئيلا جدا لدى مقارنته بعدد مسلمي الهند البالغ 180 مليون نسمة. وفي الهند، بعد 65 عاما من الاستقلال، هناك صحيفتان صغيرتان نصف أسبوعيتين تصدران باللغة الإنجليزية (هما «ميلي غازيت» و«مادهيام») وثلاثة مواقع إلكترونية («تو سيركلز نيوز» و«إنديان مسلم أوبزرفر» وUmmid.com) يديرها مسلمون.
تتخصص غالبية دور النشر الإسلامية في الهند في النصوص الإسلامية، وقلما نجد أيا منها ينتج أدبا عن الظروف الاجتماعية والتعليمية والسياسية والاقتصادية للمسلمين أو عن قضايا عامة تهم الناس بصرف النظر عن ديانتهم. تتعامل معظم وسائل الإعلام المملوكة لمسلمين، بعيدا عن بعض الاستثناءات الملحوظة، مع قضايا دينية أو مع قضايا ترتبط بشكل مباشر بالمسلمين وحدهم ومعظم قرائها من المسلمين. ولا تختلف المحطات التلفزيونية الجديدة المملوكة لمسلمين التي تم إطلاقها في الهند في السنوات الأخيرة كثيرا.
ونظرا لاهتمامها فقط بالإسلام والتعاليم الإسلامية، على غرار معظم دور النشر والمجلات الإسلامية، فإنها تتوافق مع معظم جمهور المسلمين. وهذا التركيز المحدود على المسلمين والشؤون الإسلامية يجعل من الصعب قيام أي حوار حقيقي مع وسائل الإعلام غير الموجهة للمسلمين. وبشكل عام، فإنها تفتقر لأي سياسة إعلامية فعالة وقد بذلت قليلا من الجهود الجادة في سبيل الحوار مع وسائل الإعلام الموجهة لغير المسلمين. كذلك، يعوزها أيضا فريق العمل المدرب والمؤهل بشكل جيد الذي يمكنه تغطية قضايا عامة أو اجتماعية. من ثم، فإنها عادة ما تقوم بتعيين أفراد متوسطي المهارات وتنتج طاقم عمل متوسط المهارات، ونظرا لأنها موجهة لسوق محدودة جدا، فإنها لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة جدا ويجب أن يتم إغلاقها، مثلما حدث بالفعل.
لذلك، فإنه ليس من المفاجئ أن لا تكون آراؤهم ومخاوفهم ممثلة أو منعكسة في خطاب وسائل الإعلام «الشعبية» عن المسلمين. هناك عدد محدود نسبيا من الصحف الصادرة باللغة الأردية، التي يديرها مسلمون. غير أن قراءها يكونون من المسلمين فقط وعادة ما تكون مقيدة بالأحداث التي تقع في المجتمع الإسلامي. ومن ثم، فإن أي شيء ينشر في الصحف الصادرة باللغة الأردية لا تكون لديه أي فرصة للوصول إلى الجمهور الهندي الشامل الذي يضم قطاعا عريضا من غير المسلمين. ويشير تقييم للصحف الموجهة للمسلمين الصادرة باللغة الإنجليزية، إلى أنها تخصص معظم مساحتها لكتابة مواضيع عن شكاوى المسلمين من الظلم الذي يذوقونه على يد السلطات الحكومية الهندية، وشكاوى من اضطهاد المسلمين من جانب الحكومات الغربية والتصريحات المحمومة من جانب الجماعات الهندية المتطرفة وتغطية الشخصيات والأحداث في الدول الإسلامية الأخرى. ومن ثم، تكون احتمالية أن يقرأها غير المسلمين، ممن يمكن أن يرغبوا في استشعار نبض المسلمين في الهند، ضعيفة جدا؛ وثمة قدر محدود جدا من المواد الصحافية التي يمكن أن تثير الاهتمام الوطني هناك، والتي قد يرغب غير المسلمين في قراءتها في صحيفة، سواء أكانت مطبوعة أم إلكترونية. ويقول فينود ميهتا، رئيس تحرير مجلة «أوت لوك» الهندية: «إن حاجة المسلمين لاستبطان الأمور والتوقف عن إلقاء اللوم على الآخرين عن كل أخطائهم لا تتردد أصداؤها إلا بشكل بسيط في قطاعات كبيرة من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية. ثمة اتجاه واضح في معظم وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية متمثل في إلقاء اللوم فيما يتعلق بكل أخطاء المسلمين على ما يوصف بشكل متكرر باسم (أعداء الإسلام) وتجاهل حالات معاناة غير المسلمين، سواء على أيدي مسلمين أو آخرين.
إذا ما ظل المسلمون منعزلين عن وسائل الإعلام الهندية الشعبية، واستمروا في انشغالهم بعالمهم ضيق النطاق من الشكاوى والسياسات الداخلية والدول الإسلامية الأخرى والتقدير المتبادل.. الخ. وفي حالة ما إذا لم تكن تقارير الصحافيين المسلمين عن الحقائق على الأرض منشورة في العدد الكافي من وسائل الإعلام الشعبية، فإنهم بذلك يفتقرون إلى فرصة ذهبية».
ويقول عادل أختار، رئيس اتحاد الصحافيين لعدالة الصحافة: «وسائل الإعلام الأردية تحتاج للتركيز على الصحافة الاستقصائية واتجاه الاعتماد على الوكالات الإخبارية يجب أن يتغير الآن. وسائل الإعلام الأردية تحتاج إلى التركيز على محتواها لأن المحتوى هو الأساس».
وعلى الرغم من ذلك، فإن الصحافيين يثيرون كثير من المشكلات فيما يتعلق بظروف العمل. يقول محمد مباشر الدين خرام من صحيفة «ديلي سياسات»: «لا يوجد أمن وظيفي في وسائل الإعلام الأردية، كما أننا لا نملك اتحادا قويا يدعمنا».
علاوة على ذلك، فإن جمع الأخبار ليس هو الشغل الشاغل الوحيد. يضيف: «علينا جمع أخبار، وأيضا تضمين لتحقيق عائد».
تقول ريحانا باستيوالا من صحيفة «بي بي سي أوردو»: «للارتقاء بمستوى وسائل الإعلام الناطقة باللغة الأردية، يجب تحسين مستوى المدارس الأردية».
ويعبر الكاتب آذر فاروقي عن رأيه قائلا: «على الرغم من عدم اتفاقي بشكل كامل مع رأي المسلمين الهنود فيما يتعلق بصورتهم في وسائل الإعلام، فإنني لن أفند فكرتهم بشكل مباشر، بل سأتعمق في تفاصيل ملامح هذا الفكر، جنبا إلى جنب مع مشكلات وسائل الإعلام. ولهذا السبب فقط، يجب أن أتحدث أيضا من منظور الصحافة الأردية في الهند، إذ إن الصحف الأردية التي يديرها مسلمون فقط هي التي ألحقت قدرا أكبر من الضرر بصورة المسلمين في الهند من وسائل الإعلام الناطقة بأي لغة أخرى». وفي هذا التحليل، لن أقوم بتضمين صحف أوردية مثل «براتاب» و«ميلاب» و«هند ساماتشار»، نظرا لأنها لا تدار من قبل مؤسسات إسلامية، كما أن قراءها ليسوا من المسلمين. وتعتبر مخاوفها المهنية وتوجهاتها التحريرية مختلفة تماما. إن وسائل الإعلام الأردية، خاصة في شمال الهند وعلى وجه الخصوص في دلهي، سلبية وغير مهتمة بدرجة كبيرة بالترويج للصور الإيجابية للمسلمين ودعمها في مجتمع شمولي مثل الهند. ثمة إدراك سائد بين المثقفين (حتى القراء المسلمين) مفاده أن الصحف الأردية ليست مهتمة بلعب أي دور في سبيل جعل المسلمين جزءا من التغيرات الاجتماعية والتحديث الذي يجري مجراه بشكل سريع في الهند.
سئلت عرفة خنوم شرواني، التي قد عملت مع بعض أكبر وسائل الإعلام الشعبية في دلهي عن رأيها في ادعاء المسلمين أن وسائل الإعلام عادة ما تتحيز بشكل كامل ضدهم. كان نص السؤال هو: بوصفك امرأة مسلمة، هل واجهت أي نوع من التمييز أثناء عملك في وسائل الإعلام المملوكة لغير مسلمين؟
أجابت شرواني: «كلا، لم أشعر مطلقا بالتمييز أو عدم الراحة، باستثناء بعض الأحيان، عندما كانت تتحول المناقشات في المكتب إلى مواضيع مرتبطة بالمسلمين مثل الإرهاب أو المناقشات المتعلقة بالسياسات الشمولية، أو إحدى الفتاوى المستهجنة، حينما يطلب مني فجأة تقديم إجابة بالنيابة عن علماء الدين الذين قد أصدروا مثل تلك الفتاوى. لكن، بشكل عام، شعرت بأني جزء لا يتجزأ من فريق عمل. في المعتاد، توكل إلى الصحافيين المسلمين في وسائل الإعلام الشعبية مهمة الكتابة عن قضايا المسلمين لأنه يتوقع منهم أن يكونوا ملمين بمعلومات أكثر عن مثل هذه الأمور. علاوة على ذلك، فإنه في بعض الأحيان، يشعر رؤساؤهم بأن القضايا المتعلقة بالمسلمين على درجة مفرطة من الحساسية بحيث لا يمكن أن يتناولها صحافي غير مسلم. على الجانب الآخر، قد تكون مهمة خانقة ومقيدة. أولا، ربما يشك القراء أو المشاهدون في صدق ما يكتبه أو يقوله صحافي مسلم عن قضايا مرتبطة بالمسلمين، مفترضين أنه متحيز لها عاطفيا كمسلم، ومن ثم، يفتقر للموضوعية في تناولها. لذلك، يواجه المرء مشكلة تعريفه بوصفه (صحافيا مسلما)، لا مجرد صحافي، لا تشكل ديانته الإسلامية أهمية في حياته المهنية. بهذه الصورة، تكون منفصلا ومنعزلا عن بقية زملائك. بعدها، تشعر بأنك مقيد بدرجة هائلة، ويبدأ الناس في إثارة تساؤلات تتعلق بموضوعيتك في تغطية قضايا المسلمين لمجرد كونك مسلما».
وتضيف: «الشخصيات الإسلامية الرجعية التي تقوم وسائل الإعلام بتسليط الضوء عليها أحد أسباب مبالغة وسائل الإعلام في تناول القضايا المتعلقة بالمسلمين. إنهم يزودون وسائل الإعلام بالذريعة التي تحتاجها، بإصدارهم فتاوى مستهجنة، غالبا ما تتعلق بالنساء. تسلط وسائل الإعلام الضوء على أكثر الأشخاص الذين يمكن الوصول إليهم ممن يزعمون أنهم يتحدثون باسم المسلمين. إن المحطات التلفزيونية لا تملك الوقت الكافي للبحث عن الشخصيات الأكثر عقلانية، إذا ما تعذر الوصول إليهم أو آثروا التزام الصمت عند مناقشة القضايا المتعلقة بالمسلمين. لذلك، عادة ما يتحدثون إلى أي شخص يأتي إليهم أو إلى من يسهل الوصول إليه، وعادة ما يكون هؤلاء هم أكثر الشخصيات تحفظا وتشددا، ممن لديهم مؤسساتهم الخاصة، ومن يمكن أن تجري معهم وسائل الإعلام اتصالات بسهولة للحصول على تصريحاتهم الجذابة، وأحيانا الاستفزازية والغريبة والرجعية، التي يتم نشرها في الصحف أو بثها في وسائل الإعلام المسموعة».
وتضيف: «إن البعض منهم بالفعل يتسم بالذكاء الإعلامي ويكون متعطشا للشهرة، ويخرج عن النهج الصحيح لتوطيد علاقات مع وسائل الإعلام. إن المسلمين أصحاب الآراء المعتدلة، الذين يمثلون آراء السواد الأعظم من المسلمين الهنود، يجب أن يتخذوا موقفا ويبدأوا في الحديث عن قضايا متعلقة بالمسلمين، فضلا عن قضايا أخرى. إننا لا يجب أن ندع الآخرين يتحدثون بالنيابة عنا».
تستكمل شرواني: «إن المؤسسات الإسلامية التي تزعم أنها تتحدث باسم جميع أو معظم المسلمين الهنود ليست لديها سياسة إعلامية على الإطلاق، على الأقل ليست لديها سياسة إعلامية فعالة. حتى إن بعضها ليس لديها متحدث باسمها يمكنه التعامل مع الشؤون الإعلامية. تستطرد شرواني قائلة: «يدير الغالبية العظمى منها مولويون أو أشخاص لهم نفس طريقة تفكير المولويين. سوف يرفض كثير منهم ببساطة الحديث إلى امرأة. لقد واجهت أنا شخصيا، بوصفي امرأة مسلمة، تلك المشكلة في بعض المواضع. قليل منهم هم من يتحدثون بأي لغة خلاف الأردية البسيطة التي لا يمكن لوسائل الإعلام فهمها. وقلما يكون لدى أي من تلك المؤسسات الإسلامية فريق عمل مؤهل بشكل جيد وتلقى تعليما حديثا يمكنه تحدث الإنجليزية أو الهندية جيدا، بحيث يمكن أن تتواصل معه وسائل الإعلام».
تقول شرواني: «في الأساس، تتلخص صورة المسلمين السيئة في وسائل الإعلام في هذا.. إذا لم تكن لك، كسلعة، قيمة كبيرة، وإذا كان ما ينظر إليك بوصفك معاديا تماما للاتجاهات الحديثة، فإنك تقضي على قيمتك والإدراك العام لك ولمصداقيتك. إن على المؤسسات الإسلامية مراقبة وسائل الإعلام وإرسال بيانات صحافية بانتظام ودعوة الإعلاميين للتواصل معهم. وبهذه الطريقة، من دون أن يظهروا بمظهر وعظ أو دفاع عن النفس أو اعتذار، يمكنهم أن يساهموا في مخاطبة تساؤلات وسائل الإعلام بشأن مؤسساتهم أو المسلمين أو الإسلام بشكل عام. إن الهدف لا يجب أن يكون هو الوعظ، مثلما يحدث في الأغلب، وإنما التواصل والتفاعل».
وتستكمل قائلة: «فيما يوجد بعض النساء المسلمات في محطات تلفزيونية مملوكة لغير مسلمين، فإن عدد النساء اللائي يظهرن على المحطات التلفزيونية التي يديرها مسلمون قليل. قلما نجد امرأة مسلمة تشغل منصبا رفيعا في أي مجلة أو صحيفة يديرها مسلمون. من ثم، ففيما يتعلق بالنوع، نجد افتقارا للشمولية في وسائل الإعلام الإسلامية».
وتقول تشاندان ميترا رئيسة تحرير صحيفة «بيونير»: «لا أتفق مع الرأي القائل إن وسائل الإعلام ليست حساسة تجاه قضايا المسلمين. لقد كانت، في واقع الأمر، على درجة من المسؤولية وسرعة الاستجابة، لكن مداها يعتبر موضوعا آخر. بدلا من نعت كل وسائل الإعلام بالصفة نفسها، يحتاج المرء إلى التمييز وتوسيع النطاق، دون الادعاء أن وسائل الإعلام برمتها متماثلة. إن أهل الفكر والفئة المثقفة لا يجب أن يكونوا بمعزل عن وسائل الإعلام الشعبية، بل عليهم زيادة حجم وجودهم فيها».
طارق فتحي
طارق فتحي
المدير العام

عدد المساهمات : 2456
تاريخ التسجيل : 19/12/2010

https://alba7th.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى